رواية إحياء هيكلة جثة للحياة الفصل الرابع 4 بقلم سالي
رواية إحياء هيكلة جثة للحياة الجزء الرابع
رواية إحياء هيكلة جثة للحياة البارت الرابع

رواية إحياء هيكلة جثة للحياة الحلقة الرابعة
في الليلة ذاتها، بعد مغادرة الشرطة، جلس هيكتور على كرسيه المفضل في غرفة الجلوس، يحدّق في الفراغ، بينما يعبث بيديه بأداة جراحية صغيرة، يمسحها ببطء بقطعة قماش بيضاء.
صمتٌ خانق كان يلف المنزل… لكنّه كان يسمع شيئًا، صوتًا خافتًا، أشبه بهمسٍ ناعمٍ ينبعث من جدران القبو.
توقف. حبس أنفاسه.
الصوت عاد… أنين مكتوم، ثم خربشة خفيفة كأن أظافر تجرح الخشب.
“مستحيل…” قالها بصوتٍ بالكاد يُسمع.
لقد تأكد من موتها. رآها تُفارِق الحياة. قطع الرأس بنفسه، دفنه في كيس داخل المجمد.. إذًا من الذي يُصدر هذا الصوت؟
نزل إلى القبو ببطء، وهو يحمل مصباحًا يدويًا وسكينًا صغيرًا. فتح الباب الحديدي بحذر… لكن لم يكن هناك شيء. الجسد ممدّد، مغطى بملاءة.
لكنه أقسم أنه رأى اليد تتحرّك… فقط لثانية… ثم عادت كما كانت.
اقترب. مدّ يده ليرفع الملاءة، حينها… سمع خطوات في الطابق العلوي.
ارتعد. تجمّد في مكانه.
“من هناك؟” صرخ.
لم يجب أحد.
صعد وهو يلهث، وإذا بأحد الأبواب قد فُتح. إنه باب غرفة زوجته الميتة.
دخل الغرفة… كانت كما تركها، لكن المرآة الكبيرة المعلّقة على الحائط بدت مختلفة. سطحها معتم، وكأنّ ضبابًا خفيفًا يغلفها. اقترب منها، وبدلاً من أن يرى انعكاسه، رأى وجه زوجته، يحدّق فيه بعينين واسعتين جديدتين… عينان لم تكونا لها.
صرخ وتراجع، ثم ضرب المرآة بقبضته حتى تحطمت.
وعندما نظر إلى يده، لم يكن هناك دم، بل رماد أسود يلتصق بجلده.
في تلك الليلة لم ينم. جلس في الزاوية، يراقب المرآة المكسورة، ووجهه شاحب كالأشباح.
لكنه لم يكن يعلم أن المرآة كانت فقط البداية…
في اليوم التالي، تلقى رسالة على باب منزله، دون طابع بريدي، مكتوبة بخط يد أنثوي:
“أراك بوضوح الآن… بعينيّ.”
ارتعد قلبه. بحث عن الكاميرات، عن أي دليل على أن أحدًا اقتحم المنزل، لكن لا شيء. كان كل شيء مغلقًا، محكمًا، ومع ذلك… كانت هناك عيناها ترصده من كل زاوية.
بدأت أضواء البيت تومض ليلًا. بدأ يسمع صوت نقر خفيف على الزجاج. ثم صوت أنثوي يهمس باسمه كل فجر:
“هيكتور… أعد لي بصري…”
صار يرى وجهها في وجوه الناس. وصوتها يتردد في الأخبار، في الراديو، حتى في أغاني الإعلانات.
جنّ جنونه.
في اليوم الثالث، حفر حفرة جديدة في حديقة منزله الخلفية. أراد أن يُنهي كل شيء… دفن الرأس، الجسد، الأدوات… كل شيء.
لكن الأرض كانت تقاوم. كلما حفر أكثر، ازدادت التربة صلابة.
وحين رمى الجثة في الحفرة، انبعثت منها رائحة عطر زوجته… ذلك العطر الذي وضعته ليلة موتها.
تجمّد هيكتور. رفع وجهه نحو البيت… ورآها.
زوجته.
واقفة في الشرفة، ترتدي فستانها الأبيض، وعيناها المشرقتان تنزفان دمًا أسود، تبتسم له، وتفتح ذراعيها.
أطلق صرخة لم يسمعها أحد، وهرب إلى داخل المنزل، وأغلق على نفسه الباب.
ولكن كان الأوان قد فات.
في الداخل، كل المرايا عكست وجهًا واحدًا… ليس وجهه، بل وجه الضحية، بعيون فارغة، تراقبه أينما ذهب.
ومنذ ذلك اليوم… لم يُرَ هيكتور مجددًا.
لكن، في بعض ليالي القمار، حين تشتد الموسيقى وتتلألأ الأضواء، يقسم البعض أنهم رأوه واقفًا خلف طاولة القمار، عيونه تلمع في الظلام، تبحث عن وجه جديد…ضحايا جدد
لقلب حي…حتى يعيد زوجته للحياة….
اما الشرطة فهي تتبع اثار إختفاء الضحايا ليعتبرن انهن خطفن من قاتل متسلسل و يشكون في شخص واحد. ينتظرون منه الخطوة التالية ليلقوا عليه القبض.
تمت
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية إحياء هيكلة جثة للحياة)