روايات

رواية انا والجن الفصل الأول 1 بقلم ندى الحداد

رواية انا والجن الفصل الأول 1 بقلم ندى الحداد

رواية انا والجن الجزء الأول

رواية انا والجن البارت الأول

انا والجن
انا والجن

رواية انا والجن الحلقة الأولى

كنت قاعده فأوضتي وطافية النور كعادتي وواخدة وضعية الجنين ومنهارة من البُكا على وفاة أبويا.
وفجأة حسيت بلهيب أنفاس على رقبتي، اطرافي تلجت، وزادت نبضات قلبي، خرج صوته بهمس:
ـ متخافيش، أنا هنا جمبك!
وقتها أنا مخوفتش بس لا ده أنا قلبي وقع فرجلي وحسيت بكتم انفاسي وكأن جبل أتهد فوقي.
حركت إيدي عشان أفتح النور فمسكها وعدلني ناحيته، كان كف إيده كبير، وجلدة رخيم.
ـ متخافيش.
بعد ماقال كلمته بدأ فتلاوة سورة يس
ومنكرش إن تلاوته كانت حلوة، وصوته كأنه من الجنه ولكني كنت مرعوبة وجسمي كله كان بيترعش.
تدريجيًا أختفى صوته، وبدون أي عد مكملتش ثانيه بعد أختفاؤه وخرجت من الأوضة على أخر نفسي.
ـ الحقوني، الحقوني، ماما.
اتلموا ووقعت على الأرض وأنا بمسك كوباية الميه بإيدي اللي بتترعش وبحاول أشرب، نزلت أمي لمستوايا بقلق:
ـ مالك ياندى ياحبيبتي، حصل إيه؟
شاورت بخوف على الأوضة ـ في في.. في حد.. حد.
طبطبت عليا ـ مالك بس يانور عيني.
ـ في جن فالأوضة ياماما، في جن.
ـ جن إيه بس ياحبيبتي والعياذ بالله، الحاجات دي مش موجوده.
هزيت راسي برفض ـ لا، موجود، عندي فالأوضة وكلمني.
ـ إسم الله عليكي، أنا عارفه إن موت بباكي مأثر عليكي.
وقفت ـ انتوا فاكريني مجنونه؟ والله العظيم في جن فالأوضة.
قرب مني معتز أخويا وحضني ـ معتز انت مصدقني صح؟
ـ متوهميش نفسك بالحاجات دي ياندى لأن ملهاش وجود من الصحة.
محمد ومعتز وماما مفيش حد منهم صدقني وحلفت كتير واخدتهم الأوضة وبردو محدش صدق، كان موجود وأنا شيفاه، هما ليه مش شايفينه زي ما أنا شيفاه؟ ليه محدش منهم مصدقني!!
مشيت فطريق اوضتي بخيبة أمل واحباط، كنت بقدم رجل وبأخر التانيه، خايفه من مواجهته وخايفة أدخل الأوضة وهو فيها.
غيرت وجهتي ودخلت أوضة ماما ونمت جمبها!
وعدى أسبوع على ده الحال وأنا بنام جمبها
وفجأة حسيت بإيد بتحاوطني وبتطلعني برا الأوضة مع تُقل لساني، مكنتش قادره أقول كلمه.
دخلني أوضتي وحطني فوق السرير، وقال:
ـ وحشتيني.
ـ تقدري تسألي السؤال اللي انتي عيزاه.
كانت فُرصة وأنتهزتها ـ أنت عايز مني إيه؟
رفع حاجبه ـ بتخافي!
محيت الخوف اللي جوايا برغم انه موجود، بس عشان أحسسه إني مش خايفه لأجل أنه مايأذنيش:
ـ لا مبخافش.
قرب ـ أكيد؟
ـ أكيد.
ـ يعني أظهر قدامك بشكلي الطبيعي؟
وقفت بسرعة، وقولت ـ لا، أنا أنا بخاف.
ـ بس أنا مش هأذيكي.
أديته ضهري، وأتكلمت ـ أنت عايز مني إيه؟
حسيت بقربه مع أنفاسه السخنة جمب وداني:
ـ عايزاني أكونلك صديق؟ ولا حَبيب؟
أترعشت، وأتوترت، وبعدت عنه وأنا بلتفتله ـ متتوهش الموضوع ورد على سؤالي.
ـ ممكن نبقى صحاب.
بصيت لإيده الممدوده، كان جوايا قلق، خوف، رفض، وأنا هرفض، هصاحب جن:
ـ أكيد، موافقة.
مكنتش عارفه تصرفي ده صح ولا غلط ولكن اللي اكتشفته بعد فتره إن وجوده خفيف ولذيذ، وهو حنين.. إيه؟ حنين!
عدى شهر وأنا أغلب وقتي كنت بقضية فالأوضة، بحكي معاه، بيسمعني، بيطيب بخاطري، ووو… بيحفظني قرآن!!
بحكم إني كنت عارفه بالجن ووجوده، مكنتش بخاف منه وده الشيء الوحيد اللي أستغربته فيّا.
جايز عشان ظاهر قدامي بصورة حلوة؟! شخص جميل بعيون حلوة وشعر طويل وبشرة سمرة، وحد مسمسم كده!!
أنا لو ظهر قدامي بشكله الحقيقي ممكن أروح فيها بجد:
ـ سلامتك.
وقفت بخضة ـ أنت بتقول إيه؟ أنت سمعتني!!
ـ وأنا بشكلي ده حلو؟ عجبتك يعني!
أتعلثمت ـ أ إحم.. لا أنا مكنتش بقول كده، ده مجرد تفكير بس مش أكتر.
ـ إمممم، ماشي ياحلوة.
مشي فَروحت على سريري عشان أنام!
أول ما بدأت أدخل فالنوم حسيت بشيء على شعري، أخد وقت وهو بيلعب فشعري وبعدين فرده.
كان بيحرك إيده على دراعي بخفة، فصحفت بخوف فوق السرير لدرجة إني كنت هقع فَمسكني:
ـ متخافيش.
ـ أرجوك!
ـ مش هتقومي تذاكري؟
بلعت ريقي بخوف وتعب ـ بعد الفجر.
قُربه كان بيفزع قلبي، رغم إني خايفه بس حابة وجوده.. قال إيه اللي رماك على المُر؟ الأمر منه”
ـ هو أنت مينفعش تتعامل معايا من بعيد لبعيد كده.
ـ لا، بستأنس بيكي.
ـ تستأنس بيّا ليه؟ كنت خالتك!
قال بهيام ممزوج بشوق ـ لا نداي الحلوة.
شكلنا كده والعياذ بالله هنحب.. نحب إيه؟ دي تبقى وقعة سوخة.
كنت ففترة الامتحانات ومذاكرة وليالي يناير الحزينة وحاجة كده فل على الآخر.
غمزتله ـ ماتجبلي ورقة امتحان بكره إلهي يكرم أصلك ويسترك مايعرك.
ـ عايزة تغشي؟
ـ لا انت هتجبلي الورقة كلها.
ـ الغش حرام يادكتورة، وبعدين أنا عارف إنك شاطرة، تيجي بمجهودك أحسن.
ـ طب سؤال واحد.
ـ اعتمدي على نفسك.
أصيل والله أصيل، عيون تنادينا وتحايل فينا ونقول ياعيونه يا أما بلاش… هو أسمه إيه!!
اتلهيت فالمذاكرة والامتحانات!
ومر شهر الامتحانات بسلام وظهور النتيجة ونجاحي الباهر، كنت راجعة مبسوطه
وأول مادخلت البيت جريت على أوضتي عشان أقوله هو أول حد.
معرفش أنا رايحه أقوله ليه، بس أنا بحب أحكيله وبحب أنه بيسمعني وبحس فيه طابع الحنيه كده، فَبحكيلة، وخبر عسول زي ده لازم يعرفه.
دخلت أوضتي فَلقيته بيقول:
ـ مين الشاطرة اللي نجحت وبتقدير ممتاز!
ضحكت بسعادة ـ أنا.
ـ ومين حبيب بلال؟
ـ أنـ.. إيه؟ بلال!!
حاوط وسطي وقربني منه ـ فخور بيكي يادكتورة.
على قد ماكنت بخاف إلا إني كنت مبسوطه وحاسه قلبي بيتنطط كده من فرحته.
وبعد مدة واللي هي بتتراوح مابين شهرين وتلات شهور كان بيتقدملي عرسان كتيرة وناس كويسه ومحترمة وكنت برفض بدون ما أقابل حد أو أقعد مع حد منهم.
والحقيقة هي إن هو اللي كان بيرفضهم مش أنا.
ـ يابنتي ده العريس الخامس اللي يترفض، يقولوا من كُتر عرسانها بارت.
ـ مش شايفة حد منهم مناسب.
ـ يابنتي ده شباب زي الورد ومن عائلات محترمة.
ـ مش مستعدة أتجوز دلوقتي.
ـ ياماما ياحبيبتي الناس تقول علينا إيه وانتي بترفضي كده بدون أسباب، كلية وخلصتي وأمورك بقت تمام، ليه الرفض بقى!
ـ عادي، أنا شيفاهم مش مناسبين.
ـ فكري ف كلامي كويس.
معاها حق فكل كلمة قالتها!
هو أنا هفضل لحد أمتى أرفض؟ أنا كده بضيع نفسي ومستقبلي، لو فضلت كده مش هسلم أبدًا.
فأخدت قراري وهو إني هوافق على أخر شخص كان متقدم.
بعد مابلغت ماما وأخواتي بقراري حددوا معاه معاد وجه، جهزت نفسي وطلعت، كانوا اخواتي موجودين وماما كمان.
شخص محترم، أسلوبه كويس، شكله مهندم وحلوو، مايترفضش.. وأنا ارتحتله يبقى على بركة الله.
ـ ليه؟
ربعت إيدي، وقولت ـ لأني عيزاه ومرتحاله.
ـ ليه يابنت الناس توافقي ليه؟
ـ لأن ده اللي المفروض يحصل.
الفتره دي كنت حاسه بخنقه وديق، مكنتش طايقة أكلم حد ولا كنت قادره أعمل حاجه، حتى لما جه زين مرتين مارضيتش أقابله، كنت لما بشوفة أحس عفاريت الدنيا كلها بتتنطط قدامي.
ـ ندى ياحبيبتي الولد جه مرتين وانتي رفضتي تشوفيه عيب كده.
ـ حدد معاد كتب الكتاب.
ـ ندى واعية للي بتقوليه! لو مش عيزاه قولي وأنا معاكي فقرارك.
ـ واعية كويس، حدد معاد كتب الكتاب.
ـ طب أنا هكلمه وهو هيجي النهارده.
ـ تمام.
بعد مانده عليا معتز عشان أطلع أشوف زين، لقيت أيد بتمنعني:
ـ مش هتطلعي.
ـ لا هطلع.
ـ خلي بالك أنا زعلي وحش وممكن أقلب عليكي وعلى البيت كله.
ـ وأنا قولتلك هطلع.
ـ بشرط!
ـ إيه الشرط؟
ـ ترفضية! ولو مارفضتيش هكسرلك دماغك.
لما طلعت ومديت ايدي بالسلام، أول مازين حط أيده فإيدي حسيت بنار فإيدي، وشكشكه زي دبوس وبينغز ايدي لعدة مرات
لما زين بصلي حسيت بسككين بتقطع فبطني وقومت فجأة جريت على الحمام وأنا بصرخ!
طلعت وأنا جسمي كله مصهد والعرق مغرق وشي كأني راشه عليه جردل ميه.
كان واقف قدامي وعيونه بتطق شرار، لهيب من النار أتجمع فعيونه
قُلت بصدمة ـ بلال!

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية انا والجن)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى