روايات

رواية جانبي الأيسر الفصل التاسع عشر 19 بقلم نسمة نبيل

رواية جانبي الأيسر الفصل التاسع عشر 19 بقلم نسمة نبيل

رواية جانبي الأيسر الجزء التاسع عشر

رواية جانبي الأيسر البارت التاسع عشر

جانبي الأيسر
جانبي الأيسر

رواية جانبي الأيسر الحلقة التاسعة عشر

بشركة مروان…

* يجلس كلا من سليم ومروان بداخل قاعة الإجتماعات منكبين على بعض الملفات لدراستها والمناقشة فيها… إزداد مروان فهما لبعض الأمور إلى حد ما.. ولكن…

سليم ( بنفاذ صبر) / بقالك ٣ ساعات في نفس الملف يا مروان ، إرحمني… أنا مقفل قصادك ٧ ملفات بالميزانية بتاعتهم…… ما إنت لو فعلا حمار زي ما إعترفت على نفسك كان زمانك فهمت إنما البعيد جنس ملته ايه بالظبط.

مروان ( بتذمر كالأطفال) / ما أنا بصراحة جعان… مقعدني ٣ ساعات من غير بوق مياه حتى…. إنت بتعذبني ولا إيه يا Boss.

سليم ( وهو يهم بالمغادرة) / أنا غلطان إني سايب شركتي وقاعد قدام واحد زيك ، أنا رايح أشوف أكل عيشي.

مروان ( بمرح وهو يتمسك بذراعه) / لا أبوس إيدك يا Boss متزهقش مني ، خلي بالك طويل ، إنت عايز أبويا ياكل وشي ، ده حط أمل كبير فيا بعد ما جبتك تعلمني.

سليم ( بسخرية) / أمل ماتت يا مروان… أمل ماتت ، تحب تيجي معايا تحضر عزاها.

مروان ( بمرح) / ماشي بس خلينا ناكل لقمة الأول ، أخوك واقع والله.

* إنقض سليم عليه محاوطا رقبته بذراعه محكما قبضته بواسطة يده الأخري كمصارعين الحلبات في حركة تثبيت الخصم..
مروان ( بضحك ) / بهزر يا رمضان… بهزر.. إيه مبتهزرش.

سليم ( بإبتسامه) / ما أنا بهزر أهو ، تحب أتقل هزاري شوية.

مروان ( بإستسلام) / لاء يا عم خلاص حرمت.

* أزال سليم ذراعه وإبتعد عنه قليلا وهو يضحك عليه… ليضحك مروان وهو يأخذ متعلقاته الشخصية من على الطاولة ويتوجه للخارج مردفا….
مروان / يالا بقى خلينا نلحق ميعاد الغدا.

* ضرب سليم كفي يديه ببعضهما وحرك رأسه بقلة حيلة ، ودعى الله أن يلهمه الصبر .

* توجه سليم لمكتب صغيرته ليأخذها معه لتناول الغداء ، بعدما إنتظره مروان بالسيارة….دلف عليها ليجدها تخرج من مكتب الحاج فايز ويبدو عليها الإرهاق…
سليم ( بلهفه) / حبيبتي مالك ،شكلك تعبان.

سارة ( بتعب) / شوية تعب بسيط متقلقش.

سليم ( بخوف) / لاء بسيط إيه إنتي مش شايفة وشك عامل إزاي.. تعالي إقعدي.

* أجلسها على الأريكة الموضوعة بالغرفة وجلس على عقبيه أمامها وأمسك كف يدها ومسد على وجنتها بيده الأخرى…
سليم / أكلتي ؟

سارة / أيوة ، ما إحنا فطرنا سوا.

سليم ( بقلق) / إنتي مجنونة ، إزاي تقعدي لحد دلوقتي من غير أكل ، مأكلتيش ليه من السندوتشات إللي عملتهالك الصبح ؟

سارة ( بإرهاق) / مكنتش فاضية ، الشغل كتير أوي إنهارده.

مسح سليم على وجهه محاولا الهدوء ، توترت سارة من تعابير وجهه الغاضبة…
سارة ( ببكاء كالأطفال ) / أنا أسفة مش هعمل كده تاني.

* إندهش سليم منها ، ولكنه تذكر أن هذا حالها معظم الأوقات بسبب هرمونات الحمل اللعينة ، فأغمض عينيه محاولا الثبات أمام طفولتها التي أصبحت محببه لديه…
سليم ( بإبتسامه) / طب إنتي بتعيطي ليه دلوقتي ؟

سارة ( من بين شهقاتها) / علشان… أنا… جعانه.

* أخذها سليم بأحضانه مربتا عليها مانعا ضحكاته ، لا يريد أن تنقلب عليه بهرمونات حملها ، فالبكاء يجعلها وديعة كالأطفال ويسهل عليه التعامل معها بعكس غضبها الذي ينغص عليه أنفاسه حتى، فعصبيتها يصعب التعامل معها حقا.

* قام سليم وتناول حقيبتها مخرجا منها علبة الطعام ووضعها بجانبها ممدا يده لها بقطعة خبز..
سليم ( بحب) / كلي السندوتش ده لحد ما نروح نتغدى ، أنا كنت جاي أخدك علشان نتغدا بره.

* إبتسمت سارة وأومأت برأسها وتناولت منه قطعة الخبز وبدأت بتناولها بنهم شديد جعله يبتسم و يحرك رأسه بقلة حيلة عليها.

*************************************

بشركة كريم….

* طل كريم برأسه بأنحاء مكتبها ،ولكنها لم تكن موجوده ، ليقوم بالسؤال عنها… لا أحد يعلم أين ذهبت.. ليشعر بالغضب منها لقد تكرر هذا الموقف أكثر من مرة بأوقات مختلفة… وكالعادة تدلف عليه مكتبه بعد بعض الوقت ، بعدما أخبروها بسؤاله عليها…
وفاء ( بهدوء) / حضرتك طلبتني.

كريم ( ببعض الحده) / وفاء مش معنى إنك من طرف مرات أخويا ، وإنك أنقذتيني مرة من ورطة كنت هقع فيها ، يبقى مينفعش تتحاسبي لما تغلطي…. دي مش أول مرة ملاقكيش على مكتبك ، ومبرضاش أسألك علشان محرجكيش … بس لما يبقى عندنا إجتماع مهم وحضرتك عندك علم بيه ، وتسيبي مكتبك و تختفي حتى مكلفتيش خاطرك تحضري الملفات إللي هنحتاجها ، ده يبقى إسمه إيه غير إستهتار ، لو إنتي مالكيش في الشغل قولي وأنا أشوف واحدة بدالك ، ده مكان أكل عيش وأكيد في ناس محتاجة للشغل أكتر منك.

وفاء ( بهدوء تاام) / أنا أسفة لو عطلت لحضرتك مصالحك…. بالنسبة للإجتماع فملفاته أنا مجهزاها قبل ما أخرج.. والإجتماع لسه فاضل عليه عشر دقايق.. متقلقش حضرتك خمس دقايق وكل حاجه هتبقى جاهزة….. وطبيعي لو أنا بضر بمصلحة العمل إن حضرتك تجيب غيري معنديش مشكلة خالص دي حاجة متزعلنيش…..وأنا مستعدة أكمل مع حضرتك لحد ما تلاقي حد مناسب علشان حضرتك متتعطلش…. بعد إذنك.

* إستشاط غضبا من هدوءها ، وكادت أن تغادر حتى إنتفض من مكانه واقفا..
كريم ( بغضب) / إستني عندك.

* إلتفتت وهي تحاول جاهدة أن تتمالك حالها أمامه….. لم يعرف لم ذهب غضبه عند رؤيتها بهذة الهيئة وهي واقفة أمامه محاولة الثبات ، بعيونها التي تلمع بالدموع ووجهها الأحمر من إحتقان الدماء به بسبب محاولتها لكبت إنفعالها ، ليزفر بضيق ويقول بنبرة أقل حده…
كريم / ممكن أعرف بتروحي فين ؟

وفاء / بصلي.

كريم ( بدهشه) / بتصلي ؟

وفاء / أيوه بصلي في الجامع إللي جمب الشركة.

* هربت الكلمات منه ، ظل متأملا لها بهدوء وهي متجنبة النظر له… ليتدارك نفسه بعد لحظات ويقطع الصمت..
كريم ( بهدوء) / طب مبتصليش في مكتبك ليه ؟

وفاء / علشان ممكن أي حد يدخل عليا وأنا بصلي زي ما حضرتك ما بتعمل كده ، وده مينفعش.

كريم / طيب مكنش ينفع تحضري حاجة الإجتماع قبل ما تمشي مكنتش هتاخد منك خمس دقايق زي ما بتقولي.

وفاء / حضرتك الشغل ممكن يتأجل الخمس دقايق دول ، لكن الصلاة لاء…. لا يبارك الله عملا ينهي عن الصلاة… بعد إذنك علشان أخلص شغلي.

* لم تعطيه فرصة للرد وقامت بالمغادرة… لم يكن ليعطيها ردا بجميع الأحوال فصدمته منها ألجمته…. لم يفكر بالصلاة من قبل ، بل لم يحثه أحد عليها حتى والديه ، لم يقابل أحد ملتزما إلى هذة الدرجة … حقيقة لقد إحتلت تفكيره بلحظات بواسطة كلمات قليلة دبت الرعب بقلبه فأحس أنه في مواجهة ضارية مع وحش شرس يسمى التقصير.

*************************************

بفيلا عصام…

* جلست ليلى بتعب شديد على الأريكة بالبهو بعدما قامت بإخراج ما في جوفها للمرة الرابعة منذ الصباح حتى الأن ، مما جعلها تتغيب عن محاضراتها لليوم….رفضت جلوس عصام بجانبها وتركه لعمله فاليوم لديه أمر هام ، ليوعدها بالإنتهاء منه في أقل وقت عائدا لها … تحدثت مع والدتها للشكوى ، فإستنبطت زينب حالة إبنتها من الأعراض لتطير زينب وخيرية فرحا…. أصابت ليلى بعض البلاهة ولكنها ما لبثت أن تحولت لفرحة عارمة جعلتها تقفز كالأطفال …. دلف عصام للتو من الباب لتقع عينه على هذة الطفلة الصغيرة التي أسرت قلبه ليبتسم عليها ويحرك رأسه بقلة حيلة عليها…

عصام ( بإبتسامه) / إنتي يا بنتي مش كنتي تعبانه الصبح ومش قادرة تقومي من مكانك.

* إتجهت ليلى بخطوات سريعة تجاهه وأمسكت بكفي يديه وظلت تدور به قليلا ثم أرتمت بأحضانه بفرح مهدئة لأنفاسها……. رفعت رأسها بعد لحظات ناظرة لذلك الواقف بإبتسامة يتأملها بكل حب.

عصام ( وهو يداعب بعض خصلات شعرها بحنان) / مالك يا قلبي إيه إللي مجننك كده فرحيني معاكي.

ليلى ( بحب) / عصام أنا حامل.

عصام ( بدون إستيعاب) / مش فاهم.

ليلى ( وهي تضحك) / أنا… حا.. مل.

عصام ( بحده وهو يخرجها من أحضانه ) / نعم يا ختي.

ليلى ( بصدمه) / مالك يا عصام ، إنت مش مبسوط ؟

عصام ( ببعض الغضب) / عايزاني أبقى مبسوط ومراتي بتتنطط زي العيال الصغيرة وهي حامل ، إنتي إتجننتي ؟ إزاي تجري وتتنططي بالمنظر ده مش خايفة على إللي في بطنك.

ليلى ( مستدركة خطئها) / أنا أسفة والله من فرحتي مخدتش بالي.

عصام ( بحده) / من هنا ورايح مفيش حاجه إسمها مخدتش بالي ، شغل الأطفال ده ممنوع نهائي ، ونزول الجامعة للضرورة ، ومفيش وقوف في المطبخ تاني هجيبلك حد يساعدك ويخلي باله منك ، ويستحسن متنزليش ولا تطلعي السلم كتير غير لما أبقى موجود علشان أشيلك ، وممنوع الشيبسي والحاجة الساقعة والحاجات الغريبة إللي إنتي بتاكليها دي.

ليلى( بتذمر كالأطفال) / أي اوامر تانية يا سيادة الرائد.

عصام ( بحده مصطنعه وهو يحاول منع إبتسامته) / أه ، أفلام الرعب إللي إنتي بتحبي تتفرجي عليها دي ممنوعة منعا باتا ، أنا مش عايز الولد يطلع أهبل.

ليلى ( جاحظة العينين) / أنا هبلة!

عصام ( بإبتسامة وهو يحتضنها ) / أحلى وأطعم هبلة في دنيتي كلها ، ألف مبروك يا قلب عصام.

* أخرجها من أحضانه محاوطا وجهها بكفي يديه مقتربا منها ، متذوقا من طعم شفتيها بحب…. حملها بين ذراعيه متوجها لاعلى…
عصام / دلوقتي بقى تطلعي تلبسي علشان هخدك وننزل نروح للدكتور علشان أتطمن عليكم.

ليلى ( ناظرة له بكل حب) / ربنا يخليك ليا يا عصام.

عصام / ويخليكي ليا يا دنيا عصام كلها.

***********************************

بإحدى المطاعم…

* تأكل سارة بنهم من الصحون المليئة بالطعام أمامها والتي طلبتها في وقت سابق…. ينظر لها مروان ببلاهه ، بينما يستشيط سليم غضبا منه…. أطرق بأصابعه على يد مروان الموضوعه بجانب صحنه مردفا…
سليم ( بضيق) / ما تبص في طبقك يا بني أدم ، مراتي هتشرق.

* إنتبهت سارة وبيدها ملعقة الطعام المملؤة بالطعام ونظرت لمروان وإنفجرت من الضحك…
سارة ( بمرح) / تاخد حته.

مروان ( بإبتسامه) / بالهنا والشفا على قلبك ، أنا أسمع إن الحوامل يعني بياكلوا كتير ، بس أول مرة أشوف.

سارة ( بإبتسامه) / كتير بس ده أنا قربت أنفجر.

مروان ( بعفوية ) / مش باين عليكي إنك بتاكلي كل ده ، أنا مصدقتكيش أصلا لما قلتيلي إنك متجوزة و حامل ، قلت مش معقول المزه دي حامل.

* كاد سليم الإنفجار من الغضب وهو ينقل نظره بين هذان الإثنان التي ستكون نهايتهم قريبة على يد زوج مجنون.

* إحتبس الطعام بحلقها وظلت تسعل بعد كلمات مروان ، وهي تنظر لذلك الغاضب بجانبها ولمروان التي ودت لو وئدته أمه قبل ولادته.

* أمسك مروان بكوب الماء بسرعة وناوله لها ، كادت أن تلتقطه ليمسك به ذلك المستشاط غضبا بكل غيظ وهو ينظر له يكاد قتله……..
سليم ( وهو يضغط على أسنانه) / على فكرة دي مراتي .

* ترك مروان كوب الماء له وحك مؤخرة رأسه وهو يهرب بنظراته بعيدا عنه بعدما إستدرك ما تفوه به منذ لحظات بكل غباء.

* ناولها سليم كوب الماء وهو يربت على ظهرها وينظر لها ببعض الحده…
سليم ( بغيظ) / على مهلك يا مزه ، أقصد يا حرم سليم العمري.

* هربت سارة هي الأخرى من نظراته ليردف..
سليم ( وهو يضغط على أسنانه) / صحيح يا حبيبتي نسيت أسألك ، فين دبلتك ؟

سارة ( بتوتر) / أصل أنا… أصل يعني هي كانت داقت عليا بسبب الحمل وكده ، فمكنتش بعرف ألبسها.

سليم ( بتحذير ) / تمام… خلصي أكل وهاخدك أجبلك واحدة تانيه على مقاسك… ولا إنتي مرتاحة كده يا قلب سليم.

سارة ( بخوف وهي تحرك رأسها بالرفض ) / لاء ، لاء…. مش مرتاحة خالص ، أنا أصلا كنت هقولك تغيرهالي بس نسيت.

سليم ( بغيظ) / طب كملي أكلك يا حبيبتي.

* عاد كل منهم لصحنه هاربا بنظراته من غضب هذا القاتل.

****************************************

بشركة كريم…

* على طاولة الإجتماعات الموضوعة بداخل مكتبه الواسع… يجلس كريم ومعه عدة أشخاص من أقسام الشركة المختلفة يتداولون تفاصيل العمل بكل تركيز ، دلفت وفاء بعد لحظات لتسليم بعض الأوراق التي طلب كريم منها تصويرها وبدأت بتوزيعها عليهم ، حتى وصلت لكريم ، صدحت فجاءه بعض الأصوات الصارخه من الخارج ، إنتبه لها الجميع…… لم يكد كريم الوقوف من مكانه حتى إقتحمت عليه شاهندا باب المكتب بهيئة لا تبشر بأي خير و دبت الرعب في قلوب الموجودين وأولهم وفاء التي إنتبهت هي الأخرى لوجود المسدس بيدها…. ليتزحزح الجميع بجانب واحد برعب ، بينما تسمرت وفاء بمكانها…. وقف كريم بكل غضب ناظرا لها…

كريم ( بصوت غاضب) / ده إنتي هبت منك خالص يا شاهندا ، سيبي اللعبة إللي في إيدك دي بدل ما تإذي نفسك.

* نظرت وفاء فيما بينهم ، هي تعلم جيدا نظرة الجنون التي تظهر بعين شاهندا نطرة لا تبشر بالخير ،نظرة لن تتوانى ثانية واحدة عن توجيه الأذى… بينما كريم هذا الغاضب ألا يرى هيئتها ، بماذا تتفوه أيها الأحمق.

* زادت كلماته من غضبها تجاهه لترفع يدها بدون تفكير بنظرات مليئة بالغيظ والغضب ، ليضغط إصبعها بثانية واحدة على الزناد مطلقا رصاصة أصابت هدفها.

* لحظات للإستيعاب بعدما هدأت صرخات جميع الموجودين من صوت الرصاص.

* ثبتت أنظار الجميع على هذة المجنونة التي وقفت بدون تفكير أمام الرصاص… لتتلقى هي مصير كريم بدلا منه.

* ماذا فعلتي أيتها الحمقاء ، من طلب منك فعل هذا ، هل أنت مجنونة أم ماذا أصابك لتقدمي على فعل شيء كهذا…. هذا ما حدث به كريم نفسه قبل أن تتلاقاها ذراعاه ويجلس بها على الأرض ممدده بين أحضانه ، تنظر للاشيء حتى غابت بكل هدوء عن الوعي …. قفزت أمامه بهيئتها هذة صورة سليم وهو غارق بدماؤه بداخل سيارته المقلوبه بعد تعرضه للحادث ، فقد كان يتتبعه بالسياره للحاق به بعدما رآه منصرفا من فيلته بكل غضب يوم الحادث…..

كريم (برعب مربتا على وجنتها بهدوء ) / وفاء… وفاء… وفاء ردي عليا… وفاء أرجوكي أنا مش هستحمل أعيش بذنبك لو جرالك حاجه….. أنا مش عايز أعيش إللي عشته مرة تانية علشان خاطر ربنا ردي عليا.

* كانت قد هربت شاهندا بعدما أفاقها صوت الرصاص من ثورة غضبها و رأت ما فعلته ، ليدب الرعب بأوصالها ،لتقودها أقدامها للخارج بدون تفكير ، إلى وجهه لا تعلمها.

* أمر كريم أحد الواقفين بجلب هاتفه وسلسلة مفاتيحه واللحاق به و أسرع بحمل جسدها الغارق بالدماء ، وهو يكاد يبكي من القلق والخوف ، يسير لا ينتبه لأحد ولا يرى أمامه غير طريق الخروج…. وضعها بسيارته بالمقعد الخلفي ليسرع بقيادة السيارة متوجها بها للمشفى…. ليهاتف عصام وقد بدأ بالبكاء من شدة الإنفعال الذي أصابه…..

كريم ( بصوت باكي قلق) / إلحقني يا عصام ، شاهندا ضربت وفاء بالرصاص….. أنا رايح ع المستشفى…… أنا خايف أوي يا عصام دي مبتنطقش…… حاضر حاضر.

* أغلق الهاتف وألقاه على المقعد بجانبه ليزيد سرعة السيارة مستديرا كل حين برأسه ناظرا لها بقلق.

**************************************

بعيادة طبيبة النساء….

* تجلس ليلى وعصام أمام الطبيبة بعدما إنتهت من فحصها..
الطبيبة (بإبتسامه) / حضرتك حامل في الإسبوع السادس ، ووضع الجنين والرحم بخير الحمد لله مفيش قلق ، في شوية فيتامينات حضرتك لازم تواظبي عليها في أول٣ شهور من الحمل ، وطبعا الراحة مهمه ، يعني بلاش أي مجهود زيادة ، وياريت نأجل أي علاقة زوجية لفترة لحد ما نتطمن أكتر.

* أماء كلا من عصام وليلى التي لم تسع سعادتهم الدنيا…. إستمعوا بإنصات لأوامر الطبيبة التي قامت بإلقاءها عليهم ، ليتوجه بعد قليل مع ليلى للخارج ، وهو ممسك يدها بكل حرص ورعاية ،ليفتح لها باب السيارة ويتوجه هو بإتجاه مقعده أمام عجلة القيادة ليأتيه إتصال كريم….. لم يوافق عصام على طلبها بمرافقته لخوفه عليها و قام بالإتصال بوالدتها لتحضير نفسها لكي يمر عليها لإلتقاطها ومرافقة ليلى للإنتباه عليها.

***************************************

بمنزل عبد الفتاح…

* تجلس والدة وفاء أمام التلفاز لتشعر فجاءه بإنقباضة قلبها … وضعت يدها مكان قلبها مستعيذة بالله من الشيطان الرجيم ، داعية الله أن يحفظ إبنتها….. لتقوم بالإتصال بها بقلق ولكن لا إجابة لعدة مرات حتى تمت الإجابة على الهاتف بواسطة إحدى الموظفين الذي إنتبه لرنين الهاتف…. لتسأل عليها بكل لهفة ولكن تجهمت ملامح وجهها عند سماع صوت أخر يجيب لتسأل عن إبنتها ، وتضرب بكفها على مقدمة صدرها بصراخ على إبنتها….. لم تعلم عنوان المستشفى لعدم علم الشخص المجيب بذلك ، لذا قامت بمهاتفة زوجها بإنهيار حتى يقوم بالتصرف واللحاق بها.

****************************************

بإحدى محلات الصاغة….

*يجلس سليم بجانبها وهي تقوم بإختيار محبس لها بإبتسامه عشقها… رأى بأعينها فرحة كطفلة صغيرة تقوم بإختيار لعبة جديدة… تمت المهمة بنجاح وقام سليم بوضع المحبس بإصبعها بنفسه مقبلا يدها بحب لتتورد وجنتيها مما فعله أمان العاملين بالمحل… قاموا بالإنصراف متوجهين للعمل مرة أخرى حتى جاء إتصال لها من عبد الفتاح يخبرها بما علمه ويطلب منها معرفة عنوان المستشفى لتنهار سارة من البكاء ،ويحاول سليم تهدئتها…..هاتف سليم كريم بدون فائدة ليقوم بالإتصال على عصام في محاولة منه للوصول إليهم ، ليخبره عصام بما حدث ويقوم بالتوجه مع سارة بإتجاه المشفى.

**********************************

بالمشفى…..
بعد عدة ساعات….

* يتجمع الجميع أمام غرفة العمليات بترقب وخوف ، منهم الجالس ومنهم الواقف….. منهم من يتمتم بكلمات الدعاء والتضرع ، ومنهم من يحاول تهدئة توتر الأخرين….. جلس كريم على إحدى المقاعد يستند برأسه على الحائط من خلفه مغمض العينين شاردا ، ليفتحها بعد فترة لا يعلم مدتها منتبها لصوت باب غرفة العمليات ورؤية الجميع متوجهين ناحية الطبيب الذي خرج من الغرفة للتو لينتفض من مكانه متوجها ناحيته.

* إستمع الجميع للكلمات التي خرجت من فم الطبيب بإنتباه متلهفين لبعض الكلمات المطمئنة لهم ، لينظر الطبيب بتوتر لوجوه الجميع قبل أن يردف بحزن….
الطبيب / الرصاصة للأسف إخترقت القلب ، و مكنش في إيدينا حاجه نعملها…. البقاء لله.
2

* سقطت والدتها مغشي عليها ، بينما إنهار والدها على ركبتيه أمام زوجته يبكي….. ترنحت سارة بوقفتها ووضعت يدها على فمها مانعة شهقاتها ببكاء ليقوم سليم بمساعدتها على الجلوس وجلس بجانبها آخذها بأحضانه مهدئا لها…. أغمض عصام عينيه بألم ، وترقرقت عيناه بالدموع على ما أصاب هذة الفتاة البريئة ، وقام بمساعدة الممرضات الذين أتى بهم الطبيب لوالدة وفاء الفاقدة للوعي لنقلها لغرفة الفحص.

* أما كريم فكان منفصلا عن العالم من حوله….. مسلطا أنظاره على باب الغرفة…. منتظرا خروجها ، منتظرا سماع تكذيب للكلمات التي ألقيت على مسامعه منذ لحظات…..لم يدري ماذا عليه أن يفعل الأن ، هل سيظل ما تبقى من عمره والذنب مرافقا له….. كانت ال٣ سنوات التي قضاها بالغربة بعيدا عن سليم مليئة به ، رافقه الذنب لثلاث سنوات لعينة لما حدث لأخيه بسببه…..لماذا كان عليها فعل هذا ، لقد كنت بدأت أعتاد على الحياة ، لقد بدأت الثقة بحقي بالنوم هادئا بدون شعوري بالذنب الذي كان ينهش بداخلي كل يوم… لا ، لا ،لا هذا غير صحيح سيخرج الطبيب الأن ليخبرني بسلامتها….. هذا مجرد حلم لعين ، سأفتح عيني الأن حتى أفيق…. قم بفتح عينيك الأن أيها الأحمق.

* فتح كريم عينيه منتفضا جاحظا بعينيه ليجد نفسه جالسا بمكانه ، و يتجمع الجميع أمام غرفة العمليات بترقب وخوف ، منهم الجالس ومنهم الواقف….. منهم من يتمتم بكلمات الدعاء والتضرع ، ومنهم من يحاول تهدئة توتر الأخرين….. لاحظه عصام ليتوجه له مربتا على كتفه برفق..
عصام / مالك يا كريم ، إنت كويس ؟
+

كريم ( وهو يومئ برأسه بأنفاس متلاحقه محاولا الهدوء) / أنا كويس…. شكلي نمت من غير ما أحس… حد خرج ؟

عصام / لاء لسه.

كريم / بقالهم كتير أوي جوه.

عصام / إن شاء الله خير متقلقش.

* أومأ كريم برأسه مرة أخرى ، حامدا الله على إنه كان مجرد حلم…. ظل يدعو الله أن لا يتحقق.

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية جانبي الأيسر)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى