روايات

رواية انتقام في الجبل الفصل السابع 7 بقلم شيماء طارق

رواية انتقام في الجبل الفصل السابع 7 بقلم شيماء طارق

رواية انتقام في الجبل الجزء السابع

رواية انتقام في الجبل البارت السابع

انتقام في الجبل
انتقام في الجبل

رواية انتقام في الجبل الحلقة السابعة

بسم الله الرحمن الرحيم
______________________
مريم بوجع في قلبها: امسك حالك علشان خاطر ربنا هتبقى مليح ان شاء الله 😭
يحيى بتعب :كملي كملي..
مريم بدات ان هي تطلع الرصاصه ويحيى صوت صريخه بيملا المكان كله .
يحيى:ههههها ااااااااااااا 😥
مريم بخوف وقلق والدموع ماليه وشها : “امسك حالك علشان خاطر ربنا هتبقى مليح، صدقني.
يحيى وهو بيجازف مع الالم: “كملي، كملي… متوقفيش.”
مريم كانت بتتألم وهي بتشوفه بيتوجع قدام عينيها، قلبها كان بيتقطع وكل ما تشوفه بيتوجع قدامها لكن حبها ليه كان أقوى من خوفها.
يحيى، في قمة تعبه، بيصرخ: “أاااااااه! مريم خلصي بسرعه
صوت صريخ يحيى كان بيقطع في قلب مريم: “مش قادرة، يا يحيى بيه خايفة خايفة انت بتتوجع قوي مش قادره اكمل
يحيى، بصوت مكسور: “لو بتعزيني صح، هتكملي… لازم تخلصيني من الوجع ده انتي لو طلعتي رصاصتين من جسمي هقدر اعيش ما فيش حل تاني يلا عشان خاطر ربنا اكمل انا ممكن اتسمم خلص بسرعه.
مريم مسحت دموعها وابتدت تدفي القطر تاني علشان تقدر تطلع الرصاصة التانيه من ايده وهي مش قادرة تبعد عينيها عنه كل لحظة كانت أصعب من اللي قبلها.
يحيى كان ماسك القماشة وحطها في بقه علشان يكتم صوته، لكن قلبه كان بيصرخ. “يلا يا مريم، متخليش حاجة توقفك بسرعه يلا مش قادررررر.
مريم حاولت تسيطر على دموعها، وقالت بصوت مكسور: “حاضر، هكمل، بس إنت هتكون مليح صح؟
يحيى حط دماغه بتعب وقال لها: كمل!
وبعد لحظات صعبة، مريم أخيرًا قدرت تطلع الرصاصة وجابت المطهر علشان تنظف الجرح وتلفه كان قلبها بيتقطع على منظر يحيى وهو بالشكل ده لان وشه كله مليان جروح غير الطلقتين اللي في ايدي ورجليه غير كم غرزه قدرت ان هي تخيطهم له في راسه كان جسمه كله بايظ حرفيا كان متدمر،
مريم بصوت ضعيف: “انت مليح يا يحيى بيه ؟
يحيى هز راسه بتعب وهو مش قادر يفتح عينيه خالص وقال: الحمد لله…
مريم حاولت ترفع معنوياته: “مفيش حاجة هتوقفنا، خليك مفتح عينيك انت اقوى من ده كله حاول ما تغمضش عينك كتير!
يحيى وكان بيطلع الكلام بصعوبة: مش قادر هملينا نملي شويه مش قادر…؟
مريم بخوف: خلي بالك من حالك علشان خاطري، خليك مفتح عينيك!
مريم بقلبها كان بيتقطع وهي بتشوفه في الحالة دي، لكن لازم تكمل هي مش عايزه يحيى يغيب عن الوعي علشان ما يتعبش اكتر فكرت ان هي تتصل بالحاج ايوب وتعرفوا كل حاجه راحت مطلعه تليفونها و اتصلت بالحاج أيوب لانها كانت عارفه انه الوحيد اللي ممكن يساعدها في الوقت ده هو ابو يحيى فهو الوحيد اللي ينفع ان هي تكلمه.
وهو كمان كان عارفها لانها هو كان متولي تربيتها من وهي صغيره.
مريم وهي بتتكلم بحذر: “الو، ازيك يا حاج ايوب كيف حالك؟
الحاج أيوب، بدهشة: الحمد لله يا بت بخير كيفك يا مريم؟ في حاجة يا بنتي ؟
مريم: “الحمد لله يا حاج، بس في حاجة مهمة لازم تعرفها.”
الحاج أيوب بقلق: “قولي يا بتي، إيه اللي حصل حد سوى لك حاجه او حد زعلك قولي لي يا بتي؟”
مريم: لا يا حاج انا بخير الحمد لله ما فيش حاجه في حد اتصل بيا وقال لي إن يحيى بيه في خطر يحيى بيه قبلها كان واقف معايا في الشارع وقال لي انه رايح مصر علشان عنده اجتماع اما جات لي المكالمه دي رحت وراه لقيت أحمد بيه عبد الصمد وناس تانية حواليه… بيرموا العربيه بتاعه يحيى بيه من فوق الجبل .
الحاج أيوب بخوف وقلق وكان قلبه هيقف من الصدمه : “ولدي… مات؟”
مريم بسرعة: “لالا لا يا حاج، هو معايا دلوقت في كوخ في الجبل لو سمحت تعالى بسرعة هو محتاج علاج وأكل !
الحاج أيوب بخوف وتوتر: “أنا هطلب الإسعاف دلوقت خلي بالك منه لحد ما أجي.
مريم بتطمئنه: “مش هينفع يروح المستشفى دلوقت هو مش هيقدر يتحرك، بس هو محتاج رعايه وعلاج وانا معايا هنا هقدر اوفر الحاجات دي كلها ما تقلقش يا حاج .
الحاج أيوب، بقلق: “خلي بالك منه يا بتي أنا هكون عندك في أقل من 10 دقايق ما تقلقيش يا بت وهجيبلك كل حاجه انت محتاجاها بس قولي لي انت محتاجه ايه بالظبط وانا هجيبهلك.
مريم، بصوت هادي: “حاضر، يا حاج. في عينيَّ التنين.
مريم قالت الحج ايوب على كل حاجه محتاجاها وبعد كده قفلت معاه وقلبها مليان مشاعر مختلطة يحيى كان لسه فاقد الوعي ومريم حزن لان قلبها اول مره يتعلق بحد ويوم ما يتعلق يتعلق بكبير البلد وبالنسبه لها احسن واحد في البلد اللي بقى دلوقتي بين الحياه والموت.
وقفت جنب يحيى، ماسكه إيده برفق وقالت: “يحيى اول مره انادي لك باسمك يا يحيى تعرف … من أول مرة شفتك، قلبي اتعلق بيك عمري ما علقت نفسي بحد، كنت خايفة من الوحدة. بس ما قدرتش أسيطر على قلبي. حبك خلاني أعشقك من أول لحظة و البت اللي كنت خاطبها، أنا كنت بكرهها، بس مش علشان غيرانه منيها… لانها فعلاً ما كانتش تستاهلك أنت سيد الناس وربنا نجاك منيها ومن أفعالها السوداء.
فجأة مريم وهي بتتكلم مع يحيى، سمعت صوت حد بيخبط على باب الكوخ، اتخضت وقلبها كان هيقف من الخوف كانت خايفة جدًا ثابت يد يحيى ببطء وراحت بقلق نحو الباب، مش عارفة مين اللي جاي، وكان قلبها بيدق بسرعة لانها كانت قلقانه على يحيى مش قلقانه على نفسها خايفه لحد يجي يضره وهو في الحاله دي هو مش هيقدر يدافع عن نفسه لانه اصابته خطيره فتحت مريم الباب لقيت الحاج أيوب داخل ومعاه شنط مليانة علاج وأكل كان جاي علشان يطمن على يحيى وعلشان ياخدوا معاه.
مريم أخدت العلاج منه بسرعة، راحت علشان تجهز المحلول و تعلقوا ليحيى وهي بتحاول تاخد نفسها بين كل خطوه والتانيه لانها كانت خايفه عليه جدا.
بعد ما خلصت، قعد الحاج أيوب جنب يحيى مشه ايديه على شعره وراح يمسك إيديه بالراحه وكأنّه بيحاول يطمنه وكمان يطمن نفسه. يحيى كان عينيه مش مفتوحة كليًا، لكنه كان حاسس بحركة الحاج، فحاول يفتح عينه بصعوبة لان حس بوجود ابوه.
الحاج أيوب، وهو بيشاور على يحيى: “يحيى، فتح عينيك يا ولدي. أنا هنا جنبك ما تخافش انا اكون معاك وما فيش حد هيقدر يقربلك يا ولدي واللي عمل فيك اكده انا هجيبه يصحف تحت رجليك.
يحيى، بصوت ضعيف وهو بيفتح عينه ببطء: “أبوي… حضرتك اهنا جيت اهنا كيف؟”
الحاج أيوب، وهو بيحاول يطمنه: “أيوة يا ولدي، هنا. مريم قلت لي على كل حاجة، وجيت علشان آخدك وأرجعك الدار لاني قعدتك هنا ملهاش لزوم.”
يحيى، بتعب شديد: “لا يا أبوي، أنا هفضل هنا في الجبل لحد ما أرجع حقي من أحمد لانه هو اللي طعنني في ظهري، هو اللي عمل فيا اكده.”
الحاج أيوب، وهو بيحس بوجعه: “يا ولدي… لازم ترجع، وتجيب حقك بنفسك بس وانت قاعد في بيتك وسط اهلك وناسك .
يحيى، وهو بيحاول يتكلم بصعوبة: “أنا مش عايز حد يعرف إني لسه عايش خليهم فاكرين إني مت في الحادثة، اعمل عزاء، وقل للناس في البلد إني مت لو أحمد عرف، أو اللي وراه عرف إني عايش هيدنهم ورايا لحد ما يقتلوني لازم أرجع حقي، بس من غير ما يعرفوا إني لسه عايش هلعبهم بطريقتهم و البادئ اظلم وهملني على راحتي يا ابوي.”
الحاج أيوب، وهو حاسس بالقلق على ابنه: “بعد الشر عليك يا ولدي، أنا خايف عليك انا مش رايد اعمل عزاء مش رايد افول عليك يا ولدي المنطقة هنا مش أمان أنا هبعتلك الرجالة بتاعتي علشان تكون وياك هنا لاني خايف عليك قوي.
يحيى، وهو بيهز راسه بالرفض: “لا يا أبوي، مش رايد حد معايا. مفيش داعي لده كليته انا هكون مليح وانا قاعد لحالي.”
الحاج أيوب، وهو بيبص على مريم وبيقول: “لا يا ولدي، لازم يكون معاك حد. خصوصًا علشان مريم هي معاك اهنا لوحديها في الجبل ما تبصش لنفسك بص لها هي هي مش رايده تسيبك رايده تفضل معاك لحد ما تطيب .
يحيى : ومريم ايه اللي هيخليها تفضل اهنا؟
مريم، وهي بتدخل في الحوار: “لا يا يحيى بيه، أنا هفضل اهنا لحد ما حضرتك تكون مليح. أنا كلمت أصحابي في المستشفى، وقلت لهم إني هأخذ أجازة كم يوم علشان انا تعبانه شويه ما تخافش كل حاجه هتكون تمام.”
يحيى، وهو بيحس بالتعب وهو بيتكلم مع مريم لانه كان خايف عليها حرفيا من وجودها في الجبل: “الجبل مش أمان ليكي، لازم ترجعي البلد ملكيش صالح بيا ارجع مع الحاج خدها معاك يا حاج دلوقت.”
مريم، وهي وهي بتتكلم بكل إصرار: “لا، مش هرجع هفضل معاك لحد ما تكون مليح وهي فتره صغيره وان شاء الله هتكون بخير.”
يحيى بزعل: يا بت الناس اسمع الحديت اللي انا بقوله لك ارجعي مع الحاج علشان وجودك هنا هيكون خطر عليك وغير كلام الناس؟
مريم انا مش فارق معايا حد اهم حاجه حضرتك تقوم بالسلامه ده اهم حاجه عندينا.
ويحيى، بعد ما تعب من الكلام مع مريم يقس وخلاها فضلت معاه في الجبل ماشي الحاج ايوب وجه بعد شويه معاه رجاله يحيى والحرس بتاعه ظبطوا المكان وامنوه كله من كل الاتجاهات جابوا حاجات ورفعوا الخيمة علشان يقدروا يكونوا قريبين من يحيى وبعد ما تأكدوا إن كل حاجة جاهزة، كل واحد راح على مكانه وسابه مريم قاعده جنب يحيى.
مريم قعدت جنب يحيى في الكوخ، وكانت كل شوية تبص عليه بحب.
اما يحيى كان مغيب تماما وكان بيفكر في كل حاجه حصلت معاه خيانه صاحبه ليه ووصوله للمكان ده وازاي ياخد حقه كان عقله بيعتصر من التفكير قلبه كان موجوع، مش بس من الجرح البدني، لكن كمان من الخيانة اللي غرزت في قلبه. مريم كانت حاسه بالألم ده وهي بتبص عليه، وكانت مش قادرة تتخيل إن الشخص اللي بتعشقه وصل للمرحلة دي وان في يوم من الايام ممكن حد يكرهه بالطريقه دي.
يحيى بحزن: مريم ممكن اطلب منك طلب لو سمحتي خلي الحرس يوصلوكي لحد دارك علشان قعدتك اهنا غلط عليكي يا بت الناس!
مريم بصوت حزين: يحيى بيه أنا هفضل معاك لحد ما تكون مليح متخافش عليا مش هيحصل لي حاجه وانا مصممه مش هسيبك واصل لحد ما تكون مليح وكمان انا هرجع دار ليه انا عايشه لوحدي على الاقل اهنا هكون معاك في الدار هكون وحدي انا هعتبرها رحله في الصحراء اديني بعمل حاجه جديده؟
يحيى، بصوت ضعيف، لكنه مليان مشاعر وعلى وشه ابتسامه هاديه من كلام مريم: “مريم… ليه بتعملي معايا كده ؟ المفروض تخافي على نفسك وتمشي من هناك انتي في الجبل مش في فسحه فوق لنفسك ؟
مريم، بنبرة هادئة: معرفش بس اللي اعرف ان انا مش هقدر اسيبك وحدك مهما حصل.”
يحيى: ومين اللي قال لك ان انا لوحدي انا معايا الحرس بتاعي بره ما تقلقيش عليا روحي على دارك ويبقى كلميني كل يوم اطمني عليا وانا برده هطمن عليكي من الوقت للتاني!
مريم بتصميم على رايها: انا قلت لحضرتك انا هفضل اهنا انا يعني هفضل اهنا!
يحيى بتعب: انتي عناديه وهتتعبيني معاكي وكمان حضرتك خايفه عليا ده انا يحيى الناس كلتها كانت بتخاف مني دي اليوم اللي واحده ست بقت بتخاف عليا
مريم بمناكفه :يعني الحاجه ام يحيى ما كانتش بتخاف عليك؟
يحيي وهو مبتسم : اكيد كانت بتخاف عليا يا لمضه مش عارفه اقول لك ايه ربنا يهديك!
“في بيت عبد الصمد”
عبد الصمد دخل البيت وكان عينيه مليانه بالفرح، وكل ما يفكر في اللي حصل انه اخيرا قدر يقضي على يحيى وينهي عليه تماما وكمان اكتر حاجه كانت مفرحه ان احمد هو اللي عمل ده بايده وقدر يكسب حب البص الكبير وده كان بالنسبة له إنجاز كبير أول ما دخل، لقى مراته، بهية، مستنياها عشان يتعشوا مع بعض زي كل يوم.
بهيه استغربت ان عبد الصمد داخل البيت وهو فرحان فقالت له :كيفك يا عبد الصمد مالك فرحان اكده ليه؟
عبد الصمد، وهو فرحان: “بهيه، خلاص! اللي حصل ده كان لازم يحصل ولد ايوب مات والحمد لله أنا سمعت إن العربية بتاعته وقعت من فوق الجبل واتحرقت انا مش شمتان بس ربنا خد حق ولدي اللي حبسه انا قلبي اخيرا ارتاح بعد اللي حصل !
بهيه، بقلق شديد وخوف: “يا لهوتي! يحيى… كيف حصل اكده؟ حصل فين أحمد كيف ما عرفش اللي حصل لصاحبه اوعى تكون ليك يد في كل اللي حصل يا عبد الصمد؟
عبد الصمد، وهو مش مهتم: وانا مالي يا وليه واحمد انا ما اعرفش مكاني روحي يا اختي اسالي مراته.”
“في اوضه أحمد”
بهيه دخلت الأوضة وراحت تخبط على الباب، وهي مش فاهمة إيه اللي بيحصل كان أحمد قاعد على السرير، حاطط إيده على رأسه وكان بيعيط بحرقة، وزينه جنبه بتحاول تهديه.
بهيه، وهي بتصرخ: “أحمد! صاحبك وقع من فوق الجبل! بيقولوا إنه مات يحيى! يحيى صاحبك!”
أحمد، بصوت مش مفهوم: “أنا مش رايد أسمع اسمه تاني سيبيني في حالي، أنا مش رايد أتكلّم عن حاجة واصل سيبيني في حالي مش قادر اتحدت؟؟؟
بهيه، مستغربة من رد فعل أحمد: كيف يعني اللي انت بتقوله ده ؟ هو مش صاحبك؟ كيف مش رايد تتحدت هو كان كيف اخوك يا احمد ؟
احمد بصوت عالي: ما حدش يجيبلي سيره الموضوع ده واصل؟
زينه شاوره بايديها لبهيه : يمايا بلاش تجيبي سيرته الموضوع ده قدامه دلوقت وهملينا وهو هيكون مليح ان شاء الله .
بهيه خرجت من الاوضه وكان عقلها بيودي ويجيب يا ترى ايه اللي حصل وخلي احمد بقى كده؟ ويا ترى عبد الصمد ليه يد في اللي حصل ليحيى ولا لا ؟عقلها كان عمال يودي ويجيب وبعد كده نزلت تحت وسابت احمد مع زينه.
“في بيت ايوب”
في بيت ايوب كان الوضع مختلف تمامًا كانت الصدمة تقيله على الكل لما أعلن عن وفاة يحيى
أم يحيى كانت بتبكي بحرقة، معاه بنت اختها اللي كانت بتبكي جنبها، والعيلة كلها كانت في حالة حزن، و حتى الجيران والأصحاب كانوا مصدومين، وكل واحد منهم كان بيعيش اللحظة دي وكأنها مصيبة.
البلد كلها كانوا فاكرين ان يحيى مات في حادثه زي ما سمعوا وشافوا العربيه وهي متفحمه بس عيلته طبعا عارفين الحقيقه بس كان اكتر زعلهم على ابنهم وعلى مرضهم ده كان الكافي بالنسبه لهم مش الموت والصراخ والحزن كان مالي المكان الناس كانوا حزينين، واهل البلد راحوا بيت الحاج ايوب علشان يعزوا ويوسوهم على فقدان ابنهم اللي هو كان بالنسبه لهم من احسن وانضف الشباب راجل كان ليه معزه في قلوب اهل البلد كلها بلا استثناء .
أم يحيى، وهي بتمثل ان هي بتصرخ بحرقة: كيف ده حصل؟ ابني… ابني مات؟ أنا مش قادرة أصدق. كنت بدعي لربي إنه يرجع ليا سالم، لكن ربنا أخده يا رب صبر قلبي.”
بنت اختها، هدير وهي تبكي جنبها: “يا خالة انا مش مصدقه ان يحيى زينه الرجال يروح منينا يا رب صبر قلبي يا رب انا حزينه عليه يا خاله اكتر ما حزنت على ابوي ربنا يصبرنا يا رب !
ام يحيي: يحرقت قلبي عليك ياولدي!
هدير:كفيك يا خالة قولى ربنا يرحمه!
جيرانهم، والناس في البلد كانوا حاسين بالحزن الشديد، مفيش حد اقدر يصدق إنه يحيى خلاص مش موجود. بلدة صغيرة زي دي، كله اللي فيها يعرف التاني، فالمصيبة كانت كبيرة على الكل وما فيش حد في البلد دموع نشفت على وفاه يحيى وطبعا يحيى ورجالته متابعين كل ده من بعيد.
في اوضه أحمد
زينه، وهي قاعده جنب أحمد و وبتحاول تطبطب عليه: “خلاص يا أحمد مالك ايه اللي بيك؟ مالك؟ قول لي مش قادر أفهم ليه أنت مش قادر تهدأ هو فعلا يحيى بيه مات وعمل حادثه؟”
أحمد، وهو مش قادر يوقف بكاءه: “مش قادر أتكلم. مش رايد !
زينه… لو سمحتي، خليك معايا دلوقت يمكن لو اتحددت معايا قلبك يستريح.
احمد: كل اللي انا رايدو ان انتي تاخديني في حضنك لو سمحتي؟
زينه، وهي بتضم أحمد: “خلاص يا أحمد، أنا اهنا معاك ومش هسيبك ومش رايد اعرف حاجه اهم حاجه تهدى؟
أحمد، وهو يمسح دموعه وبيحاول يهدى :أنا مش قادر أفهم إيه اللي حصل بس أنا… مش رايد أتكلم عن يحيى مش رايد أتكلم عن اللي حصل مش رايد أواجه الحقيقة قلبي مش مستحمل
زينه كانت مستغربة لكن في نفس الوقت كانت فاهمة إن في حاجة كبيرة كانت بتحصل علشان كده احمد منهار بالطريقه دي .
نرجع عند يحيى في الجبل مرت الأيام، وكل يوم كان يحيى يشوف مريم وهي بتجي علشان تعالجه وتقدم له الرعاية الطبية كانت دايمًا موجودة، ومهما كان عصبي أو مش عايز يتكلم، كانت هي مبتبعدش عنه كانت بتحاول تتعرف عليه أكتر هي كانت عارفه إنه مش شخص عادي، وكل جرح في جسمه كان ماثر على نفسيته وكل نظرة في عينيه كانت بتخفي وراءها ألم كبير هي كانت بتحاول تساعده علشان يتخطى المرحله الصعبه دي من حياته هو مش شخص عادي هو كان طول حياته شخص قوي وفي نظرها هيفضل طول عمره كده.
مريم :كيف اليوم يا يحيى بيه؟
يحيى: الحمد لله مليح انت هتفضلي موجوده اهنا في الجبل يا مريم لازما ترجعي دارك؟
مريم: انا خدت قراري قبل اكده وعرفت حضرتك بيه انا مش همشي من اهنا الا لما حضرتك تروح دارك وتكون مليح!
يحيى :والله انت تعبت قلبي!
مريم بحب: سلامه قلبك يا يحيى بيه؟
يحيى: يا ريت تقولي لي يحيى من غير بيه انا يحيى بس؟
مريم: بس ما ينفعش يا بيه العين ما تعلاش عن الحاجب !
يحيى: ايه اللي خلاه ما ينفعش ينفع قوي احنا كلنا ولاد تسعه يا مريم مش رايد اسمع منيكي الكلمه دي تاني؟
مريم بطاعه :حاضر!
مريم :ما تيجي تقعد معايا بره شويه بدل ما انت قاعد هنا لوحدك انت ما بتشوفش الليل ولا النهار تعالى اقعد معايا بره شوف نور ربنا ؟
يحيى: انا مش رايق مش حابب اطلع من اهنا اطلع بره اعمل ايه انتي ناسيه انا ما بعرفش امشي على رجلي يعني انا قاعد على كرسي متحرك لحد دلوقت والجرح بتاعي لسه ما لمش الله اعلم هيلم متى؟
مريم: ان شاء الله هيلم وهيكون مليح وربنا هيشفيك لانك تستاهل كل خير وكمان انا مخنوقه وكنت رايده تقعد معايا بره شويه يا ريت توافق ؟
بعد اصرار مريم موافق يحيى انه يقعد معاها بره لانه فعلا بقى له فتره حابس نفسه في اوضته ومش بيخرج خالص.
في حاجه جوه مريم محسساها إنها مش قادرة تسيبه لوحده، حتى لو كان بيتعمد إن ما يحسسهاش بوجعه او يحسسها انه محتاجلها وهو اكيد محتاج شخص يكون جنبه ويدعمه في الوقت ده لكن هو كان لسه متمسك بالجروح اللي جواه ورفض ان هو يقعد مع اهله او يعرف حد من اهل البلد ان هو عايش لان هو كان معايا بعض من صحابه اللي بيعتمد عليهم وهم دول اللي كانوا بيجيبوا له كل الادله بيوصل للناس الكبار اللي علشان يقدروا يجيبوا الادله وياخدوا حق يحيى بس بطريقه مختلفه عن اللي كان بيعملها في الاول .
.يحيى وهو قاعد بره قدام الكوخ بدا يتكلم مع مريم ويعرفها كل اللي بيدور في باله : تعرف يا مريم ان انا عمري ما عملت في حد حاجه وحشه انا مش عارف كيف احمد عمل فيا اكده!؟
مريم :وانا برده مش عارفه احمد بيه كان انسان طيب جدا ومليح واخلاق وكانت عاليه مش عارفه كيف بقى اكده اللي انا شفته وهو بيرمي العربي من فوق الجبل انا كانت حاسه ان حد ثاني غيره خالص انا مش عارفه اقول لك ايه؟؟؟
يحيى: تعرفي بعد كل اللي حصل ده وانا مش عارف اكره احمد.😳
مريم :للدرجات كنت بتحبه ؟؟
يحيى: اكثر ما تتخيل هو كان اكتر من اخويا بس ليه عملت اكده انا مش عارف وليه اتغير بالطريقه دي برده انا مش عارف؟؟؟
مريم :في حاجه حصلت وانا نسيت اقول لحضرتك عليها ؟
يحيى: ايه اللي حصل؟؟؟؟
مريم :اليوم بتاع الحادثه في حد اتصل بيا وقال لي اللي حضرتك في خطر وقال لي على مكان الحادثه علشان اكده وصلت للمكان وكان خايف عليك قوي وهو بيحدتني!
يحيى: ما قلتليش على الكلام ده قبل سابق ليه؟؟؟
مريم: معلش انا قلت للحاج ايوب على كل حاجه صارت معايا ما كنتش اعرف للموضوع ده مهم!
يحيى :هو فين تليفوني؟
مريم :في شنطه من يوم الحادثه لقيته في العربيه وحطيته في شنطتي!
يحيى :ممكن لو سمحت تجيبه لي دلوقت؟
مريم: حاضر!
راحت مريم الاوضه وجابت تليفون يحيى من شنطتها وخرجت تاني كان يحيى قاعد على الكرسي المتحرك خارج الكوخ.
مريم :اتفضل يا يحيى بيه !
يحيى: انا قلتلك ايه يحيى بس؟
مريم ابتسامه هاديه :حاضر!
يحيى فتح التليفون وجاب فيديو كان فيه هو واحمد وهم بيتكلموا سوا وبدا يوري لمريم؟
يحيي قولي لي: ده صوت اللي كان بيحدتك في التليفون مريم تقريبا هو نفس الصوت!
يحيى: قلبي كان حاسس ان احمد عمل ده كله غصب عنه !
مريم: ايوه وانا عارفاه بس ايه اللي يجبروا ان هو يعمل اكده الموضوع ده فيه لغز كبير؟
يحيى بحزن :ابوه يبقى عبد الصمد عايزاه يعمل ايه اكيد عبد الصمد او اي حد من البلاوي اللي وراه اللي خلوا احمد يعمل اكده بس برده احمد ما ينفعش يعرف ان انا عايش!
مريم: ما تخافش ما فيش حد يعرف الا رجالتك والحاج ايوب واهل بيتك حتى الحاج ايوب قال لي اللي خطيبتك السابقه ما تعرفش ان انت عايش ومن يوم الحادثه ما شافش وشها!
يحيى بتساؤل :بس انا رايد اعرف ليه احمد عمل فيا اكده ليه ما قاليش على الحقيقه بس لو هو كلمك في التليفون يبقى اكيد عارف ان انا لسه عايش انا مش عارف الموضوع ده ايه اللي وراه بس وراه سر كبير؟
مريم :اكيد في سبب كبير علشان يعمل اكده؟
يحيى: اكيد ربنا يستر!
مريم :ممكن اسالك سؤال ؟
يحيى :اتفضلي طبعا!
مريم :هو انت كنت خاطب البت اللي هي اسمها سهي دي ليه هي ما كانتش شبهك ولا كانت زيك خالص هي كانت مايعه وكل اهل البلد كانوا بيكرهوها والناس كلها كانت مستغربه كيف حد زيك يتجوز بت زي دي؟؟؟؟
يحيى: اولا يا ستي الموضوع كان اعجاب في البدايه لقيتها بت كانت غلبانه وكويسه علشان اكده ارتبطت بيها وبعد كده بدات اشك في تصرفاتها ما كانتش عجباني خالص بس كنت سايبها قلت اخليها تجيب اخرها معايا انا كنت حاسس ان هيجي من وراه خيانه وانا سمعت كذا مره وهي بتتحدت في الحمام ما حد بس ما كنتش اعرف هي بتقول ايه او بتتحدت مع مين؟؟
مريم :الحمد لله ربنا يريحك منها وظهر لك حقيقتها في الوقت المناسب!
يحيى: الحمد لله على كل حال انا بقى كنت رايد اسالك سؤال؟
مريم :اتفضل اسال وقول اللي انت عايز!
يحيى بتردد :انتي حبيتي قبل اكده او ارتبطتي؟
مريم بكسوف وحطت عينيها في الارض: اللي زي مين هيرضى يتجوزها ما عندهاش اهل ولا عندها حد الى كل شايفني بت يتيمه كانوا بيستقلوا بيا!
يحيى بعصبيه: مين يقدر يقول عليكي اكده انتي مليحه قوي يا مريم واخلاقك عاليه ومحترمه دي اهم حاجه في البني ادم مش المال او العيله او المركز!
مريم: ربنا يخليك يا يحيى مش كل الناس بتفكر زيك يا ابن الحاج ايوب انتم ناس محترمه عقلكم كبير مش زي الناس الثانيه!
قعده مريم ويحيى يتكلموا مع بعض مع الوقت اكتشف مريم أعماق شخصية يحيى وقد ايه هو انسان رائع ومحترم مريم في حاجات جديده بدات تكتشفها في يحيى وبالنسبه ليحيى كان شايف مريم حد كبير جدا وعظيم في نظره ان هي قدرت تعيش حياتها وهي لوحدها ولا في اب ولا ام ولا عيله ولا سند ليها وهي بنت وبالنسبه للصعيد مش بيسيبوا البنت في حالها وهي عايشه لوحديها في بيت ومستقله بنفسها وقدرت ان هي تكمل تعليمها وحققت حلمها وكانت قويه في معاملتها مع الكل وما فيش حد يقدر يقرب منها وكانت جدعه جدا بما فيه الكفايه جدعنة مع يحيى دي اكثر حاجه كانت لفت نظر يحيى ان هي حد جدع وقفت جنبه في اكتر وقت هو كان محتاج لحد يكون معاه يحيى خايف يفتح قلبه مره ثانيه بعد الخيانه اللي خانتها له سهي مع اقرب صاحب لي اللي هو بيعتبره اخوهم مش صاحبه بس برده كان بيفكر ان احمد كده اثبت له حاجه هو كان مغيب عنها وده لغز برده يحيى مش قادر يحله.
أما مريم، فكانت عارفه ان قلبها بدا ينفتح له تدريجيًا،
دخلت مريم اوضه يحيى اللي يعتبر كوخ صغير في في بيت في الجبل خبطت على باب الكوخ: ممكن ادخل يا يحيى ؟
يحيى بهدوء: اتفضلي!
مريم :رجالتك كانوا حابين يتكلموا معاك شويه هم عايزينك وقالوا لي ابلغك؟
يحيى :قول لهم يفضلوا!
عبد الرحمن :ازيك يا يحيى بيه كيف حالك ؟
يحيى: الحمد لله بخير!!
محمود:مش تشد حيلك بقى احنا عندنا شغل كثير؟
يحيى بابتسامه حزن: انا عارف الشغل كثير يا محمود بس المشكله ان انت اكثر حد عارف ان شغل هيكون ثقيل على قلبي في الايام دي لان هقف قصاد احمد.
عبد الملك : بس انا مش قادره اصدق يا يحيى بيه ان احمد بيه يعمل كده احمد بيه حد كويس وكان بيعاملنا كيف ما انت ما بتعاملنا بالظبط؟
يحيى: والله انا كمان ما اعرف ربنا يستر من اللي جاي؟
محمود: بس انا حاسس ان الجماعه دول اللي احنا وقعنا شغلهم الفتره اللي فاتت ممكن يكونوا هم اللي كانوا مستقصدينا او عبد الصمد لانه بيكرهك بس احمد بيه مش عارف عمل اكده كيف؟
عبد الرحمن :بس يا يحيى بيه حضرتك قلت ان انت شفت احمد بيه بعينك يبقى اكيد كلامك صح ما كنتش اتمنى ان يكون عدو لينا واي حد عدو لحضرتك هيكون عدونا.
يحيى :ما تقلقوش يا رجاله احنا هنقدر نرجع حقنا وما فيش حد هيقدر يهزمنا انا بقدر ارجع الحقوق لاصحابها مش هقدر ارجع حقي ؟؟؟
عبد الملك: انت قدها يا يحيى بيه واحنا رهن اشاره من حضرتك احنا في انتظارك وهنكون معاك لحد اخر لحظه
يحيى :ربنا يبارك فيكم يا رجاله!!
خرجوا رجاله يحيى من الكوخ وروحوا الاماكن اللي هم بيقعدوا فيها علشان يحرس
جاه الليل ومريم كانت مع يحيى وحابه تتكلم معايا شويه.
مريم: (بصوت هادئ) “بتفكر في إيه دلوقت يا يحيى؟”
يحيى: (بصوت منخفض وضعيف) “أفكر في الماضي…
مريم: (بجدية) “أنت مش لوحدك في الألم اللي في كتير مننا مروا بتجارب صعبة كثير بس خليك فكر ان مفيش حد هيساعدك غير نفسك وانا معاك واهلك بيتمنوا ان هم يسمعوا صوتك هم بيحبوك ومعاك رجالتك وناسك كلهم بيحبوك انسى كل اللي صار كليته وهمل كل حاجه ورا ظهرك انت كنت يحيى بيه وهتفضل طول عمرك اكده الراجل اللي ليه كلمه في البلد شيخ البلد وعمده البلد حتى الحاج ايوب اللي هو والده اللي البلد كليتها بتعمل له 1000 يعتبر ما يقعدش في مجلس الا بوجودك وكلمتك هي اللي بتمشي سيب اللي راح راح اللي راح مش هيرجع واصل؟؟؟

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية انتقام في الجبل)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى