روايات

رواية بقايا قلب مكسور الفصل الخامس عشر 15 بقلم رباب حسين

رواية بقايا قلب مكسور الفصل الخامس عشر 15 بقلم رباب حسين

رواية بقايا قلب مكسور الجزء الخامس عشر

رواية بقايا قلب مكسور البارت الخامس عشر

بقايا قلب مكسور
بقايا قلب مكسور

رواية بقايا قلب مكسور الحلقة الخامسة عشر

كان يحمل وزر الدم كمن يحمل جثة على كتفيه… لا تنام روحه ولا تهدأ عينه ولا يبتلع طعامه إلا وتُغص به روحه قبل حلقه…. ظن نفسه قاتلًا عاش منبوذًا من نفسه قبل الناس كارهًا لظله خائفًا من مرآته تائهًا في دروب الغفران التي لا توصله
وهي…..كانت تعلم….. تعلم أنه بريء…. أن يده لم تلطخها دماء وأن ما حدث لم يكن منه ولا عليه….. لكنها صمتت…… ربما بدافع الخوف أو الحماية أو شيء ما لا يسع قلبه أن يسامحه ولا ذاكرته أن تنساه
حين واجهها والشرر في عينيه لا يشبه سوى الطفولة التي ماتت فيه سألها بصوت متكسر وهو ينظر داخل عينيها يبحث عن أجابة…. عن سبب يريح صدره وإن كان واهيًا….. تسبق دموعه لسانه….. يبحث عن حنانها الذي لم يشعر به قط قائلًا في صوت يكاد يقتل قلبه :
ليه؟ ليه خليتيني أعيش مجرم وأنا بريء؟ ليه سبتيني أتعفن في صمتي وأنتي عارفة الحقيقة؟
لم تجب….. ربما لأن الكلمات لم تسعفها أو لأن الصدق بات أثقل من أن يُقال بعد كل هذا الوقت…..في تلك اللحظة لم يكن بحاجة لبراءته بل لأم لم تخنه…. فقده الأكبر لم يكن في ذاته بل في قلبه الذي ما عاد يثق وما عاد يصفح….. لقد سامحها يومًا وسامح من جرحوه لكنه لا يستطع أن يسامحها…. هي التي كان يجب أن تكون الأمان لا الغدر المستتر بالصمت… نظر أدهم لها في صمت وكانت عيناه تبوح بالخذلان الذي يرتسم داخله ثم اقترب منه الطبيب وقال : أستاذ أدهم….. ممكن حضرتك تهدى شوية عشان الأنفعال ده مش كويس عليك
نظر له أدهم وقال : الدنيا كلها مش كويسة عليا….. أنا أكتشفت إن كل اللي أنا فيه ديه بسبب الناس اللي حواليا…. صاحبي اللي غدر بيا ووقع بيني وبين مراتي وأمي اللي سابتني عايش في تأنيب ضمير لدرجة إن الدنيا أسودت في عينيا….. إتمنيت الموت بدل الأحساس اللي كان جوايا….. سابتني مرمي على قبر فاضي فاكر إني قتلت حبيبتي واتدفنت فيه….. قولولي أثق في مين؟…..أصدق مين؟…. إذا كان أمي بتعمل فيا كده أنا أعمل إيه مع الناس اللي برا ديه….. أصدقهم إزاي؟
ثم نظر إلى إلهام التي تبكي في دون حديث وقال : إنتي طول عمرك كل همك المظاهر والفلوس وبس….. أنا بقى هديكي اللي إنتي عايزاه….. هتفضلي إلهام هانم حرم سراج الحسيني وحسابك في البنك هزودهولك بس تنسي إن ليكي إبن….. تنسي اسمي نهائي….. من هنا ورايح أنا مليش أم
ثم ألتفت إلى الطبيب وقال : أنا عايز أخرج من هنا
الطبيب : بس لازم تتابع معايا لحد ما اطمن إن حالتك إستقرت
أدهم في حزم : مش محتاج….. إكتبلي على خروج
ثم نظر إلى رعد وقال : فين هدومي؟!
رعد : في الأوضة
دخل أدهم الغرفة وطلب من رعد أن يلحق به ثم وقف أمام المرآة يرتدي ثيابه وقال : إنت عرفت إمتى إن جالا عايشة؟
رعد : قبل الفرح بأسبوع
إلتفت إليه أدهم في غضب وقال : ليه مقولتليش؟
رعد : إلهام هانم منعتني….. قالتلي إنك بتعيش حياتك خلاص وإن حالة جالا هانم ميئوس منها
أدهم : هي حالتها إيه؟…. وليه دخلت في غيبوبة؟
رعد : معرفتش اجيب أي معلومات عنها من المستشفى
ذهب أدهم من أمامه وقال : تعالى ورايا وديني المستشفى
خرج أدهم ولحق به رعد وعندما رأتهما إلهام وقفت ولحقت بأدهم وهي تبكي وتطلب منه أن يسامحها ولكن لم ينظر إليها ثم ذهب من أمامها ودخل سيارته….. قاد رعد السيارة وأدهم شارد لا يتحدث وعندما وصلا إلى المشفى دخل إلى الإستقبال وقال : جالا فارس الحسيني
العاملة : حضرتك تقرب لها إيه؟
أدهم : جوزها
بدأت في البحث عن اسمها على الحاسوب ثم قالت : مفيش هنا مريضة بالاسم ده
فنظر أدهم إلى رعد وقال : إيه ده؟!
رعد : ما أنا قولت لحضرتك معرفتش اجيب معلومات عنها….. صاحبتها حسناء إتجوزت دكتور حسن اللي شغال هنا في المستشفى وتقريبًا مش عايزين حد يعرف إنها هنا….. بس أنا شفتها في أوضة ٦٧
ذهب أدهم إلى المصعد ولحق به رعد وصعد إلى الغرفة ولكن لم يجدا أحد فخرج منها ونظر بالممر فوجد ممرضة تمر من أمام الغرفة فسألها عن المريضة التي كانت بالغرفة وعندما علمت أنه زوجها قالت : فاقت من أكتر من أسبوع وخرجت من المستشفى
أدهم : فاقت؟!…. بجد؟
رعد : أمال ليه كانو بيقولو حالة ميئوس منها؟
الممرضة : هي فعلًا كانت صعبة بس فيه دكتور جيه من فترة وعالجها
أدهم : فين الدكتور ده؟!
الممرضة : مشي من المستشفى…. هو مش بيجي على طول
أدهم : طيب هي حالتها كانت إيه؟
الممرضة : هي الأول جت في عرض كده اسمه متلازمة القلب المكسور وواضح إنها اتعرضت لضغط نفسي وصلها للحالة ديه وبعد كده رفضت العلاج ودخلت في كومة قعدت فيها حوالي ٣ شهور
نظر أدهم إلى الفراغ وتذكر ما فعله بها وظنه السئ الذي أدى بها إلى هذه الحالة فشكر الممرضة وذهب مع رعد وأمره أن يذهب إلى منزل والدتها وبعد وقت وصلا إلى هناك وبدأ أدهم يطرق الباب ولكن دون رد فخرج أحد الجيران وقال : محدش هنا يا أبني…. عزلو من فترة
تذكر أدهم أن جالا أخبرته سابقًا بأنها ستشتري منزل جديد لوالدتها فنظر إلى رعد وقال : تدور على عنوان أمها الجديد وكمان شوف حسناء يمكن تعرف عنهم حاجة…. عارف عنوانها؟
رعد : اه….. بس أنا من رأيي إن حسناء مش هتقول على عنوانها أنا هراقبها زي المرة اللي فاتت….. ما أنا عرفت طريق جالا هانم منها وطالما هي وجوزها خفو إنها موجودة في المستشفى ومحدش فيهم نفى إنها ماتت يبقى مش هتقولي أي معلومات عنها
أدهم : طيب راقبها ولما توصل لحاجة قولي… أنا هروح الشركة أشوف الشغل ماشي إزاي
ذهب أدهم بالسيارة وأخذ رعد سيارة أجرة وذهب إلى منزل حسناء
دخل أدهم الشركة ورحب به العاملين ثم ذهب إلى مكتبه ولحقت به السكرتيرة وبدأت أن تبلغه بما تم عمله ثم قال : كويس إن الشغل ماشي كويس كده وأنا مش موجود…. برافو عليكو
السكرتيرة : الصراحة مستر زين من ساعة أما رجع ونفسية الموظفين بقت أحسن بعد ما عرفو إن حضرتك في المستشفى
وقف أدهم في غضب وقال : مين اللي رجع؟!
نظرت لها السكرتيرة في خوف وقالت : مستر زين
ذهب أدهم من أمامها إلى غرفة زين ودخل من الباب بغضب دون أن يطرقه فوقف زين في صدمة وقال : أدهم…. حمد الله على السلامة…. رجعت إمتى؟
اقترب منه أدهم ولكمه في وجهه بقوة ثم أمسكه من ملابسه بعنف وقال : هو أنا مش قولتلك مش عايز أشوف وشك تاني….. جي هنا الشركة ليه؟! ليك عين تيجي بعد اللي عملته…. يا بجحتك يا أخي
زين في أسف : عارف إني مش من حقي أجي هنا بس لما عرفت إنك تعبان وحالة الشركة مش كويسة قولت أجي وأقف مكانك لحد ما ترجع بالسلامة….. وبما إنك خلاص رجعت أنا همشي
دفعه أدهم في غضب وقال : غور برا….. ومش عايز أشوف وشك تاني
التفت زين إليه وقال : همشي….. بس قبل ما امشي لازم اعتذرلك على اللي عملته….. أنا لو فضلت أحلفلك إني مكنتش أعرف إنك بتحبها مش هتصدقني….. أنا كنت فاكر إن الجوازة مؤقتة زي ما أنت قولتلي وإنت مجبتليش سيرة خالص على إنك عايزها حتى لما كنت بعمل القرف اللي كنت بعمله كنت دايمًا تقولي حتى لو الجوازة مؤقتة لازم تحترم إنها على ذمتي….. ومع ذلك العيب مش فيك ولا فيها بالعكس هي حافظت على نفسها وكانت بتصدني وتعاملني رسمي عشانك….. العيب فيا أنا….. أنا اللي مكنتش شايف أنا بعمل إيه كنت ماشي في الدنيا ورافع مناخيري للسما وشايف إن محدش أدى لحد ما دمرت نفسي ودمرتك معايا وخسرتك….. أنا محستش بقيمة إن يبقى ليك صاحب بالدنيا كلها إلا لما قطعت كلام معايا…. ومحستش بالقرف اللى بعمله إلا لما جالا…… لما جالا ماتت وكمان خليتك قاتل….. أنا أسف….. أسف على كل حاجة عملتها وقولتها
لأول مرة يشعر أدهم بأن زين قد تغير حقًا وبرغم ما فعله به وبها إلا أنه رفض أن يعيش في عذاب الضمير كما كان يعيش هو فقال في هدوء : جالا عايشة
اقترب منه زين في سعادة والدموع داخل عينيه وقال : بجد….. بجد عايشة؟!…. رجعتو لبعض؟
أدهم : لسه معرفش هي فين….. أنا بس قولتلك عشان متبقاش حاسس بالذنب إنك السبب في موتها
زين : إنت مش عارف إنت عملت فيا إيه دلوقتي….. الحمد لله إنها عايشة…. أنا مستعد أقولها على كل حاجة أقولها إنك مظلوم ومعملتش حاجة
أدهم : إنت كنت بتقولها إيه عني؟!
نظر له زين في خجل وقص له ما فعله معها وماذا كانت تقول له وكيف اقنعها أنه لا يحبها فنظر إليه في غضب وقال : امشي يا زين….. بجد مش طايق أبص في وشك
زين : أنا أسف يا أدهم….. طيب قولي أعمل إيه عشان تسامحني؟
أدهم في تهكم : اسامحك؟!…. أنا بطلت اسامح خلاص….. عشان تعبت من كتر ما باخد صدمات من أقرب الناس ليا……امشي يا زين
ذهب زين وهو في قمة خجله وحزنه مما فعل بهما ولكن يشعر بقليل من الراحة أن جالا على قيد الحياة وعاد أدهم إلى مكتبه وبدأ بمراجعة بعض الملفات وعقله يشرد كل فترة يفكر بها وكيف سيقنعها بأنه لم يفعل ما قاله زين…. حاول الاتصال برعد أكثر من مرة ليعلم إذا كان توصل إلى شئ أم لا ولكن أخبره رعد بأن حسناء لم تخرج من المنزل بعد
أما جالا فكانت تجلس على البحر في صمت واقترب منها عمر وهو يحمل أكواب من القهوة المثلجة ثم جلس بجوارها وابتسم لها وقال : خلاص مبقتش أسأل إنتي فين كل أما ماما تقولي نزلت بعرف إنك هنا
جالا في هدوء : المكان هنا حلو أوي
عمر : طول عمري عايش هنا بس عمري ما حسيت بحلاوة المكان غير لما لقيتك قاعدة فيه
نظرت جالا بعيدًا عنه فهي ترى تلميحاته التي تزداد وضوحًا كل يوم ولم تجيبه فأردف : على فكرة أنا عارف إنك بتهربي مني…… ومش متضايق ولا مستعجل…… بالعكس أنا عايزك تتروي قبل ما تخشي أي علاقة سواء معايا أو مع حد تاني عشان لا تظلمي نفسك ولا تظلمي حد معاكي
جالا : مش هتضايق لو دخلت في علاقة مع حد تاني؟
عمر : من ناحية هتضايق فأكيد اه وهزعل جدًا كمان لكن طالما قلبك اختار حد تاني مش هقدر أتكلم
تنهد جالا وقالت : بس يا عمر أنا بجد مش قادرة أدخل في علاقة تانية ولا عارفة أتخطى أدهم ولا شايفة إني هقدر إتخطاه بسهولة….. فا متعلقش نفسك بيا وعيش حياتك ومتفكرش فيا بالشكل ده
عمر : ياريت كان بإيدي….. على العموم أنا مش مستعجل….. وقت ما ربنا يأذن هتبقي ليا….. ماما كانت قالتلي أعزمكم عندنا في البيت
جالا : بجد مش عايزين نتعبها
عمر : لا خالص هي مبسوطة أوي بيكم وكمان حبت مامتك أوي
جالا : ماما ديه أطيب بني أدمة في الدنيا….. أنا مشفتش حد طيب زيها كده ولا بابا الله يرحمه….. معرفش أنا طلعت قوية كده لمين
عمر : نفسي أشوف شخصية جالا القوية ديه مش الحزينة اللى سايبه نفسها للحزن بالشكل ده ومش قادرة تخرج نفسها من اللي هي فيه…… بصي حواليكي يا جالا…… ناس كتير حبت ومقدرتش توصل للي حبته ومع ذلك عايشين وفيه ناس مرو بظروف صعبة زيك وأكتر منك وفضلو واقفين يواجهو لحد ما وصلو لبر الأمان….. إنتي بقى مستنية إيه عشان تقتنعي باللي إنتي قولتيه إنه هو ميستاهلش….. وطالما شايفة إنه فعلًا كده قاعدة كده ليه؟ سايبة نفسك للحزن ده ليه؟…. أنا مستني قرارك اللي هدعمك فيه بكل قوة
جالا : قريب أوي هاخده…. قريب جدًا
مضى الوقت…. أيام وأسابيع وأدهم لا يتوقف عن البحث عنها وحاول بكل الطرق الإتصال بها أو بوالدتها ولكن الهاتف مغلق ورعد يقف يوميًا أمام منزل حسناء ولا تغادره وزاد حزن أدهم الذي لا ينتهي وكلما رأي إلهام في المنزل بالصدفة ابتعد عنها تمامًا وكأنه لا يراها….. حاول أن يهرب من واقعه بالعمل ليلًا ونهارًا أما حسناء فقد تحسنت قليلًا لكن يرفض حسن خروجها من المنزل وتتصل دائمًا بجالا وتطمئن عليها دومًا
عمر لا يبتعد عن جالا وأصبح جزء لا يتجزأ من يومها….. تحدثا كثيرًا بسبب واجبه كطبيب وأيضًا بسبب تقربه منها….. تعرفت على عائلته وأخته الصغرى وقد أحبوها كثيرًا وكونت صداقة مع أخته كانت دائمًا تسمع حديث المقربين لعمر عن أخلاقه الطيبة وتواضعه مع الجميع وابتسامته التي تخطف الأنظار حتى بدأت تهتم بتفاصيله أكثر ورأت به شخصية محبة عطوفة ومع حديث والدتها المستمر عنه واهتمامه بها أثناء مرضها فبدأت في رفع الحدود التي كانت تضعها بينه وبينها وذلك بسبب يأسها بأنها سوف تكون لأدهم يومًا ما وجاء وقت العودة إلى القاهرة بسبب عمل عمر في المشفى فقررت والدتها العودة إلى القاهرة أيضًا وبعد أن أوصلهما عمر إلى المنزل دخل يستريح قليلًا ودخلت صفاء لتقوم بتفريغ الحقائب ونظر عمر إلى جالا التي تجلس بجواره وقال : الصراحة إتفاجأت إنك هترجعي معايا القاهرة
جالا : ماما قالتلي كفاية كده ولازم نرجع خصوصًا إن حالتي استقرت زي ما أنت قلت
عمر : يعني لو ماما مكنتش طلبت ترجعو كنتي فضلتي هناك؟
جالا : إنت عارف أنا لو قدام البحر طول عمري مش همل
نظر عمر أرضًا في حزن ثم قال : كنت فاكر إنك راجعة عشاني
شعرت جالا بالتوتر بسبب وجهه الذي عبس فجأة أمامها فقالت : ما هو…. ما هو أنت قلت إنك راجع تاني
ابتسم عمر ابتسامة حزينة يواري خلفها حزنه من صدها الدائم له ثم قال : عادي عادي….. أنا بهزر معاكي…. هروح أنا البيت عشان لازم أنزل المستشفى بكرة الصبح
وقف عمر فامسكت جالا يده فالتفت إليها في صدمة ثم نظر داخل عينيها فقالت : أنا عارفة إني بزعلك كتير…… وعارفة إني مش قادرة أديلك الحب اللي إنت بتديلهولي بس غصب عني….. أنا مش عايزة أخدعك
جلس عمر بجوارها مرة أخرى وقال : أخدعيني…… اكدبي عليا….. أهون بكتير من الصد ده….. أنا موافق تمثلي عليا إنك بتحبيني وهعمل نفسي مصدق
جالا : لا.. مقدرش أعم…
قاطعها عمر : أنا موافق بقولك عشان عارف إنك لما تقربي مني وتعرفي أنا بحبك أد إيه هتحبيني…. إديني فرصة أعوضك عن اللي إنتي شفتيه
جالا : لا يا عمر….مش هستغل حبك ليا بالشكل ده…. مش هعمل كده بكل الأشكال….. أنا مش كده
عمر : وأنا مش قادر أستحمل الرفض ده….. بدأت أحس باليأس منك وحاسس إني برمي نفسي عليكي….. أنا مش هحط نفسي في الوضع ده ومش هنزل من كرامتي حتى لو مش قادر أعيش من غيرك….. عايزة إيه أكتر من إني بقولك اكدبي عليا…. أعمل إيه أكتر من كده عشان تحسي بيا وبحبي ليكي
جالا : والله حاسة بيه بس….
عمر في غضب : وطالما حاسة بيه وبتصديني بالشكل ده يبقى كل اللي بعمله وهعمله ملوش أي لازمة
وقف أمامها وقال بوجه عابس : أظن إنتي دلوقتي مبقتيش محتاجة لدكتور نفسي وكمان فترة علاجك انتهت…. رقمي معاكي لو احتجت أي إستشارة طبية كلميني
كاد أن يذهب فوقفت جالا وأمسكت يده مرة أخرى وقالت : عايز تمشي وتسيبني….. ليه طيب؟!
ثم بكت وقالت : أنا كل اللي طلبته منك تديني فرصة…… عشان لا أحس إني بكدب عليك ولا بضحك على نفسي….. لكن لو مش قادر تستحملني أكتر من كده مش هلومك….. إنت مغلطش في حاجة….. أنا اللي غبية إني لسة واقفة في حتة واحدة ومش قادرة أتحرك منها….. إنت فعلًا عملت عشاني كتير وأنا معملتش حاجة وشايفة وعارفة إنك راجل كويس جدًا وألف واحدة تتمناك بس أنا دايمًا كده مليش حظ…… قبل ما تمشي بس عايزة أقولك أنا أسفة على الأحساس اللي جواك ده بسببي
التفت لها عمر وأمسكها من كتفها وقال : أنا مش عايز أمشي بس على الأقل إديني أمل إنك ممكن تكوني ليا في يوم من الأيام وأنا مستعد أستناكي العمر كله….. لسة بتحبيه؟!
نظرت له جالا ولم تجيب فأردف : ردي عليا لسه بتحبيه؟…. لسه شاغل تفكيرك؟….. اعتبريني الدكتور بتاعك لسه وجوبيني
نظرت له جالا وشعرت بيأسه وحبه لها ولم ترغب بأن تخسر ذلك الحب من أجل حبها البائس بلا أمل فكبتت مشاعرها وحاولت أن لا تجرحه أكثر فقالت : لا

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية بقايا قلب مكسور)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى