روايات

رواية أنت عدوي الفصل الرابع 4 بقلم زينب سمير توفيق

رواية أنت عدوي الفصل الرابع 4 بقلم زينب سمير توفيق

رواية أنت عدوي الجزء الرابع

رواية أنت عدوي البارت الرابع

أنت عدوي
أنت عدوي

رواية أنت عدوي الحلقة الرابعة

وصلت للمكان المنشـود، لمحت عربيته واقفة قريب منها وهو ساند عليها، باصص للسما بشرود
الليل كان ليل، نسمة هوا خفيفة في الجو، نزلت من عربيتها وقربت منه، لما حس بيها لف يبصلها
هـي قدامه، لكن مش هـي دي سـوزي اللي عرفها، متغيرة، مختلفة، بألوان كاتمة، ونظرات حادة، عيون بتطلق شرار وكراهيـة
قربت لحد ما وقفت قصاده، ربعت إيديها و- عايز أية؟
بملامح جامدة سألها، كإنه لسة مستنيها تكدب الخبر- صحيح هتتجوزي من بيت الجواديين؟
رفعت عيونها فوقعت على عيونه اللي بصالها برجاء مستخبي إنها تنفي، رغم كبرياء الطلة
بعدت عيونها عنه وهي بتومي بنعم و- أيوة
– لية؟ وأنا.. وأنتي.. أحنا
– مفيش أحنا، حاجة مفروض تعرفها وتفهمها كويس، مفيش حاجة اسمها أحنا.. اللي حصل دا كان لعب عيال وتنسـاه وإيـاك..
رفعت صباعها في وشـه وبتحذير- حد يعرف باللي كان بينا..
بصلها بعيون فارغة وهي كملت بمشاعر فاضية- اللي كان بينا كان علشان أنا مكنتش أعرف أنت مين.. لو كنت أعرف إن ليك صلة ولو بسيطة بالإليازيين.. كان مستحيل أبص في وشك حتى
علشان كدا بعد ما عرفت أنت مين مبقاش ليك وجود في حياتي، مسحتك.. واتمنى أنت كمان تنساني
اللي بيني وبينك هتفضل عداوة وبس.. دم.. ومنافسة
وهكسبها
ملاه هو كمان التحدي، الغضب،
إنها تكون بايعة للدرجادي علشان شوية نفوذ ومناصب
– محدش هيكسب الحرب اللي بينا دي إلا أنا.. وحربي أنا مختلفة.. حربي مكسبي فيها هيكون أنتِ ياسـوزي
بصله بضحكة ساخرة، بمعنى أحلم
قبل ما تلف وتمشي ويفضل هو مكانه ركبت عربيتها وفضلت لثوانِ بصاله، عقلهم سـوا سرح لبعيد
لنفس اللحظة، نفس الذكرى..
لما أبتدت الحكاية، من سنة ونص من دلوقتي..
قدام مطار أدولفو سواريز في مدريد، واقفة سـوزي معاها شنطة، مستنية عربية ومعاها فون
– وصلت خالص لا أنسوني خالص أنا معيزاش اسمع صوتك لحد ما أجازتي تخلص، متعرفنيش حاجة.. رن براحتك أنا مش هرد.. لو جيت ورايا هموتك
وصلت عربية بصت للوحتها قبل ما تكلم طاهر- طيب العربية اللي طلبتها وصلت سلام بقى.. هكلمك بعدين
قفلت معاه
ركبت مع السواق و- حـي سالامانكا رجاءًا، شارع ****
فتحت شباك أوضتها تاني يوم وهي بتبتسم بنوع من الحرية، ودون قيود، غيرت ألوانها الكاتمة لألوان فاتحة، لابسة زي رياضي بنطلون أبيض مع بلوزة وردي وجاكت أبيض، رافعة شعرها بتوكة عملت تمارين إحماء سريعة وهـي بتبص للمكان حواليها
لمحت في البيت اللي قدامها شخص واقف في بلكونته بيعمل نفس تمارين الإحماء انتبه لنظرتها فبصلها
بصت للأرض بحرج فابتسملها بتحية
هزت راسها قبل ما تقفل الشباك وتنزل، بدأت تجري.. سمعاتها في ودنها وباين عليها الإندماج..
حست بحد بيقرب منها قبل ما إيد تتحط على ودنها، وقفت تبص جنبها بخضة قبل ما تلمحه نفس الشاب اللي شافته من بلكونتها من دقايق
شالت سماعتها فبصلها بإحراج يعتذر ببسمة خفيفة- أعتذر إذا قمت بإخافتك لمحتك فأردت أن ألقي التحية عليكِ
هزت راسها بتفهم و- لا بـأس
– ساكنة جديدة بالحي؟
بصتله بنظرة متشككة فبرر- أنا هنا منذ سنوات وهذا المنزل كان فارغ لمدة
– اه نعم قمت بإستجاره لبضعة أسابيع
مـد إيده للسلام و- سأكون جاركِ في تلك الأسابيع القليلة دعيني أعتني بكِ
سلمت عليه وهي بتبتسم و- أعتني بي جيدًا من فضلك
– لا تقلقي..
كمل من غير شعور بلغته الأم- في عيوني
ظهر الإندهاش في عيونها قالت بالعربي- عربي؟
صحح- مصري
– يالها من صدفة، أنا كمان مصرية
وسعت إبتسامته أكتر، ظهرت الآلفة في ملامحه
– العناية هتزيد الضعف، أنا أيوب
– سوزي.. سوزي شاكر
كرر اسمها بتنغم- سوزي.. خلينا نجري سـوا
هزت راسها بموافقة، بعد وقت طويل، وقفت تتنفس بسرعة وإجهاد مايلة بجسمها وساندة بدرعاتها على ركبتها، مدلها إيده بإزازة مية خدتها شربتها وهي بتتنفس بعمق وابتسامة
– كفاية كدا مش هقدر أجري تاني
هز راسه بتفهم، إتعدلت في وقفتها و- خلينا نروح
مشى معاها كام خطوة قبل ما يبص حواليهم و يشاور لمكان قريب و- المطعم دا اكله حلو أوي خلينا نفطر سـوا
بصتله فلاعب شعره بإحراج و- حاسس إني لازق فيكي سيكا
ضحكت وهي بتنفي بلا و- خلينا نفطر
قعد قدامها بعد ما طلب ليهم اكل،
– أنا ببقى كدا مع أي حد مصري أو عربي تقريبًا بقابله هنا، لكن كلهم زيك كدا مبيكملوش شهور وبيمشوا وبرجع لوحدي، ومهما اتعرفت على ناس هنا مش بحس بالراحة زي ما بكون مع أي حد عربي أو مصري
غمز بعيونه و- الدم بيحن
ضحكت و- أنت بقالك كتير هنا بقى
هز راسه بـآه- من وأنا عندي 16 سنة، حاليًا أنا 28
– امم.. منزلتش مصر نهائي؟
– لا
كمل بجمود- ومش هنزل
لسة هتسأل عن السبب طلبهم جهز فقام يجيبه، رجع حطه قدامها وبدأوا ياكلوا
وأنتهى اللقاء الأول..
بالليل، فتحت شباك بلكونتها حطت مج على السور ووقفت تستجمع أفكارها، الحياة حلوة دون قيود.. دون مسئوليات.. ولا خوف، حست بصوت بسبسة قريب منها فتحت عيونها لقيته في وشها بيشاورلها بإيده
شاورتله بهاي، بصوت واضح نطق- بتعملي أية؟
هزت كتفها ومسكت المج بتاعها تجاوب ببساطة- بشرب كوفي
– آكلتي؟
هزت راسها بنفي، مش هتطبخ وكسلت تطلب أكل
شاورلها بحماس إنها تجيله و- تعالي كلي معايا، أنا بطبخ
بصتله قبل ما تهز راسها بلا، مش مرتاحة لسلاسة تعامله وأسلوبه، لبساطة تصرفاته
هي متعودة تفكر قبل كل خطوة، وتتعامل بحذر، حاسة بالخشية
حس بقلقها فـ- طيب استني
دخل جوه واختفى شوية قبل ما تلاقي جرس الباب بيرن راحت تفتح لقيته هو، مدلها إيده بعلب أكل و- أتفضلي
أخدتهم وهي بتبصله بدهشـة،
– بالهنا والشفا مسبقًا، أنا طباخ ماهر متأكد إنهم هيعجبوكي
غمزلها بعيونه قبل ما يشاورلها بباي ويمشي.
فتحت علب الأكل تاكل لمحت ورقة موجودة
مكتوب فيها ‘ هستنى رأيك في الأكل ‘
مع رقم تليفونه، ضحكت بعدم تصديق، الراجل المصري هيفضل محتفظ بصفاته حتى لو ساب مصر سنين وسنين
خلصت الأكل ومسكت الرسالة تبص للرقم بتردد كبير، من سنين معاشتش لحظات تكون فيها متوترة من النوع دا
خجولة وحيرانة!
مشاعرها مرتبكة! في الأخير كتبت رقمه وسجلته، بعتت بعد شوية من التفكير
– هاي أيوب أنا سوزي
بشكرك على الأكل كان جميل فعلًا تسلم إيدك
كإنه كان مستني رسالتها لحظات ورد عليها
– بالهنا والشفا، في أي وقت بس تكوني عايزة تاكلي عرفيني، رقمي ومعاكي.. بابي وفي وشك
ملقيش رد منها، فبعت بعدها- بكرة هتنزلي تجري؟
– اه
– هستناكي..
مدتش رد، مدتش معاد، قفلت ونامت..
تاني يوم الصبح إتعمدت تتأخر عن معاد أول يوم نزلت فيه، أول ما فتحت الباب لمحته في وشها، قاعد على كرسي موجود قدام بيته باين عليه الملل ومعاه كلب بيداعب فيه وقف أول ما لمحها
فتح الباب لكلبه علشان يدخل البيت وقفل عليه قبل ما يقرب منها ببسمة خفيفة نشيطة
– متفقناش على معاد فأضطريت استناكي، محبيتش أرن لأقلقك
بصتله من غير رد لثوانِ قبل ما تبتسم ليه بخفة،
شاورلها لقدام و- يلا؟
– يلا..
– إنهاردة بقى هوديكي مكان يخبل
قالها وهو بيسرع في خطواته لحد ما عداها ولف بجسمه علشان يواجهها، بدأ يجري لقدام بضهره وهو بيبصلها هـي
تلت أيام مروا على تعارفهم البسيط..
متعرفش مروا أزاي، خططها اللي خططت ليها ممشيتش، بس بتعيش خطط ألطف
– هوديكي القصر الملكي دا من أكبر قصور أوروبا الغربية عمومًا وهيعجبك أوي
– أوك..
وصلوا قدام بيتهم، عرض عليها كالعادة وهو بيفتح بابه- مش هتيجي أعملك فطار؟
– لا شكرًا
ابتسم بخفة وهو فاهم إنها لسة موثقتش فيه، – هجهزه وهجبهولك
– مفيش داعي أنا هـ..
شاورلها تسكت و- بس ياسوزي أنتي لما حاولتي تقلي بيض من يومين الجيران كانوا هيطلبوا المطافي، فكروها حريقة
بإحراج- سهيت عنه بس
هز راسه بتفهم مصطنع قبل ما يقول- خدي شور بسرعة هكون جهزت الفطار
شاورلها بالوداع ودخل وهي فضلت للحظات تبص لسور بيته ببسمة خفيفة، أيوب إنسان لطيف، مريح، تلقائي، بيتصرف من غير تفكير، راجل لذيذ، طباخ ماهر، رياضي ونشيط.. وسيم
وكل يوم بتكتشف حاجة جديدة فيه
فاقت من حالتها ودخلت بسرعة تاخد شور، طلعت لقيته سايبلها الفطار قدام الباب مع مورنينج تيكست كالعادة، أبتسمت وهي بتاخد الفطار وتدخل جوه
آكلته كالعادة بإستمتاع مش عارفة السبب
لإنه شهي فعلًا، ولا معمول ليها مخصوص
ولا لإنه منه؟
الساعة خمسة عصرًا، في معادهم المتفق عليه، فتحت بابها كعادته لقيته مستنيها قدام بابه مع كلبه، قربت منهم أخدت الكلب تداعبه وتسلم عليه قبل ما ياخده يدخله، فتحلها الباب العربية، سـده بجسمه قبل ما تقرب فبصتله بتعجب
بصلها من فوق لتحت بإعجاب، لابسه فستان صيفي لطيف أبيض بورود وردي كتير، مع بورنيطة بيضا وعليها شريط وردي، وجزمة بيضة، طلة رقيقة..
– أنا من مفضلين الألوان الغامقة لكن بسببك بقيت بحب الألوان الفاتحة.. بحسها متليقش غير عليكِ
ابتمست من غير رد، لو يعرف.. إن دي مش هـي.. مش حقيقتها، مش ألوانها
إنها بتحاول تعيش وقت مختلف عن طبيعتها علشان كدا بتعيش عكس كل حاجة متعودة تعملها
اخدها القصر، كان مرشد سياحي ممتاز ليها، قضوا وقت لطيف سـوا
طلع فونه علشان يصورها لكنها بسرعة اعطته بتاعها و- صورني بتليفوني
آخد ليها صور كتير قبل ما يقرب منها و- خلينا ناخد سيلفي سـوا
اخد أول صورة ليهم وهو بيبتسم كعادته بإشراق، وهي من غير ما تحس ابتسمت بسمة واسعة.. مرتاحة، مش مصطنعة
وكثرت من بعدها الإبتسامات، والخروحات، والصور واللحظات..
*****
فاقت من شرودها من الماضي السعيد لما وصلت لبيتها، مسكت مقود العربية ونزلت بوشها عليه تخفي ملامحها وملامح التأثر للحظات فيه، تتنفس بعمق كام مرة قبل ما ترفع وشها وهي بتتنهد
نزلت من عربيتها ودخلت البيت قابلها حليم
– أية دا كنتي فين؟
– كان عندي شغل
هز راسه بتفهم قبل ما يرد- عثمان جوه مع أبوكي
هزت راسها بتمام قبل ما تمشي بثقة لجوه وقفها بصوته- سوزي
وقفت وبصتله، سأل بقلق- أنتي كويسة؟ متاكدة أن معندكيش مانع على اللي بيحصل؟
ابتسمت ليه و- متقلقش، أنا كويسة كل اللي بيحصل بيحصل بموافقتي
ابتسم بإرتياح قبل ما يسيبها ويمشي ودخلت هـي..
إتقدمت تسلم عليهم قبل ما تقعد جنب شاكر وفي وشهم، حاطة رجل على رجل بثقة، مسكت في قلم قدامها تلعب بيـه وتلففه بين صوابعها
شاكر- كويس إنك جيتي كنا بنتكلم عن كعاد تسليم شحنات السلاح هتروحي تستلميها أنتي وطاهر مع معاذ كمان يومين
– معادها إتقدم؟
– آه كان لازم قبل الخطوبة
منعًا لأي غدر، وتبرءة ذمـة من الجواديين ناحية اليوارنيين
هزت راسها بتفهم، ابتسم عثمان وهو بيشاور لمعاذ وليها و- شغلكم هنا خلص خلاص تقدروا تطلعوا تتكلموا سـوا لحد ما أخلص كلامي مع شاكر
بصت لشاكر اللي هز راسه بتشجيع وقفت مع معاذ، اللي لما وصلتله حاوط وسطها بدراعه وخرج معاها لبرة
قشعر جسمها من لمسته حاولت تبعد عنه من غير ما تلفت الإنتباه
وقفوا في تراس البيت، بيطل على الجنينة برة..
ابتسم يفتح معاها مواضيع عشوائيـة وهي بترد بالعافية
لحد ما خرج سؤاله مفاجئ- أية اللي بينك وبين أيوب ابن إليازي ياسوزي؟
بصتله بصدمة لقيته باصص قدامه بملامح جامدة، ماسك في سور البلكونة وفارد ضهره.. واقف بعزمه
بلعت ريقها تنفي و- مفيش حاجة بيننا
– مش عايزك تكدبي.. ومتقلقيش
بصلها وهو بيبتسم و- مستحيل أي حاجة هتقوليها هتقف في وش خطوبتنا ومصلحتك معانا.. الجوازة دي هتكمل للنهاية
ملتها الرهبة، لثواني حست بالخطر
معاذ مش سهل زي ما بيبين
للحظة فكرت ممكن دا كله تخطيطه من البداية؟ إنه يدمر العلاقات ما بينهم وبين الإليازيين بخطوة الهجوم الغبية
إنه يفتح الطريق قدامها علشان تحلم، إنه يفتحلها الباب على مصرعيه إنها تقرب منهم وتطلب دعمهم.. ويبقى الحل هو النسب ما بينهم
أيعقل؟..

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أنت عدوي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى