رواية أحكام القلوب الفصل العاشر 10 بقلم منى عيد
رواية أحكام القلوب الجزء العاشر
رواية أحكام القلوب البارت العاشر

رواية أحكام القلوب الحلقة العاشرة
_أمكروبٌ أنت؟
_نعم.
= إذًا فلتُحوقِل، فواللهِ ما فُكَّت العُقد بمِثلها.💙🦋
العالم يدور به في حلقات دائرية لا تنتهي، ضجيج عقله يتصاعد، من المؤكد أجبروها أهلها على هذه الزيجة، هي الفتاة الأولى التي دخلت حياته وأراد الإستقرار معها، ولكن لحياته قصة أخرى ستروى.
سمع دقات على الباب تتعالى، يعرف جيدًا من صاحبها، فركض إلى الباب بكل لهفة وتحفز، ففتحه ليجدها أمامه كما توقع، فهتف بسرعة وأمل يتفاقم بداخله:
_ كنت.. كنت عارف إنك مستحيل تكوني موافقة على الجوازة دي، أكيد أهلك أجبروكِ صح؟
صمت ما إن لم يجد منها حتى كلمة تشفي علة قلبه وخوفه من ضياعها منه، دقق في ملامحها أكثر فلم يجد بها أي مشاعر، أو لهفة لطالما رأها في حدقتيها البراقة لأجله، سكون في قسمات وجهها، أصابه بالقلق والخوف.. وفقدان الأمل، فقدانها.
_ ساكتة ليه يا أمل؟ قولي إنك مش موافقة، وأنا هروح اتكلم مع أبـ…
_ أنا مش مجبورة يا علي…
هذا ما قالته بعد صمتها الطويل، كلمات كالصدأ بحلقه، رفرف بعينيه بعدم تصديق، لا لا يعقل، هو يتوهم أو هي قد اصتدمت بسيارة أثرت على عقلها، ربما ضربها والدها؟ ولكنه يعلم بإن والدها رجل حنون على أهل بيته، محال أن يمد يده عليها.
_ أنتِ بتقولي أي يا أمل؟ قولي إنهم هددوكِ، أجبروكِ، لكن أنتِ كدا بتوجعي قلبي.
استجمعت بعض القوة لتقول ما أتت لأجله، تعلم جيدًا بأنها ستعود وقد حطمت قلبه لشظايا، قلب سكنها لسنوات طويلة وها هي تكسره بكل قسوة.
_ أنا تعبت يا علي، تعبت من حياتي ومن الفقر اللي عايشة فيه، أنا أستحق أعيش مرتاحة فـ بيت كبير، بدل ما أطلع من فقر أروح برجليا لفقر تاني وأصعب منه.
أخذت نفسًا متعبًا تحاول منع بكائها أو الأستسلام لقلبها، عقلها هو سيدها الآن، يخبرها بكل صلف أن تبتعد لتحيا حياة كريمة بعيدة عن فقره، وحتى وإن طلب الأمر نزع قلبها من أضلعه، نعم، فقلبها سكن بجوار قلبه.
تابعت بمرارة وقوة زائفة:
_ يا علي، فكر فيها شوية، أنت لسه حياتك مش مستقرة، وفـ رقبتك اتنين، وأنا كمان هكون حمل عليك، أنت تستاهل واحدة أحسن مني يا علي، أما أنا فهكون سعيدة بعيد، شخص غني ومعاه فلوس تعيشني مرتاحة زي ما كنت بحلم، وأبعد عن كل القرف اللي شوفته فـ حياتي.
هتسخسر فيا السعادة يا علي؟
آه على خسارة علي! خسر قلبه وأمله، أمله في الحياة.
_ أنتِ عاوزة أي دلوقتي يا أمل؟
_ تسامحني يا علي وتشوف حياتك، أنا بحبـ…
هنا أوقفها بقوة، لا يحق لها أن تنطقها من فمها، حرمت عليه هذه الكلمة.
انبس بثبات وهدوء:
_ مش من حقي الكلمة دي، ولا من حقك تقوليها لي..
أخذ نفس عميق وبدأت الكلمات تثقل قلبه قبل لسانه، لم يعرف كيف يتفوه بها، ولكنها كلمات ضرورية لإنها طريقهما المعطوب.
_ روحي يا أمل، وأنا بتمنالك السعادة والفرح، والراحة اللي أنتِ بتتمنيها، أنا مسامحك.
نعم يسامحها، فظروف الحياة فوق قلوبهم، ما يتمنون ويرسمون من أحلام وردية.
ركضت لحياة تظنها تجلب لها الراحة، فليتركها لظنها إذًا.
رحلت بعدما دعست قلبه بحذائها بكل دناءة، تركض لألوان تراها تلتمع، ظنتها بكل حماقة تلتمع لأجلها، غافية عن أنها من بؤرة من الجحيم تقترب.
أغلق الباب بهدوء، وتحرك بعينين شاردتين في عالم آخر، مخيف موجع، ظلام دامس.
هوى جسده على الأريكة لتصدر صوتًا عاليًا غافلًا عن من كانت تراقبه سرًا، تراقب كل فعل يصدر منه.
قوي كما عاهدته في الأيام القليلة الماضية، جبل لا يهتز، ولكن عينيه تسرد وجعًا لا قرار له، عيناه يغطيها غيوم الحزن، الحسرة وربما الخيانة.
أحس بجسد يندس بجانبه على الأريكة، لم يرفع نظره فراقبته هي بتحفظ وحذر، تراقب تعابير وجهه المغضنة وكأنه أصبح كهلًا لا يقدر على حمل قشة.
ولذ بدون ذرة تفكير واحدة أحاطت لولو عنقه بذراعيها ليهدأ من معارك قلبه وصارخه الحاد، لم ينبلج شيئًا على وجهه، لكن قلبه بركان ثائر.
لم تعرف للآن لِمَ عانقته، ولكنها عندما تخاف أو تبكي تطوقها عفاف وتهدأ بعدها سريعًا، ربما علي في حاجة لعناق كهذا يضمد جرح قلبه الغائر.
وفعلًا هذا ما كان يرجوه وبدون وعي منه لف ذارعيه حول جسدها يشدد عليه في رغبة منه لتبديد ألمه، ولم يفق إلا على صوت أنين خافت خرج منها من شدة إحتضانه.
دفعها سريعًا عنه، يحاول لملمت شتات نفسه التي كادت أن تنحدر في فعل شنيع سيتذوق ألمه كل يوم.
نظر لها بعدم تصديق لما حدث، أما هي فبقت مكانها تفترش نظراتها سجاد غرفة الجلوس بخجل لأول مرة تعرف معناه.
أحس بسائل حار يغزو خديه ليجد أن دموعه تحررت ولأول مرة في حياته.
لحظات صمت ثم تبعها خروجه من الشقة صافعًا بابها بعنف.
___________________________________
بعد يومين، كل ما تشعر به خواء، العالم يدور بها، عقلها لا يتوقف، قلبها يصرخ ويتمزق، أكثر ما يزهق روحها كسرة والديها وحزنهما إن علما بالأمر.
حياتها كلها كوابيس، تراودها حتى وهي مستيقظة، أسوء كابوس معرفة أهلها.
ولذا في لحظة ضعف وتهور، أمسكت بشفرة صغيرة وأشهرت معصمها الأيسر، ووضعت الشفرة فوقه، حركة واحدة وتنتهي تلك المؤاساة، ستزول عنها المهانة والكسرة، تلبسها الجمود وعيناها تحجرت الدموع بهما، والشفرة احتكت ببشرة معصمها، ولكنها لآخر لحظة تذكرت، ما هي حجة أهلها في تبرير إنتحارها؟
ستسوء سمعتهم الطيبة وسط الحي بأكمله، فعلتها ستوشمهم بالعار، قتلت نفسها لأنها فرطت في شرفها بكل خسة وعهر، في كل الأحوال ليست عذراء ولكنها مغدورة، أما بإنتحارها فهي الجانية، ويا لقسوة الكلمة!
بعض قطرات الدماء تفجرت من معصمعها فلفته سريعًا بمحرمة صغيرة تمنع تدفق باقي دمائها، وفكرت في آخر حل لها… أسامة!
_ أسامة أنت لسه على عرضك ليا.. ااا إنك، إنك تتجوزني؟
ترددت كثيرًا قبل أن تنطق بجملتها الخافتة هذه، ولكنها قالتها على كل حال.
لو كان بوقت آخر لرقص فرحًا وأغدقها بأحضانه، ولكن الأمر مثير للشفقة، فهو لاحظ جيدًا نبرتها الكئيبة توسلها الخفي، كأنها بضاعة رديئة، قليلة الجودة فتعرض بأبخس الأسعار.
_ دا مش عرض يا بسمة، دا طلب جواز حقيقي، أنا معاكِ يا بسمة ولآخر يوم فـ عمري.
خطا الإحراج وجهها، فتمتمت بخفوت وحيرة:
_ بس أزاي هنعمل كدا؟ أنا مش عاوزة أعمل فرح والكلام دا.
لاحظ تخطيها كلمة زواجهما، ولكنه لم يعلق رغم عبوسه، رد بهدوء وإقناع:
_ أولًا مش هنعمل فرح وهيصة زي ما قلتِ ودا سببه إن عم أبوكِ لسه ميت من شهر بس، ثانيًا بقا، أزاي الأمر جه بالسرعة دي؟ فحجتنا إن أهلك هيروحوا زيارة للحج وهيقعدوا تقريبًا ٣ شهور ومش هينفع تعيشي لوحدك طول الفترة دي فأحسن حل إننا نقدم ميعاد الجواز.
لقى حل سريعًا لكل مشاكلهم، ولكنه لا حل لقلبها المكسور.
هزت رأسها موافقة ونهضت لتعود لشقتها بروح دامية شريدة، كأنها انفصلت عن عالمنا.
تنفس بعمق يحاول تهدأت جسده المتشنج، أراح رأسه على ظهر مقعده، وغامت عيناه بها.
زهرة تتفتح ويزداد رحيقها، بسمتها ومرحها الذي ينافي هدوءها في أغلب الأحيان، ثقافتها وتحضرها، كل هذا طار ولم يبقى منه حتى أثر، بل ما بقى حطام أنثى مغدورة.
___________________________________
تحضيرات الزفاف تسير على أكمل وجه، حمودة لا يقصر بشيء أبدًا، وهدى تطير فرحًا بقرب لقائهما الذي طالما حلما به.
حنين ونيرة حولها، تحفانها بسعادة لا تقل عنها.
_ ربنا يكرمك يا حنين يا رب وتحصليني.
قالتها هدى بدعاء صادق، فتمتمت نيرة بسخرية:
_ لما يفك لوح التلج.
سمعتها حنين لتنخرط ضاحكة بشدة معلقة:
_ يخرب عقلك يا نيرة.
_ هو أخويا أه، بس أعترف إنه جبلة كدا، ومرات صراحة بحس إن عقله بيوقف فـ أي شيء غير الورشة، كأنه بقا حديدة زي الحديد اللي مالي الورشة.
صاحت حنين بيأس:
_ أحنا هنوجع قلبنا ليه! غيروا السيرة الغم دي.
دوى صوت هدى فجأة في سؤال أربك نيرة:
_ أنتِ يا زفتة، قلبك مدقش لأي حديدة قبل كدا أو حتى لوح تلج؟
ضحكت حنين مجددًا لترد نيرة بخجل:
_ قلب أي بس ودق أي! أنا كدا تمام، واللّٰه كل ما أشوف حالتكم المدهولة دي بحمد ربنا على النعمة اللي أنا فيها، بلا وجع قلب.
ضحكن الثلاثة بمرح، لتمسك حنين بالدف ووقفت تغني بصخب:
_ وأدلعي يا حلوة يا زينة، يا وردة من جوه جنينة…
مسحت إعتماد بعض العبرات التي خانتها وهي ترى سعادة ابنتها وضحكها، هي لم ترض عن زواجها بحمودة للآن ولكنها سعدت حقًا لسعادة ابنتها وتمنت لها الراحة والفرح الدائم، فهي أم بالنهاية كل ما يرضي قلبها ضحكة ابنتها بصدق.
___________________________________
انتهى حفل الزفاف على خير، والفرحة تحوم حولهم مشعة بألوانها الوهاجة، فرحتهم طغت على جميع سكان الحي ليشاركوهم فرحة هذه الليلة.
ودعت إعتماد ابنتها على باب شقتها، وعانقتها بحنو وفرحة واستهلت بالبكاء وهي تخبرها برفق متمنية السعادة لها:
_ هدى يا حبيبتي، أنا كل همي تكوني سعيدة يا روحي، عمري ما تمنيت ليكِ الشر أبدًا، يلا خلي بالك من نفسك ومن جوزك يا حبيبتي.
قبلتها عدة قبلات على وجنتيها بمحبة صادقة، ونقلت نظرها لحمودة المتململ في وقفته:
_ خلي بالك منها يا حمودة، شيلها فـ عينيك يا بني.
_ دي عيوني اللي بشوف بيها أصلًا يا ست إعتماد، بتوصيني عليها؟! يلا تصبحي على خير يا حماتي.
لم ينتظر ردها أو تتحرك حتى وسحب هدى خلفه لداخل الشقة وأغلقها بوجه إعتماد بفظاظة.
_ أي؟
فركت كفيها بتوتر ووجنتها اشتعلت بخجل، فرددت خلفه بتوتر:
_ أي!
_ تحبي نصلي الأول؟
ردت بهدوء ومازالت على إشتعالها خجلًا، لم تكن لتتخيل خجلها المبالغ فيه هذا، وهي لطالما كانت شجاعة لا يهمها أحد، فردت بهدوء تهز رأسها عدة مرات:
_ أكيد، أنا أساسًا متوضية.
_ طيب أنا هتوضى وارجعلك.
تركها على راحتها قليلًا، وعاد بعد أن توضى، فصلت خلفه بفستان زفافها، وهذه كانت امنيتها أن يؤم بها زوجها بفستان زفافها الأبيض الوضاء.
أوقفها برفق وحاوط وجهها بكفيه الخشنة، وطبع شفتيه على جبينها برقة وخلع عنها طرحتها لينسدل شعرها الطويل نسبيًا بسواده اللامع كعينيها تمامًا، وعاد يطوق وجهها مرة أخرى بحنان، فسرت قشعريرة بطول عمودها وتملكتها مشاعر متداخلة غريبة، ولكنها جميلة، أحبتها.
تعمق في مشاعره لها، وحركه شوقه الجارف لإمتصاص رحيقها، والتمتع بعبق رائحتها.
تملصت من يده وركضت هربًا منه، وقف للحظات، مشدوهًا، يحاول إستيعاب ما فعلته سُكرته.
صاح بها في ضجر وتحسر:
_ أستني هنا يا هدى هو دا وقت جري!
رفعت طرف فستانها عندما اقترب منها وركضت مرة أخرى تصرخ ضاحكة بجزل وجنون، جنون الحب، وشعرها يرفل خلفها بسحر مغوٍ يخلب عقله، أمسكها أخيرًا بإحكام، فسكتت ضحكاتها ونظرت له بإبتسامة متسعة، وصدرها يعلو ويهبط من فرط ركضها، أما هو فأخذ يهدئ من أنفاسه المتلاحقة وهتف بها:
_ هو دا وقت لعب يا حبيبتي، في حاجات أهم.
ردت بعدم فهم مضيقة مقلتيها:
_ حاجات أي دي؟
اقترب من أذنها ولمس بشرة صدغها بشفتيه يهمس لها لتنفجر الدماء بوجهها، فدفعته عنها مغمغة بحدة:
_ قليل الأدب، أوعى أنا عاوزة أنام.
تشدق بتهكم واقترب منها بوجهه بعصبية:
_ نعم ياختي! يعني أنا مشتري شقة ودافع مهر وعفش وفرش وفـ الآخر تقوليلي عاوزة أنام، اتعدلي كدا يا سُكر اللّٰه.
كتمت ضحكتها بصعوبة وظلت على رأيها، وقالت ببرود:
_ واللّٰه حضرتك قاعد معايا فـ الشقة مش قاعدة لوحدي.
احتد صوته واقترب منها في سرعة وحملها فوق كتفه، فصاحت به بنزق، وقاومته بشراسة
_ نزلني يا محمود.
أما هو فلم يبالي فقط تمتم بتصميم:
_ لا يا حلوة دا فـ بُعدك، مش هتبقي أنتِ وأمك عليا.
_____________________-_____________
بعد الفرح أخذ مصطفى الفتاتين لبنايتهم، وقفوا أمام بابي شقتهما، فأمر أخته بالدخول شقتهم لأنه يريد التحدث مع حنين قليلًا، والتي حالما سمعت جملته انتفض جسدها وتوترت أعصابها، وقفت تنتظر مبادرته بالحديث، وهي كمن تتلوى على جمر.
سألها بهدوء ظاهري، لكنها تلمست الغضب في نبرته:
_ هو سليم بيضايقك فعلًا؟
اجفلت من الصدمة ورفرفت بأهدابها لترد بتوتر كاذبة، لو أخبرته الحقيقة سيمنعها بكل سطوة من العمل مرة أخرى، وربما دفنها في الشقة، وهي خير من تعلم بنوبات غضبه، وخاصة عندما يمسها أو يمس أخته نيرة خطر.
_ لا دا محصلش.
حدجها بقوة مشككًا غير مقتنع بردها، ولكنه تقبله على أي حال حتى لا تحمل له أي مقت أو حزن في قلبها.
_ حنين لو حد بس فكر يقرب منك قوليلي، تمام.
هزت رأسها بطواعية دون أن تنطق بحرف، فقال بشك:
_ أنتِ متأكدة إن مفيش حد ضايقك؟
أرادت رد شكه عنها فصاحت بهجوم ودفاع، وقد تخصرت ورفعت حاجبها الأيسر في تحد:
_ هو أنت بتراقبني ولا أي يسطا مصطفى!
أسلوبها استفزه بشدة، فسارع بالتقدم منها في خطر وهسهس بنذير شر:
_ أبعدي أيدك عن وسطك واتكلمي عدل أحسن ليكِ..
حاد بنظره على حاجبها المرفوع فتابع بنبرة أكثر حدة:
_ ونزلي حاجبك دا كمان.
أرخت ذراعيها بجانبها وأخفضت حاجبها، تبتلع ريقها في خوف.
أي حماقة افتعلتها؟ تريد تحديه ومخالفة أوامره! غبية هي إن ظنت أنها تفعل.
هو فقط عدم أهتمامه بحبها له أعماها فأخرجت غضبها منه بشكل غير مباشر.
_ ادخلي يلا الشقة.
ارتجفت من صوته العالي فركضت سريعًا داخل شقتها، وتوجه هو من فوره لشقته.
____________________________-______
تألمها بعشق وعدم تصديق، أخيرًا حبيبته بين يديه تشاركه فراشه، لم يستوعب للآن أنها أصبحت له ولا سبيل لتدخل والدتها في علاقتهما مرة أخرى.
مسد شعرها الذي استنشقه مرارًا ولم يمل رائحته، كل شيء بها يجذبه بشدة، هائمًا بكل تفاصيلها.
تحقق حلمه وانزاحت كوابيسه من أن يفقدها.
_ أنا مستحيل أسيبك يا هدى ولا أخلي حد يفرق بينا، هتفضلي ليا لأخر يوم فـ عمرك.
وأنا قد العالم لو هيقف كله ضدنا.
همس بها لنفسه بقوة مضنية، في توحش عيناه ازدادت قسوة ولمحة من الماضي الأليم لاحقته.
“خلي بالك من هدى يا صحبي، أنا مش عارف هغيب قد أي، بس عارف إنك هتحافظ عليها لحد ما أرجع واتجوزها، سايبها فـ أمانتك، تمام يا حمودة.”
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أحكام القلوب)