رواية الصمت الباكي الفصل العاشر 10 بقلم سارة أسامة نيل
رواية الصمت الباكي الجزء العاشر
رواية الصمت الباكي البارت العاشر

رواية الصمت الباكي الحلقة العاشرة
هذه الحياه ليست إلا صراع…. صراع بين الحق والباطل ، وكُلاً منِّا يؤمن أنه على صواب ، ويسير بالطريق الصحيح … وفى النهايه نحن سوى عدة أنفاس فانية بمرور الأيام والوقت تتناقص شيئاً فشئ حتى تتوارى………….#
أسدل الليل ستائرة وإنقضى سريعاً فهذا الليل قصير على من ينام، طويل على من يعانى ، فكم أنت أنانى أيُها الليل ، فيا عجباً لك … !
ليأتى يوم جديد وعلى أعملنا شهيد فمنَّا من يقتنصة فى المفيد وآخرون من يذهب يومهم هبئاً منثورا ..
وهذا يوم ليس بالعادى فاليوم تمتلك أسوة تسجيل فيديو يُدين “مؤمن الصياد” ويذهب به وراء الشمس ، وأيضاً سوف تخرج أخيراً من القصر لروئية “يزيد”
وهذه فرصه ليست بخيصة وستستغلها جيداً للهروب ….
وضعت فى حقيبتها اليدويه ما سوف تحتاجه من متعلقاتها وأوراقها وبطاقتها الشخصيه ، بعدما أعادها لها “مؤمن” يبدوا أنه أعطاها الأمان ..!
-أمرك مضحك عزيزتى “أسوة” فمؤمن لا يأمن لذاته أسيأمن لأنثى من جنس حواء .. خسئتي يا أسوة ..!
تخرج من الملحق بعدما رتبت أمورها ووضعت خطه بديله إن لم تنجح خطتها الأولى للهروب … فإن لم تنجح بالهروب فعليها التركيز وحفظ طريق الخروج من الغابه وستهرب من القصر إن أرجعها إليه مرة أخرى ..
لكن ما يثير قلقها إن وضعوا شئ على أعيونها يحجب رؤيتها ، فهذه النقطه لا تفلت من يد هذا الصياد !
ظلت برهه تفكر كيف تخلص إن حدث ذالك ، فهى تفكر بجميع العواقب ، ولن تظل حبيسة هذا القصر الملعون أبداً مهما كلفها الأمر ..
مزق حبل أفكارها نداء سلوى عليها : أسوة … أسوة
إنتبهت لها لتنظر إليها ببلاهة : هااا
إستائت سلوى من شرودها الدائم : حمد لله على السلامه.. دا إنتى فى عالم تانى خالص .
-أدركت نفسها سريعاً ورسمت إبتسامة عريضة: صباح الخير يا سوسو
سلوى بزعل مصطنع: لسه فاكرة … بقالى ساعه بنادى عليكى ..
أسوة: أنا أسفه ، شكلى لسه نايمه
سلوى : لا صحصحى كدا ، مش إنتى خارجة النهاردة ؟
اومأت بإيجاب ثم أردفت: هروح أظبط شوية حاجات ليا .. وكام مصلحة
سلوى : يلا ربنا يوفقك.. الحراس هما إللى هيودوكى مع السواق.. دى أوامر مؤمن باشا
لم تستطع منع السعادة التى تقطر من عينيها : تمام أنا جاهزة
سلوى : طب يلا هما برا مستنينك… خدى بالك من نفسك
أسوة : حاضر .. سلام يا سوسو
وذهبت بعجاله للخارج بفرحه عارمه ، لكنها توقفت بحيرة قبل ركوبها السيارة ، فكيف ستهرب من هؤلاء الوحوش البشريه؟ .. فهم خمس حراس غير سائقين السيارتين … لكن لتتركها تأتى كما يرتبها الله
دخلت للسيارة بأقدام مرتعشة متوترة .. على الفور انطلقت السيارة خارج القصر تتبعها السيارة الأخرى ، لكن ما آثار دهشتها وريبتها عدم وضع شئ على عينيها لحجب رؤيتها .. فمؤمن ليس بالشخص الغبي..
نظرت من حولها فرأت أن زجاج السيارة مفيم لا ترى خارجه
أسوة : لو سمحت ممكن تفتح القزاز علشان مخنوقة شويه
الحارس الذى يجلس بالأمام: تحت أمرك … ثم وجه حديثه للسائق : أفتح القزاز
جلست بمنتصف الأريكة الخلفيه للسيارة لتتيح لها الرؤيه من الأمام ويسهل عليها حفظ الطريق والخروج ثانيتاً إن فشل مخططها الأول … لنَقُل لدواعى الإحتياط …
ولم ترحم عينيها من التدقيق بأصغر الأشياء من حولها ، أشكال الأشجار والنباتات، وكونها صيدلانيه سهل عليها الأمر كثيراً … وهذا مع تقديرها الوقت الذى تستغرقه السيارة فى الخروج من الغابه ..
وهنا أيقنت أنها بداخل متاهه حقيقيه ..
__________________
فتح أعيونة ببطء شاعراً أن بداخل رأسة صراع شديد، يكاد رأسة أن ينفجر من شدة الصداع..
ينظر حوله ليجد نفسه بمكان ليس بغرفته… بنظرة متفحصه للغرفه علم أنها غرفة تابعه للمشفى ..
هبط من علے الفراش الأبيض ليجلس علےأريكه جانبية بأحد أركان الغرفه متذكراً ما حدث بالأمس وتلك الكلمات التى أسمعها لمؤمن والتى بالتأكيد ستُحدث جُرحاً لن يلتئم بسهوله ، لم يقصد تلك الكلمات أبداً ، لفظها تحت ضغط نفسى لكن ليس “مؤمن” من يتفهم هذا فهو مؤمناً بأن الكلمات التى تخرج وقت الحزن والضيق هى أصدق الكلمات ….
قام من مكانه ليخرج من هذة الغرفه للأطمئنان على تلك الراقدة فى الغرفه المجاورة …
ليتصادف مع الطبيب المسئول لحالتها يخرج من الغرفه ، أسرع إليه الطبيب عندما رئاه: صالح باشا إنت خارج ليه ، إتفضل حضرتك إستريح
صالح : أنا كويس
الطبيب : مينفعش دى أوامر مؤمن باشا وهو مشدد علينا إن حضرتك والآنسة تكونوا فى عناية فائقه ..
هنا إذداد شعورة بالندم والحسرة، فعلى رغم كلماته السامة لم يتركه ، يعلم أن تلك الكلمات فاصله فى علاقته بمؤمن ، ف”مؤمن” لا يعاتب أبداً ولن يعاتبة فالعتاب ليس من صفاته ويرى أن لا أحد يستحق عتابة..
ليردف متسائلاً: وهى عامله أيه .. وحالتها أيه
الطبيب : حالتها مستقرة .. درجه حرارتها بس مرتفعه شويه ودا طبيعى
صالح : هتفوق امتى؟
الطبيب: بالكتير على أخر اليوم ، لأن المسكنات والأدوية مفعولها قوى وهتنيمها.
صالح : تمام .. أنا همشى ولما تفوق تبلغنى
الطبيب بإحترام : تمام يا صالح باشا
تركها برعاية المشفى وسميرة أيضاً التى لم تفارقها.، ليحاول تدارك ما أفسدة أمس ..ويذهب بسيارته مباشرة إلى إمبراطورية الصياد …..
_____________________
:إزاى لغايه دلوقتى مش لاقيها
سعد: يا بتول هانم البت اختفت كأنها فص ملح وداب
بتول : الباشا عايزها بأى طريقه يا سعد
سعد : بصى يا هانم أنا هقولك حاجه، أنا معتقدش إن الورق دا مع البت دى
أيدت حديثه قائله: وأنا قولت نفس الكلام ، أنا إللى ربيتها من وهى حتت لحمة ، إزاى وصلها الورق والشيكات دى
سعد: الموضوع دا فى غلط يا ست بتول ، دا ورق بتمليك متحف تحت الأرض مليان آثار وتلت شيكات كل شيك بعشرة مليون . . إزاى تيجى
بتول : عندك حق ، شكلنا بيتلعب علينا كلنا .. وإبنى ومراتوا ضحكوا عليا ورمولى بنتهم أربيها وهجوا من البلد بعد عاملتهم … بس والله ما هسكت أبداً .
سعد: رقبتى سدادة يا هانم
بتول : إسمع إللى هقولك عليه دة ونفذة بالحرف الواحد .. ……..
……………………………….
ولج لداخل إمبراطورية الصياد بخطى سريعه متعجلة وهو فى حاله مرزية ..
بعد عدة دقائق كان فى مكتب السكرتير لمكتب مؤمن : مؤمن باشا جواا
السكرتير بإحترام : ايواا يا صالح باشا
لم يكاد يُكمل حديثه حتى كان بداخل الغرفه … نظر له ، كالعادة يجلس بهيئته المعهودة والامبالاه ترتسم على معالم وجهه
رفع أنظاره من الورق : خير يا صالح فى حاجه ، وأيه إللى جابك من المستشفى
لينطق صالح مباشراً
صالح: عاتبني يا مؤمن
أشاح بأنظاره ثم أردف : لو إنت كويس وفوقت روح شوف شغلك مضيعش وقت .
صالح بعتاب : ليه كدا يا مؤمن ، على فكرا العتاب بيكون للأحبة والغالين
مؤمن بلامبالاه: لو إنت فاضى فأنا مش فاضى ورايا شغل .
صالح : والله ما كنت فى وعيىِ وما أقصد الكلام إللى قولته خالص ، أنا مضغوط وقولته تحت ضغط
_ ظل يعتصر قبضته بشدة حتى إبيضت مفاصله ثم قال : علشان نكون واضحين يا صالح ، إحنا فى مكان شغل ويصحش نتكلم فى أى حاجه غير الشغل هنا.. ، الكلام إللى فى قلبنا هو إللى بنقوله وقت ضغوطنا وإحنا مش فى وعينا بنقول أصدق الكلام ، وأنا مبعاتبش حد إللى عندة حاجه يقولها ودى آراء وكان رئيك فيَّا إنى قتال قتلة فعادى مش مشكله ،فأنا مبعاتبش لأن زى ما قلت العتاب للأحبة والغالين وأنا معنديش لا غالى ولا حبيب ..
همَّ صالح بالحديث لكن قاطعه بإشارة من يده ثم أردف : خلص الكلام يا صالح ، والموضوع دا معدتش نتكلم ولا تفتح فيه تانى..
ثم ذهب وتركه وحيداً يناعي حظه على ما تفوة به فى وقت غضب .. فإذا خرج الكلام من أفواههنا فلا داعى للندم ابداً فعلينا الحذر على كلامنا وضبط ألسنتنا .. لأننا قد نؤذى ونجرح غيرنا دون أن نشعر ….
فأنت لا تعلم ماذا فعلت يا “صالح” ، قمت برش الملح على الجرح وذاك الجرح لم يُشفى بعد ولن يُشفى أبداً ونبشت الماضى مرة أخرى الذى دُفن ،.. دفنه الجميع معاداة هو ، فهو يُحيِ هذا الماضى ويمد له يد الحياه .. ليَحيَ هو عليه .. فحياتة متعلقه بإحياء الماضى..
___________________
_لو سمحت يا دكتور أنا هطلع إمتى ؟
هذا ما نطقت به “ليلى” للطبيب أثناء معاينتة إياها
فهى تخشى الجلوس والمبيت بداخل المشفى وليس لديها أنيس يُؤنس وحشتُها …
الطبيب : المفروض تعدى فترة النقاهه وبعد كدا تخرجى ، شدى حيلك شويه ..
ليلى برجاء: أنا هكملها فى البيت وأنا كدا كدا هستريح أكتر فى بيتى .
الطبيب بعملية: إنتى أدرى … بس لازم نكلم ليث باشا الأول .
: تكلمنى فى أيه؟
قالها ليث أثناء دخوله الغرفه
إلتفت إليه .. ليتحدث الطبيب
: الآنسة ليلى عايزة تخرج … ملت من المستشفى .
ليث : طب لما تشدى حيلك شويه وتتحسنى.
ليلى : أنا بقيت كويسه والله وهرتاح أكتر فى بيتى ، لو سمحت متعترضش أنا معدتش طايقة المستشفى وبخاف منها.
ليث بدهشه: بتخافى منها وإنتى دكتورة !
ليلى : ايواا بخاف.. وبعدين انا فى صيدلة مش لازم مستشفى
ليث : ممكن ! .. ثم وجه حديثه للطبيب : تمام يا دكتور إعملها خروج وهى حرة بقى .
الطبيب : تمام، بس ترتاحى وبلاش مجهود عشان ميأثرش على ضلوعك، ولو حسيتى بأى وجع تيجى هنا فوراً
ليلى بإبتسامه هادئه لإهتمامه: شكراً جداً يا دكتور
ليث : طب أنا هخرج بقى علشان تجهزى ونوصلك لبيتك .
ليلى: شكراً يا حضرة الضابط .. بس مفيش داعى أنا هركب تاكسى ، بس ممكن ترجعولى شنطتى
ليث : مفيش تاكسى، غير كدا متخافيش مش أنا لواحدى إللى هيوصلك.، وشنطتك حسام جابها برا وهيقفل المحضر معاكى ..
أومأت برأسها بقله حيله …
بعد مرور ما يقارب النصف ساعه كانت بداخل سيارة ليث متوجهه لمنزلها بعد غياب دام ما يقارب العشرون يوماً … متسائله كيف ستواجه المجتمع بعد ما حدث لها ….؟
شرودها لم يجعلها تنتبه أنها أمام منزلها فى بدايه الحى الشعبي
ليكرر ليث النداء مرات عدة : آنسه ليلى
إلتفتت إليه : هاااا.. نعم
ليث بإستغراب: بقول إحنا وصلنا لبيتك
إلتفتت حولها بريبه وقلق سرعان ما هدئت من روعها : ااه شكرا جداً يا حضرة الضابط
ليث بهدوء: العفو ، وبكرر يا آنسه ليلى لو حصل أى حاجه وشكيتى فى حد تكلمينا فوراً ، وإحنا هنكون حواليكى فى كل وقت
ليلى : شكرا .. بس والله الأمور مش مستاهله دا كله
رد عليها بعصبية: إحنا إللى نقرر إذا كان الأمر مستاهل ولا لا
إكتفت بإماءة برأسها فقط ولم تجيب ..
وهبطت من السيارة قاصدة منزلها الذى يقع بتلك البناية المتهالكه، وهى تشكر الله بداخلها على خلاصها من تلك المعضله وأنها أصبحت حرة مرة أخرى .، صعدت تلك الدراجات القليله بصعوبة وهى تحمد الله أنها تسكن بالدور الأرضي..
لتبحث بداخل حقيبتها التى أعادها إليها الضابط “حسام” وتُخرج مفتاح تلك الحجرة المتوسطه الحجم التى تقطن بها ..
فهى ليست بشقه بل إنها غرفه متوسطه الحجم بها كافه ما تحتاجه .. رغم صغر تلك الحجرة إلا أنها تشعر بسعادة عارمة بداخلها وتُعتبر مصدر راحتها وأمانها.. وجميع من يسكن تلك البنايه أُناس طيبون ومالكة البناية كذلك ..
كادت أن تدخل لكن أوقفتها صوت مألوف لديها :
ليلى ،إنتى هنا فينك يا بنتى ، وأيه إللى حصل فيكى دة ..
إلتفتت لتراها ولم تكن سوى جارتها التى تقطن فوقها ….
ليلى بحب : خالتى أمل عامله أيه وأخبارك
جذبتها أمل بداخل أحضانها على الفور :
حبيبتى يا ليلى ، مالك يا بنتى ؟ وأيه مبهدلك كدا؟ وداخله على عشرين يوم مختفيه ..
ليلى: دى حادثه بسيطه يا خالتى وكنت فى المستشفى
أمل بفزع: يا ساتر يارب .. ألف سلامه عليكى.. طب مش كنتى إتصلتى بينا أو بلغتى حد مننا
ليلى : أنا تقريباً قعدت فى غيبوبة إسبوعين يا خالتى ولما فوقت جيت عالطول مستنتش فى المستشفى
أمل بحب : سلامتك يا بنتى ، يلا إدخلى متوقفيش كتير إدخلى إرتاحى وأنا هبقى أجيلك نتكلم
ليلى: تشكرى يا خالتى ..
أقفلت الباب خلفها وتنهدت براحه وهى تنظر بأرجاء حجرتها المقسمة لزوايا … زاويه تحتوى على سريرها القديم بجانبه مكتبها الخشبي الذى يحوى كتبها وجميع أدواتها … وزاويه أخرى خاصه بالمطبخ ومستلزماته ، ورُدهه صغيرة بها ثلاثه مقاعد يتوسطهم منضدة خشبيه ..
تنهدت بعمق: يومين كدا وأنزل أدور على شغل علشان إيجار الأوضه وعلشان مصالحى تمشى … مع إن الكافيه كان كويس جدا بس يلا النصيب …
ثم أخذت ترتب حياتها القادمه ، وما يجب عليها فعله ..
***************
لم تصدق أسوة أنها بداخل المبنى التابع لدار الايتام والفاصل بينها وبين يزيد عده دقائق فقط ، وما يُسعدها أيضاً أن تلك الحوائط البشريه الذين أتوا معها ظلوا بالخارج…
لتتوقف امام مكتب المشرفه وتطرق الباب عده طرقات،
قامت بالدخول فوراً عندما سمعت الأذن …
أسوة: السلام عليكم
المشرفة : وعليكم السلام، آنسه أسوة
أسوة : ايواا أنا، إزيك يا مدام داليا
مدام داليا : بخير … إتفضلى أقعدى
ثم تابعت : بقالك كتير مجتيش ليه ، يزيد مبطلش سؤال عليكى ، ومعرفناش نوصلك
أسوة : أنا آسفه والله كان على عينى بس كان عندى ظروف ودا إللى منعنى
مدام داليا : ولا يهمك إحنا قدرنا نسيطر على الوضع وأمانتك فى الحفظ والصون
أسوة : أنا واثقه فيكى يا مدام داليا وإلا مكونتش أمنت يزيد عندك وأمنتك على سرى ، بس خلاص أنا هعوضة ومعتش هبعدة تانى عنى ..
تسائلت داليا : إزاى ؟
أسوة: أنا عايزة أخد يزيد معايا ، يعنى عايزة أرجعه تانى لحضنى ، أيه رأيك؟
داليا وقد بدى عليها الفهم : يعنى أمورك بقت تمام ، ومعدش فى مشاكل علشان الطفل ؟ وهتقدرى توفريله كافه إحتياجاته
أسوة : الحمد لله أمورى بقت تمام … وإنشاء الله أوفر له كل إللى عايزة
داليا : وأنا موافقه يا آنسه أسوة وهنبدأ ناخد إجرائتنا لأن الأحسن ليزيد أنه يكون معاكى
أسوة بإمتنان : شكراً جداً لذوقك يا مدام .. عن إذنك هروح ليزيد
داليا : وأنا هخليهم يحضروا شنطة يزيد … وإذنك معاكى ..
خرجت مسرعة لتراه وهى تدعوا الله بداخلها أن تتم الأمور على خير..
تمزق قلبها لأشلاء عندما رأته جالس وحيداً بزاوية تلك الحديقه الخاصه بالدار..
ذهبت راكضة له بأقصى سرعتها وهى تنادية:
يزيد …. يزيد
إلتفت الطفل عقب سماع صوت يناديه ليجدها أتت إليه أخيراً … وذهب يركض نحوها…
: ماما أسوة
جذبتة لداخل أحضانها وهى تبكى بشدة وتقبل رأسه وشعرة تارة ووجنتيه تارة أخرى : حبيب ماما وقلبها من جوا ..
يزيد : إنتى إتأخرتى ليه .. أنا كنت بسأل عليكى عالطول ..
أخذت تمسح على شعرة بلهفة: أنا آسفه يا حبيبى غصب عنى والله .. بس خلاص أنا وإنتى هنروح سوا ومعتدش فى فراق تانى
أخذ يقفز بفرح : بجد يا ماما ، خلاص هبقى معاكى عالطول
أسوة : أيوااا طبعاً يا روح ماما ، بس قولى حد هنا كان بيضربك أو يأذيك
اجاب ببرائة طفل : لا يا ماما كل إللى هنا حلوين ومحدش بيضربنى وكلهم كمان بيحبونى بس أنا بحبك إنتى وعايز أفضل معاكى
حزنت كثيراً وهى تدعوا الله أن يوفقها فيما هو آتٍ : خلاص يا حبيبى حقك عليا وهنروح سواا
رأت المشرفة داليا تقترب بصحبة عامله بيدها حقيبه ملابس يزيد ومتعلقاته .
لتردف داليا بمرح : خلاص هتسيبنا يا أستاذ يزيد وفرحان كمان ..
يزيد : أنا هروح مع ماما يا أبله داليا .. وهبقى أجى مع ماما أزوركم وأزور كل أصحابى هنا .
تأثرت داليا برحيله فهذا الطفل قد دخل قلبها وأحبته ، تماسكت نفسها فدموعها قاب قوسين أو أدنى : وكل إللى يهمينا إنك تكون فرحان يا يزيد باشا
ثم وجهت حديثها لأسوة : خلى بالك منه ولو حصل أى حاجه متتردديش تتصل بيا .
رددت أسوة بإمتنان : شكراً جداً لحضرتك يا مدام داليا ، وربنا يكتر من أمثال حضرتك ، مش عارفه لولا إنتى كنت عملت أيه
داليا : دا واجبى يا أسوة ومتعرفيش أنا حبيت يزيد قد أيه ..
وانتهى الوداع وأتى وقت الذهاب …، إلتقطت أسوة حقيبته من يد العامله .. وأمسكت بيد يزيد باليد الأخرى..
ثم نظرت مبتسمه له بفرح : يلا بينا ..
ثم همت بالخروج من الباب الخلفي للدار للهروب مِن مَن يقفون أمام الباب الأمامى
بعد خروجها وقفت بحيرة من أمرها .. فأين ستذهب؟
لم يأتى على بالها إلا تلك الفكرة إعتقدت أنها السديدة فأأمن مكان لها ذهابها لمركز الشرطه وتقديم بلاغ ب”مؤمن الصياد” وهى تمتلك الدليل القاطع الذى يدينة.. تسجيل الفيديو التى قامت بتسجيله .. لكن المشكله تكمن فى يزيد .. أتصتحبه معاها لمركز الشرطه أم ماذا؟!
نظرت إلية ثم قالت بحنان : حبيبى يزيد إحنا هنروح مكان نقابل عمو فيه علشان حاجه مهمه.
يزيد ببراءة : ماشى يا ماما أنا معاكى متسبنيش..
شددت من إمساك يدة الصغيرة بداخل كفها ثم أردفت بحنان : لا يا حبيب ماما مش هسيبك هنروح سوا
أوقفت سيارة أجرة ، عازمة على تنفيذ مع عزمت على تنفيذة : لو سمحت مركز الشرطه
وبعد ما يقارب الربع ساعه كانت امام مركز الشرطه ترتجف من الداخل على ما هى مقبلة عليه ، خوفها على يزيد فقط وليس على حالها
: لو سمحت
العسكرى : أفندم
أسوة : ممكن أعرف مكان مكافحة المخدرات
نظر إليها بإستغراب ثم أشار على أحد المبانى التى تقع باليسار .
أسوة : شكراً لحضرتك
ثم ولجت لداخله بخطى مرتجفة … ليوقفها أحد الضباط..
: إنتى يا أبله إنتى راحه فين ؟
أسوة: لو سمحت أنا عايزة أقابل اى ضابط مسئول هنا ضرورى
الضابط : ليه خير يا أستاذة !
ابتلعت ريقها الذى جف من توترها
: مسأله حياه أو موت .. عايزة أقدم بلاغ
أشار لأحد المكاتب : المكتب دا فى الضابط المسئول تقدرى تقدمى هناك ..
شكرته بإمتنان ثم ذهبت …….
_وجدت أحد العساكر يقف خارج الغرفه لتطلب منه إذن لدخولها: بعد إذنك عايزة ادخل لحضرت الضابط فى موضوع مهم ، هو مشغول ولا أقدر أدخل
العسكرى : إتفضلى يا أستاذة الضابط متفرع..
طرقت الباب طرقات خفيفه وهى تشعر بريبه وتشتم رائحه غموض بهذا المكان منذ دخولها ..
لتدلف للداخل وهى تتمسك بيزيد بشدة الذى صمت منذ أن دخل هذا المكان فهى تعلم أن دخوله هذة الأماكن ليس بالجيد له لكن ماذا تفعل .. فهى مجبرة لهذا ليعيشا سوياً …
أغلقت باب الغرفه خلفها لتلتف للأمام …
لكن جحظت أعيونها بشدة ، بل حلت عليها صاعقه جعلتها تفقد إتزانها.. يكاد أن يُغشى عليها بالفعل….. عندما وجدته جالس بكل إرتياح يضع قدميه فوق سطح المكتب بهيئته المعهودة وإبتسامتة الشيطانية التى خلفها الكثير والكثير ….
: جاية تقدمى بلاغ فى مين يا دكتورة أسوة ؟
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الصمت الباكي)