روايات

رواية جانا الهوى 3 (عاصفة الهوى) الفصل الخامس والخمسون 55 بقلم الشيماء محمد

رواية جانا الهوى 3 (عاصفة الهوى) الفصل الخامس والخمسون 55 بقلم الشيماء محمد

رواية جانا الهوى 3 (عاصفة الهوى) البارت الخامس والخمسون

رواية جانا الهوى 3 (عاصفة الهوى) الجزء الخامس والخمسون

جانا الهوى 3 (عاصفة الهوى)
جانا الهوى 3 (عاصفة الهوى)

رواية جانا الهوى 3 (عاصفة الهوى) الحلقة الخامسة والخمسون

أستاذ فريد أول ما سمع برجوع إيان اتصل بمؤمن يبارك له على رجوعه: “حمد الله على سلامة إبنك، فرحت والله برجوعه بخير.”
مؤمن إبنه قدامه بيلعب: “الحمد لله ده فضل ونعمة من ربنا، الحمد لله.”
فريد: “مش هعطلك، أكيد إبنك واحشك وعايز تفضل معاه، أنا قولت أكلمك وأقولك حمد الله على سلامته.”
قفل معاه، وبعدها نادر كلمه يطمن عليه واستأذنه يعدي يشوفه ويمشي على طول، ومؤمن رحب بيه واستقبله.
نادر شايل إيان مبسوط برجوعه: “مؤمن، أنا والله ما ليا عين أجي وأتكلم معاك، نور خلتني…”
قاطعه مؤمن: “مش نور اللي بتربطنا أنا وإنت ببعض، ولا نور اللي بتربطني بعمي خالد، فما تفكرش في نور وبس. إنت خال إبني، ويشرفني إنك خاله وتفضل معانا طول العمر.”
نادر ربت عليه باعتزاز: “بجد، إنت ونعم الأخ يا مؤمن، ونعم الرجال.”
اتكلموا شوية مع بعض، بعدها نادر اقترح: “إيه رأيك لو أطلب من نور تتنازل عن قضية الحضانة وبلاها قضايا، وبيتك هيفضل مفتوح، كلنا نشوفه في أي وقت؟ صراحة، مش حابب القضايا بينا.”
مؤمن ابتسم: “طبعًا يا نادر، بيتي مفتوح في أي وقت، ومعنديش مانع من القصة دي.”
سبيدو لف بسرعة لهمس اللي وراه: “الباشا، انتِ سمعتيها إيه؟”
همس ضحكت: “هعديها، الباشا مش البارد هاه.”
سيف طلع وراهم وشافهم مع بعض: “كنت جايلك مكتب بدر.”
سبيدو بهزار: “ما هو خرجت من مكتب البدر، قابلت القمر.”
آية عنيها وسعت واتحرجت، مش عارفة ممكن سيف يقول إيه. همس ابتسمت وبصت لجوزها تشوف رد فعله، وسيف بص لسبيدو بيفكر، فعلق سبيدو: “إيه؟ هتعمل إيه؟ خليك بعقلك وأوعى تضيع برستيجي قدام الصاروخ بتاعي.”
سيف هيضرب سبيدو اللي بيرجع لورا: “جاك صاروخ لما…”
سبيدو: “أوعى تدعي علينا، أنا مسافر معاك هاه، الدعوة هترشق فينا إحنا الاتنين.”
سيف ضربه في كتفه: “اتلم.”
سبيدو: “قولتلك جوزهالي، إنت اللي بتعطل الدنيا، أعملك إيه أنا؟ بعدين إيه؟ هاه؟ كلام واتكلمنا وقلتلك عايز أكتب الليلة، فخلاص بقى. بحبها وإنت عارف، بعدين هو مش زمان كانوا بيجوزوا بالكلمة؟”
سيف بذهول: “كلمة؟ كلمة إيه؟”
سبيدو ببساطة: “أجيلك أقولك جوزني أختك، تقولي جوزتك أختي، نقول يا قوم لقد تزوج فلان من علان وخلصت الليلة. عقدتوها ليه بقى؟ ولما نسافر؟ ولما نرجع؟”
سيف مسكه من ياقة قميصه: “إنت عايز تتجوز أختي أنا بزوجني وزوجتك؟”
سبيدو بتردد: “بصراحة… آه.”
سيف سمع ضحكهم الاتنين فبصلهم: “إنتو واقفين بتعملوا إيه؟ إنتِ روحي مكتب أبويا وخدي معاكِ البت دي، اتحركوا.” – بص لسبيدو – “وإنت تطلع بره الشركة كلها، قال زوجني وزوجتك.”
سبيدو بضحك: “طيب والله فكرة حلوة، واخدها معايا.”
قاطعه وهو بيخبط على دماغه: “طلع الأفكار دي من دماغك، وإياك تفكر فيها بالشكل ده.”
سبيدو بصله باستنكار: “وإنت هتتدخل في أفكاري؟ إياك؟ أفكاري دي بتاعتي، مالكش فيها.”
قاطع هزارهم خروج عز. سيف راح لعنده، اتكلموا ومعاه البنات هياخدهم، بس قبل ما يمشوا همس استأذنت سيف: “هو ينفع آية تسلم على سبيدو قبل ما تمشي بما إنكم مسافرين يعني؟”
سيف بغيظ: “على فكرة، الموضوع بإذن الله يومين تلاتة، هي مش بتشوفه كل يوم أصلًا.”
همس كشرت: “ماشي، بس في فرق لما حبيبك يبقى جنبك وإنت عارف إنه جنبك، وفي فرق إنه يبقى بره البلد والقارة كمان.”
سيف بصلها وما ردش. همس بصت لآية: “روحي يا بت، سلمي عليه.”
آية بصت لأبوها اللي ابتسم لها، وبعدها لسيف، فهمس خبطته في صدره: “ما تبقاش رخم.”
سيف: “هو أنا نطقت؟ روحي بس دقيقة.”
هي بصتله، وهمس مسكت وشه: “ده إنت أخ رخم، وأنا كنت بقول نادر رخم، طلع ملاك بأجنحة جنبك.”
سيف بتهكم: “نادر ملاك؟ وأنا رخم؟ بأمارة ما كان وإنتِ مراتي ومكتوب كتابنا بيقول ما تقفلش باب الأوضة.”
همس ضحكت: “ده إمتى ده؟ بعدين إنت من إمتى كان بيهمك حد؟؟
آية راحت لسبيدو: “بطل هزار رخم قدام سيف لو سمحت.”
سبيدو: “ليه؟ هو عارفني وعارف هزاري وعارف إني بحبك، معدش سر يعني يا آية. أول ما نرجع هنتجوز بإذن الله، مش هعمل خطوبة وكلام فاضي من ده، هرجع هنعمل فرح ودخلة.”
ابتسمت بحب وخجل: “المهم خلي بالك من نفسك.” – ابتسم فكملت – “ومن أخويا لو سمحت.”
مشيت بعدها مع همس، وعز أخدهم يروحهم البيت.
سيف راح مكتب بدر، كان بيلم حاجته ومروح: “خير يا سيف، محتاج حاجة؟”
ابتسم بحرج: “لا، بس كنت بسأل على عمي خاطر، هم لسه عندك في البيت، صح؟”
رد بسرعة: “آه، عندي الاتنين، أوعى تقول عايز تاخدهم عندك؟”
نفى بسرعة: “لا مش ده القصد، أنا عايز أقابل عمي خاطر قبل ما أسافر.”
اتحركوا الاتنين ورا بعض، كل واحد بعربيته، وقفوا قدام بيت بدر ودخلوا مع بعض. استقبلهم خاطر بترحاب وفرحة، وخصوصًا لما عرفوا إن إيان رجع لأبوه. أنس كمان وهند رحبوا بيه جدًا.
