رواية السر الفصل الخامس 5 بقلم سالي
رواية السر البارت الخامس
رواية السر الجزء الخامس

رواية السر الحلقة الخامسة
وصل اخيرا جوني مع صديقه لمنزله مساء وهما متعبان جدا. فقد كان اليوم جد طويل بالنسبة لهما. إستقبلتهما كاتيا بالترحيب تطمئن ان كان يومهما موفق ام انهما فشلا بمهمة استعادة ابنة جوني.. وتأسفت لما علمته من سوء النتائج.
حينها شجعت كاتيا جوني بأن لا ييأس من اليوم الاول. ففي الغد سيكون يوم جديدا عكس سابقه.و قد يجد فيه ما يسر قلبه وخاطره. فتبسم جوني لكلام كاتيا المحفز دائما. فهي فتاة كريمة وطيبة بغض النظر عن حبها له.. حتى انها قامت بتجهيز عشاء متنوع. رغم ان كل فترتها الصباحية كانت بالعمل.
طيلة الليل لم ينم جوني. فالنعاس غاب جفونه. نهض من فراشه ببطء حتى لايوقظ بيدروا. توجه للمطبخ بحثا عن شربة ماء. فحلقه جف من شدة التفكير والقلق ما إن دخل للمطبخ حتى اهتز بدنه. فهناك شخص ما واقف هناك. وبالاخير لم تكن سوى كاتيا التي كانت هي ايضا تسقي نفسها . ضحك كليهما على الموقف. ثم ناولته كاتيا كوبا مملوءا من الماء فشربه دفعة واحدة لتسكب له المزيد. وهو يعبر عن مدى عطشه. وكأنه لم يشرب طيلة اليوم.. شكر جوني إياها وتمنى لها بقية ليلة سعيدة.. ثم توجه الى الناحية الخلفية من المنزل جلس هناك في احد مقاعدها وهو يتأمل السماء وصفائها. وإذ بكاتيا تلحقه. تسأله ان كان بخير؟
تنهد ثم رد عليها بإبتسامة ساخرة:
(كيف يكون من يعيش مثل ما اعيشه انا. ان يكون بخير!)
ثم عاد للخلف يعدل من جلسته ثانية ثم رفع رأسه ناحية السماء صافنا. شفقت عليه كاتيا ثم اقتربت منه لتجلس بالمقعد الذي بجانبه. ارادت ان تخفف همه ولكن لا تعلم كيف..؟ فبدأت تخوض معه في حواديث عن شتى المواضيع. وعن بعض المواقف الطريفة التي دارت في عملها. حتى فقط يبتسم وترفع معنوياته .. وبالفعل استطاعت كاتيا. ان تخرج بعض الالم الذي في صدر جوني. إذ عبر عن كل مخاوفه.ومدى اشتياقه لزوجته. وندمه بأنه مثلا إستمع لزوجة ابيها.و قبل بشرطها الغادر…فلو لم يسافر.لما الان فقد ابنته وبعد مرور عدة سويعات علما ان الصبح على وشك اقتراب رفع ستاره. نهضا من مكانهما ليعودا مجددا لكل حدا منهما الى فراشه. متمنيين لبعض ان يكون ماهو قادم احلى.
تأخر الجميع في نهوضهم من النوم. قاموا بالافطار بسرعة ثم كل واحد منهم إعتمد التوجه الى مهامه. أما كاتيا فقبل ان تذهب للعمل طلبت من اخاها وجوني ان تنظم لهما. بإعتقادها ربما بما انها امرأة مثلها مثل السيدة التي إلتقيا بها من قبل.قد تستطيع اقناعها .. لكن جوني رفض. ووعدها تحت إلحاحها ان لم يتمكنا من استقبالهما. سيدعون لها المحاولة لاحقا. ثم افترقوا على ذلك.
وصل جوني وصديقه الى القصر. ومافعلا بهما سابقا قد فعلا بهما في ذاك اليوم واكثر.. لا احد أراد استقبالهما وطردا هذه المرة شر طردة إذ اطلق عليهما كلاب الحارسة .. فلم يكن بأيديهما سوى الفرار والعودة ادراجهما.. فاقترح بيدروا من جوني ان يعرجا على اخته بالعمل. ربما هي سيكون لديها اقتراح ما للموضوع. وافق جوني العرض. فهو يثق بكلام كاتيا. كما انه لم يعد يجد حلولا مناسبة. فأي شخص غريب اراد التدخل ولو بالنصح سيوافق عليه مباشرة.
كان المكان الذي تعمل به كاتيا ليس بعيدا عن المكان الذي كانا فيه. لذى ذهبا سيرا على الاقدام. حتى وصلا إليه اخيرا تحت دهشة جوني عندما قرأ اللافتة الموضوع فوق بوابة البيت الكبير اللذان يستعدان للدخول إليه.. فتوقف لحظة جوني ليستدير الى صديقه يسأله:
(منذ متى كاتيا تعمل في دار الايتام.؟ هل غيرت مهنة التمريض التي كانت تمتهنها !؟)
فأجابه بيدروا انها لم تغير مهنتها. بل العام الفارط نقلوها هنا الى هذه الدار الحكومية. كي تقوم بتمريض الاطفال ان حدث لهم أي مكروه. فأعجب جوني بالأمر. فكاتيا تحب الاطفال كثيرا. وكم كانت تخبره من قبل انها تتمنى لو كانوا لها اخوة صغارا تهتم لأمرهم وترى كيف تكون تصرفاتهم الطفولية اليومية. فهاهي تحقق لها حلمها. واصبح لديها قبيلة من الاطفال. وتمنى في سريرته ان تكون سعيدة بهذا التغيير.
بعدها دخل الصديقان الى الداخل ليوجههما الحارس اين يكون تواجد كاتيا في تلك اللحظة.. فكانت ليست بعيدة بالساحة تحمل إحدى الاطفال وصغير اخر يمد يديه للاعلى كي تحمله هو كذلك فاتضح انها كانت تحمل فتاة من منظر شعرها الاشقر تداعبها وتقبلها ويبدوا ان الصغير الاخر غار منها. في تلك الاثناء نداها بيدروا بإسمها. تلتف فتجد شابين يشاورا إليها بيديهما وهما يضحكان من الموقف التي هي عليه. سرت خوالجها عندما رأت اعز إنسانين الى قلبها قاما بزيارتها. وتوجهت نحوهما دون ان تترك الطفلة من ذراعيها. والصبي الذي مدت له يدها هو الاخر.لتتقدم أكثر إليهما وهي تضحك معهما تخبرهما انهما قدموا في الوقت المناسب. وما عليهما سوى مساعدتها بحمل الطفلين فهي تعبت من إرضاء كل واحد منهما حلى حدى..فكليهما عنيدين. أثناءها تسمر الرجلين في مكانهما وغابت الابتسامة عن وجهيهما. وكأنهما رأو عفريت على ذراع كاتيا.. انتبهت الاخيرة لإندهاش جوني وبيدروا من الفتاة التي تحملها. والتي بدورها طلبت النزول عن غير عادتها فهي عندما تتيح لها فرصة حملها. فقلما تنزل بإرادتها عنادا لبقية الاطفال. لتركض نحو جوني الذي إحتضنها. وكأنها تعرفه خير المعرفة…
كانت كاتيا مشدوهة من الموقف الذي حدث للتو امامها. فالصغيرة لا تتنس لأحد فما بالك بالغرباء. واندهاشها الاكبر بعد حمل جوني للصغيرة بكل ود وحب وكل المشاعر الطيبة الظاهرة عليه وهي مابين يديه بالمقابل سرور الاخرى..ليس لكل هذا فقط. بل كان اندهاشها الاكبر الى الشبه الذي مابينهما. وخاصة من ناحية العيون. هنا همس لها اخاها بيدروا. ان هذه الفتاة هي نفسها من انقذها بالامس جوني. وتتبع روي تفاصيل الحادثة. وهما ينظران الى الصورة الجميلة التي امامهما ومدى التوالف مابين جوني والفتاة. قام بيدروا هو ايضا بحمل الصبي الذي كان ينتظر دوره بفارغ الصبر حتى يحمل هو ايضا على الاكفاف. فرفعه بيدروا للاعلى كلعبة صغيرة يقفز بها في الهواء. وكم كانت ضحكات ذاك الفتى الصغير تبهج القلوب من حوله.
طلبت كاتيا من الطفلين ان يذهبا الى غرفتهما حتى يقوما بالقيلولة. وان سمعا الكلام ستقوم في المساء بجلب الحلوى التي يحبان. فكان الامر سهلا لينفذا الكلام على الفور. وبعد توديعهما لجوني وبيدروا. عادا الى الداخل حيث غرفتهما وهما يتسابقان من الذي يصل اولا.. وكم كان منظرهما جميلا وطفوليا.
بعدها توجه الجميع اين تكون كاتيا مجلسها. قدمت لهما المقاعد. لتعبر عن مارأته قبل قليل بشيء جميل وغير اعتيادي. ليتم ايضا جوني بالقول على مابدأته كاتيا. اخبرها انها تحدث احيانا الصدفة ربما تكون بالتفكير الزائد لشخص ما قابلته وترك انطباعا جميلا في قلبه. واعترف ان الفتاة لامست شيء بكيانه. ربما كان ذلك تأثرا عما يجري له مع ابنته. ولكنه لم يتوقع قط ان يرى الصغيرة في يومين متتاليين.
بعد ذلك دار حوارا بسيطا عما يقوموا به لاحقا جميعهم. فختمتها كاتيا بتأكيدها ان اليوم الموالي ستأخذ اجازة بعدها مباشرة ستذهب للقصر كي تتحدث بإحترام مع أصحابه…ربما ستنجح ما لم ينجح غيرها!
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية السر)