روايات

رواية أنت عدوي الفصل العاشر 10 بقلم زينب سمير توفيق

رواية أنت عدوي الفصل العاشر 10 بقلم زينب سمير توفيق

رواية أنت عدوي الجزء العاشر

رواية أنت عدوي البارت العاشر

أنت عدوي
أنت عدوي

رواية أنت عدوي الحلقة العاشرة

في الكوخ، طلعت سوزي من الحمام ومشيت ناحيته، لقيته سرحان وهو باصص لحيطة قدامه، بصت للي بيبصله قبل ما تقف بدهشـة تبص للصورة بتركيز
برواز فيه صورة لبنت وشاب صغيرين، في عمر 14 سنة وأكبر سنتين، تحديدًا هـي ومعاذ..
لابسين أسود في أسود وكل واحد ماسك قوس وسهم
نطقت بصوت خرجه من سرحانه- أي دا، الصورة دي لسة معاك؟
بصلها وهي بتاخد البرواز وتقرب منه تقعد وتقول بحنين- أنا نسيت الفترة دي من حياتي نهائيًا
نسيتها، وهو عايش عليها.. علشانها
– فاكراها؟
– طبعًا لما روحنا معسكر سـوا
بصلها وذكرياتهم راحت سـوا لزمان، لأكتر من عشر سنين
شاكر بصوت حازم- المعسكر دا ضروري تروحيه ياسوزي، دا اللي هيخليكي زي ما أنا عايزك.. كل حاجة عايزك تعرفيها وتتعلميها هتتعلميها هناك
نطق طاهر بصوت طفولي معترض- بس دا كله شباب وهي بس البنت ياعمي!
ربت على كتف سوزي بثقة بسطتها و- أنا واثق فيها، هتكون أحسن منهم كلهم كمان، عايزك تتفوقي عليهم سامعة؟
هزت راسها بتمام، قال طاهر- طيب أروح معاها
– هوديك أنت وحليم، رغم إنكم لسة صغيرين بس علشان تاخدوا فكرة، لإنكم في يوم هتروحوا أكيد
كان معسكر خاص بتعلم فنون القتال، والإجرام..
مخصص لإبناء الناس أمثالهم، المافيا.
تاني يوم وصلت عربيتهم قدام باص كبير، نزلت منها هي وطاهر وحليم، بصت حواليها شباب كتير في عمرها وأصغر.. واللي أكبر بسنة وأتنين كمان، بصلها الكل بدهشُة، كانت البنت الوحيدة.
ركبت الباص وهي جواها رهبة، قعدت حليم وطاهر جنب بعض وهي في الكرسي اللي قصادهم
قعد شاب جنبها وأصحابه عدوه بعد ما صوت ضحكهم عليِ وضربوا على كتفه بهزار وتشجيع
مال عليها يقول بتعارف- اسمي عمار وأنتي؟
– سوزي
– اسمك حلو زيك
بصتله بطرف عينها ومردتش،
– عارفة إنك البنت الوحيدة هنا؟
بصتله دون رد، فكمل- خليكي معايا هديكي الأنان ومهخليش حد يقربلك، قولي بس إنك تبعي..
– شكرًا مش محتاجة خدماتك، معايا أخواتي
بصلها بسخرية هي وطاهر وحليم اللي مسكوا تـاب يلعبوا فيـه
– هنشوف..
وصلوا للمسكر، كان مكان صحراوي مليان خيم وأماكن جاهزة للتدريب، نزل وشاور لأصحابه، قربوا فهمسلهم بخفوت- عايزكم تطفشوها..
ظبطت خيمتها هي وطاهر وحليم وطلعت تشوف مطلوب منها أية
قرب الأولاد منها برخامة و- أحلى حاجة مجيتك دي دلوقتي عرفنا أهميتها أكيد جاية تطبخيلنا، وكلينا على ذوقك كدا
– أي حاجة من الإيدين دي أنا راضي بيها
حاولت تعديهم لكن حاوطوها و- متحطيش إيدك في الأكل كتير لحسن يطلع مسكر زيادة
قالت بعصبية- أبعدوا عني..
نطق واحد بتحدي وهو بيقرب منها وحاطط إيديه في جيوبه- ولو مبعدناش، هتعملي أية؟ عارفة إننا لو عملنا فيكي أية محدش هيسمعك هنا؟ والمشرفين ولا يقدروا يتكلموا
بصتله بتحدي و- ولا تقدر تعمل حاجة
ظهر عليه الغيظ و- تحبي تجربي؟
حطيت إيدها في وسطها – وريني
مـد إيده بغيظ يمسك ياقة لبسها يشدها ناحيته و- أنا هوريكي.. تعالي
سحبها معاه ناحية خيمته والكل بيهلل، حاولت تفلت منه لكنها مقدرتش، أتقطعت ياقتها وسط شـده وشدها، وصرخت هي بفزع، لسة بتكمل معافرة
لكن لقيت اللي مسك الولد فجأة من رقبته يضغط عليه بعنف وهو بيقول- سيبها
بص الشاب بخوف لمعاذ اللي ظهر فجأة و- ملكش دعوة يامعاذ باللي بيحصل
– قولتلك سيبها
– وإن مسبتش
نطق بتحدي ومكملش الكلمة، صرخ بألم وهو بيقعد على ركبته ومعاذ بيمسك إيده يضغط عليها بقوة لدرجة إنها على حافة الكسر، سـاب الولد أخيرًا سوزي
بص معاذ للكل وهو لسة ماسك إيد الولد وبيدوس عليها و- كله يحترم نفسه هنا.. أنتوا جايين لحاجة معينة تعملوها من غير صوت، اللي هيقرب منها حسابه هيكون معايا
ساب الولد اخيرًا فطلع يجري هو وأصحابه، قربت سوزي منه تشكره وأبتسملها بلطف..
– أنتي زي أختي..
لكنها عمرها ما كانت أخته، كان كداب، كان قاعد في كرسي لوحده في الباص لمحها داخلة ومليانة حيرة، معاها طفلين بتقعدهم وتهتم بيهم، وبتهتم براحتهم قبل ما تقعد جنبهم وعيونها كل شوية تبصلهم بحنان وبعدها تبص حواليها بقلق
كان أول واحد يشوف سوزي على حقيقتها، قبل ما الدنيا تغيرها
حس بإحساس من العاطفة بيشـده ناحيتها، إنه عايز يحاوطها ويحميها
ومشى وراه إحساسه دا، ومن ساعتها مرجعش..
تاني يوم، قرب طاهر هو وحليم ومعاهم وردة صحراوية قدمهاله بإمتنان إنه ساعد أختهم ضحك وهو بياخدها، كان يدوب أكبر منها بسنتين..
لمح ضرباتها الخفيفة لكيس الملاكمة فقرب منها و- أنتي بتملسي عليهم؟
بصتله بوش أحمر وعرقان، شرد فيها لثواني، لسة فيه لمحة براءة في عيونها..
– هعلمك..
وقف قريب منها يوقفها صح، ويوجهها،
– أضربي بقوة أكتر، طلعي كل طاقتك ومشاعرك
– أي دا، أنتي هتدربي قناصة كمان!
نطقت بصوت جامد- لازم أتعلم كل حاحة.. وأتقنها
ضم شفايفه قبل ما يهز راسه ويقرب يقف جنبها ويمسك مسدسه ويبص قدامه، بدأ يتمرن معاها
مكنش محتاج لكل التدريبات دي، بس كل يوم كان بيصحى ويشوف هي ناوية على أية ويمشي معاها، كل دا هو عارفه، جه المعكسر كترفية
لكن عاش جواه تحدي، إنه يطلع سوزي وهي عارفة كل حاجة، وأقوى من أي حد
تكون النسخة الأنثوية منه.. ودا تم!
– دا أخر تدريب،
قالها وهو بيبتسم وبيرفع قوس وسهم، ملامحها كل يوم بتبهت، بسمتها بتخفت، نظراتها بتجمد
دخلت وخرجت حد تاني،
– إنهاردة أخر يوم هشوفك فيه
بصتله بخضة حاولت تخفيها وهي بتنفي و- هشوفك تاني أكيد انت قولت باباك يعرف بابايا
هز راسه و- قصدي هنا.. رحلتنا هنا خلصت.. تعالي
أدربوا سـوا لحد ما خلصوا، لمحوا المشرف بياخد صور للكل فقرب منه معاذ وهو ماسك إيديها وقاله- صورنا وإتاخدت الصورة..
لمحت خيمته بابها مفتوح حبت تسلم عليه قبل ما يمشي، قربت لمحت واحد في سنهم.. زيهم باين عليه العجز..
قاعد على كرسي متحرك ومعاذ معاه بيضحك ويلعب معاه شوية ويرتب شنطهم شوية
حمحمت فبصلها معاذ بإنتباه فقالت بحرج- جيت أسلم عليك قبل ما أمشي
أتعدل في وقفته وهو بيبتسم، قال الشاب فجأة- هـي؟
هز معاذ راسه فبصلتهم بعدم فهم، فسر- حكيتله عنك
قال الشاب بلطف- حلوة زي ما وصفك
كانت مغازلة، بصتله بضيق علشان تنهره لكنها مقدرتش، مش لأجل الشفقة، لكن نظرات الوداعة في عيونه واللطف، الراحة اللي حست بيها منعتها
فسكتت.. قبل ما تقول بتساءل- أخوك؟
نفى معاذ و- صاحبي.. الوحيد.. رحيم
هزت راسها بتفهم وسلمت عليهم لمرة أخيرة ومشت..
مشت وهي حد تاني، في بداية التغيير، وإتغيرت كليًا من بعدها لحد ما بقيت سوزي اللي هي عليها دلوقتي
فاقوا من ذكرياتهم أخيرًا بصتله في اللحظة اللي ميل براسه ناحيتها
حاولت تقطع الصمت بصوت متساءل- لسـة مصاحب رحيم؟
– ولا في يوم هسيبه
– ياترى دا علشان هو صاحبك بجد ولا لقُربه من زيدان وإنه يبقى جـده
بصلها بحدة مقدرش يتحكم فيها، علاقته برحيم غير قابلة للنقاش ولا مسموح لحد إنه يقيمها حتى لو كانت سـوزي
ضحكت و- خلاص بهزر، لسة زي ما أنت متغيرتش، بتقلب لو حد جاب سيرته
بصلها بلوم- أنا هفضل زي ما أنا، أنتي اللي أتغيرتي..
بيلمح لمقابلتها ليه أول مرة بعد غياب، لما أتعاملت إنها متعرفوش
كإنها مكانتش تلميذته، إنها أتعلمت فنون القتال والحياة على إيده
إنها دخلت العالم دا.. لأجله!
نطقت بعيون بتهرب منه- جيت وأنا حساك بتحاول تاخد مكان مش بتاعك
عايزة تكمل وتقول.. في قلبي.. وحياتي
تاخد مكان أيوب، مردش لما وصلت السيرة لهنا
أمتى ظهر أيوب ولية! لية يقف عقبة في طريقه
كان معاها، أحق بيها، لية محبتوش؟
بصتله برجاء، عايزة تطلب حاجة مش عايزها هو
فقبل ما تتكلم، وقف و- يلا علشان أروحك..
وصلها ومشى، وقفت هي تبص لعربيته وهي بتبتسم بحنين لذكريات فاتت،
دخلت لقيت البيت مقلوب، طاهر وحليم باين عليهم العصبية وشاكر البرود والهدوء
قربت تسأل بإستفهام- في أية؟
بصلها طاهر وبعصبية- أبوكي سبب الهجوم اللي حصل إنهاردة لرئيس حلف سوزانكس، أبوكي عايز يضيعنا أكتر ما أحنا ضايعين، كل ما ناخد خطوة لقدام مصّر يرجعنا لورا
بصتله بعدم إستيعاب قبل ما تبص لشاكر و- بجد يابابا لية! حلف سوزانكس صعب أوي وقوي جدًا أحنا مش قده و.. رئيس الحلف صديق مقرب ليك.
بصلها بعيون فيها نظرات مش مفهومة،
قبل ما يقول ببرود لسة متمسك بيه، بيداري فيه خوف حقيقي وقلق- قولتلك في العالم دا مفيش صاحب دايم ولا عدو.. والدليل اللي بنعيشه حاليًا، عثمان الجوادي بقى نسيب، وصاحبي في لحظة قلب عليا
– هو اللي قلب عليك؟ لية حصل أية، فهمني.. علشان نعرف نتصرف
نفى براسه بلا بسرعة، لتول مرة يمنع سوزي تدخل.. تفهم.. يمنعها تقرب- الموضوع دا خاص بيا لوحدي، هحله لوحدي.. متقلقوش دي كانت قرصة ودن، رفيق من غير الحلف ميساويش حاجة وأنا كنت بقرص ودنه هو.. مش الحلف
حاولوا معاه لكنه مصّر فسكتوا بقلة حيلة.
*****
لأول مرة يحس إنه.. ضعيف؟
لما وقف متيبس والرصاص محاوطه، كداب لو نفى خوفه، ورعبه، كداب.. هو جرى بتهور في لحظة، هو عنده إستعداد بالفعل يضحي بنفسه علشان سوزي
بس الرعب اللي عاشه ومفروض يعيش فيه كل يوم
ميقدرش يجربه تاني، ميقدرش يقَوم حرب بالطريقة دي
خرج نفس طويل للمرة اللي مش عارف عددها
بيحاول يهدى، اليوم كان صعب
زاهر جنبه بارد وهادي، سايب كل دا ومبسوط
إن أيوب بدأ يسيب علامة وبصمة!
بـ راحة نطق- بعد حركة شاكر المتهورة مع حلف سوزانكس هو وبنته وخطيب بنته هيبعدوا عن الصورة ودي فرصتنا.. أنت محظوظ ياجدع
بصله لقاه سرحان كعادته، إتنهد بملل
بيكره الحب علشان حواراته دي، وقف و- لا هسيبك تسهر الليل وأخره براحتك وأنا رايح أنام.. ورانا مصالح
خبط على كتفه ومشى
قعد زاهر بعد فترة على سريره جـه ينام جفاه النوم
طلة حلوة.. مبهرة عدت على خياله، نارية..
همس ببسمة خفيفة وهو بيغمض عيونه- شرسة
*****
– معاذ موجود؟
بصت ليها سكرتيرته قبل ما تستوعب هي مين وتقف تهز راسها بـأه، لسة هتدخله لقيته طالع كان واخد في وشه وماشي لكنه لمحها ووقف يبصلها بتعجب و- سوزي!
جياله بنفسها.. برجلها!
قربت منه وهي بتبتسم بسمة خفيفة و- كنت محتاجة أتكلم معاك في موضوع مهم
بص لساعته قبل ما يبصلها ويهز راسه بتمام، قالت- لو وراك مشوار مهم
– مش مشكلة، إتفضلي..
دخل معاها المكتب تاني، فتح تلاجة صغيرة موجودة في مكتبه و أخد ازازة وحطها قدامها، بصتلها كانت أزازة عصير رمان
أبتسمت بخفة و- لسة فاكر إني بحب عصير الرمان؟
نطق ببسمة خفيفة- عندي ذاكرة قوية
إتعدل في قعدته يبصلها بإهتمام و- في أية بقى؟
– بابا اللي هجم على رفيق
هز راسه بالإيجاب فكملت- دا ممكن يوترنا تاني ويعمل قلق، الكل هيرجع يفكر أن بابا متهور
– ودا أية دخله بينا!
بصتله بدهشة قبل ما تفسر- الزعامة! أزاي هيحطوها في أيد حد مش واثقين فيه
بصلها للحظات قبل ما يقولها اللي صدمها- سوزي.. أنا وعدتك إنك هتاخدي الزعامة ودا هيحصل
لكن مش وأنتي بنت شاكر اليوراني
بل..
وأنتي حرم معاذ الجوادي
هتاخدي الزعامة وأنتي مراتي.. وفي بيتي..
بصتله بصدمة و- دا مكنش إتفاقنا
– أية إتفاقنا؟ فكريني.. تاخدي الزعامة.. وبس.. أزاي.. دي طريقتي
– بابا..
– شاكر بيه أنتي عارفة كويسة أن صعب ياخدها، عامل عداوة ومواقف صعبة مع الكل، ملهاش طريقة غير كدا
عن طريقي..
أية ردك؟
ردها.. جوابها.. رغبتها.. معروفة
الزعامة ياسوزي لازم تاخديها، الزعامة أنتي أنسب حد ليها
خلي الزعامة دايمًا حلمك
أنا موصلتلهاش لكن أنتي توصليلها، أنتي موجودة علشان تاخدي الزعامة
خليها حلمك وهي هتوصل لحلمها مهما حصل
هزت راسها بإيجاب.. و- موافقة
رسميًا موافقة تكمل الطريق لأخره، تكمل الزيجة لأخرها، تكون مراته
إتفتح الباب وصوت كارين الصاخب- أنت لسة هنا مش مفروض تكون عند رحيم أول مرة تفوت معادك
وقفت عن الكلام وهي بتلمح سوزي أتحرجت وهي بتقرب تسلم عليها بلطف
قالت سوزي- ياخبر أنا اخرتك عن معادك.. لية مقولتليش؟
– أنتي أهم من أي معاد
كارين بتدخل مازح- حتى أهم من رحيم؟
بصت لسوزي و- دا أنتي طلعتي غالية أوي عنده ياسوزي
إتحرجت سوزي وبصت للأرض بكسوف
وقف هو علشان يمشي و- تعالي أوصلك في طريقي
بصاله لثواني بتفكير قبل ما تقول- ممكن أروح معاك؟ عند رحيم..
– أكيـد..
رحيم.. باب رحمة إتفتح ليها من غير ما تحس
إحساس الراحة اللي حست بيه لما شافته أول مرة ميتنسيش
محتاجة يتكرر..

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أنت عدوي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى