رواية جاد ورقية الفصل الثاني 2 بقلم غادة عادل
رواية جاد ورقية الجزء الثاني
رواية جاد ورقية البارت الثاني

رواية جاد ورقية الحلقة الثانية
_في ايه !
= بتحرش بيها
قالها ببساطة شديدة تخلي العقل يتوقف عن التفكير
ودا فعلاً اللي حصل
مراته اخدت لحظات تستوعب
و أنا واقفة بشتم لامؤاخذة في سري
و هو قعد على الكرسي و بياكل من السندوتشيات اللي كنت محضراها ليا بمنتهى الهدوء اللي في الدنيا!
فجأة قعدت تصرخ و تنهده على اللي في البيت اللي مافيش منهم غير أمه و مرات أخوه التاني و العيال
أمه جات مخضوضة:
_في إيه يا بنتِ مالك؟!
=تعالي شوفيه البيه و بجاحته! دخلت لقيته بيحاول مع الشغالة و بكل بجاحة مش هامه!
و قبل ما تكمل كلامها و لا أمه تتكلم قال و هو بياخد قطمة من السندويتش:
_ايوة أنا فلاتي و رمرام و ماتعشرش
بحدة الست حسنية قالت:
=جاد! كفاية بقا!
اتكلمت مراته:
_تربيتك اهيه يا حاجّة حسنية! هو دا اللي اصبري عليه دا طيب! عيشتي معاه مرار من يوم ما اتجوزته! منك لله يا شيخ!
و مشيت و طلعت على اوضتها و مرات أخوه اخدت العيال و خرجت و فضلت أنا و أمه و هو بصلنا و قال:
_ هو ماحدش قالها إنه كلنا مننا لله!
أمه قربت منه بغضب و قالت:
=جاد! اهمد بقا!
_ مانا قاعد أهو ساكت أنتِ شوفتي حاجة!
بصت لينا و بصت للسكينة اللي لسة ماسكاها في أيدي و قالت:
_انت عملت ايه!
= بتحرش بيها
و سابنا و مشي!
لحظة تعقل أخيرة هي اللي منعتني ارشق السكينة في ضهره، لكن بصت أمه الحزينة ليا وقفتنا و دموعها زعلتني على زعلها:
=معلش يابنتِ حقك عليا أنا اسفة
سيبت السكينة بسرعة و قربت منها :
_ كبيرة يا حاجّة إنك تقوليلي كدا
=الله يسامحك يا جاد، معلش يا بنتِ جات فيكِ أنتِ
_مش فاهمة!
= بيكيد فيها و بيطفشها عشان تطلق…
سكت رأفةً بالسن الطيبة لكن من جوايا بقول طب و أنا مالي طيب!…
*****************
و مر اليوم لاخره بصمت تام لحد ما جيه اليوم اللي بعده، كنت داخله اشوف شغلي على طول لكن وقفني عم شكري :
_تعالي يا رقية ورايا
دخلت وراه اوضة المكتب و أوا ما قعد على الكرسي بص لي و قال:
_ حقك عليا يا بنتِ على اللي حصل امبارح
فهمت طبعاً إن مراته قالت له، واضح عليه الضيق ف اتنهدت و بعدها قُلت لأجل احترام الرجل :
_خلاص مافيش حاجة يا حج
=أصيلة يا بنتِ، و ماتخافيش مش هايحصل الكلام دا تاني و لو فيه حاجة مرة تانية أنا أقف معاكِ من غير تفكير
_ابتسمت بثقة مختلطة بالهزار: خاف عليه هو يا حج، أنا مش بسمي على حد، يكش بس هو شكلي الكيوت اللي مسوأ سمعتي…
ضحك و قال:
=جدعة يا بت مهدي
ضحكت وقُلت:
_محتاج منيحاجة تاني يا حج قبل ما اشوف اللي ورايا؟
=استني جاد جاي
_ليه؟
و قبل ما يرد دخل اللي منه لله بكل بساطة قعد جنب أبوه اللي بيبص له بغيظ:
= مالك يابا عينك مالها!
نفخ أبوه و غيظه زاد و قال:
_هاتطلع من كتر الغيظ ياللي هاتشلّني!
ضحك جاد و باس على رأسه و ف الحال الرجل ابتسم، رغم كل عمايله و إنه مجننه لكن علاقتهم ببعض جميلة و كأنهم أصحاب مش مجرد واحد و ابنه :
= بعد الشر عليك يا كبير
_طب يلا اعتذر ل رقية و فهمها إن دا كان مجرد فكرة غلط عشن المشاكل اللي بينك و بين مراتك
=فالتسقط السموات عليها إن شاء الله
_ جاد!
سكت لحظة و بعدين بص لي بحاجب مرفوع و قال:
=بتحبي الموغات يابت يا رقية ؟
_ايه العلاقة!
=نفسي فيها كدا و نفسي اشربها لكل الناس على حسي و حسك إن شاء الله
_ازاي يعني!
= في سبوع ابننا كدا إن شاء الله
أبوه مش عارف يضحك ولا يزعقله و أنا بصيت له بحاحب مرفوع و قد غلى الدم في عروقي:
_ دا بعينك، قال يوم اصوم اصوم و أفطر عليك أنت! هُزلت!
و سيبته و مشيت و أبوه بيضحك مش مصدق الحوار اللي داير و مسكه قبل ما يقوم ورايا و سمعته بيقوله بشماتة:
=جدعة والله…
###########
و تمر فترة و الحال عادي و أنا مابين الشغل و البيت و عنايتي بأمي المريضة و في نفس الوقت بدور على شغل مناسب و بمرتب مناسب. و علاقتي بأهل البيت بتزيد قرب و كأني بقى البيت بيتي و كلهم اخواتي و اهلي يكش بس البت مرات جاد لا تطاق و محدش بيطيقها بسبب الانعرة اللي هي فيها شوية رغم إنه غلبانة، بس نقول إيه التكبر وحش و بيوحش صاحبه…
زي ما عم شكري عرفوا بالصدفة إني قريبته رغم إني مكنت عايزة دا يحصل بس الموضوع جيه بفايدة و خلاهم يحبوني بزيادة…
أما اللي منه لله دا بعد شوية عني يكش بس هما مرازيته ليا من وقت للتاني و مش عارفة إيه غيته في كدا!…
و النهاردة فرح محمد كله فرحان و مبسوط و أنا في وسطهم كأني منهم تمام مش مفرقين خالص لحد ما قررت امشي عشان أمي العيان في البيت مينفعش ااخر عليها، فميلت على الحاجة حسنية:
_انا هامشي ياحجّة عشان أمي بقا
=ماشي اديا رقية استني اشوف حد يوصلك
_مش مستاهلة…
و قومت و على باب القاعة لقيت احمد السواق عم شكري بيوقفني:
_رايحة فين يا رقية؟
=هامشي بقا عشان أمي
_طب تعالي اوصلك متمشيش لوحدك
كنت لسة هوافق مهو بصراحة السكة محتاجة مواصلة مش قليلة و المسافة كتير و الدنيا ليل، و احمد محترم و ابن ناس و عارفاه مهو من الحتة بردة و ظروفه زي ظروفي تقريبا و هو كمان معاه شهادة لكن بسبب الظروف اشتغل سواق لحد ما يلاقي اللي يناسبه. لكن قبل ما نتحرك لقيت اللي جاي من ورانا و بيقول:
=على فين يا حنين!…
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية جاد ورقية)