رواية انفصال الروح الفصل الأول 1 بقلم جنة جابر
رواية انفصال الروح الجزء الأول
رواية انفصال الروح البارت الأول

رواية انفصال الروح الحلقة الأولى
– إياد لازم ننفصل!
رفع عيونه بدهشه غلبتها الصدمة وهو بيقول:
– بتهزري صح؟
هزيت راسي بنفي وأنا عيوني بتحمر، وبتجتمع فيها الدموع غصب عني، وقفت وأنا بحط دبلتي قدامه على الطربيزة، ويدوب همشي خطوتين كان تغلب هو فيهم على صدمته ولقيته بيمسك كف إيدي يوقفني:
– أفهم إي اللي حصل خلاكِ تقولي كدا؟
– إحنا مش مناسبين لبعض، بعد إذنك سيب إيدي.
هربت منه بعيوني علشان ميشوفش فيهم رجاءهم إنه ميسيبنيش، وجريت برا المطعم وقفت تاكسِ، وقعدت في الكرسي اللي ورا السواق وآخر حاجه عيوني بتشوفها لهفته وهو بيحاول يلحقني، سيبت قلبي يتألم بصمت، ومليت العنوان للسواق سندت راسي على شباك العربية بتنفس بألم، وضيق بيكبر أكتر عن الأول.
– ياسمين سرحانه في إيه؟
بصيت في الورق بتركيز كان إتشتت لثوانِ وسألتها:
– كُنتِ بتقولي حاجه؟
– حاجه واحده بس!، إي شاغلك يا جميل؟
– مش شئ مهم، ممكن نركز في شغلنا بقى؟
– تمام يا ستِ معاد الإجتماع إنهاردة أوعي تكوني نسيتي، فمحتاجين نراجع التصاميم للمره الأخيره مفيش مجال للغلط.
بليل وبعد إجتماعي الناجح كنت واقفه في المطبخ بعمل كيكه بالفراوله وبزينها في النهاية بكريم شانتيه، سمعت إطراء بابا عليَّ فلفيتله بسأله:
– إي رأيك؟
– تحفة طبعاً، أي حاجه من إيدك لازم تكون جميلة.
إبتسمت بإمتنان:
– شكراً بابا.
حطيتله قطعه في طبقه بعد ما قطعت الكيكه سبع قطع بالتساوي، أخد مني الطبق وبدأ ياكل، دخلت علينا ماما وملامحها مبشرة، ومبتسمه بإتساع وهي بتقول بفرحة:
– إحنا لازم ننزل إسكندرية خلال أيام خالتك لسه قافله معايا، بنت خالتك سامية فرحها إتحدد كمان إسبوعين.
حطيتلها قطعتها وأنا بقول:
– مش لسه بدري يا ماما ما ننزل قبل الفرح بيوم.
– حرام عليكِ، أهلنا وحشوني أوي وما صدقت فرحة تجمعنا، ولا إنتَ إي رأيك يا أحمد؟
هز راسه بتأيد:
– فعلاً كفايانا هوا القاهرة، هنسافر في أقرب وقت.
ماما إبتسمت بوداعه، ولطف:
– ما نسافر بكرا.
قاطعت أحلامها الوردية:
– عندي شُغل أساسا، مش هقدر أسيبه روحوا إنتوا.
بابا بصلي بلوم وبلهجه أمره:
– محدش هيقعد لواحده كلنا هنروح سوا، وبالنسبه لشغلك خدي أجازة.
– بس ده مشروع مهم مقدرش أسيبه كدا.
– تابعي أونلاين يا حبيبتي بلاش حجج فارغة.
وصلت إسكندرية، وأنا جوايا العديد والعديد من المشاعر، وبمجرد ما دخلت الحارة اللي فيها بيت جدتي الله يرحمها تحديداً بيت العيله روادني ذكريات طفولتي، وكل حاجه حلوة عيشتها في المكان ده إتنفست قدر إستطاعتي بحاول أحتفظ بالأجواء، والذكريات جوايا،
ماما وبابا قرروا يباتوا في بيتنا القديم اللي في نفس الشارع.
وأنا إخترت أقعد في أوضتي في بيت تيته اللي بقى بيت لخالتي بعد ما زوجها طلقها، ودخلت شنطتي أوضتي الصغيرة وبدأت أرتب الهدوم.
– ياسمين وحشتيني أوي.
– إديني فرصة أتنفس يا سامية مش كدا، مالك مكلبشة فيَّ وكأني حرامي غسيل.
بعدت بغيظ وهي بتضرب كتفي:
– أنا غلطانه، تصدقي خسارة فيكِ حضني الدافي.
ضحكت بصوت عالي، وأنا بطبطب عليها:
– بقى كدا يا سمستي، هونت عليكِ.
– أه، وأوعي من وشي بقى خليني أنام.
– تنامي فين يا ماما، روحي شوفيلك سرير تاني.
ضحكت بشر:
– قولت لماما هنام مع ميمو قالتلي ماشي، لو جدعة قوميني.
– ربنا يسامحك يا سامية يا بنت أم سامية.
– آمين يا بيبي.
صحيت تاني يوم على صوت أغاني الدي جي عالية جداً، على بعد العصر كدا، بصيت في ساعتي وآفئفت بضيق، وأنا بنده:
– ليه كدا على الصبح، ولا بقينا المسا، ولا إي ده؟
ماما دخلت الأوضة وهي بتهز راسها بيأس:
– كل ده تأخير، ملبسيتيش ليه علشان الحنه؟
– هو فيه حنه بتبدأ بعد العصر حرام عليكوا!
بصتلي بنظرة نارية:
– ياسمين.
إنكمشت على نفسي:
– إديني خمس دقايق وخارجة وراكِ.
لبست القفطان المغربي اللي كان لونه سيمون بتفاصيل تجنن، و رسمت عيوني بالكحل الإسود اللي بيبرز جمالها، ضيفت إسورتين دهب علشان اللوك يكتمل، وخرجت تابعت معاهم الأجواء والحقيقة المدفونة إني كنت مفتقداها.
خرجت برا العمارة للجنينة القديمة بعد ما تعبت من الرقص، والغنا، وقعدتي ساعه علشان أرسم حنه على إيدي،
وقفت في الهواء مستنيه الحنة تنشف، واللي لونها الأحمر القاتم بدأ يبان، إتأملت الرسمه بسكون وسط جو شتوي بيفكرني بنفس اليوم اللي مبحبوش، وهوا بارد بيحرك ورق الشجر فبيعمل صوت خفيف، قطع أجوائي التأمليه صوت عارفاه كويس.
– حلوة الحنة.
رفعت عيوني أبصله، لفيت كُنت همشي بس وقفني بسؤاله:
– ليه؟
حاولت أنظم ضربات قلبي، ولكن فشلت فقولت بتوتر:
– مش فهماك.
قرب خطوتين وقال:
– لا فهماني بلاش لف ودوران.
– ظروفنا مش مناسبنا سوا وده شئ سبق وقولتهولك.
– كلام فارغ أنا وإنتِ عارفين ده كويس.
أنقذني صوت ماما اللي بتنده عليَّ، فجريت من قدامه ليها!
بليل وسامية نايمة حاطه ماسك على وشها سألتها بحزم:
– إنتِ قولتِ إنه سافر صح؟
– مين مش مركزة والله؟
شيلت الخيار بضيق من على عيونها:
– صحصحيلي كدا، هيكون مين.
ضحكت بمشاكسة:
– أه إياد، والله اللي وصلني من حمودي، إنه مسافر ومش هيحضر الحنة ولا الفرح.
إتعدلت بتسأل بحماس:
– ليه هو إنتِ شوفتيه جه ولا إيه؟
هربت بعيوني بعيد وأنا بحطلها الخيار تاني على عينها بعنف:
– وأشوفه فين، ركزي في الماسك اللي بقاله ساعتين على وشك ده.
صفرت بمراوغة:
– يبقى شوفتيه يا ميمو، كدا إحلوت أوي،
قنبلة الموسم إجتماع العمالقه إياد وياسمين.
ضربتها بالمخدة بغيظ:
– نامي يا شيخة نامت عليكِ حيطة.
– بصي الطقمين دول، فستان بينك كتان، ولا تديها جينز وتشيرت فوشيا؟
– يا حبيبتي مش نازلة بتاخدي رأيي ليه يا سامية؟
حطت الفستان البينك على طرف السرير وهي بتقول بتأكيد:
– علشان هتنزلي، بطلي جو الكئابه اللي عايشه فيه ده.
إتنهدت بغلبة أمر:
– خلاص هلبس الجينز.
وقفت قدام المراية بتحط آيلاينر، وقالت بلامبالاة:
– الفستان البينك عندك على طرف السرير،
ويلا علشان محمد مستنيني بقاله نص ساعة، وحبه كمان وهيحلف بالله مهو متفسحين في حته.
لبست الدريس، وفردت شعري، وظبطت قُصتي على عيني، وسامية أصرت ترسملي آيلاينر، الحنة كانت لسه لونها جميل ومبهتش، بصيت لنفسي في المرايه وقولت لنفسي بتلقائية:
– واو جامدة يا ميمي.
– يا الله، يا ربنا، هتترني حته علقة يا سامية،
ولا هعمل حساب فرحك اللي كمان إسبوع ده!
رمتلي بوسه في الهوا، وقعدت جنبي على الكُرسي مستنين جوزها _ كاتبين الكتاب _ وللإسف الشديد إياد اللي بيقطعوا تذاكر اللعبة!
– يلا.
بصيت بعيد:
– مش لاعبه، إلعبوا إنتوا.
إتحايلت عليَّ:
– دي لعبة العربيات اللي بتحبيها يا ياسمين بلاش غلاسه.
رديت عليها بتهرُب من عيون إياد اللي محوطاني:
– هصورك من بعيد يلا روحي قبل ما تبدأ.
شدتني من دراعي قدام الناس، فَ إضطريت أركب العربية المحجوزة، وبدأنا نلعب، شويه شويه تكشيرتي راحت تماماً، وبقى بدالها ضحكه واسعه.
– يوه يا أفندينا ما الطريق قدامك واسع.
ضحك وهو بيقول:
– إنتِ اللي خبطتيني يا ياسمين.
– إنتَ اللي خَمست يا إياد.
إبتسم إبتسامه جانبيه:
– ليديس فريست، إتفضلي.
يدوب جيت أمشي العربيات كلها وقفت علشان الوقت خلص، فبصيت لإياد بغيظ، وهو بادل نظرتي بأنه هز كتفه وكأنه بيقولي: وأنا مالي يا لمبي!.
– بيت الرعب أهو تعالي نلعب.
شدت إيدها مني:
– لا أنا بخاف مش عايزة.
– يلا سامية متبقيش جبانه بصي محمد، وإياد سبقونا أهو جوا، يلا إحنا كمان.
قرأت آية الكرسي، والسور الصغيرة كلها، ومسكت في إيدي جامد أول ما دخلنا بيت الرعب، مرت دقيقة وأنا بطمنها إنه مفيش حاجه، ووثقت فيا.
– ما طلعت هفأ أهي.
– مش قولتلك مش هتخافي دي شوية مؤثرات صوتيه، وناس جوا زينا بيحاولوا يخوفوكي..
مكملتش الجملة لقيت فجأة عنكبوت كبير إترمى علينا فصوتنا سوى وإحنا بنحضن بعض بخوف، وبعدها ظهر شخص ماسك فاس عليه د_م جاي ناحيتنا بخطوات بطيئة إترعشت غصب عني وأنا بقول:
– هو بيت الرعب أبو عشرين جنية إتطور كدا ليه؟
– ياسمين خرجيني من هنا.
الراجل جرى بيرفع الفاس ناحيتنا فصويتي إتحول لصريخ لما الفاس نزل على حته بلاستيك في القطر دخل فيها وده دل على حِدته وإننا مش بنهزر.
قومت مع ساميه بعد ما مسكت إيدها، وجرينا في إتجاه المخرج كل اللي بنعمله إننا بنصوت وبس، لحد ما طلعنا وشوفنا نور ربنا تاني، قعدت على الأرض بحاول أخد نفسي، بينما سامية فضلت تعيط ومحمد مش عارف يهديها، وبيقنعها إنه محصلش حاجه.
– كل ده حصل في بيت الرعب في ملاهي أطفال، أمال لو وديناكم سكيب روم هتعملوا إيه؟
بصيتله بغيظ:
– ظريف أوي إياد بيه.
مد إيده وهو بيقول:
– أُمال إي كمية الصويت اللي سمعتها منك دي، مش كُنتِ عامله فيها الرجل الأخضر.
تجاهلت إيده ووقفت لواحدي:
– الرجل الأخضر ده يبقى إنتَ لو مش واخد بالك.
خلصنا لِعب في الملاهي، وإتمشينا بعد كدا سامية جنب محمد بتتكلم بحماس عن اللعب اللي عجبتها، وأنا جنب إياد الصمت هو المسيطر، كل دقيقة والتانيه بيبصلي بنظرة جانبية، وبعدين فتح حوار أنا مكنتش مستعداله:
– فاكرة لما خرجتك في الملاهي دي أول مره؟
رديت بغلاسة:
– لا مش فاكرة.
كمل ولا كأنه سمعني:
– كُنتِ مرعوبة أكتر من سامية، وفزت ليكِ بدبدوب لونه بينك ماسك قلب، معرفش لسه معاكِ ولا لاء!
وقف فوقفت معاه وهو بيقول:
– فاكر لما إتعلقتِ في دراعي وقولتِ:
” متسيبنيش يا إياد، أنا بتطمن في وجودك.”
كُنتِ شعارية جداً وقت الجد، ووقت ما نبقى طبيعين الله أكبر المعلم سلوم الجزار في حضرتك يا إياد.
ضحك ضحكة قصيرة متألمه وصلتني شاط طوبة صغيرة بعيد، وبعدين بص جوا عيوني:
– قولتيلي متسيبنيش، ووفيت بوعدي،
بس إنتِ اللي سيبتيني، يا ترا ليه يا ياسمين؟
قلبي دقاته عليت لدرجه حسيت إنه سمعها، وبسؤاله ده بالذات، بصيت بعيد عن عيونه بستنجد بأي حاجه تخليني مردش عليه، وأقوله إيه؟ خايفة عليك!
سامية جت شدت إيدي وهي بتشاور على محل أيس كريم، فهربت معاها بعيد عن عيونه.
– ياسمين، ممكن تنزلي معايا نشتري شوز مريح لفستان فرحي.
رفعت حواجبي بدهشه:
– هو إنتِ لسه فاكره تجيبي شوز؟
– لاء أصل جايبه جزمة بكعب عالي علشان الصور، فكرته مريح بس صعب أوي مش هستحمل أقف بيه عشر دقايق على بعض.
– فَ إنتِ إفتكرتي لما أنا نزلت إسكندرية يا سامية صح كدا؟
– بقولك إيه أنا عروسه متنكديش عليَّ.
روحت معاها محل الشوزات زي ما طلبت، طلعت عيني عقبال ما إستقرت على شوز مُريح، وأخيراً وإحنا راجعين وقفنا عند البقال جيبنا شوية حلويات،
بصيت على القهوة وأنا عارفه إن على المغرب إياد بيقعد مع صحابه هنا، بس مهتمتش أوي، أو ده اللي بخدع نفسي بيه!
ويدوب سمعت صوته وهو بيقول:
– ماية إي اللي ترجع لمجاريها، إنتَ بتقول إيه يا صالح؟
صالح حط كوباية الشاي على الطربيزة ورد عليه:
– ياسمين متربية معانا من وإحنا عيال صغيرين،
أنا واثق إنها مختفتش من حياتك كدا لله في لله.
محمد إتدخل:
– ياسمين العيله الصغيرة حاجه، وياسمين الكبيرة حاجه تانيه، متقارنش دي بدي الله أعلم إي اللي في دماغها.
– إستنى يا محمد، صالح إنتَ فاكر إني مسألتهاش،
أنا سألتها بدل المرة مليون، أعمل إيه أكتر من كدا، عندك حل بما إنك إبن خالها وعيله في بعضكوا؟
سامية حاسبت عمو البقال، و واضح عليها إنها سمعت الحوار زيي، فشدت إيدي وبعدنا عن القهوة، وهي بتشاور على دقنها لمحمد، وأنا كل اللي شاغل فكري هل هو إستسلم بالسهوله دي، وليه لاء، أكيد مش بعد سنتين هيكون شاري الست اللي سابته بدون سبب منطقي!
عملت لنفسي كوباية نسكافية كبيرة تحتوى أحزاني وأنا برجع بذاكرتي لليوم اللي سبب في بعدنا عن بعض!
– عمو إزي حضرتك؟
سحب كرسي وقعد قصادي من غير لا سلام، ولا كلام، ولا حتى نظرة تبشر بالخير، بعد ما طلب مني نتقابل بعيد عن الحارة، وشوارعها، اللي بعشقها، وبعشق كل رُكن فيها بالمناسبه.
– بصي يا بنتي أنا لا هلف ولا هدور عليكِ، أنا مش قابل خطوبتك إنتِ وإبني إياد.
كلامه المسترسل نزل عليَّ زي الماية السقعانه في عز التلج، وإتهيألي إني سمعت غلط:
– حضرتك بتقول إيه؟
– اللي سمعتيه بالظبط، أنا مش عايز أخسر إبني بسببك،
مش مستعد لده، جوازك منه هيبني بيني وبينكوا سور،
وعمري ما هحط إيدي في إيد أبوكِ إنتِ بالذات.
غمضت عيني أستوعب كلامه، وأنفاسي بتضيق عليَّ، بيطلب مني بالظبط أخرج قلبي وأعيش من غيره، فتحت عيني والهواء الساقع بيبعد شعري عن وشي بقسوة:
– أنا ذنبي إيه، تفرق بيني وبين إياد، مش حرام،
طب ما محمد خاطب سامية سايبهم ليه ما هما من نفس العيلة.
– أنا مُشكلتي مع أبوكِ مش مع أبو سامية،
أبوكِ دمرني، مصانش الود اللي بينا وإنتِ عارفة ده كويس.
– أياً كان اللي حصل بينك، وبينه، وبغض النظر عن إني عارفه بالظبط إيه اللي حصل، وواثقة إن أبويا مش سبب في إفلاس حضرتك أبداً، وبالرغم من ده إعتذر على غلط مش غلطه، وعوضك تاني برأس مال تبدأ بيه مشروع تاني.
زعق بصوت حاسم وقال:
– ياسمين كلامي منتهي، هتتجوزي إياد يبقى هتتسببي في بعد أب عن إبنه، إياد مهما قولتله مش هيسيبك، فَ الكورة في ملعبك إنتِ، وأنا مش عايز أخسر إبني.
قام وكان هيمشي، كان مخي إستوعب كلامه تماماً، فقومت وراه وأنا دموعي بتتسابق ورا بعض، ومسكت إيده:
– عمو متعملش كدا، متحطنيش في الموقف ده.
شد إيده من إيدي وهو بيقول:
– إبعدي عن طريق إبني إنتوا مش مناسبين لبعض.
مشى خطوتين بسرعة، فجريت وراه بقف قدامه:
– لاء مش هقدر إفهمني أرجوك.
بعدني من قدامه ومردش عليَّ، و مشي بسرعة،
قعدت على الأرض، والجو إشتد سقعة وبرودة، ودموعي موقفتش أبداً، لا يومها، ولا لحد إنهاردة!
فوقت من سرحاني على صوت سامية وهي بتزعق في التليفون:
– أنا مش قولت بلاش قعدة القهاوي دي؟
يعني إيه لقيت صحابك فقعدت معاهم، ياريتكم بتتكلموا في حاجة مفيدة، كلامكم ماسخ مالوش لازمه!
لا يا محمد محبش الشغل ده، وعدي أيامك الفرح قرب خلاص.
قفلت الخط، ودخلت من البلكونه، لقتني قاعدة على السرير ببرد ضوافري ببرود ظاهري، فجت قعدت جنبي:
– مش ناوية تقوليله يا ياسمين، ينفع الحال اللي إنتوا فيه ده؟
– بقولك يا سامية ما تقومي تسيبيني لواحدي، عايزة أظبط شغل متلتل على ضهري.
– يوه ما تسيبي الشغل ده، وترجعي لمكتبك، ومكانك، وبيتك يا ياسمين بقى كفاية!
مسحت دموعي اللي نزلت، وقولت بهمس:
– مليش مكان هنا.
إتعدلت ومسكتني من كتافي:
– هبله، وعبيطة، مين دي اللي ملهاش مكان هنا،
ليكِ ومتربعة كمان، أمك إمبارح كانت قاعدة مع أمي نفسها ترجعوا هنا وتسيبوا القاهرة.
هزيت راسي بتشوش، وقولتلها:
– سامية الله لا يسيئك تسيبيني وتطلعي تشوفي وراكِ إيه.
قالت بغلبه أمر وهي بتقف:
– هسيبك، بس إفتكري زي ما قولتلك إنتِ هنا في مكانك
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية انفصال الروح)