رواية بك أحيا الفصل الحادي والستون 61 بقلم ناهد خالد
رواية بك أحيا الجزء الحادي والستون
رواية بك أحيا البارت الحادي والستون
رواية بك أحيا الحلقة الحادية والستون
الناجي السادس ” حقيقة مُعلنة”
طوق النجاة “بكِ أحيا”
ناهد خالد
“بعض الحقائق كونها مجهولة هو نعمة من الرب لن تدركها إلا حينما تفتش عنها، وبغبائك تنقم النعمة، لتعرف المجهول، وتدرك بعدها أن جهلها كان أفضل”
الأول من يناير لعام 2021…
جلست جوارها تسألها بعدما لاحظت حالتها الصامتة منذ أتت:
– مالك يا فريال؟ لتكوني زعلانة على اللي حصل لإبراهيم؟
نظرت لها “فريال” تقول بنبرة غير مفهومة:
– إبراهيم اتدمر خلاص, ومرات خالي بتقول ان حالته بقت صعبة اوي.
تنهدت “خديجة” بهدوء تقول:
– بصي رغم كل اللي عمله, ورغم اني عمري ما حبيته, لكنه صعبان عليا مش هنكر, يعني من وقت الحادثة اللي حصلتله من شهر وبعدها الفيروس اللي ضرب المزرعة بتاعته هو وباهر وقضى على تلت ارباع المواشي اللي فيها, يعني غير مرضه هو دلوقتي مبقاش عنده دخل غير المزرعة التانية اللي طنط رباح ليها ربعها.
حركت “فريال” رأسها بأسف:
– يمكن ضياع المزرعة ميجيش نص قهرته على الحالة اللي بقى فيها, متخيلة حد بجبروت إبراهيم يحتاج لحد يساعده عشان يتحرك ويروح مشوايره, ماما بتقول انها لما راحت زارته وقعدت معاه الأسبوعين اللي فاتوا كان طول الوقت عصبي وبيزعق لدرجة انهم كانوا خايفين يجراله حاجه.
زفرت “خديجة” متعجبة:
– سبحان الله, يعني وبدل ما يتقي ربنا ويتعدل ماشي شايط في الكل, باهر عمل مشكله معاه وشتمه وهم في المستشفى وقاله كلام زي السم, ومن وقتها وكل ما باهر يروح يزوره يسمعه كلمتين ملهمش لازمه ولولا انه عامل بالاخوة ومراعي حالته مكانش بص في وشه تاني, وامه وعمته مسلموش من عصبيته وغضبه الفترة اللي فاتت, وحتى العمال شايفين المر منه.
اومأت “فريال” برأسها مؤكدة وقالت بتوضيح:
– إبراهيم بيحاول يثبت للكل ان المرض مهدوش, وأنه لسه زي ما هو ولازم كله يعمله حساب, مش متقبل وضعه كده فبيخرج اللي حاسه بالغضب والعصبية.
– أنا فاهمة ده, بس المشكلة إن بعد فترة الناس مش هتتحمله اكتر من كده, واحده واحده هيلاقي الكل بعد عنه, بس قوليلي, أنتِ صعبان عليكِ ولا رجعتِ ت….
قاطعتها فورًا وهي تقول:
– مرجعتش يا خديجة, ولا عمري هرجع افكر فيه تاني, بس هو فعلا صعبان عليا الحال اللي وصله مش اكتر, يلا ربنا يعينه ويشفيه.
ابتسمت لها “خديجة” تقول:
– واحدة غيرك كانت شمتت وقالت ان ربنا جابلها حقها.
– ربنا ما يجعلنا من الشامتين يا خديجة, أنا رميت إبراهيم بكل ذكرياته من فتره, ويوم ما بفتكر اللي عمله بقول يا رب عوضني خير.
مسكت “خديجة” كفها تقول بابتسامة:
– عشان انتِ قلبك نضيف, وبمناسبة ان ربنا يعوضك خير, قولتي ايه في موضوع العريس؟
– رفضت.
قطبت “خديجة” ما بين حاجبيها باستغراب رافض:
– ليه يا فريال؟ ده كان شخص كويس ومهندس محترم, ما عمتي سألت عنه وقالت انه كويس وعيلته كويسين, غير إنك لما قعدتي معاه ارتاحتي وأنتِ قولتِ كده!
اومأت برأسها تقول بتنهيدة:
– اه, بس لما قعدت معاه مرة تانية من يومين لقيت كلامه عن الحياة الزوجية كأنها معادلة رياضية, 2=1+1 هو شايفها بالعقل اوي, مفيش أي مجال للمشاعر عنده, يعني أتكلم ازاي هنرتب مواعيدنا وازاي هننظم بيتنا وحياتنا والزيارات لحد يكون في يوم واحد في الأسبوع واحنا نخصص يوم نخرج فيه ونقضي اليوم سوا ويكون يوم اجازتنا لازم حياتنا تكون منظمة وكل حاجه يتاخد لها ميعاد, يعني مينفعش نصحي من النوم نقرر نروح نزور فلان ولا نقرر نخرج ولا حتى نقرر نقعد في البيت واحنا عندنا شغل, لازم كل حاجه يكون مترتبلها قبلها… تحسيها حياة عسكريه, وبصرف النظر عن إن ده صح او غلط فانا لاقيت نفسي مش هقدر اتقيد بكل الحوارت دي, غير إنه ناوي بعد ما اخلص دراسة نسافر كندا لانه حابب يشتغل هناك, بيقولي وأنتِ كمان تشتغلي هناك لو حابه.. وانا فكرة السفر دي هتكون صعبة اوي عليا, غير انه في وسط كل اللي ذكره مذكرش اننا لازم نحب بعض عشان نعرف نتقبل بعض, ولما قولتله كده قالي مش مهم الحب قد ما مهم التفاهم.
– والله معاه حق.
غمغمت بها “خديجة” بصوت منخفض لم يصل ل “فريال” التي سألتها:
– بتقولي ايه؟
حركت رأسها بأنه لا شيء وقالت:
– بصي مادام مرتاحتيش خلاص, لسه قدامك العمر طويل وبكره ييجي الشخص المناسب.
اومأت “فريال” برأسها تقول:
– انا لسه 21 سنة, وبعدين حاسه إني محتاجه وقت لسه عشان انسى كل ذكرياتي اللي فاتت واقدر اتأقلم مع حد جديد.
صمتا قليلاً حتى سألت “فريال” باستغراب:
– لكن ايه المناسبة عشان تعزمينا؟
رفعت “خديجة” منكبيها جاهلة:
– والله ما اعرف, هو مراد قالي اعزمي عمتك وبنتها, وشدد كمان على وجود عمتي.
– ربنا يستر.
غمغمت بها “فريال” بعدم راحة لتؤمن “خديجة” على دعائها وهي الأخرى لا تدري ما هو الدافع وراء هذه العزيمة المفاجئة.
————————
انهى صلاة العصر لينهض واضعًا سجادة الصلاة على مقعد الكرسي, رأى “عُمر” ينزل درجات السلم يهرول وهو يضحك بسعادة, رفع بصره لأعلى ليرى “رنا” تنزل ركضًا وراءه وهي تصدر أصوات يضحك لها الصغير, رفعه لصدره حين تحامى به الصغير من والدته ليختبئ في صدر والده وضحكاته لا تنقطع, وقفت أمامهما “رنا” وهي تلتقط أنفاسها وما إن فعلت حتى سألت “دياب” باستغراب:
– أنتَ لسه مروحتش الشركة؟
ابتسم لها وهو يجيبها:
– لسه, كنت بجهز شوية أوراق لقيت العصر أذن قولت اصليه قبل ما امشي.
وتلقائيًا اتجه بصرها لسجادة الصلاة التي وُضعت جانبًا, فابتسمت باتساع وهي تقول:
– طب ما تستنى تتغدى معانا بالمرة.
ولم يستغرب, فهي منذُ أسبوعين وقد قررت ان يتشاركان الطعام ولأول مرة منذ سنوات مرت, هز رأسه موافقًا وقال:
– تمام, هقعد مع أستاذ عُمر شوية لحد ما الغدا يجهز.
وأتى العرض منها وهي تقترب منه مبتسمة تقول:
– طب ما تسيب عُمر يلعب مع ماري, وعلى ما يحطوا الغدا نقعد احنا نتكلم شوية.
– ماري.
ارتفع صوته مناديًا المربية فورًا لتتسع ابتسامة “رنا” وهي تتحرك من أمامه تسبقه للمطبخ لتخبر الخدم بتحضير الطعام, قبل أن تعود له.
—————–
“موناكو”
حملت طفلها الرضيع الذي بلغ أيامه الخمس, ونزلت بهِ لأسفل تبحث عن زوجها, حتى وجدته يفتح باب المنزل ويبدو أنه قد خرج أثناء نومها, قطبت ما بين حاجبيها تسأله باستغراب:
– أنتَ خرجت؟ كنت فين؟
ابتسم ما إن رآها تحمل طفلهما ليتجه لهما يقبل وجنتي الصغير بحب ورفق مراعيًا ليونة جسده, ثم نظر لها يقول بسعادة واضحة:
– كنت بجيب اوراقنا الجديدة.
نظرت له مندهشة تسأله:
– هم طلعوا؟
اومأ برأسه وأخرج من جيبه عدة أوراق واعطاها لها بعد أن حمل الرضيع منها, لتركض بنظرها على ما دُون بهم وهو يقول في نفس الوقت:
– من دلوقتي أنا اسمي طارق وأنتِ اسمك هاجر, يعني ابننا هيتكتب على اسمائنا الحقيقية وكمان على ديانتنا.
ثم نظر للصغير وهو يقول بتلذذ لاسمه:
– يونس طارق حربي.
تهاوت دموع “هاجر” بسعادة لا يمكنها وصفها لقد قاربت على الشك بأن طفلها سيُقدر له التسجيل على ديانة أخرى بعد أن قضوا شهرين في محاولة لتغيير هويتهم, غمغمت بشكر:
– الحمد لله, الحمد لله ربنا كرمنا.
اومأ رأسه قائلاً:
– أنا كنت فقدت الأمل على آخر لحظة لقيت حافظ بيكلمني وبيقولي الشخص اللي يعرفه في المكتب كلمه وبلغه أن الأوراق اتوافق عليها وطلعت, انا كنت الصبح هروح اسجله على الأسماء اللي معانا وكنت هضطر اسجله باسم مسيحي عشان يمشي مع اسمائنا وديانتنا.
اقتربت تقبل جبهة الصغير مرارًا ولسانها لا يردد سوى “الحمد لله” وبعد ثواني كانت ترفع عينيها اللامعة بالدموع وهي تقول بصوت مبحوح:
– اعتقد دلوقتي اقدر اعمل اللي نفسي فيه.
ابتسم لها مدركًا قصدها:
– قصدك الحجاب؟
لمعت عيناها بتمني وشغف تقول:
– مكانش ينفع الأول لاني كنت باسم وهوية مسيحية لكن دلوقتي مبقاش له مانع.
اومأ برأسه موافقًا وقال:
– مبقاش في مانع, كمان بكره هنزل معاكي نروح نشتري كل المستلزمات واللبس اللي هتحتجيه, وهسأل حافظ على المكان اللي مراته بتشتري منه.
– حافظ ده ربنا بعته لينا نجدة.
أكد حديثها وقال:
– ده ربنا بعته نور لطريقنا مش نجدة بس, انا كل يوم بستفيد منه وبقرب من ربنا اكتر بسببه, متتخيليش فرحته لم قولتله من شهرين اني عاوزه أأسلم أنا ومراتي, كان طاير من الفرحة, وبيحمد ربنا انه نال ثواب وشرف ان يدخل اتنين للإسلام.
تحركت تقف جواره ومالت على كتفه تنظر للخارج من شرفة المنزل وهي تقول:
– يمكن مدخلناش الإسلام زي ما هو فاكر, بس خلانا نعرف يعني ايه اسلام ودين ونقرب من ربنا, وده ثوابه ميقلش عن ثواب انك تخلي حد يدخل في الدين.
نظر “طارق” لطفله وهو يقول بتأثر:
– بحمد ربنا الف مرة إن ابننا مش هيمشي في الطريق اللي كنا ماشيين فيه, وإنه مش هيكون مسلم بالاسم بس زي ما كنا, أنا ناوي ان شاء الله اعلمه كل حاجه عن دينه, ناوي يكون شخص صالح وقريب من ربنا, ميهمنيش يطلع دكتور ولا مهندس قد ما يهمني انه يكون شخص كويس وعلاقته بربنا تكون قوية, عشان كده زي ما قولت لمراد في اخر مكالمة, اول ما يونس يكمل 3 سنين هنهاجر لأي دولة عربية غير مصر لأننا للأسف مش هينفع نرجعها عشان منحطش نفسنا في خطر, بس هنروح أي دولة عربية تانية, لان مهما حاولتِ المجتمع والبيئة بتأثر جدًا في شخصية الطفل وهنا سلوك وعادات عمري ما حب ابني يتعلمها او يتأثر بيها.
رفعت رأسها تنظر له قائلة:
– ايوه يا طارق بس في أطفال بيتولدوا وبيتربوا في دول غربية وبيطلعوا ناس كويسة ومبيتأثروش بعادات المجتمع.
نظر لها يقول:
– اكيد, بس بنسبة 20% من اللي بيتربوا في الدول دي هم اللي مبيتأثروش زي ما بتقولي, وانا معنديش استعداد اجازف بان ابني يتأثر بطريقة حياتهم وتفكيرهم, خصوصًا ان المرحلة الصغيرة دي هي مرحلة تكوين الطفل, يمكن بعد كده لما يتأسس خلاص ويكون عنده 13 ولا 15 سنه نروح أي دولة تانية بس وقتها هيكون خلاص اتعود على ثقافه وتفكير وعادات مستحيل يغيرهم… انا فاهم ان الخطر مبقاش في البيئة بس, ولا في المجتمع, الخطر بقى في كل حاجه حواليهم.. في الموبايلات اللي بيمسكوها, في صحابهم في المدرسة, في التليفزيون والأفكار اللي ممكن بعض الأفلام تتبناها وهي مش صح, في حاجات كتير اوي, بس بردو مؤمن ان المجتمع له دور كبير جدا, حافظ كمان السنه الجاية هيرجع بلده, لانه اكتشف ان ابنه وبنته بقوا بيتعلموا سلوكيات مش كويسة وغصب عنهم بيسألوا ليه احنا بنعمل ده ومنعملش ده, ورغم انه بيفهمهم لكن بردو بيكتشف فيهم حاجات جديده اكتسبوها من صحابهم ومن اللي بيشوفوه, وخصوصا انهم في مرحلة تكوين الشخصية يعني 6 و 8 سنين سن لسه مش مدرك ان ده غلط يبقى غلط ومينفعش يتعمل.
حركت رأسها بعدم اقتناع:
– رغم إن تفكيري مختلف, وشايفه ان مادام في مراقبة وتربية جوه البيت هتتغلب على أي سلوك سيء بره, وغير إن زي ما هنا في عادات وأفكار مش كويسة كمان أي مجتمع تاني حتى لو شرقي فيه ناس مش كويسة, بس مع ذلك معنديش مشكلة نبقى نشوف أي بلد تانية نروحها.
نظر لها مشاكسًا يقول:
– يا خواتي على مراتي العاقلة, بعدين قوليلي أنتِ كل يوم هتحلوي اكتر ولا ايه؟
رفرفت بأهدابها بخجل مصطنع وضرب كتفها بكتفه بدلال وهي تقول:
– بس بقى يا طروقة متكسفنيش!
وتعالت ضحكات الاثنين في سعادة وكأنهما للتو تخلصا من تلك الأعباء التي كانت تثقل كاهلهما..
————-
استمعت لصوته العالي يصدح في أرجاء البيت والذي كان منبعه غرفة مكتبه لتسرع في خطواتها حتى وصلت للمكتب, فتحت الباب ودلفت لتجده يتحدث في الهاتف بعصبية واضحة حتى أن وجهه احمر من فرط غضبه.. انتظرت حتى انهى محادثته والقى بالهاتف فوق المكتب بعصبية وبدأ في السب بأبشع الألفاظ, وهنا خرجت عن صمتها وهي تقول بهدوء:
– وهي العصبية هتحل مشاكلك؟ ده الدكتور محذرك الف مرة من الزعيج واللي بتسويه ده, يا بني أكده حالتك مهتتجدمش!
وبنفس المنوال كان يصرخ:
– أكده او أكده مهتتجدمش, فاكرك الدكتور الحمار ده فاهم حاجة! والبغل اللي مشغله معايا جال بيجولي الحل الوحيد اننا نجفل المزرعة الجبلية كام شهر لحد ما نطهرها من الفيروس, خابره يعني ايه تتجفل؟ يعني بيتي هيتخرب ياما.
هزت “رباح” رأسها باستسلام:
– لله الأمر من قبل ومن بعد, قضاء الله هنجول ايه, بس هو حديته صوح, لو سويت اللي في راسك وجبت مواشي تاني هتتصاب بالفيروس وهيموتوا لازم المكان يتطهر الأول.
تحرك بكرسيه المتحرك ليخرج من خلف المكتب وهو يقول باصرار:
– لاه, محدش هيفهم جدي, انا بجالي سنين بدير المزارع وخابر بتمشي كيف, هجيب حد يطهرها وتاني يوم هجيب روس جديده.
نهضت تسير خلفه تحاول اثناءه عن رأيه:
– يا إبراهيم أنتَ جولت إنها اخر فلوس وياك, يعني لو جبتهم وجرالهم حاجه بيتك هيتخرب.
وقف ينظر لها بعد أن أصبحت أمامه يقول بعند:
– مهيخربش ياما, ولا عمري هجع, انا خابر انا بسوي ايه, وكل حاجة هترجع زي ما كانت.
هزت رأسها بيأس من إقناعه وقالت:
– طب واخوك وافج؟ المزرعة شركة بينكوا.
بوجه جامد قال:
– جولتله جالي ساوي اللي تسويه, هو ممعتبرش المزرعة دي شركة ومكتفي بباجي نصيبه, يعني الجول جولي اني.
– ربنا يستر يا إبراهيم, ربنا يستر.
قالت حديثها الأخير وقلبها يحدثها أن ولدها يسعى بكل جهده في وضع المسمار الأخير في نعشه…
—————-
– هم بيعملوا ايه جوه؟
تساءلت بها “خديجة” وهي تهمس ل “فريال” والاثنان عيناهما على باب المكتب المغلق, لترد “فريال” بجهل:
– مش عارفة, يعني جوزك يعوز امي انا في ايه؟
– لا وهم كمان مبيطقوش بعض.
– قلبي مش مطمن يا خديجة, ليكونوا قتلوا بعض, دول بقالهم ييجي ساعة جوه!
– بقالكوا ساعة بتتهامسوا في ايه؟؟
أردفت بها “سميرة” الجالسة على كرسي مقابل لهما, ليبتسما بتوتر وتقول “خديجة”:
– ابدًا يا تيتا, ده كلام بنات كده.
رفعت سميرة حاجبها مع هزة من رأسها تقول ساخرة:
– كلام بنات ولا فضول ستات.
ضحكا وعقبت “فريال”:
– أنتِ أدرى بقى يا تيتا الحاجة هو حد يقدر يكدب عليكِ.
– يييي.
قالتها “سميرة” بنزق حين حضرت “ليلى” مرة أخرى بعد أن صعدت للأعلى منذ قليل, جلست على كرسي قريب من “سميرة” وهي ترى تقلب مزاجها ما إن رأتها, لتهز رأسها بيأس منها وسألت:
– هو مراد لسه مخرجش هو وسرية؟
نفت “خديجة” تقول:
– لسه واضح الموضوع مهم.
– أنا عاوزه اغرف من قالب الكيك بالفانيليا اللي عملته الصبح واخد رأيكم.
نهضت “سميرة” تقول:
– هه, إما أقوم اروح اصلي الفرض اللي فاتني.
– ايه يا تيتا الحاجة مش هتدوقي الكيك اللي طنط ليلى عملته؟
سألتها “فريال” مستغربة, لتقول “سميرة” ساخرة:
– اصل انا الدكتور من ييجي 30 سنة قالي اوعي يا سميرة تاكلي كيك بالفانيليا.
أخفت “خديجة” ضحكتها تسأل مستغربة:
– من 30 سنة كان فيه كيك بالفانيليا يا تيتا؟ والدكتور حظرك منه هو بالذات سبحان الله.
نهرتها وهي تقول:
– وأنتِ كنتِ موجودة من 30 سنة عشان تعرفي كان فيه ولا لأ, آه يا ختي كان فيه وحذرني منه, ومتراجعيش ورايا تاني.
وضعت كفها على فهما معنى انها ستصمت وهي تكتم ضحكتها بصعوبة على تعابير “سميرة” الغاضبة..
– خديجة, تعالي عاوزك.
جملة رددها “مراد” فجأة وهو واقف على باب غرفة المكتب الذي فتح للتو, لتنهض باستغراب متجهه للمكتب.
———————–
نظرت له بنظرات مختلفة تمامًا عن الفترة السابقة وأعرب لسانها عن هذا وهي تقول:
– أنا مبسوطة بتغيرك.
التوى جانب فمه بابتسامة صغيرة يسألها:
– أنتِ شايفه إنه تغيير؟
نظرت له بعدم فهم ليوضح:
– اعتقد هو رجوع اكتر.
وهنا فهمت قصده فابتسمت تقول:
– مكنتش اتخيل إنك ممكن ترجع دياب اللي سمعت عنه, مقابلتوش بس سمعت عنه منك لما عرفت حقيقتك, أنتَ بنفسك قولتلي أنا مكنتش كده وحكتلي عن الشخص اللي بقيت عليه دلوقتي.
– كل الفضل ربنا وبعده محمد اخويا هو اللي خد بايدي.
هزت رأسها متفهمه تقول مادحة شقيقه:
– اللي عنده أخ زي أخوك مينفعش يفكر حتى أنه يبعد عنه, أخوك ما شاء الله بيعرف يأثر على الأشخاص اللي في حياته ويهديهم.
ابتسم بحنين جارف يقول:
– ابويا كان نسخة منه.
غمغمت بدعاء:
– ربنا يرحمه.
وأمن على دعائها ثم قالت ثم قالت بجديه:
• طيب بما اني شايفه ولامسه تغيرك, ومتاكده انك فعلاً بقيت شخص كويس, فانا محتاجه افهم هتعمل ايه فى شغلك؟ ولا انت ناوي تكمل وفي نفس الوقت تكمل انسان صالح, اعتقد الحاجتين ما بينفعوش ابدا مع بعض, يعني اقدر افهم انك كبدايه بتحاول تقرب من ربنا وترجع لشخصتك القديمه بس لازم يكون في تفكيرك او عندك خطه انك هتبعد عن الشغل المقرف ده ولا ايه؟؟ الحقيقه دي حاجه محتاجه افهمها جدا, لان رغم اني مبسوطه بالتغير ومبسوطه باني شايفاك شخص ثاني, بس كمان يهمني اعرف انت ناوي تكمل في الشغل ده ولا عندك خطه ثانيه؟
صمت قليلاً ينظر لها فقط, ثم مسح وجهه بكفيه وقال:
• يكفيكي تعرفي ان عندي خطه تانيه؟
وهنا أهدته ابتسامه رائعه وزفرت انفاسها براحة كبيرة وهي تجيبه:
• يكفيني جدا.
• طيب انتِ خلصتِ الموضوع اللي عندك, انا كمان محتاج اخلص الموضوع اللي عندي.
قالها بجديه واضحه جعلتها تسأله بنفس الجدية:
• موضوع ايه اللي عندك؟
• موضوع الحمل اعتقد لا أنا ولا انتِ حِمل إننا نعيش التجربة اللي عدت مره تانية فيا ريت نتفق من دلوقتي انك تعملي كل احتياطاتك عشان ما يحصلش حمل تاني, رغم ان انا شايف ان الافضل نعمل العمليه اللي الدكتور نصحنا بيها, لان المرة اللي فاتت حصل الحمل رغم انك كنتِ واخده كل الاحتياطات اللازمة, ودي مخاطرة احنا في غنى عنها, و بما ان كده كده موضوع الحمل ملغي مفيش مانع انك تعملي العمليه.
هزت رأسها نافية و بسمة متألمة ومستنكره زينت ثغرها وهي تشرد بعيداً:
• يمكن زي ما بتقول كده كده مش ناويين يحصل حمل تاني بس فكرة العملية مش بالسهوله اللي انتَ متخيلها دي.
نظرت له وهي تكمل بدموع بسيطة بدأت تغطي بياض مقلتيها:
• العملية معناها فقدان الأمل تمامًا في اي حمل ممكن يحصل مرة تانيه, ومعاها فقدان جزء مني كست الموضوع مش بالسهولة دي ابداً.
هز رأسه متفهمًا ونهض يجلس على يد الكرسي الذي تستقله وانحنى يحيط كتفيها يضمهما لصدره, وهو يسند ذقنه اعلى رأسها بينما يقول:
• عارف ان الموضوع مش سهل بس لازم تفكري بالعقل, غير أن الحكاية ملهاش اي علاقه بأنك تفقدِ جزء منك كست, واللي بيربط وجود حاجة زي كده بكونك ست هو انسان ما عندوش عقل…. الرحم جهاز زيه زي اي جهاز في جسم الانسان يعني اللي بيفقد كليه او اللي بيشيل جزء من جسمه مش بيفقد جزء من شخصيته ولا بيفقد أنوثته او رجولته, كل الحكايه ان دي حاجه ميزت الست عن الراجل لكن طالما فيها مشكله او اذى ما فيش اي مانع انها تتشال… وعموما الدكتور قال انه مش هينفع يعمل اي عمليه غير بعد ما يعدي على الأقل 8 شهور من دلوقتى فمعاكي فتره كويسه تقدري تفكري فيها وتاخدي قرارك … بس اوعديني انك تفكري بالمنطق والعقل واللي في مصلحه لينا كلنا.
هزت رأسها موافقة, ليقبل خصلاتها بحب وحنان, قبل أن يستمعا لصوت الخادمة يبلغهم بأن الطعام أصبح جاهز.
—————
• هو في ايه؟ هو انتوا هتفضلوا باصين ليا كده؟ انا عايزه افهم انتوا كل ده بتتكلموا في ايه؟ وليه طلبت مني اني ادخل؟
قالت سؤالها الأخير وهي تنظر لمراد الذي نهض جالسا بجوارها وامسك كفها بكفه العريض يقول محاولاً تدريج الموضوع لها:
• مش انا قلتلك اني هعرفلك الحقيقه وهعرفلك مين هم اهلك.
اتسعت عينيها بصدمه وهي تسمع حديثه امام “سرية” لتعود تقطب ما بين حاجبيها بغضب وهي تهمس له محاوله ألا تسمع الاخيره صوتها:
• انت بتقول ايه وازاي تقول حاجه زي كده قدامها؟
ربط على كفها يخبرها بهدوء:
• لما خليت غسان يدور في الموضوع ويحاول يوصل للحقيقة قالي ان دي حكايه عدى عليها سنين, وللاسف مقدرش يوصل لاي حاجه تخص الموضوع, وقالي كمان ان مليون في الميه في حد من عيلتكم عارف الحقيقه, تفتكرِ كان مين هيعرف الحقيقة غيرها؟ مين من اللي كانوا موجودين وقتها لسه موجود لحد الان؟ مش محتاجه اخبي قدامها لان الحقيقة كلها عندها هي يا خديجة.
نظرات لها خديجه وهي تردد بصدمه ما زالت متملكه منها:
• عندها!!
ثم سألتها رغم ترددها الكبير:
• انتِ تعرفي الحقيقه انتِ كنتِ عارفه اني مش بنت اخوكِ؟؟!
نظرت لها “سرية” بعيون دامعه تراها خديجة لأول مرة, حتى انها لم تراها وقت وفاة شقيقها!
• ايوه خابرة, من وجت ما بت اخويا ماتت وانتِ بجيتي مكانها.
تاهت نظراتها وهي تحرك رأسها بلا ثبات كأنها تدور بها:
• يعني ايه؟ عشان كده كل الفتره اللي فاتت كنتِ بتعامليني بالطريقه دي؟ عشان كده عمرك ما حسستيني انك عمتي, عشان انتِ عارفه اني ما اقربلكيش اصلا, عشان كده عمرك ما حبيتني, طب ليه ما فكرتيش في مره تعرفيني الحقيقه؟ ليه رغم كرهك ليا ما فكرتيش تواجهيني وتعرفيني اني مش بنت اخوكِ؟
• عشان الحجيجه اللي انتِ رايده تعرفيها كانت هتفتح عليا انا نار جهنم, الحجيجه هتاذيني جبل ما تأذيكِ, ما كنتش خابره انك ممكن تعرفي, جلت ان بموت اخويا ومرته الحجيجه اكده هتموت وهتتدفن وياهم وما حدش هيعرف عنها حاجه, مخبراش انه خبرك بيها جبل ما يموت.
تركت كف مراد وهي تلتفت لها بكامل جسدها تسألها بلهفة رغم كل ما يعتمر دواخلها من عدم ثبات:
• ايه هي الحقيقه قوليلي, قوليلي كل اللي تعرفيه.
زادت الدموع في عين “سرية” وهي تسألها برجاء:
• هتسامحيني؟ اوعديني انك تسامحيني او على الاجل تحاولي.
بللت خديجه شفتيها بلسانها بتوتر وفركت كفيها ببعضهما تشعر بارتفاع حرارة جسدها وكأن القادم سيشعل النيران به وقالت:
• اوعدك اني هحاول.
استندت “سرية” بكوعيها على فخذيها وهي تبدأ في الحديث:
• انا كنت متجوزه ابو فريال, وهو كان متجوز جبلي اتنين, بس مكانتش خابره عرفت بعد جوازي بسنتين إنه متجوز في بلده, واللي كان متجوزهم واحده منهم اطلجت, والتانيه كان متجوزها لسه وهو متجوزني, وكانت حامل بس وهي بتولد ماتت وفجاه لجيته داخل عليا بعيله صغيره وبيجولي اني هربيها مع بتي اللي لسه كان عندها كام يوم, رفضت ووجفت في وشه وجلتله مش هعمل اكده وما ليش صالح بيها, بس مهما كنت اجف واعترض النهايه كان بيحصل اللي هو رايده, ما كنتش بجدر اجوله لاه عشان اكده اضطريت اني اخدها رغم اني ما كنتش متجبلاها, يعني ايه اربي بت ضرتي حتى لو ماتت! المهم بعد سبوعين ابو فريال عمل حادثه وجالي الخبر وجريت على المستشفى, هو جعد فيها يوم واحد ومات, وبعدها كنت انا وفريال والبت الصغيره كان في حته ارض كنت شارياها من زمن وكنت باجرها ومن ايجارها كنت بصرف وبعيش بس كان ايجارها يدوب على الجد وجتها فكرت وجلت اني مش حمل بت تانيه اربيها واشيل مصاريفها, فكرت اوديها لاهل ابوها, بس في نفس الوجت افتكرت انه لما جابهالي جال ان ما حدش من اهله جبل انه يربيها مع عياله, وامها ما كانش لها اهل كانوا كلهم ميتين, جلت اني لو رحتلهم بيها هيعملوا نفس اللي عملوه معاه, هيرفضوا ياخدوها بس جربت وفعلا رفضوا, وجالوا كل واحد عنديه اللي مكفيه وانه ما فيهاش حاجه لو خدتها ربتها مع اختها, فضلت معايا بعدها سبوع وبعد اكده جبت اخري وجعدت ادور على حل في دماغي لجيت حل اني اروح احطها في اي دار وهم يهتموا بيها, بس جبل ما اعمل اكده كان محمود اخويا لسه بنته الصغيره اللي ما كانتش كملت شهر ميتة لانها كانت مولوده ضعيفه وعندها مشاكل , وقت ما كلمته كانت البت لسه ميته في المستشفى ومكناش عرفنا لسه, كلمته عشان يشوف دار يحط البت الصغيره فيها لاني ما كنتش اعرف حاجه بره البلد, وجالي هيشوف وبعدها بكام ساعة رجعلي وجالي انه بته ماتت في المستشفى, وساعتها عرض عليا انه ياخد هو البت دي ويربيها مع بنته الكبيره ويعتبرها مكان بته اللي ماتت, خصوصا ان مرته كان حملها صعب ما كانش ضامن ان كانت تعرف تحمل تاني ولا لاه, وانا وافجت وكان شرطه الوحيد ان محدش يعرف حاجه عن الموضوع ده والكل يكون فاكر ان هي هي خديجه, وده اللي حوصل راح دفن بته من غير ما حد يعرف واخد البت دي على انها بته, وانا جلت ان بت جوزي اللي كانت معايا والناس شافتها معايا راحت لاهل ابوها وهي دي كل الحكايه.
والصمت ساد, لدقائق طويلة ولا تعرف كيف تعبر عما تشعر بهِ, لأنها نفسها لا تستطيع تحديده, ما بين قهر, لحزن, لحمد لله أنها لم تُوضع في دار للتبني كما كانت تخطط “سرية” لعاشت اسواء ايام حياتها على الأحرى! لصدمة أن “فريال” نصف شقيقه لها, وأن هذه العائلة بشكل او آخر تنتمي لها!
• ابويا كان مسجلني ايه؟ وفين ورقي الحقيقي؟
• ابوكِ ما كانش لحج يسجلك, وجتها كان عادي العيل ممكن يتسجل بعد ما يتولد بسبوعين ولا ثلاثة ولا شهر حتى, وانتِ كنتِ يا دوب لسه ما تمتيش شهر وهو اتشغل في حاجات تانيه كتير وكان كل يوم يجول هسجلها بكره ومات جبل ما يلحج يسجلك, يعني انتِ ما لكيش اوراج غير اوراج خديجه محمود الدالي, ولا يمكن تعرفي تثبتي غير اكده, عيلة ابوكي الكبار فيها ماتوا واللي موجودين دلوجتي عيالهم اللي ما يعرفوش حاجه عن ابوكي ولا فاكرينه اصلا, مش هتعرفي تثبتي انك بته, وعشان تعمليها هتحتاجي موال ياما, غير انهم عيله صعبه جوي, وخلجهم ضيج وناس شرانيين, عمري ما حبيت اتعامل وياهم.
امتعضت ملامحها برفض واضح وتهاوت دموعها فوق وجنتيها وهي تقول:
• كأنك عاوزاني افضل عايشه عمري كله بشخصية مش شخصيتي و نسب مش نسبي!!
نظرت لها “سرية” بحزن تقول:
• هتعملي ايه بنسبك لو ثبتيه؟ بجولك عيلة ابوكِ دي ناس ما تعاشرش هتفتحي على نفسك فتيحه, وهتجيبِ لحالك وجع الجلب, واللي مات مات واللي عاش عاش جايه بعد العمر ده كله عاوزه تصلحي اللي خرب من سنين!
صدح صوت “مراد” وهو يقول:
• المهم دلوقتي يا خديجة انك عرفتِ الحقيقه, وعرفتِ مين هم اهلك الحقيقين حوار إثبات النسب ده نبقى نفكر في بعدين.
نظرت ل”سريه” بكره تضاعف لها في هذه اللحظه وهي تسألها بلوم وعتاب:
• ازاي كنتِ هتخوني امانه الراجل اللي أمنك على بنته؟ الامانه اللي سابهالك تخليه يموت وترميها في دار أيتام!؟ وازاي طول السنين دي ما فكرتيش لمرة تخلصي ضميرك وتقوليلي الحقيقه؟
حركات رأسها رافضة منطقها وهي تقول:
• عشان لو كنت فكرت اجولك الحجيجه وانتِ ما تعرفيش عنها حاجه كنت هبجى بأذيكِ مش بفيدك, لولا أن محمود صارحك بالحجيجة جبل ما يموت كان احسنلك تعيشي فاكره انك بته, احسن من انك تكتشفي انك بت حد تاني وانك عشتِ حياتك كلها مع ناس مش اهلك, صدجيني كان هيبجى احسنلك.
نهضت “خديجة” واقفه وهي تنظر لها للمرة الاخيرة تقول:
• قلتلك اني هحاول اسامحك, وانا فعلا هحاول بس ما اعتقدش اني هقدر لأن كل ما هفتكر ان لولا اخوكِ كان ممكن يكون مصيري دار ايتام يا عالم كان يجرالي ايه فيها مش هقدر اسامحك.
نهض “مراد” واقفًا جوارها وهو يقول لها:
• خديجة, انا سألت ماما على حوار مصطفى والرضاعه, وطبعا كنت قلتلك انها ما كانش عندها اي معلومه عن الموضوع لكن….
قاطعته وهي تقول ساخرة:
• لكن عمتي طبعا عندها معلومة!
أكد على كلامها يردف:
• ايوه عندها معلومه, وبتاكد ان دينا كانت بترضعك طبيعي, يعني انتِ اخت مصطفى في الرضاعه.
حسنا حقيقة واحدة جيدة وسط كم من الحقائق السيئة!
هزت رأسها بلا معنى قبل ان تتجه بخطواتها ناحية باب الغرفة قاصده الخروج ,ولكن وقبل ان تفعل وفجأه دارت رأسها كان أحدهم ضربها بعصا غليظة عليها, وفقدت التحكم في جسدها الذي تهاوى فجأة وهي تسقط في ظلامٍ معتمٍ ….
تحت صرخة “مراد” باسمها:
• خديجة!!!
وصوت في الخليفة يقول:
” بعض الجهل نِعمة
أحياناً يوجعك أن تعرف”
“منقول”
ونغمة تصدح:
(مش قادر أكمل ولا عارف
اماشي الاحداث
انا كل ما أقول بكرة
هتحلى ومسيرها تروق
فجأه بلاقي الحزن يجيلي
وحالتي دي بتسوء)
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية بك أحيا)