رواية اغتصاب طفلة الفصل الأول 1 بقلم ندى ممدوح
رواية اغتصاب طفلة الجزء الأول
رواية اغتصاب طفلة البارت الأول

رواية اغتصاب طفلة الحلقة الأولى
المقدمة:
العيد هو يوم السعادة، يومًا ينسى فيه المرء كل همومه وأحزانه فما يعرف الفؤاد إلا البهجة..
تلك البهجة التي تملأ الأفئدة جميعها كبارًا وصغارًا، هو يومٌ ترتدي فيه الأطفال الملابس الجديدة لأن هذا اليوم هو يومهم فيه يلهون ويلعبون كما شاؤوا، ويتأملهم الكبار وقد غمرتهم الفرحة وطفت فوق وجوههم.
ولكن ماذا لو أصبح هذا اليوم جحيمًا لطفلة لم تعرف في الحياة إلا اللهو واللعب.
ماذا لو أنقلب هذا اليوم فأصبح وحشٌ ينشب أنيابه في قلب طفلةٍ فيخلعه.
هذا يومٌ بريئ مما يفعله ذئاب البشر فيه دون خوفٍ أو هيابٌ من الله.
الشوارع ممتلأةٌ بالأطفال صبيانٌ وبنات بعضهن يأكل الحلوى أو بسكوت العيد، وأخرون يركضون هنا وهناك وهم يسددون على بعضهم أسلحة ممتلئة بالماء، الرجال يذهبون ويجيئون يزورن الأقارب لتكتمل السعادة، وتعم البهجة.
وثمةٌ شابٌ يحمل علبة ممتلئة بالبلونات أخذ يوزع ما بها على الصغار الذين تجمعوا حوله.
وقد تعالت الصيحات وأرتفعت الأيدي لتطالب بنصيبها وعندما انهى التوزيع وفرغت العلبة من حملها ألقاها دون اكتراث ورفع يديه للأعلى وهو ينسحب قائلًا:
_لم يعد معي بلونات كفى يا صغار هيا اذهبن للعب.
وأخذ يراقبهم وهم ينفضون من حوله راكضون هنا وهناك وتبسم ضاحكًا ثم عاد أدراجه إلى البيت الخالي من قاطنيه، حيث ذهب الأب إلى زيارة شقيقاته، وذهبت الأم مع ابنتها الصغيرة إلى تهنئة بيت زوجها والمكوث معهم طوال اليوم، ولم يتبقَّ إلا هو.
صنع كوبًا من الشاي وهو يترنم بأغنيةٍ رومانسية، وخرج من المطبخ وهو يحمل صنية فوقها طبقٌ من بسكوت العيد والكعك ومخوذات هذا اليوم المبارك، وجلس يأكل وهو يرتشف ببطء من كأس الشاي، إذ تناهى له خبطٌ رقيق على باب المنزل، فذهب ليرى الطارق وهو يرمّز حاجبيهِ من الغيظ، فلم يكن يبغي أن يعكر أحد صفو هدؤه، تفاجئ أمامه بطفلة ذات فستانٌ جميلٌ تطلعت فيه ثم في حياءٍ قالت:
_أنا اريد بلونة كصديقاتي، فهم اخبروني انك توزع بلونات كثيرة جدًا.
ثم تبسمت وهي تغمغم:
_هلا أعطيتني واحدة.
وتأملها الشاب في تفكير دام لهنيهة، ثم تبسم في مكر وهو يتنحى جانبًا، وقال:
_بالطبع سأعطيكِ.. أدخلي لتأخذيها من الداخل.
ولجت الصغيرة وهي لا تدرك أنها تدخل جحر شيطانٍ أعمى القلب والبصيرة، لم تكن تعرف إنها في حضرة ذئبٍ مفترس، دخل بها إلى حجرة نومه، فتمتمت الصغيرة وهي تمد كفها له:
_هيا أعطني واحدة.
فاومأ برأسه وهو يغمغم في خبث:
_سأعطيكِ بعد أن نلعب لعبة معًا!
فهتفت الصغيرة في حماس:
_موافقة، ما هي هذه اللعبة؟
حك الشاب ذقنه النامية وقد اعتلت محياه الأسمر بسمة خبيثة وحشية، وبفؤادٍ ميت غمغم كشيطانٍ رجيم:
_اللعبة هي أن تستلقي فوق الفراش وتغلقي عينيكِ.
همهمت الصغيرة ببراءة:
_فقط؟
اومأ برأسه مؤكدًا، وقد برقت عيناه بوميضٍ وحشي، ثم أشار إليها صوب الفراش، قائلًا بنبرة كفحيح الأفعى:
_هيا لنبدأ.
لحظاتٍ وكانت الصغيرة قد اعتلت الفراش، وأستلقت فوق ظهرها وقد غطت عينيها بكفيها بعفوية، وازدرد الشاب لعابه وقد طار لُبه، وزين له الشيطان ما ينوي فعله بأحسن صورة وقد صم أذنيه فما يسمع إلا وسوسته، وقد غشت الشهوة عينيه، وانقض على الطفلة ليفض برائتها، ويسلبها عفتها، ويخطتف منها جوهرة الحياة، وأصبح ذئبٍ يفترس فريسته دون وجلٍ أو هياب، أبتعد عنها مصعوقًا عندما صرخت الطفلة وهي تبكي من شدة الألم، فصرخ فيها لتسكت، ثم جذبها من ذراعها بكل قسوة ليحذرها وبخيفها، قائلًا:
_أياكِ أن تخبري أحد بأي شيء وإلا لأفعلن بكِ ما فعلته الآن.
ثم أخرج (مطوة) ولوح بها امام وجهها مهددًا:
_إن اخبرتي احد انك أتيتِ هنا سأقتلك.
لم يعبأ بدموعها التي أخذت تهطل مدرارًا او بصراخها من الألم الذي شعرت به ولم تدرك سببه.
كان يتطلع إليها بعينين سوداويتين يتطاير الشرر منهما، ثم غادرت المكان وهي تبكي لتذهب باكية إلى منزلها الذي كان يعج بالأقارب، وتبدلت بهجة العيد إلى خوفٍ رهيب أطاح بكل شيء، لم يسألها أحد عن سر بكائها فالصغار دائمًا ما يبكون ويتشاجرون مع بعضهم بعضًا.
1_عودةُ ذئب
بعض أحداث الطفولة تُحفر في الذاكرة، بالأخص تلك التي يحدث بها شيء نرتاب في أمرها، ونهاب أن نخبر بها أحد فما يصدق، فنطوي عليها جوانحنا ونخبأها في السويداء من القلب مهابة من العالم، هكذا أنقضت سنوات (راندا) ذاك الحادث المأساوي الذي سلبها فيه ذلك الذئب جوهرة عفتها وأدته الأيام في جُبٍ سحيقٍ مظلم، ووارته السنون لردحًا من الزمن على أنه ليس حدثٍ يذكر، وليس بأمرٍ جلل، لم تدرك خطورته إلا عندما بدأت في فهم الحياة من حولها، ورغم إدراكها الكامل كانت تخشى أن تهمس بهِ حتى بينها وبين نفسها!
الخوف جعلها هشة، ضعيفة، منعزلة كقمرٍ وحيد بين آلالف النجوم، يشعُ حزنًا منيرًا لكن نوره لا يراه أحد.
لا غرو من التخبئة فما جرى من يصدقه! من يصدق أن في طفولتها تم أغتصابها! من يصدقها بعد هذه السنوات، ومضت حياتها عادية خاملة حتى ظهر هو فجأة مرةً ثانية بعد ما كانوا قد أنطلقوا لبلدةً أخرى.
وفي ذاتِ يومٍ كانت عائدة برفقة رفيقة دربها وابنة عمُّها في آنٍ من الدرس، وقد ظلَّلت البسمة ثغرها، وراحت تتناقش معها في محتوى ما تناولوه ، لكن بغتة انقلب كل شيءٍ رأسًا على عقِّب، فقد رنَّت في أذنيها كصليل الجرس صوت ضحكة لا تزل صداها الوحشي يدوِّي في أعماقها بذكرى تجعل فؤادها يرفرفُ كالذبيح بعد ما تم اغتصابه عنوة، فتسمَّرت قدميها عن السْير، وظلَّلت وجهها سحابةٌ سوداء من الحزن وقد رانت على القلب، ورفعت رأسها بوجلٍ إلى مصدر الصوت، فهالتها رؤيته وهو يقف مع شابين، وازدردت لعابها بقلبٍ ارتعد ما أن رمقها بامعان، ثم دار بينه وبين رافقيه حديثٍ قصير؛ شعرت أنها االمعنية فيه فارتجف خافقها في رهبة.
تنبهت من جُب همها الذي استحال إلى ظلمات بعضها فوق بعض إلى هتاف (هيام) وهي تقول بحدة:
_راندا، ما بكِ لماذا توقفتِ فجأة؟ ولما لا تجيبيني!
فنظرت إليها راندا بأعين ذائغة، وهمهمت همهمة تمازجها العبرات، بينما ذاك الذئب يرمقها متسليًا، بأعين شعَّتْ فيها بريق الشراسة، وبرقت بالتدني.
“يا إلهِ ما بكِ يا بنت لماذا تذرفين الدموع؟”
هتفت بها (هيام) في لهفة واجفة، فغمغمت (راندا) وهي تتأوَّه بقلبٍ يأنَّ كأنما تود الفرار من قلبٍ يتمشَّى في بدنها مترنحًا:
_لقد.. لقد ألتوى كاحلي ولا أقوَّ على تحمل الألم.
فأخذت (هيام) بيدها في رفقٍ وهي تعاونها على السير بحذرٍ، وهمست في خفوت:
_إذن اسندي عليَّ وسيري برفقٍ وتريث، كلا تتضرر قدمك أكثر.
عادت إلى دارها خاوية الفؤاد، واجفة الروح، مرتجفت الأوصال كأنما رأت شيطانٌ من الجحيم، أتى ليقلب حياتها رأسًا على عقب.
جاءها نداء أمها من الخارج بعدما دلفت إلى حجرتها فور عودتها، ثم أطلت برأسها من لدن الباب وهي تهتف:
_راندا، ما بكِ يا ابنتي أتيتي ودخلتِ إلى حجرتكِ دون سلام، ألم يجذب انتباهك شيئًا؟
فتطلعت إلى والدتها بوجهٍ باهت لم تلاحظه الأخرى، وغمغمت راندا في خفوت:
_وما الذي قد يجذب انتباهي؟
زمَّت الأم شفتيها، وهمست بصوتٍ خفيض:
_ومن برأيك سيكون غير زوجك يعقوب!
ما لبث وجه راندا أن تبدل من الهم إلى الفرح، ومن الضيق إلى البهجة، وتبسمت وقد استنار وجهها وهي تهمس في حياء:
_يعقوب هُنا!
فأومأت أمها برأسها إيجابًا، وقالت بصوتٍ يقطر بالحنان:
_بلىٰ وهو في انتظارك.
لم تلبث راندا أن كانت تتهادى إليه في استحياء وتجلس مطرقة الرأس إزاءه، يعلوها الخجل رغم البسمة المتلألئة فوق ثغرها، فبادرها يعقوب قائلًا وهو باسم المحيا محيد البصر عنها:
_كيف حالك؟
كان يغض الطرف عنها رغم شوقه إلى مرأى ملامحها التي يهيمُ بها حبًا.
نعم؛ غض عيناه عنها لكن كيف يغض عينا الفؤاد الذي أحلت في سويدائه وتخللت شغافه.
تطلع إليها عندما همست في خفوت:
_حمدًا لله أنا بخير، وأنت كيف حالك؟ ومتى جأت؟
فأجابها بنبرة تقطر وجدًا:
_أنا بخير ما دُمتِ بخير يا كل حالي، جأت صباح هذا اليوم ولكن لن أبقَّ طويلًا فالأجازة ليومان فقط.
ثم أتبع يسألها في اهتمام:
_كيف حال دراستك؟ هل تبلي بلاءً جيدًا أنا أعلم جيدًا صعوبة ثالثة ثانوي، ولكني على يقين أنكِ ستبلين فيها بلاءً حسنًا وستبهريني بأفضل الدرجات.
فتبسمت ضاحكة في خفوت، وغمغمت:
_لا تقلق سأجعلك تفتخر بيّ!
فأومأ يعقوب برأسه قائلًا:
_كلي يقين بذلك، ولكن أرجو أن تنتهي هذه الأمتحانات سريعًا كي تنيري داري!
فأطرقت راندا في استحياء، وهمست:
_الأمتحانات حتى لم تبدأ لتنتهي سريعًا!
فقال في لهفة:
_ولكنها ستنتهي عاجلًا أم آجلًا، وأتمنى أن تمر في لمح البصر.
فتطلعت إلى وجهه بحبٍ، ونظر لها في حنان، ثم نهض قائمًا وهو يقول مودعًا:
_سأذهب الآن هل تريدين شيئًا.
فاستقامت وهي تقول في رفقٍ:
_لا أريد إلا سلامتك، سلم ليّ على خالتي.
_وهي أيضًا تبلغكِ سلامها..
أمضت راندا باقي يومها والبسمة لا تفارق شفتيها وقد نست أمر ذاك الذئب البشري، ولم يشغل بالها إلا يعقوب وأنها يجب أن تعافر في دراستها وتجتهد وعكفت على دروسها أغلب اليوم حتى منتصف الليل بقليل.
عندئذ توضأت وأقامت ليلها وظلت جالسة في مصلاها تلهج بالدعاء بقلبٍ خاشع، وتارة تردد الأذكار، وتارة أخرى تقرأ القرآن، تناهى إليها صوت رنين إشعارات على هاتفها لكنها لم تكترث حتى فرغت من عبادتها، وطوت سجادتها ووضعتها جانبًا، ونظفت مكتبها وأعادة كل شيء إلى مكانه، ثم جذبت هاتفها لتتصفحه قليلًا، فشد أنتباهها رسائل من رقمٍ مجهول على تطبيق الواتساب، ففتحتها بقلبٍ واجفٍ مفطر، وبفمٍ مرتعش ويدٍ ترتعد أخذت تقرأ محتوى الرسائل:
_رائعة أنتِ يا راندا لم أتوقع أن تصبحين بكل هذا الجمال، هل تذكرين من أنا؟ أأنا الذي أخذت منكِ شيء لم يحل ليّ وأنتِ طفلة هل تذكرين ذلك اليوم؟ وددتُ لو يعاد هذا اليوم وأنتِ كبيرة.
كانت العبرات تترى من المآقي بينما تتابع قراءة الرسالة التالية بغشاوة من الدمع شوشة الرؤية:
_سمعت أنك مخطوبة لابن خالتكِ يعقوب، ولكن هذا لا يهم فأنا لن اسمح لهذا الزواج أن يتم، هل أخبرتيهه بما حصل؟ أعتقد أنكِ لم تقولي لأحد شيئًا فأن كان يعلم ما وافق على الزواج منك، أنا كفيل بأن أبعده عنكِ فأنني قد نويت أن أتستر عليكِ ولن تكوني إلا ليّ، ما رأيك؟
جاءها إشعار أنه يكتب فشهقت في رعبٍ آثار الرجفة في أوصالها وأسرعت لتحظر الرقم سريعًا، ثم ألقت بالهاتف كأنه قطعت جمر كان يلهب يديها، ويصهر لحمهما، وغطت وجهها بين كفيها وأنهارت في بكاء يدمي القلب…
مخافة من كل شيء.
من ذاك الوحش الذي عاد ليترصد حياتها ويحيلها جحيمًا.
من مصائب مخبئة تخشى أن تظهر في العلن فتفضح!
ولكن هل نوائب الدهر تخفى؟
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية اغتصاب طفلة)