روايات

رواية أحببت مختمرة الفصل الثامن 8 بقلم هايدي وهب

رواية أحببت مختمرة الفصل الثامن 8 بقلم هايدي وهب

رواية أحببت مختمرة الجزء الثامن

رواية أحببت مختمرة البارت الثامن

أحببت مختمرة
أحببت مختمرة

رواية أحببت مختمرة الحلقة الثامنة

في الكافيه، الجو ساكت والبحر بيهمس بهدوء… لكن اللي جوا هايدي كان عاصفة.
فهد بيبص لها، لقى وشها اتحول من الحزن للشرود، ومن الشرود للنار اللي طالعه من غير صوت.
وفجأة…
؟؟؟ من بعيد: فههههد!
فهد لف بسرعة، ووشه اتبدل، وهايدي لاحظت التوتر في عينيه
هايدي بهمس: تعرفها؟
فهد: كانت… من زمان.
البنت قربت بخطوات تقيلة ومليانة ثقة:
البنت بصوت ملسوع: بقالك كتير مبتردش… قلت يمكن تشوفني تفتكر الأيام الحلوة
فهد بجفاف: إيه اللي جابك هنا يا يارا؟
يارا بصت لهايدي: ومين دي؟
ماعرفنيش بيك؟
ولا أنت بقيت بتخبي كمان؟
فهد واقف وبصلها بحدّة: كفاية… امشي
يارا بضحكة مستفزة: الله الله، كنت بتقوليلي زمان “إنتي الوحيدة اللي فهماني”
فين الكلام ده؟
نسيته ولا بتحاول تضحك على البنوتة الغلبانة؟
هايدي قامت، قلبها بيتكسر وبيغلي في نفس الوقت
هايدي: فهد… أنا هقوم
فهد ماسك إيدها: لا… خليكِ
يارا بهمس لهايدي وهي معدّية: خلي بالك… فهد بيحب يلعب دور البطل
بس البطل الحقيقي ما بيكسرش قلوب وابثى اسأليه على وعد فبراير
يارا مشيت، وهايدي قاعدة ساكتة… مش باصه لفهد، ولا للبحر… باصه للوجع اللي رجع يقرص على قلبها تاني
فهد بهدوء: هايدي، بصيلي
هايدي: هي كانت خطيبتك؟
فهد تنهد: كنت تايه… وكانت جزء من ضياعي
لكن عمري ما حبيتها، كنت بتهرب من نفسي بيها
هايدي: وأنا؟ مش خايف تكون بتتهرب بيا دلوقتي؟
فهد قرب منها، وقال بحزم: لأ
إنتِ الشخص الوحيد اللي قدامي… مش ورايا
هايدي دمعتها نزلت… لكن قلبها اتحرك بشويّة شك
هايدي بهمس: وعد فبراير… يعني إيه؟
فهد اتصدم، وعنيه اتملّت أسى
فهد: وعد كنا عاملينه إننا نكمل بعض… بس خانتني
ووقتها وعدت نفسي ماكونش الشخص ده تاني… الشخص اللي بيقع في فخ وهم
هايدي: بس أنا مش وهم؟
فهد: إنتِ الحقيقة الوحيدة اللي خوفت أخسرها
هايدي بصت له بحيرة، وقامت تمشي
فهد: رايحة فين؟
هايدي: رايحة أراجع نفسي
مش عشانك… علشاني
هايدى مشيت وسابتوا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بليل وهايدى قاعده فى اوضتها لقت رساله مبعوتلها انستا من حد غريب وفتحت الرساله
كانت رساله من يارا لى هايدى بعد ما شافتها فى الكافيه
مساء الخير يا هايدي،أنا يارا… يمكن معرفتنيش، بس أنا عرفت كل حاجة عنك من فهد.
حبيت أقولك إنك بنت طيبة… شكلك بتحبيه جدًا، واضح في عينيك. بس خديني على قد نيّتي، اللي عرف فهد قبلك… يعرف كويس هو بيحب يهرب من إيه، مش بيحب مين.
فهد دايمًا بيقع في حتة “المنقذ”، بيحب يحس إنه بينقذ البنات، يشيلهم من على الأرض ويوعدهم بالسماء… ولما يقفوا على رجليهم؟ بيمشي يدور على حد تاني ينقذه.
متزعليش مني، أنا مش جاية أفسدلك فرحتك، بالعكس… حبيت بس تبقي عارفة إن الحب الحقيقي مابيجيش وقت الحزن، بيجي بعد ما تتوازني… ووقتها هتشوفي هو كان بيحبك، ولا بيحب دوره في حياتك.
كل التوفيق ليكي… ويا رب تكوني أقوى مننا كلنا.
هايدى بصت فى المرايه
هايدى: هو ممكن يكون بيشفق عليا مش بيحبنى
وبقت تبعد عن فهد
فهد بيكلمها بصوته الهادي المعتاد: هايدي… هتفضلي ساكتة لحد إمتى؟
هايدي من غير ما تبصله: مش ساكتة… بس زهقت من الكلام
فهد قرب منها: فيه إيه؟ أنا حاسس إنك مش هنا… مش معايا
هايدي ببرود: ولما كنت مع يارا… كنت هنا؟
فهد اتفاجئ، وسكت ثواني:آه… جالك منها حاجة، صح؟
هايدي بحدة لأول مرة: جالي منها رسالة، كلها سم، وكلها حاجات لو شوفتها في غيرك، كنت صدقتها
فهد بتنهيدة:
أنا آسف… يارا ماضي وأنا قفلت الصفحة دي
هايدي بمرارة: بس أنا مش قادرة أقفلها… مش طالبة منك تبرر، بس لما واحدة تقولي إنك بتحب دور المنقذ، مش الشخص نفسه… يحقلي أشك
فهد قرب أكتر، بصوت مكسور: يبقى عرفتي أكتر نقطة كنت بكرهها في نفسي… وده معناه إني اتغيرت
هايدي بصوت هادي لكن قاطع: أنا مش لعبة تتلعب بيها وأنت بتحاول تصلح نفسك
أنا بني آدم… بيوجع، بيشك، وبيتأثر
وأنت يا فهد… يا تحبني علشاني
يا تسيبني لحد يحبني من غير ما ينقذني
فهد وقف ساكت… بيستوعب الكلام زي صفعة ناعمة… بس قوية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فهد بيروح البيت، يفتح موبايله… يفتح إنستا… يلاقي رسائل قديمة من يارا
يفتح آخر رسالة منها: مش هتبطل تلعب دور البطل… بس كل بطلة وراها نهاية
فهد بيضغط “حذف المحادثة”
يفتح الأرقام… يلاقي رقمها…
يضغط “حذف جهة الاتصال”
ويكتب في ملاحظاته جملة واحدة:
“أنا مش منقذ… أنا راجل، بحبها وهي قوية حتى لو كانت مكسورة”
(ويمسح بعدها كل صوره القديمة، ويبدأ فولدر جديد باسم “أنا وهي”)
فهد يبعث لهايدي رسالة: أنا محيت اللي يوجعك… لو تقدري تمحي كلامها، إحنا نبدأ من هنا. مش علشان أنقذك، لكن علشان نعيش سوا وأنتي عارفة قيمتك.
هايدى برساله بسيطه: سيبنى دلوقتى افكر لى وحدى وهرد عليك بكرا
هايدى بقت تفكر هى فعلا ممكن تكون ماضى وعايزه تنتقم منوا
هايدى كلمت واحده صحبتها
هايدى: ازيك يابت يامنه يا مخبرات
منه: اى ياسطا انا فى الخدمه
هايدى: هديكى اسم حد وتقوليلى اى ماضيه علشان فى حوار مابينه ومابين خطيبي ماشى
منه: ابعتى وميكونش عندك فكره
هايدى: اشطا
هايدى بعتتلها اكونت يارا
عدى ساعات ومنه رنت على هايدى
هايدى: اى ياوليه
منه بصوت غامض: هايدي… البت دي مش بسيطة!
هايدي اتوترت: قصدك إيه؟ طلعتي بإيه؟
منه: اسمعي بقى، أنا قلبت في أكونتها القديم، وفي جروبات كانت فيها، وسألت حد من أيام الجامعة… البت دي لعبت على كذا واحد قبل كده بنفس الأسلوب.
هايدي: تقصدي إيه؟
منه: يعني كانت تدخل في حياة أي حد بتحسه طيب أو متلخبط، وتخليه يتعلق بيها، وبعد ما تسيبه، تفضل تلاحقه بكلام عن الماضي، وتشوّه صورته عند أي بنت يدخلها حياته بعدين.
هايدي بنبرة مصدومة: يعني بتنتقم؟
منه: بالظبط كده… مش أول مرة تعمل كده، والظاهر إن فهد مش الوحيد في القايمة. البت بتحب تبان الضحية، بس هي اللي بتجرح الأول.
هايدي بهمس: يعني فهد ممكن يكون صادق؟
منه: أنا مش بقولك ارجعي له فوراً، بس ما تبنيش قراراتك على كلام واحدة زي دي. شوفيه بعينك، مش بعين غيرك.
هايدي سكتت، وقلبها بدأ يهدى شوية… بس عقلها لسه مش مطمن.
هايدي لنفسها: يمكن فهد يستحق فرصة… مش علشان أنقذه، بس علشان أنقذ نفسي من الندم.
هايدى بقت تفكر وتراود نفسها
هايدى قررت تختبروا
اليوم اللي بعده… هايدي بعتتله: فهد… ممكن نتقابل في مكان بسيط؟ مش كافيه ولا مطعم… أنا عندي طلب مختلف
فهد رد بسرعة: قوليله وأنا هكون هناك قبلك
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فى مكان شعبي هادي، فيه أطفال من دور أيتام بيلعبوا حوالين هايدي، وهي قاعدة على طربيزة بلاستيك صغيرة، لابسة لبس بسيط جدًا، وشايلة شوية شنط فيها ألوان وهدايا.
فهد دخل، استغرب المشهد شوية… لكنه ابتسم وهو بيقرب.
هايدي بهدوء: كنت محتاجة أشوف هتتضايق ولا هتفرح… لما تشوفني في وسط كل البساطة دي.
فهد قعد جنبها: فرحت… لأني شوفتك طبيعية، وبتلمعي من غير أي حاجة حواليكي
هايدي: طب لو قلتلك إننا النهاردة هنقضي ساعتين نلعب مع الأطفال، ونجمع تبرعات ونوزع شنط؟
فهد من غير تفكير: أنا أول واحد… بس فيه شنطة زيادة؟ عاوز أبدأ دلوقتي.
طفل صغير بيقرب من فهد: عمو… ممكن أشيل عنك دي؟
فهد جثى على ركبته، وبص للولد: ممكن تشيل معايا… بس مش عني. إحنا فريق
هايدي بصت له، وقلبها ارتجف. شافت فيه حنية مش بتمثل… وصدق بيخرج من تصرفاته مش من كلامه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد ما خلص اليوم، وهما ماشيين على البحر
هايدي: ليه وافقت من غير ما تسأل؟ ماخفتش أكون
بختبرك؟
فهد ابتسم وهو بيبص قدامه: لو كنتِ بتختبريني علشان تشوفي إذا كنت مناسب ليكي، فده شرف ليا… ولو فشلت، تبقى دي مش مشكلتك… دي تبقى غلطتي.
هايدي بعينين فيها دموع: فهد… أنا كنت فعلاً محتاجة أشوفك بتتعامل مع الناس من غير ما تلبس دور المنقذ
فهد: يمكن أنا فعلاً كنت زمان بحب أبقى البطل… بس دلوقتي؟ أنا عايز أكون بني آدم بيحب بني آدمة… من غير أدوار، ولا مشاهد
هايدي بهدوء حقيقي: ممكن نبدأ من هنا؟
فهد: ومن هنا بس… وهنكمل سوا

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أحببت مختمرة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى