رواية الظل الذي يلاحقني الفصل الثاني 2 بقلم نهال مصطفى
رواية الظل الذي يلاحقني البارت الثاني
رواية الظل الذي يلاحقني الجزء الثاني
رواية الظل الذي يلاحقني الحلقة الثانية
اصوات الماضي بين جدران العائله
“أحيانآ، في سعينا وراء الحقيقة، نفتح أبوابآ لم يكن من المفترض أن تُفتح، فنكتشف أن الظلام ليس حولنا فقط، بل داخلنا أيضآ، “في رحلة البحث عن الحقيقة، ندرك متأخرين أن بعض الأجوبة ليست سوى لعنة، وأن الظلام الذي نهرب منه قد يكون هو ما شكّلنا منذ البداية.”
في قلب منزل العائلة الكبير حيث الجدران تحتفظ بأسرار لا تبوح بها، جلس “آدم” في غرفته التي طالما كانت ملجأه كان يشعر بثقل غريب في الهواء، وكأن الماضي يحاول التسلل إليه من بين الشقوق منذ أن عاد إلى المنزل، أصبحت الليالي طويلة، والذكريات أكثر وضوحآ مما ينبغي.
في منتصف الليل، بينما كان الجميع نائمين، استيقظ “آدم” على صوت خافت قادم من الطابق السفلي خرج من غرفته بحذر، متتبعآ الصوت الذي بدا وكأنه همسات.
عندما وصل إلى غرفة المعيشة، وجد ضوء خافت يتسلل من أسفل باب مكتبة العائلة فتح الباب ببطء ليجد “والده” جالسآ على الأرض ممسكآ بلوحة قديمة.
قال “آدم” بصوت مرتعش: “أبي؟ ماذا تفعل هنا؟”
“الأب” يرفع رأسه ببطء:
“لم أستطع النوم.. هذه اللوحة… كانت تعني الكثير لوالدتك.”
اقترب “آدم” ونظر إلى اللوحة كانت تظهر امرأة تقف بجانب نافذة لكنها لم تكن مجرد امرأة كانت “ليلى”.
“آدم” بدهشه : “لماذا توجد هذه اللوحة هنا؟ من رسمها؟”
“الأب” بتردد:
“والدتك رسمتها بعد وفاة ليلى وقالت إنها رأت هذا المشهد في حلم وظلت ترسمه مرارآ وتكرارآ.
ثم غادر كلاهما الغرفه إلي مائدة العشاء
جلس” آدم” مع عائلته حول مائدة العشاء، لكن الأجواء كانت مشحونة بالقلق حاول الجميع التظاهر بالهدوء، لكن أعينهم لم تخفِ التوتر الذي سكن قلوبهم كان “آدم” يراقبهم بصمت، يحاول استيعاب ما يحدث قرر أنه لن يترك الأسئلة تحاصره دون إجابة.
“آدم” بعد صمت طويل:
“أريد أن أفهم شيئآ، لماذا ما زالت أشياء ليلى هنا؟ لماذا لم تتخلصوا منها كما أخبرتني؟”
“الأب” يضع كوب الماء على الطاولة بعصبية :
“آدم، لقد ناقشنا هذا من قبل تلك الأشياء لم تكن مهمة بما يكفي لنتخلص منها.”
“آدم” بصوت مليء بالريبة :
“لكنها كانت مهمة بالنسبة لي، الرسائل التي وجدتها تقول غير ذلك ليلى كانت تكتب عن أشياء في هذا البيت عن مخاوفها.”
“الأم” بنبرة مترددة :
“آدم.. ليلى كانت مريضة لقد كانت تعاني من ضغوط نفسية.”
” آدم ” بحدة :
“ضغوط نفسية؟! إذاً لماذا شعرت أنكم تخفون شيئآ عنها؟ لماذا لم تخبروني بأي شيء قبل أن…”
(يتوقف عن الكلام وهو يحاول السيطرة على مشاعره).
“نور” محاولة تهدئة الأجواء:
“نحن لا نحاول إخفاء شيء، فقط نحاول مساعدتك لتتجاوز ما حدث.”
“آدم” ينظر إليها مباشرة: “تجاوز ماذا؟ لقد تركتموني أعيش في ظلام ليلى.. كتبت عن أشياء غريبة كأنها كانت ترى أشياء تسمع أصوات”
“الأب” يقاطع بصوت مرتفع:
“كفى، آدم هذه مجرد هلوسات، ليلى كانت تعاني من أوهام.”
“آدم” بإصرار :
“لكنها ليست مجرد هلوسات في إحدى رسائلها كتبت عن حادثة حدثت هنا، عن شيء في العلية لماذا لم تذكروا ذلك لي؟”
“الأم” تتنهد:
“آدم، نحن لم نكن نريد أن نثقل عليك، العلية كانت دائمآ مكانآ غير مريح لكن ليس هناك شيء خارق أو غريب.”
“آدم” يصرخ :
“هذا ليس صحيح أنا عشت مع ليلى لم تكن مجنونة كانت تعرف شيئآ لم تريدوا الحديث عنه ”
تسود لحظة من الصمت الثقيل الجميع ينظرون إلى بعضهم البعض وكأنهم يناقشون أمرآ دون كلمات.
“الأب” بهدوء مخيف:
“آدم، أنت لا تعرف كل شيء عن ليلى كانت تحبك، لكنها كانت تحمل ألمآ لا يمكننا فهمه نحن حاولنا حمايتك”
“آدم” مُستغربًا:
“حمايتي من ماذا؟ من الحقيقة؟”
“الأم” بصوت منخفض:
“ليلى كانت تعاني من اضطراب نفسي وكان مرتبطآ بهذا البيت حاولنا مساعدتها، لكن الأمور خرجت عن السيطرة”
“آدم” بحزم : “وما الذي كنتم تخافون منه؟”
“نور” مترددة: ..
“ليلى كانت تذكر أشياء عن البيت عن أصوات تسمعها في الليل لكنها…”
“الأب” مقاطعآ:
“كفى نحن لن نعيد فتح هذا الموضوع ، ليلى رحلت، وهذه نهاية القصة.”
ينهض “الأب” بغضب ويغادر الطاولة، تاركآ “آدم” مذهولًا ينظر إلى والدته، التي تهرب بنظراتها إلى طبقها، و”نور” التي تبدو وكأنها تريد التحدث لكنها تخشى ذلك.
“آدم” موجهآ حديثه لنور:
“نور، إن كنتِ تعرفين شيئآ، أخبريني الآن”
“نور” بهمس طفولي:
“ليلى كانت تخبرني أن هناك شخصآ يتحدث معها من العلية قالت إنها كانت ترى أشياء لا يستطيع أحد غيرها رؤيته”
“آدم” مصعوقآ: “ولماذا لم تخبروني؟”
“الأم” بحزن: “لأننا ظننا أنها مجرد أوهام، مثلما قالت الطبيبة ”
يشعر “آدم” وكأن الحكاية تأخذ منحى مختلف تمامآ عما كان يتوقع هناك سر في هذا البيت، سر مرتبط بـ “ليلى” وربما به هو أيضآ قرر في تلك اللحظة أنه لن يتوقف حتى يكشف الحقيقة، حتى لو كان ذلك يعني مواجهة أسوأ مخاوفه.
تراجع ” آدم” إلى غرفته بعد العشاء، لكنه لم يستطع النوم ظل مستلقيآ في الظلام، يحدق في السقف، وكل كلمة سمعها خلال النقاش تتردد في رأسه حديث “نور” عن الأصوات والعلية
ونبرة أمه الحزينة، وصوت والده الغاضب كلها كانت تشير إلى شيء مخفي، شيء لا يريد أحد الاعتراف به.
نهض من سريره وألقى نظرة على ساعة الحائط كانت تشير إلى الثانية بعد منتصف الليل شعر بأن البيت هادئ بشكل غريب قرر أنه لن ينتظر حتى الغد للبحث عن إجابات.
خرج من غرفته بهدوء شديد، حافي القدمين كي لا يصدر أي صوت كان البيت غارقآ في الظلام، والظلال التي تلقيها الأثاث على الجدران بدت وكأنها أشباح صامتة توجه نحو العلية، المكان الذي لم يدخله منذ سنوات طويلة.
عندما وقف أمام باب العلية، شعر بشيء ثقيل في صدره تردد لثوانٍ، لكنه أجبر نفسه على فتح الباب، صعد السلم بحذر، والخشب تحت قدميه يصدر أصوات خافتة عندما وصل إلى الأعلى، أشعل مصباح الجيب الذي كان يحمله، وبدأ في استكشاف المكان.
كانت العلية مليئة بالأغراض القديمة صناديق مغلقة، لوحات مغطاة بالغبار، وكرسي هزاز بدا وكأنه لم يُستخدم منذ عقود بينما كان يتفحص المكان، لفتت نظره لوحة موضوعة في زاوية مظلمة كانت مغطاة بقماش أبيض متسخ.
اقترب منها وسحب القماش بحذر ما رآه جعله يتجمد في مكانه كانت اللوحة تظهر امرأة تشبه “ليلى” إلى حد مخيف كانت تقف في العلية نفسها، لكنها لم تكن وحدها خلفها كان هناك ظل غامض لشخصية لم يستطع تمييز ملامحها، لكنه شعر بأنها مألوفة.
بدأ قلبه ينبض بسرعة من رسم هذه اللوحة؟ ولماذا تشبه “ليلى” إلى هذا الحد؟ أمسك اللوحة بين يديه وبدأ يفحصها بدقة، ليلاحظ شيئآ مكتوبآ في الزاوية السفلية كانت هناك عبارة صغيرة بالكاد يمكن قراءتها …. “لا مفر من الحقيقة”
شعر بشيء يتحرك خلفه التفت بسرعة، لكن العلية كانت فارغة تردد للحظة، ثم قرر النزول باللوحة إلى غرفته عندما وضعها على مكتبه، لاحظ شيئآ غريبآ آخر كان هناك خدش صغير في جانب اللوحة دفعه الفضول إلى محاولة فتح الخدش، ليكتشف أنه يخفي تجويفآ صغيرآ بدا وكأن شيئآ ما مخبأ هناك.
مد يده بحذر وسحب من التجويف ورقة مطوية بعناية فتحها
ليجد رسالة مكتوبة بخط يد “ليلى” .
“آدم، إذا كنت تقرأ هذه الرسالة، فهذا يعني أنك بدأت ترى ما كنت أراه لم أكن مجنونة، كما كانوا يقولون هناك شيء في هذا البيت شيء يريد أن يكشف لك الحقيقة لا تتوقف عن البحث، لكن كن حذرآ … لأن الحقيقة قد تكون أكثر مما تستطيع احتماله.”
سقطت الورقة من يده، وشعر بقشعريرة تجتاح جسده بدأ يسمع همسات خافتة في الغرفة، همسات تكرر نفس الجملة :
“لا مفر من الحقيقة”
“آدم ” شعر بأن الغرفة تضيق عليه، وكأن الهواء أصبح ثقيلآ
حمل الورقة مرة أخرى وقرأها مجددآ، محاولًا فك الكلمات والرسائل المخفية من أين جاءت هذه الرسالة؟ ولماذا كانت مخبأة في لوحة قديمة في العلية؟
قرر أن يواجه والديه بما وجده خرج من غرفته حاملاً اللوحة والرسالة، وتوجه نحو غرفة المعيشة، حيث كانت الأنوار لا تزال مضاءة عندما دخل، وجد والده جالسآ أمام التلفاز، بينما كانت والدته تقلب صفحات كتاب قديم.
رفع اللوحة أمامهما وقال بصوت مليء بالغضب والارتباك:
“أريد تفسيرآ، لماذا توجد رسالة من ليلى في العلية؟ ولماذا هذه اللوحة تشبهها؟”
“والده” الذي كان يُظهر دائمآ رباطة جأش، بدا عليه الارتباك لأول مرة نظر إلى اللوحة، ثم إلى الرسالة، ثم وقف ببطء وقال:
“آدم، يجب أن نترك الماضي في مكانه لا فائدة من نبش جروح قديمة.”
قاطعه ” آدم ” بصوت أعلى:
“هذا ليس مجرد ماضي ليلى كانت تحاول أن تقول لي شيئآ هناك شيء مخفي في هذا البيت، وأنتم تعرفون ما هو لا تحاولوا إنكار ذلك.”
نظرت والدته إليه بعيون مليئة بالدموع، وقالت بصوت متردد:
“آدم، ليس كل شيء كما يبدو ليلى كانت تعاني كانت ترى أشياء لم تكن حقيقية”
رد “آدم” بغضب:
“إذا كانت أوهامآ، فلماذا تخبئون رسالتها؟ ولماذا تركتم هذه اللوحة هنا؟”
نظر والده إلى والدته بنظرة تشير لاتفاق غير منطوق بينهما و قال:
“حان الوقت لتعرف الحقيقة، آدم تعال معنا”
قاداه إلى المكتبة الصغيرة الموجودة في الطابق الأرضي فتح والده خزانة مغلقة بمفتاح، وأخرج منها صندوق خشبي صغير وضع الصندوق على الطاولة، وفتحه بحذر.
داخل الصندوق كانت هناك صور قديمة لـ “آدم” وهو طفل صغير مع “ليلى” في مراحل مختلفة من حياتها في الصور، كانت تبدو “ليلى” دائمآ شاحبة، وعيناها تحملان نظرة خوف دائم.
قال “والده” بصوت هادئ:
“ليلى لم تكن فقط حب حياتك، كانت جزء من سر أكبر عندما كنتما صغيرين، كانت تعاني من نوبات غريبة كانت ترى أشخاصآ وأشياء لم نرها نحن لكنها لم تكن مجرد أوهام، كانت ترى ذكريات لم تحدث بعد.”
قاطعه “آدم” وهو يحدق في الصور:
“ذكريات لم تحدث بعد؟ ماذا تعني بذلك؟”
ردت “والدته” وهي تمسح دموعها:
“ليلى كانت ترى المستقبل أو على الأقل، كانت تدّعي ذلك لكنها لم تكن تعرف الفرق بين الحقيقة والوهم كل مرة كانت ترى شيئآ، كان ينقلب إلى كابوس وعندما حاولنا مساعدتها، أصبحت أكثر انعزالآ، وأكثر خوفآ”
قال “آدم” وهو يشعر بالارتباك أكثر:
“لكنها لم تخبرني شيئآ عن هذا، لماذا؟ ، لماذا لم تقل لي؟”
أجابت “والدته” بصوت مكسور:
“لأنها كانت تخاف أن تفقدك كانت ترى أن مصيركما مرتبط بشيء خطير، الرسالة التي وجدتها الآن ربما تكون دليلًا على أنها أرادت أن تحذرك.”
صمت “آدم” للحظات، ثم قال:
“وما علاقة اللوحة بكل هذا؟ لماذا توجد صورة لها مع هذا الظل الغريب؟”
“والده” الذي بدا عليه الحزن والندم، أجاب:
“لا نعرف، تلك اللوحة كانت موجودة هنا قبل أن ننتقل إلى هذا البيت ليلى اكتشفتها في العلية أول مرة، ومنذ ذلك الحين بدأت حالتها تسوء.”
شعر “آدم” بأن الأرض تهتز تحت قدميه كل شيء حوله أصبح غير منطقي، لكنه كان يعلم شيئآ واحدآ الإجابات الحقيقية لم تكن هنا بل كانت في مكان أعمق، مكان لم يتجرأ أحد على الوصول إليه.
نظر إلى والديه وقال بحزم:
“إذا كنتم تخافون من الحقيقة، فأنا لا أخاف سأعرف كل شيء، حتى لو كان ذلك يعني مواجهة ما حاولتم إخفاءه عني طوال هذه السنين.”
ثم خرج من الغرفة، تاركآ اللوحة والرسالة خلفه، لكن بداخله نار لا تنطفئ، وقرار لا رجعة فيه، لن يتوقف حتى يكشف السر مهما كلفه الأمر.
“آدم” خرج من المكتبة بخطوات متوترة مُتجهآ نحو غرفته
كان ذهنه مشوشآ، وأفكاره تتصارع كأنها موجات عاصفة، أغلق الباب خلفه وألقى بنفسه على السرير، محدقآ في السقف، الكلمات التي سمعها من والديه كانت تدور في رأسه كدوامة.
“ذكريات لم تحدث بعد، ليلى كانت ترى المستقبل…”
أمسك الرسالة مرة أخرى، وعاد يقرأها، محاولًا إيجاد أي دلالة أو رمز جديد، الكلمات كانت غامضة، لكنها تحمل شعورآ صادقآ بالخوف
“آدم، هناك شيء في المنزل شيء ليس كما يبدو إذا كنت تقرأ هذا، فاعلم أني لم أكن أتوهم ابحث عن الغرفة التي لا أبواب لها.”
الغرفة التي لا أبواب لها؟ كيف يمكن أن تكون هناك غرفة بلا أبواب؟
بينما كان يحاول تفسير الرسالة، سمع طرقآ خافتآ على باب غرفته لم يكن الطرق كالمعتاد، بل كان بطيئ ومتقطع، وقف مترددآ، ثم فتح الباب كانت والدته تقف هناك، لكن ملامحها بدت متوترة ومشوشة، وكأنها تخفي شيئآ أكبر مما تستطيع حمله.
قالت بصوت منخفض:
“آدم، أنا أعرف أنك لن تتوقف عن البحث، وأنا… أنا لا ألومك، لكن أريدك أن تعدني بشيء.”
رد “آدم” بحذر: …. “اعدك بماذا؟ ”
“أعدني أنك ستخبرني بكل شيء تجد فيه، ولا تحاول مواجهة هذا الأمر وحدك.”
نظر إليها “آدم” للحظات، ثم قال ببرود:
“كيف أعدك بشيء لا أفهمه؟ أنتم تخفون شيئآ كبيرآ، وأنا سأكتشفه سواء أردتم أم لا.”
أخفضت والدته عينيها، ثم قالت:
“إذن… سأخبرك بشيء ربما يساعدك عندما انتقلنا إلى هذا البيت كان هناك جناح مغلق في الطابق السفلي لم نفتح هذا الجناح مطلقآ لأننا وجدنا ملاحظات مكتوبة على جدرانه، كأن أحدهم كان يكتب رسائل لنفسه أو لشيء آخر الرسائل كانت تتحدث عن الغرفة التي لا أبواب لها.”
شعر “آدم” بقشعريرة تسري في جسده سأل: “ولماذا لم تفتحوه؟”
ردت والدته:
“لأن والدك قال إنها مجرد خرافات، وأن البيت قديم بما يكفي ليكون فيه أشياء غريبة لكنه لم يكن واثقآ، وأنا كنت خائفة.”
“آدم” قرر أنه لن ينتظر أكثر قال لوالدته بحزم:
“أنا ذاهب الآن لرؤية هذا الجناح إذا كنتِ تخافين، فلا بأس لكني لن أتوقف هنا.”
حاولت “والدته” أن تمنعه، لكنها أدركت أنه لن يتراجع، تبعته إلى الطابق السفلي، حيث وقف أمام باب قديم ومغلق بمفتاح صدئ.
سأل “آدم” باستعجال: …. “أين المفتاح؟”
أجابت والدته بتردد: … “إنه في درج غرفة المكتب.”
هرع “آدم” إلى غرفة المكتب، بحث في الدرج حتى وجد المفتاح كان صغيرآ، لكنه حمل وزنآ هائلآ من الأسرار، عاد إلى الطابق السفلي وأدخل المفتاح في القفل فتح الباب بصعوبة، كأنه لم يُفتح منذ سنوات طويلة.
الغرفة كانت مظلمة، والهواء فيها ثقيل برائحة الغبار والرطوبة على الجدران كانت هناك كلمات محفورة بخطوط عشوائية وغير مفهومة كلمات مثل “الظل”، “المرآة”، “ليلى”، “الحقيقة”.
في زاوية الغرفة، كان هناك صندوق خشبي صغير، يشبه الصندوق الذي وجده والده من قبل فتحه “آدم” ببطء، ووجد داخله دفتر مذكرات قديم.
بدأ يقلب الصفحات، وكانت كلها مكتوبة بخط يد “ليلى”.
“لقد وجدت الغرفة… ليست حقيقية، لكنها موجودة، هناك شيء ينتظرنا فيها شيء يريد أن يقول لنا الحقيقة أو يأخذنا بعيدآ”
“آدم” وقف في الغرفة المظلمة، قلبه ينبض بعنف، وعيناه مثبتتان على الجدار الخلفي حيث يأتي الصوت كان همسآ بالكاد يمكن سماعه، لكنه كان واضحآ في أذنيه، كأنه موجه إليه فقط.
التفت نحو والدته التي كانت واقفة خلفه بوجه شاحب وقلق سألها بصوت مضطرب: “أمي… هل تسمعين هذا الصوت؟”
نظرت إليه والدته بتعجب، ثم قالت:
“أي صوت؟ آدم، لا يوجد شيء، هل تشعر بشيء؟”
“آدم” شعر بوحدة خانقة الصوت كان واضح بالنسبة له، لكنه أدرك أن والدته لا تسمعه بل ربما لا تستطيع سماعه عاد لينظر نحو الجدار، الذي بدا وكأنه ينبض بشكل خافت تحت أصابعه.
مد يده ببطء، كأنه يريد أن يخترق الجدار وبرغم برودته، شعر بحرارة غريبة تسري في أطرافه تردد للحظة، ثم ضغط بيده بقوة فجأة، شعر بشيء يشبه النبض أسفل راحته تراجع بسرعة وهو يلهث، وأشار نحو الجدار:
“هناك شيء هنا…، هناك شيء خلف هذا الجدار”
والدته نظرت إليه بخوف، لكنها لم تستطع رؤية ما يراه قالت بحزم:
“آدم أنت متوتر هذه الغرفة قديمة ومخيفة، وربما مخيلتك تلعب دورآ هنا علينا أن نغادر الآن.”
لكن “آدم” لم يستطع الاستماع الصوت أصبح أعلى، كأنه يناديه حاولت والدته الإمساك بذراعه وسحبه خارج الغرفة، لكنه أبعدها برفق :
“لا ، لا يمكنني المغادرة الآن هناك شيء هنا شيء يريد أن أراه
إن كنتِ لا تريدين البقاء، عودي إلى الأعلى لكنني لن أرحل.”
“والدته” كانت على وشك الرد، لكنها شعرت بارتباكه الحقيقي لم ترغب في تركه وحده، لكنها أيضآ لم تستطع فهم ما يحدث قالت بصوت مضطرب:
“سأكون في الطابق العلوي إذا شعرت بأي شيء غريب تعال فورآ”
خرجت والدته من الغرفة، وتركت “آدم” وحيدآ مع الجدار الذي بدا حيآ تقريبآ .
وقف “آدم” لبضع لحظات يراقب الجدار ثم قرر الاقتراب مرة أخرى وهذه المرة كان عازمآ على كشف السر ضرب بيده الجدار بقوة، لكن ما حدث جعله يتجمد في مكانه.
الجدار لم يتحطم، لكنه اهتز برفق، وكأن هناك سطح مائي خلفه ثم ظهرت على السطح كلمات جديدة، مكتوبة بخط يشبه خط “ليلى”
“آدم، لا تخف، الغرفة ليست كما تبدو هي مفتاح، لكن المفتاح ليس لك”
تراجع “آدم” خطوة للخلف وهو يحاول استيعاب الكلمات ماذا تعني المفتاح ليس لك؟ ولماذا يشعر أن الغرفة تتحدث إليه؟
بينما كان غارقآ في أفكاره، سمع صوتآ آخر، صوت خطوات خلفه التفت بسرعة، لكنه لم يرَ أحدآ، الغرفة كانت فارغة تمامآ ومع ذلك، شعر بوجود شخص يقف قريبآ منه، يراقبه بصمت.
قال بصوت مرتجف: “من هناك؟ من أنت؟”
لم يجب أحد، لكن الصوت عاد، هذه المرة أقرب وأكثر وضوحآ كان همسآ، لكنه لم يكن من الكلمات التي يمكن فهمها، كان كأنه صوت شخص يتحدث بلغة قديمة وغامضة.
“آدم” بدأ يشعر بالاختناق الهواء في الغرفة أصبح ثقيلآ وكأنه يسحب الحياة منه لكنه لم يستطع المغادرة شيء ما كان يجذبه للبقاء، شيء لا يمكن مقاومته.
ثم، فجأة، انطفأت الأنوار بالكامل الغرفة غُمرت في ظلام دامس لكن وسط هذا الظلام، بدأت تظهر أضواء صغيرة على الجدران، كأنها نجوم تتشكل من العدم.
في وسط هذا العرض الغريب، ظهر وجه “ليلى” كان شفافآ ومشرقآ لكنها بدت حزينة نظرت إليه مباشرة، وقالت بصوت عميق ومليء باليأس:
“آدم، لا تذهب أبعد عن هذا، ليس كل الأسرار يجب أن تُكتشف.”
صرخ آدم وقال :
“ليلى ما الذي يحدث هنا؟ لماذا أنا؟ ولماذا تركتِ هذه الرسائل؟”
لكن “ليلى” لم تُجيب اختفى وجهها تدريجيآ، تاركآ “آدم” وحده مرة أخرى.
في تلك اللحظة، قرر “آدم” أنه لا يمكنه التراجع هناك شيء كبير خلف هذه الغرفة، شيء قد يغير كل شيء لكنه لم يكن مستعدآ لما سيكتشفه بعد ذلك.
كانت أنفاس ” آدم ” تتسارع، وعيناه تتحركان بين الرسومات والدفاتر كأنها تبحث عن إجابات وسط الفوضى، أخذ الدفتر الكبير في يديه وبدأ يقلب الصفحات بسرعة، كانت هناك ملاحظات مكتوبة بخط “ليلى”، بعضها عبارات قصيرة غامضة، مثل:
“الظلال تعرف الحقيقة.”
“الأصوات ليست من الماضي.”
“آدم، استمع إليهم.”
توقف عند صفحة بدت مختلفة عن الباقي، مرسومة بحبر أحمر وكأنها خارطة تُظهر خطوطاً متشابكة، تقود جميعها إلى نقطة واحدة وهي (الغرفة الشرقية)
فجأة، شعر بحركة خلفه استدار بسرعة، لكنه لم يجد أحداً ورغم ذلك، كان هناك صوت ناعم، أشبه بهمسات، يقول: “آدم… لا تخف.”
حاول السيطرة على ارتجافه، لكنه شعر أن الصوت ليس غريباً كان مشابهاً لصوت “ليلى” لكنه أعمق وأبعد.
صرخ بصوت متردد ” من هناك؟ ”
الصوت لم يجب، لكنه استمر كأن الكلمات تأتي من داخل رأسه.
عاد للدفتر، وبينما كان يتصفح الصفحات الأخيرة، وجد رسالة بخط يد “ليلى” موجهة إليه:
“آدم، إذا كنت تقرأ هذا فأنت الآن أقرب مما كنت أعتقد كل ما كنت أراه وأسمعه ليس وهماً إنها الحقيقة، لكنها تلبستني حتى لم أعد أفرق بين الواقع والخيال ستجد الإجابة في مذكراتي القديمة ولكن كن حذراً ليس كل ما ستجده سيكون كما تتوقع”
ثم سرح ” آدم ” وتذكر أشياء قد كانت “ليلي” تتحدث معه عنها.
(فلاش باك)
في أحد الأيام، قبل اختفاء “ليلى” كان يجلس معها في حديقة الجامعة كانت تبدو هادئة على غير عادتها سألها بصوت قلق:
“هل كل شيء بخير؟ تبدين شاردة”
أجابت وهي تحدق في الأفق :
“آدم، هل تؤمن أن هناك عوالم أخرى حولنا؟ عوالم لا نراها لكننا نشعر بها؟”
“آدم” بدهشه وأستغراب: … “ماذا تقصدين؟ مثل الأرواح؟”
“ليلى” بالنظر إلي السماء:
“أكثر من ذلك، هناك أشياء تتجاوز الإدراك البشري أشياء لو عرفناها، قد تغير كل شيء نؤمن به.”
“آدم” بدهشه مجددآ :
“لماذا تفكرين بهذه الطريقة؟ هل حدث شيء؟”
ابتسمت ابتسامة غامضة، وقالت:
“ربما في يوم ما سأخبرك لكن ليس الآن.”
—
عاد “آدم” إلى الحاضر أخذ الدفتر وخرج من الغرفة الشرقية عازماً على قراءة كل شيء ليكتشف الحقيقة لكنه شعر أن شيئاً ما يتبعه كل خطوة كان يخطوها داخل المنزل القديم كانت تتردد كأن هناك خطوات أخرى تعكس صوته.
وقف في منتصف المنزل، واستدار بسرعة، محاولاً مواجهة ما كان يشعر به.
“من هنا؟! أظهر نفسك!”
لكن لم يكن هناك أحد فقط الصمت.
عندما خرج أخيراً من المنزل، شعر بالهواء البارد يلفه كان الليل قد حل، والشارع كان خالياً تماماً وضع الدفتر في حقيبته، لكنه لم يستطع مقاومة إحساس غريب بأن شيئاً قد تغير.
في المنزل عندما بدأ في قراءة الدفتر، وجد أول صفحة مكتوبة بخط “ليلى”:
“آدم، هناك شيء عليك أن تعرفه عني، أنا لم أكن وحدي أبداً.”
الصفحات التالية كانت عبارة عن يوميات مفصلة تصف كيف بدأت “ليلى” تشعر بوجود أصوات وأشكال غير مرئية تصف لحظات كانت تشعر فيها أن هناك من يراقبها، وكيف بدأت ترى ظلالاً تتحرك في زوايا غرفتها.
لكن ما أذهله هو وصفها لشخص يبدو مثله، يظهر لها في أحلامها، يقول لها نفس الكلمات التي يسمعها الآن: “استمر، لا تتوقف.”
“آدم” جلس على أريكته في الغرفة المظلمة يتنقل بين صفحات مذكرات “ليلى” وكأنه يبحث عن خيط يربط الماضي بالحاضر، كانت الكلمات تتناثر أمامه، كل حرف يضيف المزيد من الغموض إلى ما كان قد بدأه.
(همسوا لي، أخبروني أنني سأكون المفتاح المفتاح لماذا؟
ماذا يعني ذلك؟ كلما حاولت أن أبتعد، كلما اقتربوا مني أكثر.)
“آدم” شعر كأن قلبه يتوقف عن الخفقان كانت هذه الجملة هي نفسها التي سمعها في صوته في تلك اللحظة المقلقة في المنزل
لم تكن مجرد كلمات، كانت تنبؤات، أو ربما، تحذيرات.
في تلك اللحظة، شعر بشيء غريب، شيء كان يراوده منذ بداية هذا المسار ليس فقط الأصوات، بل حتى الأنماط في الرسومات التي رآها، والظلال التي شعر بها شيء كان يتنقل بين عينيه يراوده ويسحب عقله في اتجاهات غير مرئية، غير مفهومة.
همس لنفسه بينما عينيه تستقران على إحدى الرسومات الغريبة التي كانت قد رسمتها:
“ليلى ، هل كانت تعرف شيئآ أكثر مما كانت تقول؟”
كان الرسم يمثل شكلاً هندسياً معقدآ مثل دوائر متشابكة تتحرك وتلتف حول بعضها البعض بشكل غير طبيعي مع ذلك، كان هنالك شيء في الرسم، شيء تذكره “آدم” شيء كان يراه مرارآ وتكرارآ في الأماكن التي لا ينبغي له أن يراه فيها.
(فلاش باك) ..
قبل أن يختفي في آخر مرة جلس فيها مع “ليلى” كانت قد أخبرته بشيء أثار شكوكه بشكل غريب في تلك الليلة، جالسين معآ على السطح، يشاهدان النجوم في السماء.
قالت “ليلى” بصوت منخفض، وهو يلتفت إليها بنظرة مصاحبه بالقلق:
“آدم، هناك شيء أخبرني إياه أحدهم شيء غريب جدًا”
“آدم” بتوتر : “ماذا؟”
“أخبروني أنني لست في مكاني الطبيعي أنني في مكان لا ينتمي إليّ، وأنك أيضآ، أنت أيضآ هنا لسبب آخر”
“ماذا تعني؟ ليلى، توقفي عن هذه المزاح!”
“لم أكن أمزح كانت الأصوات تأتي من داخلي وكلما حاولت الهروب كلما استمرت في متابعتي ظلالي يحيط بي شيء غريب يحدث إذا لم أتمكن من الهروب، فأنت أيضآ ستتأثر.”
نظر إليها في صمت، لم يستطع أن يجيب لكن تلك الكلمات استمرت في صداه، حتى الآن.
—
بينما كان يغلق المذكرات، شعر بشيء ثقيل في صدره كانت الغرفة مشحونة بالطاقة الغريبة نفسها التي شعر بها عندما بدأ في البحث عن الحقيقة.
ثم شعر فجأة بشيء آخر وقع قدمين على السلالم صوتهما كان خافتآ، ولكن ما جعله يقف فجأة هو أن الصوت لم يكن له، لا، لم يكن هناك أحد في المنزل.
قال بصوت مرتجف، ولكن الإجابة كانت صمتآ عميقآ “من هناك؟”
مع كل خطوة يقترب منها الصوت، كانت الضوضاء في عقله تزداد والرسوم في دفتر “ليلى” تصبح أكثر وضوحآ، كأنها تقترب منه كأن كل شيء في حياته كان قد رسمه على تلك الصفحات.
ثم، بينما كان يحاول التراجع، نطق الصوت الذي يراوده:
“لا تبتعد، أنت في المكان الصحيح.”
“آدم” وقف في مكانه، يداه ترتجفان بدأ في اللحاق بالصوت، لكن مع كل خطوة يخطوها، شعر أن عقله يكاد يتفكك المكان نفسه كان يدور حوله، كأنه في دائرة مغلقة، محاصر.
في تلك اللحظة، كانت الصور في ذهنه تختلط ماضيه، ماضي
“ليلى” كل شيء بدأ يندمج في شيء واحد كان في المكان الذي كان يجب عليه أن يكون فيه، لكنه لا يعرف لماذا أو كيف.
أغمض عينيه، وحين فتحها وجد نفسه في مكان مختلف تمامآ الغرفة كانت نفسها، ولكنها بدت كأنها قديمة جدآ، مليئة بالغبار والمرايا المكسورة في الزوايا، كانت هناك أشكال غير واضحة تتحرك.
كان هذا المكان هو المكان الذي رآى فيه أول مرة وجه “ليلى”
قبل أن تختفي، في ليلة عاصفة، كانت تجلس هناك وتبتسم له.
صرخ وهو يتقدم نحو الظل الذي كان يظهر في الزاوية: “ليلى؟!”
لكن الجواب لم يكن منها بل كان الصوت نفسه، ولكن الآن أصبح أكثر وضوحآ وأكثر حدة.
“أنت هنا لأنك بحاجة لذلك، لأنك يجب أن تكون هنا.”
تجمد في مكانه، كان يدرك أن هذه ليست الحقيقة التي كان يأمل في الوصول إليها كل شيء أصبح أكثر تعقيدآ.
وقف “آدم” للحظات، محاولاً تهدئة أنفاسه المتسارعة شعر بأنه في مواجهة مع شيء أكبر من مجرد ذكريات عائلية أو أوهام قديمة لم يكن هذا مجرد جدار أو غرفة، بل كان جزء من لغز أكبر بكثير .
اقترب مجددآ من الجدار، لكنه هذه المرة لم يلمسه بدلاً من ذلك همس:
“إذا كنت تعرفينني، فأخبريني ماذا أريد؟ ما الحقيقة التي أبحث عنها؟”
في تلك اللحظة، ارتجف الجدار كأنه استجاب لصوته، وظهرت كلمات جديدة:
“الحقيقة ليست في الماضي، بل في داخلك ما تبحث عنه كان دائمآ معك”
شعر “آدم” بارتباك أكبر ماذا تعني هذه الرسالة؟ هل يمكن أن يكون هو نفسه جزء من هذا السر؟ هل “ليلى” كانت تحاول أن تقوده إلى إدراك شيء يتعلق به شخصيآ؟ .
قبل أن يتمكن من التفكير أكثر، بدأت الغرفة تهتز بلطف، وكأنها تنبض بالحياة الأشياء القديمة التي كانت متكدسة بدأت تتحرك قليلاً، والغبار الذي كان يغطيها بدا كأنه يتلاشى ببطء في زاوية مظلمة من الغرفة، ظهر وميض خافت، كأنه يدعوه للاقتراب.
تقدم “آدم” بحذر نحو الوميض وعندما وصل، وجد صندوقآ صغير آخر، لكنه كان مختلفآ هذه المرة كان الصندوق مُزين برموز غريبة تشبه الحروف، لكنها غير مفهومة على سطحه كانت هناك مرآة صغيرة، وعندما نظر فيها، رأى شيئآ غريبآ لم يكن انعكاسه فقط
بل كانت هناك صورة أخرى تظهر بجانبه صورة لـ”ليلى”.
لكنها لم تكن “ليلى” التي يعرفها بدت أكبر سنآ، وأكثر حكمة وكأنها كانت تحاول التواصل معه اقترب أكثر من المرآة، وهمس:
“ليلى، إذا كنت تسمعينني… أخبريني ماذا أفعل؟”
ردت الصورة بصوت خافت، لكنه كان واضحآ بما يكفي ليصدمه:
“آدم، لا تبحث عن الإجابات في الخارج عليك أن تتذكر، كل شيء يبدأ بك”
قبل أن يتمكن “آدم” من الرد، تلاشى الصوت والصورة، وعاد الصندوق إلى طبيعته شعر “آدم” بأن شيئآ داخله قد استيقظ، كأن هناك ذكرى دفينة تحاول العودة إلى السطح لكنه لم يكن مستعدآ بعد لفهمها بالكامل.
خرج من الغرفة وعاد إلى والدته التي كانت تنتظره بقلق في الطابق العلوي نظر إليها، وقال بهدوء:
“أمي، أعتقد أنني أعرف أين أبحث الآن، لكنني بحاجة لبعض الوقت… وحدي.”
نظرت إليه والدته بقلق، لكنها لم ترد كانت تعرف أن شيئآ ما تغير في ابنها، وأنه الآن على وشك مواجهة الحقيقة التي حاولوا إخفاءها عنه طوال هذه السنوات.
اندفع مره اخري للعليه، محاولآ دخولها، لكنها بدأت تتشقق في اللحظة التي حاول فيها الدخول، تلاشت الغرفة بالكامل، ووجد نفسه مستلقيآ على أرضية غرفته في منزله، مصابآ بالذهول.
لكن عندما استعاد أنفاسه، لاحظ شيئآ على يده كانت هناك علامة غريبة تشبه نقش دائري ثم همس لنفسه:
“ما الذي حدث؟ وما هذا الذي رأيته؟”
نهض ببطء، وقرر أن هذه ليست النهاية هناك المزيد مما يجب أن يعرفه، والمزيد مما يجب أن يواجهه، الحقيقة لم تكن مجرد ذكرى أو شبح من الماضي، بل كانت مفتاحآ لشيء أكبر مما تخيله.
يتبع…..
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الظل الذي يلاحقني)