روايات

رواية اغتصاب طفلة الفصل الثالث 3 بقلم ندى ممدوح

رواية اغتصاب طفلة الفصل الثالث 3 بقلم ندى ممدوح

رواية اغتصاب طفلة الجزء الثالث

رواية اغتصاب طفلة البارت الثالث

اغتصاب طفلة
اغتصاب طفلة

رواية اغتصاب طفلة الحلقة الثالثة

3_غضب الأنتقام
شاهد يوسف يعقوب وهو يلتهم الأرض سيرًا والغضب باديًا عليه فتحير ودُهش فما الذي قد أغضب صديقه كأنما لا يرى شيئًا أمامه في مثل هذا اليوم؟
وشعر بقلقٍ مبهم وأعتذر من رفاقه الذين كان يقف معهم، ولحق به، وجده يلج داخل البيت وهو يدفع الباب بقوة وراءه دون أن ينتبه له، فسد الباب بكفه وهتف:
_يعقوب، توقف ما بك؟
ألتفت إليه يعقوب بأعين تتوحش غضبًا، وهدر في عنفٍ:
_أغرب عن وجهي الآن يا يوسف لا اريد رؤية أحد!
قالها، وأستدار ميممًا وجهه شطر حجرته، فتتبعه يوسف وهو يقول في غيظٍ لم يستطع كظمه:
_حتى أنا يا رجل؟
والإجابة جاءت صفعة قوية للباب في وجهه، فشعر يوسف بالمقت، ومط شفتيهِ يأسًا، وبكل قلقٍ توقف قرب الباب وقد نوى ألا يغادر إلا بعد أن يطمئن عليه، سيبقَّ ريثما يخرج ويفهم منه سبب غضبه وجرحه ذاك الذي ظهر جليًا في سمات وجهه.
بدا يعقوب كإنسانٌ يغلي فتارة ينهض ليزرع الحجرة جيئة وذهابًا، وتارة يجلس واضعًا رأسه بين كفيه وقد استغرق في التفكير، ثم فجأة هب إلى الباب وفتحه بحدة فتحفز يوسف، بدا يعقوب كالمتغيب وهو يتجه إلى المطبخ، فسار يوسف خلفه متوجسًا، مرتبًا، وجلًا، وجده يخرج سكينٌ ما أخذ ينظر إليه ثم هتف:
_سأقتلها.
وأستدار ووثب يوسف عليه محاولًا جذب السكين من يده، وهو يهتف حائرًا في رهبة:
أهدأ يا صديقي، بالله عليك لتهدأ أنه الشيطان، أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم ما الذي حصل لك، هات هذا السكين هات هيا.
حاول أخذها لكن يعقوب تشبث بها وقبض بأصابعه عليها بكل قوته ودفعه بعيدًا عنه، وهدر:
_لا تتدخل يا يوسف، لقد خانتني لقد استغفلتني يجب أن أقتلها!
سايره يوسف قائلًا ليفهم المستتر من حديثه:
_حسنٌ حسنٌ اهدأ الآن لنجد حلًا معًا.
تراخ ذراع يعقوب بجانبه، وهمس كالذبيح:
_لا يوجد حلٌ يا يوسف لقد أستغفلتني…
انقض يوسف عليه وجذب منه السكين وطوحها بعيدًا، فهدر يعقوب صارخًا:
_أخبرتك أن تبتعد يا يوسف يجب أن اقتلها.
وهرع ناحية السكين لكنَّ يوسف جذبه من ذراعه وضمه إلى صدره بقوة، وهتف بصوتٍ مسموع:
_صديقي ليس بقاتل يا يوسف، أنه الشيطان يحاول جذبك بعيدًا عن طريق الرحمن.. أهدأ وأخبرني يا رفيقي ما الذي يوجعك؟ ما الذي يدمي فؤادك، قد أكون لي نظرة غير نظرتك، هيا تكلم لا تكتم بداخلك.
مع كل كلمة كان يربط على ظهره في حنوٍ صادق، يؤازره ويسنده، فمن غير الصديق الصالح يكون ملاذًا من النكبات؟
تهدج صوت يعقوب بالبكاء، وهمس:
لا يمكنني الإفصاح يا صديقي، لا يمكنني.. هذا السر لا يفصح عنه قط.
غمغم يوسف في رفق:
_بلى، يمكنك يا صديقي الإفصاح وأنت مطمئن البال، تكلم كأنما تكلم نفسك وسأسمعك فأنت نفسي يا يعقوب وأنا نفسك، أنت ليس مجرد صديق أنت مرآة روحي، وسرك سري وما يوجعك يوجعني بل يوجعني أكثر منك أضعاف وجعك لو تدري..
جلسا وقص عليه يعقوب كل شيء، عن الرسائل التي كان يتلاقاها إلى إتصال الشاب الذي أكد له في المكالمة أنه قد تزوج راندا عرفي ومعه ورقة بذلك إرسالها إليه في رسالة وإنها ليست عذراء.. وأنصت يوسف بوجدانه وراح يفكر في عمقٍ حتى يستبان له ما يُحاك في حق زوجة صديقه، وبنت جيرانه التي لم يرى منها إلا كل خير وأخلاق.
أنهى يعقوب ما يمور في صدره، سكت يوسف مليًا مستغرقًا في التفكير مطرق الرأس، ثم رفع بصره وتبسم محياه ثم تمتم بصوتٍ رخيم:
المقداد.
وجهه متبسم كأن نورٌ ما شع من وجهه، رفع يعقوب رأسه إليه متفاجئًا وهو مقطب الجبين، فأتبع يوسف يقول:
_المقداد كان رجلٌ غنيٌّ أقبل على المدينة للقاءِ رسول الله صل الله عليه وسلم مع صاحبان له، عليهم تعبٌ وإرهاقُ السفر وقد بلغ منهم الجهد، فأخذهم الرسول صل الله عليه وسلم في منزله، وضيفهما لبنًا؛ وتركوا له نصيبًا من هذا اللبن يتجرعه حين يعود، وكان النبي إذا أتى ليلًا يسلم تسليمًا لا يوقظ نائمًا ولكن يسمعه اليقظان، ثم يصلي في المسجد ركعتين ويأتي ليشرب شرابه، وذات ليل كان المقداد قد شرب نصيبه من اللبن، فأتاه الشيطان ليوسوسُ له بشرب نصيب نبي الله، وأن النبي يأتي الأنصار فيطعمونه ويسقونه.. فما بهِ حاجه من جرعة هذا اللبن
فلا ضير من شربه..
فراودته نفسه بشربه وتكالب عليه الشيطان بالوساوس فنهض إليها من رقاده وشرب نصيب النبي.
سكت يوسف متنهدًا، ورمق يعقوب الذي ينصت في تهالك، ثم قال:
_عندما وغل اللبن إلى معدة المقداد، وأدرك أن ليس لهذا الفعل من سبيل، ندمه الشيطان.
ربت يوسف على كتف يعقوب، ثم همس في حزنٍ:
_هكذا هو الشيطان يا صديقي يوسوس إلينا في الصدور بأشياء لا نود فعلها ويرغبنا ويحببنا فيها ويشدنا إليها بكامل قوته، ويقنعنا حتى نرتضى، وما أن نفعل ما يوسوس به حتى يتركنا نادمين مذنبين لا نعلم سبيلٌ للفرار من الله، فإياك والامتثال إليه
أياك يا صاح أن تخدع
أياك ان تنصت له
أياك أن تقبل بما يوسوس فوالله أن الشيطان لا يريد إلا أن يزهدك في الآخرة، ويبعدك عن الجنة.
ندم المقداد وما وجد سبيلًا للنجاة، فقد شرب نصيب رسول الله ليس أي نصيب، ليس لأي إمرءٍ بل نصيب نبي الله.
سكت يوسف لهنيهة، ثم تابع مسبل الأجفان:
_الشيطان يزين لك الباطل كي ترغب به، يزين لك القتل يخبرك أنه الخلاص من كل ندوبك، وأن قتلت يا صاح وأن امتثلت للشيطان كالمقداد ماذا ستفعل؟
المقداد ما أن ادرك جرمه الذي ارتكبه حتى هرع إلى واحدة من( العنز) وذبحها لرسول الله..
لكي يكفر عن ذنبه..
لكي يصيب الشيطان في قهرٍ ليس له مثيل.
والآن يا رفيقي أن وسوس لك الشيطان بالقتل فهل تفعل؟ وأن فعلت هل لك من توبة؟! كيف ستبرر لله؟ بما ستكفر عن معصيتك إذاك؟ كيف ستفر من الله.
أن أصغيت للشيطان يا صديقي فلن تربح، ولا يوجد سبيل للعودة أن عزمت عما خطر لك..
فأفق قبل فوات الأوان.
سكت يوسف وتبسم يعقوب راضيًا، مطمئًا، ثم نهض قائمًا وربت على منكب يوسف، قائلًا:
_رضى الله عنك يا صديقي فقد أزحت الغشاوة عن عيني، سأعود حالًا.
وهَم بالمغادرة لكن أوقفه يوسف وهو يقول في لهفة:
_إذن ألن تخبرني بما يهمك.
تخشب يعقوب مكانه لثوانٍ دون أن يستدير، ثم ألتفت نصف إلتفاته وهو يهتف:
_ربما لاحقًا.
أومأ له يوسف، بينما مضى يعقوب إلى راندا ليعلم منها كل شيء.
جلس يعقوب برفقة راندا وسألها عن السر الذي تخبأه، وقد أخبرها بتلك المكالمة والرسائل وورقة الزواج العرفي.
فنفت بشدة وهي تهزُّ رأسها والعبَرات تسحُ من عينيها
وطفقت تقصُ عليه الخبر، بداية من يومُ العيد الذي أعتدى عليها فيه ذاك الذئب، ثم ظهوره مرة أخرى وتهديداته لها.
وحينما انتهت لاذت بالصمت وران عليهما السكون إلا من صوت شهقاتها، عندئذ برز والدها واقفًا على باب الصالة يسأل مندهشًا عن سر بكاء ابنته؟
فنهض يعقوب وقد تبسم المحيا، قائلًا:
_أنها دموع الفرحة يا عماه لا تقلق.
فدعى لهما الوالد، فمال يعقوب مقبلًا جبين راندا ومحى عبراتها بأنامله وتبسم في وجهها وهو يربت على وجنتها برفق، ثم ذهب غاضبًا قاصدًا منزل المجرم الذي أذاق قرة عينيهِ أبابيل من الوجع.
وطرق طرقًا عنيقًا غاضبًا على بابِ بيته، لم يلبث أن جاءه صوتٌ صارخ من الدخل يصرخ:
_حسنٌ يا من بالباب، تريث يا هذا سينكسر.
ورغم صراخه بتلك العبارة إلا أن يعقوب لم يتوقف عن دق الباب حتى فتح له، فأخذه يعقوب من تلابيبه وألقاه خارج أسكفت البيت، وهو يصرخ:
_قسمًا بالله لن أرحمك عما فعلته بها.
وضربه ضربًا شديدًا، وقامت بينهما مشاجرة أتى على إثرها كل سامع وعابر سبيل، وحاول البعض أن يزيحهما عن بعض، فلما أشهر (عائِد) نصلٌ حاد تفرق الجمع وأبتعدوا مراقبين عائِد وهو يلهث في إنفعال بأعين متسعة ويدور حول يعقوب الذي كان الغضب كالجحيم على وجهه، لم يفقه أحد سر المعركة، فبالعض ظن أنها مشاجرة شباب كالتي تحدث في كل حينٍ ووقت، والبعض راح يتقول الأقاويل عن العريس الذي كان عقد قرانه منذُ ساعاتٍ قلائل وقالوا أنه (مدمن) شرب شيئًا أذهب بعقله.
فالناس لا تملك إلا الإشاعات لتبثها بين بعضها بعضًا.
كل الأعين تركزت على عائِد وهو يندفع ليطعن يعقوب، وشهقت الأفواه وصرخت النساء التي تشاهد من النوافذ والشرفات، وخرج والد راندا مصدومًا وحاول جاهدًا التدخل هو ويوسف ولكن أمسك يعقوب بيد عائد وبحركة سريعة خطف منه النصل وبدون وعي كان يطعنه في بطنه بقوة وهو يهمس في أذنه:
_لم آخذ بحقي بعد.
وتعالى الصراخ بينما تراجع يعقوب متبسمًا بأعين تلمع من الغضب، في حين سقط عائد غارقًا في الدماء، اندفع والد راندا ليقبض على يد يعقوب صارخًا:
_ما الذي فعلته يا يعقوب ما الذي فعلته؟
ببينما مال يوسف ليختبر تنفس عائد ثم صاح في الناس:
_أأنه يتنفس عائد لا يزل حيًا وسنسعفه حالًا.
إذاك التفت يعقوب إلى شرفة منزل راندا ورائها وهي تنفجر في البكاء، ثم سمع صفير سيارة الشرطة التي جاءت لتلقي القبض عليه فسلم نفسه راضيًا.

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية اغتصاب طفلة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى