روايات

رواية الفتاة التي في المرآة الفصل السادس 6 بقلم دعاء سعيد

رواية الفتاة التي في المرآة الفصل السادس 6 بقلم دعاء سعيد

رواية الفتاة التي في المرآة الجزء السادس

رواية الفتاة التي في المرآة البارت السادس

الفتاة التي في المرآة
الفتاة التي في المرآة

رواية الفتاة التي في المرآة الحلقة السادسة

فما إن أتم محسن جملته بطلب الزواج من أميرة ، حتى انفجرت ضاحكة بهستيرية حتى دمعت عينيها من شدة الضحك مماجعل ابتسامته تتجمد ع وجهه وظل ينظر إليها وهى تضحك حتى تداركت نفسها ، فأكمل حديثه ..
(((إيه المضحك فى كلامى…….؟؟؟!!)))
ردت أميرة وهى تمسح عينيها بعدما توقفت عن الضحك ….
(((باعتذر لو كنت ضايقتك بضحكى ، بس انت مش شايف إن عرضك غريب حبتين ……!!!)))
أجابها محسن …
(((وايه الغريب فى اللى أنا قلته ……؟؟؟!!!!)))
ردت عليه والغضب بدأ يتسلل الى وجهها مرة أخرى…
(((يعنى أنا مقبلش انى اقعد فى شقة مش من حقى….
فاقوم علشان أحل المشكلة اتجوز صاحبها علشان يسيبنى اقعد فيها معاه……؟؟!!! ….!!!!!))
رد محسن بهدوء ورزانة محاولا احتواء غضبها فى بدايته …
((( لاا….أنا آسف ؛ مش هو ده قصدى اطلاقا…
أنا كل همى أحل المشكلة ،و قصدى أننا نتجوز صوريا بس …..
علشان لما اجى اقعد معاكى فى الشقة بعد ما احول شقتى مكتب ، يكون الوضع مقبول ..وأنا كل اللى محتاجة غرفة نوم فقط وبقية الشقة تحت امرك ….ولو الوضع مريحكيش فى اى وقت هنسحب بهدوء من حياتك بدون اى ازعاج……)))
كلمات محسن وطريقته الهينة وحرصه علي أميرة جعلتها تفكر فى الأمر لبرهة ولكنها سرعان ما تراجعت ورفضت قائلة …
(((آسفة مقدرش اقبل وضع زى ده …….)))
فأجابها محسن بنفس الهدوء …
(((ع العموم فكرى وانا تحت امرك فى الحل اللى تشوفيه مناسب ليكى ، اسمحيلى امشى دلوقتى …..)))
واستأذن فى الانصراف وغادر الشقة ….
بينما بقيت أميرة فى مكانها تفكر بجدية فى عرضه رغم رفضها المبدئى له…. لدرجة أنها بدأت تشعر بنشاط فى جسدها لم تعتاده الفترة السابقة منذ أن عادت إلى شقة والديها….
فقررت أن تقوم بتنظيف الشقة لتعيدها إلى الصورة التى كانت دوما عليها عندما كانت تعيش فيها مع والديها ….
كما قامت بالتسوق لشراء بعد احتياجاتها ، واكتشفت قرب نفاذ ماتملك من مال فى بطاقتها الائتمانية ….
ثم قامت بإعداد الطعام لنفسها لأول مرة بعد أسابيع من عودتها إلى شقة والديها ….وشعرت بداخلها برغبة غير مفهومة بالنسبة لها لدعوة محسن لتناول الطعام معها إلا ان كبرياءها منعها …
فجلست تتناول الطعام بمفردها وع رغم من أنها كانت بارعة فى الطهى إلا أنها لم تشعر بمذاق الطعام كما شعرت به فى المرتين التى تناولت فيهما الطعام الذى أعده محسن وتناوله معها …
مضى النهار عليها والأفكار تدور فى رأسها دون توقف عن كل ماحدث لها فى الأسابيع القلائل السابقة ؛ ماحدث من زوجها واولادها وماعرفته عن أبيها فى أواخر أيامه وفى عرض محسن عليها بالزواج …
وكانت بين الحين والآخر تدخل إلى غرفتها وتنظر فى المرآة التى قامت بتلميعها وكأنها تبحث عن الفتاة التى تظهر بها لتحكى لها كل ماعرفت عن أبيها … وتستشيرها فى أمرها وتسألها عن رأيها فى عرض محسن لها ،ولكن دون جدوى …
فالفتاة لم تظهر لها طوال النهار …
فتيقنت أن الأمر لم يكن سوى هلاوس بسبب مامرت به من أحداث مؤلمة …..
ثم فوجئت أميرة باتصال هاتفى من فاطمة الخادمة للاطمئنان عليها ، واخبرتها أثناء المكالمة بسفر الأولاد مع أبيهم فى رحلة شهر العسل مع عروسه الجديد ….
إلا أن هذا الخبر لم يسبب لها المزيد من الألم فقد اعتادت منهم ع عدم الشعور بها ، بالأضافة الى انشغال عقلها بمشكلتها الجديدة واحتمالية ضياع شقتها التى تؤيها…….
،وفى تمام الساعة العاشرة مساءا…شعرت أميرة برغبة فى النوم وإرهاق جسدى ولكنه إرهاق يختلف عن الإرهاق الذى اعتادته الفترة السابقة …فقد كان إرهاق الذى يريد أن يرتاح ليواصل الحياة وليس إرهاق اليأس والإحباط…….
فما أن وضعت رأسها ع وسادتها حتى غاصت فى نوم عميق وراودها حلم غريب ….
فقد رأت نفسها تجلس مع والدها فى الشقة ويبدو عليهما السعادة ثم فجأة يتركها والدها بمفردها فى الشقة، ويغلق عليها باب الشقة … فتبدأ بالبحث عن المفتاح فى كل مكان بالشقة ولكنها لا تجده ، وفجأة تسمع صوت فتح باب الشقة من الخارج فتندفع نحو الباب معتقدة أن والدها قد عاد إليها ليصحبها معه إلا أنها تُفاجأ بأن الذى يفتح باب الشقة هو محسن وينظر إليها وهو مبتسم ويمد يده إليها بمفتاح الشقة لتأخذه ولكنها فجأة وقبل أن تمسك بالمفتاح ،
تسمع صوت عالٍ يوقظها من نومها…..
فإذا هو ؛ دقات الساعة تعلن انتصفاف الليل، ثم تسمع الصوت الرقيق يناديها …..
(((أمييييرة ….. أميييرة
اصحى بقى عايزين نتكلم شوية فى الموضوع اللى شغلك ……..)))
ففتحت أميرة عينيها واستيقظت من نومها وهى مبتسمة من سماعها صوت ميرا مجددا ونهضت تنظر إلى المرآة وجلست أمامها فوجدت الفتاة تنظر و تبتسم لها مجددا….
فنظرت أميرة لها بابتسامة لم تعتدها الفترة السابقة …
فقد أعتقدت أنها فقدت التواصل معها وأنها لم تكن إلا هلاوس عابرة ……
فما أن جلست أمام المرآة حتى بدأت تعاتب الفتاة ….
((( انتى فين طول اليوم …..!!! مختفية خالص وانا كنت محتاجة اتكلم معاكى واستشيرك فى حاجات جديدة حصلت لى النهارده….!!!)))
تبسمت الفتاة ابتسامة ثقة وردت ع أميرة بصوتها الرقيق….
(((ايه ده يا أميرة…..أنا وحشتك للدرجة دى ، أخيرا اعترفتى انك بتحبى تتكلمى معايا وتاخدى رايي وتشاركينى فى مشاعرك ومشاكلك…)))
ردت أميرة بشئ من الغيظ …
(((بقولك عايزة احكيلك …وانتى كل اللى همك ان انا بقيت بحب اتكلم معاكى ….!!!)))
اجابتها ميرا بتعقل ….
(((طبعا ده اهم حاجة فى الموضوع …انك تتعلمى وتعرفى المفروض تحبى مين وتتكلمى معاه ….
ع الفكرة أنا كمان بحبك وبحب اسمعك اوى ……)))
اجابتها أميرة …..
(((ماشى ياست ميرا انتى حبيبتى ووحشتينى اوى …..
ممكن احكيلك بقى اللى حصل النهارده ضرورى…..)))
وقبل أن تبدأ أميرة فى القص قاطعتها ميرا بنبرة حاسمة …
(((اقبلى يا أميرة ….)))
فتعجبت أميرة من ردها قبل أن تحكى لها…..
(((اقبل ايه …..؟؟؟)))
ردت ميرا …..
(((تقبلي الزواج من محسن طبعا …..)))
ازدادت أميرة اندهاشا…..
(((انتى عرفتى ازاى …وانتى مكنتيش موجودة طول اليوم …)))
ردت ميرا بثقة …
((( أميرة ….أنا قلت لك انى أنا أعرف عنك حاجات انتى متعرفيهاش عن نفسك …..)))
