رواية الفتاة التي في المرآة الفصل الثامن 8 بقلم دعاء سعيد
رواية الفتاة التي في المرآة الجزء الثامن
رواية الفتاة التي في المرآة البارت الثامن

رواية الفتاة التي في المرآة الحلقة الثامنة
نظرت أميرة إلى محسن بتوتر بعدما سمعت صوت ابنتها سماح ع الباب والتى حضرت ليلا لتبات معها….
فما إن لمح محسن التوتر والقلق فى عيون أميرة حتى ربت ع كتفها برفق واقترب منها هامسا…..
((( متقلقيش أنا هدخل اوضتى واقفل ع نفسى وهى أول ماتدخل الاوضة عندك هخرج من الشقة من غير ماتشوفنى …..أنا عارف انك لسة مبلغتيش اولادك بخبر زواجنا واعتقد الوقت مش مناسب أنك تعرفى بنتك دلوقتى ….المهم تطمنى عليها وع اخواتها….)))
ثم دخل غرفته مسرعا …وفتحت أميرة باب الشقة لتجد ابنتها سماح أمامها تحمل معها حقيبة ملابسها…..فابتسمت لها أميرة بشوق؛ فهى لم تراها منذ فترة واحتضنتها واصطحبتها معها إلى داخل الشقة ….
فما أن جلست حتى سألتها…..
(((انتى اتاخرتى كده ليه علشان تفتحى لى ياماما…؟؟؟!!!)))
ردت أميرة بتلعثم …
(((معلش …حبيبتى اصلى كنت نايمة ،و المفتاح كان تايه منى فى الشقة .فكنت بدور عليه…..)))
فأكملت سماح …
(((معلش حبيبتى…أنا آسفة انى صحيتك ….)))
ردت أميرة بحنيتها المعهودة ع ابنائها …
(((ولا يهمك يا سموحة …المهم طمنينى عليكى ….
انتى كويسة وأخواتك كويسين وبابا كويس ..الحمد لله ..؟؟)))
ردت سماح……
(((الحمد لله كلنا كويسين ….)))
فنظرت إليها أميرة متسائلة ….
((امال ايه اللى خلاكى تيجى بليل كده علشان تباتى هنا ع فجأة وحتى من غير ماتتصلى عليا الاول ….)))
ردت سماح بطريقتها العشوائية المعهودة….
(((عادى ياماما اتخانقت مع بابا …فقررت اسيب له الفيلا واجى ابات معاكى كام يوم ..علشان اديه فرصة يفكر ويتراجع عن قراره أنه يمشى احمد خطيبى من الشركة ….)))
فسألتها أميرة ….
(((وهو قرر يمشى احمد ليه من الشركة …؟؟؟)))
فردت سماح بثقة …
(((اتلكك له ع غلطة بسيطة فى الحسابات علشان يشغل اخو مراته الجديدة بداله ….)))
ثم أكملت كلامها….
((ايه المشكلة لما يبقى فيه عجز بسيط فى المخازن والتوريدات…؛!!! )))
تعجبت أميرة من كلام ابنتها وطريقة تفكيرها وتسآلت فى نفسها هل أنا المتسببة فى هذه الطريقة العشوائية المستهترة فى التفكير…
تترك المنزل قرب منتصف الليل بمفردها وتأتى لتبيت معى للمرة الاولى منذ أن غادرت المنزل فقط لتضغط ع أبيها من أجل خطيبها الذى لم تعرفه إلا من بضعة أشهر ، بينما كانت متصالحة تماما مع فكرة انفصالها عن أبيها وتركها تغادر المنزل بعد مايقرب من عشرين عاما…..
كانت أميرة تنظر إلى سماح التى استرسلت فى الكلام والشكوى فيما يخص أمورها وعلاقتها بأبيها دون الالتفات لجرح أمها الذى كانت هى واخواتها جزءا منه ….
وع الرغم من هذا الشعور المسيطر ع عقل أميرة وقلبها إلا أنها كعادتها رق قلبها لحال ابنتها التى طلبت منها بعدما أنهت كلامها عن مشاكلها فى الفترة الأخيرة مع أبيها وزوجته ..ان تدخل لتغير ملابسها فى الغرفة …ولكن قبل أن تأذن لها أميرة…….
سمعت دقات الساعة عالية فى الشقة معلنة انتصفاف الليل…
فاستأذنت من ابنتها متعللة أنها تريد أن تحضر شيئا من غرفتها ……ودخلت مسرعة تبحث عن ميرا لتتحدث معها ، وبالفعل وجدتها تنتظرها فى المرآة ….
وقبل أن تتحدث إليها بادرتها ميرا بالكلام…
(((خلى سماح تروح لباباها يا أميرة …..)))
فاندهشت أميرة من كلامها وردت عليها …
(((ازاى اسيب بنتى تروح لباباها وهى متخانقة معاه ومع زوجته الجديدة ..وجاية تستنجد بيا …..)))
ردت ميرا والغضب بدأ ع ملامحها….
(((بنتك اقوى من أنها تستنجد بيكى وانتى عارفة كده اكتر منى …هى عايزة تستغلك علشان تضغط ع باباها يرجع خطيبها الفاسد للشغل …..
وانتى بنفسك عارفة اخلاق احمد ده من ساعة ما اتخطبت له … )))
ردت أميرة بحزن …
(((للاسف عارفاه ،بس هاعمل ايه ؟؟؟!!!…
هى بتحبه ومتمسكة بيه جدا…)))
ردت ميرا بسخرية من كلامها…
(((بتحب مين..؟؟؟
انتى عارفة أنها متمسكة بيه عِند بس ..لأنها متعودة تعمل اللى عايزاه حتى لو غلط …للاسف دلعك الزايد ليها ولاخواتها من وهم صغيرين ؛ افقدهم الاحساس بالمسئولية وتمييز الصح من الغلط فى تعاملاتهم ومشاعرهم وأفكارهم وحتى طموحاتهم…
انتى مش باباكى وهم مش انتى….
فرقى بقى بين اسرتك اللى اتربيتى فيها و كانت قايمة ع المشاركة والحب والمودة والاحترام بين والدك ووالدتك …
وبين علاقتك برأفت وعلاقتك باولادك اللى كانت قايمة ع تضحياتك طول الوقت لدرجة أن التضحيات دى معدتش حد شايفها وبقت عادية وحق مكتسب فى اى وقت وتحت اى ظرف….)))
ردت أميرة بإصرار وغضب….
(((انتى مين ..؟؟؟ وعايزة منى ايه ….؟؟!!!
علشان بتحرضينى ع ولادى بالشكل ده….)))
ردت ميرا بحزن …
(((انتى لسة معرفتيش أنا مين …؟؟؟!!!
أنا انتى يا أميرة ….!!!
أنا اللى حبستيها جوا مرايتك من عشرين سنة وانتى بتتذوقى ادامها علشان تروحى تتجوزى رأفت ……حبستينى هنا مع احلامك وطموحاتك وحبك لنفسك….ومن يومها وانا محبوسة هنا فى المراية ….
وعايزة منك ايه .. !!!
عايزاكى تحررينى من المراية زى ما حبستينى جواها …….
واتاكدى أن يوم ماهتحرر من المراية انتى كمان هتحررى من الالامك وأحزانك التى كانت هتقضى عليكى، واحتمال اولادك كمان يتحرروا من أنانيتهم اللى اتربوا عليها….)))
كانت كلمات ميرا صادمة لأميرة وقبل أن تستوعبها ..
سمعت طرقات سماح ع باب غرفتها….
فتحركت نحو الباب لتفتحه، وقبل أن تقوم بفتحه نظرت للفتاة فى المرآة فلمحت دمعة حزن ويأس تلمع فى عينيها ، ثم اختفت ميرا من المرآة ..
فتحت أميرة الباب لابنتها التى شعرت بتأخرها فجاءت للاطمئنان عليها …
(((ماما ..انتى كويسة ..ا؟؟!!
انتى بقالك مدة جوا الاوضة ….!!!)))
فردت عليها أميرة وهى تحاول الابتسام ….
(((أيوة حبيبتى كويسة الحمد لله…..)))
وقبل أن تكمل سماح كلامها ورغم رقة قلب أميرة لحالها ..تابعت أميرة حديثها….
(((سماح …مش هينفع تباتى هنا الليلة دى وانتى متخانقة مع باباكى….أنا هاجى اوصلك الڤيلا بنفسى …)))
بدا الذهول ع وجه سماح وهى تستمع لكلمات والدتها التى لم تعتد منها طوال عمرها سوى التسامح و الحنان والعطف عليها هى واخواتها مهما حدث منهم …
وقبل أن تكمل أميرة كلامها ..قاطعتها سماح …
(((متتعبيش نفسك ياماما أنا جاية بعربيتى وهرجع بيها ….)))
وانصرفت سماح مسرعة وكأنها تريد أن تشعر أميرة بذنب عدم احتواء مشاعرها ومشكلاتها كعادتها….
وقفت أميرة صامتة فى مكانها وكأن سماح خطفت قطعة من قلبها وهى مغادرة….حتى سمعت صوت محسن يتحدث إليها متسائلا…(((سيبتيها تمشى ليه يا أميرة…..؟؟؟!!!)))
فالتفتت له واجابته بإجابة لم تكن تتوقع أن تقولها يوما لاى شخص عن اولادها…..
(((للأسف …واضح انى ربيت ولادى ع الدلع والتمرد وعدم تحمل المسئولية وجه الوقت انى احاول اصلح اللى عملته وبدفع تمنه غالٍ……)))
ثم تركته ودخلت غرفتها وعينيها ع مرآتها التى لم تجد بها ميرا فأدركت أنها اختفت مبكرا وكأنها تريد أن تعطى أميرة فرصة فى إعادة قراءة نفسها….
ولكن الذى لم تدركه أميرة أن ميرا هذه الليلة قد بدأت تتحرر من مرآتها لتصبح جزءا من روح أميرة وقلبها وعقلها من جديد ….
استلقت أميرة ع سريرها ولم تستطع النوم سريعا بل ظلت تتقلبوع جانبيها وهى تفكر فيما حدث الأسابيع القلائل السابقة وتستعيد ذكرياتها وشريط حياتها منذ ليلة زفافها ع رأفت فتذكرت أحلامها وامالها التى تركتها هنا عندما تزوجته وبدأت تفهم ماكانت ميرا تقصده فى كلامها….
وفى أثناء تفكيرها غلبها النعاس …ولم تستيقظ مع آذان الفجر كعادتها ولكنها استيقظت ع صوت يهمس قرب أذنها قبل شروق الشمس بفترة قصيرة…….
(((اصحى يا أميرة علشان تلحقى صلاة الفجر قبل شروق . الشمس….)))
ففتحت عينيها ببطء لترى من يوقظها ولكن إضاءة الغرفة الخافتة لم تمكنها من التدقيق فى ملامح الشخص الذى أوقظها لتؤدى صلاتها ثم غادر غرفتها مسرعا……
فنهضت أميرة من فراشها وتحسست طريقها لباب الغرفة….
ثم خرجت مسرعة من غرفتها لتلحق الصلاة قبل خروج وقتها ….
فما إن خرجت من غرفتها حتى اندهشت عندما وجدت والدها يجلس ع أريكته المعتادة ويطالع أحد كتبه……………
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الفتاة التي في المرآة)