روايات

رواية أوهام الوفاء الفصل الثاني 2 بقلم أمل عبدالرازق

رواية أوهام الوفاء الفصل الثاني 2 بقلم أمل عبدالرازق

رواية أوهام الوفاء الجزء الثاني

رواية أوهام الوفاء البارت الثاني

أوهام الوفاء
أوهام الوفاء

رواية أوهام الوفاء الحلقة الثانية

في منزل أنس
أنس بانفعال، وصوته يرتفع تدريجيًا: ماما، قولتلك ألف مرة، أنا ماليش أخوات بنات!
خيرية بحزن وضيق: شاهي كلمتني يا أنس، وقالتلي إنها نفسها تشوفك وتسمع صوتك، دي اختك الوحيدة، إزاي تتخلى عنها كدا؟ مهما حصل، دي اختك من دمك ولحمك
أنس بغضب مكبوت يتحول إلى انفجار: اللي تسيب جوزها في مرضه وتتخلى عنه كدا مالهاش أمان! اللي تستعر من أخوها، سيبك مني بتستعر من أمها وابوها اتوفى وكان غضبان عليها، دي مش أخت! كانت دايمًا بتحاول تعيش عيشة مش عيشتها، تلبس لبس مش بتاعها وتتعامل مع ناس مش مننا
أنس يتنفس بعمق محاولًا السيطرة على غضبه، لكنه يكمل بصوت متقطع من شدة الغضب: كلنا رفضنا جوازها من البداية، وانت عارفة كدا كويس، بس هي وافقت تتجوز عشان فلوسه، بالرغم إنه كان أكبر منها بكتير وغير كدا كان راجل متجوز وعنده ولاد، خدته من مراته وقهر.تها، ولما خدت اللي هي عايزاه، أول ما الراجل تعب، باعته من غير أي إحساس، مسبتش وراه حاجة ولا حتى نظرة وِدّ!
أنس يطرق بقبضته على الطاولة وهو يتحدث، وكأنه يحاول تفريغ إحساسه بالعجز: بنتك دي مخادعة كبيرة، مش ممكن أعتبرها أختي بعد اللي عملته، دلوقتي أكيد بتلعب على حد تاني، بتدور على ضحية جديدة، أنا مش عايز أسمع سيرتها تاني، ماما… مش عايز أسمعها.”
خيرية (بحزن عميق): بس يا أنس، مهما كانت غلطاتها، دي تفضل أختك… وأنا أمكم، مقدرش أشوفكم متفرقين بالشكل ده
أنس: أنا قولت اللي عندي، لو دخلت البيت دا مش هتشوفي وشي تاني
_________
كوثر: بعد كل اللي حكتيه ليا دا ولسه مش بتشكي في علاقة صاحبتك بجوزك، دا انتِ تبقي بتتغابي بقى
هاجر ظلت صامته تفكر في كلمات والدتها
كوثر: ألووووو يا هاجر ردي عليا
هاجر: ماما يوم العزومة اتخانقنا مع بعض وهو قالي مافيش كلام عبيط من دا، بس استغربت ان محدش قالي حاجه، وشاهي بقت بتقول حجج كتير أوي عشان متقابلنيش
كوثر: اقطعي علاقتك بالبنت دي خالص، انا كنت ما مصدقت إنها تختفي من حياتنا إيه اللي رجعها تاني، عمري ما حبيتها ولا ارتحتلها، ولا نعرف عنها حاجه لا أصل ولا فصل
هاجر: كلمت شاب بيشتغل في المطعم قالي كلام غريب ولما واجهت نديم أنكر كلامه ورفد الولد
كوثر: شاب مين وقالك ايه
هاجر: صالح كان شغال أيام ما كنت هناك، ولد خلوق جدا وبيشتغل جنب كليته، كلمته قولت يمكن يفيدني
كوثر: قالك إيه بالظبط
هاجر: حكالي اللي حصل كله، وان شاهي وقفت فجأة ووقعت كل الحاجات اللي جايبها وواثق إنها كانت قاصده، وبقت يوميا بتروح تقعد مع نديم وبيدخلوا المكتب والأكل بيدخلهم جوا
كوثر: لأ في حاجه مش مظبوطة، أنا قلبي مش مرتاح
هاجر: خير يا ماما متقلقيش، اكيد ربنا هينور بصيرتي
رفعت هاجر رأسها ونظرت إلى الزجاج الباهت للنافذة أمامها. وجهها المبتل بالدموع انعكس عليه، ولم تستطع التعرف على نفسها، أين هاجر القوية؟ أين تلك المرأة التي كانت تعرف كيف تحارب لأجل ما تريد؟ الآن، تبدو وكأنها شبح، مشوهة بحزن لم تستطع الهروب منه،
همست بصوت متكسر: “يمكن في حاجة بينهم… يمكن هما مخبيين حاجة عني.” الشك تحول إلى يقين داخلها، والدموع أصبحت تعبيرًا عن ألم مضاعف: ألم فقدان الأمل في الأمومة وألم الخيانة التي ربما تحدث أمامها دون أن تدركها.
هاجر بكت، بكت كما لم تبكِ من قبل. كانت وحدها في هذا الغرفة الباردة، وكل شيء حولها كان يعكس برودة ما يجري في حياتها، لم تكن تعرف ماذا تفعل أو إلى أين تذهب.
_________
بدأت سلسلة من اللقاءات بين نديم وهاجر حيث تستغل شاهي كل فرصة لتقترب أكثر منه، حاولت في البداية التودد إليه من خلال كلام بسيط ومجاملة، لكنها لاحقًا بدأت في زرع الشكوك في قلبه حول علاقته بهاجر.
في مكتب نديم في المطعم، الجو هادي والساعة متأخرة، نديم قاعد وبيفكر، بينما شاهي واقفة قدامه مشدودة الأعصاب
“نديم، إنت شايف الموضوع ماشي لحد فين؟ أنا مش هقدر أفضل في الوضع ده.”
نديم:عارف، وده اللي كنت عايز أتكلم فيه معاكي، مش هينفع نفضل كده، فيه حل
شاهي بترقب: وإيه بقى الحل دا، انت خلتني ارفض ابن عمي وعلقتني بيك أكتر
نديم بنظرة ثابتة وجدية:”إحنا ممكن نتجوز.”
شاهي بتسخر وهي متفاجئة :نتجوز؟ إنت بتهزر؟ إزاي هنتجوز وإنت أصلاً متجوز؟
نديم بيقطع كلامها بسرعة: “في السر.”
شاهي مصدومة للحظة، لكن بسرعة تبدأ تبتسم وهي تفكر في الفكرة: هكون مراتك
نديم بابتسامة: أيوه
شاهي: لكن في السر يا نديم؟ يعني هنعيش في الخفاء؟ إزاي؟ أنا مش هقدر أعيش كده طول عمري، أخاف كل يوم حد يكتشف؟
نديم يقترب منها محاولًا تهدئتها: انا فعلا بحبك وفي نفس الوقت مش عايز اظلم هاجر، المهم دلوقتي إنك تعرفي إني جاد في اللي بينا، مش مجرد كلام
شاهي: وإنت فعلاً شايف إن ده الحل؟
نديم (بثقة): “أيوة، شايف إنه أفضل حل دلوقتي، عايزك تبقي معايا، وأنا مستعد أعمل أي حاجة عشان ده يحصل.
شاهي: طيب، بس إنت عارف إن ده مش هيكون سهل علينا… ولو اتكشفنا، حياتنا هتبقى جحيم
نديم (يبتسم بثقة وهو يمد يده ليمسك بيدها): مش هننكشف، وأنا هنا عشان أحميكِ، ثقي فيا
شاهي: موافقة بس بشرط هلبس فستان وأحس اني عروسة
نديم: أحلى فستان كمان
__________
في إحدى الليالي الهادئة، جلست هاجر على الأريكة تتصفح هاتفها عندما جاءت رسالة غريبة:.
“النهارده كتب كتاب جوزك، لو مش مصدقاني تعالي للوكيشن دا وانتِ تشوفي بنفسك.”
ارتجفت أصابعها وهي تقرأ الكلمات، وارتعش قلبها بشعور مختلط من الخوف والصدمة، لم تتمكن من الجلوس أو التفكير للحظة إضافية، أخذت مفاتيح سيارتها وانطلقت سريعًا نحو العنوان الموجود في الرسالة
وصلت هاجر إلى المكان، كان مكانًا بسيطًا ، به المأذون والشهود على عقد القران، اقتربت ببطء لترى من بعيد نديم، زوجها، واقفًا بجانب شاهي مرتديين ملابس الزفاف، توقفت للحظات، وعيناها تغمرها الدموع، شعرت بأن العالم كله قد انهار من حولها.
لم تحتمل المشهد زوجها مع صديقتها الوحيدة، ركضت باتجاه سيارتها محاولة الهرب بعيدًا عن تلك الكارثة، نديم رأى هاجر ظل واقفًا مصدومًا وهو يردد خدعتيني يا شاهي وعرفتيها، ركض خلف هاجر محاولاً إيقافها، لكن قبل أن يصل إليها، سمع صوت تصادم سيارتها وهي تنقلب على الطريق.
________
استفاقت هاجر في المستشفى، كانت الآلام تغمر جسدها، ولكن الألم الحقيقي كان في قلبها. فتحت عينيها ببطء لترى الطبيب المشرف على حالتها، الدكتور أنس، يتفحصها بعناية.
أنس: “أنتِ بخير يا مدام هاجر؟ بتحسي بأي ألم دلوقتي؟”
هاجر تتحدث بصعوبة: أنا فين أنا آخر حاجه فاكراها خيان.تهم ليا
أنس: حضرتك في المستشفى عملتي حادث بالسيارة، والحمد لله قدرنا ننقذك لكن للأسف مقدرناش ننقذ الجنين
هاجر بصدمة كبيرة: حضرتك بتقول إيه، مقدرتوش تنقذوا إيه
أنس: حضرتك كويسة اهم حاجه، هو كان لسه في الشهر الأول، ان شاء الله تقدري تعوضي الحمل دا، اهم حاجه سلامتك
هاجر بانكسار: يا دكتور ارجوك انا اتأكد من كلامك، أنا أصلا مش بخلف
أنس: مين قال كدا لا طبعا، حضرتك كل أمورك كويسة بس واضح انك كنتي بتاخدي موانع للحمل، لكن مافيش حاجه وبطانة الرحم كويسة.
هاجر تتأمل كلامه لكن الارتباك لا يزال يسيطر عليها
هاجر تُتَمتم بصوت خافت: أنا بحلم أكيد بحلم، يعني انا كنت حامل، أنا مش مستوعبه، أنا مش عارفه اقول ايه
أنس: قولي الحمد لله، الحياة مليئة بالصراعات والخيبات، ولكن في النهاية، كان كل واحد يكتشف ان الحقيقة هي اللي بتقوده إلى مكان أفضل، وأن العدل هو السلاح الأهم في مواجهة الخيانة.
هاجر: حضرتك بتقول إيه
أنس: زوج حضرتك برا عايز يطمن عليكي
هاجر: لأ ارجوك مش عايزه اشوفه
أنس: هو منهار برا عشانك ومصمم يدخل يشوفك
هاجر كانت في قمة غضبها، عيونها متأججة بالألم والإهانة، وكلامها كان يخرج كالرصاص، موجهة نحو صديقتها الخائنة وشريك حياتها.
هاجر (بغضب):
“دا خاين للأمانة والعِشرة، مش مع أي حد مع صاحبتي، اعوذ بالله منها! دي مش إنسانة، الحيوانات مخلصة أكتر منها. عايز يشوفني ضعيفة ومكسورة؟ طيب، خليه يدخل يوريني هيواجهني إزاي.”
وكانت الكلمات تخرج من فم هاجر وكأنها تعبير عن غضب عميق، لم يعد يوجد مكان للهدوء أو الرغبة في سماع أكاذيب واوهام أخرى، كانت تريد أن تعرف كيف سيواجههم كل واحد منهم بعد خيان.تهم لها
أنس: (يقول بهدوء) : انا بعتذر إني هسمحله بالدخول، لو مش عايزه ودا هيتعبك بلاش وخلي المواجهة وقت تاني هو منهار، هو عايز يدخل يشوفك ومصمم على ده، هطلب ليه الأمن
في تلك اللحظة، يفتح نديم الباب ببطء، ويظهر على وجهه تعبير مختلط من الندم والخوف. هاجر تشعر بالغضب الشديد، والدموع تغالبها
أنس بانفعال: انت إزاي تدخل من غير ما اسمح ليك
نديم بصوت عالي: إيه هتمنعني اشوف مراتي ولا إيه
تتظاهر هاجر بالقوة وتقول وهي تنظر لنديم بتحدي وعتاب وأسى: من فضلك تسيبنا لوحدنا يا دكتور
نديم: (بصوت متردد) “هاجر، أنا… أنا آسف، كنت عايز أتأكد إنك بخير.”
هاجر: (تصرخ بغضب) “خاين! خاين للأمانة والعِشرة! عايشتني في وهم الوفاء والحب، وانت متعرفش عنهم حاجه، قولتلك طلقني واتجوز، قولتلك روح اتزفت بعيد عني، ليه الخيا،نه ليه مصمم تكون مقرف، تصدق صوتك بالنسبة ليا خناجر بتطعن قلبي، مقزز
نديم: (يتنهد بمرارة): هاجر… أنا مش عارف أبدأ منين. مش عارف أقولك إزاي إني… أنا غلطت، كنت طايش، وما فكرتش في عواقب قراراتي، كنت فاكر إني ممكن أكون سعيد وفي نفس الوقت مش عايز أجي عليكي، لكن كل حاجة اتغيرت بعد ما حصل الحادث… حسيت إنك مش معايا، وكل حاجة ضاعت مني، أنا سيبت شاهي وجيت عشانك، وهطلقها دلوقتي لو تحبي، بس سامحيني
هاجر: (تضحك بسخرية) أسامحك؟! لما تكون سعيد وأنت بتخون، بتحس إنك في أمان؟! يعني دي كانت سعادتك، إنك تدوس على مشاعري وصداقتي وتخونني مع صاحبتي، دي حسابها جاي أكيد، تعرف إني كنت حامل ولما عملت حادثة انت سببها انا فقدت الجنين؟”
نديم بصدمة: إزاي كنتي حامل، مستحيل دا يحصل، انتِ بتقولي إيه
هاجر: سبحان الله ربنا أراد إني أعرف في يوم خيان.تك ليا، وعلفكرة أنا بشكر ربنا كويس ان مبقاش في حاجه تربطنا ببعض
نديم: (بصوت منخفض) “أنا آسف، هاجر. معرفتش أتحكم في مشاعري، أنا غلطت. وكان المفروض أكون معاكِ… لكن شاهي كانت عارفه إزاي تخليني أشك في حبنا، لعبت بمشاعري، صدقيني انا ندمان
هاجر: (تلتفت إليه بعيون مليئة بالخذلان) “شاهي؟ أنت كمان، بتبرر الخ.يانة، عشان كانت بتلعب بمشاعرك؟ يعني أنا كنت قاعده في البيت، وأنت معايا، كل ما أحاول أخلي علاقتنا أفضل كنت بتقفل كل الطرق في وشي، وبعدين ما كنتش موجود طول الوقت؟ كنت فين، ولا كنت طول الوقت مشغول بخيانتك لي؟”
(تنفجر هاجر بالبكاء، ودموعها تتساقط على وجهها، لكنها تحاول أن تتمالك نفسها.)
هاجر: أنت مش فاهم يا نديم. إنت ما كنتش مجرد زوج ليا كنت صديقي، كنت الشخص اللي بعتمد عليه وبثق فيه، انا اللي عملتك يا نديم وقفت جنبك وقت ما الكل سابك لوحدك بتقع، وساعدتك بفلوسي اللي اخدتها من ميراث أبويا والحمدلله ان أخويا صمم ان كل حاجه تتكتب، والمقابل إنت خيبت ظني، وكنت بتكسر فيا كل يوم أكثر، هتطلقني وهاخد كل نصيبي اللي ليا وخلي شاهي تنفعك
نديم: مستحيل اطلقك يا هاجر بلاش تخربي بيتنا، خلينا نرجع نكون أسرة جميلة
هاجر: خلاص هخلعك، ابقى مبفهمش لو بقى عندي طفل ابوه زيك
(يدخل الدكتور أنس مرة أخرى، محاولًا تهدئة الجو المتوتر.)
أنس: “أعتقد أنه هيكون من الأفضل أن تسيبها دلوقتي، المريضة حالتها بتسوء، لسه عندها وقت طويل للتعافي.”
نديم: يتردد قليلاً ثم يتنهد، ويبتعد عن السرير: “أنا آسف، هاجر. بجد آسف، مش عارف أقولك إيه، أنا هكون هنا لو احتاجتي حاجة
هاجر: (وهي تلتفت عنه بتعب) “مفيش حاجة هتغير اللي حصل. روح. لو كنت فاكر إنك هترجع زي الأول، أنت غلطان. انتهى كل شيء.”
نديم يترك الغرفة ببطء، بينما هاجر تبقى على سريرها، تُغرق في حزنها وألمها.
_________
وصلت رسالة إلى هاتف نديم ظل يرددها أكثر من مرة وهو مصدوم
” مبروك انت الضحية الجديدة لشاهي وعلفكرة كانت متجوزة قبلك وعشان كدا كانت مختفية”
اتجه نديم إلى البيت مسرعًا ليواجه شاهي
شاهي: أخيرًا افتكرت ان في واحدة فحياتك
نديم: شاهي أنا مش عايز اتكلم دلوقتي
شاهي: إزاي تسيبني لوحدي وتمشي يا نديم
نديم: هاجر عملت حادثة وكانت حامل وفقدت الجنين
شاهي: دا اللي هو إزاي يعني
نديم: زي ما سمعتي، هو انتِ كنتي متجوزة قبل كدا يا شاهي؟
تغير لون شاهي وقالت بتوتر شديد: أنا أنا مممممممش
نديم: انطقي انتِ إيه
شاهي بتحدي: أيوه كنت متجوزة يا نديم، هتعمل ايه يعني
نديم: هطلقك
شاهي: لو تقدر اعملها
نديم: وإيه اللي هيمنعني من كدا، إزاي تداري عليا حاجه زي دي
شاهي: مجاش وقت مناسب، وانت مسألتنيش، اهدى وبلاش تشمت هاجر فينا
نديم: هاجر دي أحسن وأشرف منك ألف مرة، انتِ طال
وضعت شاهي يدها على فمه وقالت وهي تبتسم بتحدي: اوعى تعملها تاني وإلا هتندم، مكنتش عايزه الموضوع يوصل لكدا وبالذات في أول يوم لينا مع بعض، بس صدقني أنا أعرف عنك اللي مافيش مخلوق يعرفه
_______
كوثر: “إنت بتقول إيه يا دكتور؟ إزاي ده يحصل؟”
أنس: واضح إن في حد خدعك يا مدام هاجر، الأدوية اللي كنتِ بتاخديها مش موانع حمل عادية، دي أدوية بتسبب عُقم على المدى الطويل
هاجر بصدمة وهي تحاول استيعاب الموقف: “مين كان بيديني الأدوية دي؟ أنا مكنتش أعرف أي حاجة
أنس: غالبًا حد كان بيتلاعب بيكي، حد كان عايز يبعدك عن فكرة الإنجاب
هاجر تتذكر بصوت مرتعش: شاهي… كانت هي دايمًا بتجيبلي الأدوية، وكانت بتقنعني إنها الأفضل لحالتي
كوثر بانفعال: هي اللي عملت فيكي كده! عايزة تمنعك من إنك تعيشي حياتك الطبيعية… وتغدر بيكي بالشكل ده
هاجر بوجه شاحب: كانت أقرب واحدة ليا، أنا وثقت فيها أكتر من أي حد… وكانت بتسممني بأيديها
أنس بهدوء وحذر: الخطوة الجاية إنك تعملي فحوصات أكتر، ونتأكد إن الضرر مش دائم. إن شاء الله الأمور تتعدل
كوثر بقهر: يا رب انتقم منها ومن كل ظالم ومخادع
هاجر بحزن ممزوج بالغضب: هتاخد جزاءها. مش هسيبها أبداً
ظل أنس واقفًا في مكانه لا يُحرك ساكناً إثر سماعه لإسم شاهي وتمنى أن تكون فتاة أخرى غير التي يعرفها ولكن كانت
________
نديم: انتِ إزاي تتجرئي وتعملي كدا
قالت شاهي بصوت عالٍ: يا ترى يا هاجر لما تعرفي انك مش بتواجهي أي مشاكل في الإنجاب وجوزك هو اللي عنده مشكلة هتعملي إيه، هتعملي ايه يا هاجر لما تعرفي ان جوزك هو اللي كان بيخدعك وإن كل اللي حصل من تدبيره، وراح رشى معمل التحاليل وزورها من أربع سنين، يا ترى هتعمل إيه لما تعرف ان جوزها حبيبها كان بيحطلها موانع للحمل من غير ما تعرف، شوف بقى كنت بتحطها في الأكل ولا الشرب ولا كنت بتعمل إيه
نديم: انتِ مجنونه، مستحيل أعمل كدا، خليني عملت كدا هتثبتي إزاي
شاهي: سهله أوي هي أصلا مبقتش تثق فيك، هتعمل تحليل من غير لعب هتعرف الحقيقة
نديم: أنا مكنتش عايز اخسر هاجر
شاهي: انت مكنتش عايز تبان ضعيف قدام هاجر، وكنت أناني
نديم: انتِ مطلعتيش سهله بردو، انتِ عايزه مني إيه
شاهي: أنا ساعدتك علفكره وداريت عليك، وكنت ببدل ليها الأدوية بأدوية تعملها عقم
نديم بصدمه: انتِ مجنونه، انتِ إزاي تعملي كدا، دي صاحبتك
شاهي: صاحبتي دي كانت مراتك وانت كمان عملت فيها كدا، بس اللي هيجنني إزاي حامل
نديم: ما هو كدا انا كمان معنديش مشكلة والعلاج اللي كنت باخده في السر جاب نتيجة معايا
شاهي اقتربت من نديم وقالت وهي تُحرك يدها على وجهه: أيوه يا نديم وهيكون عندنا أسرة جميلة وطفل يشيل إسمك، نديم انت عايز إيه من هاجر الكئيبة سيبك منها وركز معايا أنا، هتشوف الفرق بيني وبينها، أنا هنسيك نفسك والدنيا
ابتعد نديم وقال: هاجر شريكتي في كل حاجه حتى البيت كتبته بإسمها وهتاخد نسبتها والبيت ومش هتسيب ليا غير ملاليم
شاهي بصدمه: انت بتقول إيه، إزاي متعرفنيش بحاجة زي دِ، انت أكيد بتهزر

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أوهام الوفاء)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى