رواية الزهري الفصل الثاني 2 بقلم آيلا
رواية الزهري الجزء الثاني
رواية الزهري البارت الثاني

رواية الزهري الحلقة الثانية
لؤي إياد/
_اق_لع…
تجمدت في مكاني بينما أنظر إلى الرجل المل_ثم.
_مسمعتش هيجولك ايه؟ اتحرك مش هنجعد الليل كله احنا.
تحدث آخر يقف إلى جواره يرتدي عبائة زرقاء قاتمة و يغطي وجهه بشال أبيض كالرجل الآخر.
_ه..هنا؟
سألت بالكاد يخرج صوتي.
_لا، هنجبلك بروفا تغير فيها يا روح أمك.
ابتلعت ريقي و جلت في المكان ببصري، كان مستودعاً قديماً تضيئه بعض الأضواء البيضاء و يتفرق في أنحائه حوالي سبعة رجال، ثلاثة منهم ملث_مين و الأربعة الباقين كانوا دون أوشحة تغطي وجوهم القبيحة.
بدأت في خلع قميصي ببطئ بينما أشعر بنظراتهم تفت_رس جسدي الهزيل و الشاحب.
_دا بت دا و لا واد ؟
سمعت أحدهم يهمس بذالك بينما يجيبه آخر بهمس مشابه:
_دا جسمه أحلى من البنات عاد.
سرت قشعريرة باردة في أنحاء جسدي و ودت لو تنشق الأرض و تبتلعني.
_و البنطلون…
تحدث الرجل الذي لاحظت اختلاف لهجته عن باقي لهجة الرجال الصعيدية مرة أخرى و يبدو أنه رئيسهم أو ما شابه.
تخبطت يدي في الهواء لدقيقة، عاجز عن فعل ما يأمرني به، كان خوفي من نظراتهم الثاقبة ناحيتي أعظم من خوفي من فوهة الأس_لحة الموجهة إلي، على الأقل الأس_لحة لن تلعق فمها بتلك الطريقة المقززة كما أبصر أحدهم يفعل الآن.
خلعت بنطالي و بقيت بسروالي الداخلي أرتعش من….البرد على الأغلب؟
رمى إلي الرجل ببنطال أسود و قميص أزرق كُتب على ظهره ” اللؤلؤة ” و سترة سوداء ثقيلة بسبب جو الإسكندرية المتجمد في شهر يناير.
ارتديتهم على الفور و حمدت الله كثيراً أنها لم تكن حفلة إغت_صاب جماعية، الآن بدت أعرف أن كوني فتىً لن يغير في نظرهم شيئاً هؤلاء الكلاب المسعورين لأي جسد يتنفس.
_هنبيت هنا النهاردا و بكرا هناخده لمكان الباقيين.
تحدث الرجل و وافقه الآخرون بهمهمة.
_عوض، خده انت و ياسر و اربطوه و حطوه في الأوضة و خلوا عينكم عليه، مش عايزين مشاكل للصبح.
توقف قلبي عن النبض لثانية عندما أبصرت أن أحد الرجلين الذين ألقى إليهما بأوامره كان الرجل الذي لعق فمه سابقاً، عوض كان أو ياسر أتمنى أنه سمع الجزئية الأخيرة التي تتعلق بكون رئيسه لا يريد مشاكلاً حتى الصباح.
اقتادني الرجلان بعد أن ربطا يدي خلف ظهري مرة أخرى منذ أنهم قاموا بفك يدي عندما وصلنا إلى المستودع حتى أتمكن من تغيير ثيابي.
كنت أستشعر يد الرجل الموضوعة على خصري في لمسة غير بريئة على الإطلاق بينما تنزلق على طول عمودي الفقري إلى الأسفل، التفتت إلى جانبي أطالعه بنظرة تحذيرية بينما ابتسم بمكر و أبعد يده، حسناً، أعرف من نظرته أن ذالك كان إجراءً مؤقتاً بالطبع و أنه لن يكتفي بتلك اللمسة.
عندما دلفنا إلى الغرفة استطعت رؤية سرير حديدي عليه مرتبة بيضاء مهترئة و فوق السرير نافذة صغيرة مغلقة بق_ضبان حديدية و في الركن القريب كان هناك دلو خمنت من رائحة الغرفة ما كان استخدامه، يبدو أني لست أول من يخت_طفونه.
خرج الرجلان و أغلقا باب الغرفة بعد أن قاما بتحذيري من محاولة الهرب إلى أي مكان لأنهما سيكونان في الخارج.
ارتميت على المرتبة المهترئة و طالعت السقف ذو الضوء الأبيض المرتعش، تباً لي…لو كنت بقيت في المنزل ما كان ليحدث كل هذا، أتمنى أن تكون أمي بخير.
أفقت فجأة على صوت الباب الحديدي للغرفة يتم فتحه، لا أدري متى غفوت و لكن حواسي جميعها عادت للعمل على أكمل وجه عندما رأيته…
_ يا خبر أني صحيت الجطة بتاعتنا من النوم و لا ايه؟
طالعته باشمئزاز بينما يقترب من الفراش ببطأ.
_بص…انت هتسيبني أعمل اللي عاوزه و اني هسيبك تعيش ايه رأيك؟
**********
أدهم محمود/
_إياد…
طالعتها بينما تقترب بسرعة لترتمي في حضنه، ما زالت كما عهدتها أبد الدهر، بندقية العينين، كهرمانية الشعر، حمراء الوجنتين و حلوة المبسم و إن لم تكن تبتسم…لارا، حبيبتي التي اختطفها فارس بجواد أبيض و تركني مجرد شخصية ثانوية لا قيمة لها في القصة…في قصتي!
أشحت وجهي بعيداً عنهما عندما أبصرته يطبع قبلة رقيقة على شفتيها قانية الحمرة في محاولة لتهدئتها.
_أخدوه يا إياد أخدوه.
_اهدي و احكيلي بالراحة اللي حصل.
تحدث بينما يربت على خصلاتها الكهرمانية القصيرة و الناعمة، و يا لعجبي…لقد هدأت بالفعل!
_لؤي المرة دي كان متعصب جداً و صمم ينزل، جريت وراه عشان أوقفه بس أول ما عدى من باب البيت كان في عربيتين سود و أخدوه.
تحدثت بينما تنساب من عينيها الواسعة بعض الدموع، لا تبكي حبيبتي أقسم على أن أنتقم ممن استباح دموع عينيك الثمينة و أجعله يبكي ما تبقى من حياته دماً.
_هنرجعه متخافيش، دي مش أول مرة يتخ_طف فيها و انتِ عارفة، المهم متتعبيش نفسك عشان البيبي.
قال يمسح دموعها بإبهاميه و هي أومأت بقلة حيلة قبل أن تنتبه أخيراً إلي.
_ايه دا…أدهم هنا؟
اقتربت بعد أن ارتديت قناعاً زائفاً لرجل يبستم و كأنه ما ذاق بؤساً في حياته قط.
_ازيك يا لارا؟
حييتها فرددت بابتسامة جاهدت أيضاً لابقائها على وجهها.
_تعالى يا أدهم اتفضل.
ناداني إياد فتبعتهم للداخل، قام بإجراء بعض الإتصالات و من ثم جلس إلى جواري في صالة المنزل الكبيرة في الطابق السفلي.
_انا كلمت الشرطة و حالاً يجوا.
هذه فائدة أن تكون رجل أعمال كبير ذو نفوذ ، أنت لن تذهب إلى الشرطة بل الشرطة هي من ستأتي إليك.
ما إن انتهى من حديثه حتى أخذ يسعل بقوة.
_إياد! انت كويس؟ انت بقيت بتكح كتير أوي، لازم نروح نكشف.
_متقلقيش قولتلك كشفت و الدكتور اداني دوا كحة هاخده و هبقى تمام.
طالعته بنظرات متشككة و لم تبدُ مقتنعة تماماً بما تفوه به.
_انا كويس صدقيني ، ممكن بس تعمليلنا كوبايتين شاي على ما الشرطة توصل؟
نهضت على مضض تتجه ناحية المطبخ ، سألته ما إن غادرت على الفور:
_انت مقولتلهاش؟
_لا و إياكش تقولها حاجة.
_بس يا إياد هي من حقها تعرف.
_حتى لو عرفت مش هيبقى في ايدها حاجة تعملها مش عايز أشيلها هم على الفاضي.
نظرت إليه بعدم تصديق، إنه لا يحل المشاكل، إنه يختار تجنبها و هذا لن يزيد الحريق إلا اشتعالاً.
_طيب ما هي كدا كدا هتعرف لما يكتبوا في شهادة الوف_اة إن سبب الموت سرطان الرئا!
_أديك قولت، ما دام كدا كدا هتعرف يبقى مش لازم تشيل الهم من دلوقتي و بعدين لما أروح أنا انت هتبقى موجود حاول تخليها تنسى.
قال بينما يشيح وجهه بعيداً.
_انت عارف إنك بتخلي الوضع أسوء باللي بتعمله دا صح؟
_مهما حصل…خليها تسامحني.
صمتت بعد أن لاحظت صوت خطوات تقترب.
_اتفضلوا الشاي، مش عارفة أنا مين دا اللي بيشرب شاي و ابنه مخ_طوف.
قالت تطالعه بجانبية.
_يستاهل عشان تاني مرة ميسمعش الكلام.
تحدث بينما يتناول كوب الشاي منها ، يا له من رجل! منذ قليل كاد يتسبب في موت_نا بحادث بسبب قيادته المتعجلة و الخائفة ما إن سمع اسم لؤي و الآن هو يدعي عدم المبالاة حتى يُشعرها بسيطرته على الوضع كي لا تهلع.
_انت اللي مش راضي نقوله الحقيقة، و هو كان شايف إنك حابسه من غير سبب.
تحدثت تجادله بغير رضا بينما تسائلت في نفسي عن كم سرٍ بالظبط يخفي ذالك الرجل؟
_مهما كان…المفروض يسمع كلامنا، و بعدين لؤي مبقاش صغير هو كبير و هيعرف ياخد باله من نفسه لغاية ما نلاقيه زي كل مرة.
**********
لؤي إياد/
لا، أنا لن أستطيع أن أدافع عن نفسي ضد ذالك العجل.
_بص…انت هتسيبني أعمل اللي أني عاوزه و أني هسيبك تعيش ايه رأيك؟
_ابعد عني، أنا…أنا ولد يا متخلف انت.
تحدثت بينما أتراجع إلى الخلف بخوف حتى التصق ظهري بالحائط.
_ولد بس أحلى من مراتي عاد، شعرك الأُصفر دِه طبيعي و لا صابغه؟
_يعني كمان متجوز؟ اتقي الله و ابعد عني.
صعد على السرير يمرر أصابعه القذرة بين خصلات شعري الشقراء.
_مجاوبتنيش….صبغة و لا طبيعي؟
ابتلعت بخوف عندما رأيته يضع يده الأخرى على السلاح المربوط في خصره.
_ط…طبيعي.
_تعجبني.
ضحك ضحكة مختلة و قبض على سترتي السوداء يفتحها.
حاولت دفعه لكنه كان كالثور الهائج الذي لمح لوناً أحمر.
تعلقت السترة في كفاي المربوطة خلف ظهري و بدأ يزيح قميصي الأزرق عن بياض ترقوتاي.
_مش معجول، بجى في ولد بالجمال دِه؟
تحدث يسيل لعابه ككلب مسعور بينما أقاوم في استماتة.
مال على رقبتي يطبع قبلة لزجة و شعرت أني على وشك التقيأ، و لكني تمالكت نفسي، استغللت قربه مني و ركلته بركبتي في منطقته و سرعان ما نهض يتأوه بألم.
استقمت بصعوبة أنزل من على الفراش و أتوجه ناحية الباب الذي لابد و أنه تركه مفتوحاً، لكن في اللحظة الأخيرة قبل بلوغ مبتغاي أفاجئ بي أقع على وجهي إثر سحب شئ ما لقدمي.
خطفت نظرة إلى قدمي فوجدتها قد رُبطت هي الأخرى بحبلٍ في حديد السرير.
يا إلهي! هل ربطوها بينما كنت نائماً؟
نهض الرجل أخيراً بعد جولة تلوي و سبابٍ على الأرض يطالعني بأعين يتطاير منها الشرار.
_عايز الطريجة الصعبة؟ ماشي…
طقطق رقبته و كفيه معاً ثم بدأ يسير ناحيتي ببطئ…
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة ضغط على : (رواية الزهري)