روايات

رواية الصمت الباكي الفصل الثاني عشر 12 بقلم سارة أسامة نيل

رواية الصمت الباكي الفصل الثاني عشر 12 بقلم سارة أسامة نيل

رواية الصمت الباكي الجزء الثاني عشر

رواية الصمت الباكي البارت الثاني عشر

الصمت الباكي
الصمت الباكي

رواية الصمت الباكي الحلقة الثانية عشر

-أخذت السيارة تشق الطريق إلى القصر فى تلك المتاهه، لم تهتم للنظر إلى الطريق ومعرفه خباياه بل ظلت عيناها تذرف الدموع الغزيرة ولم يتوقف الدمع عن الجريان .
أوقف السيارة بحدة بأحد مناطق الغابه ووجه إنظارة إليها ثم أردف: بطلى زفت بقى وخلينا نتكلم بهدوء.
ظلت صامته ولم تبث ببنت شفه
مؤمن: اعملى حسابك لما تدخلى القصر بالحاله دى هتثيرى الكلام حوليكى كتير ، ولما تدخلى بأبنك هتقوليلهم أيه وهتبررى بأيه .
نظرت إليه ثم نظرت أمامها مرة أخرى
فكيف ذهب هذا عن بالها!
أسوة: لو سمحت ممكن تسيبنى أنزل أقعد شويه مع نفسى واشم هواا نضيف.
مؤمن: إنزلى بس مش كتير ، أنا مش فاضى
أومأت رأسها بإيجاب فقط ونزلت من السيارة لتجلس مع نفسها وتُجمع أفكارها المشتتة والهاربه منها لتقرر ماذا سيحدث؟ .. بهذا المساء الممتع
مساءٍ يعُمة الهدوء والسكينة إلا من صوت خفيف الأشجار تُحرك أوراقها نسائم باردة مع صوت صفير الرياح، أضاف إلى جمال المكان خرير الماء الذى يتدفق من بين الأحجار المتراصة بعشوائية بجانب بعضها البعض ، جلست أسفل شجرة البلوط المحببة لقلبها تتأمل هذا المكان الذى يخطف الأنفاس ويُهدأ من روع الذعران ويبعث فى النفس الطمائنينة والراحة …. تتأمله بعقل شارد وأفكار مشتتة لا تقوى على جمعها وتخليص فكرة سديدة من بين أفكارها المتزاحمة تبعثرت آمالها وهُدمت أحلامها وبقى منها رمادٌ نُثر وذهب مع هبوب الرياح ، تجاهد أن تبقى ثابته وألا تخسر ذاتها فى هذة المعركه وبين هذا الجموع ، تطمأن نفسها من بين كل تنهيدة أن الأمور ما زالت بخير وأن كل هذا مجرد مجرد كابوس مزعج أقتحم حياتها البائسة وستستفيق منه قريباً …. أكان ينقصها هذا ؟! … كانت تكتفى بما لديها من أحزان وتعيش مغمورة بالرضى إلى أن وجدت نفسها بداخل هذة المتاهة التى ولجت إليها بمحض إرادتها ، لكن أكانت تترك هذا الفساد الذى يقبع حولها يتكاثر ويتضاعف …. لا بل كان لابد لها أن تشارك بما لديها وتبذل قصارى جهدها لإبطال عملهم ، وهذا ما أحال بها إلى ما هى عليه الآن …..
قطع شرودها وجعلها تصتدم بأرض الواقع مرة أخرى صوتة الذى يشبه القصْف ويغلفة هاله من الغموض تعجز عن فك شفراتها ::- يلااااا مُدتك إنتهت ………….
حياه أشبه بالسجن تماماً، هى لا تختلف أبداً عن صفيه ومن فى القصر، لكنها مجبرة على الصمت وعدم الإعتراض من أجل يزيد فقط
لكنها إتخذت قرارها وليحدث ما يحدث ..
ركبت السيارة مرة أخرى ليعود بها إلى القصر، لتقطع هى هذا الصمت الذى يسود المكان: أن أخدت قرارى
إنتظرت منه علامه لإستجابته لحديثها لكنه لم يبدى ردة فعل، لتردف مكمله حديثها
: لو سمحت رجعلي يزيد تانى يقعد معايا فى الفترة إللى هقعد فيها فى القصر ولغايه ما شغلى يخلص معاك ومش هقصر فى شغلى أبداً، ولا هتحس بيزيد وهخلص شغلى على أكمل وجه
مؤمن: أولاً دا مكانش إتفاقنا فى الاول بس مش مشكله خليه هيقعد معاكى فى القصر هتقولى للى فى القصر أيه .
أردفت بشجاعه زائفة: هقول الحقيقه، إن يزيد إبنى
رفع حاجبه بإستغراب: ومش خايفه على سمعتك والأسئلة إللى هتقابلك .
أسوة: لا أنا أعرف إللى فى القصر ولا إللى فى القصر يعرفنى وإللى يفكر فى حاجه يفكرها ، محدش ليه حاجه عندى ، أهم حاجه عندى يزيد وبس .
فى هذا الأثناء ولجت السيارة إلى القصر ليوقفها بعنف
مؤمن: شغبك كتير يا دكتورة ، وأنا مش هتغاضى على إللى عملتيه ولو كنتى طلبتى منى مباشر من غير اللعبه إللى عملتيها دى كان ابنك فى حضنك دلوقتى … خلص الكلام ..
-انغمرت فى بكاء حاد فعند يزيد لا تستطيع تمالك نفسها، الشئ الوحيد التى لا تستطيع خسارته .
نزلت من السيارة تجر أزيال الخيبه لتتدخل إلى الملحق وتلقى بنفسها على الفراش وتنغمس فى البكاء أكثر فالحياه تضيق عليها ولا تستطيع المقاومه أكثر من ذالك وليس بيدها أى حيله لإنقاذة من براثين هذا الوحش … فما كانت تخشاه حدث بالفعل …
فيا الله لا تؤذنى به أبداً …. فأنت الحافظ وأنت الحامى.
____________________
الطبيب : زى ما حضرتك سمعت، الآنسة فقدت النطق بسبب الصدمه إللى إتعرضتلها
-تماسك نفسه بشق الأنفس وجاهد ليخرج صوته : طب هتفضل عالطول كدا، يعنى مش هتتحسن
الطبيب: دا على حسب النفسيه ، وإستمرار العلاج، وأكيد هترجع مفيش حاجه مستحيله
تسائل صالح: صحتها تمام ولا فى حاجه تانيه
الطبيب: كله تمام، درجه حرارتها نزلت وبقت بخير، بس ياريت ميبقاش فيه ضغط عليها ولا تتعرض لازمه تانيه وتبعد عن أى حاجه بتخاف منها وخصوصاً الظلام دا شئ مهم ، وإحنا أسفين كمان مرة للى حصل يا صالح باشا ، أوعدك مش هيتكرر تانى .
ردد بإختصار : تمام ….. ثم تابع متسائلاً: هى تقدر تخرج إمتى ؟
الطبيب: على أخر اليوم لو تحب .
صالح: تمام
-جلس على أحد المقاعد ووضع رأسه بين يديه بإرهاق وتعب، لا يعلم كيف سيتعامل معها بعد الآن ، فلا يستطيع أن يُكمل إنتقامه منها ، وبالفعل قد تشوش تفكيرة وبدأ يتسآئل أهى المقصودة أم غيرها !
فمن الواضح أن هذة البنت لا تُمثل البرآءة كما كان يعتقد، لكن أين الدليل على هذا الكلام ؟ لا يملك أى شئ ….
رفع رأسه ليجد سميرة تهرول إليه على غير مَهل ، من المؤكد أنها علمت بأمر إستيقاظها، لتقطع المسافات مهروله إليه والسعادة مرتسمه على ثغرها: حق يا صالح يا بنى سارة فاقت .
إكتفى بهز رأسه إيجاباً ..
سميرة: وهى عامله أيه دلوقتى؟
أشار للغرفه برأسه : إدخلى شوفيها
وبالفعل لم تنتظر ودخلت للغرفه على الفور.
………………
بداخل الغرفه….
تجد حاله من الهرج والممرضه تحاول تهدئت سارة التى تكسو ملامحها الزعر ناهيك عن دموعها التى تتساقط بغزارة، وقفت مكانها تشاهد بإستغراب شديد لكن سرعان ما أفاقت وهرولت إليها عندما رأت أن الأمور تسوء أكثر ، ويصدر عنها همهمات غير مفهومه .
عندما رأتها سارة ظلت تتحرك بهستريه ماددة يدها إليها، لتأخذها بأحضانها على الفور وتحاول تهدئتها .
ولم يمر كثير حتى هدأت بأحضان سميرة، ثم رفعت رأسها ونظرت إليها وأشارت لحنجرتها
ذوت بين حاجبيها بإستغراب : مالك يا سارة ، ايه زورك “الحنجرة” بيوجعك؟
-لتهز رأسها بلا ويصدر عنها همهمات غير مفهومه
تنظر سميرة بإستفهام للمرضه: فى ايه يا بنتى، أيه إللى بيوجعها؟
لتطرق الممرضة رأسها بأسف : للأسف الأنسه سارة فقدت النطق .
لتضرب سميرة على صدرها وتنطق دون وعى: ياللهووى يا بنتى، مستحيل إللى بتقوليه دة إنتى اتهبلتى ولا أيه
الممرضة: إستهدى بالله يا حاجه بلاش الكلام دة علشان المريضه .
= عندما سمعت “سارة” هذا الخبر علمت لماذا لا يتجمع الكلام بحلقها ولا يرد الخروج، وعلمت لماذا عجزت عن الحديث، فهى أصبحت بكماء قولاً وفعلاً ، خرساء حقيقتاً وستصمت للأبد، حتى الحديث عجزت عنه
ولم تعد تستطيع فعل شئ سوى البكاء فقط،
ستصمت وستبكى…
نظرت بعجز إلى سميرة ولا تدرى كيف التصرف ، فهى لا تعلم بعد كيف يتصرف البُكم….
لتأخذها سميرة بأحضانها وتربت على ظهرها بحنان وتدعوا بصمت من أجل هذة المسكينه، وهذا ما تستطيع تقديمه لها . …
_________________
عينيها معلقه بخاصته تنظر إليه بحب ولا تستطيع أن تحيد بعينيها، فالحنان الذى بداخل عينيه يجذبها لداخل بحور من الدفء والحنان التى تجهل كيفيه الغوص بداخلهم..
وضعت يديها بداخل يده ليشدد عليها جيداً ويصتحبها لداخل أحد الحدائق الجميله التى لم ترى مثلها أبداً، فسبحان من أبدعها! …
ظل يسير بها إلى أن وجدت نفسها محاطه بالأزهار ، توسعت عينيها على أخرهما عندما وجدت حولها كل الأشياء التى حُرمت منها سابقاً وكل شئ تمنته يوماً ما !
ظلت تدور حول نفسها بفرح شديد ويعلو صوت ضحكاتها الذى تردد صداها بالمكان ليمتزج صوت ضحكاتها بضحكاته الصادرة أيضاً فى جو مليئ بالحب والدفئ ليسرقوا وقتاً سريعاً بعالم ليس به غيرهم فقط
لتستيقظ على صخب ضحكات تملئ عقلها وتتردد صداها بأذنها..
لتعتدل بفراشها وسندت ظهرها علي الوسادة ..
ليلى: استغفر الله العظيم، أيه الحلم دة يارب ، ومين الشخص دا ، والله يارب أنا ما بفكر فى الحاجات دى، إزاى تجيلى فى حلمى كدا .. ودى مش أول مرة أحلم بيه ،بس الحلم كل مادة ما بيطور..
وشردت مرة أخرى بهذا الحلم الجميل بكل تفاصيله، ما الذى يربطها بهذا الشخص كى لا يترك أحلامها بهذة الطريقه فهى لم تراه قط بحياتها … تود أن لو كان أمامها بالحقيقة، تريد وبشدة أن تراه ليخرج إليها من عالم الخيال إلى أرض الواقع … وتبقى بداخل أحضانه ما تبقى لها من العمر فمن الممكن أن يكون عوضها على سنين الشقاء…
تفيق من شرودها وتضرب بيدها جبينها : أيه دا يا ليلى
استغفر الله العظيم ، والله ما أقصد يارب
بس حسيت من غصب عنى تفكيرى ومشاعرى بيجرنى
فى ناحيه تانيه ، بس أسفه يارب أنا هخرجه من بالى
ومعدتش هفكر فيه تانى…
-ثم توجهت بالحديث مع نفسها: يعنى مش من العقل يا ليلى تربطى عقلك كدا وتفكرى فى واحد عقلك رسمه.
وقعت عينها على المنبه الذى يقبع بجانبها: يا خبر دا كله نوم ، دا الفجر قرب يأذن … أقوم أصلى الفجر بقى واذاكر شويه علشان أعوض إللى فاتنى
____________________
وكالعادة يستيقظ من نومه على هذا الحلم الذى بات لا يتركه ، مشاعر الحنان الذى ماتت بداخله ودُفنت بدأت فى الظهور لتغزوا قلبه من جديد على يد
تلك الفتاه “ليلى” …..
خرج للشرفة الخاصه بغرفته ليستنشق بعض الهواء لعله يستفيق من هذه الوخمة التى تقبض على قلبه ..
ليجدها جالسه على أحد المقاعد أمام الملحق
وما زالت الدموع تهطل عينيها بدون توقف من المؤكد
بكائها على ولدها المزعوم “يزيد”
ظل يراقبها بأعين حادة كالصقر وتوعدها بالكثير
والكثير …
عَلاَ رنين هاتفه بداخل الغرفه، ليأخذة ويجيب فوراً عقب رؤيته لأسم المتصل.
:ايوا يا مؤمن
مؤمن بإختصار: الأخبار
:فى حاجه غريبه جداً بتحصل
مؤمن: اتكلم عالطول
: الست إللى إسمها “بتول” والراجل إللى معاها بيحاولوا يثبتوا بأوراق مزورة إن “أسوة الخطيب” ماتت غرقانه وجثتها إتشوهت.. ومعاهم جثه بنفس معالمها
على أساس إن بقالها كتير متغيبه وتم العثور على
الجثه….
ليردف مؤمن بهدوء: تمام سيبهم يعملوا إللى هما عايزينه.، ماتت… ماتت.
:إزاى كدا ، هما هيستفادوا أيه من كدا ، وليه يعملوا كدا
مؤمن: هيستفادوا كتير، إعمل بس إللى بقولك عليه
وسيبهم يعملوا إللى هما عايزينه ..
الطرف الآخر بدون نقاش: تمام … ثم تابع: بالنسبه الموضوع التانى ، أنا قدرت أجمع الأسماء إللى كانوا فى الزنزانة بعناوينهم كمان
مؤمن: كويس أووى، ابعتهم فوراً ….
ثم تابع مؤمن حديثه: وأخيراً بقى والأهم ، شركات الفارس أصحى من النوم ألقيها وقعت، وإحنا إللى هنشترى الأسهم ، أنا عايز “محمد الفارس” يعلن إفلاسه
بكرا آخر النهار، وديونه تبقى متلتله… إنت اكيد فاهم
: لا طبعاً مش فاهم، ولازم أفهم يا مؤمن
مؤمن: إعمل إللى بقولك عليه وهتفهم كل حاجه فى وقتها
: تمام ، يوم واحد بس و”محمد الفارس” هيبقى على الحديدة
وعلى هذا النحو قد إنتهت هذه المكالمة …
ليبتسم إبتسامه شر : خلاص قربت النهايه يا محمد بيه أما أعرف لسه فاكرنى ولا لا .. بس متقلقش خالص
لو مش فاكرنى أنا هفكرك بنفسى كويس وعمرك ما هتنسانى تانى..
– أرجع رأسه للوراء وإنجلى الألم على ملامحه
لتنهش الذكريات عقله بدون رحمه، هذة الذكريات التى حُفرت بداخل ذاكرته ولن تُمحى أبداً …..
¤فلاش باااك ¤
: أدخل…أدخل يا قاتل ، أنا مش عارف إزاى تبقى طفل كدا وتقتل أبوك يا مجرم
حظك الأسود إنك هتفضل فى الأحداث ومش هتشوف الشمس كل إللى هتشوفه هنا الذل والعذاب ألوان .
ليصرخ الطفل ببكاء: بابا مامتش وهيجى هو وماما ياخدونى ، أنا مقتلتش بابا
لم يجد رد سوى هذة الصفعه على وجنته تليها الثانيه فالثالثه
:اسكت يا مجرم ، إنت ليك عين تتكلم ، دا إنت متوصى عليك وصايه جامدة
ثم علا صوت الرجل منادياً: يا رمضان….. إنت يا زفت
ليهرول إليه رجل ممتلئ البدن قصير القامه قبيح المنظر ، رث الثياب ، تفوح منه رائحه كريهه
: ايوا يا استاذ امجد
امجد: الواد دة تخلعه هدومه ويدخل أوضه التعذيب، ويفضل من غير هدوم فى البرد ده ، دا متوصى عليه وصايه جامدة ..
وعايزك تشرح جسمه بالكرباج “السوط” ، وليك حلاوة كمان..
لينظر الرجل بفرحه عارمه ويمسح على أسنانه الصفراء : بس كدا ، غالى والطلب رخيص ، دا أنا هخليه يقول حقى برقبتى ويتمنى الموت ولا يطوله.
=وهذا كان حديثم أمام طفل يبلغ العشر سنوات قد أذابه الخوف، فإن لم يمت من العذاب سيموت من الخوف .
ليسحبه إلى الغرفه ويلقيه بداخلها ليدخل بها مؤمن الطفل ذا العشر سنوات ويخرج منها إنسان آخر،فهم لم يجردوة من ملابسه فقط بل جردوة من مشاعر الحب والحنان والإنسانية
وظلوا يجلدونه إلى أن صنعوا منه شخصاً آخر ..
ويتم تكرار هذا السيناريو يومياً بإختلاف طرق التعذيب
التى اختلفت وتنوعت والتى أيضاً لا تخطر على عقل إنسان عادى .
إستفاق من بحور ذكرياته على تلك الدمعه الخائنة التى سقطت من إحدى عينيه رغماً عنه لتُناعى مؤمن الصغير الذى دُفن هذا اليوم ..
ليجد أن الصباح قد هلَّ من جديد وتشابكت خيوطه متداخلة بعضها ببعض ، فقد أمضى الليل بين طيات
ذكريات الماضى الأليمة
وقد مضى الليل ايضاً على أسوة تبكى على فلذة كبدها وقلبها مُولع بالخزن والقلق عليه ،
فهو ليس بين أيدى أى أحد
إنما بين براثين الصياد …….

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الصمت الباكي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى