روايات

رواية قد انقلبت اللعبة الفصل الثالث والثلاثون 33 بقلم إسراء الشطوي

رواية قد انقلبت اللعبة الفصل الثالث والثلاثون 33 بقلم إسراء الشطوي

رواية قد انقلبت اللعبة الجزء الثالث والثلاثون

رواية قد انقلبت اللعبة البارت الثالث والثلاثون

رواية قد انقلبت اللعبة
رواية قد انقلبت اللعبة

رواية قد انقلبت اللعبة الحلقة الثالثة والثلاثون

عنوان اللعبة الثالثة والثلاثون –« ‏- – يَقودنيِ القلبُ إليك.»
| إذا كُنت أملك منصبًا يجعلني أقوم ببناء عاصمة لنا لفعلت ذلك حتي لا يراكِ أحدٍ سواي ، حينها كُنت سأقوم بإلغاء كُل ما هو مُذكر داخلها سَتكون إناث فقط بدون رجال حتي لا يراكِ رجُلا غيري ، أنتِ فتنة علي الأرض فتنتيني وأنتهي الأمر، فلَم أجعلك تفتني أحدًا سواي ، أنا رجُلك الأول والأخير ، يا تاج كُل النساء ؛ أنتِ الأولْ والثانية والثالثة والرابعة وَيس لَكِ يَمينهُم. |
#بقلمي
* عند قاسم وإيلا صباحًا في ولاية كامبريدج ( يوجد فرق توقيت بين مصر وأمريكا )
كان يتسطح علي الأريكة ويغفو في نوم عَميق ، ليستيقظ بسبب رنين الهاتف سَحبه وهو يَفرُك عينه بضيق ليري أن المُتصل ياسر أعتدل بجلسته يَسحب الشاشة لفتح المُكالمة، و وضع الهاتف علي أذنيه ليأتيه صوت ياسر قائلًا بمرح:
– صباح البتنجان علي اللي وحشني من زمان
كَتم قاسم ضَحكته، قائلًا:
– صباح العناب علي اللي نفسي أكلُه علقة زي زمان… إي رأيك ماشي علي نفس القافية
ضَحك ياسر بشدة، وقال:
– وربنا وحشني قفاك يا برو اللي كُنت بتصبح عليًا بيه.. ولا غلاستك يااه
أردفت قاسم وهو يَضحك بصوت مُنخفض حتي لا يَوقظ تلك النائمة، قائلًا:
– هتغمض عينك وتصحى تلاقيني في وشك
أعتدل صوت ياسر وأصبحت نبرته جادة، وقال:
– بجد خلاص حجزت
أردف قاسم بقول:
– اه خلاص هنتحرك النهاردة بعد الفجر
أردف ياسر بدهشة:
– بالسُرعة دي لحقت خلصت كُل الإجراءات وإجراءات نقل إيلا
أراح جسده علي الأريكة مرة أخري ووضع يده خلف رأسه يستند عليها بنومته، وهو يقول:
– باقي إجراءات نقل إيلا هتابعها معاهُم علي الموبايل بس كُل حاجة أتوافق عليها
ياسر: طب كويس ، عرفت حد أنك جاي؟
تنهد قاسم بضيق، قائلًا:
– لا كده كده الحج مابيكلمنيش ومقاطعني و زوزو بتكلمني بتطمن عليا أنا وإيلا بس مش عاوز أقولها حاجة عشان مايوصل ليهُم أخبار ويغيروا حاجة في خطتهُم ويسبقوني بخطوة أنت مش عملت كُل اللي بعتهولك في مسدج
ياسر: ااه متقلقش متابع بنفسي وأميرة متابعة مع ديما عشان لو في حاجة جددت
قاسم: طب حلو كده، بقولك إي عايزك تعرفلي أخر الأخبار عن أهل إيلا كُلهُم وتعرفني عشان اطمن قبل ما نوصل بس تعرف النهاردة يا ياسر
ياسر: خلاص عيب عليك كُل حاجة هتوصلك النهاردة ، أنا كده كده في الشُغل ومعايا مُعتز فهنعمل كام اتصال كده لحبايبنا في البلد وهنعرفلك أخر الأخبار
قاسم: تمام كده يا نسر النسور يا حبيب أخوك
ضَحك ياسر وقال:
– اه منك مَبدلعنيش كده غير لما تَكون عايز منِ مصلحة مُهمة
ضَحك قاسم قائلًا:
– طب ما ده طبيعي بس أنا دلوقتي بدلعك من غير مصلحة
أردف ياسر وهو ينهض من مكانه ويتراقص، قائلًا:
– أبووي يا جدعان قاسم بنفسه بيدلعني ومن غير خوف من الملبن بتاعه
صَدم قاسم وتهكم وجهه قائلًا بغضب:
– وحياة أمك
في نفس اللحظة دَلف مُعتز ليري ياسر يتراقص لينفجر ضاحكًا بقوة، ليردف ياسر قائلًا بمُحاولة تصحيح الوضع لقاسم، قائلًا:
– يا عم مش قصدي أنا أقصد البت إيلا لو سمعتك هتزعل بس.. ما أنت عارف اللي فيها
أردف قاسم بنفس نبرة التوعد، قائلًا:
– ما أنا عارف عشان كده هدوقك الملبن بس بأيدي ومش إي ملبن دأنا هطلع عليك جَميع الملبن المُستورد والمصري
زاردت ضحكات مُعتز عندما رآه ملامح ياسر السعيدة وهو يتراقص تَحولت إلي أنه أصبح يلطُم علي وجهه، ليصل إلي قاسم صوت ضحكات، ليردف قائلًا بتوعد:
– أنت كمان بتتكلم بأريحية كده وفي حد جمبك طب وحياة عيلتك كُلها لهطلع كُل أنواع الملبن اللي عرفتها ف حياتك عليك عشان تعرف تنطق الاسم ده علي لسانك كويس
لَوح ياسر بيده إلي مُعتز بغضب بأن يتوقف عن الضحك، لَكن هذا لَم يجعل مُعتز يتوقف بل جعله يَضحك أضعاف مُضاعفه، رَمي ياسر جسده علي المقعد، قائلًا باستسلام لما سيفعله به قاسم:
– مستنيك يا حبيب أخوك تطلع عليا كُل أنواع مل…
تَوقف عن استرسال حديثه بعدما سَمع لعنات قاسم عليه بغضب وهو يسبه:
– طب وديني وما أعبُد لعرفك معني الكلام اللي قولته كويس عشان تعرف تهزر معايا في حاجة زي دي وأنا منبه عليك أن إي حاجة تَخُص إيلا ممنوع الهزار فيها
لَطم ياسر علي وجهه، قائلًا:
– يا نهار مَدوحس هو أنا لحقت أقول كلام كمان ده هيا كلمة اللي لساني الله يحرقه ده نطقها مش أنا والله أعتبرها ذله لسان يا حبيب أخوك
زَفر قاسم بحنق قائلًا:
– أقفل يا ياسر عشان ماشتمش بجد لأن الفترة دي أنا علي أخري أساسًا ف مش ناقصك
أردف ياسر بنبرة جادة بعد أن تَوقف مُعتز عن الضحك، بعد أن لوح إليه ياسر بملامح جادة، ليسترسل حديثه مع قاسم قائلًا:
– أهدأ يا قاسم في إيه يابني ما أنت عارف إيلا بالنسبالي إي مش قصدي حاجة .. أنا وحشني هزارنا سوا ومُعتز لسه داخل مسمعش إي حاجة والله حتي أساله
مَسح قاسم علي وجهه بضيق، قائلًا:
– بحاول يا ياسر بس مش عارف مالي بجد الخوف مَسيطر عليًا خايف عليها جدًا مش مُتخيل إي اللي مُمكن يحصل من سيف ولا ديما ولا غريب وجدها حتي أبويا خلاني أقلق منه بعد أتفاقه مع ديما ضدي وهو عارف كويس اللي عملته ، والمِشكلة في إيلا عندية وبتمشي بمزاجها بتعرض نفسها للخطر بسبب سذاجتها وغباءها مش عارف أحميها إزاي أحبسها طيب عشان متخرجِش ولا أعمل إي مش عارف!
حرك قاسم عينيه علي باب الغُرفة بعد أن جاء إلي مسامعه زَفرة قوية تَخرج من جوف إيلا، لتتغير ملامح وجهه للصدمة حَرك عينيه علي الفراش بصدمة ف مَن ينظُر إلي الفراش لا يستوعب أن لا يوجد شخص مُتسطح فالمكان وكأنها تغفو به بسبب الغطاء الضخم ، حرك عينيه مَرة أخري عليها رآها تَقُف عند باب الغُرفة، تَضع كَفها علي أُكورة الباب ليردف قائلًا:
– أقفل أنت دلوقتي يا ياسر
أغلق الخط علي الفور بدون أن يستمع إلي حديث ياسر، نَهض من علي الأريكة مُتجهًا إليها إلي أن وصل أمامه، مَد يده قَرص خدها برفق ، ليردف بمُحاولة كَبت غضبه لعلها لَم تنزل:
– صباح الخير يا ملبن، لابسه ورايحة فين؟
ضَربت يده بضهر يدها بدون أن تتحدث ، رَفع حاجبه وهو يُحرك يده علي ذراعيها من أعلي لأسفل ، قائلًا:
– إي مالك فيكي إيه علي الصُبح في حاجة مزعلاكي!
زَفرت بضيق وضربت يده بغل ثُم كَتفت يدها حول بعض أسفل صدرها، قائلة بغضب مما أستمعت إليه وهو يتحدث مع ياسر ونعتها بالغباء والسذاجة:
– مالكش دعوة أزعل ولا اتفلق حتي حاجة مَتخصكش
زفر بضيق هو الأخر قائلًا بمُحاولة السيطرة علي غضبة بسبب نبرة حديثها ليُحرك عينيه من أغمس قدمها لأعلي رأسها ويده تحركت علي وجنتها:
– هو أنتِ نازله ولا نزلتي ولا إي بالظبط!
أردفت بضيق قائلة:
– ايوه نزلت وأنت نايم ولا حاسس بحاجة
زمجر بشراسة من بين أسنانه وهو يَكور كفه جانبه بقوة، قائلًا:
– نَعم يا عينيًا سمعيني كده تاني، هو إي اللي نزلتي مين سمحلك تنزلي هو أنتي شيفاني طَرطور ولا أنتي إي حكايتك بالظبط
نظرت لأعلي تتصنع البرود تُريد أن تُعاقبة علي نعته لها بالغباء قائلة بلامُبالاة :
– نزلت في حاجة ولا إي! .. لأكون مَحبوسة وأنا مَعرفش!
مسك معصمها بقوة قائلًا بشراسة نابعة من خوفه أن يَحدُث لها مَكروه:
– يعني بعد كُل اللي حصل بتنزلي تاني لوحدك أنتي إي حالفة لتموتيني بسكتة قلبية يلعن تَخلُفك ياشيخة أنتي عايزة تجننيني ولا إي بالظبط!
ضَربت يدها المُتحررة علي صدره، قائلة بفزع من نبرة صوت والطريقة التي يتحدث بها معها التي تحولت ثلاثُمائة وستين درجة:
– في إي يا قاسم!
زفر بقسوة وهو يضغط علي معصمها، قائلًا بنبرة قاسية:
– يلا قاسم بلا زفت.. انتِ إي حكايتك بالظبط لا بجد فهميني عايزة إي!! حابة تشوفيني دايما وأنا بجري وراكِ ومتمرمط ، حابة منظري وأنا حافي ومتبهدل وبلم مصايبك اللي بتوقعي نفسك فيها بسبب غباءك وتفاهتك.
قابلت حديثه بصدمة ظَهرت علي ملامح وجهها ، أغمض عينيه بشدة وزمجر من بين أسنانة قائلًا:
– هيا كلمة هقولها لأخر مرة ومش هكررها تاني وديني يا إيلا لو رجلك خطت برًا البيت لإي مكان مهمًا كان من غير ما أعرف ورجلي تكون علي رجلك لهيكون ليًا تصرُف معاكي مش هتتوقعيه وقتها
صَرخت عليه بقوة وهي تضربة عدة ضربات في صدره حتي يترُكها:
– أبعد أيدك عني .. أبعد بقولك .. انا مش غبية فااهم أنا مش غبية انت اللي غبي وفاكر نفسك حاجة بس الحقيقة أنك ولا حاجة.. اااااه
ابتلعت حديثها عندما سَحبها بقوة من معصمها أقسمت حينها أنها شَعرت وكأن معصمها يتمزق، ليغلق الباب ثُم دفعها بقسوة علي الباب ليرتطم ظهرها بباب الغُرفة المُغلق، أقترب إليها وهو ينظُر إليها بشر دفين، وقال بهمس ضد شفتها المُقربة من شفته:
– أنا فعلًا غبي أنِ خايف عليكي وغبي أنِ فضلتك عن كُل اللي حواليًا حتي أبويًا عارضته ومقاطعني بسبب حُبي ليكي وفي الأخر مضايقة من خوفي عليكي صح!
هُنا أنفجر قاسم بها وقال إليها تلك الكلمات الجارحة حتي تَعرف أن الأمر صعب ليس بالسهولة التي تتوقعها ، ف هي تتعامل مع الأحداث وكأنها أمر طبيعي يَحدُث.
صاحت به بصوت مُرتفع قائلة:
– متكلمنيش بنبرة أمر وبطل أسلوبك اللي بكره ده .. ويا سيدي لو مصايبِ وجريك ورايا تاعبك أوي كده خلاص متجريش وأبعد عني عشان جلال باشًا يصالحك وترجع لطوعه تاني
نَفض معصمها وهو ينظُر إليها بصدمة أهذا ما فهمته من حديثه لا تَفهم أن قلبه يتمزق خوفًا عليها، أما هي نظرت إليه بحدة وهي تُكتف يدها أسفل صدرها، قائلة بأستفزاز:
– وبالمرة عشان أعرف أشوف حياتي زي ما أنا عاوزة مش زي ما أنت راسم في خيالك
خَفض بصره علي يدها المُكتفة أسفل صدرها ثُم رفع عينيه ينظُر إليها قائلًا بغضب من طريقتها:
– طب بُصي صوتك يوطَي عشان مزعلكيش .. مضايقة اوي أنِ بقول عليكي غبية وساذجة طب أحمدي ربنا أنِ مَقولتش حاجة تانية .. أنا بوضحلك أنِ بايع الدُنيا كُلها عشانك أنتِ كُنتِ المفروض تفهمي ده
رَفعت حاجبها قائلة بنبرة أعلي:
– هو أنت بتتكلم معايا كده ليه لا بجد قولي في إيه!
صاحت به بينما تضربه بكفيها التي كورتهُم تضربه علي صدره عدة ضربات مُتتالية:
– أنت فاكر نفسك مين علشان تكلمني بأسلوب الأمر ده ، لا بقولك إي يا قاسم أنا ولا إيلا الهبلة الضعيفة بتاعت زمان اللي تقدر تتحكم فيها اللي كانت بتترعب يا حرام من أبيه قاسم، لاا أنا أعمل اللي أنا عاوزاه ومهمًا غلط ولا تغلط فيا ولا تكلمني بالأسلوب ده تااني فاااهم .. وشُغل خايف عليا وبايع الدُنيا عشاني ده مش هيهزني ولا يخليني أسكُت وأنا شيفاك بتغلط فيا مع ياسر
مَسك كفيها بين راحة يده وثبتهُم علي صدره، وقال بشراسة من بين أسنانه:
– وطي صوتك يا إيلا ، وبالنسبة لكلامك مش هاخُد عليه وأنتِ في حالتك دي وقولي كُل كلامك اللي زي الزفت ده وهسمعك يا ستي بس بصوت واطي واحترمي أني كُنت أبيه قاسم في فترة من الأوقات مش هقولك حبيبك أنتِ ما بتتكلميش مع عيل صُغير وبخصوص كلامي مع ياسر من ضيقي قولت أخرج غضبي بكلمتين معاه بدل ما أخرجه فيكي أنا من امبارح ماسك نفسي عنك بالعافية ومقدر حالتك بس متظطيش فيها
توسعت حدقتيها من الغضب وأصبح لونهُم بلون الد_م مع أشتعال وجهها بالأحمرار أثر كلامة ، حاولت تحرير كفيها من قبضة يداه وهي تُزمجر بقوة ، لتقول بعد أن فشلت بتحرير يدها:
– أنا عارفة أنا بقول إي كويس وأتكلم زي ما أنا عايزاه أعلي صوتي أوطيه بمزاجي ساامع أنزل أطلع بمزاجي كفااية أوامر أنا قرفت بجد..
لتُكمل بحدة:
– أنا الدُكتورة إيلا مش العيلة الصُغيرة اللي كُنت بطلع عليها خوفك وجُبنك وأنت مش قادر تعترف بحُبك ليا ف كُنت بتخبيه ورا شخطك فيا
حركت يدها بقسوة وهي تُحاول تحريرها قائلة بشراسة:
– و ابعد ايدك عني متلمسنيش ودلوقتي متتكلمش معايا غير لما تعرف أنت بتتكلم مع مين يا سي قاسم
قالت حديثها بوجهه عبر عن مَدي غضبها منه بحاجب مَرفوع وأعيُن مُشتعلة.
ابتلعت باقي جُملتها صارخه بألم بعدما ضَغط قاسم علي كفيها، قائلًا بغضب وهو يلتقط نفسه بصعوبة:
– إيلا اسكُتي احسنلك أخرسي خالص أنتي مش فاهمة حاجة
تحركت بقوة، ليزمجر قاسم بحنق وهو يدفع يدها بخفه مما جعل رأسها تَخبط بظهر الباب ، قائلًا:
– خلاص اكتمي مش هتهبب والمسك
اصدرت أنين قوي وهي ترفع يدها علي جرح رأسها، أقترب علي الفور منها يتفحص رأسها، حاولت أبعاده ليمسك كفيها الإثنين بيد واحده واليد الأخر علي رأسها التي ضمها إلي صدره حتي يُثبتها حتي يتفحص رأسها.
زَفر بقوة وهي يبتعد عنها بعد أن أطمئن أن الضربة لَم تُصيبها بشيء، رَفعت يدها مرة أخري علي رأسها ، وضعت كفها علي أُكورة الباب وفتحته ، قائلة بخنقة:
– أطلع برًا
أطبق بأسنانه علي شُفته بشدة بمحاولة السيطرة علي غضبة، قائلًا بعد أن حرر شفته:
– أخرتها يا إيلا ليه مش عايزة تريحيني وتسمعي الكلام من سُكات
نَظرت إليه بغضب، وقالت:
– من النهاردة أسلوبك يتغير معايا ماتتكلمش عني مع حد غير بإحترام فاهم أنزل وأطلع براحتي مش هتحبسني يعني بسبب اللي حصل
رَفع كفه يُحرك علي ثغره ، قائلًا:
– هو أنتِ مش شايفه نفسك مكبرة الموضوع حبتين تلاتة أربعة ، أنا خايف عليكي مش قصدي لا أحبسك ولا أتحكم فيكي والكلام الأهبل اللي بتقوليه ده، بس ما ينفعش بعد اللي حصل تنزلي عادي ولا كأن في حاجة حصلت
حركت رأسها بالنفي قائلة بصرامة وهي تتعداه إلي أن جلست علي الفراش ووضعت قدم علي الأخري:
– أعمل اللي أنا عايزاه
تَحرك إليها ووقف أمامها دقيقة ينظُر إليها بتحذير لتُقابل نظراته بالبرود، صاح بها بعد أن نفذ صبره وأنتشلها من معصمها يُجبرها علي الوقوف أمامه، قائلًا بحده وقسوة بثت الرُعب بداخلها وقد اشتدت يده التي تَقبُض علي معصمها:
– تعملي اللي أنتِ عايزاه وتودي نفسك في داهية وتلففيني وراكِ السبع طوبات ومطلوب من ميتين أُمي اسكُت مش كده.. انطقي…
أغمضت عينيها بخوف سيطر عليها من نبرته وطريقة تعامله معها، حرك يده القابضة علي معصمها يُحركها بقوة، وقال بنبرة غضب:
– خرستي ليه متتكلمي يا هانم
تجمعت الدموع في مقلتيها لَكنها كتمتهُم فَلم تبكي أمامه حتي لا يستضعفها ف هي لا تُحب أن ينعتها أحد بالغباء.
ليستكمل حديثه الذي قطعه بقسوة قائلًا:
– إي القُطة كلت لسانك ولا إي بالظبط! .. فهميني ماالك
فجأة رفعت يدها المُتحررة وظلت تضربها علي صدره ورفعت قدمها تضرب علي ساقيه بقوة وهي تُزمجر بغضب مكتوم:
– مالي أنِ قرفت متتعملش معايا كأنِ عيلة صُغيرة ولا واحدة غبية ومُتخلفه أنا لو غبية مَكُنتش هدخُل طب فااهم أنا مش غبية ولا ساذجة..
أنفجرت دموعها علي وجنتها وارتفعت شهقاتها من بين حديثها:
– حُط نفسك مكاني صاحبك كلمك وعايز يقابلك إي هتفكر يا تري عايزك في إي ولا مُمكن حد يكون مخططك لخطفك أنا إي عرفني أن جوزيف كان ناوي علي خطفي إي هشم علي ضهر إيدي!
أزاحت خُصل شعرها التي التصقت علي وجهها بسبب دموعها، وأكملت قائلة ويدها ترتجف بقوة هامسة بصوت مُرتجف باكي، ومازال يقبض علي معصمها غير أَبيِ بضرباتها السابقة التي توقفت:
– ليه بتتعامل معايا بالطريقة دي ليه دايما شايفني غبية؟
عَلت شهقاتها لترفع يدها تَمسح عيناها بقوة بيد مُرتجفه قائلة من بين نشيجها:
– أنا مش غبية بطل تقولي يا غبية أنا لا غبية ولا سااذجة
وَقف مكانه ينظُر إلي دموعها التي حرقت قلبه وأرخي يده علي معصمها، رفع يده الأخري ووضعها علي رأسها من الخلف ثُم ضمها داخل صدره قائلًا:
– أهدي
تعالت شهقاتها وهي تَضرب كفها علي صدره تُحاول أن تبتعد عنه ، لَكنه كان يُثبتها علي صدره بيده الموضوعه علي رأسها ، أما كفيها فتَرك يده من عليها وحررها، ظَل يُربت بيده علي رأسها واليد الاخري يربت علي ظهرها نزولًا وصعودًا ، فور أن هدئت وانتظمت أنفاسها لتبدأ يدها بالسكون علي صدره بعدما كانت تَضربه.
حاوط وجهها بكفيه وابعد وجهها عن صدره ونظر إليها ليري وجهها مليء بالدموع ويكسوه الأحمرار الشديد، طَبع قُبله رقيقه علي جفونها الباكية، وقال:
– طب نتكلم بالعقل أنا مش قبل منزل يومها حظرتك من النزول ولو إحتجتي إي حاجة تكلميني ليه مكلمتنيش وقتها؟
عضت شفتها السُفلية بندم، وحاولت إخراج بعض الكلمات لَكنها لَم تستطيع لتنفجر مرة أخري في بكاء مرير فقد صعبت عليها نفسها فهي كانت مُتعبة من كَم الأحداث التي حدثت لها هذة السنة ، فقد كانت نفسيتها في الحضيض.
ف هي وصلت الشقة من مُدة وكادت أن تَدلُف الغُرفة لَكنها توقفت عندما استمعت إلي حديثه مع ياسر عندما كان يَصرُخ عليه بغيرة لتبتسم بسعادة لَكن فور أن استمعت إليه وهو يَقول أنه تَعب منها بسبب غباءها وسذاجتها لَم تشعُر بنفسها إلي ودمها يشتعل وكأنه يَغلي علي وقود مُشتعل لتنفجر به، فَلم تَشعُر بذاتها إلا وهي تضغط علي أُكورة الباب وتفتح الباب بقوة علي مصراعيه.
طبع قُبلة علي خدها ، وقال:
– إيلا أنتي مش حاسة بوجعي أنا لو كان حصلك حاجة كُنت هروح وراكِ منظرك وأنتي مرمية قُدام الكلب ده دغدغ قلبي أنا كُنت هقت_له لولا أمر ربنا أنه يَمو_ت نفسه بنفسه مكنش حد وقتها هيعرف يرحمه من تحت أيدي في اللي هعمله فيه .. كفاية توجعي قلبي حرام عليكي حسي بيا اسمعي الكلام وبطلي غباء وسذاجة أنا تعبت
بعد أن كانت قد هدأت، اشتعلت مرة اخري بسبب تكرار كلماته عن غباءها وسذاجتها ، لتضرب يدها علي صدره وهي تبعده عنها، لترتد بخطوات للخلف وهي تَصرُخ عليه بين شهقات بكائها التي راودتها مرة اخري وهي تَشعُر بالاهانه من كلماته الجارحة التي تُشعرها بالضعف.
لتردف قائلة باكية وشهقاتها مُرتفعة:
– انا مش غبية ولا ساذجة أنا واحده صحبتها كلمتها وقالتلها انها عايزة تقبلها فين الغلط في ده مش ذنبي أن جوزيف ده كان موهوم بُحب واحده شبهي وخانته أو حتي مغروم بيا وبيحبني أنا ضحية مرضة بس مش غبية.
تحركت بجانبه إلي باب الغُرفة تُريد الأختلاء بنفسها حتي تُسيطر علي كومه الغضب التي أحتلتها ، كادت أن تَفتح الباب لتشهق بفزع عندما اندفع نحوها وامسك يدها ولفها إليه..
نَظر إليها بأعيُن تتقافز منها شرارت الغضب، وقال:
– بَطلي تقولي كلام عارفة أنه هيستفزني
صاح عليها بنبرة عالية مَزقت حيطان الغُرفة ويده تضغط علي معصمها:
– حُب إي وغرام إي اللي بتنطقيه علي لسانك مافيش حد بيحبك ولا مُغرم بيكي غيري سااامعة، ولو فيه مش هرحمه ساعتها عشان حضرت جنابك تَكوني مَبسوطة بالعند وأجواء السيطرة اللي عايزه تمارسيها عليا
صَرخت بخوف وهي تُغمض عينيها برهبة ، لتقول بنبرة مليئة بالخوف وتُحرك رأسها يمينًا ويسارًا:
– أبعد أيدك عني يا قاسم متلمسنيش.. سبني دلوقتي لوحدي…
ابتلعت باقي جُملتها شاهقة بفزع عندما أندفع قاسم نحوها يضغط جسدها نحو الباب ويضرب علي الباب عدد ضربات يُفرغ بها غضبه بجانب راسها، لَم تَشعُر بنفسها إلا وهي تَرفع يدها علي وجهها كي تُحميه، وهي تستمتع إليه يُزمجر بغضب:
– اخرسي اهو بعت إيدي أخرسي خالص متعيطيش متعيطييييش
صاح عليها بقوة بعد أن عَلت شهقاتها بأنين يُمزقة.
ليردف قائلًا:
– نزلي أيدك من علي وشك وبطلي عياط
خفضت يدها المُرتجفة بتردُد وعينيها تُقابل رُماديته المُشتعلة بالغضب، قَبض علي ذراعها وصاح بنبرة قاتلة فزعتها:
– لمًا تلاقيني متعصب لسانك ده تكتمي جوه بوقك ماتخرجوش كلامك بيق_تلني من جوه قبل برا
نَظرت إليه بنظرات مليئة بالخوف وجسدها بأكمله يرتجف من الخوف، ليخرجهُم من الحالة التي تلبست كُلًا منهُم طرقات علي الباب بقوة وصوت أروي وهي تَصرُخ بخوف قائلة بعد أن استيقظت من النوم علي صُراخ قاسم:
– أفتح يا قاسم الباب .. افتح بقولك بتزعق ليه وإي اللي بيحصل .. إيلا حبيبتي أنتي كويسة .. إيلا رُدي عليااا
زَفر بحده وهو يَمسح جبهته بقوة قائلًا:
– مافيش حاجة يا اروي روحي كملي نوم
لا زالت تطرُق علي الباب لتصيح به قائلة:
– أنام إي أفتح الباب ده .. وفين إيلا إيلااا رُدي عليا
زمجر بقسوة من بين أسنانه قائلًا:
– ماقولت روحي اتخمدي أنتي مالك باللي بيحصل
صاحت أروي بشراسة:
– أفتح الباب عشان مَطلُبش الشرطة
اهلا أيلا عن صمتها قائلة بهدوء:
– أنا كويسة يا أروي روحي أنتي علي أوضتك يا حبيبتي
التصقت أروي بالباب وكأن التصاقها سيجعلها تُعانق أيلا قائلة بقلق:
– طب إي صوت الزعيق ده لو في حاجة قوليلي ماتخافيش هروح أنادي أنس
توسعت حدقتيه وهو يُزمجر إلي أن صَكت أسنانه ببعض من كثرة الغضب قائلًا:
– أنس إي وقرف إيه .. أنتي فاكراني مصاص دماء وهشفُط دمها أنتي هبلة يا بت
صاحت أروي قائلة:
– والله زعيق ده بيأكد أنك فعلا هتشفُطها
صاح بها قائلًا:
– هعد من واحد ل تلاته لو ماروحتيش أوضتك هطلع أشفُط دمك فعلًا
تنهدت إيلا تُريد فض الحديث، لتردف قائلة:
– أروي روحي علي أوضتك انا كويسة أحنا بنتناقش بس ف صوتنا علي من غير قصد يلا روحي ولما أخلص كلام هجيلك لحد عندك
أومأت أروي قائلة:
– تمام يا حبيبتي ولو احتجتيني نادي عليا بس هجيلك علطول
كانت عيناهُم مُعلقة علي بعضهُم لبعض بعد أن شعرت بخطوات أروي تبتعد عن الغُرفة أردفت قائلة بنبرة حاولت إخراجها هادئة:
– كفاية يا قاسم بجد كفاية أنا مش عارفة أتعامل معاك بجد كفاية
توسعت حدقتيه ، قائلًا بفاهه مفتوح من الصدمة:
– هو إي ده اللي كفاية!
أردفت بنبرة مُرتعشة فهي لا تُريد أن تصل معه لمرحلة يجعلها تَبغضه:
– كفاية لحد هنا مش عايزاك روح روح لديما اتجوزها هيا أكيد هتعرف تتعامل مع طريقة حُبك دي ، أنتو الإثنين هتعرفوا تتعايشوا سوا و تتعاملوا سوا أما أنا مش هعرف أتعامل معاك طول ما أنت بالشكل ده.
ارتخت يده علي معصمها إلي أن افلتها وحاوط خصرها وقربها إليه بشدة ثُم مَسح دموعها بأطرافه وهو يَري الألم يرتسم علي وجهها، ليردف قائلًا وهو يَضُمها إلي صدره بعد أن مَسح دموعها:
– مالك بس يا حبيبتي إي اللي قالبك عليًا بالشكل ده كُل ده عشان بخاف عليكي خلاص حقك عليًا هحاول أتحكم في عصبيتي بس مَتقوليش كلام اللي بيوجع القلب ده ، أنا عارف أنك اتخنقتي وتعبتي من اللي حصل وأنا ذيك والله ب .. بس كُل ده ليه مش عشان نكون سوا يعني هتكوني مَبسوطة لمًا اسيبك لأهلك يجوزوكي لغريب ولا لإي حد.
ازاحت يده القابضة علي خصرها بيديها المُرتجفه مُتخذة خطوة للخلف هامسه بنبرة مُرتجفه باكية:
– بس اللي بيحصل ده حرام أنا ماصدقت قربنا ليه بيحصل كده
أردف بنبرة حاول إخراجها هادئة نوعًا ما، قائلًا:
– ده قدر ومَكتوب ماينفعش نعترض بس المطلوب مننا نتمسك ببعض مش تروحي تقوليلي روح لديما واتجوزها يعني لو سبتك فعلًا وروحت اتجوزها هتكوني مَبسوطة؟
تجمدت في مكانها بمُجرد سماعها كلماته ، لتهجم عليه وتضربه بقبضتها في صدره وهي تصرُخ لاعنه إياه.. مما جعله يسرع في الإمساك بيدها ودفع جسدها نحو الباب مُقيدًا يديها فوق رأسها. وانحنى على أُذنها هامسًا بنبرة مُتلاعبة أراد أن يسمعها وهي تتراجع علي جميع التفاوهات التي أردفتها بدون مُراعاة لمشاعره:
– ضايقك اوي كلامي وبالنسبة لكلامك كان بسبوسة بالسُكر ولا إي مش فاهم!! لو مش عايزني بُصي في عيني وقوليها وأنا أوعدك أنِ هبعد عنك وهعتبرك أُختي و وقتها هروح أتجوز ديما اللي بتحبني بجد وهتعرف تستحمل طريقة حُبي اللي مش قادرة تتحمليها للدرجة دي.
اخذ صدرها يعلو ويهبط بقوة بينما تُحاول التقاط أنفاسها اللاهثة وهي تَصُك علي أسنانها بقوة وتنظُر إلي حدقتيه مُباشرتنًا بنظرات مليئة بالغضب الهائج.
أما هو أقسم أنها تلعنه بداخلها عندما سَمع زمجرة أسنانها التي تَدُل علي شدة غضبها، ليمسك معصميها الإثنين بَكف واحد ومازالت فوق رأسها، واليد الأخري خفضها يتحسس خديها، قائلًا بأستفزاز:
– إي مالك ليكون كلامي لسمح الله مش عاجبك مع أن كلامي نفس كلامك بس عشان خرج مني بقي وحش مش كده الصيغة تختلف باردو
قال أخر جُملة وهو يبتسم قاصدًا استفزازها ، احتقن وجهها ومازالت علي نفس حالها وتتحمل ألام يدها بسبب يداه الضاغطة عليها، أما هو كان يستفزها وهو يُحاول التحكم بذاته حتي لاي ضعف أمامها ويأخُذها داخل أحضانه ويعتذر لها كالعادة ولَكن يَكفي إلي هذا يجب أن تعرف أن خوفه عليها نابع من داخله لا بسبب التفاوهات التي تتمحور داخلها أنه يُريد التحكم بها..
كان يَقبُض علي يدها بقوة بدون شعور أن مفاصل أصابعه ابيضت من شدة غضبه المَكتوم..
ضيق عينيه بعد أن قابل صمتها الذي طال، قائلًا:
– إي ساكتة ليه للدرجادي السؤال محتاج تفكير للأجابة عنه .. طَب متشاركيني اللي بيدور في دماغك وهساعدك الاقي الإجابة اللي بدوري عليها.
كانت في عالم أخر لَم تستمع إلي حديثه فعقلها صور لها أنه علي وشك أن يضربها ، استنشقت الأُكسُجين داخلها بقوة وكأنها تَسحب جميع الهواء الموجود بالغُرفة حتي تُخزنه داخلها عندما شَعرت بالاختناق وكأن الهواء ينفذ من جسدها، بدأ جسدها يخونها وكأنه نَفذ عن قُدرة في التحمُل، هَمست بصوت مُختنق وهي علي وشك الاستسلام للانهيار ولازالت عينيها مُسلطة علي عينيه:
– قاسم أنت هتضربني.
ظَل يَنظُر إليها وكأنه أراد التأكُد مما نطقه لسانها الغبي، حقًا لو كان باستطاعته أن يَقوم بعملية تبديل لسانها بلسان أخر لَكان فعل، فلسانها يَنطق بكلمات لاذعه، زَفر بحدة فاركًا وجهه بعصبية مُحاولًا تهدئت غضبه عندما رأي لمعان عينيها الذي يَدُل أنها علي وشك البُكاء وجسدها الذي كان يرتجف..
أردف قاسم بنبرة حاول إخراجها هادئة، قائلًا:
– اضربك إيه؟! أنتي مجنونة وزعلانه اوي أني بَقول عليكي غبية وساذجة..
بعد أن قال حديثه تَرك معصميها التي كان يُقيدهُم فوق رأسها، ليتحرك جسدها علي الفور يمينًا ويسارًا وكادت أن تَسقُط لولا أنها وضعت كفيها الإثنين علي صدره تستند عليه، أما هو بعد أن رأي حالتها حاوط خصرها علي الفور ليراها تستند علي صدره.
ضمها داخله لتسند رأسها علي صدره وتخفض كفيها أسفل صدره ليضع ذقنه علي رأسها، قائلًا:
– حابة تعرفي مين اللي أتفق مع جوزيف لخطفك؟! وإي كانت نيته ياتري..
اهتز جسدها بين يده وحركت رأسها بقوة بصدره كانت تتمسح به وهي تَكتم أنينها ، ليكمل بنبرة يملؤها الحُزن والخوف وهو يتخيل ما كان مُمكن أن يَحدُث لها:
– سيف أبن عمك اللي عايزاني ارجعك ليهُم بسهولة عشان اتخنقتيك من تَحكُماتي اللي نابعة من خوفي عليكي أن حد يأذيكي ، بعد ما نزلت من التلة كُنت شايلك مابين أيدي وركبنا العربية وأنا بتحرك لقيت سيف وصل وجري علي عربية حرس جوزيف.. عارفة إي اللي كان مُمكن يحصلك أو إي الأتفاق اللي كان مابينهًم أنا حقيقي لسه ماعرفش بس مُتخيل أن سيف أتفق علي بيعك لجوزيف لغرض في دماغة..
زَفر بحدة وهو يُحاول التكملة ولا يضعف لبُكاءها ف بعد أن أستمعت قوله ازدات رجفة جسدها وبدأت في البُكاء، أستكمل قائلًا:
– مَفكرتيش ولو للحظة واحده بعد اللي حصل يومها أن مُمكن يحصلك إي حاجة تانية خصوصًا أن اللي حصل مَمرش عليه غير يوم مش قادرة تسمعي كلام ولو ليوم للدرجادي خوفي وجعي عليكي مش فارق معاكي
هَمست اسمه بصوت باكي ينبثق منه الندم علي ما تفوهت به لتنفجر باكيه بشهقات مُمزقة لتزداد في دي رأسها في صدره وتتمسك بسُترته بكفوفها الصغيرة، لَكنه تجاهلها بينما يُكمل بقسوة:
– عارفة كان إحساسي إيه لمًا رجعت ولقيت صُحابك بيقولولي أنك نزلتِ وقتها مصدقتش وقولتلهُم أنك مُستحيل تنزلي من غير ماتقوليلي بس أتاكد لما فتحت لوكيشن التتبُع ولقيت فعلًا مش موجودة ، أنا كان عندي استعداد أرمي نفسي في إي حاجة حتي لو همو_ت بس المُهم الاقيكي وأحضنك بس أنتي دايما مابتحسيش بيا كُل اللي يهمك أسلوبي وإزاي ازعقلك ولا اتعصب .. المفروض أفضل ساكت وهادي مع كُل مُصيبة بتحصلك لحد ما تروحي من بين إيدي خالص صح مش ده اللي عايزاني أعمله.
حرك يده المُرتجفة علي وجهها إلي أن وصل لذقنها ، يَرفع وجهها إليه ليُقرب وجهه لها هامسًا لها بضعف:
– عايزاني أسيبك تضيعي من أيديا بالساهل كده.. بَعد كُل اللي مرينا بيه عايزة تتخلي عني بكُل سهولة هو أنا مش فارق معاكي خالص يا إيلا.. لو كان حصلك حاجة مَكُنتش هعرف أعيش او أكمل حياتي من غيرك..
حاولت التحدُث لَكن كانت حنجرتها مَبحوحة من البُكاء، لترفع كفوفها تُخفي وجهها بها ، لتتخذ خطوة للخلف ليرتطم ظهرها بالباب، كان مُتوقع منها شيئًا أخر عن ما فعلته ف هي حقًا تُريد الابتعاد عنه لا تُريد أن يلمسها..
لَم يَشعُر بنفسه إلا وهو يَضرب الباب بجانب رأسها بقبضته وهو يَصرُخ بقوة:
– الصبر من عندك يارب
انتفضت من مكانها أثر ضَربه الباب بجانب رأسها لتنفجر الدموع من مقلتيها بطريقة مُفزعة وتعالت شهقاتها بقوة مع ارتجاف جسدها، هامسة بَصوت مُنكسر وهي تُخفي وجهها بكفوفها:
– وأنت عارف العذاب والخوف اللي كُنت حاسة بيهُم لمًا صحيت ولقيت نفسي في مكان غريب عارف أنا حلمت وقتها بأيه من الرُعب اللي جسمي حس بيه قبل ما أستوعب او أعرف اللي حصلي .. لا مَتعرفش ف زي ما أنت بتتهمني أنِ مَعرفش أنا هعرف أنا حسيت بأيه
تعالت شهقاتها بقوة لتضع كَفها داخل فمها تَعض عليه بحده حتي تتوقف عن البُكاء ، ليسحب يدها فورًا عندما رآه تجز أسنانها بحدة علي كفها ليضع يده، سَحبت يده وهي تلتفط أنفاسها تُكمل قائلة بتلعثُم أثر الموقف:
– قبل ما أصحي أو احس بالي أنا فيه حل.. حلمت أأ.. أنٍ من غير لبس حسيت بأنفاس حد بتحاوطني أنفاس مَكونتش طيقاها خالص حسيت إنِ بموت حرفيًا لما وقعت عيني علي الأرض ولقيت لبسي اللي كُنت لبساه وقتها مرمي علي الأرض عارف الحلم كأن إي بالنسبالي كابوس أنا مُتخيل يعني إي أحس أن في حد لمس جسمي عارف يعني إي أشوف نفسي غرقانة في د_مي مهمًا حسيت أنت مش هتحس باللحظات اللي مرت عليًا وأنا جوه الكابوس ده الكابوس مر عليا ومأنه حقيقة بتحصلي فمتجيش وتقول أنِ مابحبكش
لا تعرف ما حدث إليها هجمت عليه وأنهالت عليه بالضربات بكفوفها علي صدره ويقدمها تَضربه علي ساقيه قاصده إيلامه بعد كلماته اللاذعه لقلبها وهي تَصرُخ عليه:
– قولي إي اللي حسيت بيه حسيت أن في حد خد روحك قبل جسمك أنا الدقايق اللي عددت عليا دي كانت عُبارة عن نهايتي أنا مهمًا أوصفلك الخوف والحُزن اللي اتملك قلبي مش هتحس بيه أنا مش عارفة أنام بسبب الكابوس ده لحد دلوقتي بيراودني وأحداث البوم كُلها بتراودني
قبض علي ذراعيها وأحتضنها داخل جسده عنوه ودموعه تنساب علي وجهه بقهر ، لتدفعه وهي تبتعد عنه ثُم مَدت يدها في جيب بنطالها وأخرجت منه اسورتين علي شَكل خيوط ويوجد بهُم غرزة بحرف الK والأخر بحرف ال E ثُم سَحبت كف يده ووضعتهُم به وهي تقول:
– كُنت قايلة لأنس أنِ نفسي أجبلك حاجة مُميزة لقيت الباب بيرن بعد الفجر وأنت كُنت نايم واروي ماحبتش أصحيك خصوصًا أنك نايم متأخر وأنا بسبب الحلم مَعرفتش أنام ف قومت وقبل ما افتح سألت مين وعرفت أن أنس قُلتله يستنا وغيرت هدومي عشان متضايقش لما احكيلك أنِ كُنت عند أنس يعني كُنت هحكيلك.. كان جاي يطمن عليا وبعدها عرف أنِ مش عارفه أنام ف أقترح عليًا نسهر سوا علي فيلم ولما رفض قالي أن هيفتح باب الشقة وفي الأخر فجئني بدول أنُه جابهُم علشان لما قُلتله وقتها ، فأقترح عليًا أنِ أروح وأفجئك أول ما تصحي وعلي فكرة أنا كُنت جاية اعتذرلك أنِ نزلت اليوم ده من غير أذنك بس أنت مَستنتش تسمعني زي عادك وطحت فيا
إرتسمت معالم الغضب والحُزن والحسرة علي ما حدث إليها، خفض بصره ينظُر إلي الخيوط بين يده، وقال بكسرة:
– مَحكتليش ليه؟ ليه دايما بتسكُتي؟ ليه دايما بتخليني أحس أنِ وحش؟ مع أنِ مش كده
أقترب منها ورفع كفه الاخر لوجهها يتحسسه بضعف قائلًا بخوف هستيري:
– إيلا أنتي مُتأكده أن اللي حصل حلم .. اكيد جوزيف مَقربش منك
صَدمت من حديثه، لتردف قائلة بغضب وصوت مبحوح:
– أنا بقول إي وأنت بتقول إي! ده كُل اللي همك
مَسك كتفيها بحده ليعيد تَكرار سؤاله عليها قائلًا بنفس النبرة الهستيرية:
– جوزيف قرب ولا مَقربش؟ صَحيتي حاسة بوجع في جسمك؟ طب في إي أعراض حصلت يعني أول مرة تحصل؟ ط .. طب حاسة بحاجة في جسمك من تحت بصيتي عليه طيب تتطمن..
قاطعت حديثه وهي تَضربه علي صدره بكفوفها، قائلة بتلعثُم نابع من إحراجها من كلماته:
– قاسم إي اللي بتقوله ده! أنت إزاي تقول كده
أردف قائلًا بنبرة مُنسكرة ودموعه تنساب علي خديه:
– بالله عليكي طمنيني أنتِ كويسة
لَم تَشعُر بنفسها إلا وهي تَرفع كفوفها الصغيرة علي خديه تَمسح دموعه، قائلة بنبرة هادئة:
– أنا كويسة ومحصليش حاجة جوزيف ملمسنيش أصلًا
لتتذكر صفعاته علي خديها، لَم تَشعُر بنفسها إلا وهي تَقول بوجع:
– لمساته ليا كانت لما ضربني علي وشي وفضل يسحلني وراه زي الكلبة وقتها حسيت بالكسرة وهو بيرميني تحت رجله وكأني خَدا..
ابتلعت حديثها داخل جوفها وصَرخت بألم عندما غرز أظافره في كتفيها ، ف عندما بدأت أن تَقول كلماتها سار الغضب في جميع أعضائه ليتصلب جسده وهو يلعن جوزيف بزمجرة قوية ف تمني أن يري جوزيف علي قيد الحياة مرة اخري حتي يُق_ال علي يديه هو ف كان سيذيقه من العذاب ألوان حينها كان سيتمني الم_وت بشدة علي ما كان سيفعله به قاسم، لَكن صبر ذاته أن من سيتلقي العذاب بدلًا من جوزيف سيف شريكه الأخر المُتلبس في إنسان لَكنه في الحقيقة إبليس مُتواجدة بينهُم علي الكورة الأرضية حتي يَبث شره.
بمُجرد أن أخترق إلي مسامعه ثُم أنينها ، نفضها من بين يده والتفت يُعطيها ظهره وكور كفوفه يغرز أظافره بها بقوة يُحاول السيطرة علي حالة الغضب والتشنُج الذي تملكته، ظَل يَزفُر بقوة ويُزمجر بقسوة ف كانت من عصبيته صوت إرتطام أسنانه ببعضها يصل إليها، كان يلعن جوزيف وسيف وديما وكُل من تجرء وقام بإيذائها.
ظَلت تُراقب تشنُجات جسده وضغطة علي كفوف وزمجرته الشرسة ، إلي أن انتفض جسدها لأعلي وضمت كفوف يدها لصدرها بحماية من هوج ثورانه.
فجأة صَرخ بقوة يلعن ذاته ويضرب كفوفه علي رُكبتيه، تَحركت بخطوات بطيئة إلي أن وصلت أمامه بمُحرد أن رأت وجهه شَعرت بأنفاسها تنسحب من داخل صدرها، فلأول مرة تري قاسم بتلك الحالة كانت تعبيرات وجهه يرتسم عليها الوحشية والغضب حينها لَعنت نفسها أنها نَطقت بتلك الجُمل التي قلبت الوضع إلي أن أقسمت أنها بالفعل تمتلك غباء العالم بأجمعه.
قَطمت أظافرها بخوف وهي تقترب إليه ثُم تتراجع للخلف بخوف بعدها تتقدم مرة أخري إلي أن وَقفت أمامه لا يفصل بينهُم شيئًا ف إذًا خطت خطوة ستصل إليه وإذا خطاها هو بمنظرة هذا تُقسم أنها سَتُصبح بعداد الموتي.
انحنت قليلًا حتي تري رأسه المُندسة وكفوف التي يضعها علي رُكبتيه لتسمع أصوات انفاسة الهائجة ف كان صَدره يعلو ويَهبط ، أما أسنانه مازالت ترتطم ببعضها مع زمجرته القاسية، هَمست بصوت مُرتجف ضعيف:
– أنا أسفة حقك عليًا مش هعمل حاجة تاني من وراك.. بس أرجوك كفاية أنا خايفة يحصلك حاج…
لَم تُكمل جُملتها صَرخت بخوف وهي ترتمي علي الارضية تُحاول سَحب جسده الذي أنهار علي الأرض وبدا جسده يرتجف بطريقة مُخيفة وعينيه ترتجفان بشدة، امتلأت عيناه بالدموع..
جَلست خلفه حتي تَستطيع التحكم بجسده، ظَلت تُحاول رَفع جسده ولَكن باتت بالفشل إلي أن انتشلت جسده بصعوبة ليرتطم ظهره بصدرها لتُحاوط يدها حول جسده وتشبك أناملها سويًا حتي لا ينهار علي الأرض مرة أخري، لتلتقط أنفاسها بقوة.
وضعت شفتها بجانب أذنه وهمست إليه بضعف ودموعها تنساب علي وجنتيها بسبب حالته التي لا تعرف ما به:
– قاسم مالك بس إي اللي حصلك؟! ليه جسمك بيتهز بالطريقة دي
ظَلت ثواني علي أنا أن يَرُد عليها ولَكن لَم يأتيها الرد، لتطبع قُبلة علي خده قائلة ببُكاء:
– قاسم مَتخوفنيش أنا بجد خايفة مش عارفة مالك إنت فيك إي بس وعينك ليه بترمش بالمنظر ده .. طَب بتعيط ليه أنا أسفة حقك عليا يا روحي
كانت تَقول كلماتها وبعد كُل كلمة تطلع قبله علي خديه، إلي أن اهتز جسده بشده وارتخي بين يدها حاولت رفعه وهي تجلس علي رُكبتيها تتحامل علي جسدها حتي يحتوي جسده وتصرُخ بقوة عليه إلي أن فَتحت أروي الباب بفزع لتُصدم مما شاهدت.
أنهار جسد قاسم علي الأرضية وخرج من جوفه رغاوي مثل رغوة الفم ، وعينيه تنقلب إلي أن ظهر النني الأبيض لتنهار إيلا معه وتسند رأسها علي جسده من الخلف ولازالت تَشبُك يدها ببعض حول خصره حاولت التحكُم بانتفاضات جسده لتنهار دموعها تتساقط كالشلالات خلف بعضها البعض.
أما أروي رَكضت إلي أنس تستدعيه حتي ينقذ قاسم..
ظَلت إيلا تنتخب بقوة وهي تعتذر إليه تارة وتارة تَطبع قُبل علي ظهره..
فجأة مع دَخول أنس وأروي ، حرك قاسم جسده للخلف لتسقُط إيلا علي ظهرها، حرك عينيه التي لا زالت ترف كان يبحث عنها كان كما لو كان في دوامة تَسحبه معها إلي عالم أخر.
استدار إليها بجسده بعد أن وَصل إليه نشيجها ليراها تتكور علي الأرض تَبكي وتخفي وجهها بكفوفها وتُكور قدميها إلي صدرها.
أرتمي بجانبها وسحبها داخل ضلوعه بحماية لتدس جسدها داخله ليحتويها بذراعيه وقدميه التي حاوطتها ، أما عن حالته لا زالت عينه تَرف وينظُر لأعلي، بعد أن رأي أنس الوضع هكذا سَحب أروي خلفه وأغلق الباب ورائهُم.
ظَلوا علي هذا الوضع ساعة يَبكون داخل أحضان بعضهُم ، إلي أن انتظمت أنفاس كُلًا منهُم وبدأو يتنفسون بشكل طبيعي، لتردف إيلا بصوت ضعيف مُرتجف ولازالت تدس وجهها بصدره وباقي جسدها يحتويه بجسده.
– ه.. هو إإ.. إي اللي حصلك ده يا قا .. قاسم أنا أول مرة أشوفك م.. مُنهار بالشكل د .. ده
تنهد بَبُطيء قبل أن يَضمها إليه بقوة زائدة عما سبق ، طَبع قُبله علي شعرها وهو يُفكر ما عليه أن يقول لها، هل يقول أن النوبة التي اجتاحته الأن سبق وأنها حدث إليه وقت غيابها عنه حينها كان ياسر معه وحين أصبح بخير لَم يهتم أن يعرف ما به، لَكن يظهر أن تلك الحالة تتملكه عندما يَشعُر جسده انه علي وشك أن يفقدها أو أن يَسمع عنها شيئًا يألمه ويألم رجولته.
عادت وسألته مَرة أخري ، اخذ يُمرر يده بحنان فوق ظهرها مُحاولًا تهدئتها هامسًا بأذنها قائلًا:
– أنا نفسي مش عارف مالي بس نفس الحالة حصلتي أيام ما فوقت من الغيبوبة ودورت عليكي كتير وحسيت للحظة أنِ فقدتك حصلي كده
رَفعت وجهها عن صدره قائلة بقلق:
– طب ماينفعش نَسكُت فلما نوصل مصر هنشوف دُكتور أعصاب ونروح ليه علشان نطمن عليك ماشي
طَبع قُبلة علي جبهتها، قائلًا بهدوء:
– حاضر .. بس دلوقتي خلينا ننام عشان أنتي منمتيش خالص وكده هتتعبي أحنا هنسافر النهاردة بعد الفجر
أردفت قائلة بصدمة:
– بجد! أنت حجزت خلاص
نَهض وحملها بين ذراعيه مُتجهًا بها نحو الفراش أستلقي عليه ولازالت بين ذراعيه يحتضنها خائف من أن يفتقدها ، قائلًا:
– عايزك تنامي وأنتِ مطمنه وماتفكريش في إي حاجة حصلت لا دلوقتي ولا اليوم المشئوم ده ، أفوق بس وهنسيكي إي حاجة حصلتلك
حركت عينيها علي أرضية الغُرفة قائلة بتوتر من أن يغضب عليها لَكنها قررت سؤاله:
– قاسم .. هو فين الحظاظتين اللي ادتهوملك عايزة البسك حرفي وتلبسني حرفك
صك علي أسنانه بقوة وكاد أن يتحدث، لتردف قائلة سريعًا حتي تمتص غضبه:
– ماتجزش .. أنا عايزة نلبسهُم علشان مافيش حد يفكر أنه يبُصلك ولا حد يفكر يَبُصلي
زمجر بقسوة لاعنن غباءها، لتضرب كفها علي صدره قائلة بغضب:
– قاسم بطل بجد تقولي الكلمة دي أنا مش غبية
عض شفته السِفلية مُحاولًا كَتم غضبه، وقال:
– يعني إي حد يَبُصلك وأنتي معايا .. جردل أنا مثلًا
أفأفت بضيق قائلة:
– يووه يخربيت كده طب أنا ليه متعصبتش وقولت يعني إي حد يبُصلك وأنا معاك
أردف ببرود قائلًا:
– والله اسألي نفسك أنتي اللي نطقتي الكلام الغبي ده مش أنا
زفرت بقوة وهي تَدفعه بعيدًا عنها ثُم لفت جسدها وأعطته ظهرها، قائلة بضيق:
– تصدق أنا غلطانه أنِ بفكر فيك أصلًا
طَبع قُبلة علي شعرها ، قائلًا وهو يّهم بالنهوض:
– بحبك يا ملبن
لتراه يَسحب وسادة وتحرك إلي أن وَقف أمامها بالجانب الأخر من الفراش يرمي الوسادة علي الأرض قائلًا وهو يتسطح علي الأرض بحيث أن يَكون بجانبها إذًا حدث شيئًا:
– نامي وأنا هنام هنا اعتبري أمك نايمة في حُضني وبلاش تفكير في إي حاجة لحد ما ربنا يعدلها واتجوزت وقتها ماهخليكي فيوم تنامي بعيده عن حُضني.
إبتسمت إليه وهي تُتمم علي دُعاءه:
– يارب
رَفع يده يلمس يدها لتراه يَلبسها الحظاظة ف كانت بين يده
ضَحكت بصوت يدُل علي سعادتها، ليمد لها الحظاظة التي تَملُك أسمها قائلًا:
– يلا لبسيني حرفك عشان تَصُكي ملكيتك عليًا
سَحبتها من بين يده وبدات تلبسها إياه والضحكة لا تُفارق وجهها، كادت أن تُبعد يدها ليشبك أناملها بأنامله قائلًا:
– خلي أيدينا فأيد بعض عشان مَتحسيش أنك لوحدك
إبتسمت إليه وهي تّهمس عليه بقول أُحبك ، ظَلت عيونهُم تتلاقى ببعض إلي أن خفت في ثبات أنا هو لَم يرف له جفن ظَل يُراقبها بخوف أن يزورها الحلم وضربات قلبه مازالت تضرب بقسوة فما حدث لها سيظل يألمه إلي أن يأخذ حقها من سيف هذا اللعين.

* أمام فيلًا عز نور الدين
وَصل خالد بسيارته ووقف أمام البوابة ضغط علي زَمور السيارة فأقسم أنه لَم يتركه إلا بعد أن يُقظ جميع من في الفيلا.
نَهض الحُراس ليروا خالد فهُم يعرفونه أما عز أنتفض من الفراش سَحب بنطاله يرتدي في عجله أما خلود أعتدلت بنومتها وهي ترفع الغطاء جيدًا علي جسدها العاري، قائلة بصدمة:
– هو إي اللي بيحصل برًا!!
ليأتي إليهُم صوت خالد وهو يَصرُخ بأسم عز، زَمجر عز بقسوة وهو بغلق سحاب البنطال قائلًا بغضب:
– كُنت عارف أن أبن الكلب ده مش هيعدي الليلة غير بفقرة غنائية من الجنونة اللي بتهف علي عقله
لتردف خلود لَكنها قَطعت حديثها بعد أن رأت عز يلتهم الأرض بخطواته إلي أن دَلف فراندة الغُرفة بخطوات سريعة.
بعد أن دَخل ورآه أحدي نوبات جنون خالد صَك علي أسنانه وهو يضرب بكفوفه علي سور البلاكونا، قائلًا:
– تصدق كُنت مستنيك لدرجة قلقت قولت هنام إزاي من غير فقرة الجنون بتاعت خالد باشا الشيمي
فَتح خالد باب السيارة ثُم ضَرب علي البوابة قائلًا:
– طب أفتح يا حيلتها الباب عشان أسمعك المقطوعة الغنائية الجُنونية اللي هعزفها علي م*********
صَدم الحُرس من كَم السباب التي ألقاها الشيمي بوجهه عز، ضغط عز علي سور البلاكونا وهو يقول بغضب:
– طب وحياة أمك لهنزل ألسوعك بالكُرباج اللي بيضربوا بيه الحُمار لمًا بيكون هاي_ج
ضَحك الشيمي بقوة ثُم قفز علي البوابة يصعد عليها حتي يَدلُف منها، أما عز دَلف الغُرفة وهو قاصدًا النزول لأسفل، لتوقفه خلود التي كانت تُغلق زر سُترتها بعدما أرتدت منامتها مَسكت معصمه قائلة:
– أهدا يا عز هو مش في حالته الطبيعية قدر حالته هو فاكر أن جني بعد الشر ما.. أنا مش قادرة انطقها والله ما بالك هو
رَبط علي يدها قائلًا:
– اقعدي أنتي هنا ومهما حصل متنزليش أنا هخلص الحوار بسُرعه وهجيلك
طَبع قُبله علي شفتها سريعة ثُم تحرك خارج الغُرفة..
فَتح باب الفيلا ليري خالد يَقُف بوسط الحديقة ويلف يداه الإثنين خلفه علي ظهره ويُغنج بَصوت مليء بالجنون:
– جَدُه علي عندو حوار
اقترب عز منه قائلًا بسُخرية:
– حوار مش كانت حُمار
زَفر بضيق، قائلًا بحنق:
– عايز إي يا خالد مش كفاية اللي حصل لأختي علي أيدك
ضَحك خالد لمُدة ثواني ثُم تحولت ملامح وجهه للشراسة قائلًا بجمود:
– لسه مُصر تفهمني أن جني ما_تت.. مع أنك عارف أنها مَم_تتش أنت عاوز توصل لفين يا عز يا صياااد
صاح به عز وهو يلتهم المسافة التي بينهُم ويضربه علي صدره بقبضته قائلًا:
– أسمي عز نور الدين يا خالد ولما تيجي تتكلم معايا وأنت في بيتي تتكلم بأدب بدل ما ورحمة الغالية ماحدش هيعرف يرحمك من تحت أيدي
أقترب خالد من وجهه هامسًا بأذنه، قائلًا:
– مش عيب تكدب وكمان بتحلف برحمتها وأنت لا رحمتها ولا رحمتني يا عز يا صيااد
كان يتكأ علي لقب الصياد حتي يستفز عز ف هو يعرف أن عز لا يُحب أن أحد يُلقبه بهذا الأسم..
لَم يَشعُر عز بنفسه إلا وهو يَلكم خالد بوجهه ليرُدها خالد إليه بعجلة، كاد الحُراس أن يتدخلون ليوقفهُم عز بأشارة منه.
بصق عز علي الأرض وقال:
– أطلع برا مش عايز أشوف خلقتك قُصادي.. وأسمي عز نور الدين فاااهم
رفع خالد حاجبه قائلًا ببرود وهو يتقدم من عز:
– هات جني وهطلع برا يا عز يا صياد
ثُم لَكمه علي وجهه قائلًا:
– خالد باشا ما بيسبش حقه يا حيلتها، وعلي رأي أبو علي أنا مش كريم أنا خالد
جن جنون عز ليصيح به قائلًا:
– يعني أطلعهالك من مي_تين اللي خلفوني ولا إي بالظبط!
ضَحك خالد بأستفزاز قائلا:
– لو هتعرف تمام مَعنديش مانع بس يلا بسُرعه أحسن مش عارف أنام وهي بعيدة عن حُضني
زَمجر عز بشراسة ، لتضع خلود كفها علي وجنتها عندما رأت ملامح عز التي تحولت للجنون في إذا ظل خالد سيحدُث كارثه بالتأكيد، كانت تَقُف تُراقبهُم من الفراندة.
جَلس خالد علي الأرضية ووضع يداه علي النجيلة قائلًا:
– مَعقول أُختك تم_وت ومتنزلش عليها دمعة إي الفُ_جر ده يا شيخ ده أنت علي كده فتك أوي
رفع عز حاجبه وكور يداه بجانبه بغضب حتي يستطيع التحكُم بغضبه ، قائلًا:
– وبعدين!!
أردف خالد بهدوء قائلًا:
– فين أوضة جني مش هقولك عايز أطلعها عايز أعرف الشباك ولا البلكونة بتاعتها فين مش اكتر
تحدث عز قائلًا:
– مالهاش أوض عندي..
قاطع حديثه خالد قائلًا بتأكيد ف هو يعرف عز جيدًا أنه يُفضل عائلته ومُنذ زمن كان يقول أنه عندما يَكبر سيشتري بيتًا وسيُخصص غُرف لكُل واحد من فرد عائلته ، وغير ذلك أنه أتي من قبل وصعد الغُرفة وكان الديب معه وجعله يُراقب له الأجواء..
– جني كانت عندك يعني أكيد ليها أوضة، أنا عاوز أقولها كلمتين وهمشي علطول مش هتأخر
ضَرب عز يد علي الأخري وهو يشاور له علي مكانها، تَحرك خالد ليقُف بمكانه عندما إتي إليه قول عز:
– خُد بالك يا خالد أنت بالحالة دي محتاج دُكتور لأحسن عقلك خف خالص
ألتفت إليه خالد قائلًا بتحذير جاد:
– لا ما تخافش عليا أنا خاف علي نفسك وخُد بالك من كُل اللي حواليك لأحسن يلدعوك ده حتي في مثل أنا لسه مألفه حالًا .. لدغه عقرب ولا لدغه قرايبك أصل القرايب لما بتلدع بتكون معبية ف لدعتهُم والقبر
تَحرك خالد بعد أن ألقي نظراته علي الحُراس مُنذ دخوله الفيلا ورأي منصور يَقُف في وسطهُم، أما عز يُفكر بكلامه ثُم تحرك عز إلي الحرس وأمرهُم أن يُتابعون خالد ويراقبونه جيدًا حتي لا يصعد لأعلي.
تَحرك عز للداخل ودلف إلي غُرفة جني يطمئن عليها ثُم تأكد أن جميع النوافذ موصدة بالأقفال التي وضعهُم عليها بنفسه ف كان مُتوقع إي شيءٍ من جنون خالد لهذا أخذ إحتياطاته ثُم توجهه إلي عُرفته هو وخلود.
كان خالد يَجلس علي النجيلة أسفل نافذة جني، ليردف قائلًا قاصدًا بحديثه أن يستمع إليه عز فهو يعلم أنه صعد لأعلي حتي يستمع إليه، لَكن خلود من كانت تَقُف فلَم يصل عز إلي الغُرفة.
– جني وحشتيني مش عارف حقيقي أقول إي بس كُل اللي مُتأكد منه أنك عايشة إحساسي بيقولي كده ، حقيقي مش عارف عز بيعمل كده ليه! هو فاكر أنه بينتقم مني بس مش عارف أنُه بينتقم منك أنتي مايعرفش أنك بتعشقيني زي ما أنا بعشقك..
دَلف عز الغُرفة ليري باب البلاكونا مَفتوح دَلف يَقُف بجانب خلود قائلًا:
– بتعملي إي؟
همست إليه وهي تَمسك يده:
– خالد صعبان عليا آوي يا عز ماتقوله حرام بجد
حرك رأسه بالنفي قائلًا:
– سيبك منه وتعالي ندخُل لتبردي
مَسكت يده قائلة:
– طب خلينا نسمعه هيقول إي؟ مش جايز يصعب عليك
زفر عز بضيق، وقال:
– ونبي لو قال إي ما هيصعب عليًا…
قاطعت حديثه جني وهي تضع يدها علي ثغره قائلة:
– طب اسكُت أنا عايزة أسمعه لو مش عايز أدخُل
ألتفت وكاد أن يَدلُف بَكن لا يعرف لما اراد أن يعرف ماذا سيقول خالد؟ أو ماذا يدور داخل عقله؟
تحرك بجانب خلود..
بدأ خالد في الإنسجام في عالم أخر وهو يتخيل ذاته حقًا يتحدث مع جني نسي حديثه الذي أتي حتي يقوله كي يجعل عز يتشوش ، قَطع النجيلة الجالس عليها بين أنامله بندم ورأسه مُسندة علي الحائط، ليردف إليها بإحدي أبيات الشعر التي خطرت علي باله في الحين فلم يَكُن مُجهز لها بالأساس، لتنغمر دموعه وهو يتذكر كُل لياليهُم سويًا.
– ومهما يقولوا هتفضلي ليا ومهما يمنعوني عنك أنتِ ليا بشوفك ف منامي بتقوليلي أنك عايزاني زي ما أنا عاوزك ، طب ليه البُعد ليه التدخُل سيبك منهُم وتعالي أوعدك ما هنزل دمعه علي خدك تاني خلاص أخد القلم وكأن بمثابة علقة موت .. فوقت خلاص عرفت قيمتك بس أنا بحبك وأنتِ عارفة مهما قسيت ده من دافع حُبي عارف أنِ مريض بيكي بس إي العيب ف أنِ أكون مريض بالملكة ما أنتي روحي وضيء العين لازم أمرض بيكي وأكون مهوس ، ما أنتي حقي جنتي علي الأرض اللي أخترتها ب كُل جوارحي ، بلاش يرسم عليكي دور النبيل طب يجرب يمُر بنفس اللي مريت بيه ويوريني رده فعله لما يلاقي حد بيمنعه عن حبيبته ردت فعلي كانت طبيعيه أنا مش شخص مُسالم وطيب عشان أقف وأستنا أشوفك وأنتي بتضيعي من بين أيديا مش هستنا أغني ف فرحك أعذريني يوم زفافك لاا أنتي حقي عشان كده مديت أيدي وأخدك جوايا أنتِ ليا وأنا ليكِ ، سهل أن يحب شخص عادي بس شخص في ظروفي لا أنا اتحديت العالم عشان تكوني معايا ف مش بعد كُل ده يجي وياخذك بيحاول يقنعني هو واللي حواليه أنك خلاص ادفنتي تحت الأرض بس لاا أنا عارف أن دي حيلة زي عوايده شاطر فيها بيعشق المكايد بس مايعرفش أنها مابتخلش عليا قوليله وعرفيه أنا مين أنتي عشتي معايا سنين وعارفة طريقة تفكيري مابخليش حد يخدعني ولا يوقعني في فخه ف عشان كده بترجاكي دلوقتي لو سمعاني أديني أشارة أنك عايشة.. جني اللي يحب مايتخلاش.. اللي اتخلي ماحبش لحظة! وأنا مش حبيت دانا هويت وأدمنت ودوبت معاكِ و..
قاطع حديثه سَقوط الأمطار بغزارة لتنخلط مع دموعه، ليقفز لأعلي عدة مرات وهو يلوح يَصرُخ بأسمها بالفرح والسعادة عندما أخد سقوط الأمطار إشارة ان جني مازالت علي قيد الحياة ف هو يعرف أن جني هائمة بسقوط الأمطار وكانت تَخرُج علي الفور عندما تتساقط الأمطار تظل واقفة أسفلها حتي تنتهي.
رَقص خالد بجنون حوله نفسه عدة مرات..
– وصلتني الإشارة يا جنتي علي الأرض.. مستني اللحظة المُناسبة وهاخدك تاني مابين ضلوعي.
تَوقف عن الرقص ورفع فحمتيه إلي نافذة غُرفتها قائلًا بهيمان وعشق مُسيطر عليه أثر ما حدث ، فكان مُبتلأ بأكلمه:
– | أتيت بالتشاؤم يُحاوطني من حولي ، لَكن عندما تأملتك ، اعدي البهجة إلي قلبي. |
-بقلمي
حرك مقلتيه علي نافذة عز وهو يراه يحتضن خلود ويرجع للخلف بسبب الأمطار، ليردف قائلًا بسعادة:
– | شَعرت بالتشاؤم ، فتأملت جنتي. |
-بقلمي
سار خالد إلي البوابة وخرج منها كَما دخلها عن طريق التصلُق عليها، تحت أنظار الجميع التي إحتلت وجوهُم الصدمة مما حدث.
* داخل مَطار ولاية كامبريدج بتوقيت عَقب أذان الفجر
يَقُف قاسم بجانبه إيلا التي كانت مَشغوله بنزع حقيبته الظهر من عليها حتي تضعها مع باقي حقائب السفر القابعة علي جهاز الأمن الذي يفحص الشُنط ، حرك قاسم جسده لها ونزع إليها الحقيبة قائلًا:
– دي شنطة مش مستاهلة كُل المُنازعات اللي بتقومي بيها عشان تخليها
رّفعت حاجبها وهي تتوعد إليه، لَتصرُخ قائلة:

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

الرواية  كاملة اضغط على : (رواية قد انقلبت اللعبة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!