روايات

رواية ثأر الحب الفصل الثاني والسبعون 72 بقلم زينب سعيد

رواية ثأر الحب الفصل الثاني والسبعون 72 بقلم زينب سعيد

رواية ثأر الحب الجزء الثاني والسبعون

رواية ثأر الحب البارت الثاني والسبعون

ثأر الحب
ثأر الحب

رواية ثأر الحب الحلقة الثانية والسبعون

“أحياناً يكون البعد عن من نحب هو الملاذ الوحيد والنجاة
والقرب منهم هو لعنة تهدم السعادة وتجعل منا أمساخ مشوه لا تعلم سوي العذاب والجحيم
فإذا كان البعد هو المنجاة والحياة فأسلك طريقه
العمر يعاش مرة واحدة فعشها كما تستهوي
قبل أن تعود نادماً عن ما مررت به
في وقت لا ينفع به الندم أو التراجع ”
أتسعت حدقتي عينه مرددا بعدم إستيعاب وتسأل بحذر:
-عهد أنتي بتهزري صح ؟
تطلعت له بإنكسار وإستدارت بوجهها إلي الجهة الآخري بكبر ورددت بتأكيد:
-طلقني يا شادي أنت أكبر غلطة غلطها في حياتي من يوم ما اتجوزت وأنا في عذاب وبحاسب علي مشاريب غيري وفي الآخر كنت هخسر أبني وبسببك أنت.
قبض يده بقسوة شديدة وتحدث بأسي فهي محقة في كل كلمة منذ أن خطت بقدمها في حياته لم تري يوم جيد ولم تهنئ بحياة سعيدة بل تحملت تقلباته الفظة:
-عارف إنك تعبتي معايا وإستحملتي كتير لكن غصب عني والله العظيم غصب عني أنا كنت مسخ مشوه وعلي إيدك أنتي خرجتي من جحيم
صمت قليلاً ثم إستدرك متعجباً:
-أنا أصلا لغاية دلوقتى مش فاهم جبتي كلامك منين أني هتجوز غيرك جالك قلب تنطقيها ؟ أنا كنت بوصلها لأنها راحة نفسك المكان يا عهد كنت رايح الأرض إلي جنب بيتها ووصلتها عيني مش هتشوف غير وقلبي مفهوش مكانك لحد يشاركك فيه أيه بس إلي وصلك لكده ريحي قلبي ؟
إستدارت بوجهها وهتفت بأسي:
-سمعت والدك وهو بيقول لولدتك كده لو شريف مات لقدر الله هتتجوز حنين عشان تربي ابن أخوك .
ضيق ما بين حاجبيه بحيرة وتسأل:
-أبويا وأمي قالوا الكلام ده أقسم بالله ما أعرف حاجة عنه ولو ده كان حصل فعلاً إستحالة كنت أعملها يا عهد سامعة إستحالة ياريتك كنتي أتكلمتي معايا بعقل وأتفهمنا مكنش حصل ده كله عهد أنتي كنتي بتصارعي الموت جوه وأنا بموت بره.
آخذ نفس عميق وإستدرك حديثه بوجع:
-عهد أنا خيروني بينك وبين إبننا مضيت إقرار بموت أبني وقاعد علي ناري مستني أسمع إنك بخير واستلم جثة أبني أدفنه شوفتي وصلت لأيه ؟
أتسعت عيناها وحاولت الاعتدال بآلم وهي تتسأل بلهفة وشوق:
-أبني كويس صح ؟
أوقفها بحذر وأرجع جسدها إلي الخلف بحنان وتحدث برفق:
-إطمني يا عهد هو بخير .
تجاهلت حديثه وتمتمت بإصرار:
-أنا عايزه أشوف أبني.
أردف بنبرة متأثرة:
-حاضر يا عهد لما الدكتور يطمني عليكي هنروح نشوفه مش هينفع يجي من الحضانة.
رمتقه بوهن وتتمددت علي الفراش مرة آخري وذهنها شارد بوليدها.
بينما تحرك هو إلي المرحاض توضئ وخرج بعد دقائق قام بفرش المصلاة وأدي صلاته أمام ناظريها.
❈-❈-❈
منذ أن وطئت قدميهم إلي الغرفة وهو يسلط أبصاره أرضاً لا يمتلك القراءة علي رفع رأسه ولا مواجهة وجه أبيه يشعر بالخزي من تصرفاته الرعناء.
يتطلع له والده بإشتياق وراحة يعلم أنه مخطئ لكنه في النهاية أب لا يعلم سوي السماح المغفرة إلي أولاده يحمد الله داخله أنه عاد اليهم سالماً فهو وزوجته لم يتحملوا مرارة الفقد والحرمان مرة آخري.
طال صمتهم فأراد أن يحسم أمرهم وتحدث بجدية:
-هتفضل جاعد ساكت إكده ؟ أيه ندمان علي إلي عملته ؟
رفع رأسه بخجل وهتف بنبرة متأثرة:
-أيوة ندمان يا أبوي أنا كت خابر أني إكده باخد بتار خيي مكتش خابر الوهم إلي عايش فيه.
رمقه سالم معاتبا ورد بعد أن شمله بنظرة حزينة:
-فوجت بعد أيه يا ولدي ما أطربجت فوج دماغنا طيب جدر يوسف كات كت هتعمل أيه وجتها ؟ كان التار هيتاخد منك وخيك ياخد تارك وكان هيبجي الدم للركب يا ولدي شهاب مكنش زين وقديس زي ما كت خابر خيك كان شيطان متجسد في إنسان كت كل صلاة أدعي له بالهداية لكن مع الأسف ربنا ماردش.
تنهد شريف بأسي وتسأل بحسرة:
-حتي شادي كان خابر إكده أني الوحيد إلي كت مخدوع فيه ؟ للدرجة ده كت مغفل ؟
ربت سالم علي ظهره برفق وتحدث بنبرة حادة:
-إلي حصل حصل نطمئن علي مرت أخوك وتتوكل علي الله علي مصر.
ضم ما بين حاجبيه وتسأل:
-وه أسافر ليه ؟
رمقه والده بجدية وقال:
-عشان تتأسف ليوسف يا ولدي ولا عند جول تاني؟
تنهد شريف بأسي وقال:
-لاه يا أبوي أن طوع أمرك.
ربت سالم علي ظهره وآخذه في أحضانه بحنان واردف بنبرة متأثرة:
-الله يهديك يا ولدي ويرضي عنيك ويبعد عنك شيطانك.
❈-❈-❈
ابتعد عنه برفق وتسأل بحيرة:
-أنت كت وين يا ولدي ؟
تنهد شريف وابتعد بمرمي بصره بعيداً عن والده وقال:
-كت في الدنيا يا أبوي كت في الدنيا كان لازم ابعد يا أبوي عشان أفوج من إلي أنا كت فيه.
أماء سالم رأسه بتفهم وتحدث بنبرة ذات معني:
-صوح بس مش تختفي وتسيبنا هنا علي نار يا ولدي أما وأمك ولا عارفين أنت حي ولا ميت ولا مرتك وولدك مفكرتش فيهم اياك ؟
مسح علي وجهه بضيق وقال:
-لأه يا أبوي كت شايل همكم ويعمل ربنا بس مرتي كت هجعد وياها أزاي بعد إلي عملته فيها وكومان كانت رايدة تطلج.
صمت قليلاً وإستدرك متسائلا:
-صوح يا أبوي هي رچعت ميتي وكيف ؟ أنا روحت أرجعها رفضوا .
رد سالم بتوضيح:
-أنا وخيك روحنا رچعناها طلاج أيه إلي تطلجه إلي زي مرتك تحط فوج الراس وأعمل حسابك لو زعلتها في يوم أو كسرت بخاطرها أنا إلي هجف ليك سامع ولا لاه ؟
رفع يده لأعلي باستلام وأجاب مبتسماً:
-خلاص يا أبوي توبت وأتعملت الدرس صوح .
هز سالم رأسه بإقتناع وتحدث بتوضيح:
-لأزم يا ولدي تكون أتعملت الدرس لإنك لو متعلمتوش أنت إلي هتحاسب علي المشاريع يا ولدي يلا جوم يلا هم أتسبح وغير خلجاتك عشان نروح لخيك.
هز شريف رأسه بإيجاب وإستقام واقفاً مرددا بإيجاب:
-حاضر يا أبوي بالإذن.
تحرك شريف إلي الخارج وتنهد سالم براحة متمتة داخله بشرود:
الله يرضي عنيك يا ولدي الله يرضي عنيك ويهديك ويبعد شيطانك عنيك.
❈-❈-❈
سار بخطوات متثاقلة خارج الغرفة وصعد إلي أعلي متجهاً إلي غرفته فتح الباب ودلف إلي الداخل وجد زوجته تقف أمام المرآة تضع نقابها علي وجهها.
أغلق الباب خلفه وتوجه إلي الفراش دون أن ينبت بحرف واحد وألقي بثقل جسده علي الفراش.
لاحظت ما حدث من المرأة إنهت وضع نقابها وإتجهت إليه وتحدثت بحذر:
-أنا چهزت لك الحمام وخلجات نضيفة رايد حاچة تاني ؟
حرك راسه بلا وتسأل بحيرة:
-أنتي خلصتي الوكل ؟
ردت ببساطة:
-أيوة ده فروچ مسلوج ناجص بس أجهز خلجات عهد والعيل الصغير.
أعتدل بوهن ونهض مستنداً علي كفيه وقال:
-عجبال ما تچهزيهم هكون أتححمت وغيرت خلجاتي.
ردت باختصار قبل أن تتجه إلي باب الغرفة وتغادر:
-ماشي في إنتظارك .
غادرت هي ووقف هو بوهن وإتجه المرحاض يأخذ حمام دافئ يزيل من فوقه عناء السفر والأرق.
وقف قليلاً يقف أمام المرآة يطلع لهيئته المذرية الغير مهذبة بالمرة ذقنه نامية تنهد بأسي وإتجه إلي المرحاض كي لا يتأخر عليهم يجب أن يحل سوء الفهم بينه وبين شقيقه يجب أن يعلم ما يخبئه عنه فقد حان وقت المواجهة ولا مجال للتفاوض.
ما أن أنهي صلاته تفاجئ بطرق خفيف علي الباب الغرفة لاحت علي ذاكرته والدته من المؤكد هي فقد تناسها بالخارج نهض علي الفور وقام بطي المصلاة ووضعها جانباً واتجه إلي الباب وقام بفتحه وجد والدته.
تنحي جانباً وأشار لها بالدخول:
-تعالي يا أمي أتفضلي.
إستندت علي يده وتحركت تجاه فراش عهد برفقته وما أن وقعت أبصار عهد إليها تطلعت إلي الجهة الاخري.
إمتعض وجه شادي لا يدري ماذا يقول حتي من حق زوجته أن تحسن لكن لا تتعامل مع والدته هكذا هو لن يتحمل هذا.
توجهت وصفيه بأبصارها إلي ولدها متسائلة بعينها ، تنهد هو بضيق واجلس والدته علي الفراش وتحدث برفق:
-عهد ماما جاية تطمئن عليكي مينفعش كده.
إستدارت له بعد أن طفح الكيل وتحدثت بعصبية:
-أمال أيه إلي ينفع يا شادي بيه أنا أبني كنت هخسره بسببهم؟ يقتلوا القتيل ويمشوا في جنازته.
“عهد مش عايز ولا كلمة”
جملة واحدة نطق بها شادي بحزم بعد أن تجرأت زوجته بالحديث مع والدته حتي لو كانت مخطئة فهي والدته شأت أم أبت ولم يسمح أن تهان.
صمتت عهد بضيق ودموعها تسيل فوق وجنتيها رمقتها وصفية بحيرة وتسألت:
-هو فيه أيه يا ولدي مرتك زعلانة مني ليه ؟
صمت قليلاً وقرر حسم هذا الأمر وتحدث بنبرة حادة:
-أنتي وأبوي كت رايدين تچوزوني مرت أخوي لو شريف مات لقدر الله ؟
اتجهت بأبصارها هربا من نظرات ولدها الحائدة وتحدثت بإيجاب:
-أيوة يا ولدي حصل وده الصوح كومان أمال رايد مرت أخوك ولحمه يروحوا للغريب ؟ ترضاها يا ولدي ؟
إبتسامة ساخرة إرتسمت علي فاه عهد وتطلعت له بنظرة ذات معني أرأيت أن حديثي صادق وأن ما وصلنا إليه هو بفضل والديك .
تجاهل نظرتها واتجه إلي والدته معاتبا وقال:
-وحديتكم ده كت هتدفع تمنوا مرتي ووالدي يا أماي عهد طالبة الجلاج بسببه وكانت سايبة البيت وجت إلي حصل عشان تعمري بيت ولدك التاني أني بيتي كان هيتخرب بس إلي حصل حصل يا أماي وأنا أتعلمت الدرس زين مرتي تجوم بالسلامة وهاخدها هي ووالدي ونرچع بيتنا في مصر إلي أكتشفته أني طول ما أنا بعيد عنكم مرتاح وبخير وجت ما اجرب أنحرج وحياتي تتشجلب كأن جربي منكم لعنة وبعدي عنكم حياة وأنا خلاص إخترت الحياة يا أماي.
❈-❈-❈
ظنت أنها تتوهم ما يقوله هل چن هل يريد البعد عنهم تعلم أن ما كانوا يخطتوا له آنانية لكنهم كانوا يحافظوا علي ما تبقي لهم من ذريتهم بدل من أن يوافقهم ويقف جوارهم يختار الهروب وتركهم.
ضمت ما بين حاحبيها وتحدثت معاتبة:
-جدرت تنطجها يا ولدي عايز تبعد عنا ؟
إبتسم بحسرة وقال:
-بعدت جبل سابج يا أماي بعدت حتي مكلفتوش خاطركم تعرفوا بعدت ليه.
حاولت التحدث لكن طرق باب الغرفة ودخول الطبيب بعدها جعلهم يصمتوا.
إقترب الطبيب من عهد مبتسماً:
-حمد الله علي السلامة يا مدام ها ايه الأخبار ؟
ردت عهد بآلم:
-تعبانة أوي يا دكتور ضهري والجرح تعبني أوي وكمان جسمي كله مكسر.
إبتسم الطبيب بعملية وقال:
-طبيعي من الوقعة مقصرة علي العملية وبعدين المسكن لسه شغال أمال لما مفعوله تخلص هتعملي ايه ؟ علي العموم متقلقيش يومين وتبقي بخير.
تسألت بحنين:
-ينفع أشوف أبني يا دكتور ؟
أماء الطبيب بإيجاب وأردف بعملية:
-ينفع طبعاً جوز حضرتك يسندك وتروحي تشوفيه وترضعيه كمان.
أتسعت عيناها وتسألت بألم:
-لأ مش هقدر أمشي يا دكتور ينفع حد يجيبه لغاية ما ابقي كويسة وأقدر أروح ليه ؟
هز رأسه نافياً وتحدث معقبا:
-لأ هو مينفعش يخرج من الحضانة ده أولا وثانيا بقي والمهم إنك لازم تتمشي عشان الجرح مش عايزين يحصل مضاعفات لقدر الله يلا هستأذن أنا .
إستدار موجهاً حديثه إلي شادي:
-المدام لازم تمشي أنت المسؤول قدامي.
إبتسم شادي بتفهم وقال:
-تمام يا دكتور.
غادر الطبيب وتحدث بنبرة ذات معني:
-هنكمل حديتنا وقت تاني يا أماي هاخد عهد أمشيها ونشوف الولد .
❈-❈-❈
تنهدت بحزن عميق وصمتت إتجه هو إلي زوجته وساعدها علي الاعتدال وسط بكائها وآلمها ، تحدث بلطف ونبرة متأثرة:
-معلش يا قلبي عشان نشوف إبننا ولا مش عايزة تشوفيها ؟
ردت بدموع:
-عايزة أشوفه بس مش قادره أتحرك بجد تعبانة .
تحدث بإشفاق:
-معلش حاولي يا حبيبتي يلا أنا معاكي أهو يلا.
تحاملت علي حالها ونهضت بمساعدته مستنده بجسدها عليه تحرك بها تجاه الخارج وظلوا يسيروا ببطئ وحذر شديد حتي وصلوا إلى الحضانة ودلفوا سويا.
أجلسها علي المقعد وذهب إلي الممرضة كي تأتي لهم بالرضيع حملت الرضيع وجائت به.
صدمت عهد ما أن رأت حجمه وتسألت بخوف:
-هو صغير كده ليه هو هيعيش صح ؟
ردت الممرضة بعملية:
-متقلقيش هيبقي بخير متقلقيش هتقدري ترضعيه ؟
مطت شفتيها بحيرة وقالت:
-هشيلوا ازاي أنا خايفة ألمسه .
ابتسمت الممرضة بخفة وقالت:
-هشيله يا ستي أنا ليكي بس لازم ترضعيه ويتلامس مع جلدك عشان يحس بريحتك والامان.
حثها شادي بحنان:
-يلا يا حبيبتي يلا أنا معاكي أهو.
هزت رأسها بإيجاب وفتحت رداء المشفي بحذر وقامت بإخراج إحدي نهديها ، ساعدتها الممرضة وقربت الطفل منها وألقفته بصدرها وبدأ الطفل في المص من صدرها وسط فرحة عهد وشعورها بالسعادة كأنها ملكة العالم أجمع بفضل هذا الصغير .
أما عن شادي فكان في عالم آخر يشعر أنه ولد من جديد مع ولادة طفله رغم ما مر به من ظروف وصعوبات مرت أخيراً السنين العجاف وجاء موعد جني الثمار .
يقسم داخله لو سأل هل تريد أن تمر بما مررت به سابقاً ليوافق علي الفور أن يمر بكل الصعوبات والآلام التي عاشها سابقاً جراء أن يحيي هذه السعادة مجددا.
زوجته وطفله هما عالمه الصغير الذي سيحي داخله ولن يسمح لأحد المساس به ، ما مر قد إنتهي دون معني ،لكن القادم هو المعني اليقين لحياته سيدافع عنه بكل ذرة في كيانه حتي لو تطلب الأمر حياته لن يتأخر عن تقديمها مقابل نظرة واحدة في وجوههم.
❈-❈-❈
تتمدد علي الفراش الطبي وسائل شفاف موضوع فوق بطنها ويسير فوقه جهاز السونار الذي تحركه الطبيبة بعملية فوقها وإلي جوارها يقف زوجها الحبيب يتمسك بيدها بقوة وأبصارهم مسلطة علي الشاشة الصغيرة.
أشارت الطبيبة إلي نقطة معينة في الشاشة وقالت:
-وده بقي الجنين بتاعنا.
تسأل يوسف بفضول:
-هو النقطة السودة دي ؟
تسألت نورسيل بحيرة:
-دي بتتحرك طيب أنا مش حاسة ليه ؟
إستدارت الطبيبة لهم وتحدثت مبتسمه:
-أيوة هو النقطة الصغننة دي هو مش بيتحرك ده النبض بتاعوا لسه بدري أنتي لسه في الشهر التاني دلوقتي تقدروا تسمعوا نبضوا لو حابين ؟
أجاب يوسف بنبرة متأثرة:
-حابين طبعاً.
إبتسمت الطبيبة بعملية وبدأت في إسماعهم نبض الجنين تحت ترقبهم وإندماجهم الشديد.
اطربت أذانهم بصوت نبض جنينهم كأنه سنفونية موسيقي جعلت دقات قلبهم تتصاعد هي الآخري كأنهم يرحبوا بطفلهم ونباضته التي أصبحت تعلن عن وجوده في الحياة سبحان من
صوره في الارحام نطفة صغيرة في الأمشاج يصورها كما يشاء يهب من يشاء ذكورا ويهب من يشاء إناثا.
﴿ ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ﴾.

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ثأر الحب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى