روايات

رواية العذراء والصعيدي الفصل الخامس 5 بقلم نور الشامي

رواية العذراء والصعيدي الفصل الخامس 5 بقلم نور الشامي

رواية العذراء والصعيدي الجزء الخامس

رواية العذراء والصعيدي البارت الخامس

العذراء والصعيدي
العذراء والصعيدي

رواية العذراء والصعيدي الحلقة الخامسة

شهقت غيم بفزع وفتحت عينيها بسرعة ووجدت نفسها مستلقية على الفراش أنفاسها متقطعة وقلبها ينبض بعنف داخل صدرها.. كانت الغرفة مظلمة إلا من ضوء خافت يتسلل من النافذة وصوت الرياح بالخارج يضرب النوافذ وكأنه يعكس العاصفة داخلها فـ وضعت يدها على قلبها تحاول تهدئة أنفاسها، لكن صوت الباب وهو يفتح ببطء جعل الرعب يتجدد في عروقها فجلست بسرعة وشهقت عندما رأت جارح يقف عند الباب ملامحه جامدة وعيناه معتمتان وهو ينظر إليها مرددا:
“مالكِ؟ بتصرخي ليه اكده.. في اي عاد
ابتلعت غيم ريقها بصعوبة قبل أن تهمس بصوت مرتجف:
أنا… كنت بحلم.. حلم وحش جوي
رفع جارح حاجبه واقترب منها قليلا ثم مال برأسه قائلاً بسخرية:
حلم؟ ولا ضميرك بدأ يأنبك؟”
تجمدت غيم في مكانها وهي تشعر أن كابوسها لم ينته… فـ زفر جارح بضيق وبحركة سريعة بدأ بفك أزرار قميصه وسحبه عن جسده ثم ألقاه بلا مبالاة على الكرسي القريب وتقدم نحو الفراش واستلقى بجوارها، بينما غيم تصلبت مكانها، عيناها تتسعان برعب وهي تراقبه دون أن تجرؤ على التفوه بحرف فـ أغلق عينيه وهو يتمتم بصوت متعب:
انا مش ناجص صداع… تعبان وهنااام ومش عايز حد يصحيني فاهمة؟”
بلعت غيم ريقها بصعوبة وهي تحاول أن تحافظ على مسافة بينهما لكن حتى مع ذلك شعرت بثقله القريب و بتنفسه المنتظم، وكأن وجوده وحده يملأ المكان بالخوف. ظلت مستيقظة لفترة تنظر إلى السقف محاولة استيعاب ما يحدث حتى غلبها الإرهاق وأغمضت عينيها بحذر غير قادرة على التخلص من التوتر الذي يحيط بها وفي الصباح استيقظت لتجد الفراش فارغا فـ ارتدت ملابسها بسرعة وخرجت من الغرفة وهي تتجول في أروقة القصر الواسع بتوتر حتى وصلت إلى المطبخ حيث وجدت الخدم يعملون بصمت.تقدمت بخطوات حذرة وقالت بابتسامة مرتبكة:
صباح الخير… ممكن أساعدكم؟
تبادل الخدم النظرات، قبل أن يجيب أحدهم بارتباك:
احنا… مش محتاجين مساعدة، بس شكرا يا ست غيم.. ارتاحي انتي مش عايزين نتعب حضرتك
تجاهلت غيم حديثهم وتقدمت أكثر، التقطت أول شيء وجدته أمامها وعندما أوشكت على استخدامه انطلقت صرخة حادة من لؤلؤ التي اردفت:
إنتي عايزة تجتلينا كلنا.. مالك انتي بالواكل… فاكره نفسك صاحبه البيت.. لع يا جبيبتي انتي تلزمي حدودك وتعرفي حجمك في البيت اهنيه فاهمه
حبست غيم أنفاسها ونظرات الخدم تجمدت عليها فاردفت بتوتر:
وانتي مالك.. انا اعمل ال يعجبني. مش من حقك تجوليلي اعمل اي ومعملش اي… انا مش صاحبه الدار وانتي ال صاحبه الدار جوي… انتي كمان ملكيش اي لازمه اهنيه ومش معني اني سكتالك تفتكري اني ضعيفه او خايفه منك.. لع يا حبيبتي.. الزمي حدودك معايا احسن و
لم تنهي غيم كلماتها وفجأه تلقت صفعه قويه علي وجهها من الجده التي اردفت بغضب;
انتي ازاي تتجرائي وتعلي صوتك علي لؤلؤ… فاكره نفسك صاحبه الدار بجد ولا اي… دا الخدم ال واجفين جدامك دول احسن منك… اعتذري فورا
تجمدت غيم مكانها بعد الصفعة، وضعت يدها على وجنتها بذهول، عيناها متسعتان من الصدمة ونظرات الخدم تلاحقها فـ تمتمت بصوت خافت:
انا آسفه
ضحكت لؤلؤ بسخرية وهي تضع يدها على خصرها مردده’
أهو كدا الكلام.. خليكي في حدودك فاهمة يا عذراء؟ مش انتي عذراء برده..اصل انا عارفه جارح كويس جوي مستحيل يلمس واحده رخيصه زيك.. الا جوليلي الصراحه يا غيم.. مين ال خونتي عصام الله يرحمه معاه
ضغطت غيم على أسنانها تمنع نفسها من الرد ثم استدارت بسرعة وغادرت المطبخ بخطوات متوترة تحاول كتم الغضب الذي يغلي داخلها ما إن خرجت حتى شهقت تأخذ نفسا عميقا وهي تبكي بشده حتي قاطعها صوته وهو يردد:
غيم.. انتي كويسه
نظرت غيم بصدمه وارتمت بين احضانه بلهفه مردده:
فريد… انت جيت انتي… ابوس يدك خرجني من اهنيه بالله عليك يا فريد
تنهد فريد بضيق وهو ينظر حوله، محاولًا استيعاب التوتر الذي يحيط بالمكان، لكن فجأة، دون أي إنذار، تلقى لكمة قوية من جارح جعلته يترنح للخلف و شهقت غيم بفزع وهي تندفع نحوه، لكن جارح كان أسرع، أمسكها من معصمها بعنف وسحبها إليه، عيناه تشتعلان بالغضب وهو يزمجر:
إنتي بتحضني مين عاد ؟! مين ده.. انتي اتجننتي يا بت انتي ولا اي بالظبط.. جايبه البجاحه دي كلها منين عاد
حاولت غيم التملص من قبضته وهي تصيح بغضب:
سيبني يا جارح.. ده فريد، ابن خالتي.. سيبني في حالي
لم يهتم جارح بكلماتها بل التفت نحو فريد الذي استعاد توازنه ومسح الدم عن زاوية فمه، عاقدًا حاجبيه بحدة.
إنت مجنون؟!
قالها فريد بصوت غاضب فرد جارح بغضب:
لو لمستها تاني، مش هتخرج من اهنيه سليم.. انا لا بتاع ابن خالتي ولا ابن عمتي.. انت محرم عليها وجو لعب العيال دا مش عندي.. لو هي متعوده علي اكده.. فـ لع
نظرت غيم إليه بذهول قبل أن تدفعه بقوة وهي تصرخ:
وانت مالك؟! مين إنت علشان تتحكم فيا؟! فريد زي أخويا وانا مش معتبراك جوزي اصلا.. بكرهك.. بكرهك انت واخوك ال ربنا لا يسامحه.. اخوك الخاين الكداب.. تعرف بجا هو يستاهل الحتل وانا مش ندمانه اني جتلته ولو جالي فرصه اني اجتله تاني هجتله واشرب من دمه كمان الوسخ و
لم تنهي غيم جملتها حتى شعرت بصفعة نارية تهوي على وجهها بقوة جعلتها تترنح للخلف وهي تضع يدها على وجنتها بذهول و جارح يقف أمامها عيناه تشتعلان بغضب أسود أنفاسه تتلاحق وكأنها خرجت عن سيطرته، بينما يده ما زالت معلقة في الهواء، وكأنه لم يصدق ما فعله للتو
إنتي تجننتي؟!
صرخ جارح بصوت اجتاح أرجاء الحديقة فارتعشت غيم لكنها تماسكت رفعت وجهها متحدية بغضب :
ايوه… مجنونة! ولو رجع بيا الزمن هعملها تاني وهنتجم منكم كلكم
أطبقت قبضة جارح بقوة وكأنه يحاول السيطره علي نفسه مرددا:
ادخلي جوه قبل ما يوحصل مصيبه.. جسما بالله انا ممكن اجتلك دلوجتي حالا
نظرت غيم اليه بغضب ولم تتحرك بل بقيت جامدة في مكانها تتنفس بسرعة، وعيناها تملؤهما الدموع والقهر. أما فريد، فكان يراقب المشهد بصمت… أنامله مشدودة بجانبه ثم فجأة اردف ببرود:
دا انتوا كلكم اكده بجا..عيله زباله..ما كنتوا تجولوا من الاول انكم عيله واطيه الا تكون انت كمان عاجز زي اخوك يا جارح…اصل انت عارف إنها مش طايقاك وعايزها غصب ودي حاجة مقرفه الصراحه.. يبجي عايز تخبي علي خيبه اخوك صوح
استدار إليه جارح ببطء وابتسامة ساخرة امتدت على شفتيه قبل أن يقول بصوت منخفض :
يخرب بيتك… بتتدخل ليه في ال ملكش فيه بس مبسوط بال هيوحصل دلوجتي ؟
وبدون مقدمات انهال عليه بلكمة أخرى جعلته يترنح للخلف لكن هذه المرة لم يقف فريد متلقيًا الضرب بل ردها له بقوة، ليبدأ العراك بينهما وسط شهقات غيم التي وقفت تحاول الفصل بينهما دون جدوى مردده بصراخ:
كفاية … كفايه بجا بالله عليكم.. فريد امشي… علشان خاطري امشي بالله عليكي يا فريد
نظر فريد إلى غيم التي كانت تبكي بضعف و قلبه يشتعل بالغضب لكنه زفر بقوة يحاول كبحه ثم استدار بصمت وغادر سريعا غير راغب في تعريضها لمزيد من الأذى أما جارح، فشد معصمها بقوة وسحبها خلفه إلى الطابق العلوي دون أن يمنحها فرصة للاعتراض، بينما هي تحاول التملص من قبضته دون جدوى وبمجرد أن دخل بها إلى الغرفة، أغلق الباب خلفه بقوة، واستدار إليها وعيناه تضيقان بحدة مرددا:
بجا انتي عذراء… وأخويا كان عاجز… صح؟ دا ال كنتي بتجوليه من شويه، صوح.. جولتيه جدام الدنيا كلها.. يعني ممكن يكون اي حد سمعه لع وانا ميهونش عليا ان مرتي الحلوه تبجي اكده
ارتجفت غيم بخوف وهي تتراجع للخلف لكن جارح لم يمنحها الفرصة، تقدم إليها بسرعة حتى التصقت بالحائط…و يده امتدت وأحكمت قبضتها على ذراعها وعيناه تلمعان ببرود قاتل وهو يتمتم بسخرية:
انا هعرفك ازاي تجولي الكلمه ال جولتيها دي علي اي حد من عيله الاسيوطي.. جسما بالله لهدفعك تمن كل ال عملته دا غالي جوي
القي جارح كلماته وهو يمسك بطرف قميصه وبدأ في فكه ببطء عيناه مثبتتان على غيم التي كانت ترتجف بشدة عيناها تتسعان برعب وهي تراه يقترب أكثر مردده’
جارح بالله عليك سيبني… ابوس يدك… جسما بالله انت ما فاهم حاجه والله.. سيبني بالله عليك.. يا عاالم حد يساعدني بالله عليكم
تجاهل جارح رجائها ومد يده وانتزع وشاحها بعنف، ثم أمسك بطرف فستانها ومزقه بقسوة وصرخاتها المرتجفة لم تردعه بل ازداد غضبه وهو يقول بسخرية:
هششش… لسه وفري الصراخ دا لبعدين
حاولت غيم دفعه بكل قوتها ودموعها تنهمر بغزارة وهي تتوسل إليه لكنه كان في عالم اخر وانقض عليها كوحش ثائر ينتقم من فريسته
في مكان آخر، بعيدا عن القصر وصراعاته، كان شفيق يجلس في غرفة شبه مظلمة داخل منزل قديم مهجور عينيه تلمعان بترقب وهو يحدق في الرجل الجالس أمامه مرددا:
لازم نكمل ال بدأناه… مفيش تراجع دلوجتي.. ال اتفاجنا عليه يتنفذ يا شفيق… واوعي حد يعرف انا مين…علشان هتبجي مصيبه.. لازم ابجي جمب عيله الاسيوطي من غير ما يعرفوا مين اكبر عدو عليهم
لكن شفيق لم يرد مباشرة، شرد للحظة وهو يتذكر تلك الليلة المشؤومة الليلة التي لم يكن فيها مقتل عصام كما بدا للجميع و عندما ضربته غيم بالسكين، لم يكن عصام قد فارق الحياة بعد. كان ما يزال يتنفس يتلوى من الألم وهو يضغط على الجرح الغائر في جسده بينما غيم، بعد أن رأت الدماء، تركته وركضت خارج الغرفة تلهث وتحاول إيجاد أي شخص يساعدها لم تكن تعلم أن هناك من يراقب كل شيء من الظل عندما دخل شفيق إلى الغرفة مره بعد لحظات نظر إلى عصام الذي كان يحدق به بعينين مرتجفتين محاولا التمسك بالحياة وقبل أن يستطيع التفوه بكلمة اقترب منه شفيق، ركع بجانبه و أمسك بسكين أخرى، وغرسها في قلبه دون تردد منهيًا حياته إلى الأبد
عاد إلى الحاضر وهو يسمع صوت الرجل الآخر يكرر عليه حديثه:
لازم نكمل وجارح لازم يدفع الثمن غالي جووي… تمن موت ابني.. ابني ال دفنته بأيدي بسببه… انا هدمر العيله دي كلها.. جسما بالله لهجتلهم واحد واحد لحد ما بنتي تظهر كمان… بنتي ال بجالها سنين مختفيه معرفش عنها حاجه هما دمروا حياتي
لكن شفيق هز رأسه بحدة، وقال بصوت متحجر:
انت مش فاهم يا بيه … جارح بيه اتجوز البنت دي.. مستحيل يسيب حد يلمسها.. هيجتلنا يا بيه قبل ما نلمسها.. مهما كان دي مرته
ابتسم الرجل الآخر بسخرية وهو يميل نحوه مردفا:
بجد.. طيب خلاص مدام انت خايف جوي اكده يبجي انا هتصرف… اسمها اي البنت دي
شفيق بتوتر:
غيم يا مسعود بيه… اسمها غيم
ابتسم مسعود بخبث وهو يردد اسمها
اما عند جارح كان يجلس على حافة السرير عاري الصدر، يمرر يده بين خصلات شعره بخفوت قبل أن يلتفت إليها. كانت غيم تجلس على طرف الفراش تغطي جسدها المرتجف بالملاءة وجهها شاحب ودموعها تنساب بصمت وجسدها يهتز من شهقاتها المكبوتة فـ نظر إليها مطولا وعيناه تتأملان ملامحها المصدومة ثم دون أن يشعر، اتسعت عيناه بصدمة خفية وهو يدرك الحقيقة… لقد كانت عذراء حقا لم تكن تكذب مثلنا توقع… فزم شفتيه بقوة وهو يتنفس بحدة وبداخله شعور غريب يتسلل إليه لكنه سرعان ما تداركه، وألقى عليها نظرة باردة قبل أن يقول بصوت حاد :
حتى لو كنتي مش بتكدبي في دي… مستحيل أصدج إن أخوي كان عاجز ومستحيل أسامحك إنك جتلتيه… عمري ما هسامحك وهنتجم منك… انا بكرهك يا غيم.. ودلوجتي خلتيني اكره نفسي كمان علشان لمستك ولمستك بالطريجه دي.. عمري ما كنت اتخيل اني اعمل اكده وبسببك خلتيني اقرف من نفسي
القي جارحكلماته وشد قميصه وسحبه بسرعة، ثم ارتداه دون أن ينظر إليها قبل أن يخرج من الغرفة بخطوات قوية تاركا إياها وحدها منهارة وسط دموعها فـ غطت وجهها بيديها وشهقاتها تخرج متقطعة، لم تصدق ما حدث… لم تصدق أنه أخذ منها كل شيء، ثم رحل كأنها لا تعني له شيئا.. فمسحت دموعها بسرعة ونهضت ز ارتدت ملابسها بارتجال وقررت لا يمكنها البقاء هنا لن تتحمل العيش في هذا المكان ولو ليوم آخر وبخطوات مسرعة خرجت من الغرفةو قلبها ينبض بعنف وهي تتجه نحو باب القصر لم تفكر و لم تتردد فقط أرادت الهروب بأي ثمن… لكن ما إن خطت خارج البوابة حتى تجمدت مكانها ويناها اتسعتا بصدمة عندما توقفت سيارة سوداء أمامها بسرعة قبل أن يفتح الباب فجأة ويخرج منها رجال مقنعون، أمسكوا بها بقوة قبل أن تصرخ ودفعوها إلى الداخل بسرعة فـ شهقت وحاولت المقاومة مرددا:
الحقووني..انتوا مين..يا ناس حد يساعدني..جاارح..جارح و
لم تنهي غيم كلماتها وسرعان ما أُغلق الباب وانطلقت السيارة بسرعة جنونية أما جارح الذي كان قد خرج من المنزل. فتجمد في مكانه وهو يرى المشهد أمامه وعروقه تنتفض بغضب زصوته يهدر بجنون وهو يركض نحو السيارة التي اختطفتها مرددا بصراخ:
غيييييم و
توقعاتكم ورايكم وتفاعل ويا تري اي ال هيحصل وهل دي هتكون بدايه جديده لعلاقتهم ويا تري مين الغلطان في كل ال بيحصل دا وهل عصام يستاهل كل ال حصله ولا لا ومين شمس واي علاقه مسعود بـ جارح وعيلته..

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية العذراء والصعيدي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى