رواية الخائنة مرام الفصل الرابع والخمسون 54 بقلم Lehcen Tetouani
رواية الخائنة مرام الجزء الرابع والخمسون
رواية الخائنة مرام البارت الرابع والخمسون

رواية الخائنة مرام الحلقة الرابعة والخمسون
…… في المحكمة تستعد هيئة المحكمة للنطق بالحكم
حكمت المحكمة على المتهمة مرام عبد الوهاب بالإع..دام شن..قا لقت.لها عادل دودار مع سبق الإصرار والترصد
رفعت الجلسة
يجري سراج نحو القفص وقال لي مرام لا تخافي مرام سأجعل المحامي ينقض الحكم وستخرجين إن شاءالله
ثم تأخذ الشرطية مرام وتختفي من خلف القفص الحديدي
بعدها بيوم يذهب سراج لسجن النساء لزيارة مرام
فتخرج وهي تلبس بدلة الإعدام الحمراء التي يلبسها المحكومون بحكم الإعدام
يجلس سراج أمام مرام ويمسك يديها لقد طلبت من المحامي الاستئناف على الحكم وأريد توقيعك
قالت طالما ابنى تخلى عني فلا أريد تلك البراءة
قال أنت تغامرين بحياتك من أجل ماذا أتفعلين ذلك لمجرد أن تثبتي برأتك لابنك وأين أنا من هذا كله هل نسيت أنني أحبك ولا أستطيع العيش بدونك هل تريدين دفع حياتك ثمناً لعدم تصديق ابنك لك؟
قالت مرام نعم سراج، سأدفع حياتي ثمناً وأنا راضية حتى يصدق أولادي أنني بريئة
قال سراج بعصبية هذا جنون ولن أدعك تفعلين هذا أبداً وتخاطرين بحياتك فالمسألة ليست لعبة أو اختبارات لمن حولنا لقد أصبح الموضوع مسألة حياة أو موت وسأعيد توكيل المحامي الكبير كي يخرجك من هذه القضية رغما عنك ثم يمسك بيدها لتوقع على الورقة
تسحب مرام يدها لا تتعب نفسك سأرفض أي محامي غير ابني
قال لا تتعبي قلبي مرام ألم تفكري بي أبدا ماذا أكون بالنسبة لك حتى تتجاهليني وتبتعدي هكذا لو أنك فكرتِ في لحظة لعرفتي أنني لا أنام الليل منذ أن سُجنت والشركة تنهار لأنني أهملتها والآن بعد أن حُكم عليكِ بالإعدام هل سأتركك تموتين من أجل أن يقتنع ابنك ببرأتك لن أدع هذا يحدث فسواء اقتنع أم لا فلا يهمني مايهمني هو خروجك من هنا على قيد الحياة وبأي وسيلة
قالت أنت حياتي كلها ماضي وحاضري ومستقبلي وحبي الوحيد والجبل الذي أستند عليه في لحظات ضعفي
قال سراج ولماذا تريدين تركي إذا لو تحبينني بحق اقبلي بالمحامي ولا تعذبيني هكذا ويكفي هذا الجنون
قالت مرام حسناً اجعل المحامي يستأنف على القضية ولكن من سيدافع عني يجب أن يكون ابني
قال حسناً لنستأنف أولاً ثم نري ما سيحدث بعد ذلك
قالت الشرطية انتهت الزيارة
يحتضن سراج مرام بقوة لقد أفتقدك كثيراً حياتي ولكني مضطر لتركك الآن ثم تمسك الشرطية بمرام وتجذبها للخلف وتسحب يدها من يد سراج الذي يبدو عليه التأثر بينما تصطحب الشرطية مرام لزنزانتها فتجلس جانباً وهي تبكي
في بيت إسلام قال إسلام ساهر لم أرك تخرج منذ أسبوع أو تذهب لمكتبك أليس لديك محاضرات لتلقيها في الجامعة أو قضايا
قال ساهر لا يا أبي لقد أخذت إجازة لمدة إسبوع
قال إسلام حسناً أن خفت أن يكون هناك شئ يضايقك، فيبدو على ملامحك الحزن
قال ساهر أشعر ببعض الإرهاق فقط
يدق جرس الباب فيفتح ساهر فيدخل سراج ويمسك ساهر من لياقة قميصه لماذا فعلت هذا إنها أمك وقد وثقت بك وطردت كل المحامين حتى تكون الوحيد الذي يدافع عنها فلماذا تركتها ولم تأت للجلسة لقد حكم عليها بالإعدام، هل أنت سعيد الآن؟
يخرج إسلام من الغرفة على صوت صياح سراج وقال ماذا يحدث لماذا تمسك ابني بهذه الطريقة وماذا تريد منه؟
قال سراج إسأل ابنك المحترم لماذا تخلي عن قضية مرام ولم يحضر الجلسة وبسببه حكم عليها بالإعدام
قال إسلام هل ما يقوله سراج صحيح يابني؟
قال ساهر نعم صحيح لقد تركتها متعمداً كما تركتني أنا وأختي متعمدة وجرت خلف حبها المزيف
قال إسلام منذ متي وأنت تعرف ولماذا لم تخبرني لقد اتصل بي سراج ليسأل عنك على أساس أنك محامي مرام ولكني لم أتوقع أنك ستفعل ذلك ولا تذهب وأنت سراج لماذا لم تتصل بي وتخبرني؟
قال سراج كنت منشغلاً بالمصيبة التي وضعنا فيه ابنك ووكلت محاميا ليستأنف القضية
قال إسلام لماذا لم تذهب للمحكمة يابني؟
قال ساهر لأنني لا أستطيع تقبل أن تكون أمي امرأة منحرفة وعديمة الأخلاق
يصفع إسلام ساهر على وجهه، إياك أن تنطق بذلك مرةً آخرى
قال ساهر لماذا تدافع عنها لقد خانتك وهربت مع عشيقها واشتغلت في بيت للبغاء وآخيرا قتلت شاباً في شقته لأنها أختلفت معه على سعرها
قال سراج يالك من ابن جاحد، أنت تكرر كلام شهود الإدعاء كالببغاء المفترض أنك محاميها وستدافع عنها وتثبت
برائتها للجميع وأن الشهود كاذبون وأردوا الإنتقام منها وليس العكس
قال إسلام اسمع ساهر ليس كل ما سمعته في المحكمة صحيح وسأقص عليك القصة منذ البداية بكل تفاصيلها،ولن أبرأ نفسي من الذنب كما كنت أفعل سابقاً
ثم يروي له إسلام ما حدث والآن بعد أن سمعت القصة بكل تفاصيلها أصبحت تعرف لماذا سقطت والدتك في ذلك المستنقع لقد كنتُ أحبها ولكني لم أخبرها يوما بذلك، وتركتها فريسة لشخص خدعها بسم الحب
ثم حين استنجدت بي كي أعيدها لحياتي وأنقذها رفضتُ ذلك ورميت بها في الشارع مع بعض النقود ولو أنني سامحتها وقتها لما تعرضت للخطف والإهانة في الملهى الليلي
وحتى بعد أن قمت بتخليصها من أيدي هؤلاء الحثالة ،
تركتها للمرة الثانية في الشارع، ولكنها كانت قد استوعبت الدرس وعاشت وحيدة لعشر سنوات و أنا شخصيًا قد تعلمت الدرس أيضاً، وعرفت أنني أخطأت في حقها ولكن متأخراً بكل أسف لذا منحت فاطمة كل ما حُرمت منه مرام من حب واهتمام
قال سراج أتعرف ساهر أمك أخطأت مرة واحدة ولكن المجتمع أخطأ في حقها مرات كثيرة فلقد تخلي عنها أهلها ورفضوا رجوعها بالرغم أنهم لو أخذوها تحت جناحهم لتغير مصيرها وخاصة أننا جميعنا للأسف نعلّم أولادنا العلوم وننسي أن نعلمهم الدين والخُلق لذلك وقعت مرام في المحظور ثم لم يكن لديها شخص تلجأ إليه سوى والدك
ولكنه تخلى عنها أيضا ثم أساء إليها المجتمع أكثر وأكثر وأخذها للقاع لأنها كانت وحيدة ولو وجدتْ شخصاً واحداً يحتويها ويعرّفها الصواب من الخطأ والحرام من الحلال لما حدث لها هذا ولو وجدت مشاعر الحب والحنان من زوجها لما
كانت بحثت عنها في مكان آخر، لقد وفرّ لها والدك الطعام والملبس وكل المتطلبات المادية ونسي أن البشر يحتاجون لشئ آخر أهم من ذلك شئ ليس بمادي، ولكنه يجعلك تعيش حياة سوية شئ اسمه الحب والإهتمام، وهذا ما أعطيته لها ووجدته معي لذا لم تكن بحاجة للجري وراء شاب منحرف مثل عادل
أنا أعرفها منذ أربع سنوات فقط ولكني أثق فيها ثقتي بنفسي
قال ساهر إن كان كلامك صحيحا فهناك شئ ناقص في القصة التي روتها زوجتك فماالذي يدفعها لدخول شقة الشاب ولا تقل لي أنه الهاتف، فالمفترض ألاّ يسقط منها إلا لو حاولت التلصص على شقة عادل
قال سراج هذا دورك كمحام فحياة أمك أصبحت بين يديك الآن وكما تركتها تغرق عليك أن تنقذها فالمفترض أنك الأول على دفعتك وقد أصبحت معيداً بالجامعة وعليك أن تطبّق ما درسته لتلغي حكم الإعدام وخصوصاً أن مرام ترفض أن يترافع عنها أي شخص غيرك
قال ساهر حسنا سأفعل جهدي بالتأكيد ولكن لأثبت برأتها أمام نفسي قبل أن أثبتها أمام المجتمع
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الخائنة مرام)