روايات

رواية بكماء الفصل الثاني عشر 12 بقلم نوال تركي

رواية بكماء الفصل الثاني عشر 12 بقلم نوال تركي

رواية بكماء البارت الثاني عشر

رواية بكماء الجزء الثاني عشر

رواية بكماء
رواية بكماء

رواية بكماء الحلقة الثانية عشر

نظر مراد لحياة وقد اسكتته سرعة ردة الفعل منها لم يقل شئ شعر انه غريب في المكان شعر بالحزن والغربة معا وهو يجلس في بيته وعلي متكأه امسك بهاتفه دون ان ينبس ونهض من مكانه وتوجه للخارج هتف حازم ،مراد الي اين لم اسمع لرأيك، ليس لي راي فهذا يخصها وحدها ومضي خارجا ،نظرت له حياة وشعرت بشئ من الحزن في صوته لكنها سرعان ما عادت تنظر لحازم بسعادة اخيرا ستتزوج ستعيش حياة سعيدة كأي فتاة ،وماذا عن ماض لا تتذكر منه شئ هي لا تريد ان تتذكر يكفيها انها وجدت عائلة حنونة مثل تلك العائلة وشاب سيتزوج منها بل وانها تشعر أنها تحبه بشدة
_ غاب مراد خارج المنزل لاكثر من ثلاث ساعات كانت والدته قد اتصلت به اكثرمن اربع مرات لتعرف اين هو وكيف يتركها وحدها في موقف كهذا ، لم يجب مراد عليها مراد بل عاد اخر الليل ، جلس باهمال في ردهة البيت ينظر لهاتفه ثم وضعه فوق المنضددة التي امامه وضع راسه خلفه متكئا علي جدار الكنبة العتيقة التي يجلس عليها اغمض عينيه وهو يتنهد بعمق ، وجد يد ناعمة تمضي فوق وجهه دون صوت فتح عينيه ليري وجهها يطالعة وابتسامة عريضة فوقه هتفت بطفولة اين ذهبت يا مراد لماذا تركتني في مناسبة كهذه ، نظر لها لحظة في صمت وهتف قائلا اتعلمين ما معني كلمة مناسبة، حفل زواج خطوبة ، اوما براسه وهتف قائلا لقد كبرت بسرعة يا حياة ، هتفت متعجبة كبرت الم اكن كبيرة قبل ذلك، تنهد بعمق وهتف قائلا لا اعلم ، نظرت له في صمت فهي ايضا لا تعلم لا تعلم كيف كانت قبل يوم الحادث ، تري احيانا صور لاشخاص في احلامها ولكنها لا تستطع التعرف علي احدا من اصحابها ، جلست بجانب مراد وهتفت قائلة الم تجبني لماذا تركتني ،

 

 

حتي تتحدثين بحرية ، ومتي كان وجودك يمنع حريتي بل وجودك دائما يمنحني الحرية حتي انني اشعر احيانا انك حررتني من سجنا ما او شئ ما كنت حبيسته ، كانت تتحدث وعيناها معلقة بوجه مراد عينان تحمل حبا لا تشعر به ،حياة كنت اريد منك التفكير قبل الموافقة مباشرة علي الزواج بحازم ، ولماذا التفكير انا احبه هو شاب وسيم ولطيف ورقيق وصديقك ، اخشي ان لا تكوني مدركة ما تقولين وما انت مقبلة عليه ، وقفت معترضة اتراني ساذجة لهذا الحد ، اجلسي يا حياة لا اقصد ذلك ولكن الحياة ليست كما تتصوريها بعقلك وقلبك البرئ ، لا افهم ماذا تقصد ، أقصد انك تحكمين علي كل شئ من خلال رؤيتك لا من خلال عقلك وقلبك ، تتحدث بكلام لا استطيع فهمه ، سابسط لك الامر ، ابتسم لك حازم فتاكدت انه يحبك برعم ان الابتسامة واللطف اشياء عادية يتعامل الناس جميعا بها ، اتقصد حازم لا يحبني ،لا أقصد ذلك يا حياة بل اقصد انك لا تدركين بواطن الامور لانك لا تملكين لكل شئ الا وجهة واحدة ما يراه بصرك ، وهل للاشياء وجه اخر غير التي نراه بأعيننا ، نعم يا حياة لكل شي وجه اخر ، وماذا يعني الوجه الاخر اريد ان افهم ما تقول ، تنهد بعمق كلا منا يحمل الخير والشر يخفي بعضه ويظهر بعضه ،بسط لي الامر ، كل وجه حسن له وجه قبيح ، اتقصد ان حازم له وجه قبيح ؟ تنهد بعمق وهتف قائلا ليس هذا ما اقصده بالضبط ولكن عليك ان لا تتعجلي في الزواج حتي تتعرفي علي شخصية حازم بكل عيوبها ومميزاتها وهل ستتقبلينها ان اكتشفت به عيوب ، لم اسمع مثل هذا الكلام في حياتي، مراد ان اخبرك بشئ مهم اشعر انني لم اسمع كلاما من قبل ابدا لست اعرف لما ذلك الشعور يلازمني ،ضحك مراد وهتف مازحا ربما كنت صماء ، اشاحت بوجهها بعيدا وهتفت بصوت منخفض صماء صماء ماذا تعني تلك الكلمة ، تعني انك كنت صماء لا تسمعين شئ وربما بكماء ، بكماء نظرت لشفاة مراد وهي تتحرك بالكلمة كادت ان تصرخ شعرت انها ترددت كثيرا امامها نهضت من مكانها دون ان تتحدث ، تراكمت الافكار تلك الليلة في عقلها بين بكلمة بكماء وحديث مراد لم شي ما تزعزع بداخلها لم تشعر بنفس الرغبة في الزواج من حازم بتلك السرعة شعرت انها تريد التأني لكنها ما زالت تريده

 

 

_اعيا زينب ما سمعت وما اكده الاطباء اكنت اعصيه وكان يحضر لي رزق في السماء كيف يحدث هذا لا اصدق شئ وكانني في حلم ، تزوجت فاروق وانا لا احبه ويشاء القدر ان لا يقرر الاطباء انني لا انجب فشعرت بالنقص وتعمدت ان اجعل فاروق يلهث خلفي في كل شئ حتي لو لم احبه كنت مخطئة لم افعل الثواب ابدا لم اتمني الخير لاحد عذبت تلك الفتاة اليتيمة وجعلت فاروق يلقي بها في الغياهب ، تستطيعين ان تصلحي من كل شئ رد الولدين لجدتهم وكل شئ اخذتيه ، اعتقد ان الاوان قد فات حتي لو فعلت ذلك ما الفائدة فاروق ليس بجانبها حتي يساعدها في تربيتهم ، سابحث عن الرجل والفتاة ايضا يا زينب لابد أن احسن كما احسن الله الي ،انت انسان طيب لا تستحق افعي مثلي ، توبي يا زينب انا مسامح في حقي ولكن عليك ان تعيدي كل حق لصاحبه الاولاد لجدتهم وابيهم والمال ، سافعل اقسم اني سافعل
_ماذا تريد ان تفعل الان ، اريد ان اجدها ، لابد ان تفعل شي اخرا ان تعد للبيت لتطمئن علي طفليك ووالدتك ان كنت صادقا في حديثك ، فاروق وهو يشعر باشتياق وحنين حقا سافعل ، الطبيب مبتسما ساذهب معك ، بشرط ان تعودو بي للمكان الذي اتيتم بي منه ، سنفعل
_المنزل يحيط به الظلام وتحيط به خيوط العنكبوت ، فاروق دفع الباب ودلف للبيت المظلم هتف بصوت مرتفع وهو ينظر حوله امي زينب امي ، الطبيب يبدو انه لا يوجد احد هنا الم تري خيوط العنكبوت فوق باب البيت ، فاروق بتعجب كيف واين ذهبت امي واين زينب ، صعد الدرج مسرعا لعله يجدهم بالدور الاعلي اشعل الكهرباء كل شي صامت لا يوجد احد رائحة التراب تعبق المكان وكأن المكان منذ اشهر لم يدخله احد ، دلف فاروق كالمجنون لكل غرف البيت ولم يجد احد هبط مسرعا ، قابله الطبيب بنظرة متسائلة اين هم الاشخاص الذين قصصت عنهم ، هتف فاروق قبل ان يتحدث الطبيب لست اعرف اين ذهبت امي وزينب والاولاد ، الطبيب بعد صمت هناك نوع من الامراض النفسية تهئ للمريض انه عاش حياة واحداث كثيرة يقصها المصاب كانها حقيقة اتبعتك حتي اعرف بنفسي حقيقة الامر ، فاروق بغضب هادر لست مجنونا وكل ما قصصته حدث اقسم

 

 

لك ، لا شي يدل علي ذلك ، انتظر سااتيك بالاوراق التي تدل علي انني صادق في كلامي ، صعد مرة اخري وفتح احدي ابواب خزانة الملابس وبحث بداخلها عن اي اوراق لم يجد ايعقل اين كل الورق والمستندات التي كانت هنا لا اثر لشئ علي الاطلاق شعر فاروق انه في كابوس ، عبث بكل شئ نقل كل شئ من مكانه بحثا عن اي دليل علي صحة كلامه امام الطبيب لكن زينب اخذت كل شئ ،دلف الطبيب الغرفة التي يلقي باشياءها فاروق بغضب وختف قائلا ها هل وجدت شئ ، انت لا تصدقني اقسم لك اقسم انني صادق في كل كلمة قلتها ، نظر الطبيب من حوله لا اظن ان احدا سكن هذا البيت منذ اعوام ثم ان المنطقة باكلمها نائية ولا يوجد بها الا القليل من المنازل ؛ هيا يا فاروق تعال معي ، تراجع فاروق للخلف وهتف بوجه الطبيب لن أات معك ، اقترب منه الطبيب وهتف قائلا محاولا تهدئته انا اصدقك ولكن تعال معي ،فاروق دفع الطبيب بكل قوة حتي اسقطه علي الارض وهبط الدرح مسرعا خرج من البيت وركض باقسي قوته بينما اصيب الطبيب في راسه بانشقاق وسال من الدماء وشعر بدوار خفيف ، اتصل بالمشفي وابلغهم هروب المريض وابلغهم بما حدث بالضبط ،
_ قلت لك ننتظر للصباح لا يا زينب ردود الحق لاصحابها لا ينتظر ، الفتاة تحمل طفل وصابر يحمل الاخر يحنو عليه كما لو كان من دمه ، المكان بعيد جدا ، وها قد وصلنا هذا هو البيت ،غريب النور مشتعل والباب مفتوح كانت حماتي تنام في ساعة مبكرة وتغلق كل انوار البيت ، دلفو للداخل صوت وقع خطوات ياتي من الاعلي الجميع ينظر من حوله بحثا عن والدة فاروق ، ربما هي وقادمة ستسعد كثيرا عندما تراني ، اقتربو من الدرج المتهالك واذا بهم يفاجئوا برجل قادم من الاعلي وراسه ملطخ بالدماء صرخت الفتاة وزينب واتبعهم الاطفال، هتف صابر اهل هذا هو فاروق ، زينب لا هذا شخص غريب يبدوا انه لص واقتحم

 

 

البيت اريد الاطمئنان علي حماتي ، وقف الطبيب يستمع كلامهم ويربطه بقصة فاروق اخرج منديل صغير من جيبه ومسح به الدماء اختبات زينب خلف صابر واختبات الفتاة ايضا خلفه ، صابر بصوت قوي من انت وما الذي اني بك الي هنا
_ جدتي استيقظي هناك اصوات رزع واصوات بشر تخرج من بيت المرحومة والدة فاروق ، سالمة وهي تتثائب من الذي سيدخل الدار اار مغلقة منذ ثمانية اشهر ولم يدخلها احد ، انهضي ياجدتي لنري ماذا يحدث هناك ، سالمة ماذا لو كانوا لصوصا اتوا ليسرقوا البيت ، سنعود دون ان يشعروا بنا ، نهضت سالمة متوكئة علي حفيدتها وخرجو من منزلهم ومضو نحو منزل فاروق وقفوا امام باب البيت المفتوح يتصنتوا ماذا يحدث بالداخل ،الطبيب لا تخافوا اظنك زينب زوجة فاروق واظنهم اولاده ، نظرت زينب لصابر بتعجب ، هتف صابر ثانية لم تجب من انت،
_جدتي هذه زينب وبجانبها رجل وفتاة ، هتفت سالمة بامتعاض لابد انها اتت لتنقل اثاث البيت لم يكفيها ما اخذت لكنني ساتصدي لها ، دلفت العجوز للداخل وهي تهتف بصوت مرتعش لن ادعك يا زينب تاخذي شي من البيت لقد اوصتني المرحومة قبل رحيلها ان لا ادع قدم تطا هذا البيت ، شهقت زينب والدة فاروق توفاها الله، سالمة لا تحاولي التهائي وهي اخرجي من البيت يا سارقة ، الطبيب اذن فاروق لم يكن مجنون ومان محق في كل ما قصه لي ، زينب فاروق واين هو فاروق ارجوك اخبرني اين هو ، الطبيب كان هنا منذ لحظات وهرب ولكن اطمئنوا انا اعلم اين هو

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية بكماء)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى