رواية بقايا قلب مكسور الفصل الخامس 5 بقلم رباب حسين
رواية بقايا قلب مكسور الجزء الخامس
رواية بقايا قلب مكسور البارت الخامس

رواية بقايا قلب مكسور الحلقة الخامسة
أنا المهزوم أمام عشقكِ….. المقيد بدموعكِ…. المتيم بكِ دون حدود…. إلى متى تأثرين قلبي وتعذبيه كيفما تشاءِ؟…. هل ليّ برحمةٍ من هذا الألم؟…. هل ليّ براحةٍ من وجعي؟ لما تضعين دموعكِ على جرحي الذي لم يلتئم بعد؟….. لما تزيدي فؤداي لوعةٍ برؤياكِ؟….. هلا ترخي الستار على هذا العشق وتمضي قدمًا وتتركيني….. أريد أن انساكِ….. كيف؟…. وأنتي بنظرةٍ واحدةٍ تعيديني إلى ذكريات دفنتها داخل صدري وعقلي….. كيف؟…. وبسماع صوتكِ أعود ذليلًا أثير عشقكِ…… كيف انسى؟….. هلا تعطيني سبيلًا كي أحيا دونكِ؟ فقد ضللت السبيل بعد أن كنتِ وجهتي…..
لم أعطيكِ سوى الخير فوجدت سهم الخيانة المزين ببسمة كاذبة يطعنني فلا تتقمسين دور العاشقة المجروحة فجرح قلبي يدمي حتى صرخت ضلوعي وفنيت عمري بين ذكريات كاذبة
ظل أدهم وحده في الغرفة ونظر زين إلى جالا التي تنظر لما يحدث في صمت ولم يكن صمتها سوى بداية لغضب دفنته داخل قلبها فقال زين : أنا هوصلهم يا سالي…. روحي إنتي على مكتبك….. إتفضلو معايا
ذهبتا معه ثم نظرت حسناء إلى جالا وجدتها شاردة الذهن ولاحظ زين ذلك فقال : أناااا أسف على الكلام اللي قولته من غير قصد….. بس أدهم مقاليش أي حاجة عن الجوازة ديه….. أنا أضطريت أسافر مكانه عشان أتمم الصفقة لما سراج بيه إتوفى الله يرحمه
جالا : مفيش داعي للإعتذار…. عمومًا كان معاك حق متصدقش إن أدهم نسيها وإتجوز بسهولة كده….. واضح إن الحب اللي بينهم كان كبير
زين : كانو أشهر قصة حب في الجامعة….. كانو خلاص هيتجوزو وفجأة نور إتغيرت معاه تغيير غريب محدش فاهم ده حصل إزاى….. كل الناس اللي حولينا إتصدمو وأدهم من ساعتها بقى حد تاني…. كلامه قل وضحكته اختفت…. حاولت معاه كتير أوي يخرج من اللي هو فيه بس معرفتش
تذكرت جالا حديث إلهام لها صباحًا : “لما بيحب مش بينسى بسهولة”
فأردف زين : البركة فيكي بقى ترجعي ضحكته تاني
ابتسمت جالا في سخرية وقالت : إن شاء الله
أوصلهما زين وأخبر مديرهما عرفة بأنها زوجة أدهم وإبنة عمه واستلمتا العمل وعاد زين إلى مكتب أدهم ودخل دون أن يطرق الباب وقال : بص بقى فهمني إيه الحوار ده…… من إمتى ليك عم وبنت عم؟….. كانو فين دول
نظر له أدهم والحزن يكسو وجهه وقال : نور مشيت؟
زين في حزن : أيوة مشيت…… وبعدين معاك يا أدهم….. إنت راجل متجوز دلوقتي ومينفعش اللي إنت فيه ده
أدهم : إنت صدقت….. ده جواز على ورق بس….. وصية وبنفذها وكمان خدت ٣٠٪ من أسهم الشركة وإنت عارف إلهام هانم مش هتسيب جنيه يخرج من الشركة لحد
زين : يعني إنت متجوز غصب
أدهم : مش غصب….. أنا هفهمك
قص له أدهم وفي نهاية الحديث قال : أكيد هتاخد الفلوس وبعد فترة تطلب الطلاق….. يعني جواز مش حقيقي ومش هيكمل
زين : يعني ممكن ترجع لنور؟
تنهد أدهم في حزن وأماء بلا ثم قال : قولي بقى عملت إيه في الصفقة؟
زين : تمام…. مستنين التصاميم
أدهم : بمناسبة التصاميم….. بص كده على الملف ده
نظر به زين ثم قال : ده شغل جالا مراتك؟
أدهم : اه…. حاسس إنه هيليق على المشروع أوي…. إيه رأيك نضمها لتيم العمل اللى هيبقى مسئول عن المشروع ده؟
زين : مفيش مشكلة….. التصميم حلو فعلًا….. إعرضه على بشمهندس عرفة وشوف رأيه
أدهم : النهاردة في إجتماع معاهم هعرض عليه الشغل وأشوف رأيه
بعد وقت ذهب فريق العمل إلى الإجتماع مع أدهم لمناقشة المشروع وبعد قليل جلس أدهم في شموخ وهدوء وقال : إحنا خدنا مشروع الساحل الشمالي وكنت طلبت منكم اقتراحات للمشروع كتصميم مبدئي…. يا ترى التصميمات جاهزة؟
عرفة : اه جاهزة…. فيه ٣ مقترحات وجاهزين دلوقتي
أدهم : أشوفهم
قام عرفة بعرض المقترحات على أدهم وبعد أن شرح المهندسين التصميمات قال أدهم : تمام….. فيه معايا تصميم تاني حابب أعرضه عليك يا عرفة
أعطى أدهم التصميم له وبعد أن اطلع عليه قال : هو حلو بصراحة…. بس مين اللي عامله؟
أدهم : مدام جالا
نظرت له جالا في صدمة ثم نظرت إلى الملف الذي بيده ووجدت ملفها الشخصي فنظرت إلى أدهم الذي قال : أنا حبيت أعرض التصميم من غير ما أقول اسمها الأول ويمكن الناس متعرفش لسة بس مدام جالا تبقى مراتي وبنت عمي وليها ٣٠ ٪ من أسهم الشركة وطبعًا إنتو عارفين أنا مش بحب الوسايط في الشغل وخصوصاً في القسم بتاعكم بس بما إن التصميم عجبني وعجب المهندس عرفة فا كدة هنعتمد التصميم ده….. إعملي حسابك يا بشمهندسة إنتي هتبقي مسئولة عن المشروع قدامي وبكرة هتسافري معايا عشان معاينة الموقع على الطبيعة
كانت جالا تنظر إليه في صدمة فقد تفاجأت من هذا العمل الضخم الذي تولته فأماءت له ثم أنهى أدهم الإجتماع وعاد إلى غرفته وهنئها المهندسين على إستلام المشروع الجديد ثم خرجو جميعًا من الغرفة وظلت جالا جالسة مكانها والصدمة مازالت على وجهها فقالت حسناء في سعادة : مبروك يا جالا….. أول مشروع ليكي…. مش مصدقة….. بس بصراحة طول عمري عارفة إنك شاطرة ومبدعة….. مبروك يا حبيبتي
جالا في ابتسامة مشرقة : أنا بجد إتفاجأت…. هو إزاى وثق فيا كده؟
حسناء : على فكرة هو أول ما فتح الملف بتاعك بان عليه إنه معجب بالتصميمات بتاعتك….. بس بجد أدهم ده ذوق أوي وتقيل كده وهادي….. شخصيته بجد مختلفة وباين عليه متربي وإبن ناس
نظرت جالا لها في حزن : اه….. بس قلبه ملك واحدة تانية
حسناء في صدمة : إيه ده؟! إنتي غيرانة؟
جالا في توتر : لا…. لا مش غيرة أكيد….. هغير عليه ليه هو أنا بحبه مثلًا….أنا زي ما قولتلك هاخد الميراث وبعد فترة هطلب منه الطلاق
حسناء : يا سلام…. طيب ليه متضايقة إن قلبه مع حد تاني؟
جالا : الصراحة…. معرفش…. بس…. بس هو جوزى برده فاهمة….. متفهميش بقى هي عشان دماغ أي ست شايفة إن جوزها ده ليها هي بس فلو حست إنه قلبه ولا تفكيره مع حد تاني بتبقى عايزة تولع فيه
حسناء : هو إنتي عايزة تولعي فيه يعني؟
جالا : بصي معرفش…. بس أنا بجد متضايقة…. إنتي شفتي كانت ماسكة في دراعه إزاي وكمان منظري إيه وأنا يوم صباحيتي واحدة جاية تقول لجوزى أنا بحبك وعايزاك قدامي وقدام الموظفين كلهم
حسناء : المهم هو عمل إيه يا جالا
جالا : هو بيكابر معرفش ليه بس هو بيحبها…. إنتي مشفتيش منظره لما اتصلت بيه إمبارح…. فيه وجع كبير جواه…. يا ترى سابو بعض ليه وليه إتغيرت زي ما قال زين صاحبه؟
حسناء : إسأليه
جالا : لا لا….. مليش دعوى
حسناء : فجأة ملكيش دعوى….. قومي يا ختي عندك بكرة سفر وكمان رايحة الساحل……لو منك أقضي شهر العسل معاه هناك
جالا : شهر عسل إيه بس….. بقولك جواز على ورق
حسناء : يا ستي محدش عارف يمكن يقلب جواز بجد….. وإنتي شكلك بدأتي تقعي فيه فعلًا….. وحقك يعني الراجل زي الفل وشكله حلو….. ربنا يهني سعيد بسعيدة
نهضت جالا وقالت : يلا يا حسناء عشان متعصبش عليكي
انقضى يوم العمل و بدأ العاملون المغادرة ثم أخبرت حسناء جالا بأنها سوف تغادر وتذهب إلى المنزل وبعد قليل خرجت جالا تنظر إلى هاتفها وأرادت أن تعبر الطريق إلى الجهة الأخرى لتأخذ سيارة أجرة إلى المنزل ولكن سمعت صوت بوق سيارة فنظرت إليها فوجدت فتحي يشير إليها كي تصعد بجانب أدهم الذي يجلس داخل السيارة فذهبت إليه وقالت : إنت مستنيني ولا إيه؟
أدهم : مش هسيبك تروحي لوحدك أكيد…. إركبي
ابتسمت جالا وصعدت بجواره وقالت له : شكرًا
أدهم : إتأخرتي كده ليه؟
جالا : كنت بعمل حاجات على الكومبيوتر في الشركة….. إنت مستني بقالك كتير؟
أعطى أدهم لها هاتفه وقال : إكتبي رقمك هنا عشان لو فيه حاجة أعرف أوصلك
أخذت الهاتف منه ثم كتبت رقمها وقامت بالإتصال به حتى تأخذ رقمه أيضًا وكادت أن تعطيه الهاتف ولكن توقفت عندما رأت إتصال من نور فنظرت إلى أدهم فأخذ الهاتف منها وقام برفض المكالمة فقالت جالا : رد عادى لو عايز
أدهم : ما أنا مش عايز….. إطلع يا فتحي
كانت جالا تنظر إليه ثم تعود لتنظر إلى النافذة فلاحظ أدهم ما تفعله فقال : عايزة تقولي حاجة؟
اعتدلت جالا ونظرت له وقالت في عصبية : اه….. عايزة أقول حاجة…. حاجات بصراحة
نظر أدهم إلى فتحي ثم عاد النظر إليها وقال : هدي عصبيتك ديه شوية….. إنتي شايفة وشي هادي ومش بتعصب بس صدقيني لو أتعصبت مش هتعرفي تقفي قدامي…… لما نروح نتكلم
عادا إلى المنزل وأمسك أدهم يدها وصعد إلى غرفتهما وأغلق الباب وعقد ذراعيه أمام صدره وقال في هدوء : هو أنا مش نبهتك على صوتك العالي وعصبيتك ديه إمبارح؟
جالا : اه….. بس…. بس أنا كمان نبهتك لحاجة وإنت مهتمتش
أدهم : لا اهتميت…. وطردت نور النهاردة من الشركة عشانك مع إن ده مش أسلوبي ولا طريقتي….. ولا أحب إن الأمن يطردو واحدة من شركتي بالشكل ده….. بس إنتي طلبتي مني أحافظ على شكلك والتعامل يبقى قدام أي حد تعامل زوجين….. إنت بقى راعيتي طلبي ؟
نظرت جالا أرضًا في خجل ثم قالت : أنا عارف إني عصبية….. وساعات بغلط وعصبيتي مودياني في داهية
اقترب منها أدهم ونظر داخل عينيها بنظرة تحذيرية مرعبة وقال : أخر مرة هسمحلك تتجاوزى حدودك معايا
ثم قال في غضب : أنا مش عيل صغير قدامك عشان تتكلمي معايا قدام السواق كده…. فاهمة ولا لا؟
بكت جالا ونظرت له في حزن وقالت : أنا أسفة…… خلاص مش هعمل كده تاني
هدأ أدهم عندما رأى دموعها ثم قال : خلاص متعيطيش
جالا في بكاء : ليه معيطش….. أنا عارفة إني مش هفرق معاك أصلًا…. ولا فارق معاك أنا حسيت بإيه النهاردة وزين صاحبك ده واقف وعمال يبصلي وهي ماسكة في دراعك قدامي وأنا واقفه زي الهبلة ولا عارفة أخد خطوة وامنعها عنك….. إنت مش واخد بالك إن النهاردة يوم صبحيتنا…. المفروض يعني….. ورحنا الشغل عادي ولا كأن فيه حاجة….. شكلي وحش أوي قدام الناس بجد
أدهم : أنا لما بابا إتوفى نزلت الشغل تاني يوم…. متقلقيش الموظفين واخدين على كده أصلًا….. أنا مبحبش أغيب عن الشركة حتى لو عيان بنزل….. وبعدين مين قال إني مش مهتم بعياطك يا بنت عمي….. إنتي لو مش مراتي فا أنتي أختي الصغيرة…. هي بس الظروف اللي حكمت تبقى العلاقة بينا كده
نظرت له جالا وقالت : هو أنت طالع لمين بجد؟
عقد أدهم حاجبيه وقال : مش فاهم
جالا : أصل باباك يعني كان ما شاء الله شخصية سيئة جدًا ومامتك بجد صعب موت…… إنت طالع كده لمين؟
أدهم في غضب : لسانك طويل….. كل أما أهدى وأقول يا واد عشان مش هتستحمل عصبيتك ترجعي تعصبيني…. إيه القرف اللي إنتي بتقوليه ده؟…..مش ملاحظة إنك بتغلطي في أهلي وأنا واقف قدامك
جالا في غضب : لا ما هو أنا لولا موضوع الورث أصلًا كان زماني مولعة في البيت ده كله….. إنت شكلك متعرفش حاجة ولا تعرف أبوك المحترم عمل فينا إيه
أدهم في صوت مرتفع : كلمة كمان وهتلاقي رد فعل عمرك ما تتوقعيه….يا بنتي متستفزنيش….. أنا غضبي وحش متجربهوش من أول يوم
جالا : والله لو عرفت أبوك عمل فينا إيه هتعذرني….. بابا مات من العيا عشان مش لاقين نعالجه وأبوك سرق ورثه منه وماما راحت تترجاه يدفع تكاليف العلاج ورفض….. عرفت ليه بكرهه…. وهفضل أكرهه لأخر يوم في حياتي….. وبكرهك إنت كمان عشان إنت إبنه عشان كده طلبت الجواز يبقى على ورق….. عشان إنت أكيد نسخة منه
جلست على الفراش تبكي فقد تذكرت وجه والدها وهو يحتضر أمام عينيها والعجز الذي شعرت به وهي لا تستطيع أنا تنقذه من مرضه الذي يقتله ببطء فنظر لها أدهم في حزن واقترب منها وجلس بجوارها ثم رتب على كتفها فنظرت له وقالت في بكاء : بابا كان بيموت قدامي وأنا واقفة عاجزة….. إنت عمرك ما هتحس بالوجع اللي جوايا….. عارف الفلوس اللي خدتها النهاردة ديه مش قادرة أصرفهم….. كان نفسي يبقو في إيدي وقتها لكن لما جت دلوقتي طعمها راح….. ليه عمي عمل كده….. ليه عمل فينا كده؟
أدهم في حزن : أنا أسف يا جالا….. أنا مكنتش أعرف الكلام ده….. عارفة لو كنت عرفت وقتها مكنتش إترددت ثانية إني أعالجه ويسافر برا كمان لو محتاج….. بس أنا أصلًا معرفتش بوجودكم إلا لما بابا كان بيموت
أزالت جالا دموعها ونظرت في عينيه وشعرت بصدق كلامه فقالت : مش بقولك مش شبههم…. كنت فاكرة إنك زي باباك بس لا طلعت مختلف
أدهم : بس ده ميمنعش إنك لسه بتكرهيني صح؟
خجلت جالا وقالت : أنا أسفة…. وأنا متعصبة مبعرفش بقول إيه
لاحظ أدهم خجلها وبكاءها فأراد أن يغير مجرى الحديث فقال : إحنا ممكن نبقى صحاب على فكرة….. لا صحاب إيه….. من هنا ورايح إعتبريني أخوكي الكبير
ثم أزال دموعها وقال : يلا قومي بقى غيري هدومك وأنا هقولهم يطلعو العشا هنا….. لازم نبعد عن ماما على أد ما نقدر وخصوصًا إني تعبان وعايز أنام عشان عندنا سفر بكرة
فأماءت له ثم ذهب من أمامها ونظرت جالا إلى الفراغ فلاحظت أن أدهم يتحدث معها بإريحية ولأول مرة يتحدث بتلقائية دون تكبر أو بروده المعتاد ووجدت بسمة ترتسم على ثغرها دون أن تشعر
عودة من الفلاش باك
عمر : وبعدين سافرو فعلًا؟
حسناء : سافرو….. بس اللي حصل هناك كتير…. الوقت سرقنا…. بكرة هاجي لحضرتك بدري شوية واحكيلك اللي حصل
عمر : تعبت حضرتك يا مدام أنا أسف
حسناء : مفيش تعب…. أنا عشان جالا أعمل أي حاجة…. يارب بس تخف
ابتسم عمر وقال : هتخف إن شاء الله…. أشوف حضرتك بكرة
ذهبت حسناء وقام عمر بتبديل ثيابه وعاد إلى المنزل أما أدهم فعاد إلى المنزل وتناول الطعام مع إلهام وجلسا معًا يتحدثان سويًا فقالت إلهام : بص يا أدهم… إنتي اخترت مرتين…. مرة وإنت صغير والموضوع باظ
أدهم : ياريت متجيبيش سيرة الموضوع ده عشان منتخانقش تاني
إلهام : لا خلاص…. مش هجيبه….أنا بس كل اللي أقصده إنك كل مرة تختار واحدة تطلع مش مناسبة ورافض أي واحدة تيجي من ناحيتي….. مع إني يا حبيبي أنا عايزة مصلحتك
أدهم : يا ماما إنتي بتتعاملي مع الجواز على إنه صفقة…. وبعدين جواز إيه وأنا لسة مفوقتش من اللي حصل في موضوع جالا؟
إلهام : ما أنا مش هستني ١٣ سنة تانية عشان تكون نسيتها…. اللي حصل حصل وهي ماتت الله يرحمها
وقف أدهم في غضب وقال : إنتي محسساني إنها ماتت عادي كده زي أي حد بيموت طبيعي….. ماما أنا قتلتها…. ظلمتها وقتلتها….. أنا هاين عليا أروح أعترف باللي عملته ويعدموني واخلص من القرف اللي أنا فيه ده وإنتي كل همك إتجوز وخلف….. هو محدش حاسس بيا ليه؟….. أنا ادفنت مع جالا….. أنا ميت مش عايش….. إنت شايفة إني بني أدم طبيعي…. أنا نص حياتي مقضيها في الترب جنبها….. بقالي شهرين مش عارفة أسيبها وامشي….. بعد ما حبيتها قتلتها بإيدي….. هتحسي بيا إمتى ؟….. حرام عليكي بقى….. هو إنتي مش أم….. إزاى مش حاسة بوجعي….. أنا بموت من غيرها بموت في كل ثانية شايفها مدفونه تحت التراب….. لو رحتي عند قبرها هتلاقيه مروى بدموع عينيا اللى خلصت هناك…… أنا مش عايز أتجوز….. أنا عايزك تسيبيني في حالي…..إرحميني وسيبيني في حالي…… وموضوع تالين ده انهيه زي ما بدأتيه وإلا مش هتشوفي وشي تاني
تركها وصعد إلى غرفته وأغلق الباب من الداخل…. يبكي ليس بدموع عينيه بل بقلبه الذي يدمي من فراقها….. ينظر في أركان الغرفة وإلى ثيابها المعلقة داخل غرفة الملابس…..يرى ملابسها التي كانت ترتديها ويتذكر كل مناسبة ارتدتها بهم ثم رأى الملابس التي كانت ترتديها وهي ذاهبة معه إلى الساحل الشمالي فابتسم دون أن يشعر عندما تذكر ضحكاتها ومشاغبتها معه هناك وكيف إستطاعت أن تنسيه ما به من حزن وتذكر عندما عاد إلى القاهرة وعلم الحقيقة التي أخفيت عنه وكيف وقفت جالا بجواره فكانت هي الدواء لحزن قلبه وطوق النجاة الذي إنتشله من سجن الماضي…. أخذ ثوبها وقام باحتضانه على الفراش ونام والدموع تنساب على وجهه دون أن يشعر
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية بقايا قلب مكسور)