روايات

رواية الصمت الباكي الفصل الثامن 8 بقلم سارة أسامة نيل

رواية الصمت الباكي الفصل الثامن 8 بقلم سارة أسامة نيل

رواية الصمت الباكي الجزء الثامن

رواية الصمت الباكي البارت الثامن

الصمت الباكي
الصمت الباكي

رواية الصمت الباكي الحلقة الثامنة

البقاء لله .. نعم فالبقاء لله وحدة ونحن موقنون بهذا ، لكن ما أشد وقع تلك الكلمة على قلوبنا قبل آذانون……….
ألجمت الصدمه كلاً من “صالح وسميرة” ، تداخلت أحاسيس صالح بعضها ببعض، لا يستطيع أن يحدد ماهيه ما يشعر به ، إنها المرة الأولى التى يقتل بها أحد
نعم قتلها بيدة ليرضي غرورة ويحقق إنتقامه لكن هو لم يريد هذا ابداً .. كان يريد الأنتقام منها وكسرها فقط لم تصل به إلى درجة القتل ابداً … لم ينوى ذلك ابداً …
كيف سيمارس حياته ؟! وكيف سيعيش بسلام بعد الآن ؟ …، ضميرة يجلدة وما أسوء الشعور بتأنيب الضمير هذا …
إنتشله من بحور صدمته صوت سميرة الباكي محدثه الطبيب بترجى أن يسحب هذة الكلمه ذات المذاق المر لكن قد حدث وإنتهى الأمر ..
نطقت بكلمات غير مترابطة: إزاى يا بنى .. ماتت إزاى .. دى لسه صغيرة …
ثم تابعت ببكاء شديد : والله دى ما عملت حاجه … ليه كدا إللى عملتوة فى الغلبانه دى
أشفق الطبيب عليها فنطق مواسيها: إهدي يا حاجه كدا وإستغفرى الله ، الأعمار بيد الله
إللى حصل دا طبيعى نتيجه البرد الشديد إللى الآنسه تعرضتله ودا أدى لإنخفاض درجة حرارتها بشكل كبير ووظائف القلب تتضررت وتنفسها وقف ، وهى ضعيفه جداً ومفيش عندها مناعة وصدقينى إحنا عملنا كل إللى نقدر عليه وبالإضاف لكدا هى تعرضت لحاله زعر تقريباً ، هى كانت خايفه من حاجه معينه ؟
لم يستمع لما قاله الطبيب بل دفع باب غرفه العنايه بقوة، ليدخل إليها ويوقظها فيجب عليها أن تنجو ،
هو لا يثق بحديث الأطباء أبداً ..
ليعترض طريقه الطبيب وأحد الممرضين قام بإزاحتهم ودفعهم بقوة ليكمل طريقه
الطبيب: مينفعش إللى بيحصل هنا ، دى غرفه عنايه يا باشا وكدا غلط
لم يلقى بالاً بما قاله الطبيب ولم يهتم لكن سيعاقبه على منعه هذا فيما بعد..
ولج لداخل الغرفه فيجدها مستلقيه على الفراش بوجه شاحب ک الموتى وجسد هزيل ..
تماسك نفسه ليقترب من الفراش وجثى فوقها وأخذ ينعش قلبها بأمل أن تستيقظ ، شبك أصابعه ببعضها وأخذ يضغط بقوة على قلبها ، فالقلب لا يتوقف مرة واحدة وهو يشعر بنبض قلبها تحت يديه .
-تحدث بألم وبكاء لم يشعر به ، وسيكون نقطه سوداء إن علمت هى بذالك : يلا فوقى مش هسيبك تمشى وتحطى اللوم عليا وتقولى إنى قتلتك وتنتصرى كدا عليا ، وأخذ يصرخ بقوة .. يلاااااا
خرج الطبيب من قوقعه صمته ليتحدث بحذر محاولاً إقناعه : لو سمحت دى مش طريقه ، هى خلاص ماتت لازم تتقبل وو…
قاطعه صارخاً بصوت مرتفع : إخرس ، إنتوا بتريحوا نفسكم وخلاص وبتقولوا ماتت .
ثم وجه حديثه لفريق التمريض : أنا عايز أكبر عدد من الأغطيه الصوف ، والمكيف يشتغل على السخن بأعلى درجه .
نظر فريق التمريض بعضهم إلى بعض بدهشة، فماذا يقول هذا؟ وماذا سيفعل؟ .. أسوف يرجعها من الموت مرة أخرى ! .. هذا قد جُن على الأخير ..
صرخ بنفاذ صبر: إنتوا هتبلموا كتير ولا أيه، إللى قولت عليه يتنفذ حالاً أو تقولوا على نفسكم يا رحمن يا رحيم
أشار إليهم الطبيب لتنفيذ ما يريدة ، فهم بغنى عما سوف يتعرضون له من “صالح العشرى” المدير التنفيذى لإمبراطورية الصياد ولئلا يتعرضون لبطش “مؤمن الصياد” شخصياً صديقه الصدوق
– أخذ يتابع محاولاً إنعاش قلبها بإصرار تام ..
وهذا ليس حباً بها ولا حتى إشفاق على تلك المسكينة وإنما لئلا يكون هو من قتلها ويتحمل ذنبها وتأنيب ضميرة …
كم هو غريب هذا الرجل؟!
بعد مرور بعض دقائق قد تم إحضار بعضاً من الأغطية الصوف الثقيلة ، أخذهم فوراً وأخذ يضعهم واحداً تلو الأخر فوقها ودثرها جيداً بلإضافه لإرتفاع درجه حرارة الغرفه ، وظل يتابع عمليه إنعاش قلبها بدون يأس ..
تصبب عرقاً بسبب إرتفاع درجه حراره الغرفه لكن لم يبالى بهذا أيضاً ، فكل همة أن تعود روحها الممزقة لجسدها مرة أخرى ..
بدون سابق إنذار إنطلق صوت صفير عودتها للحياه مرة أخرى لنقل لجحيم “صالح العشرى” مرة أخرى معلناً عن تعَرُج طريقها وشقائها الدائم .
ما حدث جعل جميع من فى الغرفه يتقهقرون للوراء فارغين أفواههم بصدمه معاداه هو تنهد بإرتياح
فهو على يقين تام أن كلام الأطباء لا يصفى على الربع ، هو قد أتى بها ونبضها ضغيف يكاد يكون منعدم وليس معدوم وقد تكتم على هذا الأمر ، وهم قد أعلنوا الوفاه ليريحوا أنفسهم فقط وألا يبذلوا مجهودهم الثمين .
إستدار خارجاً من الغرفه .. لكنه توقف ورمق الطبيب شزراً هو وطاقمه الطبى الذى ينجلى عليهم الذعر : حسابكم معايا بعدين
ثم أكمل حديثه مستديراً مرة أخرى : الطاقم الطبى كله يتغير وأنا ليا كلام مع مدير الزريبه دى
ثم رحل تاركهم يبتلعون ريقهم برعب وقد فاض خوفهم..
بينما تنهدت سميرة باكيه : ألف حمد وشكر ليك يارب ، ألطف بيها وكمل شفاها على خير يارب .
_______________________
بأحد صالات الجيم الشهيرة ..
بكل طاقته يمارس رياضه الجرى على جهازها المخصص وعقله مازال مشغول باللتى بين الحياه والموت بعد هذا الإتهام الذى أُلصق بها ، وهى لا تزال بثباتها لا تريد أن تستيقظ ، لا تريد أن تواجهه هذه الحياه مرة أخرى كارة العودة إليها وكأن بينهما ثأر لا تريد إحداهما التنازل للأخرى
شرد بحديثه مع الطبيب عندما ذهب ليطمئن عليها بالمرة الأخيرة ، أخبرة أن مؤشراتها الحيويه بأفضل حال لكن الأمر برمته يعتمد على حالتها النفسيه .
يعلم تمام العلم أنه جرحها بكلماته السامة لكن بالحقيقة هو ليس كذلك ولكن هذا بحكم عمله وتعامله مع المجرمين قبل أن يعلم ببرائتها ، عايرها بكونها يتيمه وتربت بدار للأيتام هو ليس كذالك أبداً لأنه أيضاً عاش طفوله مريرة لكن من حسن حظه وجد من يهون عليه
بينما تلك المسكينة لسوء حظها العاثر لم تجد من يخفف عنها.
تأنيب الضمير لا يتركه وما ذاد الطين بله أنه لم يجد من فعل هذا بها ، لم يجد لهم أثر كأنهم فص ملح وذاب…
أوقف جهاز المشى عندما علىَ رنين هاتفه ، أخذ إحدى المناشف القطنيه وأخذ يجفف عرقه ، والتقط هاتفه :
خير يا حسام
ردد حسام بلهفة ظاهرة بنبرتة: فاقت يا ليث
وقع هذة الكلمات كانت كالطرب على أُذنية ، أحييت داخله وكأن روحه قد عادت إليه مرة أخرى
: بجد يا حسام
حسام :ايواا الدكتور إللى متابع حالتها لسه مبلغنا فى المركز دلوقتى
ليث : تمام أووى كدا ، الحمد لله إنها فاقت ، وأنا هطلع على المستشفى حالاً
حسام : تمام وأنا هقفل المحضر بتاعها
وبالفعل قد أنهى حديثه وأخذ يرتدى ملابسه ليذهب للمشفى قاصداً معرفه كل شئ منها
………………..
قبل هذه الأثناء بداخل غرفه راقيه رفيعة الذوق ذات بياض ساطع كالقطن الممزوج بلون السماء ، يعمّها الهدوء التام .. إلا من صوت هذة الدقات المتتابعة الصادرة من هذا الجهاز دالة تلك الدقات على أن هذا الجسد المُجثَّي فوق الفراش ما زال على قيد الحياه
وأخيراً وبعد طول غياب تُبعد جِفنيها بعد لقائهم الطويل هذا وتفرق إتحاد رموشها الكثيفة.. لتفتح أعيونها التى يشوبها الإرهاق والتعب إلا أن سرعان ما أغلقتهما مرة أخرى بسبب شدة الإضائة وعدم إعتيادها الضوء بعد .. جاهدت لفتحها ثانيه وثالثه إلىَ أن إعتادت عينيها الضوء بعد الظلام الدامس التى كانت محاطة به .
تأملت أنحاء الغرفة محاوله إكتشاف أين هى؟ وبعد نظرة شاملة علمت أنها غرفة فى أحد المشافى الراقية ..
لتحاول التذكر ماذا حدث ؟
سرعان ما تدفق سيل الذكريات الأليمة بداخل عقلها الذى يأبى التذكر ..
نعم .. نعم فهى ما زالت على قيد الحياه .
كانت تظن أنها النهايه ولن تستيقظ ثانيتاً !
لكن ماذا تفعل فما زال فى العمر بقية.. ! وليس بيدها شئ …
وها هى فى غرفه أحد المشافى وحيدة كما إعتادت دائماً ..
يقطع تأملها وحديثها الذاتى دلوف أحدهم إلى الغرفة والتى لم تكن سوى أحد الممرضات المتابعه لحالتها،
مقبلة عليها بإبتسامه مشرقة : الحمد لله على سلامتك ، أخيراً فوقتى
نظرت إليها بإستغراب وجاهدت ليخرج صوتها متحشرجاً : الله يسلمك .. ثم تابعت متسائله بحيرة : أنا بقالى كتير نايمه كدا ؟!
إقتربت منها متفحصة المحاليل المعلقه بذراعها: ايواا بقالك إسبوعين كدا .. ويئسانة خالص مش عايزة تصحى
ليلى بهمس : ياااه إسبوعين بحالهم ، دا أنا عمرى ما نمت عشر ساعات متواصلة
الممرضة: الحمد لله على سلامتك مرة كمان ، وأنا هروح أنادى الدكتور علشان يطمن عليكى
ليلى: شكراً ، بس ممكن تجبيلى حجاب علشان لو أى حد دخل .
الممرضة بإبتسامه بسيطه : من عيونى حاضر
ولم تُطِل عليها وجلبت لها حجاب ووضعته على رأسها بلفة بسيطه لتُخفى خصلاتها خلفه …. ثم خرجت تاركه إياها منغمسة ببحر الشرود والحيرة
فقد إستيقظت لتقابل مصيرها بداخل السجون جاهلة عن كيفيه الخروج من هذا المأزق ثانيه ؟!
____________________
إنتظرت بفارغ الصبر حتى يخرج من القصر لتتيح لها الفرصه كى تبحث بداخل غرفه مكتبه لعلها تجد طريقه للخروج من الغابه .
إنفرجت أساريرها عندما وجدته يخرج فهذة فرصه لا تعوض فهذا اللزج الذى يدعى “مصطفى” ليس بالوسط أيضاً ، هذة المرة ستنجز مهامها على أكمل وجه وستنجح بالتأكيد ..
ظلت تراقب الأركان لتتأكد من أن لا أحد يراها ثم بسرعه البرق ولجت لداخل الغرفه وبهدوء شديد أغلقت باب الغرفه .. استدارت واضعه يداها على صدرها متنهدة براحه لكن حُبست الأنفاس بداخلها من هول ما رأت، ما هذا الذى تراه ؟ قشعريرة سارت بأنحاء جسدها ..
يجلس بكل عنجهيه وغرور واضعاً قدماً فوق الأخرى خلف مكتبه ، ولا ننسى هذة الأبتسامة الشيطانية التى زينت ثغرة ..
تمنت أن لو تنشق الأرض وتبتلعها ، بما تبرر له الآن ؟ وطريقه دخولها الغرفه كانت مثل من جاء ليسرق بالضبط .
أردف منتشلها من أفكارها قائلاً بتعجب مصطنع : خير يا دكتورة أسوة ! .. مالك داخله تتسحبى كدا ليه .
أجابتة بإرتباك واضخ: أصل .. أصل ک كنت
مؤمن بسخرية: أيه يا دكتورة هتقطعى كدا كتير .
تداركت نفسها سريعاً : ااه ااه كنت جايه أقولك حاجه
مؤمن : طب وأيه المشكلة، دا يخليكى تدخلى تتسحبي كدا ….
أسوة : أصل كنت بتأكد إن محدش برا علشان محدش يسمع الكلام إللى هقولهولك
أردف بتعجب ساخر: ليه سر ولا أيه ! ليكون بينا أسرار
شعرت بسخريته فى الحديث وعلمت مغزى كلام هذا المتلبد المشاعر لكنها تجاهلت حديثه هذا مكملة حديثها بجديه: أنا بنفذ كل إللى بتطلبة بهدوء ومقصرتش فى حاجه بالمقابل عايزة أشوف “يزيد” ولو مرة واحدة وأظن إن دى أبسط حقوقى لانى مش مسجونه هنا
كانت تتحدث بحذر لم تغفل عن تهديده إياها بيزيد كى لا يمسه مكروة فهذا المجرم من المؤكد أنه يقتل بدم بارد ولا يرف له جفن
إنتظرت إجابتة أو ردت فعله لكن كالعادة جالس كالصخر لم تهتز له شعرة
أكملت حديثها محاوله إقناعه واعيونها الراجية متعلقه بخاصتة القاسية الجافه ک صحراء جرداء لا بها زرعٌ ولا ماء : لو سمحت إنت بس خلى الحراسة تيجى معايا أشوفه وأطمن عليه، دا طفل وأكيد بيسأل عليا وأنا كنت بروح أشوفه كل تلت أيام
يعلم يقيناً محاولتها هذة لكن لا بأس من المرح قليلاً ، ولتكن بطريقته هذة المرة..
نطق أخيراً راحماً إياها من ترقبها : مفيش مشكله دا حقك بردوة ، إجهزى بكرا وهتطلعى مع الحراسة
وقام من مجلسه خارجاً من الغرفة تاركها فى حيرة جمة من أمرها ، فموافقته بهذة السهولة ليست بأمر عادىِ ، لكنها تناست سريعاً فهى ستري “يزيد” وهذا يكفيها .
بعد خروجه تاركاً من خلفه آثار للريبه والشك وحفنة كبيرة من الغموض ک عادتة الدائمة..
قاد سيارته للخروج من الغابه أو لنقول المتاهة، تتوافد على قسمات وجهه شتى التعبيرات مرة غاضبه وأُخرى غامضه تليها تعابير باردة فارغه خاليه من المشاعر والدفء
يقاطع تتابع التعابير على قسماتة رنين هاتفه
-ايواا يا صالح
ليصل إليه هُتاف الأخير يشوبه التوتر والخوف الشديد مما أثار دهشته
مؤمن بقلق واضح : استنى استنى مش فاهم منك حاجه ، مالك يا بنى ؟
صالح وما زالت آثار الصدمه باقيه عليه: البت يا مؤمن ، كانت بتموت وأنا كنت هبقى السبب، طب إفرض كانت ماتت كنت هعمل أيه
مؤمن : إهدى يا صالح إهدى محصلش حاجه
صالح بعصبية لم يشعر بها بتاتاً : محصلش إزاى ، هو أنا زيك بقتل بدم بارد … ثم تابع بإنهيار وصوت مرتفع : أنا مش زيك قتال قُتله ولا هكون أبداً
عقب سماعه لهذا الحديث لم يُعقب عليه بل أغمض عيناه بألم دامى واستمر بالضغط على المقود حتى إبيضت مفاصله
مؤمن : ماشى اهدى يا صالح إنت مش زيىِ متخافش ،
قولى إنت فى مستشفى أيه ؟
صالح: أنا فى المستشفى العسكرى
مؤمن : تمام ربع ساعه واكون عندك
ليغلق الهاتف سريعاً بعدما أوقف السيارة علي أحد جانبي الطريق …… ليُرخي رأسه للوراء ويتنفس ببطء ضاغطاً بيدة على موضع قلبة وقد علىَ صوت تنفسة، هذا الألم الذى يغضب منه ولا يُطيقه لأنه يشعرة بضعفة الدائم خلف ستار القسوة والجفاء
ليستمر بالتنفس ببطء حتى هدأ تماماً .. ثم بدأ يقود سيارته مرة أخرى حتى لا يتركه وحيداً فى هذا المأزق
ليصل بعد بضع دقائق إلى المشفى المنشودة، ليترجل من سيارته ويتوجه لداخل المشفى بأقصى سرعته
وبعد عدة دقائق من البحث وجدة جالس على إحدى المقاعد بإنهماك ظاهر ليذهب إليه فوراً و : صالح إنت كويس
نطق بصوت يكاد يُسمع : كويس
علا صوته بالمكان منادياً : فين المدير بتاع الزريبه دى ..، أنا عايز دكتور هنا فوراً
يسرع إليه الأطباء على رأسهم كبير الأطباء فهم ليسوا بحاجه للتعرف عليه ، معروف هو وسط عالم الجبابرة
ليتحدث الطبيب بإحترام : تحت أمرك يا مؤمن باشا
مؤمن بأمر لا يقبل النقاش : صالح باشا يتنقل على غرفه للراحه ويتم الكشف عليه ، لأن أعصابه مشدودة شويه ولازم يرتاح
الطبيب بخنوع: أكيد يا باشا ، إحنا حاولنا كتير معاه بس هو رافض تماماً
مؤمن بنبرة جديه : إللى أقول عليه يتنفذ فوراً
ثم وجه حديثه لصالح :يلا يا صالح إرتاح شويه وريح أعصابك ، وقبل ما تناقشنى مش عايز إعتراض
– هو بالأساس ليس لديه طاقه للجدال، وبهدوء شديد انسحب معهم لداخل الغرفه ليرتاح قليلاً بعدما أعطاه الطبيب قليلاً من المهدئات لينام على إثرها .
بعد إنسحاب الجميع بقى فى مواجهه كبير الأطباء فقط ليسأله مؤمن بهدوء تام : عايز أعرف حاله البنت إللى صالح باشا جابها ؟
الطبيب بإحترام ونبرة عمليه : الحاله مستقرة يا مؤمن باشا وكله تحت السيطرة ، الحاله إللى هى فيها دى طبيعيه على ما تسترجع قواها
مؤمن : وهتفوق إمتى ؟
الطبيب : والله دا مش بإيدينا يا باشا ، بس مش قدامها كتير إنشاء الله كلها تمانيه وأربعين ساعه وتفوق
مؤمن بلهجه لا تقبل النقاش : تفضل تحت الملاحظة ومتغفلش عنها لحظه ، لو حصلها اى حاجه إنت عارف أيه إللى هيحصل ، والهمجية إللى حصلت قبل شويه دى وعدم إهتمامكم وتكبير دماغكم دى أنا مش هعديها بالساهل، عشان لما واحدة تكون لسه فيها النفس وحمار ميفهمش حاجه يقول ماتت بالسهولة دى .
أجابه الطبيب محاولاً تدارك الأمر وتبرير ما حدث: احنا أسفين يا مؤمن باشا دا دكتور لسه جديد وصغير ومش فاهم حاجة، صدقنى مش هتتكرر تانى
أجابه بجملتة الشهيرة والدائمه : وأنا مش بسمح للغلط يتكرر ، شوف شغلك
انصرف الطبيب من أمامه بتعجل وخوف يكسوا ملامحه وأخذ أنفاسه المسلوبه منه .
تنهد بضيق لوجودة فى مثل هذا المكان فهو من أشد الكارهين لهذا القبر الأبيض ولا يطيق التواجد بداخله…….
ظل يتمشى فى الرواق بغير تهادىٍ بين الغرف المليئة بمن يعانون مرار الألم ومختلفه.
أخذ الملل والسقم يتسرب إليه شئ فشئ ليقرر مغادرة هذا المكان على الفور
وأثناء عزمه المغادرة توقف على حين غرة متخشباً بمكانه شاعراً أن الأرض تهتز من تحت قدمه والعالم يدور من حوله … يراها جالسه بهدوء وسكينه على أحد أسرة المشفى ، نعم هى لا أحد غيرها ، هى … من لا تترك أحلامه أبداً .. أعيونها الباكيه تزوره كل يوم وتأبى تركه .. أخذ قلبه يدق بعنف شديد لم يعهدة إلا وقت الألم لكن هذا ليس ألماً ، يجتاحه شعورٌ لم يطرق بابه أبداً … شعورٌ غريب وجديد عليه … شعورة بالحنين والدفء لا يستطيع تجاهله .. إنها المرة الأولى الذى يدق بها قلبه لأحد وبالأخص أنثى …..
ماذا يحدث لى بحق الله ……..؟

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الصمت الباكي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى