رواية الفتاة التي في المرآة الفصل الأول 1 بقلم دعاء سعيد
رواية الفتاة التي في المرآة الجزء الأول
رواية الفتاة التي في المرآة البارت الأول

رواية الفتاة التي في المرآة الحلقة الأولى
كانت دقات الساعة عالية وسط هدوء ليلى ظاهرى ولكن داخل قلب أميرة كان هناك صخب عال لا يسمعه سواها …..أصوات صرخات الالم والقهر وصياح اليأس والخذلان كان مدويا داخلها ولكن لا يسمعه ولايشعر به غيرها ………
تتقلب فى فراشها بهدوء فى منزل والديها القديم …..لاتريد أن تستيقظ …
تريد أن تظل غائبة عن الحياة قدر استطاعتها …..
تريد ان تبقى فى وضع السكون بلاحراك حتى يحين أجلها فترحل بسلام وفى سلام وهى تدرك أنه لن يتذكرها ولن يبكى عليها أحد ….
فهى منذ عدة أسابيع ع هذا الوضع ، تنهض من فراشها لتتناول بضع لقيمات وشربة ماء ثم تعود فى وضع السكون بلا حراك …..
كانت ع هذا الوضع بعدما عادت إلى منزل والديها القديم بعد انفصالها عن زوجها بعد زواج دام أكثر من عشرين عام أنجبت خلالها ثلاث أبناء “سامح وسماح وسميح”
عاشت معه عشرون عاما وهى لاترى فى الكون سواه وسوى أبنائها..
وفجأة استيقظت ع كابوس هدم حياتها التى طالما بذلت قصارى جهدها لتجعلها الافضل لكل من حولها ………..
استيقظت لتجد زوجها يخبرها برغبته فى الزواج بغيرها التى كانت تصغرها سنا وتفوقها شبابا وجمالا بعدما مرت عليها السنوات …..
فلم يعد يراها تصلح لإسعاده كزوجة بعدما ظهرت عليها عوامل الزمن والعمر وهى مازالت فى أوائل الاربعين من عمرها ….
أخبرها بالأمر وخيرها فى البقاء معه كزوجة اولى وام للاولاد
أو الانفصال ….
للوهلة الأولى شعرت أنه طعنها بخنحر حاد فى قلبها الذى طالما لم يحمل بداخله غيره ……
ولكن بعدما تداركت أمرها حدثت نفسها أن أبنائها مازالوا بحاجتها وان بقائها بجوارهم مقدم ع نفسها وسلامها و كرامتها …
ولكنها فوجئت بأبنائها قد اتوا للحديث معها ……
فى البداية اعتقدت انهم يريدون إقناعها بالبقاء مع والدهم، ولكن ما قالوه فاق فى صدمته ماقاله والدهم ……
كان الثلاثة قد حضروا معا إلى غرفتها واستأذنوها فى الدخول والحديث معها وهى مازالت لم تجف دموعها…
فاذنت لهم وحاولت أن تتماسك أمامهم ….
نظروا إليها والحزن يبدو ع أعينهم ثم تحدثت سماح الاخت الوسطى نيابة عن أخويها….
(((ماما احنا مقدرين صدمتك فى قرار زواج بابا من ست تانية ….بس احنا منقدرش نمنعه لأن ده حقه……
وانتى كمان حقك تنفصلى وتسيبى البيت وترجعى بيت جدو …..)))
وصمتت قليلا ثم أكملت….
((بس احنا مش هينفع نسيب البيت هنا ونعيش معاكى لأن معاش جدو يادوب يكفيكى…ده غير أن البيت قديم وبعيد عن شغلى أنا وسامح فى شركة بابا وجامعة سميح الأجنبية……..)))
كانت سماح تتحدث وهى تخفض نظرها عن وجه والدتها الذى يكسوه الحزن والألم وكذلك كلا اخويها ….
سمعت أميرة كلامها وشعرت أن الزمن قد توقف بها فهى تشعر وكأنها خُطفت من عالمها إلى عالم آخر لاتعلم كل من فيه وكأنها لم تعاشرهم دهر وتقوم ع رعايتهم سنوات …..
فقد كانت تعتقد فى البداية عندما حضر أبناؤها أنهم أتوا لاقناعها بالبقاء إلى جوارهم وليس التنصل منها وتركها وحيدة فى عالم لم تعرف فيه غير الحب والتضحية من أجلهم…..
بعدما أنهت سماح كلماتها الطاعنة لامها ….احتضنت الأم أبناءها بالتتتابع وقبلتهم ،ثم توجهت إلى زوجها رأفت وطلبت منه الانفصال فى هدوء وبالفعل لم يتردد لحظة فى منحها إياه وتركها تخرج من منزل طالما قامت ع خدمة وراحة كل من فيه لتعود إلى منزل والديها القديم الذى خرجت منه منذ أكثر من عشرين عاما عروسا مضيئا لتعود إليه عزباء وحيدة تنتظر أن يأتيها الأجل بل وتتمناه لتلحق بحضن والديها اللذين وافتهما المنية من سنوات……
كانت دقات الساعة عالية ومتتابعة تعلن انتصاف الليل …
عندها تحركت أميرة فى فراشها محاولة النهوض لتشرب بعضا من الماء …..
كانت تشعر باعياء شديد ….فهى تقيم فى هذا المنزل بمفردها بعدما انفصلت عن زوجها …ولم يأت إليها ابناؤها ولو مرة واحدة منذ أن غادرت المنزل …كانوا يسألون عليها بالهاتف فقط كل يومين ع وعد أنهم سيأتون لرؤيتها ….لكن دون جدوى ….
عندما نهضت أميرة من فراشها كانت متعبة لدرجة جعلتها تسقط ع الأرض ليرتطم وجهها …..فقامت بالاستناد ع السرير للنهوض ثم تحركت ببطء وهى تستند ع الحائط …حتى بلغت باب الغرفة …..ثم سارت إلى الحمام وتوضأت لكى تصلى وتدعو الله أن يحررها من المها ويعوضها خيرا ، وبعدما انتهت من صلاتها سارت بنفس البطء عائدة إلى فراشها …إلا أنها شعرت بألم شديد فى وجهها من أثر الارتطام …فارادت أن ترى ماحدث لها .!!!..
ونظرت حولها فى الغرفة لتجد مرآة والدتها القديمة والتى نقلوها إلى غرفتها يوم زفافها ع رأفت لتتزين بها …..
وجدتها مغطاة بالأتربة والعناكب…كما وُضع ع سطحها العاكس غطاء قديم ……
كشفت أميرة الغطاء ومسحت المرآة بثيابها لترى وجهها ….
فوجدت كدمة به لم تهتم لها وعادت إلى فراشها تتقلب فيه حتى تغرق مجددا فى نوم عميق يفصلها عن واقعها الذى لم تعد تستطيع ان تتحمل العيش فيه ….
وبينما كانت تتقلب فى الفراش …
سمعت صوت فتاة يناديها كأنه نغمة عزف موسيقى رقيق …
(((أمييييرة…….أميييييبرة
انتى هتنامى تانى ….قومى عايزة اتكلم معاكى………..)))
نظرت أميرة حولها فى الغرفة فلم تجد ااحد ……
وع الرغم من أن الأمر كان يبدو مرعبا وهو سماع صوت فى غرفة ليس بها أحد سواها إلا أن قسوة الحياة التى مرت بها أميرة جعلت عالم الاشباح إن وجد..فسيكون بالنسبة لها اكثر أمانا وحنانا من عالم البشر ..فلم تلتفت للأمر وشدت غطاءها لتكمل نومها …
ولكن الصوت عاد من جديد يناديها ….
فنهضت لترى الأمر ونظرت للمرآة التى كانت مواجهة لسريرها لتجد بها صورة فتاة جميلة تنظر وتبتسم لها ابتسامة ساحرة……
………………..
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الفتاة التي في المرآة)