رواية أهداني حياة الفصل الرابع والستون 64 بقلم هدير محمود
رواية أهداني حياة البارت الرابع والستون
رواية أهداني حياة الجزء الرابع والستون

رواية أهداني حياة الحلقة الرابعة والستون
عاد حمزة من شروده وذكرى هذا اليوم المحفورة في ذاكرته ولن ينساها ابدا
مل من النظر في ساعته وكاد الانتظار أن يزهق روحه وأخيرا إذا ب زياد يخرج من حجرة العمليات مهرولا تجاهه انخلع قلب حمزة ما إن رآه كذلك لكنه اطمئن ما إن رأى تلك الابتسامة المطمئنة على وجهه فسأله بسرعة :
خير يا زياد طمني ؟
زياد : الحمد لله يا حمزة اطمن العملية خلصت واستأصلنا الورم وهي دقايق وهتخرج بإذن الله هي بس بتفوق من تأثير البنج أنا قولت اخرج اطمنك الأول .
حمزة وهو مازال يشعر بالقلق على شقيقته : طب والورم ده طلع حميد يعني ولا ايه بالله عليك ما تكدب عليا يا زياد.
زياد: هي العينة لسه هتتحلل والنتيجة من أسبوع ل 10 ايام بإذن الله بس اطمن بإذن الله مفيش حاجة التحاليل بتاعتها كلها كويسة وده مؤشر قوي أن كل حاجة تمام بإذن الله أنا هدخل بقا عشان لو فاقت متتخضش لوملاقتنيش ومتحسش أنها لوحدها هي كده كده الدكتور هيديها منوم كام ساعة كده وهتدخل intensive care(العناية المركزة)وبكره بإذن الله هتخرج منها لأوضة عادية .
حمزة : يعني مش هقدر اطمن عليها
زياد : ما أنتا هتشوفها وهي خارجة من العمليات وبكرة بإذن الله تقدر تطمن عليها .
أنهى جملته وتحرك عائدا لغرفة العمليات بينما سجد حمزة على الأرض شاكرا لله على سلامة شقيقته داعيا بعينين قد امتلآ بالدموع أن تكن نتيجة العينة سليمة اقترب والد زياد منه وربت على كتفه وساعده على الوقوف مرة آخرى قائلا بدعم :
حمدلله على سلامة بنتنا
حمزة وهو يتنهد براحة : الحمد لله الحمد لله
والدة زياد بمؤازرة : متقلقش يا ابني هي إن شاء الله هتبقا زي الفل اطمن ربنا معاها واحنا جنبها مش هنسيبها
حمزة بامتنان : أنا مش عارف والله يا طنط أقولكم ولا أعملكم أيه بجدعشان أرد جميلكم ربنا يجازيكم خير على كل اللي عملتوه مع حلا ومعايا
والدة زياد : عييب متقولش كده احنا أهل وحلا زي ما هي أختك ف هي بنتنا وف عنينا المهم دلوقتي متخليهاش تشوفك لحد ما نطمن عل نتيجة العينة كفاية عليها القلق بسببها
حمزة بقلة حيلة : حاااضر هشوفها بس لما تخرج وهبعد
وفي تلك الأثناء خرجت حلا من حجرة العمليات كانت ترتدي الزي الخاص بالعمليات و جسدها الصغير ممدد على السرير كالطفلة التي لا حول لها ولا قوة وخلفها أحد الممرضات وزياد ما إن رآها حمزة على تلك الحالة حتى شعر بنغزة قوية في قلبه وطفرت الدموع من عينيه لا إراديا ولم يقو على منعها بل انه حتى لم يحاول أنها حلا طفلته الصغيرة و في تلك الحالة وهو غير قادر على التواجد معها بل ومجبرا على تركها وحيدة لأغراب يعتنون بها ما هذا العبث الذي يمر به وفي نفس للحظة تحديدا كانت حلا تردد اسمه بهذيان وهي مازالت تحت تأثير المخدر عندئذ لم يفكر لحظة أضافية وليحدث ما يحدث تحرك نحوها بكل عاطفته ولحق بسريرها المتنقل وأمسك كفها بقوة قائلا :
أنا هنا يا حبيبتي أنا حمزة يا حلااا أنا جنبك ومعاااكي متخااافيش
ظلت تهذي باسم حمزة وكأنها لم تسمعه ف هي مازالت لا تعي بوجوده ولا تعي ما حولها من الأساس
كان زياد في تلك اللحظة مشغولا بما سيحدث معه لو شعرت حلا بوجود شقيقها وعلمت أنه أخبره بمرضها بل وأنه عاش تلك اللحظات العصيبة معها وبينما هو في شروده فاق على صوتها وهي تردد اسمه هو تلك المرة ولقد فاجئته بشدة وهي تكرر اسمه بتلك النبرة حنون التي أسرت قلبه كانت تهذي قائلة :
زياااد ..زيااااد متمشيش ..متمشيش ..زياااد
اقترب منها وبحركة تلقائية أمسك كف يدها بحنو : أنا هنا يا حلا متخااافيش
ما إن أدرك حمزة فعلته ابعد يده عنها على الفور قائلا بحمائية :
اتكلم من غير لمس يا دكتور هي سمعاك مش لازم تمسك ايدها هي مش مراتك على فكرة احنا هنستهبل
زياد باعتذار : أنا آسف مقصدتش حاجة وحشة والله هي جت كده غصب عني
حمزة مشاكسا إياه: عرفت بقا كان لازم أبقا موجود ليه أهوه أولها مسك ايد وبعدين نحنحة وسهوكة والله أعلم ايه تاني
زياد باندفاع: بالله عليك هي حااسة بحاجة ولا ده وقت كلام زي ده
حمزة بجدية :معلش حاسه مش حاسة مينفعش تلمسها وخلاص
حلا بهذيان :متضربنيش يا ماما حمزة هو اللي كسرها مش أناااا
زياد متسائلا بفضول:كسرت ايه ودبست اختك قول قول؟
حمزة :مش عارف والله بتتكلم على ايه هو البنج ده حاطين فيه ايه بالظبط
حلا وهي مازالت عل هذيانها:حمزة ملكش دعوة ب ريم صاحبتي متعاكسهاش
حمزة بصدمة :ريم ديه مين والله ما عاكست حد البت ديه هتوديني ف داهيه
زياد وهو يحاول كتم ضحكته:متخااافش يا باشا سرك ف بير مش هقول حاجه لحد بس احكيلي ريم ديه حلوة؟؟
حمزة :يا عم والله ما فاكر واحدة اسمها ريم أصلا ديه تخاااريف بنج شكلها.
وصلا أخيرا عند غرفة الرعاية المركزة وتحدث زياد موضحا لحمزة :
دلوقتي الدكتور هيحقنها بمنوم وهتفضل تحت المتابعة هنا هي كده كده مش هتفتكر اللحظات اللي فااتت ديه نحمد ربنا عشان متعرفش أنك كنت موجود تقدر تروح بقا ترتاح وتيجي بكرة بإذن الله ومتقلقش أنا هبات هنا مش همشي ولو في أي حاجة هكلمك
حمزة : هو أنتا متخيل إني ممكن أمشي وأسيب أختي لوحدها حتى لو أنتا معاها أنا مش هتطمن إلا وأنا شايفها حتى لو بيني وبينها ألف حاجز كفاية إن عيني عليها تقدر أنتا تروح ترتاح يا دكتور أنتا والوالد والوالدة أنتو تعبتوا معانا أوي من أول اليوم
زياد محاولا أقناعه : أنا كده كده قاعد مش همشي ده شغلي لكن وجودك مش هيكون ليه لازمة صدقني
حمزة بعدم اقتناع : زياد متتعبش نفسك عالفاضي أنا كده كده هفضل موجود ومتضحكش عليا وتقول شغلي هو من أمتا الدكتور بيفضل بايت مع الحالة روح ارتاح انتا قعدت كتير ف العمليات وأكيد ده ضغط على أعصابك ف محتاج تنام عشان تقدر تواصل
زياد باصرار : لأ بصراحة أنا كمان مش هطمن إلا وهي تحت عنيا ومتابع كل حاجة بنفسي ، طيب بص أنا هروح بابا وماما وارجعلك وبالمرة اجيب حاجة ناكلها أنتا مكلتش حاجة من بدري
حمزة : لأ شكرا أنا مش بقدر آكل حاجة وأنا متوتر ومتخافش عليا متعود على كده
زياد: بقولك ايه هتاكل يعني هتاكل مفيهاش نقاش ديه وإلا هخلي الأمن يروحوك الحمد لله أن دكتورة نسمة مش هنا وانها واخدة أجازة كانت زمانها قعدنا جنبنا دلوقتي
تذكر حمزة نسمة وشقيقته ندى التي سافرت مع عمر ولم يتصل بهم ليطمئن عليهم حتى الآن ولا يعلم ماذا حدث هناك وهل وجدوا تلك المجنونة أم أنها مازالت مختفية
عاد من شروده حيث زياد الواقف أمامه فتحدث قائلا :
روح يا زياد يلا ل بابا وماما عشان يروحوا يرتاحوا يا ابني
زياد : حاضر هروحهم وهرجعلك علطول مش عايز أي حاجة أجيبهالك
حمزة بامتنان : لا يا حبيبي شكرااا كتر خيرك
تحرك زياد ناحية والده ووالدته اللذان كانا يرغبا في البقاء معهما حتى تستفيق حلا ليطمئنا عليها لكن تحت إلحاحه وافقا على الرحيل والعودة في الصباح ورحلا بعدما سلما على حمزة والذي انتهزغياب زياد ل يتصل ب ندى حتى يطمئن عليها وعلى شقيقتها لكنها اخبرته انها لم تجدها حتى الآن واضطرت للبقاء في شقة العائلة الخاصة بعمر حتى تفكر من أين تبدأ البحث عن شقيقتها في الصباح
بعدما أغلق حمزة الخط مع ندى اتصل بصديقه عمر لحظات واتاه الرد :
صاحبي وحبيبي وعمي وعم عيالي
حمزة ممازحا : هي وصلت للعيال كمااان خدت أختي الشقة يا وااطي يعني اسفرها معاك عشان تاخد بالك منها تبيتها ف بيتك
عمر : الله أومال أسيبها تبات ف الشارع يعني وبعدين يا عم هو أنا خاطفها مهي مراااتي
حمزة بجدية : أقسم بالله يا عمر أختى لو اتمست هعرف وهعلقك انتا كاتب كتابك بس يا روح أمك لما تدخلوا ابقا هبب اللي تهببوا لكن دلوقتي هي خطيبتك فااااهم
عمر ضاحكا : يا عم خطيبة مييين مراااتي شرعااا وبعدين يعني حتى لو أنا عايز هي هتسيبني ديه مش طايقاااني أصلااا متخااافش عليها يا أخويا خاف على صاااحبك منها
حمزة بإنهاك واضح على نبرة صوته: ماااشي المهم متضايقهااش يا عمر وقدر قلقها على أختها
عمر : حااااضر متخافش يا باااشا بس قولي أنتا مالك حاسك مش مظبوط صوتك في حاجة
حمزة بمراوغة : يا عم هو أنتا مراااتي أيه الاسئلة ديه أنا كويس يا سيدي بس شوية ارهاق هنام وهبقا فل الصبح إن شاء الله يلا روح ل ندى بقا وخد بالك منها
عمر : حاااضر من عنيا
أغلق عمر الخط مع صديقه وخرج يتحدث مع ندى مقترحا:
أنا هنزل أجيب طلبات من السوبر ماركت البسي هدومك وتعالي معاايا أهو نتمشى شوية الجو حلو أوي دلوقتي
ندى بعناد: لأ شكرا اتفضل أنتا أنا مش عايزة اتمشى ولا أنا جاية هنا عشان اتفسح
عمر : بلاش مكابرة أنا واثق أنك نفسك تنزلي تتمشي أكيد هوا اسكندرية وحشك أنا عارف أي حد بيعيش هنا بيعشق التمشية على الكورنيش ف الوقت ده من السنة ف يلا البسي هدومك وتعالي معايا بدل ما تقعدي لوحدك
ندى برفض برغم توقها الشديد للنزول والتمشية بالقرب من شاطيء البحر واشتياقها الشديد لفعل ذلك لكنها ترفض أن تفعل ما يريد أو ربما لا ترغب في مشاركته في أي من الأمور حتى وإن كانت في يوم حلم من أحلامها لكنها تحدثت بإصرار : لأ مش عايزة أروح ف حتة ولا بحب أتمشى أصلا سيبني بقا خليني اقعد ساكتة مع نفسي شوية أنتا بتتكلم كتير جدا يمكن لما تنزل أركز شوية وافكر ممكن نسمة تكون راحت فين أو عند مين
عمر باستسلام : طيب على العموم براحتك لو محتاجة أي حاجة قوليلي أجبهالك وأنا جااي
ندى : شكرااا مش محتاجة حاجة
عمر بتساؤل : مش هتخافي تقعدي لوحدك طيب ؟
ندى وهي تلوي شفتيه بسخرية: وايه اللي هيخوفني البعبع هيطلعلي ولا أبو رجل مسلوخة
عمر ضاحكا : بعبع وأبو رجل مسلوخة !!ونوتة تليفوونات !!! ندى انتي قولتيلي أنتي مواااليد كاااام بالظبط ؟؟ ده أنتي قديمة أوووي
ندى بغيظ : ايه مكنوش بيحكولك وأنتا صغير عن أبو رجل مسلوخة ولا انتا مواليد الالفينات على العموم أنا كده
عمر وقد طرأت على باله فكرة وقد شرع في تنفيذها على الفور : ماشي يا ستي براحتك على العموم أنا كنت بسألك إذا كنتي بتخافي ولا لأ لأن الشقة اللي ف وشنا اتقتلت فيها واحدة من زماان جوزها قتلها عشان كان جعان وهي مرضيتش تعمله الغدااا ف ضربها بالسكينة وماتت ومن وقتها وكل اللي بيجيي يسكن في الشقة يسمع أصوات غريبة عشان كده لما جينا نشتري الشقة كانت رخيصة لأن مكنش حد راضي يسكن فيها لكن احنا مبنخافش أنا قولت أقولك عشان لوسمعتي حاجة متخافيش بس طلعتي شبح بقا وكده فأسيبك وأنا مطمن
ندى وقد ابتلعت ريقها بخوف متسائلة: أنتا بتتكلم جد ولا بتهزر ؟؟
عمر محاولا ألا يضحك: وهي الحاجات ديه فيها هزار يا حبيبتي بس اقرأي قرآن وإن شاء الله مفيش حاجة تحصل يلا سلااام أنا بقااا عشان متأخرش
ندى بخوف وتردد: أنااا هااجي معاااك
عمر وكان قد أولاها ظهره فمنع ضحكته بصعوبة بالغة وعاد ببصره إليها محافظا على وجهه الجاد كما هو : ليه خفتي ولا ايه؟
ندى بتبرير: لأ خااالص أنا بس افتكرت إني عايزة أجيب شوية حاجات
عمر : طب قوليلي اللي أنتي عايزااه وأنا اجيبهولك مش لازم تتعبي نفسك وتنزلي مع واحد رغاي زيي
ندى : لأ أنا عااايزة اجيب حاجات خاصة ليااا لازم أنا اللي أجيبها بنفسي
عمر بجرأة : لو قصدك على الحاجات الخاصة الشهرية هتلاقي هنا في أوضة النوم اللي أنتي فيها في الكمود اللي جنب السرير
ندى وقد أحمرت وجنتيها خجلاً : أنتااا بتقول ايييه مفيييش حاااجة أنا قصدي حاجة شخصية مش قصدي كده وبعدين أنتا ازااي تتكلم معايا ف حاجة كده
عمر ببرود ليغيظها أكثر: يا حبيبتي أنتي مرااتي اتعودي بقااا علياا مينفعش تتكسفي مني كده ثم اردف غامزا صحيح بيبقا شكلك قمر وأنتي مكسوفة لكن مش هنفضل مكسوفين طول العمر
ندى بغيظ : بقولك ايه أنا هدخل اغير هدومي عشان آجي معاك أنا بحب اجيب حاجتي بنفسي عشان ادفع تمنها أكيد مش هخليك تدفعلي حاجة
عمر : ندى أنتي هبلة !!
ندى بعصبية : لو سمحت يااا كابتن أنا مش هسمح بأي تجاوز أو أهانة ف حقي
عمر ببرود: مهو بصراحة اللي بتقوليه ميتردش عليه غير ب كده هل أنتي متخيلة مثلا أنك لوماشية معايا ممكن تطلعي فلوس تحاسبي على حاجة وأنا جنبك ايه قرطاس لب سواء معايا أو مش معايا أنتي مراتي مسئولة مني وحاجتك أنا اللي هدفع تمنها طبعااا
ندى بإنهاك : بص حقيقي أنا النهارده مش حمل جداال معاك خاالص أنا هروح أغير هدومي
وقبل أن تتحرك ناداها عمر من خلفها قائلا : على فكرة أنا كنت بهزر
نظرت إليه بتساؤل فأجابها موضحا : يعني على موضوع العفاريت ده أنا كنت بهزر معاكي تقدري تقعدي لو تعبانة ومش قادرة تنزلي
ندى بغيظ : والله !! طب وقولتلي دلوقتي ليه ؟
عمر بنبرة حانية: مقدرتش أكدب عليكي ولا أحس أنك خايفة وأنتي معايا ولا أنك تعملي حاجة وأنتي مش عايزاها عشان خايفة
ندى بإنكار : ومين قالك اني كنت خايفة أنا قولتلك إني افتكرت حاجات عايزة اجيبها
عمر بابتسامة : ماااشي بس المهم البسي أي جاكت أو حاجة تقيلة من عندي عشان الجو هيبقا برد عليكي
ندى باستغراب : ألبس حاجة من عندك ليه ؟
عمر موضحا : لأن هدومك كانت خفيفة وزي ما قولتلك هدوم ماما وسلمى مش هينفعوا وأكيد مش هتلبسي هدوم بابا صحيح هومحرم عليكي وزي باباكي بس بصراحة أنا محبش مراتي تلبس حاجة تخص راجل تاني حتى لو كان الراجل ده أبويااا
ندى لتثير حنقه : خلاااص هلبس حاجة من هدوم حمزة اللي معايا في الشنطة
عمر برفض قاطع : أكيييد لأ إذا كنت رفضت تلبسي هدوم من عند بابا هوافق تلبسي هدوم حمزة !!
ندى : وأنا مطلبتش موافقتك وبعدين حمزة ده أخوياا
عمر محاولا التحكم بأعصابة: بقولك أيه مش هتنزلي من هنا بهدوم أي حد غيري
ندى : خلاص أنا هنزل بهدومي بس
عمر بقلق : بس الجو هيبقا برد عليكي وممكن تعيي بلاش عند يا ندى
ندى بإصرار : قولتلك مش هلبس حاجة غير هدومي ويلا بقااا
عمر بغيظ: أنتي حرة بس لو بردتي أنا مش هطلع جنتل مان واقلعلك الجاكت بتاعي عشان تبقي تعاندي كويس ومش هتصعبي عليا
ندى : وأنا مش عايزة منك حاجة أصلا ولا عايزة أصعب على حد
عمر: طب يلا اتفضلي البسي بقا خلينا ننزل عشان الوقت ميتأخرش واحنا بره
ندى لتثير حنقه : ايه خايف حد يطلع عليك يثبتك ولا يخطفك ولا أيه؟؟
عمر وهو يلوي شفتيه معلقا على حديثها اللزج: لأ وأنتي الصادقة خايف عليكي أنتي مينفعش أتأخر بره وأنتي معايا
أردفت ندى باستفزاز أكبر: أيه مش هتقدر تحميني وأنا معااك !!
عمر بصدق ودون تفكير: أنا افديكي بروحي وقبل ما حد يفكر يلمسك هكون أنا جثة
نطقت ندى بسرعة دون وعي:بعد الشر عليك
ابتسم عمر متسائلا بأمل : خايفة علياا ؟؟
ندى بأستفزاز: أكيد مش عايزة حد يقول عليا وشي شؤم على اللى بتجوزهم كلهم بيموتوا وساعتها مش هعرف اتجوز تاني
عمر بغيظ : لا والله بقااا كده !! بس يكون ف علمك أنتي مش هتكوني لراجل تاني ولا وأنا حي ولا وأنا ميت أنتي هتفضلي ملكي أنا وبس
ندى بغيظ : أنا مش ملك حد أنا مش حتة أرض عشان تملكني وبعدين أنا حرة اتجوز أو لأ ده أمر يرجعلي وبعدين متنساش أن جوازنا ده تجربة أو فرصة يعني ف حالة الفشل هنطلق وهيكون من حقي اتجوز لو أنا عايزة
عمر محاولا التحكم في غضبه حتى لا ينفعل عليها أو يؤذيها بعصبيته : بقولك ايه خشي غيري هدومك وخلينا ننزل احسن
لم ترغب ندى في الضغط عليه أكثر ف توجهت حيث حجرة شقيقته التي وضعت بها ثيابها ثم ارتدتها وخرجت إليه وكان هو الآخر قد ارتدى ثيابه وفي انتظارها
خرجا معااا ثم توجها لاحدى المحال التجارية الكبيرة وقاما بشراء كل ما يلزمهما وماإن فرغا من التسوق حتى أشار لها عمر متسائلا :
بقولك ايه بتحبي الايسكريم ؟
ندى بفرحة الاطفال : طبعااا بحبه جداا
عمر مقترحا : في محل بيعمل ايس كريم تحفة هو مش بعيد أوي عن هنا عشر دقايق بالعربية
ندى باقتراح : لأ بلاش بالعربية اركنها هنا ونتمشى ل هناك يعني الجو حلو وأنا محتاجة اشم هوا اسكندرية
عمر بقلق : بس الجو قلب وشكلها هتمطر
ندى بفرحة : يااريييت أنا بعشق المطر وبحب امشي تحت المطر جداا
عمر بعقلانية : بس أنتي لبسك خفيف يا ندى ولو مطرت هتعيي وتاخدي دور برد محترم بلاش خليها مرة تانية
ندى باصرار : بقولك ايه طالما نزلنا يبقا هنتمشى وبعدين أنا مسئولة عن نفسي حتى لو تعبت أكيد مش هقولك انتا السبب
عمر : أنا مش قصدي كده ولا ده اللي فارق معايا كل اللي هاممني أنك تبقي كويسة ومتتعبيش ابداا
صمتت ندى للحظات ثم نظرت داخل عيناه وسألته مباشرة : أنتا بتحبني ليه ؟
عمر وقد ضيق بين حاجبيه متعجبا : ايه السؤال الغريب ده مفيش حاجة اسمها بتحبني ليه لأن الحب ملوش أسباب ولا باختيارنا أصلا
ندى مستغلة فرصة انشغال عمر بالحديث معها فقالت مقترحة : حط بس الحاجات اللي معاك ف العربية وهنكمل كلامنا واحنا ماشيين
عمر بابتسامة : على فكرة أنتي سوسة بتضحكي عليا عشان تعملي اللي أنتي عاايزاه
ندى : خلاص بقا يا كابتن يلا بينا
استسلم عمر لرغبتها ووضع المشتريات داخل سيارته ثم أغلقها وتحركا معااا سيرا على الاقدام وعلى الرغم من خوفه عليها أن يصيبها البرد لكنه أراد مشاركتها تلك الدقائق والتمتع بصحبتها نظر لها مبتسما :
ها كملي كلامك يا استاذة
ندى بعدم اقتناع لحديثه السابق :بص أنا هختلف معاك ف رأيك لأن طبعا الحب باختيارنا بدليل لو أنا مثلا بنت مش كويسة وأخلاقي مش تمام كنت هتحبني بردو ؟
عمر : لأ مهو لازم يكون في حد أدني للتوافق العقلي لو ده موجود العقل بيركن والقلب بياخد دوره
ندى بسخرية : مهو القلب ده ممكن يودي ف داهية في ناس ماشية تحب على روحها وممكن تحب واحدة النهارده ومتطيقهاش بكره
عمر بصدق: بس أنا حبيتك ب عقلي وقلبي مش ب قلبي بس وبصراحة أكتر أنا حبيتك بكل ذرة فيا ومش عارف أزاي أو ليه ومحبتكيش مرة واحدة حبك فضل يتغلغل جوايا لحد ما جذوره وصلت لكل حتة ف قلبي وعقلي مبقاش في مكان ل حب جديد
ندى بعدم تصديق: كلامك رومانسي خالي من الصحة وميدخلش دمااغي ممكن تقدر تلف بيه عقل بنات مراهقين لكن أنا أكبر من كده
عمر بيأس: والله براحتك تصدقي أو لأ ده اللي جوايا
ندى بسعادة: حقيقي كان وحشني أوي التمشية هناا وياسلااام بقا لوتمطر ياااارب تمطر يااارب
عمر بضيق: ليه بس الأذى
ندى متسائلة : شكلك مبتحبش المطر صح
عمر بمراوغة: مش بالظبط بس مش بحب أتبل
وفي تلك اللحظة تحديدا تساقطت حبات المطر على ملابسه ف نظر لها بابتسامة قائلا :
شكل أبواب السما كانت مفتوحة وأهي الدنيا بتمطر يلا بينا نمشي بسرعة شوية قبل ما المطر يشد المحل خلاص قريب من هنا
ولم يتم جملته الآخرى حتى اشتد المطر
فنظرت له ندى ضاحكة :
شكل كلامك هوا اللي بيعمل مشاااكل هههههه كل ما تتكلم على حاجة تحصل
نظر لها عمر ضاحكا ثم نظر للسماااء داعيا : يااااارب تحبني أكتر ما بحبها يااااارب اطلع عينها زي ما بتطلع عنيا ومغلباني كده وأخلف منها خمس عيااال
ندى بغيظ : ده بعينك مش هيحصل إلا ف أحلامك وبعدييين خمس عيااال ليييه هتتجوز أرنبة
عمر وهو ينظر داخل عيناها بعشق : متجوز أجمل واحدة ف الدنيااا ويلا بينا بقا عشان هنتغرق ثم جذبها من يدها وتوجها لاحدى المحلات الصغيرة قائلا : المحل ده أجمل واحد ممكن تاكلي من عنده ايسكريم صحيح المكان صغير لكن أحلى من اماكن كتير مشهورة هنا خصوصا ايس كريم الفانيليا
ندى وهي تضحك : بس أنا مش بحب آيس كريم الفانيليا خااالص أنا بحب الشكولاتة والفراولة
عمر : أنا بحب الفانيليا والمانجة وطبعا بلاش أقولك على نوعي المفضل عشان أكيد مش بتحبيه
ندى بفضول :لأ قوول
عمر: بحب المستكة اوووي وعارف أن مفيش ناس كتير بتحبه بس هو المفضل بالنسبالي
ندى بابتسامة رائقة : أنا كمان بحب أيس كريم المستكة
عمر بفرحة وعدم تصديق: بجد؟ الحمد لله لأ كده في أمل إن شاء الله
ندى بضحك : هههه ده مجرد نوع ايسكريم مش حاجة جوهرية يعني مازاالت الاختلافات بينا كتيير
عمر بتفاؤل : مش لازم نبص على اللي ناااقص كفاية نبص على الموجود وبعدين ده مش أي حاجة ده مستكة
بينما هو يحدثها وجد نظرات البعض تلاحقهما ف نظر لملابس ندى المبتلة على أثر زخات المطر المتساقطة ف خلع معطفه وأعطاه أياها بخوف وغيرة:
اتفضلي البسي ده هدومك اتبلت كده هتاخدي برد والهدوم هتلزق على جسمك مش لو كنتي سمعتي الكلام وجبتي معاكي أي جاكيت كان زمانك لابساااه
ندى برفض: لأ خليك لابسه كده أنتا اللي هتبرد وهحس أنا بالذنب وكده كده أنا مش سقعانة أصلا
كانت تكذب لأنها كانت ستموت من البرد لكنها كانت تخشى أصابته بالمرض كما تخشى الاعتراف بخطأها لكنه أصر قائلا :
بقولك ايه العند مش ف كل حاجة وفي عندي أمور مفيهاش نقاااش الهدوم هتلزق عليكي وجسمك هيبااان للناس ف أنا اكيد مش هفضل أنا لابس الجاكت عشان مبردش واسيبك فرجة للناس
همت ندى بالاعتراض : بس..
لكنه قاطعها بحسم قائلا: والله العظيم لو ما لبستيه حالا وغطيتي نفسك كويس واتدفيتي ل هروحك حالا وهدفيكي أنا بطريقتي وبصراااحة نفسي أووي ترفضي عشان انفذ كلامي
ندى وقد اخذته من يده بسرعة وارتدته ثم اغلقته جيدا بينما هو يضحك عليها ف هي تبدو في هذا اللحظة كطفلة صغيرة خائفة من تهديد والدها ؟
أما ندى فما إن رأته يضحك فنهرته بحزم : عمررررر
عمر وهو يتلاعب بحاجبيه مغيظا اياها : في حاااجة أنا اتكلمت
ندى : أنتا بتتريق على شكلي وأنا لابسة الجاكت بتاعك شكلي عبيطة صح
عمر بصدق:طب والله الجاكت بتاعي حلو عليكي مش كبير أوي ولا حاااجة صحيح طوييل شوية وواسع شويتين بس هي مش الموضة المقاسات ال أوفر سايز ثم عاد لضحكه مجددا
ندى بضيق: هتبطل ضحك ولا هقلعه ؟
عمر وهو يغمزها بجرأة : وماااله اقلعيه أنا نفسي أصلا تقلعيه وأنا هنفذ تهديدي أول ما نروح
ندى بتهديد: عمرررر أنتا كدا بتخالف اتفاقنا
عمر بمراوغة: أنا قولت حاجة أنتي اللي دماغك بتروح لبعييد أنا قصدي يعني اعملك مشروب سخن واجبلك شراب صوف ثم أردف غامزا وانيمك ف حضني
ندى بخجل : وبعدين بقاااا
لاحظ عمر احمرار وجنتيها الذي جعلها شهية أكثر من اللازم خاصة مع أنفها المحمر من البرد وعلى الرغم من انه يروقه منظرها هذا لكنه توقف عما يفعله ف الآن هي أمام الجميع لذا تمنى لو يخبأها بين أحضانه حتى لايراها أحد سوااه وهي بتلك البراءة لقد شعر بقلبه يتضخم داخل صدره وكأنه وقع ف حبها ثانية أحب تلك الطفلة الخجولة ببرائتها وروعة ضحكتها الصافية التي أمامه كما أحب تلك المرأة الرائعة سلفا لذا اقترب منها وهمس بجوار أذنيها :
ممكن تبطلي تبقي حلوة ولذيذة وبريئة ومكسوفةكده لو مش عايزة الاتفاااق يتغيير ؟
ارتبكت ندى على أثر كلماته الرقيقة لكنها عادت لحزمها واستعادت روح الاستاذة بداخلها ف نظرت له بحسم قائلة :
وبعدين بقااا يااا كاااابتن .
عمر وقد ابتعد عنها ضاحكا : أهلاااا يااشااااويش
ندى باستغراب : شاااويش؟
عمر مفسرا: ايوه عاملة زي عسكري الدورية بتاع زماان اللي كان بيجي في الأفلام ويقول هااااا مييين هناااك ده على العموم حلو وش الشاويش ده بينفع بردو تعالي نجيب الايس كريم بقا وناكله ونروح
ندى برجاء: لأ خلينا ناكله واحنا ماشين
عمر بضيق ف هو لا يحب السير أثناء المطرلكنه لم يخبرها بذلك : ماشيييين فييين ف المطر ده
ندى : مهي المطرة وقفت اهييه نقط بسيطة
عمر متنهدا باستسلام : أمري لله يلا بينا
أحضر المثلجات وتحركا معاا وبينما هما في حديثهما أثناء تجولهما سمعا صوت صراخ سيدة يضربها رجل ويجذبها خلفه بعنف وهي تسبه محاولة التملص منه دون فائدة ما إن رأى عمر هذا المشهد حتى اندفع تجاه السيدة لكن قبل أن يصل إليها جذبته ندى من ذراعه قائلة :
أنتا مجنون رااايح فيين ؟
عمر مجيبا إياها بسرعة : هكون رايح فيين انقذ الست من ايد الحيوان ده
ندى بتعقل وهي مازالت ممسكة بذراعه: اهدى بس وفكر الأول ده باااين انها عارفاه يعني مش خااطفها يبقا أكيد جوزها أو حد يعرفها
عمر بحمائية : يعني ايه نسيبها كده وبعدين حتى لو جوزها وحيوان وبيعمل ف مراته كده يبقا لازم يتربى
ندى مهدئة إياها : وافرض كان معاه سلاح ولا أي حاجة ساعتها هتعمل ايه ؟
عمر باندفاع: مش هتفرق المهم أنتي ادخلي البيت اللي وراكي ده استنيني فيه ومتتحركيش مهما حصل لحد ما أجيلك عشان لو معاه أي حاجة ميأذكيش أو يهددني بيكي
ندى بعدم اقتناع : بلاااش تهور مهو في ناس تانية شافتهم ومتحركتش الراجل شكله بتاع مشاااكل وباين عليه الاجرام خاف على نفسك
عمر وهو ينظر داخل عيناها بإصرار : مقدرش اسيب واحدة محتاجاني وأقف اتفرج المهم يا ندى تحت أي ظرف متتحركيش من هنا حتى لو قتلني فاااهمة
قاااال ما قااال وتحرك ناحية السيدة التي مازالت تصرخ والرجل خلفها يجرها جرااا من شعرها
أما ندى ف كاد قلبها يسقط بين قدميها من فرط خوفها عليه ورهبة الموقف خاصة بعد كلمته الأخيرة وذكره للموت للمرة الثانية في نفس الليلة وتذكرت حديثهما عن موته قبل خروجهما فانقبض قلبها وظلت تدعو الله أن يحميه ويحفظه من كل شر وهي تتابع ما يحدث عن بعد .
أما عمر فقد وقف فجأة أمام الرجل وحال بينه وبينها ثم نظر للمرأة متسائلا :
حضرتك تعرفيه ؟
وقبل أن تجيبه المرأة كان الرجل هو الاسرع منها حينما نظر ل عمر متسائلا بانفعال : بقولك أيه يا حضرت خليك ف حالك أمور عائلية فاتكل عل الله
وما إن لمحته المرأة افلتت نفسها من الرجل مستغلة انشغال هذا المدعو زوجها بهذا الذي أمامهما ثم وقفت خلف عمر مستجيرة به قائلة:
أرجوك ألحقني خلصني منه
الرجل بغضب : بقا بتتحامي ف واحد متعرفيهوش يا …..ما أنتي لو ست محترمةمكنتيش عملتي كده
عمر بهدوء: يا أستاذ مينفعش كده عيب لما تتكلم مع واحدة ست بالشكل ده الأمور متتحلش كده ديه مراتك يعني مشاكلكم تحلوها ف البيت مش ف الشارع وبالطريقة الهمجية ديه
الرجل وقد سب عمر بغضب : وأنتا ماال أهلك قولتلك مراتي وأنا حر فيها أنشالله أولع فيها
المرأة بانفعال : آلهي تولع يا بعيد منك لله حسبي الله ونعم الوكيل فيك
حاول الرجل أن يجذبها من خلف ظهر عمر لكنها تشبثت به الذي بدوره أمسك الرجل من ذراعيه مثبتا إياه وهو يحدثه محاولا التحلي بالصبرالذي لا يمتلك منه الكثير :
يا استاااذ عيييب منظركم ف الشارع كده يعني ينفع مراتك تبهدلها بالشكل ده قدام الناس وقبلها قدااام نفسك ترضاها على رجولتك تستقوى على واحدة المفروض أنها تتحامى فيك
-الرجل بغضب قد وصل أقصاه : أنتاااا مااااالك يا جدع أنا حر وغوور بقا من وشي قبل ما اتهور عليك وأخلي الحاجة والدتك تقرا عليك الفاتحة النهارده أنهى كلمته ب …….
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أهداني حياة)