روايات

رواية الصمت الباكي الفصل الخامس 5 بقلم سارة أسامة نيل

رواية الصمت الباكي الفصل الخامس 5 بقلم سارة أسامة نيل

رواية الصمت الباكي الجزء الخامس

رواية الصمت الباكي البارت الخامس

الصمت الباكي
الصمت الباكي

رواية الصمت الباكي الحلقة الخامسة

متكورة على نفسها وتشكى حالها إلى خالقها … فماذا تفعل فليس فى يديها اى سبيل سوى التضرع لرب العالمين والإلحاح عليه سبحانه كى يكشف هذة الغمه….. وسوف تخرج لتمارس حياتها الطبيعيه لا تريد أن تعلم أى شئ عن حياتها أو ماضيها فمن المؤكد أن من فعل هذا هو من قام بتهديدها فى الهاتف … تفكر كيف ستخرج من هذه المعضله
ليلى : أيوة أنا جتلى فكرا حلوة ممكن أتصل بأسوة واخليها تتواصل مع أى محامى ….. لكنها توقفت عن التفكير … استنى يا ليلى محامى أيه طب أنتى مش معاكى أى فلوس علشان تتدفعى للمحامى وأسوة نفس الحال ..
وأثناء تحدثها مع نفسها فُتح الباب فالتفتت إليه فوجدت رجلان ضخمان ومن الواضح أنهم ليسوا من رجال الشرطة
ليلى ” بزعر” : أنتو مين
الرجل الأول : عجبتك الهديه دى يا حلوة .. الباشا بيسلم عليكى وبيقولك خليكى فى حالك
الرجل الثانى : وطبعاً لازم نحييكى ونسلم عليكى بطريقتنا…. لم تفهم ما يقصد … وكادت أن تستفسر منه لكن أوففتها هذة الصفعه… ولم تستطع أن تدافع عن نفسها وقد إنهالوا عليها يبرحوها ضرباً فى جميع أنحاء جسدها وأصبحت الدماء تسيل من فمها وأنفها ومن سائر جسدها …… تركوها وذهبوا وكأن شيئاً لم يحدث بعد أن حطموا ما تبقى منها …. ولبعد مكان إحتجازها لم يأتى أحداً لينجدها….
ظلت متكورة على نفسها لا تقوى القيام ….ولا فتح عينيها.. فهى لم تأكل شئ منذ يومين بالإضافه الى ما تعرضت له من ضرباً قاسى … وكل هذا لم يكن شئ بجانب آلآمها النفسيه فحالتها النفسيه أصبحت فى النازل … ……….. فلماذا يحدث معها هذا ؟ أبسبب أنها يتيمه الأبويين وتربت بملجأ بعد تخلى أبويها عنها !!!
ظلت طوال الواحد والعشرون عاماً وحيدة بدون رفيق أو سند لها ، كانت منبوذة لدى الجميع ، الجميع بالملجأ كان يحتقرها ، وبعد خروجها منه لم تستطيع البوح لأحد أنها تربت بملجأ …… حتى أنها لم تبوح لأسوة حتى لا تتركها وتشمئز منها ، كافحت وصبرت وجاهدت وظلت وحيدة…. تُظهر أمام الجميع أنها قويه وخلف قناع القوة هذا طفله ضعيفه وحيدة هزيله تركها والدها تواجه هذة الحياه دون مأوى ……
حاولت أن تستفيق حاولت فتح عينيها لكن أبت أن تطاوعها …. حاولت جاهدة الا يغشى عليها لكن كان للقدر رأى آخر …… وسقطت فى ثبات عميق لا تدرى أتستفيق منه ثانيه أم لا …………
______________________
عينيها مفتوحتان بصدمة مما تسمع ألهذة الدرجه يعرفها !! …. كيف عرف هذا ؟ …. هذا الرجل ورائه لغز كبير ….. لكن قبل هذا كله هى لا تستطيع التضحيه بيزيد ابداً
مؤمن ” ببرود ” : ها رأيك أيه ؟؟
أسوة : موافقه
مؤمن : ودا إللى كنت منتظرة …. بصى بقى يا شاطرة خلينا نتفق كدا إنتى مش هتخرجى من الغابه دى إلا لما تخلصى المهمه وأظن المدام بتول متمانعش أبداً لأنها عايزة تخلص منك بأى طريقه …… أولاً كدا هتقعدى فى الملحق بتاع القصر يعنى هيكون هو محل إقامتك ومفيش خروج من هنا لا كليه ولا لشغلك سواء فى المخبز أو الصيدليه …. ثانياً محاضراتك هتوصلك ومش هينقصك حاجه شوفتى بقى انا رحيم بيكى إزاى …
كل هذا وهى واقفه بقله حيله مكتوفه الأيدى … فهى واقفه أمام شخص يعرف عنها كل كبيرة وصغيرة …لكن سوف تضحى بكل شئ من أجل يزيد فقط فهو قد فرض عليها وضعها هذا ما باليد من حيله
أسوة : تمام
مؤمن : بما إننا اتفقنا يلا تعالى ورايا علشان تشوفى المعمل والناس إللى هتشتغلى معاهم
ظلت تسير خلفه بقلب مرتجف وهى تخفى خوفها ورعبها بأعجوبه إلى أن وصلت إلى مكان تحت القصر تقريباً … لم يكن سوى معمل ضخم وكبير جدا .. يوجد به خمس او ست من الأطباء بالزى الأبيض الذى لا يستحقونه فهم قد خانوا مهنتهم والقسم الذى أقسموة… يعملون بكل جد ويستخلصون هذا السم من النبات …. أين ضمير هؤلاء وهم يدمرون الشباب ؟! أين هى إنسانيتهم؟!
أسوة ” فى نفسها ” : أكيد أجبرهم زى ما أجبرنى كدا وهددهم بحد غالى عندهم … وبعدين انا هبقى منهم وهصنع السم دا بإديا وهشترك فى الجريمه …. بس أعمل أيه بس يارب بعد ما كنت أنا إللى ببطل مفعول السم دا وبحارب ضده بقيت أنا إللى بصنعه بإديا …. يا لطيف يا الله ….. حسبى الله ونعم الوكيل
مؤمن : هو دا المعمل فى ناس كتير هتساعدك وكل إللى هتحتاجيه موجود هنا
أسوة محاوله إرجاعه عن قرارة ومحاوله إستعطافه : كدا حرام عليك فى ناس كتير هتدمر بسبب السم دة .. تخيل إنت عندك أخ أو ابن كدا ويدمر بالطريقه دى .. هتحرق قلوب أمهات وأبهات كتير على أولادهم وقلوب زوجات كتير على ازواجهم ، إنت تقدر تتراجع وتوقف كل إللى بيحصل وبدل ما انت إللى تصنع السم دا تحارب ضدة وتبطله وتشتغل فى الخير أحسن
مؤمن ” بتجاهل كلامها وكأنها لم تكن تتحدث ” : يا دكتور مصطفى خد الدكتورة أسوة عرفها على شغلها
وعندما نظرت له أسوة صعقت فقد كان نفس مندوب الأدويه الذى جاء إلى جامعتها ليختار الطلاب …. هكذا كان عرضهم ، هى قد شكت فى بدايه الأمر
أسوة : أنت !!! .. قول كدا بقى أنا كدا فهمت ، كنت جاى علشان تاخدنى أشتغل معاكم ولما ماجيتش بالذوق جبتونى بالعافيه
مؤمن ” ببرود صاعق ” : ايوااا مظبوط كداا … كويس إنك فهمتى …. خد الدكتورة يا مصطفى عرفها على كل حاجه هنا وفهمنا نظامنا … وفهمها كمان إللى بيغلط عندنا مصيرة أيه ……
مصطفى : تمام يا باشا
ذهب وتركها غارقه فى بحر من الحيرة والدهشه ، إذا أرادت الخروج فكيف ستخرج من هذه الغابه غير هذا أنها سوف تعرض حياه يزيد للخطر ولن تستفيد بهروبها شئ ، ولا تمتلك شئ للتواصل مع أى أحد …. هو قد نجح بالسيطرة عليها بذكاء تام …. لا يوجد أمامها إلا تنفيذ ما يقوله ……. وحسبنا الله ونعم الوكيل…….
_________________________
تجلس مع سميرة وهى تحاول تهدئتها بعد إنهيارها
سميرة : خلاص يا بنتى متعمليش فى نفسك كدا أمال مفيش حاجه فى الدنيا دى تستاهل دموعك دى
سارة ” ببكاء ونجيب شديد ” : إزاى كدا إزاى تبعنى زى السلعه الرخيصة كدا ، وتخلى واحد زى ده يتحكم فيا.. دا أنا عمرى ما كلفتها حاجه وبشتغل وبتمرمط من صغرى وعمرى ما طلبت منها حاجه ، دا حتى مكملتش تعليمى وأنا كان نفسى أدخل جامعه
سميرة “بحنان أموى ” : خير يا بنتى وصدقينى ربنا هيعوضك … إنتى واحدة مؤمنه بالله وعارفه ربنا .. متقوليش الكلام دة … وبطلى كدا عياط وقومى إقفى على رجلك وقاومى وقاوحى إنتى مش ضعيفه
سارة : أقاوم إزاى وأقاوح إزاى وأنا اتكسرت كدا يا دادة … بقيت زى العبيد بيتباع ويشترى فيهم … عارفه يعنى أمى تبعنى وتقبض تمنى عمرى ما توقعت منها كدا رغم الذل إللى كانت زلهونى والمعامله الزفت إللى كانت بتعاملنى بيها ، دا عمرها ما إديتنى ريق حلو أبداً …. وفوق دا كله مش عارفه هو بيعمل معايا ليه كدا وعايز ينتقم منى ليه دا أنا عمرى ما خرجت من قريتنا أصلاً علشان أأذى أو أضر حد …
سميرة : أجرك عند الله يا بنتى وإللى عملتيه مع أمك دا واجبك … الصبر حلو يا بنتى بكرا تعرفى السبب ورا إللى هو بيعمله ، وطالما واثقه من نفسك وعارفه إنك معملتيش حاجه خلى قلبك جامد مسير الحقيقه تبان يا بنتى مفيش حاجه بتفضل على حالها ……. دا إنتى نشفتى دمى لما شفتك واقعه فى أرضيه الأوضه ومغمى عليكى
سارة : عندك حق مسير الحقيقه تبان فى يوم من الأيام وربنا يخلصنى منه …. وربنا يخليكى يا دادة ويباركلى فيكى أنا مش عارفه من غيرك كنت أعمل أيه
سميرة : متقوليش كدا دا أنتى زى بنتى يا سارة .. ويلا فرفشى كدا وإيدك معايا نجهز الغدا قبل ما يوصل
قامت بتحضير الغداء ورصه على المائدة …. وذهبت لتكمل عملها حتى لا تواجه غضبه
وعلى الجانب الآخر يرتدى ملابسه بعقل شارد .. يفكر كيف يكسرها أكثر ويقوم بإزلالها …..بعد أن إنتهى من إرتداء ملابسه وقف أمام لوحة كبيرة معلقه على أحد جدران غرفته … قام بإبعادها ليظهر أمامه باب مغلق فقام بالضغط على بعض الأزرار ليُفتح الباب ……..
ليظهر بداخل الغرفه على الفراش جسد هزيل موصد بأجهزة طبية ومحاليل طبية لتغذيته …
جلس بجانب الفراش بقلب يقطر حزناً والماً ..
صالح ” بغل وحقد ” : هانت خلاص وهجيب حقكم … بس يلا فوقى إنتى بس … مش كفاية نوم كدا دا إنتى وحشتينى اوى ونفسى أسمع صوتك ، أنا جيبتها وهوريها الذل والعذاب ألوان قبل ما أقتلها زى ما هى قتلته وهاخد حقه صدقينى بس إنتى إفتحى عيونك يا حبيبتى وخليكى جمبى أنا وحيد من غيرك وتايهه ، يلا بقى يا سمسم لو بتحبينى متسبنيش لوحدى كفايه عليا البعد دا كله …….. وكل هذا ولم يدرى أنا دموعه قد تساقطت …….
أفآق على نفسه وقام بمسح دموعه … فهو قد قطع وعد على نفسه بعدم الضعف أبدا .. وسينتقم لهم ولن يهدأ له بال إلا بعد أن يحقق مرادة …….
خرج من الغرفه واحكم إغلاقها كما كانت …… نزل إلى أسفل ليجلس على طاوله الطعام ليتناول غذائه قبل ذهابه للشركة مرة أخرى وبدأ فى تناول الطعام ……
قام بالنداء بصوت مرتفع
صالح : سميرة يا …. سميرة
هرولت إليه وهى تدعوا فى سرها أن يمر هذا اليوم على خير
سميرة : أفندم يا صالح بيه
صالح : مين عمل الأكل دة
سميرة : سارة هى إللى عملته زى ما حضرتك أمرت
صالح : ناديلى عليها ….. إنتى يا زفته … وبعدين مش هيا الخدامه إللى عامله الاكل مش بتقف جمب السفرة ليه لغايه ما أخلص
فى الجهه الأخرى…..
بعد سماعها لندائه لها …
سارة : مش هرد عليك بردوة يا بوز القرد إنت .. خليك نادى للصبح .. دا أنا حتى كدا بظلم القرد والله …
وبعدين أنا مش إسمى زفته علشان أرد
أتت إليها سميرة مهروله
سميرة : إيه يا سارة إنتى مش سامعه صالح بيه بيناديكى كلميه يا بنتى خلى اليوم دة يعدى على خير
سارة ” بعناد ” : هو بيقول يا زفته وانا مش إسمى زفته فببساطه كدا مش هرد
سميرة : يا بنتى قصرى واتقى شرة ويلا كلميه علشان خاطرى أنا يا سارة بلاش مشاكل يا بنتى
نظرت لها سارة بضعف : خلاص ماشى علشان خاطرك بس ….. جايه أهووووو …….
وقفت أمامه مربعه زراعيها ….
سارة : أفندم
صالح : هو أنا مش بنادى عليكى يا بت إنتى مش سامعه ولا أنطرشطى
سارة ” مشيرة لنفسها ” : أنا … ناديت عليا أنا …. أنا فعلا سمعتك بتنادى بس بتنادى على زفته فبحسب إنك رايح زفته وبتحمل الميكروباص بتاعك مع العلم إن قلت لنفسى إن صالح بيه مش عندة ميكروباص ومش شغال سواق أيه إللى هيوديه زفته بس … وتقريباً كدا أنت متعرفش زفته ولا عمرك روحتها لأنها قريه بعيدة عن هنا …. وانا إسمى سارة فمسمعتش إسمى خالص ولا سمعتك بتقول سارة
شعرت بشئ ساخن يُسكب عليها …. نعم ما تفكرون به صحيح ….قام بإلقاء الطعام عليها … شهقت بفزع بسبب سخونه الطعام التى كوت جلدها ……
صالح بهدوء يحاول أن يتمالك غضبه فهو يعلم أنها تريد إستفزازة : لا يا بت دمك خفيف فعلا تصدقي أول مرة أعرف … بلاش إستظراف يا روح أمك إنتى عارفه أقدر أعمل أيه ……. وبعدين دا منظر أكل تحضريه … طعمه مقرف زيك بالظبط …..
سارة ” بقوة ” : حرام عليك متقولش على نعمه ربنا كدا فى ناس غيرك مش لقياها …. وإنشاء الله النعمه دى هتزول من وشك وهتقعد مش لاقى إنشاء الله
صالح “ببرود” : خلصتى المحاضرة يا شيخه …. لمى بقى الفوضى دى وبعد كدا لو رديتى عليا وأنا بكلمك هتشوفى منى إللى مش هيعجبك أبداً ودا تحذير أخير … ولسانك إللى متباهيه بيه دة أنا هقصه وهعلمك الأدب إللى أهلك ماعلمهلكيش …. إنتى لسه مشفتيش منى حاجه …. ….. …. ثم تركها وغادر بعد نشرة لسمه كالعادة
_______________________________
بتركيز شديد يدرس القضيه من البدايه ليبحث عن أى ثغرة ويعيد حساباته من جديدة ……… قاطعه دخول الشرطى مسرعاً
الشرطى : إلحقنا يا باشا البت اللى كانت فى الحجز تحت قاطعه النفس خالص ومغمى عليها ومش بتفوق
قام مسرعاً من مكانه …. ونزل لأسفل حيث توجد …… لكنه صدم صدمه قويه عندما رأى منظر وجهها وأثر الضرب المبرح … ولا تصدر اى نفس … تفقد نبضها فوجدها على قيد الحياه لكن نبضها ضعيف جداً
ليث “بصوت مرتفع ” : اطلب الإسعاف يا بنى بسرعه
الشرطى : فى الطريق يا باشا
ليث ” بهدوء ما قبل العاصفه ” : إللى عمل فيها كدا ودخل وضربها يظهر نفسه أحسن
حسام متدخلاً : إللى عمل فيها كدا يا ليث مش من داخل المبنى …. فى اتنين من برااا هما إللى تعرضولها وعملوا كدا وحاولنا نلحقهم بس هربوا
ليث ” بصوت جهورى زلزل المكان وألقى الرعب فى قلوب من يقف ” : إزاى يدخلوا المبنى ويعملوا عملتهم ويهربوا ….. أنت عارف بتقول أيه …. أمال البهايم دول بيعملوا أيه دا المبنى متلغم رجاله وضباط …… يدخلوا مبنى مكافحة المخدرات ويخرجوا ولا كأن حاجه حصلت ويأذوا مسجونه هنا ….. إنت واعى للى بتقوله
محمد : إهدى بس يا ليث هنوصلهم ونجيبهم بس هيا لازم تتنقل المستشفى بسرعه
أحد الضباط : الإسعاف وصلت يا ليث باشا
دخل المسعفون وتم نقل ليلى للمشفى
ليث : يلا يا حسام معايا على المستشفى .. ويوسف عايز حمايه على المستشفى … ومحمد عايز أرجع ألاقى الكلاب دول هنا
حسام : يلا بينا يا رجاله
وصلت ليلى للمشفى وتم نقلها إلى غرفه العمليات … لتلقى مصيرها المجهول ……….
فى الخارج ينتظر كلا من ليث وحسام على أحر من الجمر خبر من الطبيب ليطمئنهم..
ليث : البت دى لو ماتت قول علينا كلنا يا رحمن يا رحيم
حسام : ربنا يستر مش هيحصل حاجه وهتعيش إنشاء الله بس إهدى بس شويه وأقعد إنت رايح جاى ليه كدا
ليث : هما ليه اتأخروا كدا جوااا دا كله بيعملوا أيه
حسام : الصبر يا ليث إهدى
بعد مرور ساعه على الأكثر خرج إليهم الطبيب بوجه مرهق
ليث : خير يا دكتور طمنا
الطبيب : عندها بعض الرضوض وكسر فى درعها الشمال ودا خلاف الجروح إللى علجناها وضلعين مكسورين … بس المشكله دلوقتى مش فى الاصابه دى
حسام : خير يا دكتور ما تكمل
الطبيب : المريضه قلبها وقف مرتين وإحنا بنحاول ننعش القلب تانى بس العقل رافض تماماً الرجوع للواقع ودا نتيجه صدمات عصبيه متكررة .. إظاهر إن المريضه كانت بتعانى من وجع نفسى وضغط عصبيى فالقلب مستحملش… والأعمار بيد الله
اندفع ليث وأمسك الطبيب من تلابيب قميصه : أنا مليش فى الرغى دا كله .. البت اللى جوا دى لازم تعيش ولو حصلها حاجه هحطك مكانها
الطبيب : دا مش أسلوب لو سمحت أنا عملت كل إللى يطلع بإيدى بس مفيش فايدة القلب وقف أكتر من مرة والأعمار بيد الله مش بإيدنا إحنا
حسام : خلاص يا ليث إهدى ، إحنا آسفين يا دكتور هو مصدوم مش اكتر …. بس أعمل إللى تقدر عليه هى لازم تعيش بأى طريقه
الطبيب : تمام يا باشا هعمل إللى أقدر عليه
أعاد حسام أنظارة لليث الذى يخرج دخان من أذنيه
: إهدى يا ليث مش طريقه إمسك نفسك شويه
وفى الداخل ………….
جسدها ينتفض بشدة إثر الصدمات على قلبها ….. حتى عندما قررت الذهاب لم يتركوها … رافضه الذهاب معهم .. تريد أن تذهب إلى والدها ووالدتها إذا كانوا فى العالم الأخر لتسألهم لماذا تركوها وحيدة …. هى دائماً كانت متفائلة ومحبه للحياه لكن ما يحدث لها فوق طاقتها … لا تستطيع الاستمرار فالجميع ضدها وهى تسير ضد التيار …… وفى وسط هذا الظلام الدامس ضوء ساطع أيقظ كل حواسها إلتفتت لتنظر فإذا بشخص يبتسم لها ويمد لها يدة ….. ظلت تتأمله وتنظر اليه.. دق قلبها وبشدة … لماذا هذا الشعور .. لماذا تشعر انها تعرفه عن ظهر قلب …. ظل مادد يدة إليها إلى أن ابتسمت له لا إرادياً ووضعت يدها بيدة وذهب معه …….. وهنا بدأ الخط المستقيم يتموج مرة أخرى معلناً عن عودتها للحياة مرة أخرى …
زفر الطبيب بإرتياح فعودتها للحياة مرة أخرى معجزة
وخرج إليهم
الطبيب : الحمد لله القلب رجع تانى وكله تمام …..بس هيا دخلت فى غيبوبة والله أعلم هتفوف إمتى ، دا شئ مش بإيدينا
ليث : يعنى هيا هتعيش ولا هتموت ولا مش هتفوق خالص فهمنى أكتر
الطبيب : يا باشا دا يعتمد عليها هيا ، وبعدين مؤشراتها الحيويه كلها ممتازة ومفيش أى عضو متأثر ….. بس كل إللى هيا فيه دا عامل نفسى
حسام : تمام شكرا يا دكتور
الطبيب : العفو دا واجبى
__________________________
دخلت إلى الملحق الصغير الذى بجانب القصر والذى سيكون بمثابة منزلها فى هذة الفترة ….. فهو قد سهل لها كل الوسائل لتبقى .. فسوف تصلها كل محاضرتها أول بأول وكل مستلزمات الدراسيه…. لكن ماذا تفعل لا تستطيع أن تقوم بتصنيع هذا السم بيدها لكن لا مخرج فقد هددها بأعز ما لديها …. فلذة كبدها يزيد لا تستطيع التضحيه به أبداً …
أسوة ” فى نفسها ” : الإنسان دة عديم الضمير إزاى عايزين أصنع كميه الأفيون دى كلها …. دا هيدمر العالم بالكميه دى …. بس أنا أعمل أيه لازم الاقى مخرج من المشكله دى ، أنا كدا هساهم فى تدمير العالم معاهم بس والله أنا مغلوبه على أمرى … بس فى لغز فى الموضوع دة أنا حاسه إن فى حاجه غلط … أنا لازم أدور فى الموضوع دة وأشوف هوصل لأيه … وأول حاجه لازم أعملها إن أتأكد إن مفيش اى كاميرات فى المكان دة ولا أى أجهزة تصمت …
وبالفعل لم تكذب حدثها وقامت تبحث عن اى كاميرات أو أى شئ مزروع وسط المكان … فالملحق عبارة عن صاله كبيرة وغرفتين وجزء خاص بالمطبخ بجانب الحمام ” أعزكم الله ” فالتصميم راقى جدا وعصرى
ظلت تبحث مدة ليست بالقصيرة لكنها لم تجد شئ
تنهدت أسوة : كدا تمام أنا أعرف أتصرف بقى براحتى بس لازم أخد حذرى بردوة …. قاطعها طرقات على الباب … هبّت لتفتح الباب
سلوى : أهلاً أهلاً بالقمر إللى هيقعد معانا وينورنا
أسوة “بإبتسامه” : طنط سلوى أتفضلى
سلوى ” بغضب مصطنع ” : طنط تانى أنا قولتلك سوسو بس
أسوة ” ضاحكه بشدة ” : حاضر يا سوسو متكشريش كدا أنا مش عارفه أيه بيزعلك بس فى طنط سلوى
سلوى : كدا وخلاص أنا مش كبيرة يا حبيبتى أنا لسه صغيرة فى عز شبابى…. المهم حقيقى فعلاً هتفضلى هنا شويه
أسوة وقد عما عليها الحزن : أيوااا مضطرة أعمل أيه
سلوى : متزعليش نفسك يا بنتى ربنا هيحلها ويفرجها…. مؤمن دا طيب والله بس الزمن إللى جار عليه ربنا يصلح حاله ويهديه… أنا عارفه إنه قعدك هنا غصب عنك
أسوة : إنتى تعرفى أنا هنا ليه
سلوى : مؤمن باشا قالى إنك طالبه فى كليه صيدله وهتختبرى ليه جودة النبات إللى موجود فى الغابه وأنواعه ومن ناحيه تانيه تكونى بتدربى هنا
أسوة “بتهكم ” : اااه دا إللى قاله أتدرب
سلوى : أيوااا ويلا بقى هقوم علشان تنامى وتصحى لشغلك بدرى
أسوة : ماشى يا سوسو تصبحى على خير
سلوى : وأنتى من أهل الخير يا بنتى
ذهبت وتركتها مع أفكارها تحاول أن تصل إلى حل يخلصها دون أن يمس ابنها يزيد بأى أذى … فهى لا تستطيع أن تأخدة للعيش معها وتتكلف به لظروفها وحالتها الماديه التى لا تسمح ومن أجل جدتها أيضاً
وقفت تدور داخل هذا الملحق فهو بمثابه بيت صغير ياليتها تملك مثله لتعيش هى ويزيد به بسعادة …. لا تريد من هذة الدنيا شئ سوى أن يكون بخير …..
لفت نظرها مكتبه متوسطه الحجم تحتوى على الكثير من الكتب … أخذت تدور بين الكتب وتبحث بينهم إلى أن وجدت روايه جميله رومانسيه أخذتها وذهبت جالسه بجانب النافذة لتقرأها …. فهو لا تعلم أى شئ عن هذة التى تسمى الرومانسيه ولم تجربها فى حياتها …..
وفى هذا الأثناء يجلس فى حديقه قصرة … القصر الذى يكفى لعيش مئه من الأشخاص لكنه يعيش به بمفرده وحيداً …. شرد بعقله إلى هذا اليوم… هذة العقليه الغامضة المليئة بالألغاز ….
فلاش باك …..
: قتلت أبوك يا نهارك أسود
الطفل : لا لا يا عمو أنا مقتلتش بابا ، أنا كنت بشيل المسدس من الأرض علشان ألعب بيه وفاجاة لقيت بابا وقع على الأرض وكله دم …. لكن أنا مقتلتش بابا … وهو صاحى وهو إللى هيقولك
ذهب وجلس على ركبتيه بجانبه أبيه وأخذ يهزة
: بابا قوم يا بابا أنت صاحى وبتلعب معايا زى كل مرة … قوم يا بابا متسبنيش زى ما وعدتنى…. مش انت وعدتنى يا بابا…….. وظل يبكى ويصرخ وينادى على أباه ظناً منه أنة نائم إلى تلطخت ملابسه ويديه ووجهه بدم والدة
: قوم يا ولد أنت إللى قتلت أبوك ولازم تتعاقب … والشرطة على وصول هنشوف هتعمل أيه معاك.. طول عمرك الإجرام بيجرى فى دمك …. فى حد يقتل ابوة يا مجرم..
الطفل ببكاء شديد يقطع القلب وأخذ يحتضن والده : لا يا عمو أنا مش قتلت بابا … بابا نايم ومش مات ولا هيسبنى لوحدى …… ماما فين أنا عايز ماما هى إللى هتصحى بابا
: بلا ماما بلا زفت أمك هى إللى قالتلى أتصرف معاك علشان لو شافتك هتقتلك بإيديها…. عيل فقر من يومك
وما هى إلا دقائق وحضرت الشرطه .. وشهد الجميع على أنه من قتل أباه عمداً بجانب البصمات التى وجدت على السلاح ……….. وتم إثبات أن الطفل هو من قتل أباه
ظل يحتضن والده لا يريد أن يذهب معهم ….. ظل متمسك بيد والدة ويبكى وينادى على والدة أن ينجدة منهم لكن لا حياه لمن تنادى …. جذبه الشرطى بقوة فتركت يدة يد والدة …. وذهب معهم إلى مستقبله الذى حكم عليه بالأعدام… مستقبل مجهول مبهم
آفاق من شرودة مع إحساسة أن هناك أعين تترقبه … نظر حوله فوقت أعينه عليها واقفه بالنافذة الخاصه بالملحق خلف الستائر تراقبه ….. تقابلت أعينهم فى نظرة طويله للحظات …… أحاش أنظاره عنها …وذهب تاركاً انظارها متعلقة بأثرة
مؤمن ” بشر ” : ولسه دورك جاى معايا … أصبرى عليا
ثم دخل إلى قصرة …
كانت جالسه تقرأ الروايه التى انتقتها بعمق وإندماج شديد خلف النافذة ….. وبعد وقت طويل أخذت تريح عنقها وظهرها ….
لفت أنظارها خيال أحدهم بالخارج … أزاحت الستائر لتجد أن أحد يجلس بالحديقه… دققت النظر لتجدة هذا الوحش الكاسر ……لكن ما صدمها حقاً وأفزعها هذة الدموع ….. هل الوحوش تبكى …. هل الرجال تبكى من الأساس ، من المؤكد أن الوجع فاق قمم الجبال …. نعم عزيزتى الرجال تبكى أو ليسوا ببشر … تلاقت أعينهم فظلت تنظر إليه ولم تستطيع أن تزيح أعينها … ماذا يحدث لها !! لماذا رق قلبها له !؟
ظلت أعينها متعلقه بأثرة إلى أن إختفى من أمامها بداخل القصر
هذا الدمع الذى لم يلحظه مؤمن من الأساس قد رأته أسوة وشهدت على أقوى حالات ضعفه ، لكى أن تعملى عزيزتى أنه لو علم بهذا لما ترككِ على قيد الحياه فهو قد أقسم أنه لن يضعف أبداً وإذا ضعف لن يجعل أحداً يراه ضعيفاً .. لكن قد حدث وأنتهى الأمر … نعم لم يلحظ أنه بكى وذلك لقسوته وإعتيادة الوجع .. لم يشعر بالدمع الذى سقط من عينه …..
لكم أن تتخيلوا أن يبكى أحد دون أن يشعر ببكائه

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الصمت الباكي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى