روايات

رواية بقايا حلم الفصل الأول 1 بقلم ديانا ماريا

رواية بقايا حلم الفصل الأول 1 بقلم ديانا ماريا

رواية بقايا حلم الجزء الأول

رواية بقايا حلم البارت الأول

بقايا حلم
بقايا حلم

رواية بقايا حلم الحلقة الأولى

للأسف يا مدام فرص الإنجاب عندك ضعيفة جدا والحاجة الوحيدة اللي ممكن تنفع في حالتك هي الحقن المجهري.
عجزت عن النطق لبرهة قبل أن تتحدث بتلعثم: ب…بتقول إيه؟
تنهد الطبيب وفي عينيه نظرة آسف: أنا عارف أنه خبر صعب بس ده مش كلامي، كلام التحاليل والأشعة اللي قدامي.
تاهت عيناها في أرجاء المكان وهي تشعر بشيء يطبق على صدرها، ارتجفت شفتاها فلم تتمكن من الرد على الطبيب.
أكمل الطبيب محاولًا التخفيف من مأساتها: بس زي ما قولتلك يمكن الحقن المجهري ينجح في حالتك هو عيبه أنه مكلف شوية بس دي أضمن حاجة وفرص نجاحها كبيرة.
غصة تجمعت في حلقها، لم يستطع قلبها تصديق أن حلم الأمومة الذي كان تحلم به قد ضاع منها ولن تناله أبدا
لم تكن تستمع للطبيب، نظرت ليديها المرتجفتين في حضنها، كان عقلها مشغول بزوجها، كيف ستخبره؟ بل كيف ستخبر عائلته؟ فكرت بردة فعل حماتها التي لا تحبها منذ زواجها، ستكون هذه فرصة ذهبية لها لتزيد مشاكلها وتحريض زوجها ضدها.
رفعت رأسها حين ناداها الطبيب بسبب شرودها، كان الطبيب يراقب بشفقة حالتها التائهة وتجمع الدموع في عينيها.
فتحت فمها لتُجيب بصوت مرتعش: يعني مفيش أمل خالص؟
أدرك الطبيب وضعها ولكن لم يكن هناك المزيد ليُقال فهز رأسه بالنفي، بدأ ارتعاشها يزيد ووقع الحقيقة المُرة يسحق قلبها، انهمرت دموعها وعَلاَ صوت بُكاؤها.
وضعت يدها على فمها لتكتم صوت شهقاتها دون جدوى، شعر الطبيب بمعاناتها فاستدعى السكرتيرة الخاصة به لتُحضر لها مشروبًا مهدئًا وتبقى معها بعض الوقت تواسيها حتى تهدأ وتتمكن من المغادرة.
شربت وسيلة رشفتين من الماء قبل أن تنهض وتعتذر بارتباك للطبيب، انصرفت بسرعة تحت أنظار الطبيب والسكرتيرة المشفقة.
حين أصبحت في الشارع لم تستطع حبس دموعها وهي لا تدري كيف تخبر زوجها بهذا الخبر، تعلم حماتها أنها اليوم عند الطبيب لمعرفة سبب تأخير الحمل بعد زواج دام عام ونص، كانت وسيلة خلاله تعاني من مضايقات لا تنتهي من حماتها بسبب هذا الموضوع ورغم سلبية زوجها أحيانًا كثيرة، كانت وسيلة تصبر وتردد بابتسامة أنه أمر الله، إلا حين قررت أخيرًا إجراء فحوصات على نفسها بعد أن زاد إصرار حماتها بشكل غير طبيعي، كما أرادت هي أيضًا أن تطمئن فرغم تظاهرها كانت تشعر بقلق وفارغ كبير بسبب تأخر حملها والآن ماذا ستفعل بعد أن أصبح الموضوع مجرد حلم لن يتحقق؟
رن الهاتف فأخرجته بأنفاس متسارعة، اضطربت حين شاهدت المتصل حماتها فهي لن تصبر حتى تصل للبيت حتى تسألها لكن وسيلة لم تكن مستعدة للحديث معاها فهي واثقة من أنها ستنهار بالبكاء إن أجابت الآن.
أعادت الهاتف للحقيبة بتفكير فوجدت أن أفضل حل أن تذهب لبيت جدتها حتى تجد حل مناسب.
أرسلت رسالة مفداها أنها متعبة وستذهب لبيت جدتها وتنتظره هناك حتى يعودا للبيت سويًا، إلا أن آمالها خابت حين رد عليها زوجها بأن جدتها في بيتهم وتنتظرها هناك.
تعمق الخوف داخلها، كيف ستخرج من هذه الورطة دون أن تبوح بما ليست مستعدة به؟
ذهبت إلى البيت بقلب مثقل تحاول السيطرة على دموعها حتى تكشفها أمام حماتها.
صعدت الدرج بخطوات متباطئة، رأتهم من بعيد يتبادلون الحديث، فحاولت رسم ابتسامة مزيفة وهي تدلف قائلة: ازيك يا تيتا مش تقولي أنك هنا علشان أرجع بسرعة.
نظرت لها حماتها نظرات متفحصة: مش تقولي لنا عملتِ إيه يا وسيلة عند الدكتور؟
التفتت لها جدتها بلهفة: أيوا يا حبيبتي طمنينا قالك إيه؟
شحب وجهها فلم تتوقع أن حماتها ستفاجئها بهذه الطريقة حين تدخل ولم تعرف كيف تجيب فردت بارتباك: الحمد لله يا ماما قالي كل حاجة كويسة مسألة وقت.
نفخت حماتها بضيق: مش كل ده وقت كفاية يعني إيه الحل عايزة أفرح بولاد ابني.
ابتسمت وسيلة ابتسامة ضعيفة: بإذن الله يا ماما ادعي لنا.
ربتت جدتها على كتفها: متخافيش يا حبيبتي ربنا هيرزقك.
هزت رأسها وهي تدير وجهها حتى لا يلاحظوا تغيرها.
دخل زوجها ورحب بجدتها ثم جلس معاهم قليلاً قبل أن تنهض جدتها وتغادر.
أرادت وسيلة الحديث مع زوجها بأي طريقة حتى لا تنهار من شعورها بالضغط خاصة من نظرات حماتها وأخوات الذين على وشك الحضور وسيرهقونها بأسئلتهم التي لا تنتهي.
نظرت له نظرة ذات معنى قائلة بنبرة خافتة: وائل أنا طالعة فوق، تعالى معايا عايزة أقولك على حاجة.
نهض وائل فقالت حماتها بحشرية وهي تنقل نظراتها بين وسيلة ووائل: هتوريه إيه؟
ازداد توتر وسيلة ولكنها حاولت إخفائه: مفيش يا ماما دي حاجة بايظة في المطبخ لازم يصلحها علشان أعرف اطبخ.
زمت حماتها شفتيها بعدم رضا، حين دخلوا قال وائل بعفوية: فين البايظ يا وسيلة؟
أمسكته وسيلة من كتفه وهي ترتعش: وائل أنا عملت مصيبة.
استدار لها وائل والذهول على وجهه: مصيبة إيه؟
انهمرت دموعها وارتعش صوتها: الدكتور قالي أنا مش هعرف أخلف يا وائل.
اتسعت عيناه من الصدمة: بتقولي إيه؟ أمال إيه اللي قولتيه تحت ده؟
أنزلت يدها من على كتفه وهي تبكي: أنا خوفت يا وائل معرفتش أقول إيه، خوفت من أمك أوي ولقيتني بقول كدة.
اقتربت منه وأمسكته من قميصه بتوسل: ساعدني يا وائل أنا مش عارفة أعمل إيه، أنا خايفة أوي ومش عارفة أقولهم إيه، ساعدني يا وائل ومتقولش حاجة دلوقتى، ساعدني يا وائل….
قطعت كلامها وانتفضوا حين سمعوا صوت قريب ينادي بصوت عالي: وسيلة!

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية بقايا حلم)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى