رواية أسيرة الجاسر الفصل الرابع 4 بقلم أميرة موسى
رواية أسيرة الجاسر الجزء الرابع
رواية أسيرة الجاسر البارت الرابع

رواية أسيرة الجاسر الحلقة الرابعة
ليليان كانت واقفة مع رحيم، وفجأة ظهر حد بعيد واقف بيبصلهم بشر. واحد من الحراس قرب من جاسر وقال:
الحارس: هو ده يا باشا؟ الشاب اللي نرميه برا؟
جاسر، وكانت عنيه حمره من كتر الغضب والغيرة، رد بحزم:
جاسر: هاتوه على المخزن.
الحارس: تحت أمرك يا باشا.
بعد ما ليليان مشيت من عند رحيم، جاسر راح المخزن. فتح الباب ودخل، لقى رحيم مربوط وبيحاول يفك نفسه.
جاسر بابتسامة مليانة تحدي:
جاسر: رحيم حجازي، 28 سنة، المهنة موظفه في بنك عايش مع أبوك وأمك وعندك تلات إخوات غيرك، صح
رحيم بتوتر: انت مين وعايز مننا إيه
جاسر بغموض:
جاسر: فكك انت أنا مين. المهم دلوقتي إنك تعرف اللي يلمس حاجة تخص جاسر البحراوي بيحصله إيه.
رحيم بتحدي: أنا جاي أرجّع خطيبتي.
جاسر بضحكة سخرية: كانت خطيبتك
رحيم بغضب:هتفضل خطيبتي غصب عنك.
جاسر بابتسامة مستفزة: بلاش تهددني، أنا مش من اللي بيتهددوا.
رحيم بتحدي واضح: انت فاكر الدنيا سايبة تخطف حارة بحالها
جاسر بهدوء قاتل: لو عشان ليليان، أخطف مصر كلها، مش مجرد حارة.
رحيم بعصبية: أنا هبلغ البوليس وهخرب الدنيا عليك.
جاسر: لو عرفت تطلع سليم الأول
رحيم بسخرية:: مش هتقدر تعمل حاجة من غير رجالتك.
جاسر بخطوات بطيئة ناحية رحيم:
جاسر: شايف كده
جاسر قرب وبص على إيد رحيم المربوطة، ثم أشار للحراس، فطلعوا له سكينة وسلّموها له. قرب أكتر وكل خطوة كانت مليانة تهديد، وقال:
جاسر: عارف اللي يلمس حاجة تخص جاسر بيحصله إيه
رحيم وهو بيحاول يفك نفسه: ليليان خطيبتي
جاسر بشر ظاهر على وشه: بيحصله كده.
رفع جاسر السكينة وضربها على إيد رحيم بقوة، فصل كفّه عن ذراعه. الدم كان في كل مكان، ورحيم بيصرخ بألم رهيب. رجالة جاسر واقفين كأنهم مش شايفين حاجة، ولا واحد فيهم رمش. جاسر، بكل برود، قال:
جاسر: لفّوا إيده، رجّعوه بلده، واحنا برضه ولاد أصول.
وطلع جاسر من المخزن، سايب رحيم يصرخ والدم مغرق المكان.
نرجع لليليان:
لما شافت إيد رحيم والدبلة لسه فيها، فضلت تصرخ ودخلت في حالة انهيار عصبي. كل اللي في الأوضة قاموا على صوتها، بس محدش كان مصدق اللي شافه. رانيا حضنتها وفضلت تهدي فيها وهي بتبكي.
ليليان كانت في حضن رانيا، جسمها بيرتعش من الخوف ودموعها نازلة زي الشلال. فجأة، بعدت عنها وقررت إنها تروح لجاسر. قامت واقفة وقالت ليليان: لازم كل ده يخلص.
رانيا بقلق:: رايحة فين يا ليليان
ليليان: هروح أشوف هو عايز إيه. مش هنفضل كده، لازم نخلص الموضوع ده مرة واحدة.
طلعت ليليان من الأوضة وراحت على أوضة جاسر. الحراس ما حدش اتكلم معاها، عشان دي كانت أوامر جاسر. دخلت ليليان الأوضة ولقته نايم على السرير. أول ما شافها، بص لها وقال بثقة:: كنت عارف إنك هتيجي.
ليليان بغضب: انت عايز مننا إيه حرام عليك! في بني آدم يعمل كده؟
جاسر بهدوء قاتل: آه أنا، وأعمل أكتر من كده كمان.
ليليان بغضب شديد: انت حيوان منك لله… ربنا ينتقم منك.
قام جاسر وقف قدامها وقال بهدوء خطير:
جاسر: معنديش مانع ربنا ينتقم مني، بس بشرط… إنك ما تكونيش لحد غيري. انسي… انسي إن حد غيري يلمسك أو يقرب منك.
ليليان بضربة على صدره وهي بتصرخ:
ليليان: حرام عليك هو ذنبه إيه ده يبقى ابن خالتي!
جاسر بجنون: حتى لو كان أخوكي، ولو لمسك لمسة مش عجباني، يستحق الموت.
ليليان بانفعال:: انت مريض! مجنون لازم تتعالج.
جاسر بهوس:: لو حبّي ليكي شايفاه مرض، فأنا مستعد أفضل طول عمري كده، ومش هتعالج منه.
ليليان بحزن: طب هو عملك إيه ذنبه إيه عشان تعمل فيه كده
جاسر بابتسامة مهووسة: هوسي بيكي. أنا مهووس بيكي يا ليليان. مقدرتش أشوفه يلمسك وأسكت.
ليليان: اللي انت عملته خلاني أكرهك أكتر، يا جاسر.
جاسر بصوت عالي: ما ينفعش تكرهيني سامعة؟ ما ينفعش
ليليان بتعب: أنا بجد مش عايزاك، بسببي وبسببك ناس كتير هتتأذي.
جاسر برجاء: اديني فرصة واحدة… بس فرصة واحدة.
ليليان بحزم: صدقني، مش هينفع. أنا معنديش أي مشاعر ليك.
جاسر بصّ لها نظرة طويلة، مليانة مشاعر متلخبطة، وقال بهدوء غريب:
جاسر: تعالي معايا.
ليليان: فين
جاسر: هتعرفي دلوقتي.
مشي جاسر ناحية الجدار، وداس على زرار مختفي في الحيطة. فجأة، الحيطة اتفتحت قدامه، وليليان شهقت بخضة. بصت لجاسر باستغراب، وهو رجع يبصلها وقال:
جاسر: تعالي.
دخل جاسر، وليليان دخلت وراه وهي متوترة. المكان كان أوضة غريبة فيها سرير، مكتب، وبرواز كبير متغطّي على الحيطة. جاسر قرب من البرواز، شال الغطاء اللي عليه، وليليان اتصدمت لما لقت صورها في كل مكان بي لحظات مختلفة من حياتها.
فضلت واقفة مصدومة، مش مصدقة اللي شايفاه. جاسر كسر الصمت وهو بيتكلم من غير ما يبصلها: كل صورك هنا… من أول مرة شفتك فيها لحد آخر مرة لما كنتي بتجيبي عيش.
ليليان، ولسه في حالة صدمة:: انت ما تعرفنيش غير من أيام معدودة
جاسر: : مين قال كده من أول مرة شوفتك فيها لحد النهارده، أنا أعرفك بقالي 7 شهور و3 أسابيع و5 أيام 15 دقيقة.
ليليان: جاسر، ده مش هيغير حاجة.
جاسر بغضب ظاهر: انتي عايزة إيه أكتر من كده
ليليان: عايزاك تبعد عني.
قرب جاسر منها، لكن ليليان اتراجعت بخوف وقالت:
ليليان: ما تقربش
جاسر بنبرة مليانة حُب وهوس:
جاسر: ليليان، أنا بحبك… بعشقك… مهووس بيكي، يا زيتونة. اديني فرصة واحدة، وشوفي جاسر العاشق ممكن يعمل عشانك .
ليليان بحزم:
ليليان: أنا آسفة، مش هقدر.
جاسر بصوت واطي ومليان غضب:
جاسر: ده آخر كلام
ليليان: أيوة.
جاسر بابتسامة غريبة:
جاسر: تمام أوي… يبقى حضّري نفسك، بكرة ابدا أختار عروسة.
ليليان باستغراب:: وأنا مالي
جاسر ببرود: هتكوني من ضمنهم… من ضمن اللي هيتعرضوا عليّ عشان أختار.
ليليان بغضب:: احنا مش أسيره عندك عشان تعمل اللي انت عايزه فينا!
جاسر بنبرة قاطعة:: أنا قولت اللي عندي. اتفضلي… عشان عايز أنام.
ليليان بصتله بحزن وهي خارجة من الأوضة، وأفكار كتير بتدور في دماغها. كانت خايفة إنها مش عارفة تخرج من هنا، وحاسة إن حياتها ممكن تفضل محبوسة في المكان ده للأبد.
تاني يوم الصبح، كان القصر كله مقلوب على زينة وحركة، والناس داخلة وخارجة. الجو كان زي ما يكون في فرح، والخدامين مش مصدقين إن جاسر أخيرًا قرر يتجوز.
دخلت واحدة من الخدم الصالة اللي فيها كل بنات القصر والباقيين من أهل الحارة، وقالت بصوت عالي:
الخدامة: جاسر باشا بعتلكم شوية فساتين تلبسوها… العروسة لازم تكون جاهزة في وقتها.
ليليان بغضب:
ليليان: روحي قوليله ينساها… دي في أحلامه
الخدامة بنبرة تهديد: اسمعي الكلام… وأظن إنك عارفة كويس اللي بيحصل للي ما يسمعش أوامر الباشا.
ليليان بتحدي: هتعملوا إيه أكتر من اللي عملتوه
الخدامة بحدة: أنا قولت اللي عندي… خمس دقايق وتكوني ورايا عشان تجهزي.
خرجت الخدامة، ورانيا قربت من ليليان وقالت بهمس: اسمعي الكلام والبسي… هو أكيد مش هيختارك، سمعت إنه هيتجوز بنت من عيلة النجار.
مي: وأنا كمان سمعت كده يا ليليان. خلينا نلبس ونخلص… يمكن ده يساعد بابا يخرج.
ليليان أخدت نفس طويل بتنهيدة ووافقت، وطلعت هي ومي ورا الخدامة. وقفت الخدامة قدام أوضة، فتحت الباب وقالت:
الخدامة: اتفضلوا.
دخلت ليليان ومي الأوضة، وكان فيها حمام وثلاث بنات تانين موجودين.
الخدامة: يلا، ابدأوا اقلعوا عشان تجهزوا.
ليليان وهي بتتلفت حواليها:
ليليان: في حد في الحمام؟
الخدامة: الحمام للاستحمام بس، وهيكون معاكوا واحدة تجهزكوا.
ليليان بسخرية:: ليه؟ صغيرين مش هنقدر نحمي نفسنا؟
الخدامة بنبرة قاطعة:
الخدامة: يلا من غير كلام كتير!
مي قربت من ليليان وهمست في ودنها حاجة، فليليان بصت للخدامة وقالت:
ليليان: إحنا هنساعد نفسنا.
الخدامة: مينفعش… دي أوامر الباشا.
ليليان: هو كل حاجة عندكم أوامر؟
الخدامة: ياريت تخلصي وتوفري علينا الكلام!
الخدامة أشارت لواحدة معاها إنها تبدأ تساعد مي بالعافية، ومي كانت بتزقها وتحاول تبعدها عنها. فجأة، ليليان صرخت:
ليليان: ابعدي عنها! إزاي تمسكيها كده؟
في الوقت ده، جاسر كان قاعد مع رجالة وحراس القصر وسمع صوت الزعيق. سأل بحدة:
جاسر: في إيه
الحراس: هنشوف إيه الموضوع ونبلغك يا باشا.
دخل الحراس الأوضة وسألوا الخدامة:
الحراس: في إيه؟ الباشا بيسأل.
الخدامة: في اتنين معترضين يغيروا قدام حد.
الحراس: تمام.
طلع الحراس وبلغوا جاسر. جاسر طلب يشوفهم فورًا.
الخدامة دخلت للأوضة وقالت:
الخدامة: انتِ ومي، الباشا عايز يشوفكم.
ليليان بتحدي:: عايز إيه
الخدامة: اتفضلي معانا، وهتعرفي.
طلعت ليليان ومي مع الحراس، ولما جاسر شافهم ابتسم بثقة، لأنه كان متأكد إن ليليان هي اللي رفضت.
جاسر: في إيه
ليليان: مصمم حد يساعدنا في اللبس! إحنا مش صغيرين عشان حد يساعدنا، هنغير لوحدنا.
جاسر: كل الزعيق ده عشان كده
ليليان: أومال هيكون عشان إيه
جاسر: تمام… سلمي
قربت واحدة من الخدم وقالت:
سلمي: تحت أمرك يا جاسر بيه.
جاسر: خديهم أوضة لوحدهم، وما تخليش حد يدخل عليهم غير لما هما بنفسهم يطلبوا كده.
سلمي: حاضر يا باشا.
مشت ليليان ومي مع سلمي لحد الأوضة، ودخلوا، وسلمي قفلت الباب عليهم.
مي: شكرًا أوي يا ليليان… أنا كنت خايفة حد يشوف جسمي ويتنمر عليّ بسبب النمش اللي فيه.
ليليان: يا حبيبتي، النمش ده علامة جمال. وبعدين اللي يتريق عليكي أكيد غيران منك، ما تخليش كلام حد يهزك.
مي: طول عمرك واقفة جنبي، حتى النهارده ما خفتيش من اللي اسمه جاسر ده ووقفتي قدامه عشاني.
ليليان: إنتِ أختي الصغيرة، أحارب العالم كله عشانك.
حضنتها مي بحب، وبعدها بدأوا يغيروا هدومهم.
بعد وقت طويل، طلعت كل البنات قدام جاسر، ومن ضمنهم رحمة وأهل الحارة كلهم كانوا حاضرين الفرح. حتى مرفت كانت قعدة على الكرسي بتاعه، وكل الناس اللي في القصر كانوا موجودين.
طلعت البنات كلهم لابسين فساتين بيض، لكن جاسر مفرقش معاهم ولا واحدة، وكان بيدور بعينيه على “الزيتونة” بتاعته. لحد ما لاقاها وقفة وسطهم، لابسة فستان جميل وخمار طويل، هو اللي عمله مخصوص ليها. بص ليها بحب، وهو شايفها مش حاطة ميك أب في وشها.
قرب جاسر منها ووقف قدامها وقال:
جاسر: مش حاطة ميك أب ليه؟
ليليان: هتفرق معاك قوي
جاسر: لا عادي.
ليليان: طالما عادي، متسألش. وبعدين، وشي مش متعود على الميك أب. عمرك شفت وش بيقرف من ريحته الميك أب أنا بقى الوش ده.
ابتسم جاسر بحب، لأنه كان عارف كل حاجة عنها من أصغر حاجة لأكبر حاجة.
بعد كده، جاسر قال: أنا اخترت العروسة خلاص.
مرفت: مين يا حبيبي
جاسر: ليليان.
انصدمت ليليان لما سمعت اسمه وقالت:
ليليان: مستحيل أوافق عليك.
جاسر: أحسنلك توفقي، وإلا هتشوفي حاجة مش هتعجبك.
ليليان: إنتَ إيه؟! مالك إيه؟ حرام عليك!
جاسر ببرد: خلصتي
ليليان: الجواز الإجباري ده مش جواز، يبقى جواز باطل.
جاسر: لا، ده بمزاجك.
ليليان: تبقى بتحلم.
جاسر: يعني إنتِ مش موافقة؟
ليليان: إنتَ مش فاهم! أمال بقول إيه من بدري؟
جاسر: تمام قوي، وأنا مش هغصبك على حاجة.
رجع بصلهم تاني وقال: خلينا في مي.
انصدمت مي، وجسمها بدأ يرتعش وقالت:
مي: لا، لا، أنا بحب خطيبي مش هقدر.
قربت ليليان منه وقالت:: ابعد عن أختي يا جاسر! أحسنلك.
جاسر: لو ما بعتش هتعملي إيه؟ طالما مش عايزين تيجوا بالحلال، هاخدكم بالحرام.
وبص ناحية الحراس وقال:
جاسر: قلعوا هدومها الأول، نشوف البضاعة.
مسكوا الحراس والخدم وأهل الحارة واتنين ستات قربوا من مي علشان يقلعوا هدومها.
فضلت ليليان تصوت هي ورانيا علشان يبعدوا عن مي،
ليليان بنهار:: أنا موافقة، هتجوزك يا جاسر، بس بلاش أختي
جاسر: ابعدوها عنها.
بعدو الستات عنها، وطلعت ليليان تجري، وهي بتعيط، واخدت مي في حضنها وقالت:
ليليان: اهدي يا حبيبتي، اهدي، أنا معاكي، متقلقيش، إنتِ لسه بهدومك، اهدي، محدش عملك حاجة.
قربت رانيا وحضنت بنتها، الاتنين، فقال جاسر:: اكتب يا شيخنا.
الشيخ: أهل العروس والعروسة يقربوه.
قعد صبري على كرسي قصاد جاسر، وليليان جنبته، دموعها بتنزل، وبدأ يكتب الكتاب، وخلص على جملة:
الشيخ: بارك الله عليكم وجمع بينكم في خير.
ابتدت الزغاريد والحراس بيدربوا نار. قام جاسر يرقص وأهل القصر فرحانين، إلا أهل رحمة ورحمه كانت هتولع من الغضب، بس مفيش حد يقدر يتكلم مع جاسر.
بعد فترة، خلص الفرح والرقص، أخد جاسر ليليان ودخلوا جوه.
في الأوضة، ليليان كانت واقفة بعيد عن جاسر وهي خايفة. قرب منها جاسر وحوطها من وسطها وقالت ليليان بخوف: ابعد عني
دفن جاسر وشه في رقبتها وقال: من النهارده هقرب وبس يا ليليان.
ابتعدت ليليان وقالت: عايزة أغير هدومي.
جاسر قال: ادخلي.
لسه هتتحرك، قال جاسر: ما تحاولي تعملي حاجة ذكية، عشان محدش هيدفع التمن غير أهلك.
دخلت ليليان الحمام وظلت تعيط.
جاسر كان بره، ولما لاقى إنها اتأخرت، خبط عليها وقال: “ليليان، كل ده بتعملي إيه؟”
ليليان بصوت مبحوح من العياط: “طالعة.”
لبست ليليان فستان شفاف وحملت رفيعه وطلعت. أول ما جاسر شافها، عينيه اتسعت من دهشة وقال بعشق: تجنيني.
استغربت ليليان من طريقته ونظرت في عينيه، العشق لسه ظاهر في عينيه. هي كانت مستغربة أكتر وأكتر، مش قادرة تفهم إزاي هو مش مقروف من دراعي المحروق ومن شكله؟ عمري ما هنساه لما رحيم عرف من مامتها، كان كل شوية ياخدني عند دكتور لأنه مش هيقدر يتجوزني وأنا بالشكل ده. لكن جاسر مختلف تمامًا، لسه نظراته ليا متغيرتش، نفس نظرات العشق اللي بشوفها دايمًا في عينيه، حتى بعد ما شاف دراعي
قرب جاسر وباس دراعه المحروق من أول كتفه لحد آخره، وبعدين نزل براسه على دراعه كله وهو بيبوسه بحنان . جسم ليليان اتنمل من طريقته، وقالت بتوتر: كفاية
ابتعد عنها جاسر بصعوبة وهو بياخد نفسه ومش مصدق إنها بين إيديه. بص لها بحب وقال بهوس: “جسمك ناعم أوي، ورائحتك تجنن.
ليليان وجهها قلب ألوان وانكسفت. هي لبست الفستان ده عشان كده عشان يقرف وما يقربش؟
جاسر كمل وقال: بتثقي فيا
أول ما جاسر قال كده، ليليان فتحت في العياط على طول.
جاسر ضمها وقال: “هشش… مش عايز أشوف دمعة منك. خليكي واثقه وعارفة إني عمري ما أذيكي.”
بعد كده ابتعد عنها وقال وهو ماسك وشها بين إيديه: عارفة إمتى هلمسك لما أبص في عينيكي وأشوف نفس الشوق اللي في عيني ليكي يكون ليا
وكمل بعشق: “مع إني هموت عليكي، هموت على ريحتك اللي بتجنني، بس مش هعمل إلا لما تكوني انتي بنفسك عايزة كده.”
قال وهو بيمسح دمعتها: ادخلي نامي، اليوم كان مرهق وطويل.”
استغربت ليليان من طريقة جاسر، مش مصدقة نفسها إنه مش هيقرب منها. طلعت نامت على السرير، غمضت عينيها بسرعة ومش مصدقة اللي بيحصل. قرب جاسر على السرير من ناحية رجليها، ميل على رجليها ورفع الفستان وباس ركبتها بشغف وقال: متخافيش، مش هاخدك غير لم تكوني عايزاني أكتر ما أنا عايزك، غير لما تقوليلي أنا عايزك يا جاسر.”
شدت ليليان رجليها وهي هتجنن من طريقته معاها، مش مصدقة إنه بيحبها كده لدرجة إنه يبوس رجليها. عمرها ما شافت راجل يبوس رجل مراته علشان بيحبها. طلع جاسر جنبها على السرير وشدها لحضنه وقال: مش معانا، يعني مش هلمسك إلا ما أخدك في حضني.
قرب لشفايفها وباسها بشغف، وبعد عنها لم حس إنه جسمه اتجمد في مكانه وقال: “أنا آسف، ضغطت عليكِ. بس مقدرتش أمسك نفسي.
ضمنها جاسر جامد لحضنه وقال: أه يا ليليان، لو تعرفي كام مرة كنت مشتاقلك، كام مرة اتمنيت أضمك، كام حسيت بنار جوايا وانتي مخطوبة لغيري. كنت هموت عليكي، وكأني مش شفتش واحدة غيرك.”
ضمها جامد، وناموا لحد الصبح.
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أسيرة الجاسر)