رواية السر الفصل الثالث 3 بقلم سالي
رواية السر البارت الثالث
رواية السر الجزء الثالث

رواية السر الحلقة الثالثة
دخل جوني في نوبة من البكاء. متأثرا بما حدث لزوجته تولين بسببه وبدونه وهو بعيدا عنها. المسكينة لم ترتح قط في حياتها. كل ماهو جميل اصبح كابوسا بالنسبة لها. واصبح يتوعد زوجة ابيها ان ينتقم منها وستنال كل ماشربته لهما من ذل ومعاناة بسبب شجعها وطمعها وغيرتها اكثر من ابنة زوجها.
جمع جوني بعض من اغراضه في حقيبة جلدية صغيرة. ثم توجه الى المنطقة الجنوبية أين كان يقطن هو وتولين.. في الحقيقة لم يألف هذه القرية الغريبة بعد. رغم ان اهلها كرماء وطيبين معه. إلى انه لايزال موطن مسقطه هي الاسمى في قلبه. ولولا لم يكن مغتصبا على امره لما تزحزح من على تربة ارضه.
كان جوني وهو يخطوا بخطوات متسارعة. عادت به الذكربات من جديد الى الوراء. يوم عاد من سفره وهو سعيد. يحمل ذاك المبلغ الذي كد وشقى من اجله. حتى فقط يشتري غرفة بفندق حبيبته التي اصبحت زوجته بشق الانفس. ولكن المفاجاة عندما اخذت زوجة اب تولين المال. بعد شهر من زواجهما طردتهما من الغرفة التي وعدتهما سابقا ان تكون ملكهما. وعندما واجهاها بالشرط الذي كان مابينهما منذ البداية. انكرت ذلك.واخبرتهما انها لم يمنحاها ولو فلسا.واتهمتهما بالكذب امام والد تولين…حينها استشاط جوني غضبا واراد قتلها.ولكن تولين منعته بصعوبة و طلبت بعدها منه ان يرحلا نهائيا عن المكان اللذان كانا يعيشان فيه. يبتعدان عن مكر زوجة ابيها وسلطتها عليها.. كذلك خوفا من ان جوني يتهور ويلطخ يديه بالدم. فابعدته عن كل هذا. وبدآ سويا من الصفر في قرية لم يكونا يعلما سوى عن اسمها. عمل فيها جوني كمزارع ورب عمله منحه ذاك الكوخ كي يستقر فيه مؤقتا حتى تتحسن اوضاعه ويبني بيتا مستقلا.. ولكن مرض تولين حال عن تحقيق اي حلم او تقدم لتحسين ظروف عيشهما.
وصل اخيرا جوني الى القرية التي يقطن بها بعد ان اوصلته عربة تجارية كانت متجهة نحوها. عرج اولا ليسلم على اهله. وفي الوقت الذي اراد ان يذهب ليتواجه مع زوجة والد تولين. اخبراه أبويه بمفاجأة لم تكن على البال ولا عن الخاطر. ولا حتى يتوقعها ان تحدث يوما . واصبح يردد:
( الرب عادل..الرب عادل.و ان الشر لن يدوم للابد.)
بعدها خرج مسرعا متجها نحو الفندق صعد الدرج يبحث عن والد تولين. فوجده في احدى الغرف مستلقيا على فراشه يئن من كثرة الوجع اصيب في كامل جسمه بالبرص لايعرف له ملامح من التشوه الذي اصيب وجه.. عاد جوني للخلف خوفا من العدوى. والرائحة الكريهة التي تملأ المكان.. سلم عليه وناداه بعمي وبعد عدة محاولات استدار اخيرا نحوه. وبالكاد عرفه. بعدها اصبح يذرف دموعا بصمت يتمتم بالاسم الذي حن إلى مناداته ووجوده معه:(تو..ل..يييين…تووولييين.)
فعلم جوني مايريده عمه منه. فهو يريد ابنته تولين. ربما لاول مرة عرف قيمة ابنته او ضميره يؤنبه بما فعله بها منذ صغرها. فهو لم يحميها من قسوة زوجته ولكن ماجدوى الندم بعد خسارة وضياع كل شيء.
فأخبره لحظتها جوني ان تولين ستقدم لرؤيته فور تعافيها من الزكام. وهي تبعث سلامها إليه معبرة عن اشتياقها الكبير له.. كان العجوز يصغي بصمت. وابتسم فور سماعه بإشتياق ابنته له.. ماذا بدل ماسمعه ان ابنته توفت. ولم يعد لها وجودا بهذه الحياة.؟ لاشيء.. فلن يتغير شيء سوى تسريع في قتل الرجل العجوز فقط.
جوني هو انسان طيب. رأف بحال الرجل ولم يخبره الحقيقة. فوجعه وألمه يكفيه. فهذا بحد ذاته جلاد الانتقام .. وقبل ان يعود ادراجه. اراد جوني ان يسأل عمه ان كان يدري عن حمل ابنته سابقا اولا ؟ فسأله عن كنية العجوز التي ولدت تولين. فزعم انه يريدها في امر هام. فأخته على وشك ولادة ويريد منها ان تهتم لأمرها.
صفن العجوز قليلا. ثم اشار بيده نحو درج الطاولة ظن جوني انه يريد دواء او اي شيء يخصه. فوجد لفة غريبة من القماش.. اخذها جوني ثم فتحها مستغربا ما بداخلها. ومالذي سيفعل عمه بهذه اللفة البالية.
كانت اللفة مربوطة بإحكام وجوني يحاول فتحها على مهله حتى لاتنتزع مابداخلها. وبعد فتحها كليا. وجد ورقتين بداخلها احداها مكتوب عليها بالفحم. على مايبدوا سجل عليها كنية شخص ما وعنوانه! والثانية مختوم اسفلها. وهي ورقة ملكية تولين للفندق.
و إذ بالرجل فهم ماكان قصده بسؤاله عن تلك العجوز ولكن بصعوبة شديدة فهم جوني على والد تولين بسبب تأتأته وبلع احدى الحروف.. إذ بالاخير تفاجأ ان الورقة هي عبارة عن عنوان الشخص الذي تبنى ابنته.. اخبره انه في وقتها علم بالصدفة وهو يتصنت خفية لزوجته وتلك العجوز التي قامت بولادة ابنته تولين. انهما سيبيعان الرضيعة لشخص ثري يقطن بالمدينة وبما انه لا يقدر على مواجهة زوجته الماكرة. ففور قيامهما بالمهمة. ذهب الرجل الى القابلة في بيتها. ومنحها بعض دراهم معدودات حتى تخبره عن كنية الرجل الذي اخذ حفيدته وعنوانه. وبالفعل منحته إياه دون مناهدة. فهو يعلم نقطة ضعفها. ألى وهو المال. تبيع كل شيء من اجله حتى شرفها… ومن ذلك الوقت خبأ الورقة جيدا عن زوجته في درجه. وعندما رأته اخبرها انه حرز معمول من اجل ان يقوى على ممارسة…… معها. فصدقته. ومن ذلك اليوم كلما رأت اللفة في الدرج. تعدل من مكانها بعناية. ثم تغلق الدرج مجددا.
واخبره ايضا انه كان ينتظر عودة ابنته تولين من مدة بشغف. حتى يمنحها امانتها وتعيد ابنتها بعد وفاة زوجته طبعا. ربما لهذا اطال الرب في عمره. كي يتسنى له ان يعمل خيرا ولو واحدا لإبنته تولين. وهذا ماكان يظنه.
بعد ذلك ودع جوني والد تولين وشكره على صنيعه كما دعا له بالشفاء. ووعده انه سيعود قريبا و هو يحمل في يده حفيدته. ثم نزل مجددا للاسفل. اخرج بعضا من المال للخادمة التي لا تزال في ذاك الخراب فقط لانها صائنة للعشرة الطويلة للعائلة. فطلب منها ان تعتني بالرجل جيدا. تقوم بجلب له الدواء وبعض من الخضر لتطبخ له الحساء. فهذا سيساعده قليلا على إستعادة حيويته.
في اليوم الموالي استيقظ جوني باكرا مستبشرا بما هو قادم عليه استقل مباشرة القطار وتوجه الى المدينة الغير بعيدة. وهو يتخيل في كل وجه صغير صادفه هناك في المقاعد انه قد يكون من بينهن ابنته.
ابتسم في سريريته لمخيلته وعن رسمها لوجه ملاكه الصغير دون ان يراه من قبل ولو ليوم .
بعد اكثر من ثلاث ساعات ونصف وصل جوني اخيرا الى المدينة الكبيرة. لم يندهش حينها من شساعتها و لا ازدحامها فكل ماعليها كان عكس صورة ونمط عيش قريته الصغيرة. لأنه بالأصل عمل فيها من قبل وقت كان يجمع المال الذي اشترط عليه لكي يتزوج حبيبته تولين. لذى فهو يظهر عليه الهدوء دون تخوفه من المجهول وربما كذلك رسم من قبل خطة كي يصل الى هدفه المنشود بأسرع وقت ممكن.
استقل جوني عربة اجرة وذهب الى عنوان محدد. طرق على باب منزله فإذ بفتاة جميلة طلت عليه من عبر النافذة. وكم سرت لرؤية جوني. فجاءت ركضا لفتح الباب عليه.. رحبت به وألقى بدوره عليها التحية يبدوا انهما يعرفان بعضهما البعض جيدا خاصة بعد سؤالهما على احوال كل حدى منهما !
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية السر)