روايات

رواية أنت عدوي الفصل التاسع 9 بقلم زينب سمير توفيق

رواية أنت عدوي الفصل التاسع 9 بقلم زينب سمير توفيق

رواية أنت عدوي الجزء التاسع

رواية أنت عدوي البارت التاسع

أنت عدوي
أنت عدوي

رواية أنت عدوي الحلقة التاسعة

وصلت عربية أيوب وزاهر ووراهم عربيتين حراسة، بعد ساعة تقريبًا من إعلان إن العصابات مسكت في بعضها، بص أيوب حواليه بزهول والعربية بتمشي ببطء
المكان واعر، حروب الشاشات بقيت على ارض الواقع
كل إتنين مسكين بعض، في جروح عميقة، أكبر إتنين باصين لبعض نـد بـ نـد، مستنيين يشوفوا العركة بين رجالتهم هتخلص لصالح مين
لمَن الغلبة، وتفضل جولتهم النهائية
في العربية، فسر راجل لأيوب وزاهر- الخناقة بدأت بسبب حد من عصابة رجب رازى رجالة شلباوي، فشلباوي حلف لينسفهم
بص زاهر لأيوب و- شلباوي دا صاحب أقوى عصابة هنا
بصله أيوب و- بتاعتنا؟
بما إنه بقى على دراية أن كل حاجة قوية.. عنيفة.. تخصهم
نفى زاهر براسه و- تبع الجواديين، صاحبها معاذ، معاذ مبيوسخش إيده، ومبيبوظش صورته، فدول هما الجزء الشمال اللي بينوب عنه
اللحظة الوحيدة اللي أتهور فيها معاذ و أدى أمر مباشر سهل ينكشف من خلاله، كان لما هجم عليك
– أمم
كمل زاهر- أحنا جدك مكنش ليه قوي في الجو دا، بدأ يقتنع أخيرًا يكون لينا وجود هنا، عندنا عصابة أي كلام كدا لسة بتبتدي.. المهم لازم توقف اللي بيحصل، تثبت نفسك، تاخد اللقطة
بصله أيوب لثوانٍ، قبل ما يهز راسه وينزل من عربيته وهو بيطلع سلاحه ضرب خمس سـت رصاصات في الجو وقفت لثوانٍ الحركة في المكان والكل بصوله
بصله شلباوي بطرف عينه، قرب حد من رجالته لودنه قاله حاجة فهز راسه بإيجاب
قرب أيوب من شلباوي، مـد إيده يسلم عليه و- أيوب إليازي
سلم عليه- غني عن التعريف ياباشا
بص أيوب حواليـه فقال شلباوي بتحفز- ليـا حق وهاخده
بصله أيوب وهز راسه بإيجاب و- هجبهولك بنفسي، بس تسمحلي نقعد سـوا نتكلم الأول؟
بصله شلباوي للحظات بتفكير، كمل أيوب- مش هتندم، لو مقتنعتش بكلامي همشي وأسيبلك الساحة
قعد شلباوي ورجب مع أيوب، كلام كتير وإعتراض من هنا وهناك، لحد ما خلص الكلام على- رجب هيسلمك الشباب اللي ضايقوا رجالتك وأنت تتعامل، واللي بينكم يخلص لحد هنا، أعتبر اللي عملته
بص أيوب للإضرار الكبيرة لرجالة رجب ورجع يبص لشلباوي و- شفى لغليلك، وأنت.. دا تمن لتهور رجالتك
خلص الكلام أخيرًا وقف أيوب مع شلباوي في الأخر، بطريقة ما نصر أيوب شلباوي على رجب – رغم عداوته المضنية لرئيسه معاذ –
– أنا وأنت عارفين إنك بداية لخناقات كتيرة جاية، فأنا عايزك تسيطر على الأمور هنا، هديك الصلاحية إنك تتصرف باسمي، اللي شايفه صح إعمله
ودا رقمي، كلمني في أي حاجة تعطل معاك
قال شلباوي بنرفزة بسيطة- أنا مفيش حاجة تعطل معايا، المنطقة دي مهتسمعش ليها حس يازعيم، متولدش لسة اللي يكبر على شلباوي
ابتسم ليه أيوب وربت على كتفه مرتين و- شكلي هكسب راجل جدع ياشلباوي
لم الليلة دي
– ساعة زمن وكله هيرجع زي الأول
خلص معاه ورجع يركب مع زاهر اللي بصله بإعجاب و- كدا نضمن إنك عديت أول إختبار، لو شلباوي نجح، فأنت في أول تجمع هتكون أديت الإنطباع المطلوب
الزعامة مش هتفلت من إيدك
بص أيوب قدامه من غير ملامح باينة، الزعامة بقيت شغله الشاغل
الحرب بقيت قايمة عليها بينه وبين سوزي..
*****
الإحتفال الأول أو التجمع الأول..
وقف زاهر في ضهر أيوب، ربت على كتفه بتشجيع و- دي أول سلمة هتخطيها للزعامة، اللي عملته الأيام اللي فاتت وإنك ماسك زمام الأمور دا أول إثبات حضور ليك
أدخل يازعيم
زقـه ناحية الباب اللي أتفتح، حفل تاني بنفس الأجواء، راقي وفخم، مليان بشر، فيـه هدوء خاطف للإنفاس، في لحظة ممكن ينقلب الهدوء لعاصفة
دخل أيوب ومعاه زاهر اللي خلاه سلم على ناس كتير، زعماء عشائر وأحلاف وحاجات كتير مفهمش منها حاجة
بان على البعض نظرات الرضا ناحيته، والأخر نظرات لا مبالاة وعدم إهتمام
وفي نظرات غيظ
شاب في نهاية العشرينات جاي يخطف كرسي حلم بيه ناس سنين،
وقف عند ترابيزة مخصصة ليهم، إنضم ليهم جلال ودارت بينهم أحاديث بسيطة، قبل ما الهدوء اللي موجود أصلًا يبقى أهدء وأهدء
والباب يتفتح بصورة بطيئة بالنسباله، وتدخل سـوزي، ماسكة في دراع معاذ اللي محاوط وسطها بنوع من التملك، وقف الكاس عند حافة شفايفه وأتعلقت عيونه بيهم، وراهم دخلت باقي عيلتهم..
وقفت مع معاذ عند الترابيزة الخاصة بيهم، في ممر طويل فاصل بينهم، ناس رايحة وجاية، وهو حاسس إنهم ظلال، عيونه بقيت متعلقة بيها وبس
لية مش قادر يبعد عيونه عنها؟ لية مهما قال كفاية على الحب دا لحد كدا، يرجع يحن تاني
لية مش قادر يقسى، ومهها أخد قرارات ومهما فكر بالعقل اللي بيمنع كل الفرص إنها تجمعهم
يرجع قدام عيونها يُهزم؟
أي الرابط القوي اللي بيجمع بينهم دا!
في لحظة عيونها تواصلت مع عيونه، وقبل ما حد يدرك دا، قبل ما تحس بجمال اللحظة، إنها تبصله من غير ما تلاقي الضيق الموجود مؤخرًا في عيونه
المشهد أتقلب، هجوم مسلح حصل في الحفلة، كله إتأهب وطلع سلاحه، رفعت طرف فستانها علشان تسحب سلاحها، لكن لقيت معاذ بيمسكها يحطها ورا ضهره، بينزل راسها وجسمها لتحت الترابيزة وهو بينطق بصوت خايف وملهوف- خليكِ هنا أوعي تتحركي
لمحت بطرف عينيها كمان أيوب وهو جاي يجري ناحيتها، والرصاص محاوطه من كل ناحية لكنه مش مهتم
وسط زعيق زاهر فيه، وهو بيحاول يحمي نفسه ويحميه
بصت يمين وشمال، واحد جاي جري عليها خايف ومش مهتم بكل اللي حواليه
وواحد بدأ يضرب بجنون في اللي قدامه وكإنه فقد السيطرة على نفسه
لمجرد إنه فكر إن حد فيهم ممكن يآذيها بالغلط، معاذ اللي عمر ما بين جنونه لحد، ولا قتل قدام حد.. علشان وحشيته متظهرش لحد
مسك معاذ إيديها يهمسلها- تعالي..
شافت سبعة من رجالته جايين ناحيتهم، فمسكت في إيده تشاور بلا و- مش همشي وأسيبكم هنا
بصت حواليها، أيوب وقفه زاهر أخيرًا ورا عمود وعيونه بتبصلها وبس.. ومعاذ اللي بينهج بعنف.. وطاهر اللي طلع عزيز وأبوها وفضل هو وحليم في ركن هادي
كل أهلها هنا
وأهله، كارين وعثمان اللي محاوط بنته مفكر إنه بيحميها ميعرفش إنها تقدر تحمي بلد، لسة مشفش وشها الحقيقي!
رجعت تبصله تنفي بلا لكنه مهتمش، يخسر كل دول ولا إن خدش يصيب سوزي!
– هطلعك بنفسي..
قالها بإصرار وهو بيسحبها معاه بغصب، يسبقها ومخلي كل رجالته تحاوطها، بقى هو أول درع حماية ليها
مواجه كل الخطر، حاولت تسحبه يقف جنبها في الدايرة اللي أتحاوطت بيها، لكنه كان مكمل طريقه لقدام
بصت وراها لثانية، أيوب واقف ورا عمود.. قلقان من الهجوم؟ خايف؟ مرعوب؟
مطمن إنها في أمان! إتنهد براحة لما شاف غيره قدر يطلعها لبر أمان
رجعت تبص قدامها لمحت معاذ حرفيًا مش شايف قدامه حد، ولا عامل إعتبار لحد
واحد من رجالة حد مهم في الحفلة حاول يوقفه لإنه شاكك ان الهجوم حاصل علشان يتخلصوا من زعيمه والكل موضع شـك.. ومش عايز يمشيه، لكنه من غير تفكير ضرب رصاصة في قلبه
من غير ما يهتم بالنتائج، ولا أي إعتبارات، ولو حتى في محاكمات تأديبية!
وصل بيها أخيرًا لعربية واقفة بعيد، ركبها وشاور لواحد من رجالته يركب معاها، جـه يمشي نادت عليه- معاذ
بصلها، نزلت أزاز العربية فميل يسند بدرعاته على سطحهم يبصلها ببسمة، أول مرة يكون قريب منها كدا
وأول مرة تشوفه مبتسم بروقان كدا، رغم كل الزوبعة اللي هما فيها!
– عيونه..
غزله بالنسبالها مجرد كلام فارغ بيقوله من غير ما يحسه
دا أكيد.. صح؟
مسكت إيده اللي وثقت فيها للحظة وهي بتطلب برجاء- كلهم هيبقوا كويسين صح؟
بص لمسكة إيدها لإيده قبل ما يبصلها ويهز راسه بوعد و- هوصلهم ليكِ بنفسي.. دلوقتي السواق هيوصلك لمكان آمن وأنا هجيلك بعد شوية، متخافيش
– انا مش خايفة
– عارف.. لكني عايزك تكوني خايفة، مستني تكوني في يوم خايفة وأكون أنا أول حد تلجأيله.. وقتها هعرف..
كمل جواه ‘ إن قلبك اختارني حتى لو أنتي مختارتنيش ‘
غمزلها بمرح مكمل- إنك واثقة فيـا.. يلا باي
باس إيدها اللي ماسكة إيده بسرعة ومشى
إتحركت العربية وهي فضلت شاردة، متوترة خايفة، وإيدها من غير ما تحس بتلعب في دبلتها
*****
بعد وقت طويل جدًا، خرج معاذ وطاهر مع عيلتهم، ركبوا عربياتهم وأطمن عليهم معاذ، لف علشان يمشي لمح أيوب بيقرب منه
اللي وقف قدامه لثواني يبصله من غير كلام، جاي علشان يشكره إنه أنقذ روحه من الضياع
لكنه مش قادر ينطقها ولا عارف، معاذ عارف إن في حاجة بينهم، دا باين من نظرات الكره اللي دايمًا بيبصله بيها
لكن رغم كدا.. أفرض مش عارف؟ بيبصله بكره لإنه مجرد زعيم محتمل!
قطع كل أفكاره صوت معاذ الجامد- أنا انقذت سوزي لاني مسمحش أشوف فيها خدش واحد.. حتى لو التمن موتي
عكسك.. رصاصتين بيخلوك تكش، في يوم هتشوف سوزي الفرق دا كويس، هتعرف الفرق بين واحد مستعد يموت نفسه علشانها وواحد في أول أزمة بيختفي
دافع بعصبية- انا مكشيتش ومخفتش.. أنا هنا أصلًا علشان سوزي، بس خفت لو حد شافنا سوا يفهم غلط
معاذ بلا مبالاة- متهمنيش الإعتبارات دي.. رغم إنها صح، لاني لو كنت شوفتك جنبها كنت هقتلك وسط الزيطة اللي حصلت وكإني مش واخد بالي
أيوب بتحدي- هكون جنبها، سوزي عمرها ما هتكون ليك، سوزي ملكي
في لحظة قرب منه يمسك في ياقته يخنق فيه بغل وبأسنان مطبوقة بغضب- إيـاك تتجرأ تنطق الكلمة دي تاني، سوزي ليـا، خاتمي أناا اللي في صباعها.. ختم ملكيتي ليها
استنى وشوف وهي بتكون مراتي.. في أقرب وقت ممكن
أيوب بإستفزاز- حتى لو حصل، قلبها هيفضل معايا
بصله معاذ بنرفزة، نطق بثقة لا يملكها بتاتًا، مفيش أي دليل على صحتها- حتى دا هاخده
أيوب بضحكة ساخرة- خلينا نشوف
– هتشوف..
– عمومًا كنت جاي أشكرك، ياريت تفضل تحافظ عليها طول ما هي معاك.. لحد ما اخدها منك
وابتسمله ببرود قبل ما يمشي، ضم معاذ كف إيده لف لعربيته اللي وراه ضرب سطحها بقوة مرتين تلاتة لحد ما أتعورت..
قربت كارين منه بقلق ومسكت إيده و- لية كدا؟
صرخ فيها بآلم- لية اختارته هو.. لية حبته، لية مشافتنيش أنا في كل السنين دي، كنت جنبها فضلت محاوطها
أزاي مختارتنيش!
بصتله بحزن عليه و- علشان فضلت ساكت.. كنت بتراقب من بعيد.. فضلت بعيد لكنه قرب
بصلها ومنطقش، ربتت على كتفه لحنان و- تعالى معايا
ركبوا عربيتهم ومشيوا سـوا
*****
– وديني بيتي..
بصتله بتعجب فسر- سوزي هناك
كمل بمكر مازح- مكانتش في حالة طبيعية وخايفة خليتها تفكر إن بيتها ممكن يكون في خطر لو دا هجوم على العشاير عمومًا واني هحطها في مكان آمن
– خبيث.. حتى أصعب الظروف بتستغلها علشان تكون معاها
بصلها ببراءة مصطنعة فضحكت وهي بتسوق بيـه، وصلت بعد شوية لكوخ خشبي في مكان نائي بعيد.. متحاوط بالاشجار كإنها غابة
نزل من العربية فقالت- استناك
نفى بلا وشاورلها تمشي، مشى بخطواته ناحية الكوخ، وقف رجالته بإحترام ليه فشاورلهم يقعدوا، وصل للكوخ وفتحه ببطء، وقفت سوزي أول ما لمحته، قربت بلهفة منه و- طاهر لسة قافل معايا وقالي كلهم بخير وروحوا.. أنت أخبار عيلتك أية؟
شاورلها براسه إنهم كويسن، بتردد سألت- مين تاني آتاذى؟ حد نعرفه؟ مين اللي كان مقصود؟
بلع ريقه وهو بيرد، وبيقعد على أقرب كرسي ويبص لقدامه- كله بخير، الهجوم كان زي قرصة ودن لرئيس حلف سوزانكس.. عرفاه أكيد صديق مقرب لوالدك شاكر بيـه
هزت راسها بتفهم قبل ما تقعد على كرسي قدامه ساكتة، رفعت عيونها علشان تطلب منه إنها تمشي
لكنها لمحت إيديه اللي متعورة بشكل غبي شهقت وهي بتمسكها تقول- أية دا أية اللي عورها بالشكل الفظيع دا
مهتمش إنه يرد، وقفت و- دقيقة هعقمهالك، فين الإسعافات؟
قالتها وهي بترجع تبصله بعد ما بَعدت خطوة لكنها لقيت نفسها بتشهق بخضة لما مسك إيدها فجأة يسحبها ناحيته فوقعت في حضنه، ساندة إيدها على كتفه وشعرها الطويل مغطيهم هما الإتنين، راسها عند صدره وبداية ذقنه، قريبة من أنفه، اللي قرب منها يسند بدقنه بتعب على راسها، يشم ريحتها لثواني بأنفاس عميقة
ينطق بصوت رخيم- خليكِ هنا شوية.. ممكن؟
بلعت ريقها لثواني تحاول تستوعب الموقف، ثواني كانت كافية بالنسباله قبل ما تتعدل في وقفتها فورًا تنطق بإحراج وعصبية طفيفة- أية اللي عملته دا أنت.. أنت
سابته ومشيت بعدها وهو بيضحك بعدم تصديق
سوزي اتكسفت؟ اتحرجت.. زي باقي البنات
رغم إنها ابعد ما تكون عنها.. هي مختلفة عنهم
قعدت تدور في الحمام بعشوائيـة وهي بتتخبط يمين وشمال قبل ما تقف تقول بإستنكار- في أية أهدي كدا.. موقف غبي وعدى
خلينا نشوف إيده ونمشي بقى
دورت اخيرًا لحد ما لقيتها، طلعت من الحمام و…

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أنت عدوي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى