رواية بك أحيا الفصل الثالث والخمسون 53 بقلم ناهد خالد
رواية بك أحيا الجزء الثالث والخمسون
رواية بك أحيا البارت الثالث والخمسون
رواية بك أحيا الحلقة الثالثة والخمسون
الفصل الثالث والعشرون ” في خطر!”
الحصان والبيدق
بكِ أحيا 2
ناهد خالد
نظرت له بأعين دامعة، لثواني بصمت، قبل أن تقول بتعب:
_ ممكن… ممكن تحدت ابراهيم.
تصلبت ملامحه، وهكذا “رباح”، قبل أن يسألها بجمود:
_ خير؟
نظرت لهما، مرتبكة، متوترة، وقالت أخيرًا:
_ جوله… جوله يردني.. وأنا موافجة اتنازله عن ورثي… بس انا مجدراش اعيش أكده.
جحظت عيناهما، الأول غضبًا، والأخرى ذهولاً، قبل أن يهتف بحدة مستنكرة:
_ أنتِ مفيش فايدة فيكِ!!!!
هربت من نظراتهما الحارقة لها، وقالت بتوتر:
_ انا… أنا فكرت ولاجيت ان خراب البيوت مش بالساهل، يمكن الشيطان لعب في راسه عشان أكده اتسرع وطلجني.. لازمن يكون حد فينا عاجل عشان البيت يعمر من تاني.
_ بيتك عمره ما هيعمر يا فريال، أنتِ بتحلمي، ابراهيم عمره ما هيتغير، وطول ماهو اناني وغشيم وقلبه جامد عمره ما هيعمر بيتك.
قالها بانفعال وهو ينهض عن طاولة الطعام غاضبًا من قرارها، ما بها هذه الآبلة؟ بأي عقل تفكر كي ترغب في العودة لشخض كأخيه!؟ ألا يكفيها ما لاقته من مرار على يده؟ ألا يكفيها أنه طلقها لمجرد رفضها التنازل عن حقها؟ ماذا تنتظر منه بعد!!؟
_ يا بتي فكري زين الله يرضى عنك، هو صوح ولدي وصوح اتجهرت لما طلجك بس أنا خايفة عليكِ، اللي يرميكِ في لحظة عشان بيت ومصنع وميترددش جادر يعمل أي حاجة تانية، للأسف ابراهيم جاسي وجلبه حجر وأنا خايفة عليكِ يأذيكِ أكتر من أكده، يا عالم لو مكنتش لحجتك المرة الأخيرة كان سوى فيكِ ايه لاجل ما تتنازلي.
كان هذا حديث “رباح” الذي خرج منها بكل أسى فهي بالأخير تتحدث عن ولدها للأسف، لكنها خائفة من نتيجة عودتها له، لا تأمن شر “إبراهيم”، فهي باتت تتفاجئ بأفعاله في الآونة الأخيرة، وتخشى أن يؤذي الفتاة ذات مرة والعاقبة ستقع على الجميع.
نهضت واقفة تقول باصرار واضح:
_ أنا قررت بعد تفكير كتير، وخابرة كل اللي هتجلوه، بس بردك خابرة ان معنديش حل تاني، أمي مهتجبلش ارجع الدار وأنا مطلجة، هروح فين، وهتلطم على مين اجعد عنده.
اجابها ساخرًا:
_ ليه نسيتي البيت اللي ابويا كتبلك حق فيه؟ الشرك بيني أنا وأنتِ وخديجة، ما تروحي تقعدي فيه..
_ واصرف منين، ولا هستنى الحسنة اللي هتبعتهالي أنتَ ولا غيرك؟
ردد ذاهلاً:
_ حسنة! أنتِ يابنتي مجنونة ولا مغيبة؟ أنتِ مش مدركة اللي أبويا كتبهولك؟ ابويا كتب مصنع العلف بالنص بيني وبينك، مصنع العلف اللي يعيشك ملكة من دخله كل شهر.. ده ميدخلش أقل من ١٠ آلاف جنية في الشهر ليكِ لوحدك غير نصيبي وغير مرتبات العمال، المصنع كبير وشغله ماشاء الله واسع، ده أنا مرتبي في المستشفى ٣ آلاف بالعافية، يعني هتعيشي أحسن مني دلوقتي!
اهتزت ملامحها ورمشت بأهدابها بتوتر ثم عادت تقول:
_ مش كل حاجة البيت والفلوس، العيشة لحالك مش سهلة بردك، وانا متعودتش اعيش لحالي، غير إن أمي هتجسى عليا اكتر و…
_ لوحدك كيف يا فريال، مانا وياكِ يا بتي ومش هسيبك، لو عوزاني ابجى اجي اجعد معاكِ يومين ولا حاجة في البيت الكبير هاجي.. وكل يوم هتشوفيني، ومعاكِ باهر وخديجة دايمًا هتتحدتوا وهتتواصلوا سوا……
فركت كفيها بتوتر وابتلعت ريقها باضطراب بعد أن أصبحت كل حججها واهية:
_ ماهو… أصل أنا…
قاطعها “باهر” ساخرًا:
_ أصل وحشك قلة القيمة…
_باهر!!
هتفت بها “رباح” موبخة حين تمادى في حديثه، ليغمض عينيهِ بضيق فعلى أي حال ما كان عليهِ قول ما قاله، فتحهما وهو يقول دون النظر لها:
_ خلاص ياماما سبيها الكلام ممنوش فايدة، هي حرة، دي حياتها وهي حرة فيها… أنا هكلمه كمان شوية واعرفه قرارك.
وانسحب من بينهما في غضب.
وهي تحركت للنافذة الموجودة في الصالة تنظر منها للخارج تتابع حركت تلك الطائرة التي حلقت في السماء مصدرة صوتًا عاليًا، وماجت عيناها بالكثير…
____________
كان شخصية مهمة، نائب وزير المالية، عرفته منذ رأته في حلمها، وعلمت موقعه من الحلم والمبنى المميز الذي ظهر بهِ..
لم يستمع لها، ووقف حراسه يمنعوها بقوة من المرور ومواصلة السير خلفه… وهي تصرخ، وتتملص، على شفا الجنون وهي تراه يفتح باب السيارة وسائقة يبدأ في تشغيلها…..!!!
اغمضت عيناها وهي تنتظر سماع صوت الانفجار لكنه لم يحدث! بل سمعت صوت تحرك السيارة وبعدها صوت الحارس الذي يحجبها عن التحرك يقول ساخرًا:
_ منفجرتش يعني! عارفه لولا إني حاسك مش طبيعية كنت حبستك على الازعاج اللي عملتيه.
تراجعت للخلف فاتحة عيناها على مصرعيهما، ورأسها يدور بألف سؤال و سؤال.. لأول مرة حلمها يخيب! لأول مرة لا يموت الضحية كما رأت! ما معنى هذا؟
لكنها سعيدة، وقلبها يتراقص فرحًا فهذه المرة لم تحمل ذنب شخص آخر…
صباحًا حلمت بهِ وقامت من نومها كالملسوعة تركض لترتدي ثيابها وتلحق بالضحية قبل فوات الأوان، بدايًة كانت مفاجأة لها أنها لحقت.. فدومًا تأتي بعد وقوع الحدث، وارتاح قلبها لوصولها باكرًا عكس المعتاد، ولكن ما إن رفض تصديق كلامها حتى شعرت بالاسوء.. أن ترى وقوع الحادث بعينيها ولا تستطيع إنقاذه.. لكن ماذا الآن؟؟
رفعت ذراعيها كاستسلام وهي تقول بخوف للحارس:
– معلش.. معلش أنا اعصابي تعبانة شوية..
عقب ساخرًا:
_ لا مهو واضح.. يلا بقى اتكلي من هنا احسنلك ومتجيش هنا تاني..
اومأت برأسها سريعًا وفرت هاربة وهي تحمد ربها أنها لم تقع في مشكلة بسبب ما قالته.. فالأمر مختلف هذه المرة لانه رجل ذو مكانة كبيرة، وكان يمكنهم على أقل تقدير سجنها كما هددها.
___________
اقتربت بخطواتها دالفة للشرفة ليشعر بها، فالتفت ينظر لها ليبتسم فورًا بحنو، وقبل أن ينطق اقتربت تندس في حضنه برفق ولفت ذراعيها حوله وهي تقول بصوت مسموع دافئ:
_ صباح الخير يا… مراد.
_ صبا….
كان قد لفَ ذراعيهِ حولها فورًا، وابتسم براحة وسعادة لقربها المرغوب من جهتها، ليتجمد جسده واسمه يضرب في أذنيهِ، أبعدها فورًا ينظر لها بعدم تصديق، هل نطقت اسمه؟ هل تخلت عن “زين” وباتت تناديه بكنيته الحقيقية!
_ أنتِ… أنتِ قولتي ايه؟؟؟
ابتسمت عيناها قبل شفتيها وهي تهمس له بصوتها:
_ صباح الخير يا مراد…
تنهد بقوة وزاد من ضمها أكثر لثواني، ثم ابتعد قليلاً ليستطيع رؤية وجهها وسألها برجاء خفي وعيناه تركض فوق وجهها بشغف لامع:
_ أنتِ قولتي مراد صح؟ يعني اخيرًا اتخلصنا من زين! اخيرًا اتقبلتي وجودي في حياتك؟!
اومأت برأسها مبتسمة بهدوء وسعادة لسعادته الظاهرة أمامها بمبالغة لمجرد أنها نطقت اسمه!
_ طيب ممكن تقوليها تاني؟
ضحكت بخفة وهي تسأله:
_ هي أغنية؟ ولا أنتَ أول مرة تسمع اسمك؟
اجابها بلوعة:
_ أول مرة اسمعه منك، ودي تفرق.. تفرق كتير أوي يا ديجا.. أنا كنت فاكر لسه قدامي الطريق طويل عشاني تتقبليني كمراد مش كزين، بس بما إنك ناديتي بأسمي يبقى اتقبلتيني صح؟
جملته الأخيرة أو بالادق سؤاله خرج متوترًا وقلقًا، بشكل أحزنها حقًا.. هل كل هذا يعتمر دواخله لمجرد عدم نطقها لأسمه؟ هل لهذه الدرجة تمنى أن يسمع اسمه منها؟ وهي التي لم تتخيل الموضوع بهذه الأهمية أبداً وتمادت في مناداته ب “زين” كاعتياد منها ولم تكلف نفسها محاولة مناداته بأسمه، حتى الآن قالته لشعورها بأنها واخيرًا تستطيع نطقه بعد كل ما صدر منه في الفترة السابقة واخرهم مكالمته التي استمعت لها منذ قليل، قالته ولم تتوقع أن يتوقف عنده لهذه الدرجة!
اومأت برأسها بهدوء وهي تجيبه مبتسمة:
_ ايوه… اتقبلتك يا مراد، زين شخص حبيته واتعلقت بيه في فترة بس كأسم ملوش وجود، لكن مراد هو صديق طفولتي و…. وجوزي.
قالت الأخيرة بخجل فطري لنطقها لقب كهذا لأول مرة، ليبتسم بشدة كما لم يبتسم من قبل.. واقترب برأسه منها حتى استند بجبهته على جبهتها فاغمضت عيناها بتوتر بالغ، تنفس بعمق كأنه يدخل رائحتها في رئتيهِ وهمس بعشق:
_ بعشقك يا ضيّ، بحبك أكتر من أي حد وأي حاجة في حياتي، مبتمناش حاجة من الدنيا غير وجودك جنب قلبي.
هي أنثى… بالأخير، هي أنثى تتلذذ بسماع كلمات معسولة كهذه، التي تداعب أوتار قلبها، وتزغزغ مشاعرها، تسعد لوجود شخص يحبها بهذا الشكل، وترضي غرورها الأنثوي كلما أخبرها بمدى أهميتها في حياته، تذوب من كلمة.. وتستسلم من فعل!
كاستسلامها الآن…
حين شعر بهدوئها وسكونها في حضنه، وعيناها المغمضتان بسلام، نفسها العالي بتوتر وخجل، ووجهها المتلون بحمرة فطرية محببة، كل هذا اخبره بمدى تأثير قربه وحديثه عليها، فتجرأ للخطوة التالية…فاقترب أكثر طامعًا في خطف قبلته الأولى منها…
وبعد ثواني كان يبتعد ببطئ وقد شعر بجسده يحلق في العنان من حلاوة شعوره بها، مازالت متمسكة بقميصه البيتي بقوة منذُ فعلت أول ما بدأت قبلتهما كأنها تتلقى منه الدعم، فتح عيناه أولاً ينظر لوجهها بترقب قلِق، رغم سعادته العارمة، ومشاعره الجياشة التي ظهرت في مقلتيهِ، لكن هذا لم يمنع قلقه من رد فعلها.. ينتظر أن تفتح عيناها وتنظر له والتالي لا يتوقعه لكن يتمنى أن يكون لصالحه..
منذ أن اقترب منها حتى شعرت بماس كهربائي يضرب جسدها لتتمسك في ثيابه فورًا بتلقائية وخضة، فلم تتوقع فعلته، وبعدها لا تعلم ماذا أصابها، كل ما تعلمه أنها أحبت تلك اللحظات القصيرة!! أحبت ما شعرت بهِ، لم تغضب ولم ترفض..
فتحت عيناها ببطئ خجِله من مواجهته بعدم استسلامها الواضح له حتى وإن لم تبادله لكنها استسلمت…
نظرت له لتجد عيناه لا تفارقها فأخفضت نظرها فورًا وتركت قميصه في الحال بتوتر بالغ، وهي تردد بتلعثم واضح:
_ ااا.. انا… انا هروح.. اشوف الفطار..
رد فعلها لم يرضي فضوله لذا وقبل أن تتحرك خطوة كان يمسك بها مرة أخرى، محتضنًا خصرها بذراعيهِ وهو يقول بعبث بينما تتجنب النظر له:
_ طيب ما تيجي ندخل نريح شوية كمان.
نظرت له مستفهمة رغم خجلها:
_ أنتَ عاوز تنام تاني؟
ابتسم لها بمكر يخبرها:
_ مهو مش كل الراحه نوم يا ديجا.
قطبت ما بين حاجبيها بعدم فهم:
_ أنا مش فاهمة.
ضحك بخفة معقبًا براحة وقد تأكد أنها ليست غاضبة من قربه منها:
_ ولا عمرك هتفهمي يا روحي.
نهرته بضيق وهي تبعد ذراعيهِ عنها:
_ ليه بقى هو أنا غبية؟!
نفى برأسه بنفس الابتسامة:
_ لا يا حبيبتي بس في حاجات مش هتفهميها غير لما أنا اللي افهمهالك.
_ طيب ماتفهمني.
_اعتقد إنك مش مستعدة تفهمي دلوقتي.
استفزها حديثه وكأنها لا تفهم بالفعل! فوضعت كفها في خصرها وتهز رجلها بضيق:
_ لا معلش فهمني.
ضحك بخفوت على افعالها الطفولية التي يراها لأول مرة، ليبتسم وهو يسألها:
_ مصممة يعني؟
اومأت برأسها وعيناها تلمع باصرار، فلمعت عيناه خبثًا وهو يخبرها:
_ تمام يا ستي، أنا قصدي ان مش النوم بس اللي هيجمع بينا في السرير.. يعني في حاجات تانية متأجلة، زي إننا نكون زوجين فعلاً مش مجرد ورقة وخلاص…
اعتدلت في وقفتها فورًا وفغر فاهها بصدمة، وقد أدركت معنى حديثه، وفجأة شهقت بخفة وهي تدور بعيناها في أي مكان عدا مكان وقوفه، ووجهها أصبح كالطماطم الناضجة، سعلت عدة مرات بخفة وهي تحاول الحديث، تحت نظراته العابثة وضحكته التي يكتمها بصعوبة، فقال محاولاً عدم إظهار ضحكه:
_ مكنتش عاوز اكسفك، بس أنتِ أصريتي تفهمي.
تلعثمت كعادتها حين تتوتر:
_ لا… عا… عادي.. قصدي.. هو طبيعي.
_ هو ايه اللي طبيعي؟
قالها وقد ظهرت ضحكته في سؤاله، لتفرك كفيها بتوتر بالغ، وتعطيه جنبها كي تستطيع الحديث، نظرت للجهة الأخرى تقول:
_ قصدي… قصدي إنك لو عاوز ده.. طبيعي… معنديش مانع.. قصدي عادي.
اندثرت ضحكته وقطب ما بين حاجبيهِ مندهشـاً من حديثها، تحرك ليصبح أمامها ونظر لها باستغراب جلي:
_ خديجة، أنتِ فاهمه أنا قصدي ايه؟
اومأت برأسها وهي تضع وجهها في الأرض خجلاً، رفع وجهها بكفه وهو يسألها مرة أخرى:
_ وأنتِ معندكيش مانع؟
نفت برأسها دون أن تنظر له، ليرتفع حاجبيهِ دهشة وهو موقن بوجود شيء خطأ، سألها مرة أخرى مضيقًا عيناه بتفحص:
_ هو أنتِ عارفه يعني ايه نكون متجوزين فعلاً؟
قضمت شفتها السفلى بتوتر بلغ العنان، واجابته بانفاس متسارعة من خجلها وتوترها:
_ اا.. ايوه.. انك يعني… انك تقرب مني وكده.
وبنفس الوضعية سألها:
_ أقرب منك ازاي؟؟
رفعت نظرها له هذه المرة بدهشة، وطالعته بصدمة وهي تسأله هذه المرة:
_ أنت عاوزني اقولك ازاي؟؟
اتسعت عيناه بصدمة لفهمها لسؤاله، ونفى برأسه سريعًا يوضح قصده:
_ لا طبعًا، أنا بس اشك إنك فاهمة حقيقة الوضع..
_ طنط ليلى قالتلي شوية حاجات كده..
طالعها باستغراب متفاجئًا:
_ أمي! ده امتى؟
اجابته بخجل:
_ من يومين.. هي عارفة ان… إني يعني مش هيكون عندي علم بحاجة زي كده.. ومحدش من أهلي موجود عشان يفهمني فقالتلي شوية حاجات… و… وكمان يعني..
ابتسم لها يسألها يحثها للحديث:
_ وكمان ايه؟
اشاحت بنظرها عنه وهي تجيبه:
_ فريال… فريال كانت اتكلمت معايا شوية.
تأكد الآن من فهمها الأمر حتى وإن لم يكن بأكمله كما قالت، لكنها على الأقل لديها خلفية واضحة عنه، فسألها عابثًا:
_ وأنتِ بقى معندكيش مانع ان ده يحصل بينا؟
نظرت له وهي تخبره بتعقل:
_ أنتَ كنت تقدر تعمل ده من أول يوم جيت بيتك، لكن استنيت وصبرت عليا، وكتب كتابنا تاني عشان تطمني ويكون مؤكد انه حلال، وعملتلي فرح رغم اني مطلبتش، حتى امبارح ملمحتش بأي حاجه تخص الموضوع وكأنه ميهمكش اصلاً، يعني صبرت عليا بما فيه الكفاية رغم ان ده حقك، فهتصبر ليه تاني؟ مبقاش في كتب كتاب تكتبه ولا فرح تستناه حتى أني قولتلك دلوقتي إني اتقبلتك كمراد، فاعتقد الطبيعي انك متستناش اكتر.
والآن فهم…هي ترى الأمر بعقلانية، تفكر فيه بعقلها، منطقيًا ليس هناك ما يمنعه من القرب، لذا تشجعت وأعربت عن عدم ممانعتها للقرب، ولكن رغبتها… قلبها.. لم يتدخلا في قرارها.. لذا وإن فعل الان سيكن الأمر مجرد حق وواجب، وهذا أكثر ما سيبغضه، قربهما لن يكن بهذا الشكل ابداً.
ابتسم لها بهدوء:
– معتقدش انه الوقت المناسب، ومش شرط عشان اتجوزنا امبارح ده يحصل طبيعي، في حاجات أهم يا خديجة.
_ زي ايه؟
_ لما تحصل منك هبقى اقولك عليها.
أشارت لنفسها باستغراب:
_ مني انا؟ طيب هتحصل ازاي وانا مش فاهمه هي ايه؟
حرك رأسه بيأس:
_ مهو مينفعش حد يوجهك ليها، أنتِ بتلقائية هتعمليها ووقتها هقولك ان ده الوقت المناسب عشان نقرب فيه من بعض.
وقبل أن تستفسر أكثر، رن هاتفها لتدخل للغرفة ملتقطة اياها و “مراد” خلفها يتابع بفضول ليعرف من يحدثها باكرًا هكذا، تهجمت ملامحه حين هتفت باستغراب وهي تطالع شاشة هاتفها:
_ ده باهر!
هتف نازقًا بغيرة:
_ هو أنتِ ادتيله رقمك ليه أصلاً! مش قولتلك الرقم ده ميكونش مع حد غيري…
نظرت له مبتسمة بيأس من تحسن علاقته بباهر فيبدو الأمر مستحيلاً:
_ مراد ده ابن عمي وزي اخويا الكبير.. آخر حد ممكن تفكر تغير منه هو باهر.
_ ليه مش راجل؟ انا بردو شاكك فيه..
رفعت حاجبيها نازقة هذه المرة:
_ الله! بلاش غلط بقى…
انهت جملتها وفتحت الخط قبل أن تنقطع المكالمة..
_ باهر ازيك؟
استمعت لرده تحت نظرات “مراد” المغتاظة، لتقول بقلق بعدها:
_ مالها فريال؟
جحظت عيناها وهي تصرخ بهِ بعدم تصديق:
_ نعـــم؟؟ هي اتجننت البت دي، ترجعله ازاي يعني!!!
لا يا باهر متسمعش كلامها دي شكلها مش واعية للي بتعمله.
” يعني ايه هتكلمه؟”
” خلاص انا هكلمها، مهو مش هينفع نقول هي حره، ابراهيم هيقضي عليها بجد وهي غبية مش فاهمة اللي ممكن توصله معاه”
” خلاص يا باهر، خلاص انا هشوف الموضوع ده”
اغلقت المكالمة وقذفت الهاتف فوق الفراش بضيق واضح، ليسألها “مراد” بهدوء:
– ايه اللي حصل؟
_ الغبية عاوزه ترجع لجوزها، هي فاكره انها لو اتنازلت عن حقها حياتها هتبقى حلوه، وهيعيشوا في سلام، ابراهيم مش كل مشكلته معاها الفلوس.. من قبل الورث وهو مطلع عينها، هي بتعمل كده ليه؟ وازاي قادره تتقبله!!
اقترب منها يهدأ انفعالها، فمسك كفيها يضغط عليهما برفق وهو يسألها:
_ عاوزه رأيي؟
اومأت برأسها مستمعة له بتمعن، ليقول:
_ بصي يا حبيبتي، فريال بتحبه، وللاسف مش قارده تاخد رد فعل سلبي تجاهه، مش قادره تقسى وتتحكم في قلبها اللي عاوز يروحله، وفي الحالة دي، الوحيد اللي قادر يحول حبها لكره، ورغبتها في القرب لنفور هو ابراهيم.. هو نفسه اللي قادر يوصلها للحالة دي، ووقتها بس هتعرف تاخد رد فعل تجاهه، وقتها هتفوق وتبعد وتشتري كرامتها… لكن لو الف واحد اقنعها دلوقتي انها تعمل العكس عمرها ما هتسمعله.. فمفيش داعي تكلميها.. صدقيني.. سبيها تعمل اللي عوزاه وتجرب ترجعله، سبيها تدرك بنفسها انه علاقة سامة هيقضي عليها….
_ هي أصلاً مش هتسمعلي.. هي دايمًا في اي حاجة تخصه مبتسمعش.
قالتها بجبين مقتضب، وأعين حزينة، لا تعرف كيف تقبل فريال كل هذا الذل والهوان؟
_ شوفتي، يبقى متكلميهاش، سبيها تعيش الحياة الوردية اللي فاكره انها مستنياها.. عشان تفوق.
اومأت برأسها موافقة، وتنهدت قلقة من القادم فيما يخص صديقتها..
_____________
_ أنتِ كنتِ فين؟
تسائل بها “باهر” ما إن رأي “جاسمين” تدخل من الباب، لتنظر له بأعين دامعة دون رد، اقترب منها وهو يقول مستغربًا:
_ فكرتك لسه نايمة، أنتِ خرجتي امتى؟؟
_ الصبح بدري.
قالتها بنبرة متحشىرجة أثر بكائها طوال طريق العودة، وقف أمامها وسألها بقلق:
_ مالك؟ أنتِ كنتِ فين ومعيطة ليه؟
استجمعت ذاتها وقالت:
_ حلمت بحد.. وروحت انقذه..
اتسعت عيناه بعدم تصديق، لقد عادت تفعل ما نهاها عنه؟؟ ظهر الضيق والغضب على ملامحه وهو يقول:
_ تاني؟ تاني يا جاسمين؟ احنا مش قولنا هنبطل نجري ورا الحكاية دي، مش قولنا مادام كل مرة مبتلحقيش الشخص يبقى مفيش داعي تعذبي نفسك وتجري تروحي المكان اللي شوفتيه.. تشوفيه ميت وتفضلي تأنبي نفسك إنك ملحقتيهوش، رجعتِ تاني تجري ورا احلامك؟ وده طبعًا من أول ما طلقتك ومشيتِ من البيت صح؟
نكست رأسها بصمت، فهو محق، كانت قد وعدته ألا تركض وراء احلامها مرة أخرى، لكن ما إن ابتعدت عنه ورغمًا عنها لم تستطع منع نفسها..
_ وطبعًا مات.. وطبعًا طول الطريق راجعة مفتورة من العياط عشان ملحقتيهوش.. مش كده؟
رفعت رأسها له هذه المرة وهي تجيبه:
_ لأ… المره دي حصلت المعجزة.. مماتش يا باهر، شوفته بيركب العربية وبعدها بتنفجر بيه، بس ده محصلش.. ركب العربية ومشي ومحصلوش حاجة…
فغر فاهه دهشًة وسألها مضيقًا عيناه بعدم تصديق:
_ بتتكلمي جد؟!
اومأت وقد عادت دموعها تسيل فوق وجنتيها مرة أخرى..
_ وده معناه ايه؟؟
رفعت منكبيها بجهل تقول بتأثر:
_ مش عارفة، بس اكيد حاجة كويسة.. على الأقل لو اتكرر تاني هبقى بحلم وأنا عارفة ان الشخص مش هيحصله حاجة فمش هحط الحلم في بالي أصلا.
_ بس ليه ده حصل فجأة؟؟
_ مش فجأة..
زادت دموعها وهي تخبره:
_ لما كنت عند ناناة قولتلها إني بحلم أحلام وحشة وبصحى متضايقة وتعبانة.. قالتلي اقرأي كل يوم الرقية الشرعية او اسمعيها وسورة البقرة حتى لو جزء منها والاذكار.. ده قبل ما تنامي، وحطي المصحف على الكومود القريب من رأسك وادعي ربنا يصرف عنك الكوابيس الوحشة.. وفعلاً بقالي اسبوعين بعمل كده.. بحس براحة رهيبة وأنا نايمة، وأول مرة اقعد اسبوعين محلمش بحاجة.. وأول حلم يطلع عكس اللي حلمت بيه والشخص ميحصلوش حاجه… أنا واثقة لو واظبت على كده مش هحلم تاني ابدًا.. انا كنت بدعي واقول يارب أنا تعبت ومبقتش قد الحمل اللي أنا فيه.. واستجاب يا باهر شوفت…
قالت جملتها الأخيرة وانخرطت في بكاء عنيف، فرحًا بما وصلت إليه، وتأثرًا بقدرة الله التي ظهرت في أيام قليلة.. هي التي بقت سنوات تحلم بالاحلام السيئة ولم تتخلص منها سوى بالتقرب من الله..
ادمعت عيناه هو الآخر تأثرًا وقال:
_ محدش عنده شك في قدرة ربنا، احنا بس اللي هموم الدنيا بتلهينا وبننسى ان الحل كله عنده.
اومأت برأسها عدة مرات تأكيدًا، وأخيرًا قالت بشهقة بكاء:
_ أنتَ مش هتردني بقى؟
ضحك من قلبه ما إن استمع لجملتها بهذه النبرة التي تذكره بإحدى الفتيات في أحد الأفلام العربية الشهيرة، هز رأسه بضحك ثم قال:
_ لما نتفاهم الأول وتفكري.
أسرعت تقول:
_ انا فكرت يا باهر، أنا اصلاً مكنتش محتاجة وقت افكر بس فكرت عشان اريحك.. ردني الأول وأنا اتفاهم معاك…
تنهد بقوة يخبرها:
_ أنا نفسي اعمل ده قبلك، بس لازم نتكلم الاول يا جاسمين الموضوع مش لعبة ولا تهور.
_ هنتكلم امتى؟
_ اشوف بس الهانم اللي عاوزه ترجع لجوزها دي الأول بعدين نتكلم..
_ مين دي؟
_ فريال.
_ ترجعله ازاي؟ تسافرله؟
_ لا يردها، مهو كمان طلقها.
شهقت بصدمة ونظرت له تقول بتفاجئ:
_ طلقها؟ هو انتوا دماغكوا فوتت أنتَ واخوك!!
_ فوتت؟ أنتِ عرفتِ الكلمة دي منين؟
سألها باندهاش، لتجيبه بتقرير:
_ خديجة قالتها مرة قدامي..
_ أنتِ متخطلتيش بخديجة دي تاني، دي هتبوظ اخلاقك.
_ ليه دي عسولة اوي والله.
هز رأسه يائسًا فيبدو أنها وجدت صحبتها المفضلة..
____________
عصرًا…
لم تذهب للعمل اليوم، وجلست تنعي حظها البائس، تدور رأسها بغير هدى، لا تعرف حل مشكلتها المعضلة، والحقيقة أنه لا يوجد حل.. فقد اغلق الطبيب أي مخرج أمامها.. وضعها في منتصف الدرج لا هي قادرة على الصعود ولا الهبوط.. والآن ما يشغلها حقًا “عُمر”.. صغيرها.. هل ستتركه لوالده؟ هل ستتركه والخطر يحوط بهِ هكذا؟ ولدها في خطر ويجب عليها تأمين حياته قبل أن يصيبها شيء.. لن تتركه لظلمات والده.. لن تترك ما خشت حدوثه أن يحدث.
_ مروحتيش الشغل ليه؟
رفعت رأسها على سؤال “دياب” الذي أتى للتو من الخارج، في موعد غداءه، نظرت له صامتة، واجمة، حتى عاد سؤاله، فتنهدت بهدوء تجيبه:
_ تعبانة.
جلس على الكرسي أمامها وسألها بقلق:
_ ليه؟ مالك؟ اجبلك دكتور؟
نظرت له لعدة ثواني بصمت، تنظر لملامحه فقط.. أحبته بصدق، وكان أول وآخر من أحبته، ليتها لم تكتشف حقيقته، ليتها ظلت مغفلة فكان أهون عليها مما تعيشه الآن … صراع دائم بداخلها، بين حبه الذي ما زال يحتل قلبها وبين رفضها لحياته وحقيقته المرة، أين الخلاص في هذه الحالة إذًا!؟
_ فيكِ ايه يا رنا؟
_ أنا حامل.
قالتها بملامح واجمة، جامدة، ولم تنتظر رده، نهضت مبتعدة عنه صاعدة للأعلى.. دون أن تخبره بالخطر الذي يحوم حولها!
وهو بالخلف ارتسمت ابتسامة واسعة تزين ثغره، وعيناه تلمع بشغف، قبل أن يسمع لصوت رنين هاتفه ويجيب..
_ تمام اوي كده… برافو عليك.
واغلق الهاتف يتنهد براحة.. راحة كبيرة.. فاليوم يوم سعده من كل جهة.
أخيرًا “رنا” ستجلب له طفل آخر، طفل يربطها بهِ أكثر ويقيدها، طفل سيزيد من عدد أفراد امبراطوريته، طفل سيعيش معه كل ما حُرم منه في طفله الاول، سيراه حين يولد، سيحمله أول شخص، سيشهد كل مراحل نموه، الطفل الذي تمناه منذُ عادت إليه…
و “مراد” الذي ضربه في مقتل الان مستغلاً انشغاله هذه الفترة… والان فقط رد له الضربة، هو اقصاه عن عمله حين خسر صفقة بملايين الدولارات، وأصدر زعيم المنظمة أمر بوقف تعامله في مثل هذه الصفقات، والآن لقى “مراد” المثل، فقد ضربه في صفقة بالغة الأهمية كان هو المسؤول عن تأمينها، ولينتظر رد فعل المنظمه على خسارة غريمه..
ضحك بسعادة وهو يتخيل وجه غريمه حين يصله الخبر..
___________
كان يتابع عمله في شركته المشتركة بينه وبين والده، حين رن هاتفه وكان “ضرغام”…
_ ها؟
_ باشا متولي مجاش معايا سكة، فشحنته على المخزن عندنا.
_ تمام خليه هناك لحد ماجي استجوبه انا بنفسي.
_ متتعبش نفسك يا باشا أنا هجيبلك قراره.
نفس دخان سيجارته بهدوء وهو يقول:
_ لا لا أنا حابب استجوبه بنفسي.
_ تمام يا باشا اللي تؤمر بيه سعادتك.
اغلق معه المكالمة، وقبل أن يضع الهاتف مكانه، أتاه اتصال آخر من احد رجاله..
_ أنتَ بتقول ايه؟؟
صرخ بها منتفضًا من جلسته بعنف حتى أن الكرسي المتحرك ابتعد عدة سنتيمترات خلفه، استمع للجهة الأخرى يقول:
_ يا باشا زي ما قولت لسعادتك، البضاعة اللي كانت في المخزن اتسرقت.. احنا كنا هننقلها بعد ساعة بس الرجالة كلموني قالوا ان في حد سرق البضاعة وقتل الرجالة اللي كانوا بيأمنوها.
اتقدت عيناه بشرارات الغضب وهو يردد بفحيح مرعب:
_بضاعة تمنها يعدي العشرين مليون دولار تتسرق ومن مين.. من مخزن مراد وهدان، مين اتجرأ يسرق مخزني ويقتل رجالتي!!!.
_ هنعرف يا باشا، انا مش هسكت غير لما اعرفه لسعادتك.
_ ده يكون احسنلك.
قالها بنبرة جامدة مهددة أثارت الذعر في نفس الآخر، واغلق المكالمة..
ظل يدور في مكتبه كالأسد الثائر، لايفرق معه سرقة الشحنة ولا مبلغها، كل ما يفرق معه هو أن تجرأ أحدهم عليه، لم يحدث من قبل أن تجرأ أحد ووضع نفسه في خانة اليك معه، الجميع يخشاه ويضع له ألف حساب.. عدا….
عدوه اللدود…
_ دياب…
رددها من بين أسنانه وعيناه متوحشة كالجحيم، يتوعده بأقسى رد كي يعرف مع من يلعب، حتى رن هاتفه مرة أخرى وكان زعيم المنظمة يطلب لقاءه..
إذًا الأمر قد وصل له، وسيخضع للتعنيف…! ويبدو أن مكانته في المنظمة أصبحت في خطر!
_______________
_أنا كلمت إبراهيم.
قالها “باهر” بجمود وهو يقف أمام “فريال” الجالسة فوق أحد الكراسي تتابع التلفاز بشرود وبجوارها “رباح” و “جاسمين” التي تتحدث في الهاتف بعيدًا قليلاً، نظرت له “فريال” بابتسامة واسعة تسأله:
_ وقالك ايه؟
ابتسم ساخرًا يجيبها:
_ قالي لما ترجع تيجي البيت وانا هردها، بس قبلها هيكون مجهز الورق عشان التنازل، يعني حتى مش هييجي ياخدك.
لم تضع بالاً لحديثه، ونهضت تقول ل “رباح” :
_ هدخل البس عشان نلحق قطر الساعه ٦..
ودلفت لغرفتها تحت نظراتهم المستنكرة، ضرب “باهر” كفًا بآخر يقول:
_ دي مشمتش ريحة الكرامة.
_ سيبها بكيفها، وانا هكون وياها.
بالداخل…
انتهت من ارتداء ملابسها ووقفت أمام المرآة تلف حجابها وما إن انتهت حتى نظرت لذاتها في المرآة، وملامحها جامدة بشكل غريب… وفجأة توحشت عيناها وهي تقول محدثة صورتها المنعكسة:
_ مستحجش اعيش لو ماخدتش حجي من حبابي عنيه، حجي مش ورث ولا بيت… حج بهدلتي وذلي وضربه ليا كل ساعة والتانية، وفي الآخر طلاجه ورميه ليا من غير ما يفكر… حج كل ليلة نمت فيها دمعتي على خدي وجلبي بيتكوي كوي، حج حبي الي ذله وهانه ومسح بيه الأرض.. حج حرماني من العلام وحديته اللي محسسني دايمًا إني مليش جيمة ولا لزمة، حج جهرتي ووجعي في الليلة اللي كل بنت بتستناها عشان تكون ذكرى حلوة، هرجع يا ابراهيم.. هرجع عشان لسه مخدتش حجي منك يا… يابن خالي..
ويبدو من حديثها أن “ابراهيم” بدى في خطر…
ولكن هل الأمر كما يبدو أم سيتبدل الحال ويحوم الخطر حولها هي؟!!
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية بك أحيا)