روايات

رواية الصمت الباكي الفصل السابع عشر 17 بقلم سارة أسامة نيل

رواية الصمت الباكي الفصل السابع عشر 17 بقلم سارة أسامة نيل

رواية الصمت الباكي الجزء السابع عشر

رواية الصمت الباكي البارت السابع عشر

الصمت الباكي
الصمت الباكي

رواية الصمت الباكي الحلقة السابعة عشر

“كشف الحقائق والخبايا”
قاعده مقدسه يسير بها بجميع أموره الحياتيه…
إذا تكرر أمرًا ما مرتين فهذا يعني أنه قدر وأمر حتمي يَخُصه هو فقط…
وها هي المره الثانيه تخرج أمامه من العدم كنقطه بيضاء بعالمه المُظلم
ويجب عليه وضع حد لهذا الأمر على الفور
.. هي من قررت قتل هذا الصمت لإراحة قلبها فهي الآن بصدمه لا تُحسد عليها أبدًا
فلك أن تتخيل معي أنك بذات مره يضحك لك القدر ويُداهمك بالشخص الذي لطالما أرهق أحلامك
..نعم يا ليلى هذا هو الشخص ذاته الذي لا يهجر أحلامك أبدًا ويمُد لكِ يد العون
..نعم يا ليلى قد قدَّر الله هذا .. أن تجتمعوا سويًا ليأخذ القدر مجراه
..نعم يا ليلى هذا هو سندك في الحياه بعد الله عز وجل
..نعم يا ليلى هذا هو الرجل اللغز، مجهول الهوية …
… لم تشعر بتلك الدموع الحاره التي أخذت تنحدر لتُنعي فرحتها..
امتزجت المشاعر وتلاقت القلوب بشكل غير طبيعي لا يُصدق وأقسمت بعدم الإفتراق بعد الآن…
رفعت يديها المرتعشه ووضعتها على وجهها وأخذت تُحدث نفسها بصوت مسموع:
إهدي يا ليلى دا حلم وإنتي بتتخيلي بس علشان إنتي مضغوطه بس شويه
وأخذت تضحك من بين دموعها: أنا خرفت ولا أيه … مش معقول
تعجب من حالتها كتيرًا لكنه سُرعان ما فطن ما يحدث معها .. وهذا جعله بصدمه أكبر
فهي يحدث معها ما كان يحدث معه ..
هل كان يأتيها بأحلامها أيضًا..؟
هذا الذي يحدث لا يُصدق أبدًا ..
ما هي العلاقه التي تربطهم بهذا الشكل..؟
ما هو الرابط الذي رغم البُعد أخذ يُعافر وينكمش إلى أن أوصلهم لبعضهم البعض…
ترأف بي يا الله فأنا لا أستيطع تحمل هذا الكم من الصدمات.
اقترب منها إلى أن أصبح أمامها مباشرتًا لا يفصلهم سوى خُطوه واحده
نظرت له بأعين مُتسعه ..
بينما هو فأمسك يدها التي ترتعش بجنون ووضعها على وجهه وأخذ يسير بها على وجهه برفق
وانطلقت الكلمات من ثنايا حنجرته بسلاسه: أيواا أنا حقيقي … مش حلم، أنا موجود قدامك … أنا مش فاهم حاجه…
وأخذت يده الأخرى تسير على قسمات وجهها هي الأخرى
لتخرج كلماتها بضعف: إنت مين؟…..أنا مش فاهمه حاجه!
أما عنه فقد غرق بتفاصيلها وملامحها التي تشبهها تمامًا وكأنه يراها أمامه
ليُهاجم قلبه الحب والحنين الذي دفنه منذ أمد وبات متأكد أن هذا الرابط الذي يجمعهم يرجع للماضي
ابتعدت عنه على الفور گ من لسعته نحله ونفضت يده بحده
: لو سمحت مينفعش كدا… إنت مين علشان تمد إيدك كدا؟؟
نظر لها بثبات ثم تحدث: غريبه يعني.! .. كنت مفكرك عرفاني أول ما قولت “انت”
تحدثت بتوتر: أيه… لا دا أنا بس كنت بشبه ومفكراك حد تاني ..
ضيَّق عينيه وأمال رأسه ليقول: هعمل نفسي مصدقك يا……. ليلى
نطق أسمها بتلذذ غريب فحروفه لها وقع خاص على أذنه قبل قلبه.
بينما هي فقد جحظت عينها عندما نطق اسمها: ليلى.! ،أنت تعرف اسمي منين؟ .. أرجوك قول أنت مين؟
تجاهل سؤالها ليسألها هو بدون مقدمات: بتعملي أيه هنا يا ليلى؟
تقسم أنه لو كان شخصًا آخر غير هذا يقف ويسألها بهذا التبجُح كأنه ولي أمرها وأيضًا يتطاول باليد لقامت بكسر يده وأبرحته ضربًا
لكنها أمام هذا الشخص لا تستطيع أن تكون سوى حمل وديع ..
: ودا شيء يخص حضرتك؟
تحدث بمرح للمره الأولى بحياته على الإطلاق: قولي يا ليلو بتعملي أيه هنا.. أو ممكن أنا أعرف بطريقتي
رددت بدهشه: ليلو…! هو انت بتهددني ولا أيه
نطق بإصرار وكأنها لم تكن تحدثه: بتعملي أيه هنا؟
أجابت بنفاذ صبر: هكون بعمل أيه بشتغل هنا
مؤمن: تمام … أنا همشي بقى وهنتقابل تاني، سلام يا ….. ليلى
ثم إستدار ليذهب وقد قرر بداخله معرفة حقيقة هذا الأمر
لتنظر بتعجب لهذا الرجل غريب الأطوار وتنادي عليه بتلقائيه وبدون إرادتها فهي قد تعلمت من أخطائها وقد ذهبت “روز” دون أن تعلم عنها شيء
فلتعلم على الأقل أسمه..
: أنت مقولتليش أسمك أيه؟
إستدار نصف إستداره وابتسم لها بهدوء ونطق بما لا يذكره إلا مرات قليله جدًا بل تكاد تكون معدومه:
مؤمن يا ليلى … ويلا سلام وخلي بالك من نفسك
وقفت مكانها مشدوهه ورددت اسمه بتلقائيه وسلاسه: مؤمن… مؤمن
حد مصدق إن دا مؤمن يا جماعه؟!!!!!
•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°
إنجلى الليل سريعًا وتعقبه الصباح بشمسه الزاهيه تطرد الظلام وتحتل كبد السماء..كما احتلت مشاعر الضعف والحنان قلب هذا الراقد أمس
مع إنتشار الضوء تسلل إلى عينيه سريعًا ليفتحهم على الفور بفزع وأحداث أمس تُهاجم عقله ..
نظر بجانبه فوجدها مثل أمس بداخل أحضانه ومتشبثه به بشده..
تنهد بتعب ثم إنسحب برفق بعد أن حرر قبضتها من حوله ..
مسح على وجهه بتعب، لا يعلم ماذا سيفعل معها…
لا يدري ما الذي أصاب قلبه وأصبحت تؤثر به بهذا الشكل ..
ظل يجوب الغرفه ذهابًا وإيابًا بحيره تامه .. لم يُسبق له أن كان بمثل هذا الضعف ..
كيف سيُعاقبها على ما فعلته بأخيه؟
عليه أن يجد حل لهذا المأزق في الحال..
خرج من غرفتها سريعًا فعقله لا يستطيع التفكير وهو معها بنفس الغرفه
ذهب مباشرتًا بإتجاه غرفة والدته عَله يُريح عقله قليلًا ..
طرق الباب عدة طرقات ليسمع صوتها تسمح له بالدخول .. ليجدها كعادتها الصباحيه تتناول قهوتها
ليبتسم بإشراق وحب لها: صباح الخير يا امي
رددت التحيه بصوت جاف لا يُبشر بالخير أبدًا: صباح النور
عقد حاجبيه بإستغراب لنبرتها الجافه: مالك يا امي في أيه ..صوتك زعلان
أدارت رأسها للجهه الأخرى وتجاهلت حديثه ..
تنهد بإرهاق ثم جلس بجانبها ورفع كفيها ليلثمهم بحب خالص…
: مش عايزه تردي عليا يا بسبوسه، إنتي عارفه إني مقدرش على زعلك أبدًا وإن بإشاره منك أكون بين إيديكي……. أيه إللي مزعلك مني
نفضت يديها من بين يديه وتحدثت بغضب: وهو في حاجه ما تزعلش مقعد إللي قتلت أخوك وإللي قضت عليا تحت سقف بيتي ومعززها ومهنيها ومخليها ست البيت بعد ما اتجوزتها …
اتجوزت إللي قتلت أخوك يا صالح ..
لو كان هو مكانك كان أخد حقك ومسبش دمك هدر أبدًا …..ليه كدا
تقاذف الغضب من وجهه وغلت الدماء بعروقه بمجرد ذكر أخاه .. وبحديثها هذا جعلته يشعر بمدى حقارته ودنائته بعدما أشفق على قاتلة أخيه وظل بأحضانها أمس..
: أنا عملت فيها إللي ميتعملش يا أمي ووريتها العذاب ألوان وبسبب كدا فقدت النطق وبقت زي ما إنتي شيفاها كدا … ومبقيتش عارف أعمل معاها أيه تاني.. ودا كله وهي بتنكر إللي حصل
لمعت أعيُنها بشر ومكر داهيه وتلقي عليه بخطتها الناريه: بس معملتش لسه حاجه واحده.. ودا إللي هيجيب أجلها… ومن غير ما تمد إيدك ولا حتى تإذيها …
نظر إليها بإستغراب ليسألها قائلًا: وأيه هو؟… أعمل أيه يعني؟
تحدثت على الفور لتنسج خيوط دماره ودمارها معًا وتكون بهذه الطريقه قضت على عصفورين بحجر واحد … فخطتها تدميره هو من خلالها
أشارت على قلبه قائله: مغوتهاش بالحب ولا سرقت قلبها..
نطق بتعجب: سرقت قلبها..!!!
أومأت بإيجاب: أيواا مخلتهاش تقع في حبك ولا امتلكت قلبها … قلبها لسه مش ملكك يا صالح..
نطق بضعف مستفسرًا: مش فاهم بردوه .. يعني أعمل أيه ..؟
تحدثت على الفور بدون مراوغه: تخدعها بالحب .. تمثل عليها إنك بتحبها وبتموت فيها لغاية ما هي تحبك .. ومتسبهاش ألا ما تكون هيمانه فيك وأول ما تتأكد من كدا تكسر قلبها وترميها في الشارع وصدقني أمثالها بيقعوا بسرعه … وبكدا هتكون قضيت عليها من غير ما تأذيها، وعمرها ما هتقوم من الصدمه دي في حياتها ..
إستمع إليها إلى أن أنهت خطتها الجُهنميه ونطق بصدمه: من غير ما أئذيها!! .. دا كله ومش هتكون أذيتها؟ .. هي قلوب الناس لعبه يا أمي؟!
وقفت مكانها وتحدثت بصوت مرتفع: أيواا قول كدا بقى.. إنت وقعت في حبها وعايز تكمل وتعيش معاها بعد ما أحلوت في عينك ومش همك إللي حصل لأخوك .. هي دي أخرتها.. ليه الأنانيه دي .. دا آدم طول عمره بيحبك ومعتبرك قدوته، كانت حياته كلها صالح…بس الظاهر إنت بدور على نفسك بس
ثم جلست منهاره ببكاء هستيري، وقد لعبت على الوتر الحساس لتُفجر وتُخرج أسوء ما فيه..
ذهب إليها بتلهف خشية أن يُصيبها مكروه: إهدي يا أمي .. إهدي متعمليش في نفسك كدا، حب أيه إللي بتقولي عليه إنتي عارفه أنا مش بتاع الكلام ده وعمومًا يا ستي أنا هعمل كل إللي إنتى عايزاه بس متزعليش نفسك علشان صحتك
ابتسمت بمكر من بين دموع التماسيح خاصتها: والله يا صالح لو ما أخدت حق أخوك لا إنت ابني ولا أنا أعرفك
واتحرم عليك ليوم الدين ..
انقبض قلبه عند تساقط تلك الكلمات من فمها: متقوليش كدا يا أمي … وعد مني ليكي هعمل إللي قولتي عليه وادمرها
أنا كسرتها هي بس باقي قلبها لسه مكسرتوش وهكسره، صدقيني يا أمي قلبها ليا أنا.. وهخليها تدوب فيا دوب..
ثم نطق مؤاكدًا بإصرار وتملك ضاغطًا على حروفه:
…قلبها ليا أنا ….
•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°
ظلت تبكي وتنوح بصوت مرتفع: بنتي فين؟ عملتوا فيها أيه
تحدث بشر وغضب: قولتلك بنتك ماتت.. اتولدت ميته
انهارت من البكاء: لا حرام عليك بتكذب عليا ليه أنا حسيت بيها… بنتي عايشه أنا عارفه..
أمسكها من خصلاتها بقسوه: قولتلك ماتت والمستشفى دفنتها خلاص، وأقولك كمان جوزك سبع البرومه إللي فخورة بيه مات هو كمان وتعرفي من إللي قتله مش هتصدقي… المجرم إبنك هو إللي قتل أبوه ..
شعرت ببروده تسري بأوردتها عقب سماع هذا الهراء وظل حديثه يتردد بعقلها..
نعم نعم فمن المؤكد أن هذا الحديث هراء
عائلتها الصغيره .. زوجها حبيبها.. ولدها نور عينها .. وبالأخير إبنتها فلذة كبدها
كَمْ هذا الصدمات لم يستطيع عقلها تحملها لتستسلم للظلام الدامس وتغرق به للهروب من هذا الواقع المرير فهذه أسلم طريقه أختارها عقلها ..
أفاقت من شرودها وتمحو تلك القطرات المالحه التي تُغرق وجنتيها:
يا حرقت قلبي وحسرتي على حبايبي.. إلهمني الصبر يارب
وتحدثت بحرقه أكبر: يا ترى انت فين يا حبيبي وعامل أيه دلوقتي .. سنين وأنا بدور عليك ومفيش أي أثر يا نور عيني ..
يارب إجمعني بيه .. معدش ليا غيره من ريحة الحبايب ..
لتنظر لهذا السلسال الغالي على قلبها والذي يجمع اسمها واسم حبيبها وزوجها
قاسم وجميله يربطهم بالمنتصف قلب رقيق نُقش عليه اسم ولدها الحبيب “مؤمن”…
•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°
:عرفت ميعاد ومكان التسليم يا محمد؟
محمد: أيواا.. إحنا مرتبين لكل حاجه كويس
بتول: أهم حاجه المكان إللي هنحتفظ فيه بالبضاعه، مش عايزين يحصل زي المره إللي فاتت
محمد: متخافيش أنا مأمن كل حاجه المره دي، دا إحنا حاطين فيها أخر فلوسنا وفلوس المعلمين كلهم ..وهي أخر أمل لنا
بتول: لو حصل أي حاجه هنروح في ستين داهيه وقول علينا يا رحمن يا رحيم ..
محمد: ليه الكلام ده دلوقتي …. وبعدين مصدر القلق إللي كنا كلنا بنخاف منه خُلصنا منه من زمان ..
تذكرت ما حدث سالفًا ونتطق بشر: أيواا .. خلصنا عليها وعلى عيالها … وبكدا خصلت على بنت نبيله جميلة الجميلات وأسلافها علشان أبوك يروح يتجوز عليا واحده فلاحه ويخلف منها كمان
محمد: وكل حاجه اندفنت ودمرت إللي تتسمى أختي وقتلت جوزها وخليت الدنيا كلها تعرف إن الأبن إللي قتل أبوه ووصلته للأحداث بنفسي ووصيت عليه وصايه جامدة علشان يتربى فيها وإللي ساعدني مكانتي ونفوذي وهتلاقيه متشرد دلوقتي أو يا عالم لو كان عايش ولا لا
تسائلت بتول بفضول: متعرفش جميله لسه عايشه ولا لا .. ولا تعرف طريقها، بصراحه كان عندي فضول أشوف أختك جميله أووي على الأقل كنت أشوف بنت نبيله كان شكلها أيه
تحدث بعصبيه مفرطه: قولت مية مره متقوليش أختي .. هي بنت الراجل إللي أسمه أبويا إللي سابنا وراح اتجوز واحده تانيه وخلف منها وقعد يربي بنته ونساني… متعرفيش أنا كنت بكره جميله دي قد أيه وقد أيه قلبي إرتاح لما شوفتها مدمره قدامي
زمانها دلوقتي في رحمة ربها ومن زمان كمان ورا جوزها حبيبها وحسرتها على أبنها وبنتها ..
بتول: بس البت لسه عايشه صح؟
محمد: أنا مالي عايشه ولا ميته … أنا عملت إللي عليا ورميتها قدام ملجأ ..
أنا كدا في السليم ومحدش يعرف عني حاجه ..
= إسمح لي أن أقول لك يا شيطان الأنس أن قدرة الله واسعه وعناية الله تُدركنا جميعًا ..
فأنتظر القدر فقط …
•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°
بعيدًا عن الضوضاء وثرثرة البشر بمكان مرتفع وخوصًا على جبل المقطم .. ينتظره بفارغ الصبر على حسب إتفاقهم …
إلتفت عقب سماعه صوت إحتكاك إطارات السياره بالأحجار…
بينما نزل الأخر من السياره ليسير بإتجاه وتحرك الأخر من مكانه ليقفون قُبالة بعضهم البعض..
: أخيرًا شوفتك يا مؤمن باشا
ابتسم مؤمن بهدوء: أخيرًا يا ليث باشا ..
ويحتضن بعضهم البعض بحفاوة شديده مربتين على ظهور بعضهم البعض …
فالمجهول الذي يتحدث معه مؤمن دائمًا ليس سوى “ليث العاصي” صديقه الصدوق وذراعه الأيمن …

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الصمت الباكي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى