رواية أسرت قلبه الفصل الرابع والخمسون 54 بقلم سولييه نصار
رواية أسرت قلبه البارت الرابع والخمسون
رواية أسرت قلبه الجزء الرابع والخمسون

رواية أسرت قلبه الحلقة الرابعة والخمسون
(بداية النهاية )
أحاربك بكل قوتى ولكن لا أملك شئ لأحاربك به …مشاعري وقلبي وعقلي ..وكياني كله يقفان في صفك …أسلحتي بالكامل تأمرت ضدي…هذا ليس عدلاً
(جاسم لنوران ….
…..
-تتجوز ؟
خرجت الحروف من شفتيه بهمس غاضب …عينيه البنية اشتعلتا بنيران الغيرة …تخيل فورا زواجها من شخص غيره. .تخيل ان تحب شخصاً غيره ….ضم كفيه بقوة والأفكار تتزاحم في رأسه حتى بدأ في الشعور بالصداع ….ابتسم أمجد بخبث وهو ينظر إليه …كان يشعر بالتشفي وهو يراقبه يبدو حقاً مصدوم ….هو يعرف أن هذا الغبي يحب شقيقته وشقيقته أيضا تحبه …والفضول ينهش قلبه لمعرفة السبب الذي جعل كلا منهما يتاخذان هذا القرار ….
-أيوة تتجوز … يعني هي هتعيش على الأطلال مثلا ؟!ده طبيعي يا جاسم …انت هتشوف حياتك …وهي كمان لازم تشوف حياتها …متقلقش عليها خالص ..هي في بيت اخوها …يعني آمان متخافش عليها ..أنا علطول بعد عدتها هدورلها على عريس محترم كده يتجوزها …وهي لسه صغيرة وحلوة والف واحد يتمناها ….
غصب جاسم على شفتيه رسم ابتسامة وهو يقول :
-أكيد اكيد …
ثم أشاح بوجهه وقد ازدادت وتيرة أنفاسه …يتخيل أن تتزوج بالفعل …تحب شخص آخر …التخيل فقط جعله يشتعل من الغيرة ….
ابتسم أمجد وهو ينظر إليه ويفكر أن جاسم سوف يتراجع عن الطلاق بالفعل ….
…
كانت تجلس بغرفتها شعرها يغطي وجهها والدموع تتساقط بكثافة من عينيها ….تشعر بروحها تنسحب من جسدها …لحظات وسوف ينفصل أسمه عن اسمها …لحظات وسوف يتحرر منها ليتزوج من اختارها …فتاة محترمة ..شريفة ليست ملوثة مثلها …طرقة خفيفة على الباب جعلتها تمسح دموعها بسرعة ….
-أدخل…
قالتها بنبرة مبحوحة بفعل البكاء ليُفتح الباب وتدخل رحيق وتغلق الباب جيداً…وقفت رحيق مستندة إلى الباب تنظر لشقيقتها بألم …كانت متألمة وهي تراها بتلك الحالة …….
-نوران …
قالتها رحيق بشفقة لتنفجر نوران بالبكاء وتفقد تماسكها كلياً….
اقتربت رحيق من شقيقتها وهي تضم شقيقتها إليها وتبكي…
-بس …بس يا حبيبتي خلاص متعيطيش …
-قلبي واجعني اووي يا رحيق …
قالتها والدموع تنهمر من عينيها بقوة
-بس ..بس يا حبيبتي ..بس …ربنا يجبر بخاطرك ويطبطب على قلبك …
تمسكت نوران بشقيقتها وهي لا تكف عن البكاء …تتمنى لو كان لها فرصة معه …ولكنها لن تلومه ابدا …ولكن كيف تقنع قلبها أن يتوقف عن حبه ؟!كيف !!
-هموت يا رحيق …هموت …
قالتها بعذاب لتبتعد عنها رحيق …
-حاولي معاه تاني مش عيب .ده جوزك …قولي انك بتحبيه .
قالتها رحيق وهي تمسك كفها ثم أكملت :
-قوليله انك مش عايزة تطلقي اطلبي فرصة تانية. …
هزت نوران رأسها وهي تبكي وتقول :
-مش هقدر اكون أنانية بالشكل ده …أنا مستحقش واحد زي جاسم. ..هو يستحق الاحسن مني … أنا واحدة …
-بس متكلميش !
لم تتركها رحيق تُكمل كلامها وهي تضع كفيها على شفتيها وتقول :
-متقوليش على نفسك اي حاجة يا نوران …أنتِ واحدة غلطتي توبتي وان شاء الله يتقبل توبتك …
ابتسمت نوران بحزن وقالت:
-يارب يتقبل توبتي يا رحيق …أحيانا بفكر أن ممكن يكون ربنا مغفرش ليا ذنبي وبترعب …الفكرة دي احيانا مش بتخليني أنام …أنا خايفة اووي يا رحيق …خايفة تكون توبتي متقبلتش…
ضمت رحيق شقيقتها وقالت:
-أنا شاء الله تكون اتقبلت. وان شاء الله جاسم برضه يسامح وينسى …أنا عارفة انك بتحبيه زي ما هو بيحبك اووي كمان
ابتلعت ريقها وهي تضم كفي شقيقتها بدورها وتقول :
-مش هيسامح ولا هينسى …أنا عارفة جاسم. ..ومنقدرش نلومه ده حقه ….
ابتعدت رحيق قليلاً وهي تقول :
-اللي عند ربنا مش بعيد …ادعي أنتِ بس وروحي كلميه اخر مرة … اطلبي منه فرصة أخيرة مش عيب ..
-افرض..افرض رفض …وده وارد جدا يا رحيق …ده انا متأكدة أنه هيرفض كمان …
قالتها وهي تتلمس قلبها لا تتحمل فكرة أن يرفضها مرة أخرى …سوف تنكسر …
ضغطت على كفها وقالت:
-بسيطة يا ستي لو رفض يبقى ده اختياره وهنحترمه على الأقل مش هتندمي في يوم انك خوفتي تكلميه وهتبقي مرتاحة انك عملتي اللي عليكي انك تخلي العلاقة دي تنجح بس أمر الله ونفذ ….اسمعي الكلام وكلميه لآخر مرة. ..المأذون ساعة كده وهيجي قبل ما يجي روحي كلميه يالا ..
-اقوله ايه ؟!
قالتها بإرتباك وهي تفرك كفيها لتشجعها رحيق :
-روحي قوليله انك بتحبيه…قوليله انك مش قادرة تعيشي من غيره ..أطلبي منه فرصة تانية …
-أنا مرعوبة ..
قالتها بخوف فردت رحيق وهي تجعلها تنهض وتقول :
-يا بت خايفة من ايه هو هياكلك…متقلقيش يالا بقا روحي وقوليله انك عايزة فرصة تانية …في أسوأ الأحوال هيحصل ايه يعني …هيرفض لكن تخيلي لو وافق هتبقي مبسوطة وأنتِ معاه صح …
ابتسمت نوران وهي بتمسح دموعها وقالت :
-طيب اروحله فين ؟
-هتلاقيه قاعد في اوضة الضيوف …
احمر وجهها قليلا وقالت :
-يعني هو عادي اني ادخل الاوضة عنده …أمجد ممكن يتضايق …
هزت كتفيها وقالت:
-وأمجد ليه يتضايق …ده جوزك …تعملي اللي أنتِ عايزاه معاه ..بالعكس أمجد هيفرح لو اتصالحتوا مع بعض …هو اصلا رافض حوار الطلاق وشغال يحاصر جاسم عشان يعرف السبب وجاسم مش بيتكلم …أنا بجد احترمته جدا …هو انسان مفيش منه …
ابتسمت نوران وهي تقول :
-عندك حق …أنا هروحله دلوقتي …
ابتسمت رحيق وقالت :
-استني بس ….
ثم ركضت نحو طاولة الزينة وأحضرت صندوق ما …أخرجت منه فرشاة شعر ومشطت شعر نوران ..وقالت :
-لازم تبقى على سنجة عشرة …
.
-هو أنا مش هلبس طرحة …
قالتها نوران متسائلة ..لترفع رحيق حاجبيها وتقول :
-هتلبسي طرحة قدام جوزك ليه؟!أنتِ ناوية تشليني يا ولية ؟!ده انا هحطلك روج كمان …
رمشت نوران وقالت بتوتر :
-روج؟لا يا رحيق ..بلاش روج ممكن يفهمني غلط ….
-احنا عايزينه يفهمك غلط …شوفي اسكتي خالص وسيبيني اضبطك شوية …شوفي عايزاكي تبهريه ….
-ما بلاش روج..
قالتها نوران بتوتر وهي تشعر بإشتعال وجنتيها …بالتأكيد سوف يفهمها بشكل خاطئ تماماً …
-بس يا بنت أنتِ بطلي هطل …أنا هحطلك حاجة خفيفة روج وماسكرا كده …
ابتسمت نوران وقالت بمشاغبة :
-من فين اتعلمتي ده كله ؟
ابتسمت بحياء وقالت:
-لازم اتعلم ولا عايزة جوزي يبص لبرا …
-لو بص لبرا يبقى هو اللي غلطان …مش هيلاقى احلى منك …ولا أطيب منك …بجد يا رحيق أنتِ احسن اخت شوفتها في حياتي …وانا واحدة ح….
قاطعتها وهي تقول بتهديد:
-اياكي تقولي على نفسك كلمة والا والله امد ايدي عليكي …انسي الماضي …أنا نسيت كل حاجة …أنا بالعكس مبسوطة اووي أننا قربنا من بعض …
ثم قبلت رأسها وقالت :
-يالا يا عروسة عشان نذوقك..عايزين جاسم يتجنن لما يشوفك…أنا هخليه بتجنن كده …اختك اتلعمت تحط ميكب وبجد جامدة على فكرة …
ضحكت نوران وقالت:
-قعدتك مع جوزك بوظتك على فكرة …
…..
كان متسطح على الفراش بغرفة الضيوف…يتذكر كلام أمجد وهو يشتعل من الداخل …الصور لا تتركه وشأنه …يتخيلها تتزوج شخص آخر …تحب شخص آخر …تنجب منه …كل تلك التفاصيل تهاجم عقله بقوة …يحاول أن يدفع تلك الصور عنه فيفشل تماماً كما يفشل على السيطرة على الحريق بداخله …يشعر بالغضب منها لأنها سوف تواصل حياتها …فكرة أن تحب شخص آخر تقهره لانه لن يستطيع أن يحب غيرها !!
..
انتبه عندما سمع طرقة خفيفة على الباب…
-أدخل …
قالها بهدوء وهو ينهض …لابد أن هذا أمجد أتى ليخبره بقدوم الشيخ الذي سوف يطلق نوران منه …تلك الفكرة جعلته يشعر بثقل في قلبه …فُتح الباب بهدوء لتظهر ني من احتلت عقله وقلبه دوماً…تبتلع ريقها وتقف أمامه…انسابت عينيه عليها بإنبهار…حاول اخفاؤه …كانت أول مرة يراها متزينه بتلك النعومة منذ ليلة زفافهما …..
-ممكن ادخل …
قالتها بخفوت وهي تطرق برأسها أرضا ليهز رأسه ويقول :
-اتفضلي …
ولجت للداخل بخطوات مترددة وهي تفرك كفيها لا تعرف كيف تبدأ حديثها خاصة مع نظراته تلك …كانت تشعر بالخجل وارادت أن تهرب من عينيه التي ترمقانها بتلك النظرة …فركت كفيها أكثر وهي تزدرد ريقها …شعرت أن الكلمات تأبى أن تخرج من فمها ..وكأن شجاعتها تبخرت عندما رأته …
نهض وهو يقترب منها …عينيه لا تحيدان عن عينيها…. بينما بدت هي كغزال خائف بينما تفرك كفيها بكل ذلك التوتر. ..أراد أن يجذبها في تلك اللحظة ويقبلها بعنف…يعانقها بقوة ولكن لحظة تذكر أنها ستتزوج بعد عدتها دمرت لحظة الرومانسية بينهما …وجد نفسها يناظرها بغضب لدرجة أنها تراجعت قليلاً بتوتر وهي ترمش وتقول :
+-فيه حاجة يا جاسم …حد.ضايقك ….
ربع ذراعيه وقال :
-صحيح هتتجوزي …
توسعت عينيها بدهشة ورددت ببلاهة :
-هتجوز ؟مين قال الكلام ده ؟!
-اخوكي اللي قاله …
قالها بغضب ثم أكمل بتهور :
-يا ترى بقا هتقولي للعريس الجديد سبب طلاقنا ولا هتحتفظي بيه لنفسك …هتقوليله انك…..
صمت قليلاً وهو يعود لرشده ويقطع كلماته قبل أن يجرحها من جديد …رمقته بعتاب وقالت:
-أنا مش هتجوز يا جاسم …مفكرتش في ده ابداً ومعرفش ليه أمجد قال كده …
أطرق بوجهه أرضاً للحظات …ثم رفع رأسه ووضع كفه على كتفها وهو يقول بندم :
-أنا اسف يا نوران …مكانش قصدي اجرحك مرة تاني …سامحيني ….
أعطته ابتسامة حلوة وقد بدت انها لم تغضب من الأساس وقالت:
-أنا مبعرفش ازعل منك يا جاسم …أنا عارف ان اللي بتقوله بسبب غضبك مني …أنا حتى لو عايزة ازعل مش هقدر ازعل منك ….
تنفس بتوتر لتطرق برأسها وهي تحاول أن ترتب كلماتها …تخاف من الرفض …ولكن ان لم تفعل هذا سوف تندم طوال حياتها …شقيقتها لديها حق…يجب أن تخبره. ..هي تريد فرصة واحدة فقط لتثبت أنها تغيرت
رفعت عينيها وهي تنظر إليه ….
-جاسم أنا مش عايزة اتطلق !
قالتها بتوتر وهي تفرك كفيها ….رمش وهو. ينظر إليها فأكملت :
-أنا عارفة اللي عملته لا يغتفر …صعب تسامح صحيح …بس انا بطلب فرصة منك اوعدك المرة دي عمري ما هجرحك ابدا …أنا هعمل كل حاجة تسعدك بس متبعدنيش عنك ….أنا ..
صمتت قليلا وابتلعت ريقها بعسر ثم قالت :
-أنا كمان معنديش اي مشكلة لو اتجوزت حورية …ده هيكون حقك….يعني ممكن تبقى معايا وتتجوزها لو بتحبها بجد ..بس متبعدنيش عنك …اديني فرصة تانية…أنا اتغيرت ….أنا بحبك …مش هقدر اشوفك بتبعد عني …أنا مش عايزة الطلاق ده
ظل ينظر إليها لثواني دون أن يتحدث …داخله صراع بين أن يغفر أو أن يمضي في الأمر ….يود.ان يصرخ بالموافقة ثم يجذبها ويعانقها …يقبلها كذلك اليوم ولكن هناك ما يمنعه …تلك الصور التي تخيلها عنها مع شخص آخر لا تخرج من عقله…فرك عينيه بتعب وقال :
+نوران مش هقدر ….
تلاشى الامل من قلبها ولمع بريق الدموع بعينيها ثم أكمل هو :
-مش هقدر انسى …وهأذيكي وأذي نفس …فالافضل أن كل واحد يروح لحاله …أنا آسف ….
هزت رأسها والدموع تنهمر من عينيها ومسحتها بسرعة وهي تقول :
-لا لا …تعتذر على ايه …ده حقك …أنا اسفة اني بضغط عليك ….أنا بس فكرت ….مش مهم …المهم أن ده حقك طبعاً ترفض ..
هز رأسه وقال وهو يشيح عينيه عنها ؛
-الافضل أننا نطلق وكل واحد يشوف حياته ….
هزت رأسها موافقة إياه وهي تقول بآسى :
-عندك حق ….
ابتلع ريقه وهو يسألها :
-صحيح مش هتتجوزي بعد ما نتطلق ….
هزت رأسها وهي تقول بإختناق :
-مش هتجوز …أمجد مش هيقدر يجبرني متقلقش
-تمام …
قالها وهو يشعر بالراحة داخله ….فتلك الفكرة كانت تؤرقه …
مسحت دموعها ونظرت إليه وهي تبتسم وتقول :
-لازم أمشي دلوقتي عشان اجهز المأذون قرب يوصل …
هز رأسه وهو يراها تنسحب من أمامه وتستدير خارجة من الغرفة …شعر أن قلبه يغادره …روحه تتركه معها فدون وعي منه هتف بإسمها .:
-نوران ..
نظرت إليه بسرعة وقالت بأمل :
-نعم يا جاسم …..
صمت قليلاً وهو يضم كفيه بغضب ويقول :
-بالتوفيق في حياتك الجديدة من غيري …
اصابتها خيبة الأمل وانسابت الدموع من عينيها وهي تقول بهمس ؛
-شكرا …
ثم خرجت وتركته …
……….
-هااا وافق؟!
قالتها رحيق بأمل عندما دخلت شقيقتها الغرفة ولكن كل حماسها قد تلاشى وهي ترى الإنكسار الذي يغزو ملامح شقيقتها …..
-نوران …
قالتها رحيق بشفقة …لترفع نوران عينيها المحمرة لها ثم تندفع إلى أحضانها وقد ارتفع ..نشيجها بشكل يؤلم القلب …ضمتها رحيق بقوة وهي تقول بلطف :
-بس بس خلاص …أنتِ عملتي اللي عليكي ..ربنا هيعوضك ان شاء الله …
-قلبي واجعني اووي يا رحيق …افتكرت أن كرامتي هتوجعني لما يرفضني بس قلبي اللي وجعني يا رحيق …
قبلت رحيق رأسها وقالت :
-بس اهدي …اهدي ….ربنا يجبر بخاطرك يا حبيبتي يارب ويطبطب على قلبك …..
بعد قليل …
خرجت وهي تمسك كف شقيقتها تتشح بعباءة سوداء وحجاب بنفس اللون …وجهها الآن أصبح خالي تماماً من الزينة بينما تطرق بوجهها أرضاً…تسير كمن يساق إلى حكم الموت …رفعت عينيها لتنظر إلى جاسم الجالس بجوار أمجد وبجانبهما الشيخ …جلست على الأريكة وهي تسمع بكاء والدتها في المقعد المقابل …وتقول :
-بالله عليك يا شيخ اقنعهم يفكروا تاني …حرام مكملوش شهرين جواز …الناس تقول ايه بس …..
نظر الشيخ إليهما وقال:
-فكروا تاني يا جماعة لو حابين …
-احنا فكرنا يا شيخ ….وده قرارنا النهائي …
قالها جاسم بهدوء ليهز الشيخ رأسه ويبدأ بإجراءات الطلاق ….
لحظات وانتهى كل شئ ….انفصلت تماماً عنه ….بهدوء اتجهت إلى غرفتها مُستنزفة وكأنها خسرت اهم معاركها ….
وكانت تلك النهاية لها …
……….
في اليوم التالي….
-هو رجل أحاط قلبه ..وقرر أن يغرق بحزنه إلا أن أتت هي …أذابت جليده…اغضبته …أخرجته عن طوره …أحبته أولا صحيح ..ولكنه هو من غرق بها …فأصبحت تشغل باله وكأن لا يوجد امرأة مثلها على الكوكب ….كان يتأملها وعلى شفتيه ابتسامة ….تنام براحة على الفراش …خصلات شعرها تغطي عينيها ..ابعد شعرها عنها برفق وهو يتألم تقاسيم وجهها الرائعة ..هي جميلة …جميلة جداً لا ينكر هذا …ولكن ما يجذبه أكثر ليس جمالها بل قوتها…كبرياؤها …هي لديها قدرة عجيبة على تجاهله حتى لو كانت تحبه حد الموت … لقد ذاق تجاهلها من قبل …لقد كاد يُجن وهو يراها تتجاهله بذلك الاصرار وكأنه لا يمثل أي أهمية لها …تجاهلها جرح كبرياؤه وعلمه الا يستهين بها ابدا ….
ابتسم وهو يضع كفه على وجنتها ثم يقبل رأسها ….لن يرتكب اي أخطاء أخرى بحقها …سوف يسعدها …يفعل المستحيل كي يرى ابتسامتها تسطع دوما ….لن يسمح لأي أحد أن يسلب منها سعادتها أو تلك الابتسامة الرائعة ..لمس وجهها بلطف عبست وهي تفتح عينيها …
رفرفت بعينيها وهي تراه أمامها….تيقظت حواسها على الفور من سباتها وهي تبتسم له وتقول :
-صحيت من بدري ؟
-أيوة وفضلت ساعة تقريباً اراقبك الظهر قرب يأذن يا كسلانة
قالها بهدوء وهو يعبث بشعرها …ثم أكمل :
-بتبقي رقيقة أووي وأنتِ نايمة …زي الملايكة
جعدت أنفها بضيق وهي تقول.:
-على فكرة أنا رقيقة طول عمري …انت اللي مش شايف ده ….
ابتسم لها وقال:
-لا بصراحة بتكوني رقيقة وأنتِ نايمة بس …لكن وأنتِ صاحية أنا بخاف منك والله …
مطت شفتيها بغضب كالأطفال وقالت :
-ليه بتخاف مني هو انا عفريت ….
-بحسك كده احيانا اه …
قالها وهو يكتم ضحكته لتضربه على صدره وتقول بضيق :
-قوم يالا لو سمحت…متنامش جنبي ….
ضحك وهو يعانقها ويقول :
-لا لا خلاص …أنتِ ملاك يا حبيبتي …
نظرت إليه بغضب وقالت وهي تنتبه الآن لملابسه :
-هو أنا طفلة عشان تضحك عليا بالكلمتين دوول …لا انسى …يالا ابعد عني وشوف انت متشيك ورايح على فين …
نظر إلى ملابسه وقال :
-رايح مشوار مهم هقولك عليه بعدين …المهم قومي أنا عملتلك الاكل وسخن…هطلع وهاجي بسرعة …اجيبلك حاجة معايا …
-شيبسي بالملح والخل ….
قالتها بهدوء ليهز رأسه ويقول:
-رغم اني مانعه بس هنعمل استثناء المرة دي …
قبل أنفها ثم غادر مسرعاً…
…..
بعد قليل …
،وقف امام منزل خالته وهو يتنهد بعمق …يجب أن يتكلم معها كي يضع النقاط على الحروف …لن يسمح لأي أحد أن يزعج زوجته …طرق على الباب بهدوء ليفتح الباب ويجد خالته صفية تبتسم مرحبة به وهي تقول :
-ايه النور ده …اتفضل يا حبيبي…
ابتسم هو وقال وهو يلج للمنزل :
-ده نورك يا خالتي اخبار صحتك ايه ؟!
-الحمدلله انا زي الفل …أنا جاي اتكلم مع سهيلة شوية …هي موجودة .؟
-ايوة يا حبيبي بنحضر الغدا …تعالى اتغدى معانا ….
-تسلمي يارب متغدي أنا عايز بس اتكلم معاها ممكن ؟!
-أكيد يا حبيبي..ارتاح هناديها ….
هز رأسه …وهو يجلس على الأريكة ….دقائق وقد ظهرت سهيلة ويبدو عليها الحماس …جلست على الأريكة وهي تقول بإبتسامة مشرقة :
-اهلا يا أمير اخبارك ايه …
ابتسمت والدة سهيلة وقالت :
-أنا هروح ا….
قاطعها امير وهو يقول :
-لا لو سمحتي يا خالتي اقعدي …انا حابب الكلام يبقى قدامك ….
نظرت سهيلة إلى والدتها بتوتر لتجلس صفية وتقول :
-اتفضل يا بني قول عايز ايه ….
نظر إلى سهيلة .. وبدأ كلامه …
-أنا مش حابب اللي بتعمله سهيلة مع مراتي يا خالتي …الموضوع بقا سخيف ….
قالها بصراحة دون تجميل في الكلام …نظر إلى سهيلة التي بهتت وقال:
-مش عايز مراتي كل شوية تتضايق بسببك وخاصة أنها حامل. مش عايز اي ضغط عليها …ياريت تكبري وتبطلي تصرفاتك دي يا سهيلة هتخليني اقفل منك خالص …
انهمرت الدموع من عينيها وهي تشعر بقلبها يعتصر بقوة ليتنهد وهو يشعر بتأنيب الضمير ويقول :
-صدقيني يا سهيلة أنا لو فيه اي مشاعر ناحيتك ولو بنسبة واحد في المية كنت اتجوزتك …بس الحقيقة أنتِ اختي وانا عمري ما فكرت فيكي بأي طريقة غير دي …اللي بتعمليه هيقلل منك وبس …لاني مش شايف غير مراتي …وبحبها ومستعد اعمل اي حاجة عشان متتضايقش ….بصي يا سهيلة أنتِ بنت خالتي ومن دمي عشان كده هقولك الكلام ده لآخر مرة …انا عايزك تشيليني من دماغك لاني عمري ما هفكر فيكي بالطريقة دي ابدا…هتفضلي سهيلة اختي …لكن سما…سما هي كل حياتي …مش عايز اكون في موقف اني اعاملك بطريقة وحشة بسبب تصرفاتك …ياريت تتفهمي اني جيتلك وكلمتك بنفسي لأن المرة الجاية مش هيكون مجرد كلام …
بعد يومين …
-نورتي بيتك تاني …
قالها جورج بسعادة وهو يفسح لها المجال لكي تلج للمنزل …كان سعيد بشكل لم يتخيله …لقد وافقت أخيراً …معذبته تلك ….وافقت على العودة لحياته ولكن بشروطها هي ….واحتفالاً بهذا غير ديكور المنزل كليا بدل الاثاث بأكمله …وضع صورهما بغرفة النوم ….حلق ذقنه وتأنق وهو يجلبها من منزلها …لم يهتم لنظرات والدتها النارية …سوف يتحمل كل شئ في سبيل أن تسامحه لا يهم لو أفرغت غضبها به …عاملته بكل برود …لا يهم …لقد عادت….والآن بمنزله سوف يجعلها ترى بنفسها أنه يحبها وأنه قد تغير …
وقفت ماريانا تنظر لهذا البيت …كان كاللعنة…كلما تركته تجد نفسها تعود إليه مرة أخرى …
انتفضت وهي تشعر بكف جورج عليها …ابتعدت عنه وهي تنظر إليه بتوجس ثم احمر وجهها بغضب وقالت :
-متلمسنيش بالشكل ده تاني ….
ابتلع ريقه وهو يرفع يديه ويقول :
-اهدي …انا اسف…مش قصدي والله ازعجك…كنت بقولك بس ممكن تروحي الاوضة تغيري وانا هطلب الاكل …تأكلي بيتزا ولا نجيب مشاوي ….
ربعت ذراعيها وهي ترتجف قليلاً وترد ؛
-شكرا أنا مش عايزة منك حاجة …مش عايزة أكل….
نظر إليها بلوم وقال:
-مينفعش. ..لازم تاكلي ..وبعدين ابرام هو اللي طلب إننا نتعامل مع بعض بشكل طبيعي عشان نكسر الحدود اللي ما بيننا . …
-أنا اصلا مكنتش عايزة اسمع كلامه …معرفش ازاي هو اقنعني …
ابتسم جورج وقال :
-بصراحة رغم غيرتي منه …إلا أنه اعترف أن جورج ليه طريقته المميزة اللي بتخليكي تتقبلي كل حاجة منه …هو عنده قدرة رهيبة على الإقناع …وصبر غريب …هو مش بيبذل مجهود حتى …كفاية أنه بس يكلمك بنبرة صوته الهادية ونقوله كل حاجة وتسمع كلامه ….
لم ترد ماريانا وهي تنظر بشرود أمامها ….
كان ينظر إليها بعصبية …لا يعرف فيما تفكر …مد كفها ليلمسها مجددا ولكنه تراجع في اللحظة الأخيرة …لا يريد أن يغضبها ….
-روحي يا ماريانا غيري هدومك وضبطي نفسك عشان نتعشى سوا ..
هزت رأسها بهدوء وهي تتجه نحو غرفتها ليتنهد هو براحة ويقول :
-يارب تلين بسرعة. …
….
بعد ساعة تقريباً….
كان قد وصل الطعام …أخرج البيتزا من الصندوق الخاص بها …كان يعرف أنها تعشق البيتزا الرانش أكثر من أي شئ لذلك طلبها لها وأحضر المشروبات الغازية ووضعهم على الطاولة ثم كاد أن يهتف بإسمها الا أنها خرجت من غرفتها وهي ترتدي منامة قطنية زرقاء وترفع شعرها لأعلى. ..لا توجد ابتسامة على شفتيها ولكن رغم هذا بدت اجمل ما رآه عينيه …أزاح المقعد قليلاً لها لكي تجلس …جلست بهدوء وهي تشرع في تناول الطعام ….
جلس وهو ينظر إليها بحب وقد أدرك داخله أنه الآن أكثر سعادة من اي يوم آخر …فها هو يشعر أن هذا بيته اخيرا بوجودها …فالمنزل يكون حيث هو يكون….
.. .
بعد مدة ليست قليلة …انتوا من الأكل …غسلت ماريانا يديها بعد أن نظمت الطاولة مع جورج ثم لاذت بالفرار إلى غرفتها رافضة طلب جورج أن تشرب معه قهوه ….
كان يجلس على الأريكة يمسك كوب القهوة الخاص به …ينظر إلى باب غرفتها وهو يشتاق إليها …فكر في الذهاب إليها والضغط عليها قليلاً ولكن عرف أن تلك ليست فكرة جيدة ….لذلك جلس مكانه وهو يتناول القهوة الخاصة به ….بعد قليل ترك القهوة ونهض وهو يطرق الباب عليها …
لحظات وفتحت الباب وهي تقول ؛
-نعم !
-القهوة طعمها حلو … متأكدة انك مش عايزة تشربي معايا ….
-لاااا….ولو سمحت روح …
قالتها بحدة ثم أغلقت الباب بوجهه ….
ذهب بضيق إلى الأريكة …امسك كوب القهوة ثم لمعت بعقله فكرة ما ….وجه القهوة إلى بلوزته وسكب القليل منها عليها ليصرخ بصوت منخفض بسبب سخونة القهوة …لم يتوقعها ساخنة لتلك الدرجة …أخذ يبعد البلوزة المبتلة عن جلده ونهض وهو متجه الى غرفته …طرق الباب مجددا لتفتح بضيق وتقول :
-أفندم …
-القهوة بوظت التيشرت عايزة اغيره …
رفعت حاجبيها وقالت:
-مين هيغسل التيشرت ده ؟
-هغسله أنا متقلقيش …
قالها وهو يكتم ضحكته لتهز كتفها وهي تفسح له الطريق وتقول :
-اتفضل
…..
بعد قليل …
-اووف نعم عايز ايه تاني ؟!!
قالتها ماريانا بضيق وهي تفتح الباب …أنها المرة الثالثة التي يدق عليها الباب ….ربعت ذراعيها وهي تنظر إليه بضيق …ابتسم بوجهها وقال:
-اصل التيشيرت بتاعي اتوسخ تاني …بصي اتكب عليه القهوة …ممكن اخد واحد جديد …
-هو ايه قصة التيشرتات اللي بتتكب عليها قهوة دي …وانت ليه تشرب قهوة في الوقت ده …ما تروح تنام …ولا انت عايز يجيلك ارق ….
ابتسم بمشاغبة واقترب منها وهو يقول بمزاح ولكن عينيه كانت تلتهمانها بشغف :
-ايه خايفة عليا …
تراجعت وهي تقول بضيق :
-لا مش خايفة اعمل اللي انت عايزة …روح جبلك تيشرت وسيبني انام ….
هز رأسه ثم ولج إلى الداخل …فتح الخزانة وهو يأخد وقته في اقتناء بلوزه له ….
-تفتكري انهي تيشرت احلى …الرمادي ولا الازرق ….
قالها ووعلى شفتيه ابتسامة مشاغبة …يجذبها بقوة إلى ذكرياتهما سوياً….عندما كانت تحبه أكثر من أي شئ آخر …تنهدت وكأنها تتذكر هي أيضاً….
….
-على فكرة الأزرق هيليق عليك اكتر …
قالتها وهي تلج للغرفة بينما هو يمسك قميصين له لكي يذهب للعمل أحدهما أسود والآخر أزرق …
عبس وهو يقول :
–بس انا حاسس ان الاسود هو الاحلى …
مطت شفتيها بغضب كالأطفال وقالت :
-لا الازرق احلى على فكرة ….
ابتسم لها وهو يشدها نحوه ثم يقبل وجنتها وقال:
-أنا بثق في ذوقك يا حبيبي ……
-طبيعي تثق في ذوقك …لاني حبيتك …
قالتها بإبتسامة واثقة ليضحك وهو يقول :
-ده مجاملة أنا مقدرش عليها …هلبس الازرق خلاص مادام بتحبيه ….
-بحب الازرق لانه لون عينيك ……
قالتها وهي تنظر لعينيه وتقول :
-دوول أول حاجة وقعوني فيك على فكرة ….اول مرة شوفت حسيت وكأني بقع من الدور العشرين…
-ايه الكلام الحلو ده …
قالها وهو يرتدي قميصه …
-ده أنتِ بتحبيني اووي على كده …
-اكتر مما تتخيل …انا حبيتك من البداية يا جورج …بس انت مكنتش شايفني …حتى بعد ما اتجوزنا مشوفتنيش وبقيت تعاملني وحش برضه ….
رفع عينيه وهو ينظر إليها …أجفله الألم.بعينيها وشعر بالذنب …اقترب منها وهو يقبل رأسها ويقول :
-أوعدك اني عمري ما هجرحك تاني …
..
عادت من شرودها وقد التمع بريق الدموع بعينيها وهي تفكر أنها تحملت الكثير بسببه …لكي يحبها تخلت عن كرامتها …انسابت الدموع من عينيها …ليعبس وهو يقترب منها ويقول :
-مالك يا ماريانا …أنا ضايقتك ….
رفعت وجهها وهي تمسح دموعها وتقول :
-أنا من اول ما دخلت حياتك وانت بتجرحني وبس ….
-ماريانا.
قالها بيأس وهو يقترب منها إلا أنها ابتعدت وهي تقول بإختناق :،
-خلاص يا جورج لو سمحت …أنا وافقت اجي اعيش معاك صحيح …بس مش معنى كده اني هرجع معاك زي الاول …أنا عايزة وقت ؛!!
-هديكي الوقت اللي أنتِ عايزاه …
-مش عايزة ده بس…عايزاك تحاول عشاني زي ما كنت بحاول عشانك …تستحمل اللي بقوله زي ما كنت مستحملة اللي انت بتقوله ….
عانق وجهها وهو يقول بحنان :
-كل اللي هتقوليه أو تعمليه هيكون مقبول …مش هتضايق …هيبقى حقك تقولي اي حاجة أو تعملي اي حاجة …متحاوليش عشاني يا ماريانا انا اللي. هحاول عشانك ..اوعدك من النهاردة انا مش هعمل حاجة غير اني اسعدك وبس …
….
بعد شهر …..
ابتسمت بسعادة وهي تنظر إلى الطاولة الصغيرة المزينة بالشموع ….ويتوسطها قالب من الكعك بالشوكولاتة …..لقد تحملها الفترة السابقة ..تحمل هرموناتها المتقلبة. .حزنها على شقيقتها التي تطلقت …لم يضغط عليها أو يطلب حقوقه …كان مراعي بدرجة اصابتها بالإنبهار …واساها …حاول إخراجها من حزنها …اضحكها وغنى لها ….كان يبدو أنه مستعد لفعل اي شىء لكي يسعدها وقد أتى دورها …سوف تسعده اليوم كما أسعدها هو …عضت شفتيها بخجل وهي تنظر لنفسها وهي ترتدي تلك الغلالة الصفراء الباهتة …غلالة لا تشبه شخصيتها تماماً ..بل شخصيته هو العابثة .. كانت تكشف أكثر من اللازم ..ولكنه زوجها …ستفعل هذا من أجله ….
فُتح الباب ..لترفرف أهدابها المزينة بماسكارا سوداء …
توقف مكانه للحظات وهو ينظر إليها بدهشة ….اغلق باب غرفته …وهو لا يصدق ما يراه أمامه ….
-أنتِ مين يا ست وفين مراتي المؤدبة المحترمة .؟
قالها بجدية مضحكة …ضحكت هي بصوت مرتفع ثم أغلقت فمها وقد غزا اللون الاحمر وجنتيها …فضحكتها في تلك اللحظة كانت تشبه ضحكة الراقصات …
-أموت أنا في السمن البلدي …
قالها وهو يتجه نحوها ليعانقها ثم رفعها …متجهاً بها إلى فراشهما….
-عاصي استنى
قالتها وهي تضحك بينما تحاول التحرر منه ولكنه امسكها جيدا وهو يقبلها على وجنتيها بالتتابع ثم اتجه إلى شفتيها لتضع كفها على شفتيه وتقول لاهثة بينما تلهث ووجهها احمر بالكامل …
-استني…استنى .عايزة اقولك حاجة …
عبس متسائلاً لتعلن ببهجة :
-أنا حامل ..
……
عبست مياس .وهي تشعر بشئ يجثم عليها …فتحت عينيها وهي تشعر بالدوار لتجد معاذ هو من يعتليها بينما يقبلها بشكل مقزز
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أسرت قلبه)