تذكرت أميرة بالفعل أنها قالت لها هذا الكلام سابقا وع الرغم أنه من الطبيعى أن تسألها أميرة عن كيف لها أن تعرف عنها كل شئ إلا أن أميرة فضلت عدم سؤالها خوفا من اختفائها مرة أخرى وتابعت حديثها مع الفتاة…
(((اقبل ازاى .. وليه ..؟؟؟!!!)))
ردت ميرا بتعقل …
(((تقبلى عادى زى اى واحدة بيتعرض عليها الزواج وبتاخد فرصة تفكر قبل ما ترد…..
أما ليه بقى ..!!!
فأعتقد انك المفروض تكونى عارفة الإجابة زيى ، بس هقولهالك برضه …
تقبلى لان مفيش ادامك فرصة ولا حل تانى للنجاة من وحدتك واحتمالية تشردك فى الشوارع إلا بالموافقة ع عرض محسن اللى يعتبر عرض مثالى جدا فى حالتك……)))
ردت أميرة باستفهام …..
(((طيب وولادى لو عرفوا هيقولوا ايه …؟؟؟!!!)))
انفجرت ميرا ضاحكة ….
((( ولادك مين يا أميرة …اللى سافروا مع باباهم شهر العسل و سابوكى هنا من غير ما يسألوا نفسهم انتى عايشة ازاى وبتعملى ايه لوحدك ….وع فكرة أنتى السبب فى ده كله…)))
ردت أميرة بصوت مخنوق ….
(((قصدك علشان سافرت مع رأفت وسبت بابا لوحده وممكن يكون ما*ت وهو زعلان منى .. ؟؟!!!)))
ردت ميرا …
(((بصى يا أميرة موضوع باباكى أنه ما”ت وهو زعلان …ده سؤال مايجاوبش عليه غير باباكى الله يرحمه ، وخصوصا انك كنتى جنبه فى لحظاته الأخيرة و كان سعيد بوجودك وابتسم لك قبل ما يتو*فى ع طول ….
لكن أنا بقولك انك انتى السبب فى اللى بيعملوا اولادك معاكى علشان انتى اللى ربيتيهم ع كده ….)))
ردت أميرة بغضب ….
(((أنا اللى ربيتهم ع كده …!!!
ده هم كانوا كل حياتى واولوياتى …ازاى يعملوا فيا كده بعد كل اللى عملتوا معاهم طول عمرى…..)))
ردت ميرا بنفس الهدوء …
(((أميرة …انتى نسيتى نفسك وانتى معاهم …
مش عايزاهم ازاى ينسوكى وانت مش معاهم ….
انتى طول عمرك وصلتى لهم احساس أن سعادتك فى سعادتهم …..
وبالتالى هم دلوقتى معتقدين انك سعيدة لأنهم سعداء ….
الانسان لو نسى نفسه …..ازاى غيره هيفتكره …
وطبعا ، ومن غير ماتسألينى فعلاقتك برأفت ومن اول يوم كانت مبنية ع فكرة ازاى انك تسعديه ع حساب اى حاجة واى حد
حتى لو الحد ده نفسك ….
عمرك ما فكرتى ان العلاقات عموما والعاطفية خصوصا مبنية ع التبادل علشان تعيش لكن العلاقة اللى مبنية ع العطاء فى اتجاه واحد هيجى يوم وتنتهى……….)))
كلمات ميرا رغم قسوتها ٱلا أنها وجدت موقعها فى قلب أميرة وعقلها التى أدركت الأمر متأخرا ….
فما أن أنهت ميرا كلماتها حتى سمعت أميرة آذان الفجر ..فابتسمت لميرا التى تعلم أنها لن تجدها بعدما تفرغ من صلاتها وغادرت الغرفة وهى تفكر فى كلامها…وبعدما أتمت صلاتها دعت الله أن ييسر لها أمرها ويلهمها الصواب لما فيه خيرها …..
وذهبت إلى فراشها وغاصت فى نوم عميق حتى ايقظها نور الصباح من جديد وسمعت طرقات ع باب الشقة ….فنهضت من فراشها وارتدت روبا فوق ثيابها وفتحت الباب لتجده محسن يبتسم لها نفس ابتسامته فى الحلم الذى رأته اول الليل قبل حديثه مع فتاة المرآة……
ولكنه لايحمل مفتاح مثل الحلم بل يحمل طعام الإفطار الذى أتى به ليشاركه مع أميرة …فابتسمت له أميرة قائلة …
(((اخر يوم فى العدة كان امبارح …..
أنا موافقة ع الزواج ، استاذ محسن ……………………….

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الفتاة التي في المرآة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى