رواية الفتاة التي في المرآة الفصل العاشر 10 بقلم دعاء سعيد
رواية الفتاة التي في المرآة الجزء العاشر
رواية الفتاة التي في المرآة البارت العاشر

رواية الفتاة التي في المرآة الحلقة العاشرة
نظر الأبناء الثلاثة لأمهم والدهشة ع وجوهم ، وبعد صمت ساد لحظات قليلة كانت الأعين خلاله تنظر فى تساؤل عن ماهية هذا الوضع …ثم كسر الصمت الابن الأكبر سامح متسائلا وهو ينظر لأمه ويتحدث بنبرة غاضبة …..
((( مين الراجل ده ياماما .. ؟؟؟!!! وقاعد معاكى فى الشقة ليه ….؟؟؟!!!)))
نظرت أميرة لابنها الأكبر ثم نظرت إلى محسن وهى لاتدرى بما تجيبه وكيف تجيبه…؟؟!!!)))
وقبل أن تنطق بأى كلمة …
نظرت لها سماح بقسوة وتحدثت إليها بنبرة حادة …
(((علشان كده مخلتينيش ابات معاكى هنا ….!!!)))
ثم تابعت عتابها القاسى….
(((اخر حاجة اتخيلها منك ياماما ……))))
كانت أميرة تفكر فى رأسها عن اختلاق اى سبب لوجود محسن معها فى الشقة ،، إلا أن كلام ابنائها ذكرها بكلمات ميرا لها عندما قالت ….
(((انتى دايما بتختارى الطريق الأسهل وبتسيبى الطريق الأصح ….)))
فردت بحسم وبلهجة واضحة …
(((ده محسن زوجى ……سلموا عليه… )))
وهنا بدأت ثورة سامح وسماح وأخذوا يتناوبون الصياح ع امهم وتوجيه الاتهامات لها ….أما سميح فكان ينظر إليهم وهو غير راضٍ عن طريقتهم مع امهم إلا أنه لم يعتاد التدخل والحديث فى مثل هذه النقاشات المحتدمة….
ظلت أميرة تنظر إليهم فى صمت. والدموع المتجمدة تلمع فى عينيها وتأبى أن تسيل حتى لا تشعر بمزيد من الألم والإهانة …..
فما أن أنهوا كلماتهم الجارحة …حتى استجمعت قوتها وردت عليهم بنبرة حادة وحاسمة ….
(((هاه خلصتوا كلامكم ولا لسة ….؟؟!!!
فى حاجة تانى حابين تجرحوتى بيها ….؟؟؟!!))).
ثم أكملت ….
(((يوم ما باباكم قرر يتجوز شفته أنه حقه وسيبتونى أخرج من بيتى لوحدى بعد كل حاجة عملتها معاكم وليكم …..دلوقتى جايين بتزعقوا وزعلانين أن أنا كمان استخدمت حقى و اتجوزت …..)))
أراد سامح أن يقاطعها…..
(((بس يا ماما ازاى …..)))
إلا أنها أشارت إليه بيدها ليصمت حتى تنهى كلامها…
(((اداب الحوار اللى أنا علمتهالكم زى ما علمتكم كل حاجة بتقول لما يكون الأكبر بيتكلم تسمعه وماتقاطعوش ……
انا بقالى هنا اكتر من اربع شهور محدش فيكم فكر يجى يشوفنى أو يطمن عليا …حتى الليلة اللى جت فيها سماح كانت جاية علشان متخانقة مع باباكم…..
ومع ذلك لا لومتكم ولا عاتبت حد فيكم ولاقلت لكم ليه كنتم مبسوطين فى فرح ابوكم وناسينى …..ولا ليه سافرتوا معاه فى شهر العسل تتفسحوا ولا طلبت منكم اى حاجة ….بس لحد زواجى من محسن ومش هاسمح منكم بأى غلط …
لأن لولاه كان زمانى فى الشارع …
الشقة دى جدكم باعها له قبل ما يموت يعنى كلنا ضيوف عنده …والضيف يا إما يحترم صاحب المكان ياياخد بعضه ويرجع من مكان ما جه…وعلى فكرة افتتاح مكتبه للمحاماة النهارده لو حابين تشرفونا ……..)))
فنظر سامح لها بتحد ٍقائلا….
(((لا شكرا اوى …احنا ماشين ….)))
ونظر لاخواته ….
(((يلا بينا …..)))
فخرجت معه سماح أما سميح فوقف ينظر لأمه والندم فى عينيه ،ثم قال لها …
(((معاكى حق ياماما…احنا غلطانين …
ارجوكى سامحينا …)))
وقبل رأسها ، فاحتضنته وربتت ع كتفه بحنيه وهمست فى أذنه…
(((ابقى اسال ع ماما يا سمسم…..)))
فهز لها راسه وهو يقول …
(((حاضر يا حبيبتى …خلى بالك من نفسك …)))
ثم استدار إلى محسن مصافحا له وهو يبتسم ….
(((خلى بالك عليها …..)))
ثم استأذن فى الانصراف للحاق باخوته…..
بعدما انصرف سميح اغلق محسن باب الشقة ليجد أميرة قد انهارت فى البكاء وجلست ع أريكة والدها ..فاقترب منها ومسح ع رأسها ثم أمسك ذراعيها ليجعلها تقف و نظر إليها متحدثا بنبرة حانية هادئة…
(((متعيطيش يا أميرة ، دموعك غالية انتى عملتى الصح…..
اولادك لسة صغيرين بكرة هيقدروكى ويعرفوا غلطهم ….)))
نظرت له أميرة بأسف ….
(((أنا آسفة يامحسن من اللى عملوه معاك ….)))
فابتسم لها وهو يمسح دموعها ….
(((أنا مش زعلان منهم ….
ولو فيه حد المفروض يعتذر هو أنا مش انتى ……)))
ردت أميرة بتعجب …
(((تعتذر ليه …؟؟!!! انت مغلطتش فى اى حاجة بالعكس ….)))
رد عليها وقد تحولت ابتسامته من ابتسامة عطف لابتسامة ندم …
(((هقولك كل حاجة بعد الحفلة النهارده باذن الله….)))
أتم محسن ارتداء ملابسه ثم اصطحب أميرة لشقته المقابلة لبدء الحفل واستقبال المدعوين …
وكان محسن طول الحفل ممسك بيد أميرة وهو يقدمها للحاضرين أنها زوجته وشريكته فى مكتبه وكأنه فى حفل زفاف وليس حفل افتتاح المكتب …
أما أميرة فكانت مبتسمة طوال الحفل وتشعر وكأنها عادت فى العشرينات من عمرها ، عادت إلى نفسها قبل أن تتزوج رأفت …لدرجة أنها تسلل لها احساس أنها لو نظرت فى اى مرآة لن ترى نفسها بل سترى ميرا مكانها ….
انتهى الحفل فى تمام الحادية عشر مساءا وعادت أميرة مع محسن الى شقتها …
فما أن دخلت حتى استأذنته لتغيير. ثيابها إلا أنه طلب منها باصرار ان يتحدث معها قبل أن تدخل غرفتها ….
تعجبت أميرة من اصراره إلا أنها استجابت له …
فجلسا معا ع أريكة والدها …وبدأ يتحدث معه وهو ينظر فى عينيها ويبدو الندم عليه …
(((أميرة انا عايز اعتذر لك وارجوكى تقبلى اعتذارى وتسامحينى ….)))
ردت أميرة باستغراب ….
(((اسامحك ع ايه يامحسن ….؟؟؟!!!)))
اكمل محسن وهو يبلع ريقه ….
(((أنا مشتريتش الشقة من باباكى ولا حاجة ….
والحقيقة باباكى كان هو اللى كان مدينى نسخة من مفتاح الشقة علشان ابقى اجى اطمن عليه وانتى مسافرة ….
وكان سايب لك معايا أمانة كنت المفروض اسلمهالك اول ما قابلتك ع باب الشقة لنا فقدتى الوعى لكن أنا للأسف أجلت الموضوع ده …لانى كنت عارف انى لو سلمتهالك فى وقتها مش هقدر اكون ، جنب البنت الوحيدة اللى حبيتها طول عمرى ومعرفتش احب غيرها ….)))
كانت أميرة تنظر لمحسن بصدمة ….
(((انت بتقول ايه …؟؟!!! وأمانة ايه اللى بابا سايبهالى .معاك…..؟؟؟!!!)))
أخرج محسن من جيبه ظرف مغلق وسلمه لأميرة …
فأخذته وقرأت ما عليه فوجدت مكتوب عليه بخط أبيها ..
‘الى ابنتى الوحيدة وحبيبة قلبى ميرا ‘
بعدما أمسكت أميرة الظرف وقرأت ما عليه قبلته فاشتمت به رائحة والدها ودمعت عينيها وهى تقرأ الاسم الذى كان والدها دوما يدللها به ‘ميرا’
لم تنطق بأى كلمة وأخذت الظرف ودخلت غرفتها لترى ما بداخله …
فوجدت به خطابا من والدها وورقة أخرى …
فوضعت الورقة ع جنب وبدأت تقرا الخطاب …..
((( حبيبتى ميرا ، وحشتنينى اوى ….
اكيد انتى عارفة انك كنتى اغلى حاجة فى حياتنا أنا ومامتك وانك. اجمل هدية من ربنا لينا حاولنا نحافظ عليها ونرعاها ع قد ماقدرنا …
أنا بكتب لك الجواب ده لانى حاسس انك ممكن تحتاجينا فى يوم و منكنش فيه جنبك ……الحقيقة أنا عمرى ما اطمنت عليكى مع رأفت من اول ما اتقدملك علشان يتجوزك …لو تفتكرى أنا مكنتش موافق عليه بس تحت تأثير الحاحك انك معجبه بيه وبشخصيته اضطريت اقبل ، وخصوصا أن مكنش معايا دليل ع احساسى من ناحيته …و اللى عرفته بعد كده عنه للاسف كان متأخر اوى ….
اكيد اللى يخون صاحب عمره محسن عمره ما هيصون مراته ….
ع العموم أنا وصيت الواد محسن عليكى وقلت له لو احتاجت حاجة وانا مكنتش موجود اقف جنبها واوعى تسيبها مهما حصل ،
أصل الواد محسن ده اصيل زى الساعة اللى كنتى دايما بتسأليتى أنا ليه بصلحها كل ماتعطل رغم إنها قديمة وصوتها عالى وبتصحيكى من النوم ، ساعتها قلت لك لأنها ساعة أصيلة ورثتها من جدى
.و الأصل ده صعب تلاقيه فى الحاجات زى ما صعب تلاقيه فى البشر ..علشان كده اى حاجة أو أى حد اصيل ماينفعش نفرط فيه ابدا….
ولانى مش مطمن عليكى مع رأفت …
عملت حسابى علشان لو غدر بيكى فى اى وقت ..
اقدر اضمن لك حقك بالعقد اللى سايبهولك مع الرسالة وخصوصا انك سبتى كل امالك وطموحاتك علشان تقفى جنبه وتكبريه …
خلى بالك من نفسك يا أميرة ……..
أبوكى ‘
كانت أميرة تقرأ كلمات والدها ودموعها لا تتوقف حتى بللت الرسالة ثم أخذت تقبلها بحرارة بعدما أنهت قراءتها ..ثم نظرت إلى الورقة التى أشار لها والدها فى الخطاب فوجدت عقد شراكة وأنها تمتلك نصف ممتلكات رأفت بموجب عقد رسمى كان والده قد أعده مع محسن ومضى عليه رأفت عندما طلب منه مبلغ مالى لبدء مشروعه فأراد الاب أن يؤمّن ابنته بهذا العقد وسلمه لمحسن ع سبيل الأمانة ع أن يعطيه لأميرة فى حال تعرضت لاى أذى من رأفت ….
فما أن أنهت أميرة قراءة الورقة حتى سمعت دقات الساعة القديمة معلنة انتصفاف الليل ..فنظرت فى المرآة لتجد ميرا ظهرت لها من جديد وهى مبتسمة وتسالها ….
(((هاه هتعملى ايه يا أميرة …….؟؟!!!)))
ردت أميرة بابتسامة قوة وقد رفعت إحدى حاجبيها …
(((هاخد حقى من الكل……..)))
ونظرت لميرا التى كانت تبتسم وتنظر اليها بشدة وكأنها تبتسم لها ابتسامة وداع ، ثم اختفت من المرآة
خرجت أميرة من غرفتها ، فوجدت رأفت فى انتظارها …
فما أن رآها حتى قال لها مجددا…
(((ارجوكى سامحينى ، يا أميرة)))
ردت عليه أميرة …
(((الاول جاوب ع اسئلتى وبعدين نشوف موضوع المسامحة دى …)))
رد محسن بلهفة …
(((اسالينى فى اى حاجة وانا هقولك الحقيقة …))))
فسألته ….
(((العقد اللى انت ورتهولى جبته منين ….؟؟؟)))
رد محسن بخجل …
(((ده عقد فشنك …اى محامى كان هيقولك أنه ملوش لازمة قانونيا اصلا ….))).
فتسآلت أميرة …
(((وانت عملت كده علشان تتجوزنى ….؟؟؟)))
رد محسن …
((( ما انكرش انى عملت كده علشان اقدر اقنعك بالزواج …بس مش علشان انتى حب عمرى بس ، لكن علشان اقدر احقق وصية والدك انى اكون جنبك مهما حصل ، وعلشان كده اول ماعرفت بخبر انفصالك عن رأفت…صفيت اعمالى ورجعت ع هنا ….
وكان المفروض اسلمك الظرف اول ما اوصل ، لكن خفت عليكى ماتتصرفيش صح بالحالة اللى كنتى عليها وشفتها بنفسى …..)))
ثم تساءلت
(((وازاى رأفت خانك ..انت كنت تعرفه منين ..؟؟!!)))
فأجابها …
((( رأفت كان صاحبى المقرب من الطفولة ، وكنت دائما بحكيله عنك وانى معجب بيكى ..وكنت معرفه انى منتظر اخلص الكلية واتقدم لك …بس اتفاجأت أنه سبق وطلب ايدك لنفسه وانتى وافقتى ….)))
ثم أكمل …
((((ممكن تسامحينى بقى..!!!))
ردت عليه بحسم…
(((لما ترجعلى حقى من رأفت الاول …..
ولو سمحت ترجع تبات فى شقتك الفترة دى لحد ما اخد قرار فى موضوع زواجنا….)))
استجاب محسن لرغبتها ورجع إلى شقته بعدما حولها مكتب ..فكان يعمل بها نهارا مع أميرة وينام بها ليلا بمفرده …وبدأ إجراءات القضية لرد لأميرة نصف ممتلكات رأفت ..، وبعد صراع قضائي استمر بضعة أشهر حاول اولادها خلالها التأثير عليها للتنازل …إلا أنها رفضت وأصرت استرداد حقها تعويضا عن عمرها التى افنته معهم واحلامها التى تركتها من أجلهم…
فما أن فازت أميرة بمساعدة محسن فى استرداد حقها … حتى
اعلن رأفت إفلاسه حيث أنه كان قد انفق الكثيرمن المال ليفتح مركز تجميل لزوجته الجديدة ، لذلك عندما اخذت أميرة حقها أفلست شركته وعندما طلب من زوجته الجديدة أن تبيع مركز التجميل لتقف جانبه ..رفضت وعرضت عليه يعمل معها مديرا للمركز تحت إدارتها إلا أنه رفض وفضل تصفية أعماله ووضع مبلغا ماليا فى البنك لينفق ع نفسه منه …
فأصبح يقضى النهار بمفرده فى ڤيلته يطالع الاخبار
أما الليل فأصبح يقضيه ع كافيهات مختلفة بحثا عن اصدقاء أو صحبة تؤنسه وخاصة أن زوجته تعود من مركزها متأخرا معظم الايام…..
أما سامح وسماح فقد قاما بتأسيس شركة صغيرة من الأموال التى ادخروها من عملهم مع أبيهم بالإضافة إلى بعض المساعدات من امهم بعدما استردت حقها فقررت أن تقوم بمساعدتهما ع امل أن ينجحا وتتحسن أمورهم ….
أما سميح فقد انتقل للعيش مع والدته فى شقتها وقصت له كل ما مرت به منذ قدومها إلى الشقة وأصبحت هى المتكفلة بمصاريف جامعته الخاصة …بمالها الذى أصبحت تتربحه من عملها مع محسن فى مكتبه وقد أصبحت شريكة فعليه له بجزء من أموالها…
وذات يوما أخبرها ابنها سميح أن صديقا له سيأتى لزيارته….
ومع طرقات الباب طلب منها أن تفتح له لانشغاله بإعداد نفسه ..ففتحت الباب لتجد محسن قد حضر ومعه الطعام كما اعتادت منه ووقف مبتسما لها ثم قال …
(((سمسم صاحبى عزمنى …ممكن ادخل ..)))
فابتسمت له واذنت له بالدخول ، فإذا بسميح يقترب منه ليصافحه ثم يلتفت لأمه قائلا …
(((الاستاذ محسن طلب ايد حضرتك منى وانا موافق …ايه رايك بقى ياست ماما …..؟؟؟!!!)))
فضحكت أميرة وهى تنظر إلى محسن قائلة …
(((مقدرش اكسر كلام حضرتك يا استاذ سمسم ، وخصوصا انك الوحيد فى اخواتك اللى فيك شبه من جدك محمود’الله يرحمه’)))
ثم نظرت إلى الساعة القديمة وتذكرت كلمات والدها ….
(((الأصل ده صعب تلاقيه فى الحاجات …
زى ما صعب تلاقيه فى البشر ….
علشان كده اى حاجة أو أى حد اصيل ماينفعش نفرط فيه ابدا…………..
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الفتاة التي في المرآة)