رواية الخائنة مرام الفصل الخامس عشر 15 بقلم Lehcen Tetouani
رواية الخائنة مرام الجزء الخامس عشر
رواية الخائنة مرام البارت الخامس عشر

رواية الخائنة مرام الحلقة الخامسة عشر
……. قالت فهيمة ماذا نفعل الآن ياخسارة لقد ضاع المال
قالت مرام ليس لي نصيب بهم فلو جئت باكراً قليلاً لاستطعت أخذ الورقة قبل أن تحترق ولحصلت على النقود، وخصوصاً أنني احتفظت بالورقة شهراً كاملاً، وتخرميتها اليوم بالذات هيا بنا لنعود لدكاني
قالت فهيمة هيا بنا للأسف فرحتنا لم تكتمل عوّض الله عليك يامرام ثم تعودان للمنزل وتجلس فهيمة مع مرام قليلاً
قالت مرام أنا أعرف حظي جيداً فلا تصفو لي الحياة أبداً
في البداية جريت وراء حب خادع وتركت زوجي الذي يحبني وأولادي ثم اختطفت وحدث لي ماحدث وعندما قررت العيش بهدوء وبقيت عشرة أعوام بمفردي لا أنيس غيرك أنت ورضيت بوحدتي ثم ظهر هذا المال فجأة فرسم لي أملاً كاذبا للحياة من جديد ولكنه اختفي فجأة أيضاً ولم تكتمل فرحتي
قالت فهيمه يا إبنتي هذه هي الحياة دوما ناقصة ولكن لكي نعيش في راحة بال يجب أن نرضي بقضاء الله
قالت مرام أتعرفين خالتي فراق أولادي يؤلمني أكثر بكثير من فقد المبلغ الضخم الذي كان بيدي، وكأنه قد كتب علي
خسارة أي شئ جيد في حياتي
قالت فهيمة يا إبنتي الحياة لا تمنحنا كل شيئ على الأقل أنت لك ابناء في مكان ما ووالدهم سيرعاهم أنظري إليّ أنا وزوجي قد تخطينا الخمسين ولم ننجب ومع ذلك رضينا بقضاء الله واعتبرنا ابناء الحي كلهم أولادنا والحمد لله الجميع يسأل عناّ وأنت يامرام يابنتي قد أخطأت عندما تركت زوجك وأخطأت عندما هربت من بيت والدك واخطأت عندما مشيت مع رجل لا تعرفينه ليرمي بك للهاوية
لقد اعطانا الله العقل لنفكر به وأنت ألغيت عقلك تماماً وجريت وراء قلبك ورغباتك أنا لا أقول لكِ هذا الكلام لتأنيبك وإنما لتتعلمي في المستقبل أن تفكري قبل أن تقدمي علي أي خطوة فأنت لاتزالين صغيرة وعمرك ثماني وثلاثين عاماً فقط والحياة لاتزال أمامك ويجب أنت تعيشي ماتبقي من حياتك ولا تسجني نفسك هنا لتكوني وحيدة للأبد ابدأي من جديد: تزوجي وانجبي اطفالا وانسي الماضي ولا تبقي وحيدة هكذا فالوحدة قد تقتلك
قالت مرام معك حق خالتي، أتذكرين العام الماضي عندما أصبت بالحمي وظللت يومين في الفراش لم أجد من يعطيني كوب ماء ولولا أنك لاحظت أنني لم أفتح الدكان وجئت للاطمئنان علي وأحضرت لي الطبيب لكنت مت
قالت فهيمه هذا واجبي ياإبنتي ولكن حبيبتي من الغد سأبحث لك عن زوج مناسب وسأزوجك بنفسي ولكن هذه المرة يجب أن تكوني ودودة مع زوجك وتصبري عليه الزواج ليس حبا فقط حبيبتي، الزواج مسئولية، بمعني لو زوجك غاضب فلا تتكلمي معه حتي يهدأ، وحاولي أن تمتصي غضبه وتعامليه بلطف فالرجل بداخله طفل صغير يحتاج للتدليل والحنان من حين لأخر ، ولا تعامليه الند بالند حتي لا تخسريه، في حين تستطيعين أن تأخذي كل شئ تريدينه بالكلمة الطيبة
قالت مرام حسناً خالتي ولكن أتركي أمر البحث عن زوج حتي أجد من يناسبني بنفسي
قالت فهيمه حسناً يا إبنتي سأتركك الآن فزوجي بمفرده في البيت ولا أريده أن يمل من الجلوس وحده
قالت مرام مع السلامة خالتي ألقاك علي خير
ثم إنصرفت فهيمه من منزلها وبعدها بقليل
بدأت مرام تكنس دكانها وتجمع القمامة ثم تحرك السلة فتجد الورقة خلفها
قالت مرام يا ألله أنا لا أصدق الورقة لم تقع في السلة وإنما خلفها الحمدلله أنني وجدتها فهكذا أستطيع أن أغير حياتي وحياة ابنائي للأفضل، ولكن عليّ أولاً أن أخذ الورقة للبنك ليفتحوا حسابا باسمي ولكن ماذا سأفعل بالمال هل أقوم باستثماره أو ربما أشتري بعض العقارات من أجل أبنائي فلعل بعض المال يعوضهم عن بعدهم عني، أنا محتارة فعلاً
ثم تذهب مرام لسريرها الصغير في زاوية الدكان لتنام
ولكن تسمع أحدهم يدق علي باب الدكان لعل أحد من أهل المنطقة يريد شيئاً ضرورياً سأفتح الباب لأري
وعندما تفتح، تجد رجلاً بسيارة فارهة يقف أمام الباب
قالت مرام: من أنت
قال أنا سراج: ادخليني أولاً كي نتكلم
قالت أنا لا أدخل رجالاً لغرفتي فأنا اعيش بمفردي
قال تعالي إذاً نجلس في سيارتي ونتفاهم
قالت لن أجلس معك وأنا لا أعرفك، ماذا تريد مني؟
قال أخفضي صوتك حتي لا يسمعنا أحد، أنا جئت من أجل اليانصيب الذي أعطاه لك أبي فلقد تصفحت الجريدة وعرفت أنه الرابح وعندما سألتً أبي أخبرني أنه باعك إياه وبما أنك حصلت عليه، فأنا أريد أن أطرح عليك فكرة سنستفيد منها سوياً وسوف تعجبك
قالت مرام الورقة من حقي فقد أشتري والدك مني بعض الاشياء ودفعها كثمن للبضاعة فلم يكن لديه نقديه، فماذا تريد مني ؟
قال أعرف أنها من حقك وأنا لا أطالبك بإعادتها ولكن قبل أن نتكلم عما أريد أعرفك بنفسي أولاً أنا سراج وأنا في الخامسة والأربعين من عمري ولدي شركة كبيرة لصناعة الهواتف،
ولكنها توشك علي الإفلاس بسبب دين للبنك لم نستطع سداده فما رأيك ستدخلين شريكة معي في الشركة بأسهم كبيرة وسعر منخفض لم يحدث مثله في تاريخ الشركة
بينما ندفع مال الجائزة الذي ربحتيه للبنك؛ لنسدد الدين الذي عليها وبذلك أستفيد أنا بتسديد الديون وتستفيدين أنت بالأسهم المنخفضة لشركتي والأرباح الضخمة، لأن المال لو بقي معك قد تقل قيمته بمرور الوقت ولكن عندما تكوني شريكة في شركة كبرى فسينمو المال وتصبحين من سيدات المجتمع الراقي
قالت مرام ومايدريني أنك تقول الحقيقة ولا تريد سرقة المال
سراج
لأني رجل أعمال مشهور ولي اسمي في السوق وسيكون هناك محامين وشهود علي العقد الذي بيننا ولا تخافي لن نحول المال للبنك الدائن إلا عندما توقعين علي العقد وتضمنين حقك
قالت مرام دعني يومين كي أفكر
قال: لك هذا خذي هذا الكارت فيه عنوان الشركة و أرقام هواتفي ثم فكري جيداً وإسألي عني ثم ردي علي بالاذن منك
تشاهده مرام وهو يركب سيارته ويغادر، ثم تتنفس الصعداء، وتدخل دكانها وتغلق الباب ماذا أفعل هل أقبل بعرض الرجل؟
أم أنها خدعة سيأخذ أموالي عن طريقها ثم أخرج دون أن استفيد شيئا لن أفعل شئ دون تفكير كالسابق
يجب أن أسأل عن الرجل أولاً قبل أن أتعامل معه ولكن كيف؟
تذكرت لقد أعطاني كرت عليه رقم هاتفه، وعنوان الشركة
ثم تنظر في الكارت وتقرأ: الشركة في العاصمة في مدينة إذاً يجب أن اجلس وأرتب أفكاري كي أتصرف بشكل صحيح، ويكفي أنني وصلت إلي ما وصلت إليه بسبب السذاجة وقلة التفكير، فالآن أصبحت أعرف الكثير بسبب قراءة الكتب القديمة التي أبيعها بجوار محل البقالة،
وسوف أترك البقالة للحاجة فهيمة وزوجها فهي تستحقها لقد وقفت إلي جانبي كثيراً وسأخذ المال الذي أدخترته وأذهب لمدينة هناك كي أسأل عن الرجل جيداً قبل أن أورط نفسي معه وبالطبع سأخذ ورقة الحظ معي ولكن لن أضعها في الحقيبة بل في جيب داخلي لثيابي خوفاً من السرقة
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الخائنة مرام)