روايات

رواية المزرعة السعيدة الفصل الثاني 2 بقلم زينب سمير توفيق

رواية المزرعة السعيدة الفصل الثاني 2 بقلم زينب سمير توفيق

رواية المزرعة السعيدة الجزء الثاني

رواية المزرعة السعيدة البارت الثاني

المزرعة السعيدة
المزرعة السعيدة

رواية المزرعة السعيدة الحلقة الثانية

ممكن تفهمني دلوقتي أحنا فين ومين دول وأية اللي بيحصل هنا بالظبط
نطق سند بيوجه كلامه لمصطفى اللي صحي من الدوشة اللي بتحصل وجاله من الأوضة اللي جنبه، كان سند بيبص للناس اللي قدامه، مجموعة أطفال صغيرة مختلفة الأعمال، سـت كبير شايلة كلب وبتبصله بترقيع، وبنت تلاتينية بتبصله بقلق
دخلت بنت تانية في العشرينات مع دخول مصطفى، زعقت فيه- أحنا اللي ممكن نعرف مين أنت وبتعمل أية في جناح السـت دلال؟
بصت لمصطفى و- أستاذ مصطفى حضرتك جيت أمتى ولية معرفتناش إنك جاي؟
– الزيارة جت فجأة، خليني أعرفكم على بعض، دا سند حفيد دلال هانم
قالها وهو بيشير لسند اللي حط إيده على وسطه بيبص لكل اللي بيحصل بإستنكار وضيق، بصتله البنت للحظات طويلة، بينما شاور سند بطرف صباعه عليهم و- أنت كمان بتعرفني أنا عليهم، دا بدل ما تقولي دول بيعملوا أية في بيتي
نطقوا كلهم بإستغراب- بيتك!
بص مصطفى للبنت و- فدوى ممكن تاخديهم وتنزلي؟ في سـوء فهم حاصل هصلحه وكله هيبقى تمام
بصت لسند لمرة أخيرة بضيق ومشيت
سند- أية اللي بيحصل هنا ممكن تعرفني؟ ومين دول ولية دخلوا البيت بالبساطة دي
إتنهد مصطفى و- شكلها لسة موصلتلكش.. تعالى معايا
خده وراحوا للسلم الداخلي للبيت وقفوا هناك يبصوا لتحت، عكس أمبارح كان فيه حركة كتير وأصوات وناس
شاور للأدوار التلاتة اللي تحت و- كل دور من دول حكاية لوحده، الدور اللي تحتك مثلًا مقسوم لأتنين، جزء منه ملجأ للأطفال والجزء التاني دار مسنين واللي مسئول عن دول ودول بنات وستات مطلقة أو ملهاش مأوى أو كانوا أيتام
الدور اللي قبليه دا مستوصف لبعض الأمراض المستعصية العضالة واللي ملهاش علاج، لناس ملهاش أهل أو دخل أو مكان فبتيجي تتونس هنا
الدور الأخير دا للناس اللي متطوعة أو شغالة هنا في منهم جاي من نفسه وفي منهم كبروا على إيد الست دلال فبيردوا ليها الجميل
والأرضي فيه مطبخ ومخزن وقعدة ليهم
كان بيسمع ليه سند بدهشـة، أمتى هما عندهم مكان زي دا؟ هو فكر إنها مجرد مزرعة وبيت فاضي
– اللي لازم تفهمه إن دي مش مجرد مزرعة، ولا دا مجرد بيت وحيطان دا عالم للناس اللي هنا، مأوى، هنا بيلاقوا فرحتهم والسكينة، الأيتام يتونسوا بكبار السن والستات المطلقة أو مقدرتش تتجوز تعيش إحساس الأمومة وكبار السن يلاقوا اللي يطبطب عليهم
والمرضى يلاقوا اللي يشكوا ليه آلمهم، ويخفف عنهم، هنا كله بيشـد في كله، بيأزر بعضه، بيحاول يحل مشاكله ومشاكل غيره، يبسطله الدنيا في عينه، يفرحه..
وأنت دلوقتي بقيت مسئول عن كل روح موجودة هنا.. سعادة الناس دي، راحتهم، والسكينة اللي ياما دوروا عليها في منهم اللي لقاها وفي اللي ملقهاش
دورك تقدمهالهم، وقتها جدتك هتعرف إنك أتغيرت وهترجعك
غير كدا..
سكت.. وسند لسة مصدوم، نطق أخيرًا- أنت أكيد بتهزر، انا مالي ومال الناس دي، دا جنان أنا لازم أمشي حالًا
لسة هيديله ضهره نطق مصطفى بنبرة جامدة- دي أخر محاولة ليك، متعرفش جدتك المرة دي واخدة الموضوع جدي أزاي، أعمل اللي تقدر عليه حتى لو غصب عنك، ساعدهم حتى لو مش من قلبك، قرب منهم ولو مش طايق الوضع
مشي الدنيا
بصله ورجع يبص لتحت تاني بإضطرار، كلها شهرين وهيخلص من كل العك اللي وقع فيه دا
بص لمصطفى بإستجداء و- طيب خليك معايا
– مينفعش لازم حد يكون هناك علشان يسـد مكانك، عمومًا فدوى هتساعدك كتير هي أكتر حد دلال هانم بتثق فيه وهي متطوعة هنا
****
بعد الضهر ودعوا مصطفى، مشيت عربيته وفضل سند مراقبها لحد ما أختفت من قدامه، حاسس إنه محبوس هنا، إتنهد وهو بيلف قبل ما يتخض ويرجع خطوة لورا، لقى عيون كتير بتبص ليه..
– في أية؟
قربت فدوى منه و- أستاذ مصطفى قالي أفهمك وأعرفك بكل حاجة موجودة هنا
شاورلها بلا مبالاة وهو بيمشي خطوة لقدام- سيبك من مصطفى خالص بصي مشي الدنيا زي ما متعودة وتجاهليني خالص
– بس دا مش الكلام اللي ست دلال تحب تسمعه
بصلها لقيها بصاله بشر، بلع ريقه عرف إنها كمان عصفورة.. زي مصطفى
رجع نفس الخطوة و- قوليلي أية مطلوب مني؟
– أول حاجة أنت مسئول عن كل اللي هنا أول واحد بتصحى وأخر واحد بتنام، ضروري كل يوم تطمن عليهم تعرف اللي عنده دوا أخده ولا لا واللي بياكل في مواعيد تاخد بالك من مواعيده، الخيل تهتم بيه والزرع والمواشي، هتحضر القعدات علشان تفهم بيحصل أية تسهر بالليل علشان لو..
قاطعها- حيلك حيلك أومال أنتوا هتعملوا أية! إنسي إني أعمل كل دا حتى لو هتهدديني بتيتا برضوا مش هعمل، أنا مش موجود غير في المواقف الصعبة
لما المزرعة تولع نادوني غير كدا سلام
أداها ضهره ومشى
قربت ست منها و- شكله مش حاببنا
– سيبك منه وتعالي يلا علشان ناكل
في جناح سند لقى الباب بيخبط بعد شوية وطفل صغير دخله و- يلا علشان تاكل
– خليهم يجبولي الاكل هنا
الولد بحماس- مش هتيجي تاكل معانا تحت في الجنينة؟ الجو حلو أوي والقعدة كمان هتحبها أوي وزوزو عملالنا أكل حلو و..
قاطعه بلا مبالاة- مش عايز أنزل خليهم يجبهولي هنا
بصله بخيبة امل وقال- حاضر
ومشى وسابه، جاله إتصال فطلع يرد في البلكونة، لمحهم قاعدين هناك كلهم ملمومين على الأرض بيضحكوا ويتكلموا وبياكلوا بشهية مفتوحة
– اية يعني المميز في أكل زوزو دي، بياكلوا كدا لية وكأنهم مشافوش أكل قبل كدا، وبعدين حد ياكل في الارض وسط الجراثيم
لمح كلب الست اللي شافها الصبح بيلف حواليهم وبيأكلوه كل ما يعدي جنب حد منهم، كمل بإشمئزاز- يع أية القرف دا
سكت لما لمح طفلة صغيرة خطفت من إيد وحدة منهم أكل وأكلته بسرعة وطلعت تجري وهي بتضحك والست قامت عملت نفسها بتجري وراها، والكل بدأ يضحك وهما بيتابعوا اللي بيحصل بينهم
قبل ما الست تشيل البنت وتحضنها وتقرب بيها ليهم تاني وبدأت تأكلها بنفسها
عيونه أتعلقت بالحدث لثانية، محسش بالباب اللي فتح والصوت اللي قرب منه
– هيي أنت..
يص وراه بخضة لقى فدوى واقفة وشايلة صنية فيها نفس الأكل،
– أية دا؟
– رز وملوخية وفراخ
– أنا مبكولش الكلام دا ومش أي حد أكل من أيده أصلًا، خديه معاكي أنا هكلمهم يبعتولي حد متخصص
– دوقه بعدين أحكم، زوزو أحسن وحدة تاكل من إيدها
– شكرًا مش عايز
سابته على تربيزة و- عمومًا متعرفش أمتى هيجيلك المتخصص دا فخلهولك هنا يمكن تحتاجه
– مش عايزه
مردتش عليه ولسة هتنزل وقفها بصوته وهو بيشاور عليهم تحت- أنا شايف الأجواء لطيفة هنا وكله كويس أومال أية مقعدهم هنا
– مين اللي كويس؟
شاورت على الطفلة اللي كانت بتضحك في حضن الست و- رؤى؟ مريضة قلب من ساعة ما أتولدت وممنوع تلعب وتجري زي الأطفال ولو خليناها تجري بنبقى حاسبين بالثانية هنوقفها أمتى، ولا ضحى اللي شيلاها اللي أتطقلت علشان بتغسل كلى وجوزها مقدرش يصبر كلها
ظهر التأثر في عينيه لكنه بَعد وشـه عنها و- طيب رؤى دي معملتولهاش عملية لية؟
– عملنا أتنين وفشلوا، والدكتور قال لازم نستنى شوية على العملية الجاية
– ااه
رن فونه في اللحظة دي فـسابته ومشيت
رد على الفون وبعدها قفل بص للأكل شكلهم وهما بياكلوا أتكرر في باله، قرب من الصينية بفضول مسك معلقة يدوق ظهر عليه الإنسجام للحظة قبل ما يسيب المعلقة و- ما أكل زي أي أكل عادي أهو أومال أية كل الإنبهار اللي بيتكلموا عنه دا، ناس أوفر
****
بعد العصر الملل جاب أخره معاه، زفر بضيق وهو بيقرر ينزل يتمشى شوية يمكن الوقت يضيع، نزل دور ولسة هيكمل سمع صوت كحة شديدة من حد، وقف مكانه يشاور عقله يدخل ولا ميدخلش
نزل سلمة و- أنا مالي.. حد من اللي موجود يتصرف
وقف مكانه و- بس كلهم كانوا في الجنينة!
لسة هينزل سلمة كمان و- أكيد خلصوا..
زاد صوت الكحة فرجع بخطواته لورا ودخل يتتبع آثر الصوت وبضيق- أية الأهمال بتاعهم دا أزاي يسيبوا حد مريض لوحده كدا
وصل لأوضة مفتوحة أخيرًا دخل لمح ست كبيرة قاعدة لوحدها بتكح جامد وبتحاول تاخد بخاخة جنبها بس مش طايلة، قرب منها بسرعة يساعدها تقعد وبقلق- أنتي كويسة
– بـخ.. بخا..
– بخاخة؟
هزت راسها باه وهي بتكح وعيونها بتدمع، مسك البخاخة وقربها منها، لحظات وهديت ملامحها وأستكانت بين إيديه هو كمان زفر براحة، في نفس اللحظة اللي دخلت بنت بتجري ومعاها فدوى
– ست سعاد..
قربت الممرضة منها بسرعة تطمن عليها، وقف هو وبزعيق- أية الأستهتار بتاعك دا أزاي تسيبيها لوحدها كدا، أنتي عارفة لو مكنتش سمعتها كان هيجرالها أية وطبعًا حضرتك تحت بتضحكي وتهزري ولا حاسة بحاجة
قربت فدوى و- خلاص يا أستاذ ربنا سترها
– وكل مرة هتتستر وفي أهمال بالطريقة دي؟
بص للست حالتها وهي بتكح وتاخد نفسها قدامه بالعافية مش سايب خياله
– أنتي مشوفتيش حالتها كانت أزاي
– ان شاء الله مش هتتكرر وهناخد بالنا بعد كدا
– أتنمى
بصلهم بضيق ومشى..
نزل تحت كانت قعدة الجنينة أتصفت شوية، في ناس قاعدة لكن مش كتير، كام طفل بيلعب، لمح رؤى قاعدة لوحدها وبتبصلهم وهي مبتسمة أتكرر كلام فدوى في عقله عنها، وقف مكانه يبصلها لثوانِ شايف رغم أبتسامتها لمحة الحزن في عيونها، فضل يبصلها للحظات، مـد رجله علشان يروحلها قبل ما يهز كتفه بلا مبالاة و- أنا مالي
وكمل طريقه..
****
بعد شوية في أرض زراعية واسعة، قاعد مع مهندس زراعي و- وهي دي المحاصيل اللي أحنا زارعينها السنادي..
خد جولة في المكان، الأسطبلات والحظيرة وكله، الملل بيعمل أكتر من كدا ولحد ما وصل للأراضي
– حلو ربنا معاكم لو في حاجة وقفت معاكم عرفوني
مجرد كلام بيقوله بيمشي بيه الدنيا
رجع في وقت المغارب، زفر بضيق وهو بيبص للشمس اللي يادوب بتغيب و- اليوم مبيمشيش لية
دخل البيت كانت الحديقة فاضية وهادية، كمل مشي لحد ما وصل للدور الأرضي، وقف قدام المطبخ.. لمح بنت نازلة من فوق ومعاها صينية الأكل اللي كانت في أوضته، بصلها بجوع كان ناوي يطلع ياكل.. لكنه أظهر اللا مبالاة
دخلت البنت بالصينية على زوزو اللي بصتلها بخضة وبصت لسند- مأكلتش لية؟ الأكل معجبكش؟ يعني أنت من الصبح مكلتش؟
بصلها بتوتر من توبيخها وهجومها عليه
– تعالى هنا
كانت موجودة تربيزة صغيرة حواليها كام كرسي، حركت كرسي فيهم وشاورتله يقعد، قرب بتردد
– قولي حالًا عايز تاكل أية ونفسك في أية
– لا ميرسي مش عايز، مش جعان
تدخلت فدوى في اللحظة دي وبسخرية- متتعبيش نفسك يازوزو هو هيجيب طباخ متخصص يطبخله، أصل اكلك معجبوش
شهقت زوزو تاني، بصلها بتأنيب، شكل طبخها أهم حاجة عندها
نفى بسرعة و- لا مش كدا كل الحكاية إني بس كنت شبعان
بصتله فدوى بنص عين بصلها بغيظ وتحذير إنها تسكت
– طيب تلاقيك دلوقتي جعان، هعملك تاكل..
بدأت تتحرك بنشاط في أرجاء المطبخ وهو بيتابعها بتدندن وهي مبسوطة، قربت فدوى وقعدت جنبه و- لو ناوي تحرجها قوم أمشي من دلوقتي أحسن لك، مش هسمحلك تآذي مشاعر حد لأنك مجرد عيل مدلل أتغصب على حاجة مش عجباه
رفع حاجبه و- أنتِ أزاي تتكلمي معايا بالشكل دا وبعدين جبتي منين فكرتك دي عني
– واضحة وضوح الشمس إنك مش طايقنا، ومش طايق حاجة هنا، فلو هتكمل بالطريقة دي الأفضل إنك تمشي
الكل متوتر هنا بسببك
لسة هيرد عليها لقى زوزو حطت قدامه صينية أكل، قعدت على كرسي في وشـه وبلهفة- دوق وقولي رأيك
بص للأكل شكله شهي ولذيذ بدأ ياكل فتح عيونه بإنبهار
بصتله زوزو بلهفة و- ها عجبك؟
جمد ملامح وشـه و- عادي يعني.. وبعدين الباستا مش الأكلة المفضلة ليا
بصتله بخيبة أمل، قربت فدوى علشان تسحب الصينية، شدها منها وبدأ ياكل و- بس علشان ميترميش هاكله وخلاص
كمل أكل وزوزو وقفت تغسل المواعين بأكتاف مايلة بهزيمة، أول حد ميحبش أكلها
بصتله فدوى بنظرات نارية، هز كتفه وببراءة- أكدب يعني
طلع أخيرًا الاوضة بعد ما لف في البيت كله، عرف كل حاجة، بص في الساعة يا دوب تسعة
تأفف وهو بيرمي نفسه على السرير بإنهاك محسش بيـه من لفه طول الوقت..
غمض عيونه براحة أخيرًا أن أول يوم خلص
هانت..
باقي شهرين إلا يوم
ورغم إنه مسئول عنهم وأول وأخر حد لازم ينام، كان أول واحد نايم فيهم!!

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية المزرعة السعيدة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى