روايات

رواية المزرعة السعيدة الفصل السابع 7 بقلم زينب سمير توفيق

رواية المزرعة السعيدة الفصل السابع 7 بقلم زينب سمير توفيق

رواية المزرعة السعيدة الجزء السابع

رواية المزرعة السعيدة البارت السابع

المزرعة السعيدة
المزرعة السعيدة

رواية المزرعة السعيدة الحلقة السابعة

قاعد مكتئب في أوضته من لما مشت جميلة، رافض ينزل أو يكلم حد فيهم، لحد ما أتفاجئ بالباب بيتفتح ودخلت عليه فدوى ماسكة صينية أكل
حطتها قدامه وهي بتتحرك تلم الفوضى اللي موجودة في الأوضة وهي بتقول ببسمة خفيفة- لسة زي ما أنت كل ما زعلك يفوق طاقتك تحبس نفسك في كهفك ومتطلعش
وهي تعرف منين حركاته؟
قربت تقعد قدامه على السرير تنطق بصوت حنون- بس الزعل مبيرجعش اللي مشى ياسنود، جميلة دلوقتي في المكان اللي لازم تكون فيه وأحنا لازم نكون فرحانين ليها
صوت طفولي جـه في عقله فجأة- بس الزعل مبيرجعش اللي ماتوا ياسنود، باباك ومامتك في مكان أحسن من كدا وأنت لازم تكون فرحان ليهم
بصلها بتشوش، ملامحها في عيونه زايغة، وهي شابة جميلة وملامح طفلة لطيفة
قربت تربت على كتفه، وأفتكر اللي كان ناسيـه، أفتكر أن دي مش أول مرة يزور المزرعة، تفتكر أن المزرعة زي ما دلوقتي بتقدم السعادة فهي قدمتهاله في يوم، لما أهله ماتوا في حادثة وأكتئب وجدته جابته هنا والكل كان بيحاول يطلعه من حالته
تحديدًا هـي.. فدوى اللي كسرت الحدود اللي كان راسمها زي دلوقتي، فتحت بابه، دخلت بأكله ووقفت جنبه
أفتكر أزاي كان بيزعق فيها ويطردها وبرضوا تدخل
لحد ما نجحت تطلعه من حالته، تخليه سند.. اللي بعدها مشى وسابهم ونسى المزرعة
افتكر كل دا في لحظة.. بصلها بعيون واسعة متفاجئة، نطق اسمها زي ما كان بيناديه وهو طفل علشان يضايقها- فروى
سحبت هي إيدها بحرج، متوقعتش يفتكرها ويعرفها،
كمل هو بحماس وهو بيتعدل في قعدته- أنا افتكرت.. افتكرت كل حاجة، أفتكرت لما جيت المزرعة زمان، علشان كدا كنت حاسس بالالفة وإني عارفها
مسك إيدها الأتنين بين كفوفه و- لية مقولتليش ةنتي مين؟ لية معرفتنيش بنفسك
قالت ببسمة خفيفة- فكرتك هتعرفني علطول لكنك مفتكرتنيش.. فسكت
رد بحزن- أنا أسف مش عارف أزاي نسيت!
قام من مكانه بحماس وهو بيتكلم معاها في حاجات كتير، يسترجع ذكريات الطفولة معاها، علشان كدا كان حاسس بالألفة، كان عارفها، عيونها الواسعة.. مش ناسي نظرتها
****
اتخطى سند حزنه ورجع يكمل اللي كان بيخطط ليه، قدر يطلع صباح عمرة هي وأتنين كمان، وفي خطته أن كله هيروح لكن صعب كلهم مع بعض،
يومه بقى متكرر ومحفوظ، يصحى يفطر مع زوزو ويرازي فيها، يطلع على الأرض يطمن على الشغل فيها، هو وراجع يشوف المواشـي والخيل، بيقضي ساعات مع الأطفال، وساعات تانية لامينه الجدات جنبه يحكوله أو يحكيلهم مغامراته
لحد ما الشهر التاني خلص!
وإتصال من مصطفى- خلص عقابك، تقدر ترجع..
عقاب؟ هـي كانت شيفاه عقاب لكن بالنسباله كانت جايزة قدمتهاله جدته، قفل مع مصطفى ووقف في البلكونة يبص لكل حاجة حواليه بحزن، هيفارق كل دا؟
الناس دي؟ والذكريات اللي عملها معاهم؟
وفدوى..
بصلها وهي في الجنينة بتسقي الورد، وأبتسم.. علاقته بيها الشهر اللي فات تطورت.. أحترمها أكتر ما بيحترمها، وأستلطفها، وحبها!
مش عايز يسيب هنا ويمشي، لكن.. لا بُـد إنه يمشي
علشانهم قبله، علشان يحقق ليهم كل اللي خطط ليه
من حر ماله، بقى أخيرًا عنده سبب علشان يهتم بمستقبله وشغله
بعد يومين،
عربية واقفة قدام المزرعة وحد بيحط شنط سند في العربية، واقف هو بيودعهم والحزن والتأثر باين عليه، كله بيودعه وحزين
زوزو- هنستناك أوعى تتأخر علينا
نفى وبوعد- زي ما قولتلك أول ما أظبط أموري كل يومين هتلاقيني ناططلك هنا لحد ما أنتوا بنفسكم هتزهقوا مني
– وأحنا عمرنا ما هنزهق منك
قرب من رؤى اللي حالتها ساءت في أخر فترة، قاعدة على كرسي مال قعد على ركبه قدامها، مسك إيدها باسها و- متقلقيش زي ما قولتلك أنا خدت كل ورقك وهخلي صاحبي يوريه لدكتور في ألمانيا.. هتخفي وتبقي كويسة
قالها وهو اللي بيتمنى دا، وخايف تحصل حاجة غير دي
قرب من البنت الجديدة اللي انضمت ليهم، اللي قدر يحقق رغبتها وطلقها من جوزها سلم عليها
سلم على الكل لحد ما وصل لفدوى و- المزرعة دي في أمانتك لحد ما أرجع
– هنستناك..
نفى وبصوت واطي- متجمعهاش، قولي إنك لوحدك مستنياني وعايزاني ومتخديش المزرعة حجة
زقته يبعد عنها و- ألعب بعيد طيب ياشاطر
ضحك وهو بيمشي بضهره ومديها وشـه يلاعب حواجبه ليها
ركب أخيرًا العربية، اللي مشت بسرعة وكإنها حاسة بيه، لو طول لحظة تانية مش هيمشي
وكلهم بيقولوله باي، شايف حزنهم وتأثرهم
لأول مرة حد يفتقد آثره وهو هيفتقد وجود حد
وصل أخيرًا للقاهرة، لبيته، دخل وجواه أشتياق لجدته مينكرش، ومجدة، والكام حد اللي يعرفه وبس.. مفيش حاحة تانية متحمس ليها
لا أصحاب، لا خروجات، ولا ناس..
قرب من دلال يسلم عليها اللي ربتت على شعره بحنان و- عامل أية ياحبيبي؟
بصتله مش قادرة تقوله شكلك خاسس، شكله كان بياكل أكل المزرعة كله
باس خدها وبنبرة دلال متعودة عليها منه- شكرًا بجد ليكِ ياتيتا على فكرة إني أزور المزرعة دي أنتي متعرفيش أنا انبسطت هناك قد أية، وبجد المزرعة فكرتها حلوة أوي أزاي كان عندنا مشروع زي دا وأنا معرفش بيه؟
بلوم وعتاب- يعني أنت كنت عايش معانا ولا مهتم بحاجة
– من إنهاردة هتهتم متقلقيش، أنتي لازم ترتاحي وكل الشغل همسكه أنا
دا اللي ياما أتمنته وحلمت بيه، كانت عارفة ان سند اسم على مسمى، كان محتاج إستفاقة وهي نجحت في إنها تقدمهاله..
رجع شغله، مسك كل حاجة بنفسه، هو البوص أخيرًا، مهام كتيرة، إنشاغلات كتيرة، أنغمس فيها لحد ما نسي نفسه..
شهر كامل مر عليه كمان، مسألش في المزرعة، هو أهتم إن الميزانية تزيد، وأن كل متطلباتهم تتلبى، وكل اللي خطط ليه يتحقق، بس بطل يشرف على دا بنفسه
الحياة شغلته!
رغم إنه من فترة لفترة بيشتاق ليهم، ولأجوائهم..
بس حجته مش لاقي وقت!
قابل أصحابه مرة خلال الشهر، جانا واخدة منه جنب وهو شايف إن كدا كويس أوي..
كل حاجة اتصلحت في حياته والمزرعة خدت مكانها الطبيعي في حياته، مكان كان ليه عليه جَميلة وردها
****
نزل الصبح بدري وقرب من السفرة، سامع همهات و- مش عارف نقوله ولا لا
– هما قالولي ضروري نقوله بس شايف مش هيقدر يعمل حاجة يعني وبعدين المهم إنها هترتاح
– خايفة ليزعل
– طيب بصي هو عنده أجتماع مهم لما يخلص هعرفه
قرب منهم وبتسا،ل- تعرفوني أية؟
بصوله وبصت دلال لمصطفى وهزت راسها بآه.. يعني قوله فقال- مفيش بس حد من المزرعة كلمني إنهاردة وقالي أعرفك إن.. إن..
بصله وملامح وشـه بدأت تتغير، بدأ يفتكر، هيقوله أؤة؟ زوزو حصلها حاجة؟ طيب فدوى؟ الخيل.. بيكو تعب.. بوبا ضاع.. ضحى جالها أكتئاب تاني؟
كل الناس دي نسيها أزاي.. أتلهى عنهم تمتى
اية اللي حصل؟
نسي أهم حاجة، صوت مصطفى- رؤى..
بصلهم بخضة، بتأنيب ضمير.. رؤى هو نسيها، نسيها وسط إنشغاله
ماتت بسببه! بسبب إهماله
بصلهم للحظة قبل ما يسيبهم ويطلع يجري لبرة، أخد عربيته وطار بيها للمزرعة، وصل متأخر، وقف عند البوابة يخبط بعنف وقوة لحد ما فتحله محسن وهو مخضوض، دخل يجري على جـوه كان الكل موجود في الدور الأرضـي،
همس بأنفاس مقطوعة- فين رؤى؟ ماتت صح؟ بسببي..
لأني نسيت، اتشغلت عنها، نسيت أوري ورقها للدكتور.. روحت هناك وخلفت وعدي ليكم.. بطلت أسأل
خلفت وعودي..
أفتكر اللي قاله، واللي عمله
بس هو فكر إنه هيظبط أمور الشركة، يحط كل حاجة تحت السيطرة علشان بعدين يعرف يروح ويجي براحته، من غير ما يكون مشغول.. كان غلطان
وهو بيعمل كدا نسي أن رؤى حالتها متتحملش..
إنه كان أملها الأخير
– أنا خيبت ظنها فيـا، كانت واثقة فيـا..
وهما بيسمعوا ليه بآسـى، كلهم كانوا زعلانين، كلهم أستنوا لكنه مجاش، ومتصلش، لكن صوت خافت جاله من ورا
– سند
لف يبص بدهشـة، رؤى وبملامح كالعادة تعبانة، معاها ضحى اللي خلاص بتعتبرها بنتها وهي بتنادي عليه، جرى عليها يحضنها بشـدة وهو بيعيط- أنتِ عايشة هما كلموني قالولي إنك..
صوت فدوى ظهر أخيرًا- ما أنت لو كنت أستنيت تسمع للأخر كنت هتفهم، كنا متصلين نقولك إن أستاذ عمار ‘ أبو مريم ‘ عرف بحالتها وهو شغال في ألمانيا عرض ورقها هناك ولما لقى أن في علاج أتبرع إنه ياخدها، أتصلنا بيك علشان هي كانت عايزة تودعك قبل ما تسافر
– أسف.. أنا أسف
كمل إعتذار لإحساسه بالتقصير، هو معملش اللي عليه
قعد معاهم يومين ومشى وهو كله وعد المرة دي
شهر كمان هيظبط فيه أموره ومش هيسيبهم
والمرة دي كان صادق، شهر وكان زايرهم فعلًا، بقيت زيارة أسبوعية،
وكل أسبوع يدخل وفي إيده حالة، حد محتاج، طفلة، سـت.. حيوان
لحد ما جـه اليوم اللي خرج وفي إيده حاجة من المزرعة
أهم حاجة، فدوى..
جالها طفل باكي وسكتته
وجالها راجل تايه وهدّته..
النهاية

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية المزرعة السعيدة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى