روايات

رواية الصمت الباكي الفصل السادس 6 بقلم سارة أسامة نيل

رواية الصمت الباكي الفصل السادس 6 بقلم سارة أسامة نيل

رواية الصمت الباكي الجزء السادس

رواية الصمت الباكي البارت السادس

الصمت الباكي
الصمت الباكي

رواية الصمت الباكي الحلقة السادسة

بعد مرور عدة أيّام ظل الحال كما هو ، لم يتغير شئ ، فقد بدأْت “أُسوة” فى صُنع هذا السُم بيدها بمعاونة الأطباء أو بالأحرى الشياطين الذين معها … وفى ظل هذا أيضاً تتابع محاضرتها ودراستها.. لم يُهوِن عليها هذا الجحيم سوى “سلوي” التى كانت بمثابه الأم لها وتغدقها بحنانها فقد أحبتها كثيراً ولم يكوفوا بالحديث مع بعضهّم البعض ، بعكس “صفية” التى كانت لا تتحدث كثيراً ، فكانت هادئه غريبه وغامضة ، حديثها معها سطحي وقليل جداً …. ف”صفية” قليله الكلام ويبدوا أنها تحمل أيضاً فى قلبها حزناً …
أمّا بالنسبه ل “مؤمن” فهى لم تراه منذ ذاك اليوم ، تتابع العمل من خلال الدكتور “مصطفي” هذا الغامض الآخر …. نعم فجميع من فى هذا القصر الملعون غربيىِ الأطوار ولا يتحدثون كثيراً ، فكل شخص في حاله كما يقولون … لكن السؤال .. لما كل هذا الغموض ؟! …
ولما تلك الغرابه التى تبدوا على الجميع ؟!
بالنسبه ل”ساره” فلا يوجد لديها أى جديد …. فلم تتغير إهانة هذا الصالح لها ولا إهانة جميع من في القصر لها من الخدم وغيرهم .. بجانب هذا تعمل طوال اليوم إلى وقت متأخر كالطاحون … ويُمنع عنها الطعام إلا من بعض لُقيمات صغيرة لا يقوى عليها طفلٌ صغير … وهذا بجانب تعبها النفسى قبل الجسدي ، تنتظر إنتهاء دوامها والذى يكون بإقتراب منتصف الليل تنتهى من العمل وتذهب إلى ما تسمى غرفه لا تصلح للمعيشة تجلس على شرشافها المتهالك وتنهمك فى البكاء حتى تغط فى نومٍ عميق … وكل يوم يتكرر هذا السيناريو ويُعاد تكرار المشهد …. إلا أن فى إحدى الليالى المظلمة كحياتها يشرفها هذا الصالح فى غرفتها ويضع بصمه أُخرى فى حياتها لا تُنسي … فى هذه الليله جائها فقط ليبرحها ضرباً بدون وجه حق وبدون أى سبب لتتأكد أن هذا الشخص ليس سوى مريضٌ نفسى يهوى الضرب والتعذيب ، ظل يبرحها ضرباً قرابة الساعه ونال الضرب جميع أنحاء جسدها وأدى ذلك لترك أثر فى كل شبر من جسدها … لتذكرها هذة الآثار بهذة الليله ما دامت تدب الروح فى جسدها ، هذا الألم والذل والإهانه الذى تعرضت له لن تسامحه عليه أبداً ، ولن ينسى عقلها وقلبها ما حدث أبداً …..
لكن السؤال الأدهي … أيوجد إنسان بكل هذا السوء ؟!
“فأحذر آدم عندما تفيض آلآم حواااء”
لم تختلف حاله ليلى عنهم كثيراً ، ظلت كما هى داخل هذا المحيط المظلم تجاهد للخروج منه لكنها لم تعد تقوى الصمود أكثر من ذلك ، تحاول أن تتمسك بأى أمل كى لا تغرق فى الظلام الدامس ، وذا الأعين الحادة لم يتركها ، يتطاردها أينما تكون أعيون حادة غامضه بها الكثير من الحديث ، تشعر أنها تألف تلك الأعيون ، بالرغم من حدتها إلا أنها تشعر بالدفء والحنين يتدفق منهما لا تستطيع أن تحيد عن النظر بداخلهما ..
“فهل ستنجوا ليلى أم للقدر رأياً آخر … ؟! ”
أما “ليث” فدائماً يجادل مع الطبيب ليستخدم معها جميع الوسائل لتستيقظ ، لكن كل هذا بدون جدوى ،فهو لم يهدأ له بال حتى تأكد من برائتها ف”ليث” ليس بالشخص الهيَّن ، فجميع المعلومات التى وصلت إليه تؤكد أنها فتاه يتيمه تربت فى ملجأ ونشأت به منذ اليوم الأول من ميلادها ، فقد عُثر عليها موضوعه أمام باب الملجأ حديثه ولادة وهذا ما أكدته المسئولة عن الملجأ ، وتم إختيار إسم لها ولقباً أيضاً .. تربت به حتى تمت الثامنه عشر وهذا السن القانونى لخروجها منه ، وبالفعل خرجت منه لتعمل وتكفُل حياتها بنفسها وساعدها الملجأ فى البحث عن عمل لها ودخولها الجامعه ، وقد علم أيضاً أنها منذ خروجها منه وهى تبحث عن أهلها ومن المؤكد أن هناك أشخاص لا يريدونها أن تصل لوالديها ، فمصادرة الخاصه تؤكد أن هناك بعض الأشخاص تتبعها كظلها ، ومن الواضح أيضاً أن لهم يد بتوريطها مع هذه المخدرات ولهم يد فيما حدث لها فى المبنى أثناء فترة حبسها …
ملخص الحديث أنه علم تمام العلم أن “ليلى” شخص بريئ لم ترتكب أى جُرم سوى أنها بحثت عن والديها .. ولكن هناك حلقه مفقودة والأمور لم توضح أمامه تمام الوضوح .. وما هو متيقن منه أن هنالك لغز ما ..
وسيصل إليه قريباً ……..
_________________________
صباح يوم جديد تشرق شمسه كقبله فى ثغرة الصباح..
وهذا اليوم ليس بالعادى … إنه يوم التحدى ووضع بصمه أخرى من بصمات الصياد ، اليوم الذى سيُعرض به إنجازات “مؤمن الصياد” وجَودتْ عمله ، يوم أكبر مسابقات سيارات ، وإمبراطوريه الصياد هى الممول الرئيسي لأكبر فريق سباق
فى زاويه خاصه لا تليق إلا بسواه جالس وكالعاد البرود والامبالاه يكتسبان وجهه الدائم التهجم منتظر بدء السباق بجانبه “صالح” على النقيض تماماً جالس والقلق والتوتر باديان على قسمات وجهه القاسى ، من حولهم فريق العمل يُكسي ملامحهم الرعب والزعر فخطأ واحد كفيل بإنهائهم على يد الصياد فهو لا يتهاون فى الخطأ ولا يقبل به ….
صالح بادئاً حديثه : أنا إتأكدت بنفسى من كل النماذج وكله تمام ، بس مش عارف حاسس إن فى حاجه غلط ومش مظبوطه .. مش عارف فى أيه .. وجه انطارة ل”مؤمن” ليجده جالس بكل هدوء وبرود .. ثم أردف مكمل حديثه .. أنا مش عارف إنت قاعد بارد كدا إزاى ….
وجه مؤمن أنظاره إليه قائلاً ببرود : يا تقعد وإنت ساكت يإما تشوفلك مكان تانى تقعد فيه وتحل عن نفوخى
صالح بتذمر وضيق من برودة هذا : خلاص سكت يا ستار عليك
وما هى إلا دقائق وتم الإعلان عن بدء السباق .. الجميع يجلس فى ترقب وصمت وجو يشوبه التوتر ، جميع الفريق المهندسين الذين قاموا بالعمل على النماذج ، ومن قاموا بالأشراف وجميع أعضاء مؤسسه الصياد ، فخطأ واحد سوف ينتهى أمرهم على يد الصيااااد ..
غافلين عن المكر والمئامرة التى تُحاك من حولهم …
وبعد مرور بعض الوقت ليس بالقليل فُزع الجميع على إثر صوت إنفجار إحدى سيارة من السيارات التى تخص
امبراطوريه الصياد تليها الثانيه فالثالثه…
قام صالح من مكانه بفزع : أيه إللى بيحصل ده ، ازاى كدا ، فى حاجه غلط
مؤمن بلامباله : أقعد مكانك يا صالح … كل النماذج هتنفجر لو ازدادت السرعه ، بلغ منسق السباق إنه ينهى السباق … لازم العربيات كلها تقف قبل ما يزودوا السرعه .. بلغوا المتسابقين بإنخفاض السرعه ..
صالح بصدمة : إنت بتقول أيه … إحنا كدا إدمرنا ..
ولم يكد يُكمل حديثه حتى انفجرت السيارة الرابعه تليها الخامسه
مؤمن بصوت مرتفع : نفذ حالاً يا صالح ، دى أرواح ناس
تحدث صالح مع منسق السباق وبالفعل تم ايقاف السيارات وتوقف الجميع وساد الهرج والمرج ، إلتف الجميع من أفراد الشرطة والمسئولين عن السباق يطلبون تفسيراً لما حدث … فجميع السيارات التى تفجرت ليست إلا نماذج الصياد
أحد أفراد الشرطة : مؤمن باشا لو سمحت إنت مطلوب للتحقيق ولازم ناخد تفسير منك على إللى حصل
تحدث بهدوء يسبق العاصفه : وإيه السبب ؟!
الشرطى : يا مؤمن باشا النماذج إللى إتفجرت دى من تصميم وصنع شركتك … ولازم تتحول للتحقيق
صالح متدخلاً فى الحديث بعدما أفآق من صدمته : إحنا مسلمين النماذج تمام وأنا متأكد بنفسى من كدا ، وأنا كنت المسئول عليهم … وواضح أووى إن دى فخ ومكيدة إحنا وقعنا فيها .
الشرطى بإحترام : مع إحترامى لحضرتك يا صالح باشا ، بس دا هو إللى واضح قدمنا ومفيش حاجه تثبت عكس كدا ولا أى دليل
وفى ظل هذة الأثناء فى الناحيه المقابله يجلس أمامهم يضع قدماً فوق الأخرى وإبتسامه نصر تعتلى ثغرة ، إبتسامه ماكرة كصاحبها الذى لم يكن سوى “عزت الأنصارى” العدو اللدود للصياد ومنافسة والممول الثانى لفريق السباق الأخر … يظن أنه هكذا تغلب على الصياد وقضى عليه بلعبته القذرة هذة … يريد أن يعلم كيف سيخرج منها هذا الصياد هذة المرة، فهو لا يكف من العبث واللعب معه وهو من دبر له الحادثه منذ أيام ليسقط من التل وينتهى أمرة لكنه وياللعجب نجى منها فهو كالقط بسبعه أرواح …… لا يعلم أن الصياد سيقلب المنضدة عليه هو … فقد إنقلب السحر على الساحر
الجميع منتظر ومترقب تصرف وردة فعل “مؤمن الصياد” . كيف سيبرر ما حدث ؟ .. لكنهم لا يعلمون أن هذه الأمور بالنسبه إليه ليست إلا صفراً على الشمال ومضيعه لوقته الثمين ..
نطق بما ألجمهم جميعاً وجعل الصدمه تحتل وجوههم
جاعلاً الدماء تتوارى من وجه هذا الثعبان الذى يدعى “عزت الأنصارى ” ، خطأ عمرك أنك فكرت ولو لدقيقه أن تتحدى الصياد وتظن نفسك تغلبت عليه ..
مؤمن: وهو من القانون يا حضرة الضابط إنك تقبض على البرئ وتسيب المتهم حر .. مش تتأكد إنت وفريقك إن النماذج إللى إتفجرت دى من صنع إمبراطورية الصياد ….
نظر الجميع إلى بعضهم البعض بصدمة وعدم فهم
الضابط : مش حضرتك ماضى العقد مع فريق الوحوش
مؤمن ببرود مهلك للأعصاب : إتأكد يا حضرة الضابط
ودا طبعاً من حقى كمتهم ولا أيه
الضابط : دا أكيد يا مؤمن باشا حقك طبعاً …. ثم وجه حديثه إلى الفريق المتكامل من أعضاء الشرطه : يلا يا ابنى إنت وهو النماذج دى يتم الكشف عنها حالاً بدقه عاليه ويتجمع عنها أدق التفاصيل
وبعد مرور ما يقارب الساعتين قد تم الكشف على جميع السيارات والجميع ينتظر النتائج على أحر من الجمر ينتظرون فى ترقب وصمت إلا من مؤمن الذى يجلس بثقه حيرت جميع الحضور وأدى ذلك لرعب الأنصارى وتوتره …..
نطق الظابط بما جعلهم يفتحون أفواههم من من الصدمه …
الضابط : بعد الكشف على النماذج عرفنا إن السيارات إللى اتفجرت مش تبع تصميم إمبراطورية الصياد.. النماذج تبع مؤسسه الأنصارى إللى بيديرها عزت الأنصارى ودا طبعاً باين من الختم إللى على مواتير السيارات ، وسبب الانفجار اللعب فى مؤشرات السرعه ، يعنى لما المؤشر يوصل سرعه معين السيارة هتنفجر تلقائى …
والعشر نماذج السليمه تم الكشف عنهم واللى تم التأكد إنهم تابع إمبراطورية الصياد ، والمهندسين أكدوا إن جميع النماذج سليمه ميه فى الميه ، ودا هو التقرير بعد الكشف …..
رئيس الضباط : إزاى كدا أنا مش فاهم حاجه …. فين عقود النماذج دى وعقود الإتفاق بتاع السباق..
مؤمن : أفهمك أنا بقى …. اولاً أنا مش متعاقد مع أى فريق أنا داخل السباق بفريقى أنا وبإسمى أنا ، والمنافس لفريقى هو فريق الوحوش إللى الممول الأساسى بتاعهم هو عزت الأنصارى
ثانياً ودا المهم أنا مش محتاج أبرر لحد بس دى العقود
الخاصه بيا وإللى تأكد إنى داخل السباق بإسمى أنا مش تابع لحد .. يعنى بمعنى أصح النماذج إللى إتفجرت
مش تبعى أنا …. وأظن إللى عملته يا حضرة الضابط
مش فى صالحك وإتهامك ليا بدون أى أدله وبدون التحقق من النماذج والكشف عنها دا غلط وضد القانون ولا أيه …….
الضابط بإرتباك وخوق فهو يقف أمام الصياد الذى يستطع إخفائه وراء الشمس : أنا آسف جداً يا مؤمن باشا دى غلطه مش هتتكرر تانى ، سامحنى يا باشا
مؤمن : وانا مش بسمح للغلط يتكرر … يلا شوف شغلك
وقف من جلسته وأغلق ذِر سترته وهو ينظر إلى صدمتهم ببرود بعد إنقلاب السحر على الساحر ، فقد خدع الجميع فى صمت وترك الأنصارى يفعل ما يشاء وهو يراقبه بصمت ، ينتظر العرض الأخير ليكون بإمضاءة هو إمضاء الصياد فقط ، تحرك من وقفته ذاهباً
بعد أداء هذة المسرحيه تاركاً الجميع مبهوراً بما حدث
فى حاله صدمه حقيقيه و”صالح” على وجهه الخصوص،
الذى عجز عن فهم صديق عمرة ، وتأكد تماماً أنه لا يعرفه ابداً …..
مر مؤمن بجانب هذا الذى كتب دمارة ونهايته بنفسه
وانقلب السحر عليه ، ليلقنه جزاء العبث مع الصياد وأنه لم يُخلق بعد من يستطيع القضاء عليه …، لينحنى على
مستوى أذنه …
ليقول بفحيح أفعى : تعيش وتاخد غيرها يا عزت باشا قلبى عندك والله ….
________________________
داخل هذا السرح العظيم والذى ظُلمت بداخله أشد أنواع الظلم فقد خرجت من جحيم لتأتى لأخر أشد منه
لكن قد نفِذ مخزون قدرتها على التحمل وعليها أن تجد حل لهذا …… فعزمت على أنها ستتخلص من هذا الجحيم وللأبد …….
: خلصتى يا سوسو
سارة : ايواا خلصت يا دادة ، بصى كدا مظبوط .. دوقى كدا وقولى رأيك ..
سميرة : طالما معمول بإيدك اكيد هيبقى حلو .. الحلو ميعملش الا الحلو طبعاً
سارة بإبتسامه مشرقه فهى لم تسمع بعمرها اي مدح من احد ولا كلمه طيبه ، سعيده جدا وهي تشعر بحنان هذه السيده ،الحنان الذي لاتعرف مذاقه ابداً….
: ربنا يخليكى ليا يا دادة إنتى إللى فاتحه نفسى عالطول كدا مش زى البعبع إللى كل يوم يرمى الأكل
فى وشى لغايه ما سلخنى خااالص
سميرة ضاحكه : بعبع بقى صالح بعبع ااه لو سمعك بس
سارة : ما يسمع ولا يهمنى ولا بخاف منه ولا بعبرة
: دا مين دا إللى لا بتخافى منه ولا بتعبريه
نظرت خلفها بصدمة ، أكان البعبع خلفها يالتعاسه حظها العاثر ، لكن حثت نفسها على مواجهته وليحدث ما يحدث فهى ليست بجبانة ولم ترتكب أى خطأ
أردفت بشجاعة : إنت طبعاً هو فى حد غيرك .
صالح بهدوء فقد كان بإنتظارها ليصب غضبه عليها مما فعله مؤمن : ااه يعنى إنتى لا بتخافى منى ولا بعتبرينى صح
بلعت ريقها بخوف : ايوااا طبعاً
سميرة متدخله لتُنهى هذا الحرب : هى مش قصدها يا صالح يا بنى سيبك منها الغدا جاهز أحضره
صالح : سميرة متدخلش إنتى لو سمحتى ويلااا برااا
نظرت له سارة بتحدى : لا أنا أقصد أووى يا دادة ومش خايفه منه أصلاً ..
صالح : صدقينى بعد إللى هيحصل دلوقتى مجرد ما ينذكر إسمى بس هتتنفضى من مكانك
سارة بصوت مرتفع وقد استفزتها كلماته : ليه إنشاء الله كنت مين يعنى إنسان حقير قع……. اااااه
ولم تكد تُكمل حديثها إلا وانهال عليها بالصفعات والضرب المبرح ، فهى قد تخطت كل حدودها معه ..
صالح : إنتى نسيتى نفسك ولا أيه يا بت إنتى دا إنتى حي الله خدامه عندى ، وأنا ساكتلك ولسه ما حسبتكيش على إللى عملتيه ، هو أنا لسه عملت فيكى حاجه ثم صفعها صفعه أسقطتها تحت قدميه ليجلس أمامها على عقبيه وينزع عنها حجابها
صالح : سيبك من دور الشيخه إللى عيشاه دة أنا أكتر واحد عارف قذراتك
سارة ببكاء لم تستطع كبح دموعها من السقوط : حرام عليك أنا عملت فيك أيه ، ليه بتعمل معايا كدا دا أنا عمرى ما شوفتك ولا أعرفك
جذبها بقوة وقسوة من خصلاتها البنيه الملساء والتى انسابت على كتفيها بفعل يديه : بطلى كدب يا بت إنتى هتهبلى يا روح أمك ، متعرفيش صالح العشرى طب بلاش أنا … بس أكيد تعرفى آدم العشرى إللى ضحكتي عليه ودمرتيه
سارة : حرام عليك والله لا أعرفك ولا أعرف آدم إللى بتقول عليه دة
هنا أيقظت شياطين غضبه الحقيقيه فالكذب أكثر ما يكرهه …
صالح بجنون والغضب قد أعمى عينيه وقام بسحبها من شعرها وأخد يجرها خلفه : أنا هفكرك يا قذرة وأعرفك آدم العشرى كويس…
والقاها على أرضيه الغرفه الباردة … وسحب الحذام من خصرة وانهال عليها بالضرب المبرح فى جميع أنحاء جسدها إلى أن أدماه .. غافلاً عن عقاب الظلم وغضب الرب وأن دعوه المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب
وقلب تلك المسكينه الذى ظل يشتكيه إلى الله جل فى علاه بصمتٍ باكياً
“إحذروا الظلم وإياك ودعوة المظلوم ، فالله قد أقسم بذاته العيله على نصرة المظلوم.. وعزتى وجلالى لأنصرنكى ولو بعد حين …؛ وأنواع الظلم كثيرة جداً لا يسعنا الحديث لذكرها ”
أما عنها فلم تصرخ ولم تبكى ولم تستغيث بأحد ، ظلت ساكنه وقلبها يبكى على ما آل إليه حالها ، فلم يبقى أحد لها وليس بيدها حيله لتنقظ نفسها من هذا الجحيم ، تخلى عنها الجميع ولم يبقى لها أحد ،
ما الذى تغير ؟! لا شئ نفس الحال لكن مع تغير المكان والأشخاص … لكن الذى ظل ثابتاً مع الزمان والمكان لم يتغير ظل كما هو “الصمت” فبقى الصمت صمتاً باكياً بأوجاعها …….
________________________
عقلها مازال مشغولٌ بهذا الدمع الذى رأته …
هل كان يُخيّل لها ؟! .. أم أنَّ ما رأته صحيحاً ؟! ….
لماذا يؤثر بها بهذا الشكل ؟! هذا المؤمن البارد له جاذبيه خاصه وتأثير طاغى على من حوله ، فهو شخصيه باردة لأبعد الحدود عديم الشعور والأحساس
مذ آخر مرة رأته وهى لم تراه مرة أخرى ، يُملى عليها الأوامر عن طريق هذا السخيف الذى يُدعى “مصطفى”
وكالعادة ظلت تحدث نفسها وآعظه إيها
أسوة لنفسها : فوقى يا أسوة مالك كدا أيه إللى حصلك
إنتى لازم تنتقمى منه على حبسة ليكى وإجبارك على تحضير الزفت دة وتهديده لكى ، لازم تركزى كدا وبالموبايل إللى معاكى تصورى كل مكان هنا والمخدرات والأفيون إللى بيتم تصنيعهم هنا وتحفظى مكان المعمل كويس جداً وكل الطرق إللى بتوصله والمداخل والمخارج ….
لازم اوقف العمليه دى وأدور على الزهرة علشان أحضر مُحطم الأفيون أو بديل للزهرة …. بس هوصلها إزاى
دا مانع خروجى من القصر للغابه… لازم اوصل لمكان الزهرة بأى طريقه…
والله ما هرتاح ولا هيهدالى بال إلا لما أحطمك وألف حبل المشنقة على رقبتك يا مؤمن باشا وأفضحك كدا إنت وكل إللى معاك يا مجرم …
قفزت من مكانها فزعه بسبب هذا اللزج مصطفى
مصطفى : سلامه عقلك يا دكتورة أسوة بتكلمى نفسك ولا أيه
أسوة بحدة : خير يا دكتور مصطفى أيه إللى مزعلك بكلم نفسى ولا لا حاجه متخصكش
مصطفى بضحكه مستفزة : حيلك حيلك يا دكتورة أنا بس خايف على الشغل مش أكتر ، المفروض إنتاجك النهاردة سته كيلو
هتفت بغيظ : وأنا خلصت السته زفت ، كدا خلصت ولا حاجه تانيه
مصطفى : لا كدا تمام شطورة كدا
نظرت له بحدة ثم ذهبت
أسوة : بارد ورخم أنا مش عارفه هما فخورين كدا إزاى بإللى بيعملوة كأنهم بيعملوا كل خير ، حسبى الله ونعم الوكيل فى كل ظالم
سارعت خطاها لتخرج من هذا المستنقع القذر .. لا تطيق التواجد فى هذا المكان ورؤيه ما يحدث به ، لا تستطيع التنفس تحت سقف هذا الجحيم
كانت فى طريقها لتخرج من القصر لتُوقف خطاها المسرعه “سلوى”
سلوى:أُس أُس على فين العزم كدا
أسوة : هروح الملحق أرتاح شويه لأنى تعبانه موووت
سلوى بحدة مصطنعة : ودا إسمه كلام بردوة يا أسوة ، والغدا إللى جهزته دة
أسوة بصدق : أنا مش جعانه أنا جعانه نوووم بس
سلوى بحنان أُموى : لا والله ما يحصل ابداً إتغدى الأول وبعد كدا روحى نامى براحتك دا إنتى شكلك هفتانه خالص .. يلا تعالى صفيه وعزة مستنينا علشان نتغدى سوااا
أسوة ضاحكه من كل قلبها : عُلم ويُنفذ يا فندم .. مقدرش أقول لا
جلسوا ثلاثتهم حول المائدة لتناول الطعام فى ضوء مليئ بالحب والدفء لم تعتد عليه “أسوة” من قبل
ف “سلوى” تعوضها حنان الأم الذى حُرمت منه أسوة
وصفية بمثابه أخت لها ولكنها غامضه بعض الشئ لا تتحدث عن نفسها تكتفى بمشاركه الحديث معهم فقط،
كل من فى هذا القصر يحمل سراً خاص به وله هاله من الغموض…..
كسرت أسوة هذا الصمت الذى يغلف المكان قائله
أسوة : أمال فين عزة مجيتش ليه ؟ .. ، من ساعه ما جيت هنا وهى مش ظاهرة
صفيه بهدوئها المعتاد : فوق بتمم على الغرف قبل ما مؤمن باشا يوصل …. كانت هذة إجابتها متجاهلة الشق الثانى من السؤال ولم تعلق أسوة على ذلك
أسوة : أممممم .. وإنتى بقى يا صفصف شغاله هنا من زمان
صفيه : أيوااا من سبع سنين تقريباً كان عندى تمنتاشر سنه ..
أسوة : والقمر عندة كام سنه دلوقتى
صفيه مبتسمه : خمسه وعشرين
أسوة : العمر كله يا جميل … طب إنتى عمرك خرجتى من هنا ؟ … يعنى بقالى مدة هنا ومشوفتكيش خرجتى ولا مثلاً روحتى لأهلك تزوريهم
“كان غرض أسوة واضح فهى تبحث عن فرصه تخرج بها من القصر أو معرفه طريق الخروج من الغابه ”
نظرت لها صفيه تم ابتسمت
أسوة مسرعه : أنا بسأل بس .. يعنى مش قصدى أدخل
صفيه : ولا يهمك يا أُس أُس أنا فعلاً مخرجتش من هنا خالص من ساعه ما جيت لأن معنديش أهل ؛ أهلى متوفين من وأنا صغيرة و اتربيت فى ملجأ ولما خرجت إشتغلت هنا ومخرجتش نهائى
أسوة بحزن : أنا آسفة جداً والله مقصدش إن أجرحك تانى … متزعليش منى
صفيه بإبتسامه حزينه باهتة : ولا يهمك يا أسوة عادى خالص مش زعلانه يا قمر ….
سلوى متدخله لتُنهى هذا الحديث البائس : كفايه كلام بقى على الأكل …. أما أروح أشوف عزة مجيتش ليه علشان تتغدى
أسوة مسرعة : خليكى إنتى يا سوسو.. أنا هشوفها ، أنا الحمد لله شبعت
سلوى : تسلميلى يا بنتى رجلى شادة عليا وبطلع بالعافيه
صعدت أسوة للأعلى مسرعة فهذة فرصتها لتعلم اى معلومه أو تبحث عن اى شئ يساعدة فى الخروج من هذا السجن أو أى شئ يدل على وجود زهرة محطمة الأفيون فهذا المجرم ليس بالقصر وهذة فرصتها للبحث بداخل غرفته….
دخلت لثلاث غرف لكنهم ليسوا الغرفه المنشودة ، لتجد غرفه منعزله عن الغرف فى زاويه بعيدة
أسوة : أكيد هى دى شكلها كئيبه زى صاحبها …
ظلت تنظر حولها لتتأكد أن لا أحد يراقبعا … ثم ولجت لداخل الغرفه …..
بنظرة واحدة فقط علمت أنها غرفته …… لتقف بُرهه تشاهد جمال هذة الغرفه .. فهى غرفه كبيرة الحجم ذات طابع رجولى صارخ .. وذات ذوق راقى جداً يغلب عليها اللون الأبيض الممزوج بالرمادى.. فلم تكن كئيبه كما كانت تتوقع ولكنها غرفه غامضه كصاحبها …. أفاقت من تأملها ؛ لتبحث بداخل أرجاء الغرفه .. دخلت لغرفه الملابس لتبحث بداخلها ما بين ملابسه .. إنتقلت لتبحث بداخل الأدراج مع حرصها لتُرجع كل شئ إلى ما كان عليه … وبعد مرور بعض الوقت من البحث قد خاب ظنها فلم تجد اى شئ نافع .. شعرت بلإحباط والملل لتقف فى وسط الغرفه
أسوة : أوووووف أكيد واحد زيه مش هيسيب حاجه مهمه أو أى حاجه تدينه فى أوضته….
وقفت بُرهه لتتذكر كيف لم يخطر هذا ببالها …
أسوة : صح أوضه المكتب أكيد هلاقى حاجه فيها … لازم أدخل أدور فيها لازم الاقى اى حاجه تدل على مكان الزهرة أو أى حاجه تدينه اى دليل عليه ، وأنا حتى مش عارفه أصور أى حاجه فى المعمل …
الزفت إللى إسمه مصطفى مش بيسيبنى فى حالى ولا بينزل عينه من عليا ، مراقبنى فى الراحه والجايه ….
إلتفت لتخرج من الغرفه لكنها تخشبت مكانها عندما وجَدت الباب يُفتح … لتجحظ عينيها بشدة ووو ……

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الصمت الباكي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى