رواية أهداني حياة الفصل السادس والستون 66 بقلم هدير محمود
رواية أهداني حياة البارت السادس والستون
رواية أهداني حياة الجزء السادس والستون

رواية أهداني حياة الحلقة السادسة والستون
بعد عدة ساعات وبينما كانت ندى تختم صلاتها بعدما صلت الفجر ودعت الله كثيرا أن يحفظ شقيقتها من كل سوء فكرت أن توقظ عمر لأداء الصلاة لكن ملامحه تبدو عليها التعب الشديد لذا لم تفعل وبينما هي في جلستها فوجئت ب رنين هاتفها فانقبض قلبها لكن ما إن ابصرت رقم المتصل وعلمت هويته حتى فتحت الخط بلهفةقائلة :
نسمة حبيبتي أنتي كويسة ؟ أنتي فين ؟؟طمنيني عليكي ؟
نسمة بطمأنة : متقلقيش يا ندى أنا قولت أكلمك دلوقتي عشان عارفة أنك بتبقي صاحية عشان تصلي الفجر أنا كويسة يا حبيبتي وبعدين مش أنا قولتلك هقفل الموبايل شوية ثم هكون فين يعني أكيد ف البيت
ندى : لأ يا نسمة أنتي مش ف البيت ممكن افهم بقا بتكدبي عليا ليه؟
نسمة بدهشة : عرفتي منين !!ثم أردفت باستنتاج ماما كلمتك ؟
ندى : مش مهم عرفت منين و مين قالي المهم أنتي فين وليه سبتي بيت مامتك ايه اللي حصل بينكم وخلاكي عملتي كده ومجتيش عندي ليه ؟
نسمة بتنهيدة : مفيش حاجة حصلت يا ندى متشغليش دماغك بيا ركزي مع بيتك وجوزك وعيشي حياتك بقا أنا كده كده كلها أيام طالت أو قصرت وهسافر ولولا التأخير ف الورق بتاعي كان زماني مسافرة من قبل كده على العموم خلاص الورق تقريبا خلص ف انسيني بقا يا ندى وبطلي تخافي لاني خلاص مبقتش العيلة الصغيرة اللي لازم تبقي شايفاها قدام عينك يمكن أكتر من ماما نفسها
ندى بحب: طول ما أنا عايشة هتفضلي أختي وصحبتي وبنتي اللي بخاف عليها نسمة قوليلي أنتي فين لازم نتقابل ونتكلم
نسمة : أكيد هنتقابل قبل ما أسافر وهنتكلم بس مش دلوقتي صدقيني يا ندى هجيلك والله بس سبيني مع نفسي شوية حقيقي أنا مش محتاجة أي حد دلوقتي
ندى: نسمة أنا هنا ف اسكندرية ومش هرجع القاهرة إلا لما اطمن عليكي بنفسي أنا كنت هكلم كل أصحابك عشان أعرف أنتي فين صمتت للحظات ثم اردفت بتردد كمان في حاجات كتير لازم نتكلم فيها وتعرفيها
نسمة بضيق: أيه اللي جابك اسكندرية يا ندى ؟وهتكلمي أصحااابي ليه ؟؟أنتي بردو مصرة تتعاملي معايا على إني طفلة لمجرد إني قفلت موبايلي كام ساعة تقومي تسيبي بيتك وجوزك وحياتك وتجري تدوري عل العيلة التايهة
ندى بعصبية : متلومنيش على خوفي عليكي لأنه مش بايدي بطلي كل شوية تقطمي فيا كفاية عليا اللي أنا فيه متضغطيش عليا أكتر من كده أنا تعبت والله تعبت عايزاني اعمل ايه لما مامتك تكلمني وتقولي أنك سبتي البيت وإني السبب وفكراكي عندي هااا قوليلي عايزاني اعمل ايه ومحدش عارفلك طريق وياريت كان الكلام ده ف ظروف عادية لا ده بعد وقت صعب عدى عليكي مش ذنبي إني بحبك وبخاف عليكي بتحاسبيني
طول الوقت مش قادرة تفهمي أنك أنتي كل اللي ليا ف الدنيا أنا مليش غيرك كل احاسيسي ناحيتك غصب عني نفسي متضايقيش مني ولا أخنقك زي ما بتقولي بس مش عارفه ثم اردفت مكررة ببكاء مش عااارفة والله يا نسمة مش عارفة
نسمة وقد رق قلبها لشقيقتها : خلاااص يا ندى اهدي أنا آسفة مش قصدي حقيقي أضغط عليكي كده بس أنا بحس أنك مش بتثقي فيا وده بيضايقني
ندى باعتراض : اكيد طبعا بثق فيكي في فرق بين الخوف والشك ثم اردفت ضاحكة أنا بس بشك ف تصرفاتك المجنونة
نسمةبتساؤل : المهم قوليلي جيتي أزاي من اسكندرية صمتت للحظات ثم تسائلت رغما عنها حمزة جه معاكي؟؟
ربما لتعلم بمدى أهميتها لديه حتى وإن كان يعتبرها مثل شقيقته يكفيها هذا
ندى : لأ حمزة كان عنده شغل مهم معرفش يجي معايا
نسمة باستغراب : أمال سابك جيتي لوحدك معقولة ؟
ندى بحرج بعدما كانت تحاول تجنب الإجابة على هذا السؤال حتى لا تعلم شقيقها وتشك فيها : احمم لأ ما أنا مجيتش لوحدي جيت مع الكابتن
نسمة وقد رفعت حاجبها بدهشة متسائلة : كابتن مييين ؟ وبعد ثوان صاحت بعدم تصديق :عمررر ؟
ندى: ايوه هو احنا نعرف كابتن غيره
نسمة بسخرية : ومن أمتا الرضااا ده ! بقا استاذة ندى تواضعت وتنازلت وجت من القاهرة لاسكندرية مع عمر لأ ولوحدكم كمااان واللهو اتغيرنا يا ست ندى انحرفتي ولا ايه ؟
ندى بحزم : نسممممة اتلمي وبعدين الفضل يرجعلك يا أختي لو مكنتيش اختفيتي مكنتش اضطريت أسافر معاه عشان اطمن عل جنابك وحمزة مرضيش اسافر لوحدي وقالي يا تسافري مع عمر يا اما تستني لما اخلص الشغل كمان كام يوم واجي معاكي وأناطبعا مقدرتش اصبر فوافقت أسافر مع الكابتن غصب عني يعني
نسمة بمزاح: أنا نفسي افهم ليه جوزك بيتعامل مع عمر على انه السواق الخصوصي بتاعه مرة أنا ومرة أنتي وف الآخر ياريت بتعامليه عدل تلاقيكي زهقتيه طول الطريق
ندى : ممكن تسيبك بقا من الكلام عل الكابتن وتقوليلي أنتي فين يا نسمة ؟
نسمة بتبرم: بلااش يا ندى لو سمحتي أنا كويسة والله بس محتاجة الكام يوم دول ابقا لوحدي ومن غير أي ضغوط عليا هنتكلم والله يا ندى بس بعدين
ندى بتفهم : ماااشي يا نسمة هسيبك على راحتك بس اطمن الأول عليكي واعرف أنتي فين ووعد مش هتصرف أي تصرف يضايقك
نسمة : عند ايمان صاحبتي سافرت هي وباباها ومامتها البلد بتاعتهم كام يوم وادتني مفتاح الشقة اقعد فيها لحد ما يرجعوا
ندى : طب وايمان صاحبتك ديه ساكنة فين؟
نسمة : مش مهم يا ندى مش هتفرق معاكي ف حاجة وأكيد مش هتجيلي بيت الناس وهما مش فيه ارجعي بيتك يا ندى وأنا أول ما ايمان ترجع هكلمك تجيلي ونتقابل ونتكلم براحتنا
ندى وقد تنهدت بضيق : ماااشي يا نسمة أما أشوف آخرتها معاكي ومع دماغك ديه بس قوليلي البيت بتاع صاحبتك ده أمان ولا ف حتة هادية ولا ايه النظام ؟
نسمة : متقلقيش عليا يا ندى اطمني ده بيتهم وكل اللي في قرايبهم وناس محترمة
ندى : ربنا يسترها صمتت للحظات ثم أردفت بتردد : كلمي مامتك يا نسمة طمنيها عليكي أكيد هتموت من القلق
نسمة برفض : لأ مش هكلمها ..على الأقل دلوقتي ممكن بعدين
ندى محاولة اقناعها : بس هي كانت قلقانة عليكي كلميها ومش لازم تعرف مكانك بس تطمن أنك كويسة ديه بردو مامتك مهما حصل بينكم
نسمة بتردد: ماااشي عشان خاطرك هبعتهلها رسالة بس مش هكلمها
ندى بتذكر : اه صحيح بمناسبة مامتك خلي بالك هي فاكرة ان عمر هو حمزة جوزي
نسمة باستغراب : أزاااي ؟ وايه اللي خلاها تفتكر كده؟
ندى بتبرير: مفيش عمر كان معايا لما وصلني عندها البيت ولما اتأخرت طلع يشوفني ف سمعها بتقولي كلام من كلامها اللي أنتي عارفاه ف حب يدافع عني فلما سألته انتا مين اضطر يقول أنه جوزي وأنا قولتله حمزة وخدته ومشيت
نسمة : هو الكابتن لسة في الطبع المنيل ده بردو لما روحت لمامت زميلي لقيته طالع معايا تحسي أنه جبيتصرف كأنه حارس شخصي بس اشمعنا قال لماما انه جوزك ومقالش لمامت مودي ؟
ندى بدفاع: مهو انا كنت قايلاله ميطلعش معايا عشان مامتك ممكن تتكلم عني لما تلاقيني مع راجل غير جوزي ف عشان ميخلنيش موضع كلام قال انه جوزي ولو أنه كده هيوديني ف داهية لو مامتك عرفت انه مش حمزة
نسمة بخجل : أنا آسفة يا ندى حقيقي آسفة
ندى بتساؤل : بتعتذري على ايه ما أنتي علطول ممرمطاني وراكي عادي يعني يا ست نونو
نسمة بجدية: بس أنا مش بعتذر عشان كده أنا بعتذر على كلام ماما اللي علطول بتقولهولك واللي أكيد ضايقك والمرادي أنا السبب فيه
ندى : يا ستي كبري دماغك أنا اتعودت عليها كده معايا
نسمة : مقولتليش كده أنتي بايتة فين
ندى بدون تفكير : بايتة ف شقة أهل عمر
نسمة باندهاش :بايتة ف شقته معاه لوحدكواااا ؟؟
ندى بحزم : أنتي اتجننتي أكيد لأ طبعا أنا بايته ف الشقة وهو بايت عند واحد صاحبه
نسمة بمزاح: طردتي الراجل من بيته وقعدتي فيه ده أنتي جبرووت
ندى : ماااشي يا ست نسمة اما اشوفك هوريكي الجبروت على حق
نسمة بابتسامة: نتقابل على خير ان شاء الله
ندى : خدي بالك من نفسك هستنى مكالمتك قريب
نسمة : حاااضر يلا تصبحي على خير
ندى : وانتي من أهله
أغلقت ندى الهاتف وتوجهت مسرعة ناحية عمر قائلة بفرحة :
عمر قوووم نسمةاتصلت ..عمرر قووم
عمر بهذيان: ندى انتي هناااا أنتي جيتي أمتا ؟
ندى بدهشة : جيت منين ؟؟ ما أنا معاك من بالليل ؟
عمر بصوت متحشرج: أنا بحبك أوي يا ندى خليكي جنبي
ندى بعدم استيعاب:أنتا بتقول ايه بقولك نسمة اتصلت بيا
عمر بهذيان: ايوه حاضر هروح اجيبها من المستشفى وأوصلها
ندى وقد عقدت حاجبيها بعدم فهم : توصلها فين وتجيبها منيين أنتا بتخرف ولا بتحلم ولا ايه
وما أن اقتربت منه ودققت النظر في وجهه حتى رأته محمرا للغاية وجبينه مندى بقطرات العرق تحركت باتجاهه وهي تمد يدها لتضعها على جبهته وما إن فعلتها حتى ابعدت يدها سريعا محدثة نفسها قائلة
-يالهووي ده أنتا سخن ناار ..عمر ..عمر فوق معايا كدا وقولي أعمل ايه ؟طب انتا حاسس بأيه ؟ عمر أنتا سامعني طيب
عمر بوهن: ايوه يا ندى سامعك في أيه بس
ندى : بقولك أنتا سخن جدااا ثم اردفت محدثة نفسها طب اتصرف أزاااي أنا دلوقتي الحرارة لازم تنزل بأي طريقة اقتربت منه محاولة ايقاظه عمرررر قوووم معااايا
عمر بضعف : يا ندى سيبيني أناااام مش قااادر اتحرك خليكي جنبي ومتمشيش
ندى : أنا مش ماشية ف حتة قووم بس معايااا اغسلك وشك وايدك يمكن الحرارة تنزل شوية
عمر بهذيان: اوعديني انك مش هتسبيني أنااا بحبك وعمري ما حبيت غيرك
ندى بتنهيدة : عمر مش وقت الكلام ده الحرارة لازم تنزل السخونية بالشكل ده خطر جداا ساعدني اسندك لحد الحمام
كانت تتحدث معه وهي تحاول بالفعل أن تحركه من مكانه دون جدوى فلقد ارتخى جسده بالكامل وكأنه مغشى عليه تحركت تبحث عن أي قطعه من القماش تستخدمها في عمل كمادات لكنها لم تجد لم يتبقى أمامها سوى حجابها فخلعته من فوق رأسها وبللته بالماء ووضعته على رأسه وما إن لامسته حتى انتفض جسده بقوة وظل يرتعد وهو يهمهم قائلا
برداااان برداااان الجو ساقعة اوي غطيني يا ندى
ندى باشفاق : معلش مش هينفع الحرارة لازم تنزل استحمل شوية
كانت بمجرد ان تضع الحجاب فوق رأسه يسخن على الفور
وبعد عدة دقائق كانت الحرارة مازالت مرتفعة ظلت تتحرك جيئا وذهابا وهي تفكر ماذا عليها أن تفعل لا يمكنها تركه بهذا الشكل لا
بد أن يأخذ إبرة حاقنة خافضة للحرارة ف الكمادات بمفردها لم ولن تؤتي نتيجة لكن كيف تصعد بمفردها في هذا التوقيت لأناس لا تعرفهم لتطلب منهم المساعدة كما أنها لا تعرف رد فعل عمر إذا فعلت ذلك
لم تتردد كثيرا فالأمر لا يحتمل التردد عليها التصرف سريعا نظرت في ساعتها وجدتها قاربت على السادسة صباحا وبما انها في بلد أرياف ف عادة ما يستيقظ أهل الريف باكرا ف لتصعد إليهم وليكن ما يكون لكنها عادت وتذكرت أمر حجابها المبتل ف غسلته بالماء وعصرته قدر استطاعتها وارتدته مبللا ثم فتحت الباب وصعدت لأعلى وما إن وقفت أمام الباب حتى تملكها الخوف والحرج فماذا تفعل إن خرج إليها رجل غير هذا الرجل التي رأته وماذا تفعل إن كان سيء الخلق أو حاول التجاوز معها وعمر في عالم آخر لن يستطيع انقاذها لكنها عادت واستعاذت بالله من الشيطان ف الناس هنا يبدو عليهم الطيبة وحسن الخلق كما أن البيت مليء بالنساء ولن يجروء أحدهم على أذيتها وقبل كل ذلك ف الله معها ولن يضيعها توكلت على الله وضغطت ضغطة واحدة على جرس الباب ثم عادت للخلف بضع خطوات وبعد لحظات وجدت الباب يفتح ويطل منه حسين وما إن رآها أمامه حتى سألها متفاجئا :
خير يا مدام في حاجة أنا تحت أمرك ؟
شعرت بالحرج يتضاعف خاصة وهي بملابسها البيتيه تلك وحجابها المبتل لكنها عادت وتذكرت أمر عمر ف تنحنحت بحرج قائلة :
أنا آسفة جدااا إني خبطت عليكم ف وقت زي ده بس عمر سخن جدااا وأنا مش عارفة اتصرف ثم أردفت حقيقي أنا مش عارفة أعتذر لحضرتك أزاي إني أزعجتكم بدري كده
حسين بود : ولا ازعاج ولا حاجة احنا بنصحى وقت الفجر ومش بننام تاني تعالي طب اتفضلي جوه وأنا هنزل أشوف أستاذ عمر المدام صاحية وأمينه ثواني ه….
قطعت حديثه أمينة التي ظهرت من خلفه متسائلة بقلق : خير يا مدام ندى أنتي كويسة
أجابها حسين بدلا منها : هي كويسة جوزها الأستاذ هو اللي سخن وتعبان أكيد خد برد من الهدوم المبلولة اللي فضلت عليه وقت طويل
أجابته ندى : المهم دلوقتي حضرتك هو لازم ياخد حقنة عشان تنزل الحرارة ديه أنا حاولت اعمله كمادات بس الحرارة منزلتش
حسين بتفكير : بس الصيدليات هنا مبتفتحش إلا الساعة 10 أو 9 مثلا بس مش قبل كده خااالص يعني لسه فاضل مش أقل من 3ساعات
ندى بضيق : طب ممكن نعمل ايه ثم اردفت مفيش طب عندكم هنا أي خافض حراره ممكن اديهوله لحد ما الصيدليات تفتح أهو ينزل الحرارة بالتدريج حتى أحسن من مفيش
حسين :ثواني هسأل نادية مراتي
لحظات وعاد معه دواء خافض للحرارة ومسكن للآلآم أعطاه ل ندى قائلا :
اتفضلي يا مدام لقيت ده عندنا ينفع ؟
أخذته ندى وتفحصته ثم قالت :
بإذن الله ينفع شكرا جداا لحضرتك يا أستاذ حسين وآسفة مرة تانية على الازعاج اللي عملتهولكم عل الصبح كده
حسين: مفيش أي ازعاج ولا حاجة والله ده احنا اللي آسفين لحضرتك على اللي حصل للاستاذ مهو لولا المشوار بتاعنا والشتا اللي غرق هدومه مكنش تعب كده
ندى : متقولش كده ده نصيب
حسين بود : لو احتجتي أي حاجة كلمي أمينة بس وأنا ابعتهالك طوالي
ندى : أكيد طبعا ثم نظرت ل أمينه قائلة بس أنا مش معايا رقمك استأذنك بس ترني عليا عشان التليفون تحت؟
أمينة : أكيد طبعا ثواني وهرن عليكي
ندى : ومعلش طلب كمان استأذنك ف طبق وقطن أو فوطة نضيفة اعمله بيها كمادات ومية ساقعة وشوية خل معلش هتعبك معايا
أمينة بود: تعبكم راحة يا أستاذة ثواني وهجهزلك كل اللي طلبتيه
ما إن تحركت أمينة للداخل حتى تحدث حسين مقترحا :
تحبي أنزل معاكي أساعدك ف حاجة وبالمرة اطمن عليه ؟
رفضت ندى ما إن تذكرت هذيان عمر كما انه لا يجوز تواجده معها بمفرده وزوجها على هذا الحال لذا اجابته قائلة :
– ربنا يكرمك يا أستاذ حسين لو احتاجت أي مساعدة هقول لحضرتك أكيد بس هو مش فايق خااالص ولا مركز من السخونية أنا هعمله الكمادات مع الدوا ده لحد ما الصيدليات تفتح
وفي تلك الأثناء عادت أمينة ومعها ما طلبته ندى أعطتها أياها ثم تحدثت قائلة :
ديه الحاجات اللي طلبتيها ورنيت عليكي سجلي رقمي ولو في أي حاجة كلمينا احنا صاحيين بالله عليكي متتكسفي مننا
ندى بابتسامة : بإذن الله يلا استأذنكم أنا بقا اتفضلوا ادخلوا أنتو
حسين : وأنا أول ما الصيدليات تفتح هخرج اجبلك الحقنة وأنا اديهاله أنا بعرف أدي حقن
ندى بامتنان : طيب كويس جدا وشكرا جدا ليك عن أذنك
حسين : اتفضلي
تحركت ندى لأسفل مرة آخرى ودلفت للشقة الموجود بها عمر والتي وجدته كما هو لم يحرك ساكنا لا حول له ولا قوة وما إن رأت احمرار وجهه المحتقن من الحرارة حتى شعرت برغبة قوية في البكااء لانها شعرت بعجزها في التصرف ومساعدته فكرت في الاتصال بنسمة شقيقتها لتسألها عما يجب أن تفعل لكنها عادت وتذكرت انها حتما ستسألها كيف أن عمر معها في مكان واحد والف سؤال لن تستطع الإجابة عليه
ثم عادت وفكرت في الاتصال بحمزة لكنها نحت الفكرة جانبا لانه ليس بطبيب ولن يتمكن من مساعدتها فهي ليست بالقرب منه كما انه في عمله ومن المؤكد أن لديه مهام ضرورية وإلا لكان أتى معها فلن تجني شيئا من أخباره سوى اثارة قلقه عليهما
في تلك اللحظة تذكرت زياد نعم زياد هو الوحيد الذي بإمكانه مساعدتها نظرت في ساعتها فوجدتها قاربت على السابعة صباحا صحيح الوقت لازال مبكرا لكن هو طبيب ويذهب لعمله بالمشفى فمن المؤكد انه يستيقظ باكرا وقبل أن يستغرق عقلها الوقت ف التفكير والتحليل عزمت أمرها واحضرت الهاتف وجلبت رقمه وضغطت على زر الاتصال
…………
كان زياد قد عاد للمشفى بعدما قام بتوصيل والديه ليكن بصحبة حمزة وبجوار حلا ومن وقتها لم يغمض له جفن كان يتابع حالتها كل دقيقه يخشى أن يحدث أي شيء غير متوقع وبينما كانت ندى تتصل به كان قد خرج لتوه من حجرة الرعاية المركزة وجلس بجوار حمزة ثم اعاد رأسه للوراء وأغمض عينيه ل ثوان وما إن رن هاتفه حتى انتفض سريعا ينظر إليه وما إن رأى اسم ندى على شاشته حتى تعجب بشدة ثم نظر ل حمزة متسائلا :
هي أستاذة ندى تعرف حاجة عن موضوع حلااا ؟
حمزة مؤكدا: لأ طبعاااا محدش يعرف أي حاجة غيري أنا وأنتا وباباك ومامتك محدش من عندي يعرف أي حاجة
زياد باستغراب: أصلها بتتصل بيا وديه أول مرةتتصل ف وقت زي ده ثم أردف متسائلا طب هي ف البيت ؟
حمزة بقلق : لأ مش ف البيت ف اسكندرية مع عمر افتح بسرعة طيب واعرف في أيه ؟
وقبل أن ينتهى الرنين المتواصل فتح زياد الخط مجيبا :
أستاذة ندى صباح الخير
ندى بحرج: أنا آسفة يا دكتور لو كنت صحيتك من النوم بس الأمر ضروري
زياد بقلق : خير ؟ أنا كنت صاحي مفيش قلق ولا حاجة
ندى بلهفة : عمر سخن أوووي وبعمله كمادات بس الحرارة مبتنزلش والمشكلة اننا ف مكان الصيدليات اللي فيه مش هتفتح قبل ساعتين تلاتة ف مش عارفة اتصرف ازاي معايا دوا خافض ومسكن بس ضعيف شوية اسمه …..
زياد مستوضحا : طب معلش يا أستاذة ندى الحرارة ديه حصلتله فجأة بدون مقدمات أو أسباب يعني فجأة لقتيه سخن ولا ايه اللي حصل؟
ندى بتوضيح: لأ هو امبارح كنا بره البيت والمطرة كانت شديدة جدا وهدومه كانت خفيفة واضطر يفضل لابسها فترة طويلة لحد ما غيرها وقبل ما ينام كان حاسس انه حران وبعد كام ساعة لقيته سخن مولع لدرجة عمال يخرف من السخونية
زياد بتطمين: طب متقلقيش بسيطة يعني السخونية من البرد بصي استمري على الكمادات في الاماكن المعروفة اللي بتنزل الحرارة تحت الابط وعلى البطن والرأس والرقبة ويفضل لو تقدري تساعديه يدخل بهدومه تحت الدش ده هيكون افضل ويديكي نتيجة سريعة بس بلاش تكون المية ساقعة عشان متأثرش على قلبه لاقدر الله مع السخونية الجامدة اللي بتقولي عليها طب معلش مفيش ترمومتر تقيسي الحرارة عشان نعرف وصلت كام ؟
ندى : معتقدتش هلاقي هنا ترمومتر
زياد: مفيش مشكلة اديله قرصين من الخافض اللي معاكي مع الكمادات وأول ما الصيدليات تفتح هاتي حقنة ….. وإن شاء الله الحقنة ديه هتنزل الحرارة بسرعة وهاتي معاه خافض حرارة تاني أقوى من اللي معاكي اسمه ….. وياخده كل 8 ساعات بصي هكتبلك كل حاجة وابعتهالك على الواتساب وبإذن الله هيبقى كويس متقلقيش وكلميني في أي وقت أنا في المستشفى وصاحي أنا بس عايزك تطمني ولو محتاجة تعيطي عااادي عيطي مفيش مشكلة
ندى ببكاء لم تستطع منعه ما إن أخبرها ذلك حقا هي بحاجة للبكاء وكأنه أعطاها الأذن لتطلق سراح دماعتها الحبيسة ثم حدثته وهي تبكي متسائلة بنبرة مهتزة: يعني بجد هيبقا كويس يا دكتور و مش هيحصله حاجة ؟
كان زياد قد قرأ خوفها وقلقها منذ أن سمع صوتها في البداية لذا كان يحاول جاهدا أن يبثها الطمأنينة التي تنشدها وأراد أن يحرر دموعها لعلها تهدأ ثم تحدث قائلا :
هيبقا زي الفل بإذن الله ثم أردف بمزاح يا بخته الكابتن أنه يلاقي حد يقلق عليه كده
كان حمزة بجواره يستمع لما تحدثه به ندى ليطمئن عليها وما أن قال ذلك حتى لكزه في كتفه امسك زياد كتفه متألما لكنه كتم تأوهه حتى لا تسمعه ندى ثم اردف قائلا متنسيش الأكل خليه يشرب شوربة خضار ويعصر عليها لمون ويشرب سوايل كتيير وإن شاء الله تطمني عليه
ندى بخجل : متفهمش غلط يا دكتور أنا بس حاسة بالذنب واني السبب ف تعبه عشان اخدت الجاكت بتاعه ولبسته أنا يعني مش قلقانة عليه بشكل شخصي بس مجرد قلق انساني عاادي فاااهمني
زياد متفهما : فاهمك يا ندى عااادي والله ياريتك تحرري مشاعرك زي ما حررتي دموعك سيبي نفسك تحس بكل الاحاسيس اللي عايزاها متبقيش رقيب عليها بالشكل ده انتي عاملة زي السجان وساجنة نفسك ف سجن الماضي لازم تفوقي وتخرجي نفسك منه وإلا هو اللي هيدفنك جواه
شعر زياد بزيادة توترها والذي لاحظه من صوت تنفسها العالي ف هدأها قائلا :
متفكريش ف أي حاجة دلوقتي يا ندى اهدي واتصرفي زي ما قولتلك وأنا هكلمك كمان شوية اطمن عليه بإذن الله
ندى بامتنان : شكرااا ليك على كل حاجة يا دكتور زياد أنا كنت هكلم نسمة بس هي متعرفش حاجة زي ما انتا عارف عن موضوع جوازي من عمر وفكرت اكلم حمزة بس هو عنده شغل ف قولت هقلقه عل الفاضي ف مرضتش وفجأة افتكرتك والحمد لله إني كلمتك أنتا بجد شكراا
زياد بابتسامته الهادئة: مفيش شكر على واجب يا استاذة ندى وكويس أنك كلمتيني
ندى : طيب أنا هقفل بقا عشان اشوف الكابتن سلام
زياد : سلام
ما إن أغلقت ندى الخط حتى نظر حمزة ل زياد متسائلا بقلق :
عمر ماله ؟تعبان عنده ايه ؟ أنا لازم أكلم ندى وابقا جنبها ثم أردف بحنق وبعدين أيه الكلام اللي قعدت تقولهولها ده ويا بخته ومش عارف ايه هو ده علاج والنبي أنتا هتستهبل مرة حلا ومرة ندى ؟
زياد بابتسامته الودودة ممازحا : يا حمزة باشا اولا لازم تراعي فرق الاجسام الضربة اللي حضرتك ادتهالي ممكن تخلعلي كتفي أنا راجل دكتور مش ظااابط ف بالراحة عليا شوية وبعدين هو أنا عملت ايه
طيب علطول ظالمني كدااا أنتا محسسني إني كنت بعاكسها استاذة ندى مريضة عندي وأنا عارف مخاوفها وقلقها وكنت بحاول اطمنها وبهزر معاها عشان اخفف الضغط اللي هي حاسة بيه وهي لوحدها ف مكان مش عارفة فيه حد
حمزة بقلق : أنا هكلمها عشان اكون جنبها ومتحسش أنها لوحدها وتطمن شوية
زياد برفض: لأ متكلمهاش لكذا سبب أولا لانها متعرفش أنك معايا وهتسألك عرفت منين وزياد قالك ليه وكده ثانيا اللي حصل ده فرصة كويسة عشان تقرب من الكابتن سيبهم يتصرفوا ويتعاملوا مع بعض زي أي زوجين حد منهم بيتعب التاني اللي بيشيله وياخد باله منه مش بيستعينوا بأطراف خارجية إلا لوكان الأمر خطير لاقدر الله أنتا عايزها تعيش حياتها بشكل طبيعي وجوازتها من الكابتن تستمر ولا لأ؟
حمزة : أكيد عايزهم يكملوا عمر صاحبي وندى أختي بس أنا قلقان عليها وعلى عمر كمان هي بتقولك انهم مش ف البيت وف مكان تاني أنا حاسس أنهم ف مشكلة وممكن يكونوا محتاجني
زياد بطمأنة : متقلقش الكابتن موجود معاها لو كان في حاجة مش هيعرف يتصرف فيها كان كلمك هوه أو كانت ندى قالت
حمزة بتساؤل : تفتكر ممكن ندى تحب عمر وتنسى يوسف أو على الأقل يكون مجرد ذكرى
زياد بمواربة: إن شاء الله اللي كاتبه ربنا هو اللي هيحصل ربنا يقدرهم الخير
حمزة بغيظ: ما أنا عارف أن اللي كاتبه ربنا هو اللي هيحصل أن بسألك باعتبارك دكتور ندى وأكيد من كلامها معاك عارف ايه مشاعرها الحقيقية تجاه عمر أنا مس عارف ساعات بحس انها بتكرهه أوي وساعات تانية بحس إن في حاجة مش مفهومة صح ؟
زياد بجدية: أنتا عايزني أفشي أسرار المرضى !! اللي يخص استاذة ندى واللي بتحكيهولي مينفعش اطلاقا حتى ألمحلك بيه وإلا مش هكون أمين ده شرف المهنة ومينفعش اخون مريض واطلع أسراره حتى لأقرب الناس ليه
حمزة بنزق : أنتا بتكبر المواضيع ليه أنا بس كنت عايز اطمن عليها وعلى صاحبي خلاااص مش عاايز اعرف حاجة منك
زياد : ما أنا أصلا مكنتش هقول على العموم سيبهم بس وإن شاء الله مرضه ده هيقربهم من بعض رب ضارة نافعة المرض بيخلق تقارب وبيطلع الحلو اللي جوه كل واحد تجاه التاني وبيظهر عاطفة الحب لو كانت موجودة
حمزة متسائلا بمكر : عشان كده أنتا موجود هنا دلوقتي؟
زياد بتلقائية ودون تفكير : لأ أنا موجود هنا عشان أنا دكتور وعشان أنا اللي بحبها ولأني مش قادر أروح وأنام واطمن وأنا عارف أنها هنا من غيري وأن احتمال ولو ضعيف أنها تحتاج حد ومتلاقيش اللي يساعدها
– حمزة متسائلا بتعجب من عمق المشاعر التي يتحدث بها زياد: أنتا حبيتها أوي كده أمتا؟؟ أنتا تعرفها من وقت قصير !
زياد بخجل وهو يعدل وضع نظارته الطبيه بسبابته : الحب مش بيحتاج وقت القلوب بايد ربنا ثم تنحنح قائلا بحرج بعدين احنا كنا بنتكلم على عمر وندى غيرت الكلام وخليته عليا ليه أنتا لازم تمارس دورك كظابط يعني ؟
حمزة ضاحكا على الرغم أن كلام زياد مسه بطريقة ما فهو الآخر أحب نسمة دون سابق إنذار عاد من تفكيره مجيبا زياد: طبعااا بحكم العادة بقا
زياد بلهجة العالم ببواطن الأمور : هتشوف بقا تعب عمر ده أزاي هيجي ف مصلحته وهيقرب بينه وبين أستاذة ندى جدااا
في نفس اللحظة هنااااك
ندى بعصبية : يا عمر فووووق حاول تقوم معايا أنتا مش بتساعدني خااالص
عمر بتعب : حراااام عليكي أنتي بتزعقيلي وأنا تعباان
ندى بضيق من نفسها :أنا آسفة مش قصدي والله بس أنتا اللي سايب نفسك خاالص ومش عايز تقوم ولا تساعدني اقومك لازم تدخل تاخد دش بهدومك عشان الحرارة تنزل
عمر بوهن : مش قااادر والله اتحرك من مكااني جسمي مش شايلني
شعرت ندى بضعفه فآلمها قلبها بشدة من أجله حاولت مرة آخرى بمساعدته الضعيفة حتى قام أخيرا من مكانه واستند عليها بعدما حاوط كتفيها بذراعه اهتزاا كثيرا وكادا يسقطا أكثر من مرة حتى وصلا اخيرا أجلسته على حافة المرحاض بعدما أغلقت الباب خلفها ثم ساعدته في خلع الجلباب الذي يرتديه وتركته بملابسه الداخلية فقط ثم بدأت في اغراقة بالماء بشكل كامل وهو يرتعد من البرد وشدةالحرارة
ندى باشفاق: معلش أنا آسفة ياكابتن غصب عني لازم الحرارة تنزل
عمر بوهن: كفاية بقا عايز اخرج
ندى : حااضر هنخرج أهوه ثم أردفت بحرج بس الأول اقلع هدومك ديه والبس الهدوم الناشفة أنا هستناك بره لحد ما تخلص
أماء عمر رأسه بالايجاب وبالفعل خلع عنه ملابسه المبتلة بصعوبة بالغة وما إن انتهى حتى هتف باسمها والتي جاءت على الفور ومعها الجلباب الآخر الجاف الذي أعطاه لها حسين وقد ساعدته على ارتداؤه، وما إن خرجا من المرحاض جلست بجواره وهي تلهث بعدما أنهت تلك المهمة الشاقة ورغما عنها مدت يدها تلمس كفه بحنان بالغ متسائلة :
حاسس أنك أحسن دلوقتي
عمى بضعف:الحمد لله
كم تمنت في تلك اللحظة أن تضمه لصدرها حتى يطمئن قلبها أنه بخير وبينما هي كذلك في شرودها انتبه عمر للمرة الأولى أنها بدون حجابها هذه أول مرة يراها بشعرها تبدو جميلة للغاية خاصة مع قطرات الماء التي طالت خصلاتها الأمامية تبدو كجنية بحر ما هذا السحر التي تملكه وتخفيه عنه
لاحظت ندى صمته ف نظرت إليه فوجدته ينظر إلى شعرها وعيناه تملؤها الانبهار تذكرت انها لم ترتدي حجابها منذ أن خلعته حينما نزلت من أعلى ف شعرت باحمرار وجنتيها خجلا ف مدت يدها للحجاب الموضوع باهمال على المنضدة الجانبية الصغيرة وما إن همت بارتداؤه حتى أمسك يدها بضعف قائلا :
لأ بلاش تلبسيه أنا حاسس إني ف حلم جميل ارجوكي متصحنيش منه تعرفي أن شكلك حلو أوووي بشعرك شكرا أنك سمحتيلي أشوفه
ندى بغيظ وهي تجذب الحجاب وترتديه على الرغم من رجاؤه: أنا مسمحتلكش بحاجة كل الحكاية إني لما لقيتك سخن ملقتش أي حاجة أعملك بيها كمادات غيره بس ف كان مبلول عشان كده قلعته ؟
أثناء حديثهما وجدا طرق على الباب فانتبه عمر بكل حواسه و ……..
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أهداني حياة)