رواية بين الرحيل والبقاء الفصل الأول 1 بقلم هند حسين
رواية بين الرحيل والبقاء الجزء الأول
رواية بين الرحيل والبقاء البارت الأول
رواية بين الرحيل والبقاء الحلقة الأولى
“على قد ما هتستحمل على قد ما هتبعد ”
جملة سمعتها قبل كده بس مش فاكرة من مين بالظبط بس حسيتها توصف حالتي توصف اللي أنا فيه وأنا استحملت كتير أوي استحملت لدرجة محدش ممكن يتخيلها وكان صعب عليا أو علي أي ست عمومًا إنها تستحمل ده..
ـ “حاضر يا مريم صحيت أهو، يارب متكونش سمعتني وبعدين يا أحمد في اللي بتعمله مع المسكينة دي ده مش أول مرة؟!”.
أحمد قام من مكانه وجه جنبي وقعد عشان يفطر وقال:
ـ صباح الخير ياندى.
سكت لحظة وأنا بفتكر لما نده عليا باسم مريم اللي بيحبها ووالده رفض جوازهم وقتها، بس أنا تعبت.. تعبت من كل مرة بستحمل أنه بيندهني بيها وكل مرة بيبقي فاكر إني مسمعتهوش مش عارفة هيكسر قلبي لحد إمتى!
تنهدت تنهيدة كلها وجع، لكن بصيت ليه ورسمت على وشي ابتسامة خفيفة ولا كأن في حاجة وقلت:
ـ صباح الفل يا حبيبي افطر يلا عشان متتأخرش على شغلك.
ـ إيه الحاجات الحلوة دي تسلميلي ياحبيبتي
لما قال كده لقيت نفسي بسرح في كلمته “حبيبتي ” يا ترى بيقولها عشان ميغلطش في اسمي ولا أنا فعلًا حبيبته ولا دي كلمة عادية بنقولها كده في المطلق العام أي حد بيقولها عادي يعني المهم فقت علي صوته وهو بيقوم وبيقول:
ـ تسلم إيدك يا حبيبتي همشي أنا عشان متأخرش سلام.
ـ سلام .
خرج وأنا خرجت كل دموعي اللي كانت محبوسة في عيني كنت منهارة بس سألت نفسي هفضل لحد إمتى موافقة وراضية على اللي بيحصل ده؟
أحمد مش زوجي أحمد ابن خالتي وحب عمري من الطفولة اتجوزنا من تمن شهور بس ليه يحصل معايا كده! أنا مش ذنبي إني لما جيت على الدنيا لقيته وحبيته وقلبي معرفش يدق لحد غيره ،طب اتجوزني ليه كان قال لأ وخلاص، ليه الأهل بيغطوا علي ولادهم بالشكل ده ليه الأب يرفض اللي البنت مقتنعة بيه، وليه بيقف قصاد ابنه في حب عمره مع إنه لو حصل ده معاه كان رفض، ليه الأم بتفضل تزن علي ابنها اللي هو ياابني أنا عايزه أفرح بيك أشيلك عيل قبل ماأموت ومع إنها خالتي بس ياريتها وافقت وقتها صحيح كنت هتوجع بس الوجع هيكون أخف بكتير من اللي حساه دلوقتي،
أسئلة كثيرة والاجابة رد بلا مبالاة
عايزين نفرح بيكم طب وإحنا محدش فكر إحنا عايزين إيه هنفرح إزاي ومع مين؟!.
ـ ياترى لسه علي علاقة بيها ؟
قلتها لنور صاحبتي وعشرة عمري وأخته في نفس الوقت لكن هي ردت عليا وقالت:
-ندى أحمد بيحبك و..
قاطعتها قبل ماتكمل وقلت:
ـ هتفضلي لحد إمتى تدافعي عنه كده وبتلاقي ليه حجج ومبررات نور أحمد محبنيش أصلا ،أنا بس مجرد واحدة اتجوزها عشان تخلوه ينسى مريم حبيبته ،ياريت أمي قبل ماتموت مكنتش وصت خالتي عليا ؛مكنش كل ده حصل .
ايه ده استني أحمد بيتصل!.
ـ طب ردي
ـ أيوه يا أحمد ألو..!.
كنت سامعه صوته بس بعيد شوية قلت أكيد دي شبكة بقيت أقول ألو بعدت عن نور شوية وهي فضلت في مكانها بتبص ليا مستنية أقولها ليه مش بيرد وإيه اللي سمعاه وفضلت أقول ألو بس هو مكنش سامعني ولما حسيت صوته بيوضح شوية سكت وسمعته وهو بيقول ..
ـ “أنا آسف حقك عليا علي كل اللي شوفتيه بسببي أنا بحبك “.
الصوت رجع يبعد تاني كنت مبسوطة من كلامه بس استغربت طب ليه مقلش كل ده قبل ما يخرج أكيد فهم غلطه أكيد عايز يعوضني عن اللي فات وجيت أرد عليه بس الصدمة بالنسبة ليا لما سمعت صوت واحدة وهي بتقول:
ـ أحمد أنا كمان لسه بحبك ولسه جوايا نفس المشاعر بس هنفضل كده لحد إمتى!.
ـ مش عارف يا مريم بس أنا بحبك والله ومش عايزك تبعدي عني .
لما سمعت اسمها بلعت ريقي وجسمي اتنفض مرة واحدة قلبي بقي يدق دقات سريعة وكانت صدمة ليا إنه مش بس منسهاش لا ده هو لسه على علاقة بيها قفلت الخط ودموعي نزلت مكنتش قادرة أتنفس بس تمالكت نفسي بصعوبة وخرجت لنور وهي لما شافتني كده ولأنها متأكدة إن حصل حاجة جات لعندي بسرعة وسألتني وقالت:
-ندى إيه حصل قالك حاجة تزعلك!.
سكت للحظة مش عارفة أقولها إيه مكنتش عارفة أقولها ولا أسكت وواجهه لما يجي ،أعمل إيه أنا بجد تعبت بس تمالكت أعصابي وقلت:
ـ مفيش اتصل بالغلط بس معرفتش أسمع حاجة .
ـ بس شكلك يقول غير كده !
تماسكت عشان مظهرش ليها أي حاجة وقلت:
ـ نور مفيش حاجه هو بس رن بالغلط ولما رد كان متعصب واتعصب عليا ،وأنا مليش ذنب.
لما قلت ليها كده بصت ليا بزعل وكأنها بتحاول تجبر بخاطري بكلمتين:
ـ طب اهدي خلاص وصدقيني لما يرجع هيصالحك علطول ،يلا أسيبك أنا بقى وعلى مكالمات ،بقولك متفكريش كتير لأنه مهما لف مكانه عندك مش عند أى حد تاني .
ـ ماشي تمام.
ـ يلا سلام.
ـ سلام.
نور خرجت من هنا وأنا انهارت في العياط بقيت أفكر هعمل إيه ؛انا معنديش حد أروح عنده والدتي متوفية من سنة ووالدي متوفي من وأنا صغيرة طب أعمل إيه .؟!
بس لحد مارجع كنت أخدت القرار خلاص وزي ماتيجي بقي:
ـ زي ما سمعت يا أحمد طلقني.
لما قلت كده كان واضح عليه الصدمة فرد بسرعة وقال:
ـ ندى إيه اللي حصل مالك !
تماسكت ورديت بهدوء علشان مش عايزة أنهار وقلت:
ـ عايزة أطلق مش عايزة أكمل معاك خلاص.
مكنش فاهم حاجة مسك ايدي وقعدني وقال:
ـ طب إهدي طيب، ممكن أعرف إيه السبب؟!.
رديت بنرفزة وعصبية وقلت:
ـ هو إنت مخدتش بالك من موبايلك خالص ،أحمد طلقني وروح اتجوزها.
ـ هي مين ؟!
ـ ست مريم
ـ مريم !!
ـ اه مريم.. مريم اللي كل يوم بتناديني بيها ،وكنت بسمعك وبطنش وأقول بكره ينساها المهم اتجوزك أنتِ ،متفكريش في حاجة فترة وهتعدي وهيحبك أنتِ ،لكن أنت محبتنيش محاولتش حتى؛ إحنا مجرد اتنين عايشين تحت سقف واحد وخلاص صحيح بحبك بس مش هسمح لقلبي يتهان بسببك مش عايزة أكرهك طلقني أرجوك .
ـ طب إديني فرصة و…
قاطعت كلامه لأن مقدرتش أستحمل أي مبررات وردود كلها مفيش فايدة منها وأنا عارفة إنه بيحبها:
ـ عمرك ماهتنساها حتي لو حسيت إنك بدأت تحبني اللي بيحب مرة واحدة عمره ما يقدر يحب حد تاني للأسف أهلنا بيظلموا كل واحد فينا بس بطريقة مختلفة يعني مثلا لو أنا اللي كنت مجبرة إني أتجوزك وإني بحب حد تاني وإنت عرفت الموضوع ده هتعمل إيه ..؟!
-……
لما سكت دموعي بدأت تنزل مسحتها بسرعة وقلت:
ـ سكت يعني يبقي تطلقني لو سمحت.
نزل نظره في الأرض زي اللي عامل مصيبة وقال:
ـ مكنتش حابب إننا نوصل لكده صدقيني حاولت بس..
كان هيبدأ يرجع يكذب من جديد ويقول مبررات ملهاش لازمة فقاطعته وقلت:
ـ متكملش ياريت بس الموضوع يخلص بسرعة.
ـ حاضر يا ندى هعملك كل اللي عايزاه، وأنا بجد آسف على كل اللي حصل الشهور اللي فاتت من وقت ما اتجوزنا أنتِ فعلًا تستاهلي حد أحسن مني .
“الأهل هم أكبر خيبة أمل يعيشها الأبناء، ولكن بإختلاف الطرق “.
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية بين الرحيل والبقاء)