رواية أسرت قلبه الفصل الحادي والثلاثون 31 بقلم سولييه نصار
رواية أسرت قلبه البارت الحادي والثلاثون
رواية أسرت قلبه الجزء الحادي والثلاثون

رواية أسرت قلبه الحلقة الحادية والثلاثون
(زال سحرك)
زال سحرك لم أعد أشعر بشئ نحوك
ماريانا لجورج …
……
-يالا يا بطل هساعدك عشان نجهز هدومك ….
قالها يوسف وهو يحمل محمد معه لغرفته لقد قررا السفر اليوم لقضاء شهر العسل بشرم الشيخ …اسبوع كامل وهم بعيد عن كل شئ ……ابتسمت ماجدة وهي تلملم الأطباق…كان قلبها يخفق تأثرا من اهتمامه بطفلها….يوسف لم يأخذ وقته بالتعرف على الطفل بل عامله كأنه ابنه منذ البداية …دموع التأثر احرقت عينيها وذهبت مسرعة للمطبخ لكي تغسل الأطباق ….
بينما انسابت دموعها دون أن تستطيع منعها …
-ماجدة أنا …
قالها يوسف وهو يلج للمطبخ ولكنه توقف فجأة وهو يراها تمسح دموعها مسرعة …عبس واقترب منها وهو يقول :
-فيه ايه ليه بتبكي ليه؟!…
هزت رأسها مبتسمة وهي تقول :
-مفيش دي دموع السعادة …
اقترب وأمسك كفها وهو يقبله بلطف ويقول :
-مش عايزك تبكي حتى من السعادة يا ماجدة…عايزك مبتسمة دايما….
-انا خايفة …خايفة السعادة دي تنتهي …
عبس وقال :
-ليه تنتهي أنا مش هبطل أحبك متخافيش …
تنفست بعمق وهي تحاول منع دموعها من الانفجار وتقول :
-خايفة حاجة تحصل تفرقنا …خايفة من لطيف ….هو الحمدلله على كل حال بس مفيش فرحة بتتم ليا ابدا…خايفة منه اووي
وضع كفه على فمها وقال:
-عيب تقولي الكلام ده …عيب تقولي خايفة من لطيف وانا معاكي….أنا موجود وهحميكي منه..مش هيقدر يمس منك شعرة طول ما أنا عايش …متقلقيش …سيبي موضوع لطيف عليا لو كان هو مجنون فأنا اجن منه …جوزك جامد اووي على فكرة ……
كلامه لم ينجح في محو القلق من وجهها..ظلت ترمقه بقلق وقلبها يصرخ داخل صدرها من الخوف. .الخوف من خسارته …لطيف لن يرحمه ….لمس وجنتها وقال :
-انا ممكن اموت عشان احميكم …ثقي فيا لطيف مش هيقدر يأذيكي الا على جثتي. ..اعتبري ده وعد مني …
غطت شفتيه بكفها وهي تقول بهلع بينما الدم ع تثقل عينيها :
-بعيد الشر متقولش كده ….
قبل باطن كفها وابعده عنها وقال:
-يبقى متفكريش كتير وعيشي اللحظة ..
-طيب عايزة اعرف عملت ايه مع لطيف …قولي وريح قلبي …عشان خاطري ….
كان القلق يكسو نظراتها فرد بلطف :
-هقولك…والله هقولك بس بعد شهر العسل بتاعنا….أنا مش هخبي عليكي وعد …
لم تطمئنها كلماته كما تأمل واراد بشدة …بل ظلت تنظر إليه بقلق …ابتسم وهو يقبل رأسها ويخرج مسرعاً لكي يكمل حزم اشياء الصغير ..
نظرت إلى أثره وهي تعترف أن الغموض الذي يسيطر على تصرفاته أصبح يخيفها…تتمنى فقط ألا يكون قد فعل شئ مع لطيف سوف يندم عليه لاحقاً!!……هي لن تستطيع أن تفقده ..لا تقدر على هذا !!
……….
ولج يوسف إلى غرفة محمد وهو يتنهد براحة …أنها تضغط عليه لكي تعرف الحقيقة …هو سوف يخبرها ولكن ليس الآن …يريدها مرتاحة …يريد أن يراها سعيدة لا أن تقلق بسبب هذا الرجل المجنون …ابتسم يوسف وهو يتذكر ما فعله لكي يمنع لطيف من الزواج منها …يتذكر أن اخبارها له بهوية صديقتها وزوجها ساعده كثيراً….
…….
-شكله راجل بتاع مزاج ..
قالها منير وهو ينظر إلى الحانة التي بها حماد زوج سمرا…مط يوسف شفتيه وقال :
-راجل زي ده هنعرف نجر رجليه كويس اووي …يالا يا منير ….
هز منير رأسه وهو يلج للحانة مع يوسف …..
…..
ضيق يوسف عينيه بتركيز وهو يراه حماد ….لقد ظل يراقب منزله مطولا لكي يعرفه جيدا …هذا الرجل نقاط ضعفه هي المال والنساء !!…تنهد يوسف وهو يقترب منه …يجلس بجواره على البار …ثم ينظر إليه …بينما كان يمسك في يده كوب الخمر وبجواره فتاة يافعة ترتدي فستان يظهر أكثر مما ينبغي …
-ايه رأيك تكسب معايا خمسين ألف ؟!
رفع حماد رأسه بقوة …رغم حالة السكر التي كان بها إلا أنه أصبح واعي للرقم الذي قاله هذا الغريب …
دفع الفتاة بعيدا وهو يقول بنبرة ثقيلة :
-انت مين يا بيه ؟!
-ايه رأيك تكسب خمسين ألف معايا ؟!
-أكيد يا بيه …بس ايه المقابل ؟!
ابتسم يوسف وقال هامساً:
-الادلة اللي معاك ضد لطيف…أنا عارف انك معاك كذا نسخة منها ….
ارتبك قليلا وقال بصوت مشدود:
-مش فاهم بتتكلم عن ايه ؟!
ثم نهض ليذهب ولكن يوسف طوق ذراعه وقال بخفة :
-اقعد يا راجل الكلام اخد وعطا الله ده انا بعرض عليك خمسين ألف…
-قصاد حياتي…شايف خمسين ألف كفاية اني اسلمك حياتي …
ابتسم يوسف وقال:
-متقلقش مش هيحصلك حاجة …
-وأنا ايه اللي يضمنلي ده ؟!
-مفيش ضمانات بس خمسين ألف مبلغ كويس عشان تختفي شوية عن عيون لطيف …هو مش هيكون فاضيلك اصلا الايام اللي جاية …
-خمسين ألف مبلغ قليل جدا على أدلة مهمة زي دي
-مية ألف وده آخر كلام !!!
………
خرج من شروده وهو يتنهد …لقد اخذ وقت لإقناع حماد ولكن الأمر يستحق. لقد تزوج المرأة التي يحبها والذي مستعد ان يقيم حرباً من أجلها هو ليس ذلك الرجل الجبان الذي يستسلم ويترك حبيبته لغيره ….هو يحارب …اما ان يموت أو يفوز بحب حياته. ليس هناك خيار ثالث…الخسارة ليست خيار في حربه ….الاستسلام ليس خيار. …
ابتسم وهو يقترب من الصغير ويفكر يشعر عسله مع عائلته الجديدة والرائعة…تلك العائلة التي سوف يحميها مهما كلفه الأمر. ..
…….
فتح عينيه بتعب وهو يحاول تذكر اين هو …فجأة تدارك الأمر عندما رأى ذراعي سيلا تحيطه …نهض قليلا وهو يشعر بالتشويش بينما يرى شعر سيلا الاحمر الناري وقد غطا الوسادة بينما ترتدي قميص نوم …رمش وهو ينظر إلى نفسه ..رباه ماذا حدث ولكنه تنهد براحة وهو يرى أنه بكامل ملابسه….نهض عنها وهو يبعد ذراعها برفق كي لا يوقظها ثم وقف بقرب الفراش …كان يشعر كأن صدره يضيق …أنه يخطئ …نومه هنا جعله يشعر بالإشمئزاز من نفسه …ماذا يفعل ؟حقا ماذا يفعل !!!هو ينام في منزل حبيبته السابقة تاركاً زوجته الحامل في المنزل…..
أخرجه من شروده أزيز هاتفه…نظر إليه بحيرة وهو يفكر من جعل الهاتف على الوضع الصامت …امسك هاتفه ليجد والده يتصل به ..ابتلع ريقه وهو يفكر متى عاد والده من اليونان ؟!!
وضع الهاتف على أذنه ليرعبه هدير والده وهو يقول :
-انت فين يا بيه ؟!مراتك في المستشفى بين الحيا والموت …انت فين !!!…
رمش جورج بإرتباك وهو يستوعب الكلمات التي تدخل عقله وقال بصوت ضعيف :
-ماريانا …ماريانا مالها …
صرخ به والده :
-انت لسه هتتصدم…اتنيل تعالى بسرعة وحسابك معايا بعدين …تعالى على مستشفي***** بسرعة !!
اغلق جورج الهاتف بينما بدأت الدموع تتجمع بعينيه …والده لم يخبره اي شىء عن حالة ماريانا …ولكن قلبه يخبره ان الأمر كبير للغاية …
ارتدى حذاؤه وسترته وهو غير مبالي بالدموع التي أصبحت تنهمر على وجنتيه ….
خرج مسرعاً من المنزل وهو يخرج من البناية بسرعة ويستقل سيارته ثم ينطلق بها وهو لا يرى جيداً بفعل الدموع …
..
وصل للمشفى في وقت قياسي للغاية …لم يهتم حتى بإغلاق باب السيارة وهو يركض مثل المجنون للداخل …بلهاث اتجه للاستقبال وهو يقول :
-مدام ماريانا إسحاق …
نظرت إليه الموظفة الشابة وهي تقول بتهذيب ؛
-في اوضة ٢٠٥….
ركض مسرعا وهو يستقل المصعد بينما قلبه يقصف داخل صدره برعب …يشعر بالدوران ….أخذ يدعو داخله أن تكون بخير …رباه يجب أن تكون بخير والا سوف يموت ……
خرجت من المصعد وهو يركض في رواق المشفى بلهاث بينما المارة ينظرون لهذا الرجل غير المهندم والدموع تغرق عينيه ووجهه بصدمة ….
-بابا …
قالها جورج بلهفة وهو يرى والده يخرج من غرفتها كان يبدو كالغريق الذي وجد القشة التي كانت ستنقذه…اقترب منه والده ثم امسكه بقوة من قميصه وهو يهدر به ؛
+كنت فين يا استاذ ومراتك بتواجه الموت ؟!!!مش هتبطل عك!!
ارتبك وتردد قبل أن يقول :
-صديق ليا كان معاه مشكلة عشان كده كنت معاه …مقدرتش اسيبه وانا بعت رسالة لماريانا … بس .بس ايه اللي حصل …ماريانا حصلها ايه …
كان منهار وهو ينتظر اى كلمة من والده تطمئنه …نظر إليه والده بغضب ثم دفعه وهو يقول :
-فيه حرامية اتهجموا على بيتك واذوا ماريانا …
انسحب اللون من وجهه وأصبح كالأموات تماما ليكمل والده بقسوة :
-ماريانا خسرت الجنين …ابنك مات …خلى صاحبك ده ينفعك …
…..
ولج للغرفة وهو ناكس الرأس لا يستطيع مواجهتها …رفع عينيه ببطء وجد والدته بجوار والدة ماريانا بينما ماريانا جالسة على الفراش ….نظراتها جامدة بلا مشاعر تماماً..لا يبدو عليها الإنهيار أو الألم …فقط تلمس بطنها دون إرادة منها على ما يبدو …اقترب منها بإنهيار ثم قبل رأسها ودموعه تنساب من عينيه ….
لم تأتي بأي رد فعل …
-ماريانا ؟!!
قالها بقلق وهو ينظر لوالدته بحيرة …كانت تبدو منفصلة تماماً عن الواقع ….
طرقة على الباب جعلته ينتبه ثم ولوج رجال الشرطة وخلفهم والده ….
ابتسم المحقق عدي بلطف وقال:
-الف سلامة عليكي يا مدام ماريانا حضرتك جاهزة …
هزت ماريانا رأسها بهدوء …..
…
بعد دقيقتين تقريباً…جلس المحقق وهو يأخذ اقولها
-حضرتك شوفتي أشكالهم.؟!
هزت ماريانا رأسها وقالت بصوت هادئ …
-للاسف لا يا فندم …كانوا مغطيين وشهم بقناع …لي واحد منهم اسمه حاتم …
هز المحقق رأسه وقال:
-ممكن تقولي ايه اللي حصل بالضبط …؟!
هزت رأسها ثم بدأت تقص له منذ البداية
…
-أنا صحيت من النوم على صوت باب بيتفتح …افتكرت جوزي هو اللي جه …قومت وقفت بس فجأة حسيت بحاجة غلط لان الصوت كان صوت اكتر من واحد …كنت حاسة زي ما يكون فيه اتنين برا من واحد …وقتها عرفت ان ده مش جوزي …روحت مسكت موبايلي بسرعة عشان اتصل بجورج…بس اللي ردت عليا سيلا .قالتلي أنه نايم …قولتلها تصحيه عشان فيه حرامية برا بس رفضت وقالت إنه تعبان لانه بذل مجهود كبير ومش هتقدر تصحيه وقفلت في وشي السكة …..
أطلق والد جورج نظراته نحو جورج الذي شحب وجهه كالأموات …شعر أنه بكابوس …لا يصدق أن سيلا تفعل هذا .به …..
-مين سيلا ؟!
قالها المحقق عدي بحيرة لترد هي بصوت ميت:
-الأكس بتاعة جوزي ….
كانت نظرات الجميع مصوبة عليه ..وللمرة الأولى يشعر بالخجل من نفسه ..هو كان معها …مع تلك الكاذبة المخادعة بينما زوجته تقاوم الموت …
-كملي يا فندم ..
قالها عدي لتكمل هي ؛
-بعد ما قفلت حاولت اتصل بالبوليس بس هما دخلوا عليا ….مقدرتش اعمل حاجة …واحد فيهم اللي اسمه حاتم طلع سكينة وهددني لو عملت صوت …هو كمان ضربني ووقعني على الأرض بعدين …بعدين…
تكسر صوتها قليلا وهي تقول بصعوبة :
-أتحرش بيا !!!
شهقة قوية خرجت من فم جورج …بينما نظرت والدتها إليها بصدمة لتردد مريانا :
-لمسني بطريقة وحشة …كنت اتمنى وقتها اني أموت من كتر القرف اللي انا حاسة بيه ….
انسابت الدموع من عيني جورج وخرج وهو لا يتحمل أن يسمع أكثر من هذا
…..
جلس على الأرض وهو يبكي بقوة …لا يتخيل أن ماريانا تعرضت لهذا كله … يرغب برؤية من فعل هذا بها ليقتله …يقسم أنه سوف يقتله …
-يارب …يارب …
تمتم بألم والدموع لا تتوقف عن الإنهمار …..
خرج والده من الغرفة …نهض جورج وهو ينظر إليه بقلق …جذبه من قميصه وهو يقول من بين أسنانه :
-غبي انت غبي….سلمت نفسك ليها لحد ما دمرتك ….بس انا اللي غلطان كان لازم اكشف وشها الحقيقي ليك قبل ما اسافر اليونان …أنا اللي غبي. …
نظر إليه جورج دون فهم ليقول هو :
-قولي يا حبيبي بررتلك ايه أنها سابتك فجأة … قالتلك ايه هي حجتها …
-قالت أنها اكتشفت انها مبتخلفش …
ضحك بسخرية وابتعد عنه وقال:
-فعلا حمار وغبي …حتة بنت زي دي ضحكت عليك …
جذبه والده إليه وقال بعنف :
-اسمع يا حبيبي السبب الحقيقي …اسمع عشان تعرف قد ايه انت واحد مغفل…السنيورة سابتك عشان أنا هددتها ….
شحب هو ليكمل :
-تعرف هددتها ليه ؟!عشان اكتشفت أن الهانم قربت منك ووقعتك في حبها عشان فلوسك …كانت بتستغلك يا مغفل ….
ثم دفعه حتى اصطدم بالحائط…
-ده مستحيل !!!
قالها والدموع تحرق عينيه مجددا …ابتسم والده بسخرية وقال:
-تعرف أنك تستاهل عقابك دلوقتي …عقاب أن ماريانا هتسيبك ….تستحق العقاب ده …
ثم تركه وذهب …..
……..
-احنا متفقناش نعمل كده يا حاتم ؟!!
قالها أدهم بغلظة لحاتم الذي متسطح على الأريكة المهترئة في غرفتهم على السطح ….
نظر إليه حاتم وقال:
-البنت كانت جامدة بصراحة…لولا خوفت من سين وجيم واني اتجاب كنت عملت اكتر من كده ….يا بخت جوزها. …
اقترب ادهم وشده من قميصه القطني وقال:
-انت ايه. ..بجد معندكش دم …حرام عليك الست كانت حامل ….ازاي تعمل كده !!!
-يووه ما خلاص يا عم ….مش هعمل كده تاني ….هي عجبتني واتمتعت شوية …بعدين يا حبيبي هو احنا شيوخ جامع ؟! فوق يا ننوس عين ماما احنا حرامية ….بعدين واحدة حلوة اتبسطت معاها ليه خربت الدنيا يعني ؟!!
هز أدهم رأسه وقال :
-ماشي يا حاتم …
ثم تركه وذهب ….
خرج أدهم من المنطقة التي يسكن بها ثم استقل سيارة النقل العام …..
…..
بعد قليل….
وقف امام مركز الشرطة وهو يبتلع ريقه …هل ما يفعله هو الصواب ..أن ينهي كل شئ ويورط نفسه ….هو منذ الأمس وهو في عذاب لا ينتهي ….وجه تلك المرأة لا يفارق عقله …لقد كانت حامل. ..توسلت من اجل ابنها ولكن حاتم لم يهتم …ذلك الوحش استباح جسد امراة حامل. ..صحيح لم يصل الأمر للإغتصاب ولكنه تحرش بها …لمسها بطريقة مقززة …وهو كان واقف مكانه لم يفعل أي شئ ليسامحه …ربما تلك هي الطريقة الوحيدة ليكفر بها عن ذنبه…
ولج إلى قسم الشرطة بأعصاب مشدودة ….
وخلال دقائق معدودة كان أمام ضابط الشرطة …
رفع حسام نصار حاجبيه وقال:
-بتعمل ايه يا هنا يا ادهم؟
فرك ادهم كفيه وقال:
-انا جاي ابلغ عن سرقة يا باشا …
-مين اللي سرق ..
-انا وصاحبي حاتم ..سرقنا شقة الدكتور جورج الحكيم !!
……
-انا عايزة أخرج من هنا !!
قالتها ماريانا بهدوء ….
اقتربت والدتها منها وهي تقول:
-يا بنتي أنتِ تعبانة والدكتور قال هيكتبلك خروج بكرة ….
-معلش يا ماما أنا عايزة أخرج …مش طايقة اقعد هنا ….
ولج جورج إلى الغرفة بعد أن غاب لساعتين كاملتين ….
كانت عينيه حمراء ….وجهه ذابل ….اليأس يكسو وجهه …نظرت إليه ماريانا بنظرة عابرة ثم اشاحت وجهها وهي تنظر إلى وجهها وتقول :
-انا عايزة اروح …
اقترب عزمي منها وقال:
-اهدي يا بنتي …هنروحك حاضر …هنعملك اللي أنتِ عايزاه …حقك عليا أنا …سامحيني ….
بتردد نظرت إليه وقالت :
-انا عايزة اروح بيت ماما …
قصف قلبه برعب ولهث وهو يسمع طلبه وصدمه رد والده البسيط وهو يقول :
-حاضر ..هوديكي بيت والدتك …وهجيب ممرضة تهتم بيكي …المهم متزعليش …واللي عملوا معاكي كده هيتعاقبوا ….
ثم نظر إلى جورج وقال وهو يطحن أسنانه:
-كلهم هيتعاقبوا واحد واحد !!!
كان يريد جورج التحدث …أن يتوسل إليها إلا تذهب ولكنه كان أجبن من أن يفعل هذا ….أغمض عينيه وهو يتذكر لقاؤه مع سيلا ….
……
-جورج …
قالتها بإرتباك وهي تفتح الباب له …كان يبدو عليه الإنهيار. ..كان يبدو في حالة تعيسة بحق …ابتلعت ريقها وهي تقول بنبرة متقطعة بفعل التوتر :
-أنت كويس يا جورج …
ولج للمنزل دون أي كلمة …عضت شفتيها وهي تفكر أنه ربما لم تخبره ماريانا بشأن اي شئ …جلس على الأريكة وهو يرفع رأسه للأعلى …الدموع تنهمر من عينيه .. اقتربت منه وجلست بجواره وهي تقول بلطف وهي تتلمس كتفه :
-مالك يا جورج ؟!
-ماريانا سقطت ….دخلوا عليها حرامية امبارح البيت …ضربوها ..واحد فيهم اتحرش فيها وخسرت الطفل …
بهتت للحظات وهي تشعر بتأنيب الضمير …حاولت دفع هذا الشعور بعيدا …هذا ليس ذنبها هي …هي كانت تظن أن ماريانا تتوهم …
نظر إليها جورج بعينين منكسرة وقال:
-انا حبيتك يا سيلا …حبيتك وجرحت ماريانا بسببك كتير …وقفت في وش ابويا بسببك …وده اللي نولته في الآخر !!
ثم نهض وقال :
-اكتشفت في النهاية اني سيبت الالماس وكنت بدور على التراب…
نهضت وهي تقترب منه وتقول بتوجس :
-جورح فيه ايه ؟!أنا مش فاهمة بتقول ايه ؟!
استدار وقد تصاعد اللهب بعينيه وأصبحت عينيه اكثر زرقة …
مد كفه ثم جذبها من شعرها إليه…توسعت عينيها بصدمة ليقول من بين اسنانه:
-ليه….ليه يا سيلا ….
-فيه ايه يا جورج؟!
قالتها برعب ليصرخ وهو يهز رأسها بقوة ألمتها حتى طفرت الدموع من عينيها:
-عملتي كده ليه؟!!انطقي …لما ماريانا اتصلت ليه عملتي كده …سيبتيها تواجه الموت….أنا خسرت ابني بسبب …خسرت حياتي …خسرت ماريانا !!!
-صدقني يا جورج …آه ..
صرخت بينما يخنقها بقوة وقال:
-كدبتي عليا في كل حاجة …خدعتيني …خلتيني مغفل!!!قولتي أنك سيبتيني عشان اكتشفتي أنك مش هتقدري تخلفي …وانتِ في الحقيقة هربتي عشان ابويا هددك يقولي حقيقتك …
شحب وجهها بقوة ليدفعها حتى وقعت على الأرض …كانت الدموع تطرف من عينيها كما تطرف من عينيه هو . وكان دموعه كانت محملة بالألم …ماريانا لن تسامحه ابدا !!!.
-ابويا قالي حقيقتك البشعة….للأسف قالي بعد فوات الاوان …أنا مش عايز اشوف وشك هنا تاني …لو شوفتك هقتلك . اطلعي من البيت ده !!
ثم تركها وذهب .
…
خرج من شروده وهو يدرك بألم انه يخسر ..وخسارته تلك المرة ستكون كبيرة لقد خسر حبه الحقيقي …لم تكن سيلا ولن تكون …هي فقط ماريانا !!!
…….
في اليوم التالي …
خرجت ماريانا من المشفى بعد توسل عزمي لها ان تبقى ليلة فقط لكي يطمئن عليها وهي تراجعت تلك المرة….وكمان وعدها هو بنفسه الى منزلها هي جورج لكي تحضر حقيبتها وتعود لمنزل والدتها…والدتها كانت تساعدها بينما تخبرها ان ترتاح ولكن ماريانا اصرت ان تحزم ملابسها معها …..
…
ولج جورج الى المنزل مسرعاً وهو يلهث..كان والده يجلس بصالة المنزل ..نظر إليه دون مبالاة ليندفع لغرفة النوم …تجمد فجأة وهو يراها قد حزمت حقيبتها وتمسك كف والدتها وهي تستعد للذهاب ..
اقترب منها ثم ضمها اليه وهو يبكي بشدة ويقول:
-عشان خاطري متسبنيش …أنا والله هموت؛!!!
لم تأتي بأي رد فعل …لم يتجمد جسدها حتى …بدأ وكأنها منفصلة تماماً عن الواقع ….
فجأة شعر بأحد يبعده عنها …
نظر وواجه والده الذي قال بقسوة :
-روحي يا بنتي …
هزت راسها وهي تذهب
-ماريانا !!
صرخ بفزع وهو يراها تنحسب من حياته ….شعر بالاختناق بينما تسير ممسكة حقيبتها. بكفها الآخر تمسك يد والدتها…الموت ما شعر به في تلك اللحظة …كانت خسارته عظيمة ….
-جورج كفاية !!
امسكه والده بعنف وهو يجذبه نحوه وقال:
-انت اللي عملت كده …انت اللي خسرتها بإيديك ..
.الدموع انفجرت من عينيه وهو يحاول أن يتحرر من قبضة والده…لقد اخطأ …نعم ارتكب الكوارث ولكن أن تغادر حياته !!هذا ما لا يستطيع تحمله إطلاقا …سوف يموت هو يعرف ….
تحرر من والدها بغتة ثم خرج من الغرفة ووقف امام الباب وهو يمنعها من الخروج …عينيه أضحت حمراء بفعل الدموع وقال:
-متعمليش فيا كده يا ماريانا …ابوس ايديكي متسبيش البيت …عاقبيني بأي طريقة بس متبعديش عني …
كانت نظراتها ميتة وهي تنظر إليه بدون مشاعر لا حب لا كره لا الم فقط نظراتها فارغة
..، قالت بنبرة خافتة باردة :
-ابعد لو سمحت ….
جثا على ركبتيه دون تفكير …دون أي اهتمام بكبرياؤه …
-متسبنيش …صدقيني هموت ….
جذبه والده بقوة عنهما وهو يقول :
-روحي يا بنتي ….
-بابا لا !!
هدر وهو يحاول الفكاك منه بينما يراها تخرج ….
نظر إلى والده وصرخ :
-ليه كده …
ولكن والده اخرسه وهو يصفعه بعنف ثم قال :
-القلم ده كان لازم تاخده من بدري ..أنا المرة دي اللي هقفلك وخليك عارف ومتأكد اني بنفسي هتأكد أن ماريانا مش هترجعلك !!
……..
بعد أسبوع ….
ابتسم بإنتصار وهو يراها تخرج …تلك المرة أتم جميع الإجراءات …اليوم ستكون زوجته بكل تأكيد …كانت جيلان ترتعش وهي تمسك كف رحيق …تشعر بغصة في حلقها …تريد البكاء بشدة ولا تستطيع …رفعت نظراتها الى الذي سيكون زوجها ..وجدته يبعد وجهه عنها …ويبدو انه يقاوم عدم النظر إليها….أطرقت بوجهها مرة آخرى وهي تشعر باليأس اليوم ستكون له ورغم انه كان حب حياتها الا انها لا تشعر بالسعادة ….حتى بعدما أتت أريام الى جامعتها واعتذرت لها امام الجميع لا تشعر بأي راحة ابدا …فالناس لن تتوقف عن الحديث وهي لن تنسى ابدا انه جرحها مرارا وتكرارا ….لم يهتم بها بل اعلن بتمرد انه سيتزوجها …وكأن رأيها غير مهم …وكأنها خاضعة له …برقت عينيها وهي تفكر ان أمجد مخطئ للغاية …..ان كانت خضعت هذة المرة فهي خضعت لان ليس لها أي اختيار آخر….هي مجبورة والسبب انها تحبه ولا تتخيل ان تكون ملك لأحد آخر …ولكنها سوف يُعاقب على ما فعله بها ….
جلست على المقعد وهي تطرق برأسها أرضا بينما بدأ الشيخ بإجراءات عقد القرآن ….
…..
بعد قليل اعلن الشيخ كونهما زوج وزوجة …مضت جيلان بقلب مثقل بالألم…تمنت ان تكون والدتها معها في تلك اللحظة …مهما كانت سعيدة فإن سعادتها منقوصة دون والدتها …اليوم تتزوج الرجل الذي احبته وسعادتها منقوصة لأسباب عديدة اهمها غياب والدتها …
بعد ان تم الآمر نهض وهو ينظر إليها يلتهمها بنظراته ….عينيه العسلية كانت مركزة عليها…الآن لديه الحق لينظر إليها بالطريقة التي يريدها…لن يمنعه أحد …مرت عينيه على فستانها الكريمي وحجابها الذي بنفس اللون ….جل ما يريده ان ينفرد بها ليرى شعرها ….يفعل بها ما حلم به منذ زمن
…..
يعد قليل ….
انفرد بها كما يريد …في غرفته…كانت جالسة وهي تفرك كفيها بتوتر …لا تفهم لماذا اتى بها الى هنا….نظرات دلال وهي تدخل الغرفة لا تفارقها ابدا …تشعر بالخجل عندما تتذكر نظراتها المحملة يالمعرفة …كان قلبها ينتفض داخل صدرها …فجأة انتفضت هي نفسها عندما أمسك كفها…نظر إليها بإبتسامة رائعة ..مرتاحة ومحبة وقال:
-انا حلمت باليوم ده كتير يا جيلان …حلمت باليوم اللي أبص ليكي براحتي من غير ما احس بالذنب ..انتِ الوحيدة اللي خليتي عيني وقلبي يعصوا اوامر عقلي .. الوحيدة اللي مكنتش بسيطر على نفسي وانا جنبها…أنا بحمد ربنا ان اتجوزتك وبقيتي ملكي …أنا بحبك…بحبك يا جيلان
ابعدت كفها ليعبس بشدة بينما التمع بريق الدموع بعينيها
-ليه محبتنيش من البداية ..ليه خليتنا نمر بده كله …
قالتها جيلان والدموع تتصاعد بعينيها …لقد تم عقد قرآنهما بالفعل ….تم الأمر سريعاً …دون إرادتها …دون أن يكون لها الحق أن ترفض …فهي بالنهاية المذنبة التي اغوت خطيب امرأة أخرى ….
تنهد أمجد وهو ينظر إليها…كانت تنظر إليه بإنكسار …شعر بالندم يتآكله …هو من تسبب في هذا …بسبب عدم اعترافه وتصميمه على المضي في خطبة هو لا يريدها ….
-جيلان أنا …
قالها وهو يحاول امساك كفها ولكنها أبعدت كفها وهي تقول ؛
-لا يا أمجد …انت السبب في ده كله …أنا عمري ما هسامحك ابدا …انت خطبت واحدة تانية واختارت تقهرني ….حتى مخلتنيش اشوف حياتي مع غيرك …
-لان مكانش ينفع تروحي لغيري يا جيلان …لاني هتجنن لو حصل كده
ابتسمت بألم وقالت:
-ولا كان ينفع اكون معاك ….في كل الأحوال أنا مع الشخص الغلط !!
شحب وجهه بقوة وقال:
-متقوليش كده …أنتِ بتحبيني ؟!
هزت رأسها وهي تقول بحزن:
-الحب مش كفاية يا أمجد ..
ثم كادت ان تنهض الا انه أمسك كفها وهو يقول بعناد :
-لا الحب كفاية..
ثم جذبها اكثر وهو يكتم اعتراضها بشفتيه…يقتل أي مقاومة لها …أي شك بحبهما…ولم تجد هي مفر من الاستسلام!!
………….
في اليوم التالي ….
-انا فاكرة اليوم ده كويس اووي….مش قادرة انساه…ده اليوم الوحيد اللي بيتعاد في أحلامي كل يوم يا دكتورة …اليوم اللي نفسي انساه ومبقدرش…احيانا بدعي اني افقد الذاكرة بس مبيحصلش ….
اقالتها مياس وقد انهمرت الدموع من عينيها…كانت ميرا مختار الطبيبة النفسية تنظر إليها …عينيها الرمادية تركز على مياس وتحلل كل حرف تقوله….لقد اخذت وقت طويل لتتكلم…جلسا معا مرتين تقريبا ولم تكن مياس مستعدة ان تتكلم بعد ولكن في تلك المرة اظهرت شجاعة وقررت التحدث عن الماضي ….
مسحت مياس دموعها واكملت :
-كنت خارجة من بيتي…رايحة الكلية وبتصل بعمر عشان اقوله انه معزوم عندنا …كنت حاسة بفرحة في اليوم ده مش طبيعية…حاسة ان الدنيا بتضحكلي …مخطوبة للي بحبه…حياتي مفيش احسن منها …بس بتيجي لحظة …لحظة واحدة تدمر ده كله …وتلاقي نفسك لوحدك …واللحظة دي عشتها ….
نشيج حار هرب من بين شفتيها … النقاب كان يخنقها …ارادت ان تخلعه في تلك اللحظة ….ولكن لم تستطع…أكملت وهي تتنفس بعنف :
-كان غريب …معرفش مين هو …عينيه كانت مليانة شر …شر لحد اذاه ..بس أنا عمري ما اذيت أي حد …كان بيقرب مني …خوفت منه وكنت هجري لبيتنا بس طلع ازازة غريبة وبعدين …بعدين …
شهقت وهي غير قادرة على الحديث….شعرت ان العالم بضيق بها ….
نهضت ميرا واقتربت منها وهي تربت على كتفها برفق …اغمضت مياس عينيها بينما تشعر وكأن الماضي يعود مرة أخرى …وكأن الأمان المزيف الذي شعرت به الايام السابقة اختفى فجأة وكل محله الرعب والخوف ….
جلست الطبيبة وهي تتحدث معها بصوته المنخفض اللطيف ….تحاول ان تصفي ذهنها.قبل ان تذهب …..
…..
خرجت مياس من غرفة الطبيبة وهي تشعر بالراحة نوعا ما …باقي الجلسة تكلمت الطبيبة عن اشياء مختلفة …اشعرتها بالراحة … كلامها كان كالسحر….نظرت لتجد سيف يجلس منتظرا اياها نهض ما ان راها وقال بلطف :
-ايه الاخبار …
تنهدت وهي تقترب منه وتعانقه…ابتسم وعانقها بدوره ….وهو يربت على ظهرها ..
-متخافيش ..أنا معاكي ….
…….
في سيارة سيف. ..
كان يقود السيارة بشكل طبيعي نوعا ما فهو قد ازال الجبيرة اخيراً….كانت هي جالسة وهي تنظر من النافذة. . تشعر براحة نوعاً ما تنهدت وهي تقول :
-سيف …
-عيون سيف …
ابتسمت وقالت:
-عايزة اشرب عصير قصب بالبرتقال …..
-عيوني حاضر ….
…..
في احد محلات عصير القصب كان قد احضر لها تصير القصب بالبرتقال الذي تحبه واحضر له هو العادي…كانت ترتشف العصير بتلذذ …كان واضح من عينيها التي تبرق من تحت النقاب …نظر إليها وخفق قلبه…كيف احتلت قلبه …كيف احبها …لن ينكر الأمر بعد الآن …هو يحبها …يحب مياس …يحبها بكل رقتها …عفويتها تعقيداتها ..يحب قوتها وضعفها…يحب تصاعد اللهيب الأزرق في عينيها ويعشق عناقها …تقبيلها…يعشق ان يكون الحامي لها …يحب ان يتخذ دور الشخص الذي سوف يحقق كل احلامها الذي سيكون معها الى الأبد….تلك هي طبيعته ان احب فهو يعطي كل شئ لشريك حياته ….
ابتسم وهو يشعر بالسحر نحوها وقال:
-مياس أنا بحبك !
شهقت وهي تسعل بقوة فابتسم وقال :.
-على مهلك….
نظرت إليه بإرتباك وقالت:
-م..متقولش كده ..
-أنا بحبك ….
-سيف لو سمحت …
قالتها بحزن وقد التمعت العيون بعينيها …
-انا بحبك ..
كررها للمرة الثالثة لتقول بمرارة :
-بس أنا لا ..أنا مش بحبك….
ابتسم وقال:
-هتحبيني …
-هتستنى كتير …
ابتسم وهو ينظر إليها بعمق وقال:
-مستعد استنى طول العمر …
……….
-ماريانا …ماريانا !!
كان يصرخ بها بقهر وهو يحاول أن يلج للمنزل لكي يراها ولكن والدتها كانت تقف امامه وهي تصرخ به:
-بطل جنان بقا وروح ..بنتي مبقتش عايزاك….
اثقلت الدموع عينيه وقال:
-ابوس ايديكي خليني بس اشوفها أنا بقالي اسبوع هتجنن بس واشوفها…هموت والله …
-يبقى اتعود لأنك من النهاردة مش هتشوف شعرة منها حتى …
ثم بقسوة اغلقت الباب بوجهه
…………
كانت تبتسم بسعادة وهي تمسك كفه لقد عاشت اجمل اسبوع معه …لقد دللها يوسف حتى شعرت أنها عادت صبية صغيرة …لن تنسى تلك الايام ابدا …
فجأة توقفت وهي ترى سمرا امام منزلها…متشحة بالسواد بينما الغضب يعمي عينيها….
-سمرا …
قالتها ماجدة بدهشة لتقترب سمرا من يوسف وتمسكه من قميصه وهو تصرخ به :
-جوزي حماد مات…اتقتل …قتله لطيف وانت السبب يا يوسف !!!
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أسرت قلبه)