بدر انسحب مع هند بحجة إنه هيغير هدومه، لكنه حب يسيب سيف لوحده مع خاطر وفاتن. شاور لأنس يسيبهم يتكلموا.
سيف بعد ما بدر سابهم بص لخاطر بهدوء: “من غير لف ولا دوران ومن غير كلام كتير، حضرتك حطيت قد إيه في الفيزا لهمس؟”
خاطر اتصدم من كلامه وبصله بذهول: “إيه حطيت قد إيه دي؟ تقصد إيه؟”
سيف بتهكم: “إيه هو اللي تقصد إيه؟ سؤالي واضح يا عمي، حطيت كام في الفيزا اللي مع همس؟”
أمها ردت: “يا سيف ده كلام فاضي علشان بس…”
قاطعها سيف بضيق، بيحاول يسيطر على أعصابه: “ولو جنيه واحد يا ست الكل، خدوني على قد عقلي. عمي، حطيت كام في الفيزا؟”
خاطر متردد ومش عايز ياخد منه فلوس: “يا سيف، إنت مش هتمنعني أدي فلوس لبنتي أو أهاديها.”
سيف اتنرفز: “عمي، أنا ما منعتش حضرتك تدي بنتك أي حاجة، فبلاش تقول أي كلام وخلاص. ما تعالجش الغلط بغلط أكبر لو سمحت. حضرتك عارف كويس إن همس غلطت في تصرفها، وعارف رد فعلي كان بناءً على إيه، فبلاش نخلط الأمور ببعض. مراتي محدش هيصرف عليها غيري، لا وأنا عايش ولا حتى ميت.”
فاتن: “بعد الشر عليك يا إبني، إيه بس الكلام ده؟”
سيف بصلها: “ماهو ما تقولوش كلام يحرق الدم طيب. محدش هيصرف على مراتي في بيتي، مش هقبل ده بأي شكل. فلو سمحت قولي حطيت قد إيه في الفيزا، لأني مش عايز أروح أتشاكل أنا وهي، وخصوصًا إني مسافر بعد شوية. عمي، لو سمحت.”
خاطر بصله كتير: “ولو قلتلك مش هاخد منك حاجة؟ ماهو إنت مش هتجبرني.”
سيف بهدوء مصطنع: “أكيد مش هجبرك طبعًا، بس في أمور كده ما ينفعش فيها حلول وسط. بتجيب من الآخر.”
خاطر بقلق: “قصدك إيه يا سيف؟”
بصله بصرامة: “قصدي زي ما قلت، مش هقبل حد يصرف على مراتي في بيتي. مش هقبل ده، فبلاش أرجوك يا عمي، لأني بحترم حضرتك وبقدرك.”
خاطر بتهكم: “إيه؟ هتغلط فيا يعني ولا هتتشاكل معايا؟”
سيف بذهول: “لا طبعًا، لا ده ولا ده. ولا أنا كده، ولا أقدر أعمل ده. عمي، أنا مبحبش حد يجبرني على حاجة مبحبهاش. فلو حضرتك هتتمسك بموقفك ده، هيكون آخر تعامل ليا مع حضرتك.”
خاطر بنرفزة: “إنت بتهددني يا سيف ولا؟”
قاطعه: “ما بهددش يا عمي، بس تصرفك غير مقبول.”
خاطر زعق: “والدتك غلطت في بنتي وقالتها بالحرف اما تبقى فلوسك ابقي اصرفي منها.”
سيف زعق بنفس أسلوبه: “وأنا ما سكتش وما عدتش الموضوع. فحضرتك تتكلم لو أنا ما جبتش حق بنتك. لكن طالما أنا تعاملت يبقى مش من حقك تاخد أي رد فعل. إنت يهمك جوز بنتك، وطالما هو قادر يحمي مراته ويكفيها يبقى مش من حقك تدخل. لكن لو مش شايفني راجل كفاية، فهنا دي قصة تانية.”
خاطر هيرد، بس فاتن وقفت بينهم: “خلاص اقفلوا الحوار ده. سيف، إنت عارف إن خاطر بيحبك وبيحترمك، بس همس دي دلوعته وما يهونش عليه زعلها.”
(سيف هيعترض، بس هي كملت): “ودلوعتك إنت كمان. إنتو الاتنين بتحبوها، وإنتو الاتنين لازم تتقبلوا بعض وتتشاركوا في حبها.”
(بصت لسيف): “مش انت لوحدك بتحبها، أبوها كمان بيحبها وشايفها بنوته الصغيرة وهتفضل بنوته الصغيرة، فتقبل حبه حتى لو ضدك.”
(بصت لخاطر): “و انت، هي مبقتش بنتك لوحدك، هي بقى عندها بيتها وزوجها اللي بيحبها وإنت عارف ده كويس. فسلمتها له يبقى خلاص، ما تفضلش تشد فيها.”
الاتنين سكتوا، وهي كملت: “سيف، عمك حط في الفيزا عشرة آلاف جنيه.”
سيف طلع من جيبه رزمة حطها قدامهم: “اتفضلوا أهي، وياريت الموقف ده ما يتكررش تاني لو سمحتوا.”
(أضاف بتردد): “أنا هعملها إيداع في الفيزا، ممكن أحط عشرين فيها ولا حاجة تكون معاها لحد ما أرجع من السفر، لأني مش مستعد أفتح معاها الحوار ده دلوقتي. فهخليها تفترض إن حضرتك اللي عملت الإيداع في الفيزا، لحد ما أرجع وننهي الموضوع ده.”
فاتن: “يعني إنت هتحط فلوس في الفيزا بتاعتها من غير ما تعرف، علشان تفتكر أبوها اللي حطهم؟”
سيف بصلها: “بالظبط كده، فعايز رقم الحساب منكم.”
فاتن باهتمام: “إنت مسافر كتير؟ ولا مسافر فين ولا ليه؟”
سيف أخد نفس طويل زفره بإرهاق: “مسافر، عندي مشكلة في شغلي بحاول أنهيها. حد أقصى أسبوع إن شاء الله. يعني حسب التساهيل.” (بص لخاطر): “عمي، ممكن رقم حساب همس؟”
خاطر عطاه الرقم، وقبل ما يمشي، وقفه على الباب: “أنا ما عملتش إيداع للفلوس علشان مش شايفك راجل ولا مش واثق فيك. أنا عملته علشان…”
سيف قاطعه: “علشان همس وإحساسها اللي وصلها ساعتها. عمي، أنا مقدر ده، وعلشان كده ما اتكلمتش في النقطة دي أو أخدت موقف منك. لكن انتظرت الأمور تهدى، وتاخد فلوسك. لأن حضرتك عارف إن الفلوس مش هي المشكلة. وهمس لو طلبت نجمة من السما، هجيبها لها. أنا سبق وشرحت موقفي، ورد فعلي يومها كان بناءً على إيه. فزي ما أنا مقدر تصرفك، حضرتك كمان قدر موقفي.”
خالد وصل بعيلته بيت المرشدي، والكل بص لنور بتحفز، بس محدش نطق احترامًا لأبوها وأمها. مؤمن نزل بإيان لجده وجدته، وبص لنور باشمئزاز: “مش عارف إزاي ليكِ عين تيجي هنا بعد اللي عملتيه؟”
نور بصتله وهي عايزة تنفجر فيه وتتهمه إنه هو السبب في كل اللي حصل، بس سكتت وأخذت إبنها من أبوها وحضنته، لكن إيان صرخ وبيزقها: “وحشة إنتِ.”
نور بصت لمؤمن: “كرهته فيا؟ إنت وأمل، صح؟”
مؤمن أخد إبنه منها: “كالعادة بتبصي لكل اللي حواليكِ إلا نفسك. الطفل محدش يقدر يكرهه في أمه. الأم خط أحمر، الطفل ما يقدرش يكرهها إلا عن طريقها هي.”
نور زعقت: “إنت بتقوله نور وحشة.”
مؤمن بتهكم: “قولي له مؤمن وحش لسنة قدام. إحساسه اللي جواه محدش يقدر يزيفه، ولا حد يقدر يوجهه. الأطفال كتاب مفتوح، بتكتبي فيه بإيدك اللي إنتِ عايزاه. يا تخليه يحبك، يا يكرهك، بإحساسه هو مش بإحساس حد تاني.”
مدت إيدها لإبنها: “تعال إيان لمامي، تعال نلعب و…”
إيان دور وشه بعيد وحضن رقبة أبوه: “بابي لا.”
مؤمن ضمه بيطمنه: “مش هتخرج من هنا، ما تخافش، إينو.”
قعد بإبنه جنب جده اللي اعتذر لحسن: “اعذرني يا حسن على تصرفات نور، هي بس مش متزنة من ساعة ما ابنها اختفى، وياريت تسامحها على الهبل اللي عملته و…”
نور بصت لأبوها وقاطعته: “هو انت لو كنت راجل فقير كنت هتعمل إيه؟”
الكل بص لها بذهول، وخالد علق: “اسكتي يا نور.”
نور وقفت: “انت بتتعامل معاه كأنه ولي نعمتك، وبيصرف عليك، ولو وقف هتموت من الجوع و…”
أبوها وشدها من دراعها وقفها : “أنا وهو أصحاب من 30 سنة، وعشنا كتير على الحلوة والمرة، بس دي مشاعر لا يمكن واحدة زيك تقدرها أو تعرفها. كفاية كره وحقد في اللي حواليكِ، واطلعي بره البيت ده. أنا غلطان إني جبتك معايا، بس قولت تشوفي ابنك وتطمني عليه.”
نور بصت لأبوها بكره واضح، وسابته وخرجت. موبيلها رن، كان نادر أخوها بيكلمها: “بقولك يا نور، إيه رأيك تسيبيك من قضية الحضانة دي وتخلي الموضوع ودي بينكم؟ أنا قولتله، وهو معندوش مانع، وبيقول بيته مفتوح في…”
قاطعت نور بغضب: “أنا مش هتنازل، ولو وصلت إني أخطف إيان وأخده وأسافر بيه، مش هتردد لحظة. إنت فاهم؟ فهم أبوك ده.”
قفلت المكالمة واتصلت بالمحامي بتاعها هاني الديب، وشكت له معاملة مؤمن وشبه طردها من البيت. كمان حكتله على اقتراح نادر، ولسه بتزعق، بس هو وقفها: “استني، استني هنا.”
سكتت: “إيه؟”
هاني الديب: “هو قالك إن مؤمن مستعد يمشيها ودي؟”
نور باستغراب: “آه، قال، بس قفلت السكة في وشه و…”
قاطعها هاني: “غلطانة يا باشمهندسة نور، غلطانة. وافقي طبعًا، وحالًا وبدون تردد.”
نور بذهول: “إنت بتقول إيه؟ مش إنت اللي قولت إني في مركز قوة، ومفيش سبب يخلي القاضي…”
قاطعها: “ده كان قبل ما ابنك يضيع من عندك يومين كاملين. دلوقتي بقيتي غير كفء، واللي حصل خلى القضية في جيبه.”
نور بغضب: “يعني إيه؟ أتنازل بسهولة كده وأسيب لهم إبني؟”
هاني بخبث: “طبعًا، توهميهم إنك اتنازلتي، وتسكتي وتعملي نفسك فوقتي، وإن غياب إبنك غيرك، ومستعدة لأي حاجة يقولوها. لحد ما توقف القضية دي.”
نور بتهكم: “وبعدين؟ استفدت إيه؟”
هاني شرح لها الوضع كله، وهي ابتسمت وقفلت معاه. اتصلت بنادر أخوها: “نادر، أنا آسفة إني اتعصبت عليك، بس كنت لسه خارجة من عند إيان، وكان زعلان مني، فانفجرت فيك إنت.”
نادر بتفهم: “حصل خير يا نور. بس إبنك كان ضايع يومين، وطبيعي يفضل متعلق في رقبة أبوه لأنه مصدر الأمان حاليًا بالنسباله، وهيحتاج شوية وقت يرجع لطبيعته.”
نور: “طبعًا، طبعًا، ربنا يبارك فيه. المهم إنه رجع بالسلامة. إنت مؤمن لما كلمته قال إنه موافق نمشيها ودي، بس يوافق أشوف إبني في بيته أي وقت؟”
نادر بحماس: “أيوه، موافق. يعني هو عايز قضايا يا نور؟ إنتِ اللي عملتي قصة الحضانة دي، لكن محدش خالص فكر فيها.”
نور سكتت شوية بعدها: “خلاص، لو هو موافق وهيخليني أشوف ابني، أنا كمان موافقة. كلمه وخليه يكلم المحامي، وأنا كمان هكلم المحامي، ونتنازل ونقفل قصة الحضانة دي خالص دلوقتي.”
نادر قفل واتصل بمؤمن وهو متحمس جدًا: “مؤمن، أنا اتكلمت مع نور، وهي هتكلم المحامي بتاعها، والموضوع ينتهي على كده. إبنك في بيتك، وهي هتيجي تشوفه وتقعد معاه.”
مؤمن بتأكيد: “تقعد معاه في بيتي يا نادر، مش هتاخده، وأنا هجيبه عند جده وجدته البيت برضه .”
نادر مبتسم: “تمام كده أوي. ننهي القضية دي بقى؟”
مؤمن ابتسم: “على خيرة الله، هكلم أنا كمان المحامي.”
كريم دخل عند مؤمن اللي كان قاعد مع العيال الاتنين، وقعد جنبه، فالاتنين جريوا عليه وحضنوه، وبعدها رجعوا يلعبوا تاني.
مؤمن: “نادر كلمني، بيقول نقفل قصة الحضانة، وإيان يفضل معايا بس اسمح لنور تيجي تشوفه.”
كريم بصله باهتمام: “طيب وإنت إيه رأيك؟ اعتقد ده حل كويس بدل القضايا.”
مؤمن بتردد: “خايف من نور وغباءها، خصوصًا بعد اللي عملته آخر مرة.”
كريم: “لا يا مؤمن، ده تصرف غبي ماشي، بس اعتقد كان من قهرتها على غياب إبنها، مش تفكير حد سوي وعاقل. فلو هي عايزة تنهي قضية الحضانة دي، انهيها، لأن زي ما المحامي قال، هي ممكن تكسب أصلًا القضية بسهولة وساعتها الوضع هيتعكس.”
مؤمن: “يعني تمام، هكلم المحامي وأقوله.”
الباب خبط ودخلت أمل، بصت لجوزها: “كريم، موبايلك بيرن.”
كريم: “مين؟”
رفعته قصاده: “ناريمان.”
الاتنين بصوا لبعض، هو ومؤمن، بعدها كريم رد على أمل: “ودي عايزة إيه؟”
أمل قربت منه: “رد عليها، شوف.”
كريم بضيق: “طنشيها، مش هرد ولا…”
قاطعته أمل: “لا، رد عليها، هي قالت إنها هتعمل التحليل، يمكن عايزة تتراجع أو تحدد ميعاد. شوفها.”
مؤمن بفضول: “تحليل إيه؟ مش ده بيتعمل للبيبي بعد ما يتولد؟”
كريم وضح: “طلع ينفع وهي لسه حامل نعمله.”
مؤمن بحماس: “طيب كويس، خليها تعمله ونخلص من حوارها الفاشل ده. رد عليها.”
رد عليها: “نعم؟”
ناريمان: “مراتك قالت عايزين نعمل تحليل الـ DNA، تحب امتى؟”
كريم مستغرب مصدر ثقتها: “بكرة لو تحبي؟”
ناريمان: “طيب، اتفقنا. حدد المكان والمعمل اللي يعجبك وبلغني بيه في رسالة بالوقت والمكان.”
كريم متضايق من ثقتها الزايدة: “انتِ عايزة إيه يا ناريمان؟ آخرة ده كله إيه؟”
ناريمان: “هعمل التحليل، بس بعدها هتعترف بإبنك بشكل رسمي وقدام الكل.”
كريم بنرفزة: “ابني إيه؟ انتِ اتجننتي؟”
ناريمان: “مش عايز ولد؟ يمكن يكون بنت، محدش عارف.”
كريم زعق فيها: “ولد ولا بنت، روحي لزقي العيل ده لحد غيري. بطلي هبل وتخلف، مش هعترف بحاجة أنا.”
سمع صوت ضحكتها العالية، بعدها علقت: “هنشوف، هنشوف. باي، لبكرة، هتوحشني.”
قبل ما يرد، قفلت المكالمة. هو علق بضيق: “بني آدمه مستفزة، يا ساتر عليها.”
أمل ربتت على كتفه: “بكرة اعمل التحليل، خلينا نقفل صفحتها.”
همس رجعت البيت ذاكرت ساعتين، وبعدها اتصلت بسيف، بس موبيله كان مقفول. حاولت ترجع تذاكر تاني، بس مقدرتش، فقامت تنزل تحت تشوف هوليا فين، تقعد معاها شوية.
كانت لابسة بلوزة بيت طويلة عليها رسمة بطوط، وتحتها ليجن برمودا، وشعرها مرفوع ديل حصان. سلوى بصتلها كتير وما علقتش، فضلت ساكتة.
همس سلمت عليها، وسألتها: “هو لولي فين؟ بره البيت؟”
سلوى كانت ماسكة مجلة في إيدها، بتقلب فيها، وبعدها رمتها وبصتلها: “عايزاها ليه؟”
همس استغربت: “عادي يعني، هقعد معاها مش أكتر.”
سلوى مطت شفايفها: “طيب ما تقعدي معايا أنا؟ على الأقل في الوقت اللي نقعد فيه نحاول نقرب من بعض ونقلل المسافات بينا، علشان خاطر سيف، بدل ما خليتيه يسيب البيت.”
همس الكلام عجبها، بس الطريقة اللي سلوى بتتكلم بيها حاسة بتهكم، ومش عارفة تحدد قصدها بالضبط.
ابتسمت: “ماما، أنا عادي جدًا على فكرة، ومش أنا اللي خليته يسيب البيت.”
سلوى وقفت: “قصدك إنه أنا؟”
قاطعتها همس: “مقصديش أي حاجة، أنا هطلع أكمل مذاكرتي بعد إذنك.”
سلوى وقفتها: “اقفي، أنا بكلمك. ما تسيبنيش وتمشي لو سمحتي.”
همس وقفت: “أفندم، اتفضلي.”
عواطف سمعتهم وطلعت الجنينة لهوليا وبلغتها باللي بيحصل بينهم، فهوليا قامت بسرعة راحت لهم.
سلوى قربت من همس: “مذاكرتك على عيني وعلى راسي، بس زي ما إنتِ طالبة، إنتِ زوجة كمان . ويا ستي مش هطلب منك تعملي أكلة لجوزك بإيديك، لأن في شغالين وسيف مش هيفرق معاه الأكل، بس أضعف الإيمان…” – مسكت بلوزتها – “…تهتمي بمظهرك.” – مسكت ديل الحصان بتاعها – “شعرك. مكياجك. مفيش واحدة متجوزة من شهرين ولا ثلاثة ولا حتى سنة بتلبس لبسك ده! أنا شيفاكِ عيلة عندها ١٢ سنة، آخرها، لبسالي بطوط قال. البنات بتلبس لأزواجها حاجات تانية، عندك قمصان نوم تفتح أتيليه!”
همس بتريقة: “إذا كان ببطوط اللي مش عاجبك ده، ومش خلصانة من تعليقات حضرتك.”
سلوى وقفت حاطة إيديها في وسطها: “قصدك إيه؟”
همس قربت: “قصدي ببطوط وكل شوية شعرك مبلول ليه؟ العلامات في رقبتك ليه؟ ارحمي إبني وخافي عليه. كل ده ببطوط وكيتي، فما بالك لو لبست قمصان نوم وبيبي دول زي ما حضرتك بتقولي؟ ساعتها سيف مش هينزل الشركة ولا الشغل، فأنا بلبس كده علشان بس برأف بحال ابنك وأخليه يقدر ينزل الشغل.”
هوليا كانت بره، ابتسمت وربتت على كتف عواطف: “ما في داعي حد يتدخل، يا عواطف.”
عواطف ابتسمت، بس برضه خايفة على همس: “معلش، بس برضه مش لازم يتخانقوا ويزعلوا من بعض.”
سلوى اتصدمت من إجابة همس، وللحظة مكنتش عارفة ترد، لكن بعدها علقت: “ليه جمالك فتان؟ ولا سيف إبني ما شافش بنات هيتجنن من قميص نوم؟ أمال لو زي البنات بتهتمي بشعرك وبمكياجك ولبسك كان إيه؟”
هنا الكل اتفاجئ برد سيف نفسه: “مكنتش هخرج من أوضة نومها أبدًا.”
الكل بصله وسلوى اتضايقت، وسيف دخل وقف وسطهم: “ربنا اللي يعلم أنا بقوم إزاي الصبح من حضنها علشان أنزل شغلي، وبنام إزاي بالليل واسيبها تذاكر. فأيوه، أنا حاليًا مش محتاج منها اللي بتقوليه ده، ولا عايز قمصان نوم، ولا مكياج، ولا أي حاجة غير إنها تذاكر وتطلع الأولى على دفعتها، لأن كله حاليًا مستني نتيجتها، وأنا اتحديت الكل بنتيجتها. فلو حضرتك مش هتقدري تساعديها يبقى على الأقل ارحميها من تعليقاتك.”
سكتوا الثلاثة، وبعدها هو سأل: “بتتخانقوا ليه؟”
همس بحرج: “مش بنتخانق.”
سيف بص لها: “همس، أنا داخل وصوتكم عالي. بتتخانقوا ليه ولا على إيه؟”
هوليا دخلت من التراس وردت: “بيتخانقوا على “Donald Duck.” ( دونالد دك)
سيف بص لها مش فاهم: ” “Donald Duck؟ ليه بيتخانقوا عليه؟”
بص لعواطف اللي أشارت براسها لهمس، بس هو لسه مش فاهم، فبص لهمس: “بطوط إيه؟ علشان لا مؤاخذة حاسس إني غبي شوية.”
همس ابتسمت ومسكت بلوزتها، وهنا شاف بطوط المرسوم على البلوزة. بص لها باستغراب وهو بيحاول يفهم: “عاجبها بطوط، اديهولها يا همس.”
همس كانت هتضحك، لكن سلوى ردت: “عاجبني في إيه؟ إنت التاني؟ مراتك شكلها عيلة عندها 12 سنة!”
سيف مش فاهم برضه : “ما هو حلو 12 سنة، إنتِ عايزة أكتر يعني ولا أقل؟”
سلوى بصت له بتحذير، وهو كمل: “يعني لبسها في بيتها هي حرة، تلبس بطوط، تلبس كيتي، تلبس ورقة شجر، هي حرة. مفيش رجالة في البيت غير أبويا، ومحرم بالنسبة لها، غير إنها مش بتلبس كده قدامه. فمشكلتك إيه معاها؟”
سلوى علقت: “يعني أقصد…”
معرفتش ترد، فهو كمل: “يعني تقصدي تضايقيها وبس، ما هو الموضوع وعكسه، فده مالوش غير المعنى ده.”
سلوى بصت له: “مش قصدي أضايقها، أنا عايزاها تميز وقت كل حاجة. إمتى تلبس ده وإمتى تقلع ده؟ تفهم في أصول الإيتيكيت والمعاملة وإيه اللي يظهر وإيه ما يظهرش، وكل وقت وله أذان.”
سيف علق ببساطة: “وعلشان اللي بتقوليه ده أنا سيبت البيت، لأن كل ده ولا يفرق معايا ولا معاها. في أولويات يا أمي، في حاجات بتفرق معايا وحاجات ما تعنيش أي حاجة ليّ. أنا مش عارف إزاي أمي ومش قادرة تفهمي شخصيتي؟ يعني من وأنا عيل لحد النهارده إمتى شوفتيني لفت انتباهي بنت علشان مكياجها ولا لبسها ولا شكلها؟ المهم، عندكم غدا ولا أطلع أنام خفيف؟”
عواطف اتحركت:
“الكل اتغدى ما عدا همس منتظراك.”
وقفها: “طيب، جهزي الغدا أو بلغيهم يجهزوه واطلعي بعد إذنك جهزيلي شنطة سفر لأسبوع، حد أقصى.”
عواطف ابتسمت وتحركت، لكن همس مسكت دراعه: “إنت قلت يومين تلاتة؟”
سيف وضحلها: “حبيبتي، ده احتياطي مش أكتر.”
سلوى باستغراب: “إنت مسافر فين وليه وإمتى؟”
سيف: “مسافر الإمارات الليلادي، وشغل يومين إن شاء الله، بالكتير. محتاج أكل وأنام ساعتين، ينفع؟”
بص لهمس: “تحبي تروحي شقتك وأكلم عمي خاطر يجي هو وحماتي يقعدوا معاكِ هناك اليومين دول؟”
هوليا قربت: “ليه حبيبي؟”
سيف قالها بهزار: “أخاف عليها، سلوى هتاكلها.”
سلوى شهقت: “تحب أسيب لك البيت لحد ما ترجع سيادتك؟”
جت تبعد، لكنه مسك دراعها وحضنها: “روح قلبي إنتِ.”
سلوى بتزقه: “اوعى بقى، روح احضنها هي يا أخويا.”
سيف بيغيظها: “أنا هعمل أكتر من حضن بس فوق.”
همس اتحرجت، وهوليا ضحكت، وسلوى ضربته: “واد يا سيف، سيبني حالًا!”
سيف فضل مكتفها: “بقولك إيه؟ اهدي كده وقولي هديت.”
سلوى: “طيب سيبني وأنا ههدى.”
سابها وبص لهمس: “خشي شوفي الغدا.”
همس انسحبت، وهوليا قعدت، أما هو فأخذ أمه وقعدها جنبه: “بصي، أنا بحاول علشان ما أخسرش حد فيكم. بطلي تهتمي بحاجات ملهاش لازمة يا أمي، علشان خاطري.”
سلوى بصتله: “يا سيف، أنا مش عايزة أضايقها، بس في حاجات بديهية يا حبيبي، غصب عني بعلق عليها. دي عروسة، المفروض تلبس قمصان نوم مش لبس الأطفال ده. المفروض ما تنزلش باللبس ده بره أوضتها.”
سيف وقفها: “ليه؟ ماله؟ محترم، طويل، مش ضيق، الهدوم واسعة. ليه المفروض ما تنزلش؟ عندك ضيوف؟ لا. يبقى ليه؟ ليه لازم تبقى لابسة ومستعدة طول الوقت؟ إنتِ نفسك ليه دايمًا كده؟ الدنيا بسيطة يا أمي.
هوليا علقت بتهكم: عندها مش بسيطة، هيصوروها بالبيجامة ويعرضوها ويقولوا “bakın şu pijama giyen hanım” (شوفوا اللي لابسة بيجامة). لازم تبقى استاند باي 24 ساعة.( سألتها بتهكم) Selva، إنتِ بتحطي ميكب للنوم صح؟
سلوى بصتلها بغيظ: آه بحط ميكب للنوم، ده مضايق حضرتك في إيه؟ أنا حرة.
هوليا قربت منها: وهي حرة تمامًا aynen senin gibi (زيك بالظبط).
لحظة صمت سيف قطعها: زي ما حضرتك بتضايقي من تدخل هوليا في أمور إنتِ شايفاها خاصة، همس زيك بالظبط.
سلوى بدفاع: هوليا كانت بتتدخل في خصوصيات.
سيف: إنتِ بتتدخلي في خصوصيات الخصوصيات. أمي، إنتِ بتتدخلي في علاقتي الخاصة بمراتي.
سلوى باستنكار: أنا ما بدخلش أنا.
سيف: إنتِ إيه؟ هاه؟ إنتِ بتعملي ده. المهم، أنا هسافر كام يوم، هتعرفي تمنعي نفسك عنها ولا هرجع ألاقيها بتقول حقي برقبتي؟
مردتش عليه، بس هوليا ردت: اطمن عليها، أنا موجودة.
سلوى بصتلها بغيظ، ومردتش، بس سيف علق: وإنتو الاتنين هتفضلوا لحد إمتى كده؟ إيه اللي وصلكم لكده؟
هوليا بصت لبعيد، وسلوى اتنهدت بصمت. سيف مسك إيد سلوى: إيه اللي ممكن يكون حصل بينكم خلاها تسيب البيت ١٥ سنة؟ ليه سمحتي لده يحصل؟
هوليا علقت: سيف، اطلع حبيبي ارتاح، مش وقت كلام. إنت farklısın (غير عز) وSelvs farklı hemse (سلوى غير همس)، فاطمن حبيبي.
سلوى بصت لهوليا: قصدك إيه بهمس غيري؟
هوليا بصتلها: إنتِ فاهمة قصدي كويس أوي.
سلوى باستنكار: لا، مش فاهمة قصدك إيه؟
هوليا: قصدي إن hemse ما بتشوفش غير سيف وبس، مافي عندها اهتمام بأي حاجة تانية غير مذاكرتها وحبيبها. لا استايل، لا لبس، لا أصحاب، لا نادي، ولا شلة. وعندي يقين كامل (tam bir eminim) إن لو الدنيا كلها في كفة وSeyf (سيف) في كفة، هتختار دايمًا كفة سيف، دايمًا.
سلوى وقفت: قصدك إني ما بحبش عز؟ لمجرد إني بهتم بشكلي واستايلي أبقى ما بحبش جوزي وبيتي؟
سيف وقف: لا لا، إنتِ عندك حق يا لولي، ده مش وقته. تايم أوت، خلونا نأجل الكلام لبعد رجوعي من السفر.
همس طلعت: سيف، هتاكل هنا ولا فوق؟
سيف بصلهم الاتنين: أحنا بس اللي ما أكلناش ولا حد تاني؟
هوليا: إنتو بس.
سيف بص لهمس: فوق يا همس، طالما أنا وإنتِ بس.
همس سبقته وهو طالع وراها، بس سلوى وقفته: هتتحرك الساعة كام علشان أبلغ نصر؟
سيف بيدعك دماغه بإرهاق: ممكن الساعة واحدة. سبيدو هيعدي عليا، يركن عربيته هنا، ونصر يوصلنا. عرفيه.
طلع ورا همس أوضته، كان الباب مفتوح. دخل وهيضم همس، بس بعدت: عواطف جوه، اصبر.
سيف بتعب: طيب هاخد شاور سريع تكون خلصت.
دخل الدريسنج، فعواطف سألته: تحب أطلع بره؟
سيف: لا، كملي علشان بعدها محتاج أنام شوية.
عواطف: اللبس رسمي ولا أحط حاجة عادية؟
سيف: الاتنين، ولو احتجت هشتري عادي يعني.
دخل الحمام، وهمس دخلت لعواطف تشوف هي بتعمل إيه، بحيث بعد كده هي تحضرها بنفسها. عواطف لاحظت فشرحتلها هو بيحتاج إيه معاه في سفرية زي دي وإزاي تحضرها هي فيما بعد.
خلصت وسابتها وخرجت وسيف خرج، اتغدوا مع بعض. بص على هدومها وفجأة ضحك: بقى بتقولي لأمي إنك بتلبسي كده رأفة بيا؟
همس ضحكت: كنت عايزني أقولها إيه مثلًا؟ بعدين كدبت عليها أنا؟ لو لبست حاجة مغرية وقعدت أذاكر هتسيبني أذاكر؟
بصلها وشاف إن عندها وجهة نظر: اقتنعت. المهم حاولي تركزي في مذاكرتك أكتر وما تقفيش قصاد أمي وأنا مش موجود، تحاشيها ممكن؟ مش عايزكم تزعلوا من بعض.
ابتسمت وطمنته: حاضر، اطمن. مش هقف قصادها. ولو عايزني أروح الشقة…
قاطعها: لا طبعًا، أنا قلت كده علشان هي تقول لا وما تتخانقش معاكِ، مش علشان تروحي بجد. مش هبقى مطمن وأنا مش هنا. الشقة وإحنا مع بعض.
وقفت وأخدت الصينية ونزلتها لتحت وطلعت. كان هو في السرير مسترخي ومستنيها.
طلعت بتشيل كتبها من على المكتب وبتلم أوراقها. فجأة بصتله: ينفع أقولك حاجة سريعة ولا عايز تنام؟
بصلها: هاتي طبعًا يا روحي.
جابت الشيت وقعدت جنبه: بص، المسألة دي مشيت زي ما إنت قلت بس وقفت في الآخر وما عرفتش أكمل.
مركزش مع كلامها وكان باصص لديل الحصان بتاعها وخصلات شعرها اللي نازلة حوالين وشها، ومستغرب إزاي أمه شايفاها عادية وهي أبعد ما يكون عن العادي.
مد إيده بتلقائية بيبعد خصلة طويلة، فهي لاحظت إنه مش مركز مع اللي بتقوله: سيف، إنت سمعت أنا قلت إيه؟
بصلها بحب: هو أنا قلتلك إني بحبك؟ بحبك كده زي ما إنتِ، بشكلك ده، بعفويتك دي، بمنظرك ده بالظبط وخصلات شعرك المتمردة دي.
مكنتش متخيلة إنه هيقول كده، فضلت بصاله وابتسمت. قفلت الشيت وهتشيله جنبها، بس مسك إيدها: افتحي الشيت، بتقفليه ليه؟
مسكته من ياقة تيشيرته شدته عليها: علشان عايزة أقولك إني أنا كمان بحبك أوي.
مسك إيدها وباسها: هنقول، بس هاتي الشيت الأول أشوف إيه اللي كنتِ بتقوليه.
شرحلها المسألة والكام نقطة اللي وقفوا قدامها. بعدها قفلت الشيت واسترخت في حضنه وأيديه الاتنين حواليها وهي حاضنة أيديه: همس…
رفعت وشها وبصتله: هتذاكري بجد وأنا مسافر وهتروحي محاضراتك وتخلي بالك من نفسك؟
ابتسمت: اطمن حبيبي. بس بجد سيف، مش هتتأخر؟
شد أيديه حواليها: إن شاء الله يا قلبي، مش هتأخر.
لفت نفسها تواجهه: بجد، مش عارفة إزاي أصلًا هقدر أسيبك تسافر.
ضمها لحضنه: طيب نامي ومش هصحّيكِ وأنا…
قاطعته برفض قاطع: والله أقتلك لو مشيت وأنا نايمة. أصلًا مش هنام. إنت عايز تنام؟ براحتك، نام ساعتين ولا حاجة.
بص لعينيها: أنا مش هنام، عايز أفضل في حضنك. بس قومي شيلي عم بطوط ده، كفاية عليه.
ضحكت وهي بتقوم من جنبه: بقى مش عاجبك بطوط؟
ضحك: عاجبني يا ستي، بس خلاص، هو محتاج يرتاح بقى، نشوف غيره.
دخلت غيرت هدومها وفكت شعرها، وبصت للمراية. حطت لمسات بسيطة وخرجت. وقفت في باب الدريسنج تبصله. هو ابتسم: أروح أجيب أمي تشوفك كده؟
همس لمّت الروب بتاعها وقفلته: ليه إن شاء الله؟
سيف قام من مكانه: علشان تعرف إن كان عندك حق لما قلتي مش بتلبسي كده رأفة بيا فعلًا. تعالي، تعالي.
شدها لحضنه يشبع منها شوية قبل سفره.
قرب منها، شدها من حزام الروب فتحه ووقعه على الأرض. بص لقميص النوم اللي لبساه وابتسم: بقى هي متخيلة تقعدي قدامي كده وأسيبك تذاكري؟
همس ابتسمت: آه، شوفت بقى؟ تحب أسمع كلامها وأقعد كده على طول؟
شدها لحضنه وأخذ نفس طويل من ريحتها: اقعدي، بس مش هتذاكري.
بص لشفايفها وهو بيداعبهم بإيده: هتفضلي في حضني، ومش هسمح لعينيكِ يبعدوا عن عينيّا.
باسها بشغف وحب وفوقهم رغبة.
همس بصتله فجأة: هتزعل لو عملت علامة في رقبتك؟
بصلها باستغراب: طيب ليه؟
مسكت وشه: علشان كده؟ ينفع؟ علشان خاطري.
ابتسم: هي وصلت لعلشان خاطري يا همستي؟ اعملي يا روحي اللي إنتِ عايزاه.
هنا عضّته في رقبته، وسابها براحتها.
سألته بعدها وهي مسترخية في حضنه: مش هتنام شوية؟
كان بيلعب في خصلاتها: إنتِ عايزة تنامي؟ براحتك يا حبي.
سندت على صدره: مش عايزة، بس خايفة تكون محتاج تنام ومش عايز علشاني، فإنت براحتك.
بصت لرقبته مبتسمة ومشت إيديها عليها فسألها: ارتحتي لما عملتي علامة فيها؟
ابتسمت بفرحة: آه.
سألها بفضول: ليه طيب؟
اتنهدت: علشان الكل يعرف إن عندك عاشقة مجنونة إنت ملك لها، فمحدش يقرب منك.
ضحك لمنطقها: ده بجد؟ على أساس دي اللي هتمنع يعني؟ طيب ما أنا لابس دبلتك في إيدي مش معناها إن في زوجة في البيت؟
همس وضحت: زوجة ممكن تكون بتحبها وممكن لا، لكن دي لازم تكون حبيبتك علشان تسمحلها تشوه رقبتك كده، فهنا مفيش واحدة هتقرب منك.
سيف بصلها بقلق : تشوه يا همس؟ إنتِ عملتي إيه بالظبط؟
هيقوم بس مسكت دراعه: هتقوم مخصوص تشوفها؟ خليك جنبي، مش هتفرق خلاص.
فضل مكانه: بس اقنعتيني بوجهة نظرك.
ضحكت: وده المطلوب.
همس تخيلت إنه عادي يسافر وهتقنع نفسها إنه عادي، هيروح يومين ويرجع، ما هو السفر ده اتعودت عليه، اتعودت تسيب بيتها وأمها وأبوها وأخواتها، فجوزها هيبقى عادي زيهم، لحد ما قام من جنبها يستعد، قامت لبست بنطلون وتيشرت وقعدت على السرير.
كانت مرقباه وهي متاخدة، متحفزة، بتحاول ما تعيطش، وهو متابعها بعينيه، مش حابب نظراتها دي وخوفها ودموعها اللي بتجاهد علشان تمنعهم.
أخيرًا لبس وخلص وبصلها، بس قبل ما يتكلم موبيله رن فراح لعنده: “ده سبيدو.”
رد عليه وسمعه: “طيب أنا جاهز، تعال وهتسيب عربيتك هنا في الفيلا ونصر هيوصلنا، يلا في انتظارك.”
قفل موبيله وحطه في جيبه ولم حاجته وباسبور سفره في شنطة صغيرة، بعدها طلع فلوس كتير وحطها على التسريحة وبصلها: “بما إنك مش عايزة تستخدمي الفيزا، فالفلوس دي خليها هنا، اصرفي منها براحتك، ولو سمحتي ما تاخديش فلوس من أبوكِ تاني.”
هزت دماغها بموافقة، وهو محبش يتكلم أكتر في حوار الفلوس، وحاسس إنها عايزة تعيط، فقرب منها ورفع وشها تواجهه: “لو قلتلك ما تعيطيش هتعيطي برضه ولا هتسمعي كلامي؟”
قامت وقفت: “مش هعيط قدامك.”
شدها لحضنه: “طيب ليه العياط أصلًا؟”
بصت لعينيه: “مش بإيدي، مش عارفة، بس اللي عرفاه إن قلبي بيوجعني أوي وحاسة… مش عارفة حاسة بإيه، بس خايفة، وبرضه ما تسألنيش ليه.”
باسها كذا مرة وفضل ساند راسه على راسها، وهي بتترجاه: “كان هيجرى إيه لو أخدتني معاك؟ كنت هفضل في الفندق بذاكر، وبالليل ترجع لحضني.”
همسلها: “مكنش هينفع، مش عارف ظروفي إيه؟ هتوحشيني بجد.”
حاول يهزر: “مع إن عمري كله بسافر وبالسنة، بس مجرد يومين حاسس إني مهاجر.”
بصت لعينيه: “صح؟ عندي نفس الإحساس ده. قولت عادي، أنا بقالي سنين بسافر، فيها إيه أما يسافر يومين؟ بس حاسة قلبي هيقف أو هيسيبني ويروح معاك. مش عايزة أسيبك ولا عايزاك تمشي.”
مسكت ياقة الجاكت شدته عليها: “عايزة أفضل في حضنك كده.”
ضمها أوي، وهي بتدفن نفسها جواه زي ما تكون عايزة تدخل جوه ضلوعه وتفضل جواه.
الباب خبط، فاضطر يبعد عنها. كانت عواطف: “الهانم قالت أشوفك صاحي ولا إيه؟ شنطتك هاتها، أنزلها لنصر.”
فتح لها الباب فدخلت وأخذت الشنطة، وهي خارجة: “الكل تحت صاحي تقريبًا في انتظارك.”
سيف شاور بدماغه، وهي نزلت وسابته. أخد همس في حضنه تاني قبل ما ينزل، وهي في إيده.
كان فعلًا الكل منتظره. آية أول واحدة قامت حضنته، لف دراعه حواليها لأن إيده الثانية ماسكة إيد همس وما سابهاش.
آية همست له: “خلي بالك من نفسك ومنه.”
ابتسم وبصلها: “منه؟”
بصت للأرض بحرج، فهو رفع وشها: “حاضر هخلي بالي منه. اقنعي أمك بقى لحد ما نرجع، علشان المجنون ده عايز ينجز.”
ابتسمت وحضنته تاني: “ربنا ما يحرمني منك.”
ابتسم: “ولا منك يا روحي.”
هوليا حضنته وشافت إيديهم اللي ما سابوش بعض، فطمنته: “ما تخاف عليها. hiç bırakmayacağım (مش هسيبها لحظة)، ولو تحب ممكن kalırım yanında (أنام معاها) لحد ما ترجع لها بالسلامة.
ابتسم: “مش لدرجة النوم معاها.”
هوليا بصدق: “أنا بتكلم جد.”
سيف ابتسم بحرج: “عارف، بس أنا عايز أكلمها الليل كله، مش هعرف وإنتِ معاها.”
ضحكت وضربته في صدره: “Tamam ya beyim (ماشي يا سيدي)، مش هنام معاها، بس oturacağım yanında (هقعد جنبها) وهمسك لها عصاية لو قامت من على الكتاب.”
سيف ضحك: “برضه مش لدرجة عصاية.”
سلوى قربت، فهنا همس سابت إيده وهو بصلها بس ما اعترضش. راح لأمه حضنها أوي، بعدها اتكلم بحيث هي بس تسمعه: “علشان خاطري خلي بالك من همستي دي قلبي من جوه زعلها بيوجع قلبي.”
بعد وبص لعينيها: “ينفع لحد ما أرجع بس ما تزعليهاش وأنا مش موجود.”
ابتسمت وحطت إيدها على خده: “حاضر، هعمل pause لحد ما ترجع بالسلامة. بس سيف ما تتأخرش، خلاص كرهت السفر والبعد وما صدقت إنك استقريت وبطلت سفر.”
ابتسم: “حاضر يا روحي حاضر.”
عز قرب: “طمني أول بأول وكلمني أول ما توصل.”
سبيدو وصل ودخل شاف الكل بيحضن فيه: “إيه يا جماعة؟ دول يومين، محسسني إنه مهاجر.”
هوليا شاورت له: “غيران منه؟ تعال، هنحضنك زيه؟”
ضحك وقرب: “إن كان كده ماشي.”
راح لهوليا، ضمته: “بكرة هتبقى زيه بالظبط، ويمكن أكتر كمان.”
الكل سلم على سبيدو إلا سلوى، كانت متضايقة منه فسلمت باقتضاب واضح. بعدها بص لسيف: “يلا كده يدوب نوصل المطار.”
سيف طلع معاه لبره، بس همس طالعة معاه لحد باب الفيلا. وقف وبصلها: “خلاص، ادخلي إنتِ بقى.”
رمت نفسها في حضنه واتعلقت برقبته، فهو رافعها من على الأرض وأخدها كلها في حضنه.
عيطت المرة دي، وهو حاول يفك إيديها من حوالين رقبته، لكنها مسكته جامد.
سبيدو ملاحظ حركاتهم فابتسم بتأثر ودعا ربنا ما يتفرقوش أبدًا عن بعض.
هوليا طلعت، فسيف بصلها فهمته، وقربت بتشد همس: “hemes حبيبتي، هيتأخر على طيارته، سيبيه يا روحي.”
همس بعياط: “مش قادرة أسيبه.”
هوليا: “يومين وهيرجعلك يا روحي.”
شدتها وهي سابته، فباس خدها وبص لهوليا: “ما تسببيهاش تعيط كتير بعد ما أمشي.”
ابتسمت: “Merak etme (ما تخافش)، هي هتسكت zaten (أصلًا) بعد ما تمشي. اتكل على الله.”
نزل وركب عربيته، ونصر اتحرك بيهم. صمت تام سيطر على العربية لحد ما وصلوا المطار، ودخلوا وخلصوا كل الإجراءات وقعدوا في انتظار الطيارة.
سبيدو علق: “ما تخيلتش إنكم متعلقين ببعض كده.”
سيف باستغراب: “قصدك مين؟ هوليا ولا همس؟”
سبيدو ابتسم: “الاثنين، بس قصدي همس أكتر.”
سيف اتنهد وسكت شوية: “أنا نفسي ما تخيلتش إنه هيبقى صعب أسيبها وأسافر، قولت عادي، أنا بسافر كتير، بس ما طلعش عادي.”
سبيدو سأل بفضول: “هو الحب قبل الجواز مختلف عن بعده؟”
سيف بتأكيد: “طبعًا، قبل الجواز حاجة وبعده حاجة تانية خالص. قبل الجواز آه بتحبها، بس عادي، كل واحد في بيت، وكل واحد له حياة، والدنيا بتمشي. لكن بعد الجواز بتبقوا حرفيًا روح واحدة. الحب مرة واحدة تلاقيه تضاعف ألف ضعف، هي بتنام وتقوم وتقعد في حضنك، إنت بقيت مسؤول عن كل كبيرة وصغيرة تخصها، بقت حرفيًا حتة من روحك. بتصحى في حضنها وتنام في حضنها، فإنك تعمل الحاجات البسيطة دي وهي مش في حضنك بتبقى صعبة.”
سبيدو بص له وهو بيسمعه بتركيز شديد وتأثر، فسيف كمل بغيظ: “وطبعًا أنا بكلمك وإنت بتفكر في أختي؟”
سبيدو بذهول: “طيب والله ما حصل، أنا سألت عامة، ما فكرتش في أختك.”
سيف بمشاكسه: “قصدك مش بتحبها كفاية وهي عادي عندك يعني؟”
سبيدو اتصدم ومبقاش عارف يقول إيه: “هاه؟”
سيف: “يعني طبيعي لما أتكلم عن الحب والاحتياج، أي حد هيفكر في حبيبه، فإنت بتقول ما فكرتش، فهل مش بتحبها كفاية، ولا فعلًا فكرت، ولا بتكدب عليا ولا إيه؟”
سبيدو فضل شوية باصص له، بعدها وقف: “أنا هروح أسأل الطيارة هتقلع إمتى؟”
سابه وقام، وسيف ضحك. موبيله رن، كانت همس فرد عليها: “هديتي ولا لسه؟”
سمع صوتها مخنوق: “هديت.”
اتضايق من صوتها: “ماشي، هعمل مصدق. حاولي تنامي شوية، عندك محاضرات بكرة، ولو سمحتي ما تغيبيش.”
ابتسمت: “حاضر، مش هغيب. عندي حاتم بكرة أول محاضرة.”
سيف بتحذير: “همس! حاتم…”
قاطعته: “مش محتاج توصيني حبيبي.”
سيف ابتسم: “حاضر، مش هوصيكِ.كنت هقولك حاتم اتوقف شوية اكيد هيدخلكم حد غيره ، المهم فاكرة لما قولتلك ما تعاديش دكاترة ومستقبلك متعلق بيهم؟”
استغربت: “آه فاكرة.”
صححلها: “كنت غلطان. ما تجيش على نفسك علشان حد، واللي يضايقك طلعي عينه وردي براحتك، واعملي ما بدالك، وجوزك واقف في ظهرك. مش هسمح لحد يجي عليكِ. اعملي ما بدالك يا روحي، تمام؟”
الصبح كريم وأمل معاه راحوا المستشفى الخاصة اللي شغال فيها نادر، وناريمان قابلتهم هناك وراحوا المعمل كلهم علشان ياخدوا عينات.
استدعوا دكتورة رباب بتاعة النسا والولادة، وحذرتهم: “واجبي كدكتورة أحذركم إن التحليل ده غلط وقت الحمل، ويفضل ننتظر لبعد الولادة.”
أمل علقت بحدة: “هي بتتهم جوزي إنه أبو اللي في بطنها، مش هننتظر خمس شهور ولا ستة، تفضل فوق راسنا تقول حامل في إبنه.”
ناريمان بهدوء: “خدي العينة خليني أخلص من الحوارات دي، بس خلي بالك يا أمل، أنا هشاركك في جوزك بعد ما نتيجة التحليل دي تطلع.”
أمل حذرتها: “ده عشم إبليس في الجنة، احلمي.”
بصت للدكتورة: “لو سمحتي ابدئي علشان نخلص من الحوار ده.”
الدكتورة سحبت العينة، وبعدها الثلاثة مع بعض، فناريمان قالت: “سلميهم العينة يعملوها بنفسهم في أي مكان.”
بصت لكريم: “ابقى بلغني بالنتيجة.”
سابوها وراحوا المعمل، وأخدوا عينة من كريم علشان تتقارن بيها. راحوا بعدها الشركة، وطول الطريق ساكتين، لحد ما طلعوا مكتبه. كريم سألها: “تفتكري خطتها إيه؟”
أمل بغيظ: “مش عارفة، بس هي مضايقاني لدرجة إني عمر ما كرهت حد في حياتي قد ما كرهتها هي. بني آدمة مستفزة.”
كريم شدها لحضنه: “اهدي طيب، اهدي. تلاقيها بتلعب بأعصابنا مش أكتر.”
أمل حست بتوتره، فتماسكت وابتسمت في وشه: “حبيبي، أنا بخير وكويسة، ما تقلقش عليا إنت. المهم اطمنت على صاحبك وصل ولا إيه هو وسبيدو؟”
غيروا الموضوع وقعدوا مع بعض فطروا، وبعدها راحت مكتبها .
همس دخلت المدرج بدري، حجزت مكان لها ولأصحابها، واتفاجئت بدخول هالة صحبتها. حضنتها وقعدوا جنب بعض يعرفوا أخبار بعض.
هالة: “مروان من ساعة رجوع أخته شبه مش بيكلمني يا همس، تفتكري ليه؟”
همس بإقرار: “حبيبتي، جوز أخته اتوفى وراجعة بيه، فأكيد مشغول بيهم. هيفضى ويروق ويكلمك، اصبري عليه واتحمليه وقت أزمته.”
هالة تنهدت: “يا رب يا همس، لأحسن قلبي مقبوض. المهم قوليلي، سيف أخباره إيه وإنتِ عاملة إيه مع حماتك؟”
همس ابتسمت: “حماتي زي ما هي، بس حماتها اللي عسل. اسكتي، مش سيف طلع عنده جدة! جدة تركية، إيه عسل عسل.”
هالة بذهول: “جدة وتركية؟ لا احكيلي!”
اتكلموا كتير لحد ما دخل حاتم. أول ما دخل، عينه وقعت على همس. بص لها كتير وسأل: “غريبة، جوزك مش موصلك لباب المدرج؟”
همس بصتله: “حضرتك عايز منه حاجة؟ ولا مجرد فضول؟”
حاتم ابتسم: “مراته مراته، مفيش كلام.”
بص للطلبة واعتذر عن محاضرته وبلغهم إنه في دكتور هيجيلهم لمدة اسبوعين وسابهم وخرج دخل دكتور تاني عطاهم المحاضرة مكانه .
حاتم فضل بره منتظر نهاية المحاضرة ، راقب همس وهي خارجة. خرج وراها وقرب منها: “همس.”

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية جانا الهوى 3 (عاصفة الهوى))

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى