رواية الصمت الباكي الفصل الثامن عشر 18 بقلم سارة أسامة نيل
رواية الصمت الباكي الجزء الثامن عشر
رواية الصمت الباكي البارت الثامن عشر

رواية الصمت الباكي الحلقة الثامنة عشر
جالسة تتذكر ما حدث … هل كان حقيقيًا أم أنها تتوهم .. كانت تظن أنه سيُعنفها ويبرحها ضربًا .. لكنه فعل ما لم يخطر على بالها أبدًا
فعندما استيقظت لم تجده بالغرفة فمن المؤكد أنه لم يصدق ما حدث أيضًا ويُعنف نفسه الأخر
وهي الغبيه ارتمت بأحضانه وظلت متشبثه به لتُحمي نفسها منه .. فقد فرت منه إليه
فماذا يقول عليها الآن؟
بالتأكيد سيأتي الآن وسيعوض أمس بعد تلك المهزله ..
وإنقضى اليوم وظلت حبيسة الغرفه طوالة اليوم ولم تخرج منها خشية أن تقابله وبسبب حرجها مما حدث أمس ..
قامت لتؤدي فرضها وتسأل الله الإرشاد والإعانه …
… بنفس الوقت يدخل إلي القصر بإنهماك، فقد خرج على الفور بعد حديثه مع والدته ليستجم مع نفسه قليلًا ويقرر ماذا سيفعل؟
فهو بين نارين… نار شفقته عليها وضعفه أمامها ونار ثأره لأخيه
: الحمد لله على سلامتك يا صالح بيه
صالح: الله يسلمك يا سميره .. وبعدين بلاش بيه دي إنتي في مقام أمي … ومن غير نقاش
ابتسمت بهدوء: خلاص يا صالح … أجهزلك العشا؟ انت مكلتش النهارده خالص
: هي أمي فين
أجابته بهدوء: بسمه هانم في أوضتها بترتاح ومتقلقش أكلت وأخدت علاجها
صالح: تمام… ثم استطرد حديثه سائلًا بتوتر وتردد: وهي فين؟؟
عقدت حاجبها بإستغراب مصطنع: هي مين
ظل يلتفت حوله يهرب من عينها المليئه بالمكر … إلى أن نطق بتروي: ساره
اتسعت إبتسامة سميره وهي تدعو الله بداخلها أن تتئالف قلوبهم ويتحقق ما ترجوه..
– والله يا صالح هي من ساعة ما قامت من النوم وهي مخرجتش من باب الأوضه ومكلتش النهارده أي حاجه يا قلب أمها لا فطار ولا غدا .. وقلبي وكلني عليها علشان بتاخد علاج .. بس أعمل أيه ..
فور أن ألقت تلك الكلمات اكتست ملامح وجهه الخوف والقلق .. فهي تعلم أن منذ الحادثه وفقدانها النطق وهو يخاف من حدوث أي ضرر لها
فمهما قسى قلب هذا الصالح لا يستطيع أن يصبح قلب أسود فهو ما زال يحمل الحنان والدفء
ويبدوا أنه أصبح على مشارف العشق..
: طب حضري الإكل وطلعيه على فوق
تسائلت بحيره: فوق فين..؟
أجابها بنفاذ صبر: هيكون فين يعني .. في أوضتها
سألته بمشاكسه: وأنت هتاكل معاها أعمل حسابك ..
: أيواا
إجابته كانت سريعه ومختصره ثم ذهب على الفور هاربًا من حصارها هذا
ليذهب إلى تلك التي احتلت تفكيره وأصبح لا يفكر بشئ سواها وهذا الأمر أثار تعجبه، فهو لا يعلم سر هذا التغير الذي حدث بين ليله وضحاها
لكنه طمأن نفسه أن هذا من باب الشفقه لا غير، ويجب عليه التماسك حتى ينفذ خطة والدته
= كان على وشك دخول الغرفه … لكنه توقف عندما سمع صوت همهمات ممزوجه ببكاء .
فتح الباب بهدوء وسريه حتي يسترق النظر إليها ..
فوجدها ترتدي اللباس الخاص بالصلاه ويبدوا أنها إنتهت من صلاتها للتو… لتجلس في الشرفه رافعه رأسها للسماء وبدأت تتحدث من داخلها لسرد ما يحدث لها وياليتها تستطيع إخراج صوتها ..
تعجب كثيرًا من هذا الفعل فعلى ما يبدوا أنها تقص على خالقها ما يحدث لها بيومها أم أنها تشتكيه إليه
وبمجرد الفكره جعل قلبه يرتعش …
استمع إلى تلك الهمهمات الممزوجه بالبكاء والتي خرجت من جديد
ليترجم عقلها هذا الحديث بداخلها والذي لم يستطيع لسانها ترجمته
: أنا بحكيلك يارب إللي بيحصل معايا وعارفه إنك عارف بس أنا بطمن لما بحكيلك علشان عارفه إنك بتسمعني… وأصلًا أنا معنديش حد أحكيله ولا يسمعني … ولو عندي حد عارفه إن محدش هيحس بيا زي ما أنت عارف إللي جوايا
يارب أنا عارفه إللي أنا فيه دا أختبار منك بس والله يارب أنا معملتش كدا في أخوه
يارب أنا بستودعك قلبي وكل حياتي فأحفظ لي قلبي ولا تجعله ينكسر أبدًا يارب
وانتهت من بث ما بداخلها لخالقها دون كلمات…
زعرت وأرتدت للوراء عندما وجدته يقف بمنتصف الغرفه .. سُرعان ما أخفضت وجهها بحرج أدى إلى إحمرار وجنتيها ..
ليتحدث قائلًا : إدخلي من براا .. الجو برد
تعجبت كثيرًا لجملته فهل يخاف عليها من البرد وهو من تركها للبرد والظلام يتاكلان بها .. لكنها إنصاعت له بهدوء .. فعجبًا من حال هذا الرجل ..
ولجت لداخل الغرفه وأغلقت الشرفه بإحكام وظلت واقفه بتوتر وتتسائل بداخلها عن سبب مجيئه .. من المؤكد أنه أتى ليفعل ما لم يفعله بالأمس .. لكن لماذا هو بكل هذا الهدوء …؟
أما هو فيقف بحيره لا يعلم ماذا يفعل ومن أين يبدأ… ليحسم أمره ويتحدث:
ما تقعدي إنتي واقفه كدا ليه ..
جلست فوق الأريكة بطاعه وجلس هو الآخر على بُعد إنشات منها ..
دقائق وتدخل سميره الغرفه حامله الطعام
ووضعته أمامهم وتستقيم قائله: ألف هنا على قلبكم
نظرت لها ساره برفض أي أنها لا تريد الطعام
لتهم سميره بالحديث لكن قاطعها صالح: روحي إنتي يا سميره أنا هتصرف معاها
أومأت برأسها وخرجت من الغرفه على الفور
نظر إليها وتحدث: يلا علشان تكلي.. إنتي ما أكلتيش من الصبح وكدا غلط عليكي علشان تاخدي العلاج
نظرت له بتوجس.. ما الذي يحدث معه ..
أهذا مخطط جديد لإيقاعها وإيزلالها مره أخرى أم ماذا..؟
صالح: متبصيش كدا… أنا كمان هاكل لأني جعان ..
تنهدت براحه وبدأت بالطعام فيبدوا أن دعائها إستجاب سريعًأ وصدَّق أنها لم تفعل شيء
ليُلقي هو جملته الأخير ليجعل وجهها يشحب شحوب الموتى..
: واعملي حسابك من هنا ورايح هنكون مع بعض في نفس الأوضه وهنعيش حياة طبيعيه زي أي زوجين ….
•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°
: ليك واحشه والله يا صاحبي
ابتسم مؤمن بهدوء: إنت عامل أيه يا ليث
ردد ليث بحفاوه: أنا بخير طول ما إنت بخير
ولج مؤمن لصلب الموضوع مباشرتًا: كل حاجه جاهزه .. مش عايزين غلطه
طمئنه قائلًا: متقلقش كل حاجه زي ما اتفقنا وبلغناهم مكان وميعاد التسليم ..
مؤمن: تمام أووي.. واجهز بالخطه التانيه وراها عالطول
ثم ابتسم بسخرية: هنهجوا نهج الدكتوره المره دي كل مره بنسبها تعملها المره دي إحنا هنعملها.
ليث: بجد البنت دي بطله عكس أهلها وعلى فكرا هي متعرفش إن أهلها كدا ولا تعرف إن أهلها عايشين وحياتها بصراحه لغز كبير
مؤمن بشرود: عارف … عارف
ليث: أنا عرفت المكان إللي هيحتفظوا فيه ومتعرفش قد أيه هما واخدين حذرهم المره دي وخايفين جدًا لأن حاطين أملهم كله على الشحنه دي ..
مؤمن: أنا عارف دماغهم فيها أيه كويس
ليث: تمام … وصحيح الموضوع التاني معرفتش اوصل فيه لحاجه، رجعت سجلات السجن تاني وتالت ورابع ومفيش فايده
إللي موجود ومتسجل هو “فؤاد” ومفيش أي معلومه غريبه عنه … إنسان عادي جدا
بس الشيء إللي يخليك تتجنن فعلًا
إن مش مذكور أيه تهمته وإللي خليته يتسجن
مؤمن: كلمه مني يا ليث واشتغل عليها، إحنا هنوصل للنمر عن طريق فؤاد … الراجل دا غامض وعارف كل حاجه بس مش عارفه أيه سبب كتمانه ده
أنا عايزك تعرفلي كل حاجه عن فؤاد، حياته الشخصيه والمهنيه وعايش فين حتى بيته ذات نفسه كل كبيره وصغيره …. ممكن أصغر معلومه تفيدنا ..
ثم صمت ليأخذ أنفاسه ..
ويكمل حديثه: وعلى فكرا عمي عثمان كلمني وقالي لازم أقابله ضروري لأن عايز يقولي حاجه ضروريه .. وممكن تكون معلومه تفيدنا
ليث: طب كويس جدًا، هو إللي كان موجود معاك الفتره إللي كنت فيها في الأحداث ياريت تكون معلومه مفيده
المهم هتقابله فين
مؤمن: زي كل مره هروحله الحاره
ليث: طالما كلمك وقالك حاجه ضروريه أكيد هيقولك خبر مهم
مؤمن: في بنت عايزك تعرفلي عنها كل معلوماتها من يوم ما اتولدت لغاية الساعه دي
تعجب ليث كثيرًا من طلبه … مؤمن يهتم بأنثى ويريد معرفة كل شيء عنها
: طب إسمها أيه
نطق بسلاسه: ليلى حبيب
صُعق ليث عند سماع اسمها: ليلى حبيب… أنت عارفها منين ..؟
رد السؤال بسؤال: هو إنت تعرفها؟!
ليث: أيواا… ومعايا كل معلوماتها من ساعة ما اتولدت
: عارفها منين بقى
بدأ ليث بسرد كل شئ يعرفه عن ليلى .. وكيف قابلها
وإلصاق تهمة المخدرات بها
نطق بزهول: دا كله .. ومين إللي عمل فيها كدا؟
ليث: لغاية دلوقتي موصلناش لحاجه
مؤمن: طب إنت معاك تاريخ ميلادها أو اليوم إللي لقوها فيه قدام الملجأ
أومأ ليث برأسه: أيواا روحت الملجأ وجبت ملفها.. إستنى أجبهولك هو معايا في العربيه
فتح باب السياره ليُخرج من الدرج الأمامي الخاص بالسياره ملف باللون الأزرق
أما مؤمن فقد بدأت تأتي إليه الأفكار وتنسج خيوطها وهو يدعو الله بداخله أن لا يكون ما في عقله صحيح
جذب الملف من يد ليث
لتقع عينه على تاريخ ميلادها وهو نفس اليوم الذي تُركت به أمام الملجأ
وبذاته اليوم المشؤم الذي انقلب به حياته وقُتل والده .. فهو ما زال يتذكره فقد حُفر هذا اليوم بذاكرته وظل يدونه على الجدران كي لا ينساه
حسب عمرها من تاريخ هذا اليوم إلى الآن وطبيعي أن يخرج له عشرين عامًا….
هي تبلغ من العمر عشرين عامًا وهم العشرين عامًا الذين مرو على تلك الحادثه
هل هذا يُعقل …؟ هل من الممكن أن تكون هي ..؟
نظر له ليث بإستغراب من حالته وصدمته تلك
ليث: في أيه يا مؤمن طمني
مؤمن: عنوانها إللي في الملف مظبوط
ليث: أيواا يا مؤمن .. بس ليه ؟
ركب سيارته على الفور: أعمل إللي اتفقنا عليه يا ليث .. وأنا هبقى اكلمك وافهمك كل حاجه
ثم انطلق على الفور وقد عزم على فعل ما ينوي عليه …
•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°
واقفه بالجزء الخاص بالمطبخ .. وتُجهز ما يُسمى بقرص البيض فهي تعشقه عشق بلا حدود وظلت على هذا الحال تتفنن في صنعه
لتُحدث نفسها بمرح: لازم أخدمه كويس علشان شكله يفتح النفس … وأصلًا أنا واقعه من الجوع
لتعُجه بأنواع الجُبن المختلفه واللانشون والبسطرمه الشهيه وبعض الخضار ووضعت لمستها المقدسه ألا وهي رشة الزعتر
: أيواا كدا يا سلام عليا .. الموتزريلا عملت شغل .. تسلم إيدك يا ليلى
وأخيرًا امتلئت ثلاجتي العزيزه بالبيض والجبن والكثير من اللانشون والبسطرمه والبيف والحليب… دول كنزي الغالي مستعده أعيش عليهم عمري كله
يلا تعالوا يا حبايبي أعينكم علشان مقضيش عليكم وأفترسكم… كفايه قرص البيض ده …. وأعمل بقى كوباية لبن يبقى أخر رواقه
قامت بوضع الطعام على الطاوله بحماس فهي منذ عودتها لمنزلها بعد مقابلة “مؤمن” وهي تشعر بسعادة بالغة لا تعلم مصدرها بعد أن علمت بأنه حقيقي وليس بالأحلام فقط
تشعر أنه حمايه وسند لها وأخيرًا شعرت بالإطمئنان والسلام …
وأثناء تناولها سمعت دق على الباب .. وضعت حجابها على رأسها بإهمال وذهبت لترى من الطارق
: يا ترى مين إللي هيشرفني.. أكيد خالتي أمل
وبمجرد فتحها الباب تفاجئت به أمامها
: إنت .. أيه إللي جابك هنا
تحدث بهدوء عكس البركان الذي بداخله: أيه مش هتقوليلي أتفضل يا ليلو
ليلى بغضب: تتفضل فين يا جدع إنت .. هو فندق ولا أيه .. لو سمحت إمشي من هنا، أنا ساكنه لوحدي ولو حد شافني من الجيران هيفكروا عليا حاجه وحشه
أبعدها من أمام الباب ليلج للداخل ..
نظرت يمينًا ويسارًا بترقب لتعلم إذ قد رئاها أحد أم لا وتغلق الباب على الفور
بينما هو فأخذ يتأمل تلك الغرفه الواسعه والتي تعد بمثابة منزل … فراشها الصغير .. يجاوره مكتب مليئ بالكتب .. بزاويه أخرى تجد أدوات المطبخ .. وهكذا ..
بالرغم من صغر المكان وقِدمه إلا أنه بالنسبة إليه تنبعث منه دفء وبساطه
أخرجته من تأمله: في أيه يا أستاذ.. حد بيهجم على بيوت الناس كدا ..
كان على وشك الرد عليها لكنه لمح الطبق الذي يحوي بقايا قرص البيض الذهبي
ليجلس أمام الطاوله
: يا سلام إنتي كمان بتحبي البيض بالطريقه دي
وضع قطعه بفمه وأخذ يتذوقها بإستمتاع فهو أيضًا من عُشاق هذا الطبق
فيبدوا أن بينهم أمور كثيره مشتركه غير ملامح وجوههم
: ممتاز .. تسلم إيدك، كمان شكلك طباخه شاطره
شعرت بالفرح والفخر بداخلها مع العلم أنه شيء بسيط لكنها المره الأولى التي يمدحها بها أحد
انتبهت على حالتها لتقول بغضب: إللي بتعملوا دا مينفعش يا أستاذ … أنا مش قادره أصدق والله البجاحه دي … إنت عايز مني أيه
تحدث بهدوء ليشير إليها لتجلس: تعالي يا ليلى إقعدي هنا عايزك في موضوع مهم ولو سمحتي من غير إعتراض..
جذبها فضولها للجلوس وتحدثت بهدوء: خير.. في أيه
مؤمن: أنا عايز أسألك شوية أسئله وتجاوبيني عليها بكل صراحه لان الموضوع ده حياه أو موت وأوعديني يا ليلى
أثار حديثه هذا قلقها: هتسأل أيه .. أنا كل حاجه عندي واضحه .. وعمومًا أسأل طالما مهم.. ووعد هجاوب بكل صراحه
مؤمن: مبدئيًا كدا أنا عارف كل حاجه عنك وعن حياتك .. بس السؤال دلوقتي إنتي بتحسي إتجاهي بأيه .. في حاجه جواكي بتشدك ليا .. حاجه غريبه بتحسي بيها
صمتت قليلًا متعجبه منه فكيف علم بما تشعر به وقررت التخلص من هذا العبئ والخروج من قوقعة صمتها.. كي تعلم حقيقة الأشياء التي تشعر بها
: أنا هحكيلك كل حاجه… ثم أخذت تقص عليه أحلامها وأتبعتها بقولها:
لما شوفتك حسيت بإحساس غريب في قلبي حسيت إن نفسي أحضنك ومخروجش من حضنك العمر كله حسيت إنك حته من جوايا وإنك نصي التاني
في حنين غريب جوايا نحيتك ورابط بيجذبني ليك غصب عني وأنا عمري ما كنت كدا أبدًا ولا حسيت المشاعر دي …
ابتسم مؤمن بهدوء: تعرفي يا ليلى أنا عمري ما قولت الكلام ده لحد ولا بتكلم مع حد عمومًا
وأنتي بقالك سنين في أحلامي
كل يوم تجيلي ماده إيدك وطالبه المساعده.. لما كنت هتجنن… واقول إنتي مين وعايزه مني أيه
بحس نحيتك نفس إحساسك بل وأكتر كمان يا ليلى
إحساس عمري ما حسيته في حياتي
.. في حاجات كتير إنتى مش عارفها
وأنا عايزك دلوقتي تيجي معايا هنروح مشوار صغير لازم أعمله علشان أتأكد من إللي في بالي
ظهرت أمارات القلق والاضطراب على وجهها: إنت عايز مني أيه .. لو سمحت فهمني إنت تقصد أيه بكلامك
مؤمن: يلا يا ليلى قومي إلبسي وهفهمك كل حاجه ومتخفيش أنا عمري ما أئذيكي أبدًا
نظرت بداخل عينه ولم تجد سوى الصدق ..
لتنفذ ما قاله … فيجب عليها أيضًا معرفة ماهية هذا الشيئ
.. .. بعد ما يقارب النصف ساعه .. ..
كان مؤمن وليلى بداخل أكبر المشافي
نظرت حولها بخوف لتتمسك بشكل تلقائي بذراع مؤمن دون أن تشعر
نظر إليها: متخافيش مفيش حاجه هتحصل طول ما إنتي معايا
طرق على باب إحدى الغرف ودخل على الفور
: إتفضل يا مؤمن… أيه النور ده
: أهلًا يا سليم .. جهزت إللي اتفقنا عليه
سليم: إهدى يا عم واقعد بس الأول ومتقلقش كل حاجه جاهزه ناقص أسحب العينات بس
مؤمن: يبقى تنفذ فورًا يا سليم .. مفيش وقت، وزي ما قولتلك الموضوع ده يحصل في سريه تامه
سليم: دا أكيد طبعًا عيب عليك يا مؤمن
تدخلت بالحديث: ينفذ أيه وتحليل أيه إللي هعمله.. فهمني إنت هتعمل أيه وشاكك في أيه
أجلسها برفق على أحد المقاعد: صدقيني هتعرفي كل حاجه .. وبعدين هي عينة دم مش أكتر
مش إنتي بتثقي فيا
ردت بتلقائيه: أيواا بثق فيك بس أنا خايفه
مسح تلك الماسات التي تساقطت من جفونها: هششش
إهدي أنا معاكي ومش هسمح لأي حاجه تحصلك أبدًا
ثم جذبها لداخل أحضانه لمرته الأولى الذي يبادر بها في إحتضان أحد
افرغ سليم فاهه بصدمه مما يحدث أمامه أهذا الذي أمامه “مؤمن الصياد” لو لم يحدث هذا الموقف أمام عينيه وحكى له أحد لن يصدقه …
فهذا شيء لا يصدق
: هتنح كتير يا سليم … ما تخلص يلا واسحب العينات
سليم: أيواا… ماشى يلا
سحبه مؤمن بعيدًا: عايز النتيجه حالًا هخدها قبل ما أمشي وتعرفني أنا لوحدي على نتيجة التحليل
سليم: صعب يا مؤمن أ….
قاطعه مؤمن بحده: وأنا قولت عالطول يا سليم مش همشي ألا ما أخده وقاعد مستني
سليم بقله حيله: حاضر….. حاضر
بعد مرور ما يقارب الأربعة ساعات من سحب العينات يجلس مؤمن على أحر من الجمر وقد بلغ منه التوتر أقصاه .. بينما ليلى فقد ذهبت بثبات عميق واضعه رأسها على قدم مؤمن ..
هذا مؤمن الذي يستطيع أن يقسوا على أي أحد وأتى أمامها هي ولم يستطع سوى أن يأخذها بأحضانه ويُغدقها بالحنان الذي حُرم منه والذي لا يمتلكه أيضًا
أفاق من شروده على دخول سليم إلى الغرفه .. ليرفع رأسها برفق … ويذهب بلهفه إلى سليم
مؤمن: هاا .. النتيجه طلعت؟ .. أيه الأخبار؟
للمره الأولى بحياة سليم يرى مؤمن بتلهفه بهذه الطريقه… لكن من حقه
نطق سليم بما قلب الموازين: أنا مش عارفه أقولك أيه بس نتيجة التحليل بتقول إنكم تسعه وتسعين في الميه إخوات… العينات متطابقه يا مؤمن …
= نعم هو بذاته .. فلم يكن يُجريِ مؤمن سوى تحليل الأخوه….
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الصمت الباكي)