روايات

رواية اغماء غير مجرى حياتي الفصل الأول 1 بقلم خلود الجنادي

رواية اغماء غير مجرى حياتي الفصل الأول 1 بقلم خلود الجنادي

رواية اغماء غير مجرى حياتي الجزء الأول

رواية اغماء غير مجرى حياتي البارت الأول

اغماء غير مجرى حياتي
اغماء غير مجرى حياتي

رواية اغماء غير مجرى حياتي الحلقة الأولى

دخلت الجامعة بعد 3 سنين من وقت تخرجي، من ساعة ما اتخرجت وانا مدخلتهاش، اخدت اول مقعد قابلني في الجنينة اللي قدام الكلية.. كلية حقوق، عيني جات فعينه، استغربت انه موجود هنا، سيادة المستشار اكرم بيه، بقالنا كتير متقابلناش، كان حب سنين الجامعة، سرحت فعيونه الزرقة، لحد دلوقتي لسه بفرق في بحر عنيه
_ خلصتي تبريق فيا، يعني أظن كفاية كدا
حسيت بجردل ميه اتكب فوقي، انبت نفسي علي اللي حصل مني، لاحظت قربه مني، معرفش امتي قعد جنبي، اتفزعت وبعدت عنه، مبقتش بحب التلامس، مهو اصل بقيت معقدة في كل حاجة
رفع حاجبه باستهزاء من ريأكشني علي قربي منه، منا زي الهطله كنت غرقانه فعيونه من شويه، بس كلامه كان مبهم..
_تفتكري يا تغريد هيخيل عليا شغل الاونطة وحركات النسوان دي تاني
مفهمتش قصده ايه، وهو موضحليش حاجة، بل سابني واتحرك ناحية مكتب العميد، مرضيتش ادخل وهو موجود، استنيت كتير عما خرج من جوا، الجو كان برد، وبرودة قلبي كانت مساعده الاجواء انها تكون مغيمة اكتر واكتر، شويه ولمحته خارج، وانا دخلت للعميد، كان معايا ظرف بقرار تعييني في الكليه، كنت راضيه بالأمر دا، مكنتش متحمسه، في الحقيقه مكنتش حاسه بأي حاجة..
خلصت كلام مع العميد وكنت متجهه ناحيه المخرج، بس لمحت مدرج من أحب المدرجات لقلبي مفتوح، مكنتش مصدقه الصدفه دي، كانت زي الامنيه اللي بتحقق من غير جهد منك، دفعت الباب ولقيتني وسط المدرج، كان واحشني أوي، أول مدرج دخلته في حياتي، اول مكان اشوف فيه بحر عيونه عن قرب، اول مره اعرف قد ايه هو شخص مش لازم اقرب منه بس قلبي مكنش بإيدي وقتها، ووقع فيه…
اتجهت للبنش اللي دايما كنت بقعد فيه، بتداري فيه من الدكاتره، وخصوصا دكتور أول محاضرة ليا هنا..
حطيت ايدي علي البنش، ومشيت ايدي عليه، زكرياته حلوة، بس حقيقي كل ذكرياته مبقيتش موجوده، كلها اتبخرت، وكلها سابتني وحيدة..
عيطت، صوت بُكايا رج المكان، صدي الصوت خوفني، زاد من حدة بُكايا، وبعدها مدريتش بحالي، وحسيت بدوامه سودا بتسحبني لبُعد تاني، واخر حاجة شافتها عيني، هي نظرت القلق اللي في عنيه، وهو بيمنع جسمي انه يلمس الارض..
فتحت عيني بصعوبه، حاسه بصداع رهيب، حاولت اتحرك من مكاني بس حاسه ان فيه حجر فوق جسمي مقيد حركتي، رجعت بصيت للسقف بعد مفقدت الامل اني اتحرك من مكاني، بحاول استوعب إيه اللي حصل، بس قبل ما افكر في اي حاجة، حسيت بصدمه وانا بلف عيني في المكان اللي انا فيه، صدمتي كانت كبيرة، انا في بيتي، اوضتي، القديمة، فكرته حلم وهفوق، حلم مش عايزة احلمه..
فتحت الموبايل اتأكد من التاريخ، بحاول ادور علي اي حاجة تثبتلي انه حلم، بس القدر مكانش حليفي كان التاريخ قديم، قديم لدرجة رجعني ورا 6 سنين، رجعت سنين عذابي من تاني.. عدي عليا صوت خرجني من تفكيري.. كان صوتهم، جاي من برا
اصوات لحد دلوقتي مش راضيه تخرج من دماغي، كانوا بيضحكوا، صراخ ضحكهم وصلني، ضحك مازن ويارا، اتجرأت وفتحت باب الاوضه، صوت ضحكهم وصلني اوضح، سمعت صوته وهو بيسأل عني، الصدمه الجمتني، مش عايزة اشوفهم تاني، لا يا ربي، مش عايزة أمل في وجودهم تاني، مش هستحمل يبقوا موجودين وبعدها يروحوا مني، مش هستحمل وجع تاني..
خرجت البلكونه، لما حسيت اني بتخنق، مكنتش قادرة اواجه حقيقة اني اكون قدامهم وهم حتي مش شايفيني، مهم بالنسبالي حلم، حلم بعيد..
_ كدا يتوتا تصحي من النوم، ومتسأليش في بابا ولا تصبحي عليه، زعلان منك
لفيت وشي ليه، معرفتش اعمل ايه، يعني بابا شايفني، بيكلمني انا، وانا موجوده معاهم، ممكن اشوفهم، واملي عيني منهم تاني..
قربت منه، حضنته وانا مش مصدقه انه قدامي، وانه معايا، يعني مرحش مني، اكيد كنت عايشه في كابوس وفوقت، اكيد كل دا مجرد حلم عبيط وفوقت منه، وبابا معايا، عيطت في حضنه وانا بكتم صوت عياطي..
_ متزعلش مني يحبيبي، انت وحشتني أوي، وحشتني أوي والله، حقك عليا، مش هسيبكو تاني خالص، ولو مشيتو همشي معاكو..
=مالك يتوتا، بتعيطي ليه يقلبي، انتي عارفه اني بهزر، مقدرش ازعل منك، إيه كل الدموع دي
_ مفيش يا حبيبي، توتر أول يوم جامعه وكدا، انت عارف انها كليه صعبه ومش علي مزاجي فمتوترة شويه
بصلي وهو متأكد ان دا مش السبب، طول عمري بواجه اي حاجة من غير عياط، طول عمري وهو بيقولي عقلك وتصرفاتك سابقة سني، وبرغم دا ابتسملي هو بيطمني، هون عليا الموقف وراح يجهز علشان ينزل شغله، روحت لماما حضنتها ومقدرتش امنع نفسي من العياط، مش بإيدي وحشوني اوي، وكذلك اخواتي، يارا ومازن السكر اللي محلي ايامي، قعدنا فطرنا، مكنتش عارفه اصدق اللي انا فيه ولا أعمل ايه، معرفش انا فين، وإيه الحقيقة وإيه الحلم، خايفه اصدق وجودهم يطلع سراب وهيروح من إيدي..
بابا اخدني في طريقه للجامعه، كان حابب يساندني في اول يوم في حياتي الجديدة، وطول الطريق بحاول اربط احداث الماضي باللي بيحصل دلوقتي، وحاجة واحده بس هتقطع الشك باليقين، وان اللي بعيشه دلوقتي هو مجرد حلم وهفوق منه، ومش قادرة اوصف انا قد إيه اتمنيت إن الحاجة دي متكونش حقيقة
دخلت الجامعه بعد مودعت بابا، حاولت اتنفس بهدوء، مش عايزة مواقف زمان تتكرر قدامي، مش عايزة احس اني جوا دوامه وبعيد نفس ماضيّ تاني، مش هقدر اواجه فراقهم مرتين، ملقيتش تجمُع زي المرة الاولي اللي دخلت فيها الجامعه، الجو هادي، مفيـ..
_ علشان انتي واحده خاينه ومستحيل اسمي عليكي يا زباله، والصور دي هتكون علي بيدج المنتدي كله يا حقيرة علشان كل واحد بعد كدا يعرف تمامه
ارتجفت في مكاني، دا نفس الشاب اللي فضح البنت اللي بتخونه تاني، عيني زاغت حوليا، كل حاجة بتتكرر تاني، كل حاجة بتحصل بحزافيرها
_ تعرفي ان دا واحد من شلة اكرم القاضي، واتراهنوا علي البنت دي انها مش هتخون الولد دا مع اكرم، بس زي منتي شايفه كدا، فيه سحر في اكرم بيشدهم، معرفش ايه القرف دا
= خلاصه الموضوع كله يا بنتي ان الولاد كلهم ملهومش أمان، لان دا لو دا راجل وواثق في نفسه مكنش عمل فيها كدا وهو عارف ان صاحبه صايع وضايع
ضحكت _ معاكي حق، الولاد هنا خط احمر، وخصوصا اكرم القاضي اللي بقاله تلت سنين بيسقط علشان يشقط بنـ..
ملحقتش تكمل كلامها، سمعنا صوت فرامل عالي، كانت العربية قريبه مني اوي، لو مسيطرش عليها كان زمانه جابني تحتها، كنت عارفه العربية فمستغربتش لما لقيت اكرم نازل منها، بس اللي استغربت منه هو ريأكشناته، كإنه متوتر، مستعجل، كإنه عايز يوقف اللي بيحصل، بصلي، لاحظ نظراتي التايهة، مهتمتش بيه ورجعت بصيت للبنات اللي كانوا بيتكلموا قدامي، اللي أول ما شافوه جريوا علي الكليه، وانا كمان مشيت
كان وقت المحاضرة قرب، دخلت المدرج اللي دخلته لما جيت الكليه واغمي عليا، كان فاضي نسبيا، جربت ألمس المكان اللي لمسته واغمي عليا وقتها، غمضت عيني وانا خايفه، معرفش من إيه بس انا خايفه، فتحت عيني برعب، بس محصلش حاجة، لقيتني واقفة في المدرج زي منا، بس اتنفضت برعب لما لقيته واقف قدامي، بيبصلي بشك، ميكونش هو كمان حصله زي محصلي، بس ليه، هتجنن..
لمحت سما في بنش من البنشات اللي فوق، قطعت السلم في ثانيه، وانا متوترة من نظراته اللي مسلطها عليا، قعدت جمبها وانا بنفخ بزهق، والحيوانه مسألتش فيا..
_ سما.. انتي يا زفته
= إيييه عايزة ايه خضتيني
_خضيتك؟! .. بقالي سنه بنادي علي حضرتك وانتي مش معبراني
=مشغوله يا ستي مأخدتش بالي
رميت الاسكيتش في وشها وانا ببص للفزورة اللي الانسه مشغوله بيها وسيباني رجل كرسي جمبها
_ والله .. مشغوله في لغز الجرنال، هتنقطيني يا بت!!
= اسكتي متقلليش من انجازاتي، بالك انتي الفوازير اللي مش عجباكي دي بتساعد جدا في حل قضايا عويصه
_عويصة.. طيب عوصي وانتي ساكته بقا
= مالك
_مالي
=مالك يا تغريد متصيعيش عليا
_ والله معرف طيقاكي ليه بسرسجيتك دي، لكن اعمل ايه قدري
= ماشي شكرا ها مالك يا تغريد، مش مبسوطه، شكلك مخطوف فيه ايه
_مش عارفه يا سما صدقيني مش عارفه
= انتي بتبقي عامله كدا لما تفتكري احمد، انتي رجعتلك كوابيسك تاني
معرفتش اقولها إيه، خوفت اقولها اه، تزعل هي اكتر، وخوفت احكيلها الحقيقة تفتكرني مجنونه، معرفتش أعمل ايه، فضلت ساكته، وهي حضنتني، طول عمرها فهماني اكتر من نفسي، بس المرادي انا مش فاهمه نفسي..
_ انتي عارفه أني مش بزعل من سيرة احمد، انا حاسه بيه، هو موجود بينا صدقيني احساسنا صح والله، هو مراحش في حته..صدقيني
بصيتلها بغلب واغتصبت الابتسامه، ورجعت بصيت قدامي بشرود، هيدخل الدوكتور الغلس اللي هيخلي المدرج يضحك عليا، السمج المنحطط
_ صباح الخير يا شباب، قبل اي حاجة اهلا بيكو في الكليه، نورتونا، هناخد الاول الغياب، نتعرف علي اسمائكو، وبعدها اعرفكو بنفسي، ونبدأ شرح
فعلا بدأ يقول الاسماء، وانا متوترة اوي، معني ان كل حاجة بتتحقق يعني مجتش علي الموقف الغبي دا، غمضت عيني وهو بيغلط في اسمي، هيستظرف دلوقتي، كان لسه هيعملها بس فجأة سكت، استغربت وفتحت عيني، لقيته باصص عند نقطة معينه، لفيت جزعي اشوف فيه إيه، كان هو، باصصله بشرارات نار، استغربت الموقف، قبل كدا هو اللي استظرف معاه وكان بيجاريه، إيه اللي بيحصل..
مقدرتش اكمل بقيت اليوم، استنيت المحاضرة تخلص بفارغ الصبر علشان اروح، كتر التفكير كان هيموتني، دا غير اني واخده كل دا قبل كدا، طول عمري مجتهدة لدرجة اني فاكره محاضرات سنه اولي، بس بعد اللي حصل فقدت الشغف في كل حاجة لدرجة اني مدخلتش الامتحانات..
وصلت البيت، كنت طالعه علي السلم بطلع مفاتيح الشقه من الشنطة، بس سمعت صوت همهمة وقفتني قدام الباب زي الصنم، لإن الجملة اللي اتقالت زلزلت قلبي قبل وداني
_ لو معرفتش تاخدها منه وهو عايش يبقي وهو ميت يا لطفي
= انت اتجننت يا صابر، عايز تقتل اخوك علشان املاكه، اسمع اما اقولك، انا وافقتك علي جنانك دا لاني محتاج الفلوس، لكن لحد الارواح وانت من طريق وانا من طريق وربنا يكفيني شرك
_يعني إيه يا بني ادم انت، احنا متفقين من الاول، توقيعه علي التنازل قصاد فلوسك، غير كدا ملكش عندي حاجة وهوديك في ستين داهيه
=اعمل اللي تعمله يا صابر بس بعيد عني، وإن كان عليا متخافش، انا هخفي من سكتك ومش هتعرفلي مكان تاني
_ هسيبك تمشي بمزاجي يا لطفي، بس قسما عظما لو فكرت تلعب بدليلك كدا ولا كدا ولا تعرف حد، هيتم عيالك قبل ما اخلص علي اخويا ذات نفسه
=لا يعم كتر خيرك، مش هتشوف وشي تاني، ربنا يكفينا شرك ..سلام
فوقت من صدمتي لا حسيت بحد نازل علي السلم، جريت لتحت، ملحقتش ادخل الشقة، مكنتش مستوعبه الصدمة، ومكنتش عايزة اصدق..
***********************
= كويس اني لقيتك هنا، تعبت من اللف وراكي
كنت قاعده علي البحر، الكلام اللي سمعته غير حاجات كتير اوي جوايا، غير تفكيري وجايز يغير مستقبلي، من كتر الضغط عيطت، مكنش بالساهل عليا يجصل كدا دا والله، ودلوقتي اتخدع في اقرب الناس
كنت غرقانه في أفكاري لحد مسمعت صوته، دايما وجوده موترني، بس مش وقته خالص، حقيقي مش وقته
= هتفضلي مبحلقة كتير، انا مش جاي اهزر، انا جاي علشان افهم، والمرة دي مش هسيبك غير لما افهم فيه إيه، وإيه اللي بيحصل هنا
_إيه اللي بيحصل يا اكرم ايه.. ايه اللي بيحصل، ممكن تفهمني
= حلو يبقي نلعب علي المكشوف، معرفش انا بعمل ايه هنا، انا رجعت بالزمن 7 سنين لورا ممكن تفهميني إيه اللي حصل، عملتي ايه خليتي دا يحصل
_ هكون عملت ايه يعني، رشيت عليك تراب اساطير، استخدمت آلة زمن، مكل حاجة حصلت قدامك.. وانا زي زيك، جايز يكون كابوس
زعق فيا وصوته علي = وانا بهبب إيه هنا، لو كان كابوس لسيادتك، ولا غيبوبه حتي أنا بعمل إيه هناا، متنطقي
زعقت بعياط _ معرفشش صدقني معرفش، كل اللي اعرفه اني هجرب كل وجع حسيت بيه تاني، لو علي حياة سيادتك اللي هتعيدها تاني، فهتخسر إيه يعني، ولا حاجة، هترجع تلعب بالبنات تاني، ومفيش حاجة هتتغير
= وجع إيه يا ام وجع، لو كان قصدك علي موت اهلك ففوقي يماما بعبتك بقت مكشوفه..
_ لعبة إيه.. مش فاهمه حاجة
ابتسم باستهزاء وقال= ماشي وانا مش هبخل عليكي، لما كنت في الكلية يوم ما اتزفتت شوفت سيادتك كنت رايح اخد إذن بإني اشوف تسجيلات الكلية لحضرتك في اليوم اللي اتقتلت فيه عيلتك، ساعتها كان فيه شغل في الكاميرات، ولما شوفتك هناك شكيت انك تكوني جايه تلعبي فيهم لما عرفتي وساعتها كنت براقبك وحصل اللي حصل
_ لحظة انا مش فاهمه حاجة، ممكن تقولي كل حاجة بوضوح، قتل إيه، وتسجيلات إيه انا معرفش حاجة عن كل داا
= ماشي، هحكيلك كل حاجة..لما اهلك اتوفوا انتي معملتيش محضر بجريمة قتل او قولتي اي حاجة، واتسجلت حادثة عادية والقضية اتقفلت، بس سبحانه بعد 6 سنين كاملين عمك يجيلنا المكتب ويطلب يقابلني مخصوص علشان يقولي ان سيادتك بتخططي لقتله زي معملتي في اسرتك علشان الاملاك تكون بتاعتك،
ـ قعد جمبي علي الرملة وهو بيحاول يستشف ردة فعلي من الكلام اللي هيقوله ـ .. في الاول مصدقتهوش، مكل املاك باباكي بتاعتك اصلا ليه مضطرة تقتلي عمك لو فرضنا انك قتلتي عيلتك علشانهم من الأول، بس عرض عليا وصايا خاصة بباكي انه يكون المالك لكل حاجه في حال وفاته.. ساعتها كل الدلة كانت ضدك، قدملنا تسجيل صوتي لحضرتك وانتي بتتفقي علي كل حاجة مع اللي هيبوظ فرامل باباكي، والعربية اللي هتخبطه وفلوس العنلية ونسبتهم، مش كدا وبس..
ـ بص علي البحر ورجع بصلي باتهام ـ الناس اللي كانوا معاكي في بلوتك لما عرضنا عليهم ولقوا نفسهم راحوا فداهية اعترفوا عليكي، وكدا بقيتي حضرتك مطلوبه للعدالة، طبعا دورنا عليكي لما اتهيلنا، ملكيش اي أثر لا في بيتك القديم ولا ليكي نشاط ولا شغل، فص ملح وداب، لحد قبل ما اشوفك بشهرين قابلتك صدفة في المقابر، راقبتك كتير أوي، كان لازم اجمع ادلة.. وصدقيني معرفش كنت بدور علي ادلة تثبت برائتك ولا أدلة تدينك اكتر، لحد ما كنت رايح الجامعه لما بدأت كل الشكوك من عليكي تروح، كان تسجيلات اليوم دا هي اللي هتبين كل حاجة، وكملن تسجيلات اليوم اللي اتفقتي فيه مع الناس اللي اعترفوا عليكي
ـ قام وقف وبصلي من فوق بسخط وكمل ـ بس طبعا وقبل ما اتأكد حضرتك يغمي عليكي وانا اجري الحقك اصحي الاقي نفسي بعيد ام حياتي الزفت من جديد، وبصراحه يا تغريد انتي اختارتي وقت زي الفل ترجعيني فيه، حتي خطئي معرفتش اصلحه
كنت بسمع وانا مزبهلة، حسيت انه هيغمي عليا، كإني في دوامه، مش هقدر ارجع تاني، قاومت الاحساس دا، خفت يخرجني للزمن التاني، خفت ارحع الاقيني خسرتهم تاني، حاولت اتوازن وانا بقوم علشان اقف قصاده، مدلي ايده وساندني، مرفضتهاش واتكلمت بسرعه
_ بص معرفش ايه اللي رجعنا هنا تاني، ومعرفش انت هتصدقني ولا لأ بس اقسم بالله كل دا كذب، ـــ شديت علي ايده اكتر وكملت ـــ كل اللي اتقالك دا انا معرفش عنه حاجة، انا لسه سامعه عمي دلوقتي بيكلم الراجــ..
=قصدك لطفي سكرتير والدك في الشركه اللي نزل من عند عمك بعد مكان بيجبره يقتل ابوكي علشان فشل أنه يمضيه علي التنازل بسبب حرص باباكي في الشغل
بصيتله بصدمه.. ازاي عرف كل دا، بحلقت فيه برعب بس مطولتش وادركت نفسي، هزيت له راسي باندفاع، أكرم اخر أمل ليا علشان اقدر انقذ بابا و عيلتي كلها من الاذي الي مستنيهم
ساب ايدي وعطاني ضهره، فضل باصص للبحر كتير، وانا استنيته.. مقدميش حل غير اني استناه، لو كان اكرم شيطان فمنا مستعدة احط ايدي في ايده طالما في الاخر هكسب عيلتي، وواضح انه شيطان فعلا
= بصي يا تغريد، علشان ابقي صريح معاكي فنا قدامي طريقين، طريق اني اصدق انك معلمتيش حاجة وفعلا عمك ورا كل دا ، والتاني انك فعلا عملتي كل دا واقنعتي عمك يبقي شريك معاكي في مصايبك السودة
_ صدقني يا اكرم انا مستحيل اعمل كدا، عيلتي هم كل حاجة ليا في الدنيا، شوفت حالتي بقت ازاي لما ماتوا، مكنتش داريه بأي حاجة حوليا، مكنتش انا يا اكرم، سيبت كل حاجة تروح من ايدي وولا اهتميت، اهلي دول نفسي ، الهوا اللي بتنفسه افهم بقااا
انهارت قدامه، الحالة اللي بتجيلي من يوم ما ماتوا رجعتلي تاني، فضلت كدا فترة معرفش حاجة حوليا لحد ما فوقت، واضح إني فضلت كدا كتير، كان بيهديني وانا واخده كتفه مخدة، اتحرجت وقمت بسرعه، كنت همشي بس هو مسمحليش
=لأول واخر مرة يا تغريد هثق في كلامك وهصدقك، وصدقيني لو طلعتي بتلعبي بديلك كدا ولا كدا محدش هيحط الكلبشات في ايدك غيري، لولا اتي لحقتك علي البيت علشان افهم كل الهبل دا وسمعت عمك بودني صدقيني مكنش هيبقي ليكي اي فرصه دلوقتي تتكلمي حتي، ومن هنا ورايح اي حاجه تحصل كبيرة ولا صغيرة لازم اكون عارف بيها، ومتتصرفيش من دماغك احسلك
هزيت راسي بتعب، مكنش فيا حيل اخليه يحترم نفسه في طريقته معايا، أصر انه يوصلني لحد البيت، ركبت العربية من سكات، كان الوقت اتأخر وحمدت ربنا انه وصلني علشان متأخرش اكتر، شكرته ونزلت، معرفش هقول بابا إيه علي تأخيري دا، لقيته وقف قدامي، عطاني الكتب اللي المفروض كنت هشتريها النهاردة بعد المحاضرات.. المحاضرات اللي انا مأخدتهاش اصلا، اخدتهم منه وطلعت البيت، مكنتش حابه اكذب عليهم بس غصب عني مينفعش اقولهم الحقيقة واول حد قابلته كان بابا اللي قام من كرسيه فجأة وهو بيجري عليا
= كنتي فين كل دا يتوتا قلقتيني عليكي، تليفونك مغلق ومحدش يعرف انتي فين، دنا كنت هاخد عمك حالا ونازل ادور عليكي
اتخضيت لما ذكر سيرة عمي بس تداركت نفسي _ انا اسفه اني قلقتك يحبيبي بس مكتبه الجامعه كانت زحمه اوي وكنت مضطرة اجيب كتب الدكاترة علشان الشيتات، مش هتتكرر تاني يا سونه اوعدك
ضحك وضمني ليه = مقدرش ازعل منك يا لمضة بس متعمليهاش تاني، ولما هتتأخري ابقي قوليلي، ماشي
_ حاضر يا قمر انت
خرجني من حضنك براحه، وراح يكلم عمي علشان يعرفه اني جيت، مكنتش عايزة يبقي ليه أي صلة بعمي ولا حتي اسمه يتذكر في بيتنا، يا ريت بابا كان قاسي شويه، وقتها كان ممكن اعمل اي حاجه علشان يكره عمي، بس بابا من طيبته بيسامح ويغفر، بس يا ترى لحد امتي..
دخلت لماما المطبخ، رزعتني بالمغرفة بس جت سليمه يعني
_ تسلم ايدك يا ست الكل عمرك ما فوتي هدف، بس ممكن اعرف دي بمناسبة إيه
=استعبطي يا بت، رجعالي البيت في نص الليل وتقولي مناسبة ايه
قعدت علي الرخامه وانا بدلك مكان الخبطه _ إيه الاڤورة دي يماما استهدي بالله، مبدئياً الساعه لسه 9، ثانيا بقا منا طول عمري متشحتفة في دروس الثانوي لحد 11 بالليل اللاه
= متغيريش الموضوع دروسك بتبقي قريبة مننا ولو اتأخرتي بابا بينزل يجيبك ونبقي عارفين انتي فين، لكن تقفلي موبايلك يا تغريد، انتي اتجننتي، ولقيتي فين موصلات دلوقتي عند الجامعه، دي حتة مقطوعه بالليل
اصفريت من الصدمه، منا مش هداري عليها دي كمان _ بصراحه بقا كان فيه زميل ليا فالمدرج شوفته النهاردة، هو اللي جابلي الكتب، ولما لقاني هتأخر ومفيش حتي دبانه معديه علي الطريق قالي تعالي اوصلك وجابني لحد البيت
بصيتلي بغضب واتكلمت من تحت سنانها = انتي اتجننتي يا تغريد، افرضي كان شاب مش كويس ولا شمام وخطفك، انتي مجنونه، فين عقلك يا فيلسوفة عصرك، انتي ناويه تجننيني يا بت
_ ايه الدراما دي يا ماما، هو لو واحد معرفهوش كنت وافقت كدا عادي، دا واحد محترم جدا، وكل الدكاترة اللي دخلوا النهاردة اشادوا فيه وفي اهله، دا غير ان عيلته كبيرة جدا ومحترمه
» أبلة توتا في مكالمة علشانك، تليفونك مبطلش رن من ساعتها ومازن كان بيلعب بيه
_شكرا يا يارا، هاتي اشوف مين
استأذنت من ماما، وانا عارفه ومتأكده ان لولا يارا دخلت انا كنت اتهزأت واتمسح بكرامتي بلاط الشقه، وخصوصا ان بابا خرج فتاخد راحتها بقا
دخلت اوضتي وقفلت الباب، مهتمش بالتليفون ولا حتي اعرف مين اللي رن، حاجة واحده بس شاغلة دماغي، فاضل شهر.. شهر واحد ولو معرفتش الحقهم هيروحوا مني وجايز المره دي متكونش حلم، أو ميكونش ليا فرصه اصلح اللي حصل
التليفون رجع يرن تاني، جبته من جمبي، كان رقم غريب، اترددت قبل ما افتح المكالمه، وقبل ما انطق كان صوته وصلي
= تغريد، باباكي خرج مع عمك، هو فيه حاجة، انا مش مطمن
_ اكرم؟؟ بابا.. معرفش .. كان المفروض هيخرج معاه علشان يدور عليا لما اتأخرت، بس انا جيت و…
= باباكي عرف انك في البيت، شافك
_ ايوا ايوا، وقالي انه هيقول لعمي اني كويسه وهيجي علطول، مقاليش انه خارج معاه
= طيب اقفلي ولو حصل اي حاجة هقولك.. باي
قعدت في مكاني قلقانه، شويه ولقيت ماما بتحط العشا، قالتلي ان بابا بعت ماسيدچ انه هيتأهر واحتمال يبات في الشركه علشان عنده شغل كتير هناك، استغربت اوي، بابا عمره ما بات في الشركه، عمره ما سابنا لوحدنا ابدا
رنيت علي اكرم كتير مكانش بيرد، خوفي زاد اكتر وقلبي مبقاش مطمن، معرفش هعمل إيه لو حصله حاجة، بس أكيد مش هيحصله حاجة ..
شويه ولقيت تليفوني بيرن، كان أكرم ، رديت بسرعه
_ اكرم انت فين كل دا، بابا تليفونه مغلق ومش بيرد عليا، وانت مش معبرني، هو فيه حاجة انا خايفه، بابا بعت لماما رساله انه هيبات في الشركه يا اكرم، انا حاسه ان فيه حاجة غلط، بابا عمره ما عملها قولي انه كو..
= عمك جاب والدك لمخزن الغاز القديم بتاعه، كان فيه حريقة معرفش إيه مصدرها، مفتعله ولا صدفه، بس ابوكي وجوده جواها دلوقتي مش صدفه.

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية اغماء غير مجرى حياتي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى